simsim elmasry
12-05-2013, 07:18 PM
الصحافة الإسلامية.. تحديات واستراتيجيات
عادل الأنصاري
رئيس تحرير جريدة الحرية والعدالة- مصر
لا نحتاج إلى جهد بالغ أو دراسة عميقة للواقع الإعلامي والصحفي في عالمنا العربي والإسلامي لنكتشف أن هناك أزمة تعاني منها الصحافة التي تعبر عن المشروع الإسلامي الحضاري على كل المستويات ومختلف الأصعدة. http://www.alwaei.com/site/files/9313/6319/6213/15b.jpg
لا نقول هذا مبالغة بعيدة عن الواقع أو تجاوزًا مجافيًا للحقيقة، ولكننا نسوق هذا الحديث انطلاقًا من الواقع المعيش وإدراكًا عميقًا لطبيعة المرحلة واحتياجاتها وطبيعة الأزمة وتشابكاتها.
وحتى نخرج من الحديث المرسل إلى لغة الحقيقة كان لزامًا علينا أن نؤكد على الحقائق التي تعبر عن طبيعة الأزمة وتظهر حجمها وتشرح تأثيراتها السلبية على مجمل المشروع الحضاري الإسلامي.
ونطرح في هذه الورقة بصورة سريعة طرفًا من أعراض ومظاهر الأزمة ومكوناتها ثم نطرح طرفًا من التحديات والعقبات التي تواجه الصحافة الإسلامية ثم محددات ورؤية لاستراتيجية إعلامية للمشروع الإسلامي.
وقبل أن نخوض في التفاصيل لنا أن نؤكد على عدد من المفاهيم التي يمكن أن تكون منطلقًا للحديث عن تحديات الواقع واستراتيجيات المستقبل، وتضع النقاط على الحروف وتشكل بداية واجبة لجمع المفاهيم المختلفة والمشارب المتعددة والتصورات المتباينة عند نقاط الالتقاء وكلمة سواء.
أول هذه المفاهيم أن الحديث عن صحافة وإعلام إسلامي لا يعني أننا نحجب الانتماء الإسلامي عما سواه ولا نقصد به أننا نصادر على تدين أحد، إلا أننا في كل الأحوال نقر واقعًا ارتضاه كل طرف وقصده كل اتجاه.
فنحن نتحدث عن مشروع حضاري خرج من مشكاة الإسلام عبر عن تفاصيله مفكرون وكتاب، وتكلم عنه دعاة وعلماء، وتبناه مصلحون ومتخصصون في كل المجالات ومختلف التخصصات.
هذا المشروع كغيره من المشاريع والأفكار الليبرالية أو اليسارية أو ما سواها يحق له أن يكون له إعلام يعبر عنه وصحافة تطرح رؤيته وتؤكد على منطلقاته وتتفاعل مع مخرجاته.
ثاني هذه المفاهيم أن هناك تعددًا وتنوعًا حضاريًّا بين من يتبنون المشروع الإسلامي عامة والعاملين في حقل الصحافة الإسلامية والإعلام الإسلامي بصفة خاصة، وهو تنوع محمود إذا أحسن التعامل معه، وتعدد مطلوب إذا انطلقنا به إلى غايات متكاملة ومقاصد متجانسة.
ثالث هذه المفاهيم أن داخل المربع الإسلامي وفي حقل الصحافة الإسلامية هناك ظروف تتباين من منظومة فكرية إلى أخرى ومن مكون ثقافي إلى ما سواه ومن إطار جغرافي إلى إطار غيره.
هذه المتغيرات لا شك أنها تحدث نوعًا من التعددية وتتسع معها الظروف المختلفة التي قد تكون وليدة بيئة سياسية أو جغرافية أو عادات سلوكية أو تجارب فرضت خبرات مختلفة.
ولا شك أن الاختلافات والتباينات في المنطلقات والبدايات تصل بنا إلى تباينات واختلافات في النتائج، فتتعدد على أساسها طبيعة المشكلات وحجم التحديات وبالتالي تختلف طرق العلاج ومحددات الاستراتيجيات.
رابع هذه المفاهيم أن التباين الوارد في المشارب والمكونات والخبرات والتجارب لا يعني بالضرورة عدم القدرة على إيجاد قواسم مشتركة بين العاملين في مؤسسات الإعلام والصحافة الإسلامية.
فنحن نتكلم في كل الأحوال عن مشروع واحد يتقارب رغم الاختلافات ويتشابه رغم التباينات وينسجم رغم التنوعات، وهذه طبيعة المشروع الإسلامي الذي ينطلق من ثوابت راسخة ويخرج من مشكاة واحدة.
خامس هذه المفاهيم أن التباينات التي فرضتها تنوعات الواقع لها وجه إيجابي في إطار التكامل والتعاون بين الأطراف المختلفة والمكونات المتعددة، فالجميع يسعى لهدف واحد ويستكمل مع غيره جانبًا من الاستراتيجية.
ولعل هذا التكامل ينسجم مع طبيعة المشروع الإسلامي الذي يقوم في أساسه على مفهوم التكامل لإنجاز الصورة والتعاون على البر والتقوى لاستكمال متطلبات المشروع الحضاري الإسلامي.
إطلالة على الواقع الإعلامي
لقد فرض التاريخ على واقع الصحافة في العالم العربي والإسلامي صورة نمطية لم تصب في مجملها لصالح المشروع الإسلامي الحضاري، وإنما رفدت الواقع الإعلامي بمنتج ثقافي انعزل عن أهداف المشروع الإسلامي وابتعد عن معطياته.
ولا شك أن انطلاق الصحافة العربية في مرحلة الاستعمار وتراجع هوية الأمة كان له الأثر البالغ على الارتباط الوثيق بين الصحافة كمهنة وحرفة وبين المنطلقات العلمانية تارة وتلك التي ارتبطت بالمنظومة الثقافية التي خلفها الاستعمار من ورائه تارة أخرى.
ومع بواكير مرحلة الاستقلال الوطني ظهرت على الساحة السياسية في عدد من الدول العربية نخب فكرية وثقافية ارتبطت بالاستعمار فكرًا وثقافة وتشربت كثيرًا من توجهاته، حتى إن الساحة الإعلامية باتت في الغالب الأعم مرتبطة بهذه النخب.
