abomokhtar
17-05-2013, 09:40 AM
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكرًا لكم جميعًا على ما تبذلونه مِن جُهدٍ في مُساعدة الآخرين، وإعطائنا جُزءًا مِن وقتكم الثمين؛ فقد استفدتُ كثيرًا جدًّا مِن شبكة الألوكة، فجزاكم الله خيرًا.
أنا فتاةٌ في بداية العشرينيات مِن عمري، مخطوبة مِن قريبٍ لي، جامعيَّة، ليستْ لديَّ أفكارٌ غريبة، لكن عندما تزيد عليَّ الضغوط أتمنَّى أن أدْخُل في غيبوبة، (وليس انتحارًا)، ليس لديَّ تهيُّؤات ولا هلاوس، كنتُ أتبوَّل لا إراديًّا أثناء النوم حتى سن الـ (16 عامًا)، ثم تحسَّنتْ حالتي تدريجيًّا!
أُصاب بالاكتئاب مِن وقتٍ لآخر بعد المواقف الشديدةِ أو المشكلات، أخاف جدًّا مِن المستقبل، وأخاف مما ستكون عليه حياتي، لدرجة أنني أخبرتُ خاطبي أنني لن أنجبَ أطفالًا؛ خوفًا على مُستقبلهم، وعدم ثقتي في تربيتهم!
كنتُ اجتماعيَّةً جدًّا قبل مرحلة الجامعة، والآن أكره الخروج مِن المنزل، ولا أحبُّ الزِّيارات، وأصبحتُ أكره الناس، ولا أثق فيهم، ولا أأتمنهم على أسراري.
أنا هادئة طيبةٌ، أحبُّ المطر والخضرة والألوان الجميلة.
لديَّ إخوةٌ - ذكورٌ وإناث - منهم اثنان أكرههما، ألَقِّب أحدهما بالمنافق، والآخر الكاذب، والبقيَّة طيبون وأحبهم!
تلقيتُ كثيرًا مِن الضرب والصفع والإهانة مِن أبي، بسبب الكاذب والمنافِق، وكثيرًا ما أكون مَظلومة، حتى وصل بي الحال أني هربتُ مِن المنزل!
الحمد لله أُحافظ على صلاتي ولا أؤخرها، لكن لا أخشع فيها.
هذه بعض صفاتي قبل أن أعرضَ مشكلتي.
أما مشكلتي التي كتبتُ لكم مِن أجْلِها، والتي تدمِّر حياتي:
أني أحبُّ الرجال! ولا أحبُّ الاستمرار مع واحدٍ فقط، فلا أستطيع رُؤية رجل جميل الملامح والجسم وأتركه، خاصة وأني جميلة وجذابة، وسريعًا ما يقع الرجالُ في حبِّي، وعندما يقع الرجلُ في حبي أشعر بنشوةٍ كبيرةٍ وانتصارٍ أني أوقعتُه في حبي!
وتزيد فرحةُ الانتصار عندما يكون الرجلُ متزوجًا، فأشعر وقتها أني أفضل مِن زوجته!
أعلم أني مريضة، وربما بي عُقدة نقص مِن شيء لا أعلمُه، لكن لا أستطيع منْع نفسي.
علاقتي بالمتزوجين كانتْ مع اثنين فقط، وما زالتْ هناك علاقة مع أحدهما، حتى إنني كنتُ معه في بيته قريبًا! وفي الوقت نفسِه أجهِّز لزواجي الذي سيأتي قريبًا!!
أعلم أني لستُ طبيعيةً، لكني مللتُ مِن حالي، فلا أملك مشاعر قوية تجاه خطيبي، فهو ليس مِن النوع المثير.
أنا لا أحبُّ ال***َ، لكن أحب القُبلات والأحضان، ولا أحب ممارَسة ال***.
أنا لا أفتخر بما أقولُه، لكني أُريد حلًّا أو تفسيرًا لعلاقتي بالرجال، والتي تعدَّتِ العشرين رجلًا وما زلتُ في هذه السنِّ، علمًا بأن كل العلاقات تنتهي سريعًا، إلا علاقة واحدة كانتْ جديةً، واستمرتْ ثلاث سنوات، وهو الوحيد الذي مارستُ معه ال***، وفقدتُ غشاء البكارة معه، مع العلم أنَّ هذا لا يُؤرِّقني كثيرًا!!
كذلك كنتُ أنا وصديقة لي على علاقةٍ سريةٍ بصديقٍ سببها الإعجاب المتبادَل، وما زلتُ على تواصُل بهذا الصديق حتى الآن، لكن سأتركه لأني مخطوبة! ربما أحس بنقص الحنان، وأريد تعويضه، ولكني لا أكتفي بذلك.
المشكلةُ الأكبر أنني سأتزوج، وأنا مُتأكِّدة أني بعد زواجي سيزيد عدد عُشَّاقي، وهذا سيدمرني ويدمر بيتي وأهلي وزوجي.
أريد حلًّا، أريد مُساعدة حقيقيةً، أريد تفسيرًا لما أنا فيه، لا أستطيع كبح جماح نفسي.
ساعدوني، جزاكم الله خيرًا.
