مشاهدة النسخة كاملة : تلاتين سنة.. للشاعر/ هشام فتحي


abomokhtar
13-05-2013, 11:40 AM
تقديم / هشام النجار
"خلص العمر ومنين نجيب أعوام"؟!!.. بهذا السؤال الغاضب أنهى شاعرنا قصيدته التي سردَ فيها جانباً من تفاصيل الوجع وقصة الانهيار.. وألمحَ فيها لبعض مشاهد المعاناة العامة والخاصة التي استمرت لثلاثين سنة.. وهى بالفعل عمر إنسان وزمن مديد وحقبة سوداء إذا عاشها وطن وانغمسَ فيها أحدنا.. فلا مفر من الوجع ولا عجب من أن نسمعَ صراخ المعذبين في أشعار من يشعرون بهم.
لكن مهما طال هذا الزمن.. فهي في حساب الوجود وقوانين حركة التاريخ لا شيء "وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ" ومهما تراكمت المحن.. فالمواجهة الكونية بين الحق والباطل تخلق واقعاً جديداً ومتنفساً للمستضعفين.. كما أكدَ "هرقليطس" أن الحربَ تحرك المياه وتنقلُ طبقات إلى القمة وتنزلُ بأخرى إلى مهاوي العبودية.
فالثورة والهبة الشعبية الغاضبة صححتُ المسار البشرى وعدلت الأوضاع في اتجاه انحسار القبح والجريمة والإرهاب والكبت والظلم وسقوط رموز الإسفاف والسطحية والتبذل والفساد والانحراف.. وانتصار قيم الخير والحرية والعدل والمساواة وصعود رموز الحب والتكافل والمواساة.
هذا انجاز كبير للإنسان بالنظر إلى كونه إنسان – لا شخص محدود العمر – فعمر الإنسان في الحقيقة ممدود يتوارثه ابنه وحفيده وأجياله القادمة.. وتلك إجابة على سؤال شاعرنا.. أو هي محاولة لفهم سؤاله النهائي الذي يتعلق بفلسفة الزمن.. فالواقع الجديد بعد المعاناة والمأساة والبهدلة يحياه وينعم به أبناؤنا.. ويكفينا أمناً وراحة أن نطمئن أن أبناءنا لن يعانوا معاناتنا ولن يعيشوا بعدنا تفاصيل المأساة.
وإذا كانت البهدلة عمرها ثلاثون سنة.. فالواقع الجديد الذي ضحى من أجله شبابنا الطاهر بدمائهم وأرواحهم عمره قرون إن شاء الله.. وتلك هي سنة الحياة.. يتعذب أناس سنوات معدودات ليرتاح الكون وتتخلص الحياة والأجيال من بؤس وإجرام وجبروت الطغاة.

قصيدة تلاتين سنة.. للشاعر/ هشام فتحي
تلاتين سنة
بيعلموك البهدلة
تسهر تعد الأرغفة
تلحق مكان في المزلقان
والأرصفة
يمكن تنام
تلاتين سنة
بيعلموك الغُنا
تبكي اللي مات
واللي أتعدم
في مشهد الأفلام
تلاتين سنة
تحسب ليوم العيد
وترسم فرحتك
وتروح تصلي العيد
وترجع باقي لسه صيام
مش كل عيد يجي الفرح
كل اللي فات من عمرنا
لسه الجراح مستنياه قدام
تلاتين سنة
نحفظ نشيد المدرسة
طب خدنا إيه
بعد الطابور وتحية الإعلام
طب باقي إيه من حلمنا
تلاتين سنه
والفرحة قالوا حرام
طلع النشيد اللي أنكتب
يا خلق
برده كلام
طلعت وعود الفرح
لما بنفتكر أوهام
تلاتين سنة
بيعلمونا البهدلة
خلص العمر
ومنين نجيب أعوام