وقد عانى المشروع الإسلامي كثيرًا من أن يجد لنفسه موطئ قدم في هذا الواقع الوليد، إلا أنه فوجئ بواقع أشد ضراوة من الواقع الذي خلفه الاستعمار نفسه، إذ شهدت الساحة الإعلامية احتكارًا واسع التأثير واستقطابًا فكريًّا ونفيًا مهنيًّا وفنيًّا كبيرًا لأصحاب المشروع الإسلامي بنسبة عالية أدى إلى تراجع فرص التدريب والانتماء للمهنة في كثير من الحالات.
لا شك أن هناك تباينًا واختلافًا نسبيًّا شهده الواقع الإعلامي من دولة إلى أخرى ومن ظروف سياسية إلى غيرها، إلا أن النسب ظلت متقاربة والنتيجة في مجملها لا تختلف كثيرًا مع اختلاف الظروف والبيئات.
وقد أدى هذا الواقع إلى تراجع هائل في الموارد البشرية التي تتبنى المشروع الإعلامي الإسلامي، وشمل هذا التراجع الضعف النوعي لكثير من الكوادر الإعلامية التي تنتمي للمشروع الإسلامي، إضافة إلى التراجع الكمي وبالتالي تراجع تأثيرها بصورة واضحة في مجمل الواقع الإعلامي في المنطقة العربية.
كما أسفر هذا التراجع الكمي والنوعي عن قلة عدد الإصدارات الإسلامية وتراجع المستوى الفني لعدد منها، نتيجة ما ذكرنا من أسباب مع غيرها من عوامل وصلت في مجملها إلى هذه النتيجة وخلفت هذا الواقع.
ولا شك أن هناك عوامل أخرى تضافرت مع العوامل السابقة في الوصول إلى نتيجة لم تكن مرضية أو تصب في مجملها في صالح الصحافة الإسلامية، منها على سبيل المثال تراجع التمويل للمشاريع الإعلامية والصحفية الإسلامية.
فقد تجد أفكارًا جيدة لمشروع صحيفة أو إصدار، إلا أن كثيرًا من هذه المشاريع اصطدمت بصخرة الواقع التمويلي من خلال انصراف كثيرين حتى من المؤمنين بالمشروع الإسلامي عن تمويل الإعلام وتبني مشاريعه.
ويرجع هذا الانصراف التمويلي في كثير من حالاته إلى تراجع القناعات بأهمية الإعلام بصورة عامة وتراجع القناعات بأهمية المشاريع الإعلامية الإسلامية بصورة خاصة في مواجهة المد التغريبي في ساحة الإعلام.
ملامح الأزمة وأبرز التحديات
أولًا: تحديات فنية
ضعف قطاع كبير من الموارد البشرية العاملة في مجال الصحافة الإسلامية نتيجة عدد من الظروف التي سبق ذكرها ونتيجة قلة الصحف الإسلامية وتباعد دوريات صدور كثير منها وهو ما يحرم كثيرًا من الكوادر البشرية من المران والتدريب والممارسة العملية التي تدفع إلى الارتقاء بمستوى الأداء المهني.
قلة الموارد البشرية العاملة في مجال الصحافة الإسلامية مقارنة بما لدى تيارات فكرية أخرى من مهنيين وممارسين أتيحت لكثير منهم فرص التدريب والعمل في مؤسسات صحفية كثيرة.
قلة التخصصات النوعية في عدد من المجالات المهنية وتركزها في محاور دون غيرها.
ضعف فرص التدريب النظري والعملي وضعف الاهتمام به داخل المؤسسات الصحفية الإسلامية.
عدم اكتراث كثير من المؤسسات الصحفية الإسلامية أو انتباهها إلى أهمية بناء أجيال جديدة من العاملين في المهنة.
تباعد دورية الإصدار لدى الصحف الإسلامية وقلة وربما ندرة الإصدارات المتقاربة زمنيًّا
ثانيًا: تحديات تمويلية:
قلة الوعي لدى كثير من المستثمرين المنتمين للمشروع الإسلامي بأهمية الإعلام والصحافة وتأثيرهما على انتشار فكرتهم ورؤيتهم وثقافتهم بصورة عامة وتراجع قناعاتهم بأهمية تأسيس أو المساهمة في تأسيس كيانات إعلامية وصحفية تتبنى المشروع الإسلامي بصفة خاصة.
وينتج عن تراجع الوعي لدى المستثمرين ورجال الأعمال تراجع التمويل.
صعوبة الموازنة الاقتصادية للمشاريع الصحفية الإسلامية نتيجة تراجع معدلات الإعلانات التجارية ونتيجة وجود عدد من الضوابط الأخلاقية التي تصرف كثيرًا من الإعلانات المتداولة في الأسواق الإعلامية عن المطبوعات والصحف الإسلامية.
ضعف عمليات التسويق للمنتج الصحفي الإسلامي نتيجة عدم الاهتمام في كثير من المشاريع الإسلامية بأهمية التسويق والتوزيع .
تراجع دراسات الجدوى المتكاملة التي تجمع بين المنتج الفكري وضرورة جذب الإعلانات من خلال تأسيس أقسام للإعلان وفتح الأسواق الإعلانية المواتية، بالإضافة إلى عدم اشتمال دراسات الجدوى وعدم اهتمامها بفكر التسويق والتوزيع.
ثالثًا: تحديات خارجية
وجود حملات إعلامية منظمة في كثير من الدول على المشروع الصحفي الإسلامي من التيارات التي تعوق تمدد المشروع الإسلامي بجملته.
تضافر وتعاون كثير من المؤسسات الإعلامية الورقية والفضائية في مواجهة المشروع الإسلامي ومحاولات تمدده.
ضرب حصار فكري وملاحقات ثقافية واسعة مشمولة بنوع من الإلحاح المستمر على مواجهة ومجابهة المشروع الصحفي الإسلامي.
