simsim elmasry
10-05-2013, 01:36 PM
د.حلمى الجزار (http://www.ahram.org.eg/WriterArticles/666/2013/0.aspx)
http://egyptwindow.net/Uploadedimage/NewsImg/09_11_12_04_21_%D8%AD%D9%84%D9%85%D9%8A%20%D8%A7%D 9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%B1.jpg
توجد قاعدة معروفة تقرر أنه لا اجتهاد مع النص, والمقصود أن النص إذا كان قطعي الثبوت وقطعي الدلالة فلا مجال للاجتهاد, ولكن توجد نصوص قطعية الثبوت دون أن تكون قطعية الدلالة وهي النصوص قطعية الثبوت ظنية الدلالة.
لذا كان الاجتهاد ضروريا لفهم النص الذي يمكن تأويله أو تفسيره علي أكثر من وجه. بل إن طريقة قراءة النص قد تعطي أكثر من فهم واحد, ولعل ذلك يكون واضحا حينما نقرأ قوله تعالي: ذلك الكتاب لا ريب فيه هدي للمتقين( البقرة-2), فإذا وقفنا عند كلمة لا ريب وقرأنا ذلك الكتاب لا ريب- فيه هدي للمتقين, فإن المرء يفهم أن القرآن الكريم فيه هدي للمتقين, أما إذا كان الوقف عند كلمة فيه وقرأنا ذلك الكتاب لا ريب فيه- هدي للمتقين, فالمعني الأقرب أن القرآن الكريم كله هدي للمتقين.
وفي أمر متصل بفهم الواقع علق النبي- صلي الله عليه وسلم- علي حادثة الصحابي الذي كان يعاني من جرح وسأل رفاقه في السفر عن إمكانية التيمم لأنه لا يقوي علي الاغتسال من جنابة أصابته, فأجابوه أنه لا بد من استعمال الماء, فاغتسل فمات, فلما علم النبي- صلي الله عليه وسلم- بذلك قال: ألم يكن شفاء العي السؤال؟!. لذا كان العلم بالشيء والإحاطة به أساسا لإصدار الفتاوي.
والنصوص في القرآن وصحيح السنة مقطوع بقدسيتها, لكن أفهام البشر- ولو كانوا علماء- ليست لها قدسية لكن لها كل احترام وتقدير ويمكن الأخذ منها والترك. وفي هذا الباب يقول الإمام حسن البنا في أصول الفهم العشرين من رسالته القيمة التعاليم: كل أحد يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم- صلي الله عليه وسلم-, وقبل ذلك بزمان طويل قال الإمام الشافعي- رحمه الله-: رأيي صواب يحتمل الخطأ, ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب, وبعض الشراح يفضلون علي قول الإمام الشافعي قول الإمام أبي حنيفة النعمان علمنا هذا رأي, وهو أحسن ما قدرنا عليه, ومن جاءنا بأحسن منه قبلناه منه. ووجه التفضيل هنا أن الإمام أبا حنيفة لم يصف رأيه بالصواب ورأي غيره بالخطأ وإنما تناول الأمر بخلفية متساوية بين رأيه ورأي غيره.
ومجمل ما يستفاد من هذه الأقوال أنه لا قداسة لرأي بشر أو فهمه, بل باب الاجتهاد مفتوح بشرائطه الشرعية والمنطقية.
ولما كانت الأفهام متفاوتة, فإنه لا يجوز نقلا وعقلا أن يكون هذا الأمر مدعاة للفرقة والاختلاف, ولا ينكر صاحب رأي علي صاحب الرأي المخالف, ولقد أثر عن صحابة النبي- صلي الله عليه وسلم- أن بعضهم يصوم في السفر والبعض الآخر يفطر( أخذا بالرخصة) ولا ينكر صائم علي مفطر ولا مفطر علي صائم, بل أكثر من ذلك ففي إحدي مرات السفر إجتهد المفطرون في خدمة الركب المسافر وكان فيهم الصائم والمفطر, ولم ينافسهم في ذلك الصائمون حيث كان اليوم شديد الحرارة فقال النبي- صلي الله عليه وسلم-: ذهب المفطرون اليوم بالأجر.
وحينما كنا طلابا بجامعة القاهرة أقمنا مخيما بالمدينة الجامعية, وكان من عادتنا أن نصوم الإثنين والخميس, وتم انتداب بعضنا للمرور علي الأساتذة المحاضرين أو اصطحابهم لمكان المخيم, وكنت واحدا من هؤلاء فأفطرنا ولم نصم, وكان ممن مررنا عليهم فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي, فلما علم أننا أفطرنا لكي نقوي علي التنقل في صيف القاهرة الحار, أعجب بذلك وقال هذا فقه حسن.
