مشاهدة النسخة كاملة : سر الحياة


مخلصة
05-05-2013, 12:49 PM
يحكى انه كان في سالف العصر و الزمان ملك له ابن وحيد، و كان أميرا قويا شجاعا يتمتع بالذكاء الحاد

أراد الملك أن يعزز تجربة ابنه في ال...حياة فبعث به الى حكيم البلدة ليعلمه

سأل الامير الحكيم : علمني ما درب الحياة ؟ قال : كلماتي يمحوهن الزمن … كالريح تمحو خطواتك على الرمل … لكني سأكون لك ناصحا ، فاصغ الي جيدا .. على دربك ثلاثة ابواب على كل منه حكمة اوتيتها … تمعنها و كن بها عاملا … و لا تعقب وراءك ناكصا … فسيكون الندم لك مؤنسا، فلا تتردد و اقتحم كل باب متوكلا …. فالله خير ناصرا… عش كل تجربة بكامل جوارحك .. و ملئ قلبك … امض .. فالطريق امامك ... و اختفى الحكيم .

و بدأ صراع الأمير على الدرب …. و لم يلبث طويلا حتى وجد الامير نفسه امام باب كتب عليه:

۩♥۩۩♥۩ غير الدنيا ۩♥۩۩♥۩

فقال لنفسه : طالما حلمت بذلك فأمور كثيرة لا تعجبني وقد آن الأوان أن أغير

و اقتحم أول صراع له بملئ قوته و ***وانه ، حبه للسيطرة و المثالية دفعته لفتح الأرض و التوسع فيها ، هيكل الحقيقة حسب رؤيته ، وجد في نفسه لذة المنتصر ، المسيطر … لكن غابت عنه حكمة المدبر.. و نسي أن الله هو المسير …. فقد تمكن من تغيير بعض الأمور ..لا كلها.

بعد سنوات التقي الأمير بالحكيم فسأله هذا الأخير : ماذا وجدت ؟ قال : تعلمت أمرا و غابت عني امور .. تعلمت أن أتحكم بما هو بيدي .. لا بما ينفلت مني. فأجاب الحكيم : جيد .. أذن استخدم قوتك .. في حيز قدرتك .. ولا تشغل نفسك بما لا طائل منه … فلا تزال الطريق طويلة أمامك … و اختفى الحكيم مجددا

بعد مدة وجد الأمير نفسه أمام باب ثاني كتب عليه:

۩♥۩۩♥۩ غير الاخرين ۩♥۩۩♥۩

فقال : طالما أردت ذلك ، فالآخرين هم حقا مصدر السعادة و الفرح و كل ما هو جميل في الحياة .. مثلما هم مصدر للألم و الحزن و الخوف … و علي أن أغيرهم

وأقتحم صراعه الثاني ضد كل ما يكره عند الآخرين .. حسب رؤيته … يلين شخصيتهم .. يجتث مساوئهم … يحاول تغييرهم بشتى الوسائل .. لكن

بعد سنوات وبينما هو منكب حول جدوى حربه لتغيير الآخرين اذ بالحكيم يظهر أمامه و يسأله : ماذا وجدت ؟ قال : تعلمت أن الآخرين ليسوا سببا لسعادتي و لا لتعاستي ، فهم فقط العامل الذي يكشفني لذاتي ... فأنا صانع السعادة و أنا صانع الحزن ، و الأمر أولا و آخرا لا يعود الا إلي .. إلي وحدي فأجاب الحكيم: صدقت … هذا جيد .. فالآخرون يكشفون لك شخصيتك … طباعك … محاسنها ومساوءها .. سعادتها و ألمها …. فكن شاكرا لمن لهم الفضل عليك في سعادتك …. و افعل بالمثل مع من هم سببا في حزنك و ألمك … فالحياة من خلالهم تعلمك … واختفى الحكيم


و أكمل الأمير مسيره فوجد الباب الثالث و الأخير كتب عليه:

۩♥۩۩♥۩ غير نفسك ۩♥۩۩♥۩

فقال في نفسه : ان كنت أنا .. أنا المسؤول الوحيد عن مشاكلي في الحياة ، فعلي أن أغير نفسي … وأقتحم الصراع الأكبر … مجاهدة النفس … انكب على طباعه ، حاول اكتشاف اخطاءه ، تصحيحها، تعديلها … قرر تغيير كل ما لم يكن يعجبه في شخصيته … كل ما لا يلائم نظرته للمثالية

و بعد سنوات من الصراع الداخلي ، الذي ذاق فيه الإخفاق و النجاح …. الخسران و الفلاح … يلتقي بالحكيم فيسأله : ماذا وجدت ؟ قال : وجدت أن في أنفسنا طباعا نستطيع تغييرها الى الأحسن ... و أخرى يصعب التغلب عليها .. جيد أجاب الحكيم لكني بت اتعب من كل هذه الصراعات .. ألن تنتهي ؟ … متى يا ترى تسكن نفسي .. فالحياة قد أرهقتني …،