وجود ظهير دولي عالمي مساند للحملات التي تقودها بعض التيارات الفكرية من داخل المجتمع العربي مما وفر لها الدعم الفكري الصريح في جميع الحالات والدعم المالي المرتب في عدد غير قليل من الحالات.
رابعًا: تحديات مشتركة
ضعف الإقبال على الصحافة الورقية بصورة عامة بمختلف الاتجاهات الفكرية
تزايد الإصدارات وانتشار المؤسسات الإعلامية بصورة عامة مما يولد صعوبة لدى أي مؤسسة إعلامية جديدة
تغطية معظم الإصدارات الموجودة على الساحة للاحتياجات المطلوبة والحقيقية للجمهور من الإعلام مما أدى لإحداث نوع من التشبع الإعلامي لدى الجمهور.
نحو استراتيجية راشدة للإعلام والصحافة الإسلامية
أولًا: الرؤية
تغيير المزاج الشعبي والنخبوي لقبول الفكرة الإسلامية عامة
ثانيًا: الرسالة
التوسع الأفقي والرأسي للموارد البشرية في مجال الإعلام، وإتاحة فرصة لانتشار واسع للفكرة والمشروع الإسلامي.
ثالثًا: الأهداف
توسيع مجال التدريب للموارد البشرية ورفع كفاءتها رأسيًّا.
بناء مؤسسات تستوعب موارد بشرية جديدة.
توسيع مدى انتشار المشروع الإسلامي وأدبياته في وسائل الإعلام المختلفة.
رصد الواقع الإعلامي العام بصورة لحظية وإتاحة إمكانات التعامل الأنسب معه.
بناء مؤسسات للبناء والتقويم الاستراتيجي في المجال الإعلامي.
رابعًا: لماذا نحن بحاجة إلى استراتيجية؟
وجود الاستراتيجية ضرورة لا تحتاج إلى تبرير.
ضعف الأداء الإعلامي الكمي والنوعي للمؤسسات الإعلامية والصحفية الإسلامية أمام تقدم المشاريع الإعلامية الأخرى.
وجود استراتيجيات إعلامية واضحة لدى التيارات الفكرية الأخرى.
خامسًا: محددات الاستراتيجية:
السرعة في التخطيط واتخاذ القرار، خاصة مع التغيرات الأخيرة.
الاعتماد على الاستثمارات الاقتصادية الطبيعية في مجال الإعلام، بعيدًا عن التمويل الخيري مع التركيز على عمليات التشجيع والتشبيك.
الاعتماد على سياسة التأثير المنتشر بالمحتوى من خلال تدفق مواد مهنية للمؤسسات الإسلامية عبر وكالات أنباء وشركات إنتاج برامج خاصة.
إتاحة فرصة التشبيك والتواصل والدعم المعنوي لتنفيذ الأفكار.
الاعتماد على الإعلام المكثف وليس الإعلام المتباعد (اليومي بدلًا من الأسبوعي واللحظي بدلًا من الشهري).
المزاوجة بين التركيز على بناء الموارد البشرية الموجودة في كل المؤسسات الإعلامية مع وجود موارد خاصة في المؤسسات الصحفية الإسلامية.
اعتماد سياسة العمل على التوازي وليس التوالي بمعنى العمل في أكثر من مشروع على التوازي في هذه المرحلة وليس إنجاز مشروع والانتظار حتى يتم إنجاز مشروع آخر.
وجود منظومة إعلامية متكاملة تسمح بوجود مؤسسات إعلامية تعبر عن الفكرة الإسلامية بصورة مباشرة مع وجود مؤسسات تمارس العمل الإعلامي بصورة عامة مع الالتزام بالضوابط الإسلامية العامة.
إعطاء أهمية بالغة لعملية تدريب الموارد البشرية الملتزمة بالمشروع الإسلامي.
إعطاء أهمية مناسبة لمراكز البحث الإعلامي والتي تركز على رصد الواقع الإعلامي المعاصر وتطرح الرؤى الاستراتيجية للتفاعل والتعامل معه.
الاهتمام بالأبحاث الميدانية التي تركز على التعرف على الاحتياجات الحقيقية للجماهير ووضع التصورات العلمية لتلبيتها والتعامل معها بشكل سريع ومهني.
سادسًا : التحليل الرباعي
سابعًا: خطوات عملية لتنفيذ الاستراتيجية:
وضع الاستراتيجيات الإعلامية المطلوبة.
إقرار التوجهات والاستراتيجيات والسياسات العامة في مثل هذا المؤتمر.
وضع خطط تفصيلية في إطار محددات الاستراتيجية.
التوافق على مؤسسات وأفراد يقومون بعمل دراسات تفصيلية وتنفيذية
دورية الاجتماعات التنسيقية وتقاربها زمنيًّا
عمل اجتماعات تنسيقية مشتركة بين المختصين في المجال الإعلامي والمستثمرين المتوقع تبنيهم لمشاريع إعلامية جديدة أو مشاريع تدريبية وتأهيلية.
نماذج من المشاريع الإعلامية المستهدفة
يقترح أن تشمل الاستراتيجية القادمة في إطار التنفيذ عددًا من المشاريع الإعلامية القابلة للإنجاز ومن ذلك:
التوسع في إنشاء وتأسيس صحف يومية من خلال عمل دراسات جدوى للتأكد من قابليتها للتوازن بين النفقات والمدخلات المالية خلال المرحلة الأولى ثم قابليتها للربح في وقت لاحق.
تأسيس صحيفة يومية عربية تكون لها طبعات في عدد من الدول العربية تضم صفحات ومواد صحفية مشتركة مع وجود صفحات تخص كل دولة.
تأسيس وكالة أنباء قابلة للربح على المدى المتوسط ويمكن في هذه الحالة عمل وكالات محلية خاصة ومتميزة لأكثر من قطر من شأنها أن تندمج مستقبلًا مع بعضها لتشكل وكالة أنباء عالمية مستقلة وهو ما حدث مع كل وكالات الأنباء العالمية التي تعد اندماجًا لمجموعة من الوكالات الصغيرة والمحلية لتشكل وكالات عالمية قوية.
عمل مؤسسات تدريبية في مجال الإعلام يكون لها اعتمادات من عدد من الصحف الإسلامية أو من روابط الصحافة الإسلامية.