حينما نطبق ما سبق علي موضوع تهنئة الإخوة الأقباط بأعيادهم نجد أن الأمر فيه سعة وأن تناوله سلبا أو إيجابا لا يصب في المصلحة العامة, لأننا ومنذ قرون طويلة نعيش في نفس الوطن, وتمر علينا الأعياد عاما بعد عام, ولم يظهر هذا الخلاف إلا في العقود الأخيرة ربما تأثرا بالوضع المحتقن الذي أنتجته حوادث متعددة وجهات كثيرة غابت عنها مصلحة الوطن وتقدمت عندها مصلحة الإنتماء الحزبي أو العقائدي.
وفي الإسلام عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق, وبدهي جدا أن العقائد والعبادات سوف تتباين من دين إلي دين, أما المعاملات فمنها ما هو محكوم بنصوص قطعية لا تقبل الاجتهاد كرفض التعامل بالربا, ومنها ما هو محل اجتهاد وتعدد رؤي. وإن كان الأمر كذلك فإدراك الواقع يوجب علينا أن نسعي جاهدين لتخفيف الاحتقان وليس لتأجيجه, ولنشر المودة والمحبة بدلا من الإعراض والتباعد, وعلي ذلك فالتهنئة لإخواننا الأقباط لا تستدعي بالضرورة إستدعاء الخلاف العقدي( أو العقائدي), فليس كل من هنأ زميله أو جاره أو شريكه في الوطن يوافقه بالضرورة علي اختيار العقيدة. إن الإسلام سمح بالزواج من الكتابيات( المسيحيات أو اليهوديات) وقد يثمر هذا الزواج أولادا لهم أخوال مسيحيون أو يهود, فهل يعقل ألا تتم التهنئة بالأعياد بين أهل الأسرة الواحدة أو العائلة الواحدة أو الوطن الواحد؟!. ولأن الأمر فيه سعة ولأننا مأمورون بقوله تعالي: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم, إن الله يحب المقسطين( الممتحنة-8), فإني أري أن من البر والقسط أن أقول لشركاء الوطن من الأقباط كل عام وأنتم بخير مع إيماني بما جاء في الآيتين(157 و158) من سورة النساء, فهذا إدراك للواقع مع فهم لا أدعي له قدسية. مرة أخري كل عام وأنتم بخير يا أقباط مصر.
http://www.ahram.org.eg/News/814/4/208996/%D9%82%D8%B6%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%A1/%D9%81%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5-%D9%88%D8%A5%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9.aspx
http://egyptwindow.net/Uploadedimage/NewsImg/09_11_12_04_21_%D8%AD%D9%84%D9%85%D9%8A%20%D8%A7%D 9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%B1.jpg
توجد قاعدة معروفة تقرر أنه لا اجتهاد مع النص, والمقصود أن النص إذا كان قطعي الثبوت وقطعي الدلالة فلا مجال للاجتهاد, ولكن توجد نصوص قطعية الثبوت دون أن تكون قطعية الدلالة وهي النصوص قطعية الثبوت ظنية الدلالة.
لذا كان الاجتهاد ضروريا لفهم النص الذي يمكن تأويله أو تفسيره علي أكثر من وجه. بل إن طريقة قراءة النص قد تعطي أكثر من فهم واحد, ولعل ذلك يكون واضحا حينما نقرأ قوله تعالي: ذلك الكتاب لا ريب فيه هدي للمتقين( البقرة-2), فإذا وقفنا عند كلمة لا ريب وقرأنا ذلك الكتاب لا ريب- فيه هدي للمتقين, فإن المرء يفهم أن القرآن الكريم فيه هدي للمتقين, أما إذا كان الوقف عند كلمة فيه وقرأنا ذلك الكتاب لا ريب فيه- هدي للمتقين, فالمعني الأقرب أن القرآن الكريم كله هدي للمتقين.
وفي أمر متصل بفهم الواقع علق النبي- صلي الله عليه وسلم- علي حادثة الصحابي الذي كان يعاني من جرح وسأل رفاقه في السفر عن إمكانية التيمم لأنه لا يقوي علي الاغتسال من جنابة أصابته, فأجابوه أنه لا بد من استعمال الماء, فاغتسل فمات, فلما علم النبي- صلي الله عليه وسلم- بذلك قال: ألم يكن شفاء العي السؤال؟!. لذا كان العلم بالشيء والإحاطة به أساسا لإصدار الفتاوي.