رد الحكيم : لا تقلق ، لا يزال لك معي امتحان أخير .. لم يبق لك الا القدر اليسير … لكن قبل ذلك، انظر خلفك … و تمعن في الطريق التي قطعتها وراءك

و اختفى الحكيم … نظر الشاب خلفه ، فتعجب من طول الطريق ، ولمح من بعيد … على خلفية الباب الأخير …. عبارة:

۩♥۩۩♥۩ تقبل نفسك ۩♥۩۩♥۩

استغرب الأمير الشاب ، إذ أنه لم يرى العبارة من قبل … فالصراع يجعل صاحبه أعمى ، و نظر حول الباب فاذا هو مقفول أمامه، كل ما رفضه من شخصيته، كل ما حاربه … .مساوءه …. مخاوفه …. حدود قدراته و مدى عجزه ..، أشباح الفشل التي كانت تلاحقه ، و تعلم أن يتقبلها كلها ، كيف ما كانت ، تعلم أن يحب ذاته ، الا يصدر الأحكام المسبقة عليها ، وأن لا يقارن نفسه بالآخرين …

يظهر الحكيم مجددا و يسأله : ماذا تعلمت ؟ قال : تعلمت أن أتقبل ذاتي، كما هي، كاملة، و بلا شروط

أجاب الحكيم : جيد .. ها قد تعلمت الحكمة الأولى … واصل تخطى الأمير الباب الثالث و اذ به يلمح عبارة أخرى على الباب الثاني لم يرها من قبل

۩♥۩۩♥۩ تقبل الاخرين ۩♥۩۩♥۩

استغرب الأمير الشاب، إذ أنه لم ير العبارة سابقا …، نظر من حوله ، فعقل كل من رفضهم، كل من خالطهم، الذين أحبهم و الذين كرههم ، كل من ساندهم و كل من حاربهم … لكنه اليوم بات عاجزا عن رؤية عيوبهم .. تعلم أن يتقبلهم .. بكل بساطة.


و يظهر الحكيم من جديد و يسأله : ماذا تعلمت ؟ قال : تعلمت أنني إذا تقبلت ذاتي و صالحتها ، لم يعد لي ما ألوم الآخرين عليه ، بل العكس تعلمت أن أتقبلهم كما هم و بلا شروط أجاب الحكيم : جيد .. ها قد تعلمت الحكمة الثانية ,… واصل

و يتخطى الأمير الباب الثاني … و يلمح من بعيد كتابة على الباب الأول لم يرها من قبل

۩♥۩۩♥۩ تقبل الدنيا ۩♥۩۩♥۩

فقال في نفسه: عبارة أخرى لم المحها سابقا …. ما أعماني عليها و راح يتأمل …. في تلك الدنيا التي أراد أن يملكها ، أن يغيرها، على طريقته ، ينسجها …. كم كانت رائعة … كم كان جميلا كل شئ من حوله … حتى الأمور التي لم تسر حسبما أراد باتت لصالحه …. فكل شي يحدث لحكمة نجهلها .. قدرها العليم الخبير بقدرته .

و يلتقي الأمير بالحكيم فيسأله : ماذا تعلمت ؟ قال : تعلمت أن الدنيا هي مرآة لذاتنا ، فذاتي لا ترى الدنيا بل ترى نفسها فيها ، فأن سعدت , أشرقت لها الدنيا بأحلى ما فيها ، و ان حزنت، انقلبت ظلمة و خابت فيها أمانيها … الدنيا .واقع و حقيقة .. وعلينا تقبلها كيف ما كانت …لقد تعلمت ان أتقبله،ا كاملة، و بلا شروط

أجاب الحكيم: جيد ها أنت في توافق مع ذاتك … مع الآخرين …. و مع الدنيا

ابتسم الأمير .. أخذ نفسا عميقا …. مع احساس بالطمأنينة ينتابه ، راحة غامرة تجتاحه ، وهدوء يرتسم على محياه

ويختم الحكيم قائلا: قد اتممت الاختبار و حققت الانتصار … الآن صرت قادرا على أن تتخطى درب الحياه … فسر في توفيق الله

الخلاصة:

۩۩♥۩ تعلموا ان تتقبلوا انفسكم .. ان تتقبلوا غيركم .. ان تتقبلوا الدنيا ۩♥۩۩

ahmed abosh
05-05-2013, 03:28 PM
تسلم الايادى
بارك الله فيك وفى اسرتك الكريمه

مخلصة
05-05-2013, 08:49 PM
تسلم الايادى
بارك الله فيك وفى اسرتك الكريمه
شكرا للمشاركة الجميلة

faten forever
05-05-2013, 09:11 PM
موضوع رائع

جزاك الله خيرا

نسيــــــم الجنـــــــــة
06-05-2013, 12:28 AM
مشاركة جميلة جداااااااا ... يسلمووووو