إنشاء مرصد إعلامي يجمع كل ما ينشر سلبًا وإيجابًا عن المشروع الإسلامي واقتراح طرق التعامل معه.
إنشاء مركز دراسات متخصص في مجال الدراسات الإعلامية وصناعة الاستراتيجيات، مهمته صياغة محددات الخطاب الإعلامي وتحديد مفرداته ومساعدة المؤسسات والأفراد العاملين في مؤسسات الإعلام الإسلامي للتعاطي معها.
مقترحات تفصيلية في إطار الرؤية الاستراتيجية
أولًا: في مجال الدراسات والأبحاث المعاونة:
عمل إصدار تقرير رصدي وتحليلي للحالة الإسلامية، فمن المعلوم أن الشأن الإسلامي شهد خلال المرحلة الأخيرة اهتمامًا بالغًا من دوائر صناعة القرار عربيًّا وعالميًّا، لذلك من المتصور أن تكون الدراسات الخاصة بالشأن الإسلامي محل اهتمام إعلامي وسياسي وبحثي، وهو ما يدفع مراكز الأبحاث المتخصصة للاهتمام بالظاهرة تحليلًا ودراسة، فإذا كانت هناك مراكز أبحاث متخصصة ومعنية فكرًا ورؤية بالشأن الإسلامي فمن المتصور أن انشغالها بمثل هذه الدراسات بات فريضة واجبة في ظل افتقار كثير من المؤسسات البحثية الحالية لقدر كبير من الموضوعية والمصداقية في أجواء بحثية تفتقد في كثير من الأحيان للحياد والأمانة العلمية.
وتتركز الفكرة في:
عمل قاعدة بيانات خاصة يتم تغذيتها بصورة يومية بأهم وأبرز القضايا والمواد الإعلامية المثارة على الساحة والتي تتعلق بالشأن الإسلامي عربيًّا وعالميًّا وفقًا لتصنيف علمي دقيق يسمح باسترجاع المعلومات ذات الصلة بمحور معين في الوقت المطلوب وإتاحتها للبحث والدراسة.
يستفاد من قاعدة المعلومات بإصدار تقرير تحليلي (كمي وكيفي) للمحتوى المنشور عن الشأن الإسلامي بصورة دورية (أسبوعيًّا أو شهريًّا) حسبما يتم اختياره.
يمكن عمل نسخة مترجمة من التقرير الدوري وتسويقه على المهتمين بالشأن الإسلامي من الباحثين والسياسيين المهتمين بالشأن الإسلامي.
إصدار تقرير سنوي مجمع عن الحالة الإسلامية يتضمن خلاصات التقارير الشهرية أو الأسبوعية على مدار العام، مع إضافة قراءات للمشهد الإسلامي من خلال تحليل معطيات التقرير في ختام العام.
عرض مخرجات التقرير على فريق استشاري لاستخلاص محددات الخطاب الإعلامي المطلوبة وفقًا لمخرجات التقارير.
توفير نتائج ومخرجات التقارير ومحددات الخطاب الإعلامي للعاملين في حقل الصحافة الإسلامية لإحداث قدر من التوازن المعلوماتي وقدر من الانضباط في الخطاب الإعلامي للمؤسسات الصحفية الإسلامية.
وحدة بحثية للرصد الإعلامي العام
تقوم بمهام عدة منها:
- عمل نشرة يومية: وبها رصد أبرز القضايا المثارة على الساحة من كل المواقع الإلكترونية والصحف والفضائيات.
- عمل نشرة لخلاصات المقالات واختيار عدد من المقالات من كل المواقع الإلكترونية، ويراعى فيها أهمية الموضوع للمشروع الإسلامي.
- رصد ومتابعة القضايا المهمة في ملف خاص وفقًا للاحتياجات والأحداث المتجددة.
تأسيس وحدة بحثية لتحليل الخطاب الإعلامي وصياغة مقترحات لخطاب إعلامي جديد وتقوم:
- بعمل تحليلات يومية لأهم القضايا والأزمات المثارة على الساحة
- تحليل الخطاب الإعلامي للمؤسسات والصحف الإسلامية
- عمل بروفايلات للشخصيات الفاعلة على الساحة الإعلامية
- عمل محددات للخطاب الإعلامي للمؤسسات الصحفية الإسلامية
تأسيس وحدة للبحوث والدراسات الاستراتيجية
- عمل أبحاث وتقارير تتناول أهم القضايا التي يجب اهتمام الصحافة الإسلامية بها.
- عمل ندوات وحلقات نقاشية حول السياسات الإعلامية للصحف الإسلامية.
- عمل استطلاعات رأي لمعرفة توجهات الجمهور وحاجاته من الصحف الإسلامية.
ثانيًا: أفكار خاصة بالتمويل
يقترح عدد من المصادر لتمويل للصحف الإسلامية القائمة، بالإضافة لموارد النوزيع والإعلانات:
عمل خدمة الرسائل الإخبارية القصيرة عبر الهاتف
تأسيس وقف خيري من خلال شراء مبان وتأجيرها في أماكن متميزة لصالح المشروع الإعلامي الصحفي.
تأسيس قطاع تجاري مواز للصحيفة ويتم فصله ماليًّا وإداريًّا عن الصحيفة ويمكن أن يكون في مجال العمل الإعلامي.
عقد لقاءات مشتركة بين العاملين في مجال الصحافة الإسلامية وعدد من المستثمرين للنقاش معهم حول جدوى المشروع من الناحية المالية حتى على المدى البعيد.
ثالثًا: أفكار خاصة بمركز التدريب الإعلامي ويقوم المركز بما يلي:
توفير أحدث أدوات ووسائل وآليات علوم الاتصال الحديثة.
عمل حقائب تدريبية لكل الدورات الإعلامية اللازمة تجمع بين تنمية المهارات الإعلامية المهنية وبين طرح منظومة أخلاقية متكاملة للممارسة الإعلامية الراشدة.