والنصوص في القرآن وصحيح السنة مقطوع بقدسيتها, لكن أفهام البشر- ولو كانوا علماء- ليست لها قدسية لكن لها كل احترام وتقدير ويمكن الأخذ منها والترك. وفي هذا الباب يقول الإمام حسن البنا في أصول الفهم العشرين من رسالته القيمة التعاليم: كل أحد يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم- صلي الله عليه وسلم-, وقبل ذلك بزمان طويل قال الإمام الشافعي- رحمه الله-: رأيي صواب يحتمل الخطأ, ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب, وبعض الشراح يفضلون علي قول الإمام الشافعي قول الإمام أبي حنيفة النعمان علمنا هذا رأي, وهو أحسن ما قدرنا عليه, ومن جاءنا بأحسن منه قبلناه منه. ووجه التفضيل هنا أن الإمام أبا حنيفة لم يصف رأيه بالصواب ورأي غيره بالخطأ وإنما تناول الأمر بخلفية متساوية بين رأيه ورأي غيره.
ومجمل ما يستفاد من هذه الأقوال أنه لا قداسة لرأي بشر أو فهمه, بل باب الاجتهاد مفتوح بشرائطه الشرعية والمنطقية.
ولما كانت الأفهام متفاوتة, فإنه لا يجوز نقلا وعقلا أن يكون هذا الأمر مدعاة للفرقة والاختلاف, ولا ينكر صاحب رأي علي صاحب الرأي المخالف, ولقد أثر عن صحابة النبي- صلي الله عليه وسلم- أن بعضهم يصوم في السفر والبعض الآخر يفطر( أخذا بالرخصة) ولا ينكر صائم علي مفطر ولا مفطر علي صائم, بل أكثر من ذلك ففي إحدي مرات السفر إجتهد المفطرون في خدمة الركب المسافر وكان فيهم الصائم والمفطر, ولم ينافسهم في ذلك الصائمون حيث كان اليوم شديد الحرارة فقال النبي- صلي الله عليه وسلم-: ذهب المفطرون اليوم بالأجر.
وحينما كنا طلابا بجامعة القاهرة أقمنا مخيما بالمدينة الجامعية, وكان من عادتنا أن نصوم الإثنين والخميس, وتم انتداب بعضنا للمرور علي الأساتذة المحاضرين أو اصطحابهم لمكان المخيم, وكنت واحدا من هؤلاء فأفطرنا ولم نصم, وكان ممن مررنا عليهم فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي, فلما علم أننا أفطرنا لكي نقوي علي التنقل في صيف القاهرة الحار, أعجب بذلك وقال هذا فقه حسن.
حينما نطبق ما سبق علي موضوع تهنئة الإخوة الأقباط بأعيادهم نجد أن الأمر فيه سعة وأن تناوله سلبا أو إيجابا لا يصب في المصلحة العامة, لأننا ومنذ قرون طويلة نعيش في نفس الوطن, وتمر علينا الأعياد عاما بعد عام, ولم يظهر هذا الخلاف إلا في العقود الأخيرة ربما تأثرا بالوضع المحتقن الذي أنتجته حوادث متعددة وجهات كثيرة غابت عنها مصلحة الوطن وتقدمت عندها مصلحة الإنتماء الحزبي أو العقائدي.
وفي الإسلام عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق, وبدهي جدا أن العقائد والعبادات سوف تتباين من دين إلي دين, أما المعاملات فمنها ما هو محكوم بنصوص قطعية لا تقبل الاجتهاد كرفض التعامل بالربا, ومنها ما هو محل اجتهاد وتعدد رؤي. وإن كان الأمر كذلك فإدراك الواقع يوجب علينا أن نسعي جاهدين لتخفيف الاحتقان وليس لتأجيجه, ولنشر المودة والمحبة بدلا من الإعراض والتباعد, وعلي ذلك فالتهنئة لإخواننا الأقباط لا تستدعي بالضرورة إستدعاء الخلاف العقدي( أو العقائدي), فليس كل من هنأ زميله أو جاره أو شريكه في الوطن يوافقه بالضرورة علي اختيار العقيدة. إن الإسلام سمح بالزواج من الكتابيات( المسيحيات أو اليهوديات) وقد يثمر هذا الزواج أولادا لهم أخوال مسيحيون أو يهود, فهل يعقل ألا تتم التهنئة بالأعياد بين أهل الأسرة الواحدة أو العائلة الواحدة أو الوطن الواحد؟!. ولأن الأمر فيه سعة ولأننا مأمورون بقوله تعالي: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم, إن الله يحب المقسطين( الممتحنة-8), فإني أري أن من البر والقسط أن أقول لشركاء الوطن من الأقباط كل عام وأنتم بخير مع إيماني بما جاء في الآيتين(157 و158) من سورة النساء, فهذا إدراك للواقع مع فهم لا أدعي له قدسية. مرة أخري كل عام وأنتم بخير يا أقباط مصر.
http://www.ahram.org.eg/News/814/4/208996/%D9%82%D8%B6%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%A1/%D9%81%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5-%D9%88%D8%A5%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9.aspx