تقديم الاستشارات الإعلامية وعمل دراسات الجدوى للمؤسسات الإعلامية الجديدة والناشئة.
http://www.alwaei.com/site/index.php/571/main-departments/..545545/
عادل الأنصاري
رئيس تحرير جريدة الحرية والعدالة- مصر
لا نحتاج إلى جهد بالغ أو دراسة عميقة للواقع الإعلامي والصحفي في عالمنا العربي والإسلامي لنكتشف أن هناك أزمة تعاني منها الصحافة التي تعبر عن المشروع الإسلامي الحضاري على كل المستويات ومختلف الأصعدة. http://www.alwaei.com/site/files/9313/6319/6213/15b.jpg
لا نقول هذا مبالغة بعيدة عن الواقع أو تجاوزًا مجافيًا للحقيقة، ولكننا نسوق هذا الحديث انطلاقًا من الواقع المعيش وإدراكًا عميقًا لطبيعة المرحلة واحتياجاتها وطبيعة الأزمة وتشابكاتها.
وحتى نخرج من الحديث المرسل إلى لغة الحقيقة كان لزامًا علينا أن نؤكد على الحقائق التي تعبر عن طبيعة الأزمة وتظهر حجمها وتشرح تأثيراتها السلبية على مجمل المشروع الحضاري الإسلامي.
ونطرح في هذه الورقة بصورة سريعة طرفًا من أعراض ومظاهر الأزمة ومكوناتها ثم نطرح طرفًا من التحديات والعقبات التي تواجه الصحافة الإسلامية ثم محددات ورؤية لاستراتيجية إعلامية للمشروع الإسلامي.
وقبل أن نخوض في التفاصيل لنا أن نؤكد على عدد من المفاهيم التي يمكن أن تكون منطلقًا للحديث عن تحديات الواقع واستراتيجيات المستقبل، وتضع النقاط على الحروف وتشكل بداية واجبة لجمع المفاهيم المختلفة والمشارب المتعددة والتصورات المتباينة عند نقاط الالتقاء وكلمة سواء.
أول هذه المفاهيم أن الحديث عن صحافة وإعلام إسلامي لا يعني أننا نحجب الانتماء الإسلامي عما سواه ولا نقصد به أننا نصادر على تدين أحد، إلا أننا في كل الأحوال نقر واقعًا ارتضاه كل طرف وقصده كل اتجاه.
فنحن نتحدث عن مشروع حضاري خرج من مشكاة الإسلام عبر عن تفاصيله مفكرون وكتاب، وتكلم عنه دعاة وعلماء، وتبناه مصلحون ومتخصصون في كل المجالات ومختلف التخصصات.
هذا المشروع كغيره من المشاريع والأفكار الليبرالية أو اليسارية أو ما سواها يحق له أن يكون له إعلام يعبر عنه وصحافة تطرح رؤيته وتؤكد على منطلقاته وتتفاعل مع مخرجاته.
ثاني هذه المفاهيم أن هناك تعددًا وتنوعًا حضاريًّا بين من يتبنون المشروع الإسلامي عامة والعاملين في حقل الصحافة الإسلامية والإعلام الإسلامي بصفة خاصة، وهو تنوع محمود إذا أحسن التعامل معه، وتعدد مطلوب إذا انطلقنا به إلى غايات متكاملة ومقاصد متجانسة.
ثالث هذه المفاهيم أن داخل المربع الإسلامي وفي حقل الصحافة الإسلامية هناك ظروف تتباين من منظومة فكرية إلى أخرى ومن مكون ثقافي إلى ما سواه ومن إطار جغرافي إلى إطار غيره.
هذه المتغيرات لا شك أنها تحدث نوعًا من التعددية وتتسع معها الظروف المختلفة التي قد تكون وليدة بيئة سياسية أو جغرافية أو عادات سلوكية أو تجارب فرضت خبرات مختلفة.
ولا شك أن الاختلافات والتباينات في المنطلقات والبدايات تصل بنا إلى تباينات واختلافات في النتائج، فتتعدد على أساسها طبيعة المشكلات وحجم التحديات وبالتالي تختلف طرق العلاج ومحددات الاستراتيجيات.
رابع هذه المفاهيم أن التباين الوارد في المشارب والمكونات والخبرات والتجارب لا يعني بالضرورة عدم القدرة على إيجاد قواسم مشتركة بين العاملين في مؤسسات الإعلام والصحافة الإسلامية.
فنحن نتكلم في كل الأحوال عن مشروع واحد يتقارب رغم الاختلافات ويتشابه رغم التباينات وينسجم رغم التنوعات، وهذه طبيعة المشروع الإسلامي الذي ينطلق من ثوابت راسخة ويخرج من مشكاة واحدة.
خامس هذه المفاهيم أن التباينات التي فرضتها تنوعات الواقع لها وجه إيجابي في إطار التكامل والتعاون بين الأطراف المختلفة والمكونات المتعددة، فالجميع يسعى لهدف واحد ويستكمل مع غيره جانبًا من الاستراتيجية.
ولعل هذا التكامل ينسجم مع طبيعة المشروع الإسلامي الذي يقوم في أساسه على مفهوم التكامل لإنجاز الصورة والتعاون على البر والتقوى لاستكمال متطلبات المشروع الحضاري الإسلامي.
إطلالة على الواقع الإعلامي
لقد فرض التاريخ على واقع الصحافة في العالم العربي والإسلامي صورة نمطية لم تصب في مجملها لصالح المشروع الإسلامي الحضاري، وإنما رفدت الواقع الإعلامي بمنتج ثقافي انعزل عن أهداف المشروع الإسلامي وابتعد عن معطياته.
ولا شك أن انطلاق الصحافة العربية في مرحلة الاستعمار وتراجع هوية الأمة كان له الأثر البالغ على الارتباط الوثيق بين الصحافة كمهنة وحرفة وبين المنطلقات العلمانية تارة وتلك التي ارتبطت بالمنظومة الثقافية التي خلفها الاستعمار من ورائه تارة أخرى.
ومع بواكير مرحلة الاستقلال الوطني ظهرت على الساحة السياسية في عدد من الدول العربية نخب فكرية وثقافية ارتبطت بالاستعمار فكرًا وثقافة وتشربت كثيرًا من توجهاته، حتى إن الساحة الإعلامية باتت في الغالب الأعم مرتبطة بهذه النخب.
وقد عانى المشروع الإسلامي كثيرًا من أن يجد لنفسه موطئ قدم في هذا الواقع الوليد، إلا أنه فوجئ بواقع أشد ضراوة من الواقع الذي خلفه الاستعمار نفسه، إذ شهدت الساحة الإعلامية احتكارًا واسع التأثير واستقطابًا فكريًّا ونفيًا مهنيًّا وفنيًّا كبيرًا لأصحاب المشروع الإسلامي بنسبة عالية أدى إلى تراجع فرص التدريب والانتماء للمهنة في كثير من الحالات.
لا شك أن هناك تباينًا واختلافًا نسبيًّا شهده الواقع الإعلامي من دولة إلى أخرى ومن ظروف سياسية إلى غيرها، إلا أن النسب ظلت متقاربة والنتيجة في مجملها لا تختلف كثيرًا مع اختلاف الظروف والبيئات.
وقد أدى هذا الواقع إلى تراجع هائل في الموارد البشرية التي تتبنى المشروع الإعلامي الإسلامي، وشمل هذا التراجع الضعف النوعي لكثير من الكوادر الإعلامية التي تنتمي للمشروع الإسلامي، إضافة إلى التراجع الكمي وبالتالي تراجع تأثيرها بصورة واضحة في مجمل الواقع الإعلامي في المنطقة العربية.
كما أسفر هذا التراجع الكمي والنوعي عن قلة عدد الإصدارات الإسلامية وتراجع المستوى الفني لعدد منها، نتيجة ما ذكرنا من أسباب مع غيرها من عوامل وصلت في مجملها إلى هذه النتيجة وخلفت هذا الواقع.
ولا شك أن هناك عوامل أخرى تضافرت مع العوامل السابقة في الوصول إلى نتيجة لم تكن مرضية أو تصب في مجملها في صالح الصحافة الإسلامية، منها على سبيل المثال تراجع التمويل للمشاريع الإعلامية والصحفية الإسلامية.
فقد تجد أفكارًا جيدة لمشروع صحيفة أو إصدار، إلا أن كثيرًا من هذه المشاريع اصطدمت بصخرة الواقع التمويلي من خلال انصراف كثيرين حتى من المؤمنين بالمشروع الإسلامي عن تمويل الإعلام وتبني مشاريعه.
ويرجع هذا الانصراف التمويلي في كثير من حالاته إلى تراجع القناعات بأهمية الإعلام بصورة عامة وتراجع القناعات بأهمية المشاريع الإعلامية الإسلامية بصورة خاصة في مواجهة المد التغريبي في ساحة الإعلام.
ملامح الأزمة وأبرز التحديات
أولًا: تحديات فنية
ضعف قطاع كبير من الموارد البشرية العاملة في مجال الصحافة الإسلامية نتيجة عدد من الظروف التي سبق ذكرها ونتيجة قلة الصحف الإسلامية وتباعد دوريات صدور كثير منها وهو ما يحرم كثيرًا من الكوادر البشرية من المران والتدريب والممارسة العملية التي تدفع إلى الارتقاء بمستوى الأداء المهني.
قلة الموارد البشرية العاملة في مجال الصحافة الإسلامية مقارنة بما لدى تيارات فكرية أخرى من مهنيين وممارسين أتيحت لكثير منهم فرص التدريب والعمل في مؤسسات صحفية كثيرة.
قلة التخصصات النوعية في عدد من المجالات المهنية وتركزها في محاور دون غيرها.
ضعف فرص التدريب النظري والعملي وضعف الاهتمام به داخل المؤسسات الصحفية الإسلامية.
عدم اكتراث كثير من المؤسسات الصحفية الإسلامية أو انتباهها إلى أهمية بناء أجيال جديدة من العاملين في المهنة.
تباعد دورية الإصدار لدى الصحف الإسلامية وقلة وربما ندرة الإصدارات المتقاربة زمنيًّا
ثانيًا: تحديات تمويلية:
قلة الوعي لدى كثير من المستثمرين المنتمين للمشروع الإسلامي بأهمية الإعلام والصحافة وتأثيرهما على انتشار فكرتهم ورؤيتهم وثقافتهم بصورة عامة وتراجع قناعاتهم بأهمية تأسيس أو المساهمة في تأسيس كيانات إعلامية وصحفية تتبنى المشروع الإسلامي بصفة خاصة.
وينتج عن تراجع الوعي لدى المستثمرين ورجال الأعمال تراجع التمويل.
صعوبة الموازنة الاقتصادية للمشاريع الصحفية الإسلامية نتيجة تراجع معدلات الإعلانات التجارية ونتيجة وجود عدد من الضوابط الأخلاقية التي تصرف كثيرًا من الإعلانات المتداولة في الأسواق الإعلامية عن المطبوعات والصحف الإسلامية.
ضعف عمليات التسويق للمنتج الصحفي الإسلامي نتيجة عدم الاهتمام في كثير من المشاريع الإسلامية بأهمية التسويق والتوزيع .
تراجع دراسات الجدوى المتكاملة التي تجمع بين المنتج الفكري وضرورة جذب الإعلانات من خلال تأسيس أقسام للإعلان وفتح الأسواق الإعلانية المواتية، بالإضافة إلى عدم اشتمال دراسات الجدوى وعدم اهتمامها بفكر التسويق والتوزيع.
ثالثًا: تحديات خارجية
وجود حملات إعلامية منظمة في كثير من الدول على المشروع الصحفي الإسلامي من التيارات التي تعوق تمدد المشروع الإسلامي بجملته.
تضافر وتعاون كثير من المؤسسات الإعلامية الورقية والفضائية في مواجهة المشروع الإسلامي ومحاولات تمدده.
ضرب حصار فكري وملاحقات ثقافية واسعة مشمولة بنوع من الإلحاح المستمر على مواجهة ومجابهة المشروع الصحفي الإسلامي.
وجود ظهير دولي عالمي مساند للحملات التي تقودها بعض التيارات الفكرية من داخل المجتمع العربي مما وفر لها الدعم الفكري الصريح في جميع الحالات والدعم المالي المرتب في عدد غير قليل من الحالات.
رابعًا: تحديات مشتركة
ضعف الإقبال على الصحافة الورقية بصورة عامة بمختلف الاتجاهات الفكرية
تزايد الإصدارات وانتشار المؤسسات الإعلامية بصورة عامة مما يولد صعوبة لدى أي مؤسسة إعلامية جديدة
تغطية معظم الإصدارات الموجودة على الساحة للاحتياجات المطلوبة والحقيقية للجمهور من الإعلام مما أدى لإحداث نوع من التشبع الإعلامي لدى الجمهور.
نحو استراتيجية راشدة للإعلام والصحافة الإسلامية
أولًا: الرؤية
تغيير المزاج الشعبي والنخبوي لقبول الفكرة الإسلامية عامة
ثانيًا: الرسالة
التوسع الأفقي والرأسي للموارد البشرية في مجال الإعلام، وإتاحة فرصة لانتشار واسع للفكرة والمشروع الإسلامي.
ثالثًا: الأهداف
توسيع مجال التدريب للموارد البشرية ورفع كفاءتها رأسيًّا.
بناء مؤسسات تستوعب موارد بشرية جديدة.
توسيع مدى انتشار المشروع الإسلامي وأدبياته في وسائل الإعلام المختلفة.
رصد الواقع الإعلامي العام بصورة لحظية وإتاحة إمكانات التعامل الأنسب معه.
بناء مؤسسات للبناء والتقويم الاستراتيجي في المجال الإعلامي.
رابعًا: لماذا نحن بحاجة إلى استراتيجية؟
وجود الاستراتيجية ضرورة لا تحتاج إلى تبرير.
ضعف الأداء الإعلامي الكمي والنوعي للمؤسسات الإعلامية والصحفية الإسلامية أمام تقدم المشاريع الإعلامية الأخرى.
وجود استراتيجيات إعلامية واضحة لدى التيارات الفكرية الأخرى.
خامسًا: محددات الاستراتيجية:
السرعة في التخطيط واتخاذ القرار، خاصة مع التغيرات الأخيرة.
الاعتماد على الاستثمارات الاقتصادية الطبيعية في مجال الإعلام، بعيدًا عن التمويل الخيري مع التركيز على عمليات التشجيع والتشبيك.
الاعتماد على سياسة التأثير المنتشر بالمحتوى من خلال تدفق مواد مهنية للمؤسسات الإسلامية عبر وكالات أنباء وشركات إنتاج برامج خاصة.
إتاحة فرصة التشبيك والتواصل والدعم المعنوي لتنفيذ الأفكار.
الاعتماد على الإعلام المكثف وليس الإعلام المتباعد (اليومي بدلًا من الأسبوعي واللحظي بدلًا من الشهري).
المزاوجة بين التركيز على بناء الموارد البشرية الموجودة في كل المؤسسات الإعلامية مع وجود موارد خاصة في المؤسسات الصحفية الإسلامية.
اعتماد سياسة العمل على التوازي وليس التوالي بمعنى العمل في أكثر من مشروع على التوازي في هذه المرحلة وليس إنجاز مشروع والانتظار حتى يتم إنجاز مشروع آخر.
وجود منظومة إعلامية متكاملة تسمح بوجود مؤسسات إعلامية تعبر عن الفكرة الإسلامية بصورة مباشرة مع وجود مؤسسات تمارس العمل الإعلامي بصورة عامة مع الالتزام بالضوابط الإسلامية العامة.
إعطاء أهمية بالغة لعملية تدريب الموارد البشرية الملتزمة بالمشروع الإسلامي.
إعطاء أهمية مناسبة لمراكز البحث الإعلامي والتي تركز على رصد الواقع الإعلامي المعاصر وتطرح الرؤى الاستراتيجية للتفاعل والتعامل معه.
الاهتمام بالأبحاث الميدانية التي تركز على التعرف على الاحتياجات الحقيقية للجماهير ووضع التصورات العلمية لتلبيتها والتعامل معها بشكل سريع ومهني.
سادسًا : التحليل الرباعي
سابعًا: خطوات عملية لتنفيذ الاستراتيجية:
وضع الاستراتيجيات الإعلامية المطلوبة.
إقرار التوجهات والاستراتيجيات والسياسات العامة في مثل هذا المؤتمر.
وضع خطط تفصيلية في إطار محددات الاستراتيجية.
التوافق على مؤسسات وأفراد يقومون بعمل دراسات تفصيلية وتنفيذية
دورية الاجتماعات التنسيقية وتقاربها زمنيًّا
عمل اجتماعات تنسيقية مشتركة بين المختصين في المجال الإعلامي والمستثمرين المتوقع تبنيهم لمشاريع إعلامية جديدة أو مشاريع تدريبية وتأهيلية.
نماذج من المشاريع الإعلامية المستهدفة
يقترح أن تشمل الاستراتيجية القادمة في إطار التنفيذ عددًا من المشاريع الإعلامية القابلة للإنجاز ومن ذلك:
التوسع في إنشاء وتأسيس صحف يومية من خلال عمل دراسات جدوى للتأكد من قابليتها للتوازن بين النفقات والمدخلات المالية خلال المرحلة الأولى ثم قابليتها للربح في وقت لاحق.
تأسيس صحيفة يومية عربية تكون لها طبعات في عدد من الدول العربية تضم صفحات ومواد صحفية مشتركة مع وجود صفحات تخص كل دولة.
تأسيس وكالة أنباء قابلة للربح على المدى المتوسط ويمكن في هذه الحالة عمل وكالات محلية خاصة ومتميزة لأكثر من قطر من شأنها أن تندمج مستقبلًا مع بعضها لتشكل وكالة أنباء عالمية مستقلة وهو ما حدث مع كل وكالات الأنباء العالمية التي تعد اندماجًا لمجموعة من الوكالات الصغيرة والمحلية لتشكل وكالات عالمية قوية.
عمل مؤسسات تدريبية في مجال الإعلام يكون لها اعتمادات من عدد من الصحف الإسلامية أو من روابط الصحافة الإسلامية.
إنشاء مرصد إعلامي يجمع كل ما ينشر سلبًا وإيجابًا عن المشروع الإسلامي واقتراح طرق التعامل معه.
إنشاء مركز دراسات متخصص في مجال الدراسات الإعلامية وصناعة الاستراتيجيات، مهمته صياغة محددات الخطاب الإعلامي وتحديد مفرداته ومساعدة المؤسسات والأفراد العاملين في مؤسسات الإعلام الإسلامي للتعاطي معها.
مقترحات تفصيلية في إطار الرؤية الاستراتيجية
أولًا: في مجال الدراسات والأبحاث المعاونة:
عمل إصدار تقرير رصدي وتحليلي للحالة الإسلامية، فمن المعلوم أن الشأن الإسلامي شهد خلال المرحلة الأخيرة اهتمامًا بالغًا من دوائر صناعة القرار عربيًّا وعالميًّا، لذلك من المتصور أن تكون الدراسات الخاصة بالشأن الإسلامي محل اهتمام إعلامي وسياسي وبحثي، وهو ما يدفع مراكز الأبحاث المتخصصة للاهتمام بالظاهرة تحليلًا ودراسة، فإذا كانت هناك مراكز أبحاث متخصصة ومعنية فكرًا ورؤية بالشأن الإسلامي فمن المتصور أن انشغالها بمثل هذه الدراسات بات فريضة واجبة في ظل افتقار كثير من المؤسسات البحثية الحالية لقدر كبير من الموضوعية والمصداقية في أجواء بحثية تفتقد في كثير من الأحيان للحياد والأمانة العلمية.
وتتركز الفكرة في:
عمل قاعدة بيانات خاصة يتم تغذيتها بصورة يومية بأهم وأبرز القضايا والمواد الإعلامية المثارة على الساحة والتي تتعلق بالشأن الإسلامي عربيًّا وعالميًّا وفقًا لتصنيف علمي دقيق يسمح باسترجاع المعلومات ذات الصلة بمحور معين في الوقت المطلوب وإتاحتها للبحث والدراسة.
يستفاد من قاعدة المعلومات بإصدار تقرير تحليلي (كمي وكيفي) للمحتوى المنشور عن الشأن الإسلامي بصورة دورية (أسبوعيًّا أو شهريًّا) حسبما يتم اختياره.
يمكن عمل نسخة مترجمة من التقرير الدوري وتسويقه على المهتمين بالشأن الإسلامي من الباحثين والسياسيين المهتمين بالشأن الإسلامي.
إصدار تقرير سنوي مجمع عن الحالة الإسلامية يتضمن خلاصات التقارير الشهرية أو الأسبوعية على مدار العام، مع إضافة قراءات للمشهد الإسلامي من خلال تحليل معطيات التقرير في ختام العام.
عرض مخرجات التقرير على فريق استشاري لاستخلاص محددات الخطاب الإعلامي المطلوبة وفقًا لمخرجات التقارير.
توفير نتائج ومخرجات التقارير ومحددات الخطاب الإعلامي للعاملين في حقل الصحافة الإسلامية لإحداث قدر من التوازن المعلوماتي وقدر من الانضباط في الخطاب الإعلامي للمؤسسات الصحفية الإسلامية.
وحدة بحثية للرصد الإعلامي العام
تقوم بمهام عدة منها:
- عمل نشرة يومية: وبها رصد أبرز القضايا المثارة على الساحة من كل المواقع الإلكترونية والصحف والفضائيات.
- عمل نشرة لخلاصات المقالات واختيار عدد من المقالات من كل المواقع الإلكترونية، ويراعى فيها أهمية الموضوع للمشروع الإسلامي.
- رصد ومتابعة القضايا المهمة في ملف خاص وفقًا للاحتياجات والأحداث المتجددة.
تأسيس وحدة بحثية لتحليل الخطاب الإعلامي وصياغة مقترحات لخطاب إعلامي جديد وتقوم:
- بعمل تحليلات يومية لأهم القضايا والأزمات المثارة على الساحة
- تحليل الخطاب الإعلامي للمؤسسات والصحف الإسلامية
- عمل بروفايلات للشخصيات الفاعلة على الساحة الإعلامية
- عمل محددات للخطاب الإعلامي للمؤسسات الصحفية الإسلامية
تأسيس وحدة للبحوث والدراسات الاستراتيجية
- عمل أبحاث وتقارير تتناول أهم القضايا التي يجب اهتمام الصحافة الإسلامية بها.
- عمل ندوات وحلقات نقاشية حول السياسات الإعلامية للصحف الإسلامية.
- عمل استطلاعات رأي لمعرفة توجهات الجمهور وحاجاته من الصحف الإسلامية.
ثانيًا: أفكار خاصة بالتمويل
يقترح عدد من المصادر لتمويل للصحف الإسلامية القائمة، بالإضافة لموارد النوزيع والإعلانات:
عمل خدمة الرسائل الإخبارية القصيرة عبر الهاتف
تأسيس وقف خيري من خلال شراء مبان وتأجيرها في أماكن متميزة لصالح المشروع الإعلامي الصحفي.
تأسيس قطاع تجاري مواز للصحيفة ويتم فصله ماليًّا وإداريًّا عن الصحيفة ويمكن أن يكون في مجال العمل الإعلامي.
عقد لقاءات مشتركة بين العاملين في مجال الصحافة الإسلامية وعدد من المستثمرين للنقاش معهم حول جدوى المشروع من الناحية المالية حتى على المدى البعيد.
ثالثًا: أفكار خاصة بمركز التدريب الإعلامي ويقوم المركز بما يلي:
توفير أحدث أدوات ووسائل وآليات علوم الاتصال الحديثة.
عمل حقائب تدريبية لكل الدورات الإعلامية اللازمة تجمع بين تنمية المهارات الإعلامية المهنية وبين طرح منظومة أخلاقية متكاملة للممارسة الإعلامية الراشدة.
تقديم الاستشارات الإعلامية وعمل دراسات الجدوى للمؤسسات الإعلامية الجديدة والناشئة.
http://www.alwaei.com/site/index.php/571/main-departments/..545545/