الجواب
بسم الله الموفِّق للصواب
وهو المستعان
سلامٌ عليك، أما بعدُ:
فقد علمتِ مِن نفسك أنَّ ما تصفينه عن علاقاتك العاطفيَّة المتعدِّدة بالرجال ليس طبيعيًّا، ولكنه يعكس اضطرابًا في نَمَط شخصيتك، والذي أراه يَميل إلى نمَطِ الشخصية الهستيريَّة؛ حيث تتَّسِم المرأةُ الهستيريَّةُ بقُدرتِها على مُغازلة الرجال، وإزاغة قلوبهم، وسلْب عقولِهم؛ بهدف طمأنة نفسها بأنها امرأةٌ جذَّابة ومرغوبة، فتُعَوِّض بالكَيْد النسوي شعورَها العميق بعدم الثقة بنفسها، مثلما تعوض به عن برودِها ال***ي! فالشخصيَّةُ الهِسْتيريَّةُ - على شِدَّة غِوايتها للرجال - تُعاني كثيرًا مِن البُرُود العاطفيِّ وال***يِّ، وهو ما تختصرينه لنا بوصْفك لنفسك "أُحِبُّ الرجال، وليس ال***"!
وبالإضافة إلى نَمَط الشخصيَّة الهِسْتيريَّةِ ثَمَّة أسبابٌ كامنةٌ وراء هذه التعدُّديَّةِ في العلاقات العاطفيَّة المُحَرَّمةِ، تعود - كما يبدو لي - إلى خبرات الطفولة السيئة، والمتمَثِّلة في علاقتك بأبيك، كما أتلمَّس آثار تحرُّشٍ ***يٍّ لَم تُشيري إليه - لعلك لا تتذكَّرينه - غير أنَّ ظُهور بعض المشكلات الفسيولوجية - كالتَّبَوُّل اللا إرادي حتى سن السادسة عشرة، بالإضافة إلى التعدُّديَّة في العلاقات مع ال*** الآخر - تُقَوِّي عنْدي تعرُّضك لتحرشٍ ***يٍّ في طفولتك، عكستْ آثاره سلبًا على سُلوكك الحالي!
قد يُعينك النظر في مقال: "إدمان الفُتُوحات العاطفيَّة"؛ للأستاذ الدكتور محمد مهدي - على فَهْم مشكلتك، وتحليلها مِن المنظور النفسيِّ، فارجعي إليها فضلاً، راجيةً أنْ تعْرضي نفسك على مُعالِجة نفسية في أقرب وقتٍ قبل موعد زفافك.
تبقى أخيرًا تلك المصيبةُ التي أوردتِها في استشارتك بقلبٍ ميتٍ، وهي: "الزنا"! فإن كان الأمرُ كما تصفين لا يُؤَرِّقك على الصعيد العاطفيِّ وال***يِّ والاجتماعيِّ في علاقتك مع زوجك مستقبلاً، فتَذَكَّري غيْرةَ الله - عز وجل - يومَ رآكِ تستحلِّين ما حرَّمه عليك، ثم لا تسألين نفسك: أَساخِطٌ عليك ربُّك تعالى؟ أم راضٍ عنك؟ وفي "الصحيحينِ" أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: ((يا أمة محمدٍ، واللهِ ما منْ أحدٍ أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أَمَتُه)).
فاتقي الله تعالى، وتُوبي إليه تَوْبةً نصوحًا، واهجري السوء، واسْتكفي بالزواج عن كلِّ العلاقات المحرَّمة، وعسى الله أنْ يُطَهِّرك، ويغفر ذنبك، ويستر علينا وعليك في الدنيا والآخرة، اللهم آمين.
والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/4/54378/#ixzz2TX8TBNZw
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكرًا لكم جميعًا على ما تبذلونه مِن جُهدٍ في مُساعدة الآخرين، وإعطائنا جُزءًا مِن وقتكم الثمين؛ فقد استفدتُ كثيرًا جدًّا مِن شبكة الألوكة، فجزاكم الله خيرًا.
أنا فتاةٌ في بداية العشرينيات مِن عمري، مخطوبة مِن قريبٍ لي، جامعيَّة، ليستْ لديَّ أفكارٌ غريبة، لكن عندما تزيد عليَّ الضغوط أتمنَّى أن أدْخُل في غيبوبة، (وليس انتحارًا)، ليس لديَّ تهيُّؤات ولا هلاوس، كنتُ أتبوَّل لا إراديًّا أثناء النوم حتى سن الـ (16 عامًا)، ثم تحسَّنتْ حالتي تدريجيًّا!
أُصاب بالاكتئاب مِن وقتٍ لآخر بعد المواقف الشديدةِ أو المشكلات، أخاف جدًّا مِن المستقبل، وأخاف مما ستكون عليه حياتي، لدرجة أنني أخبرتُ خاطبي أنني لن أنجبَ أطفالًا؛ خوفًا على مُستقبلهم، وعدم ثقتي في تربيتهم!
كنتُ اجتماعيَّةً جدًّا قبل مرحلة الجامعة، والآن أكره الخروج مِن المنزل، ولا أحبُّ الزِّيارات، وأصبحتُ أكره الناس، ولا أثق فيهم، ولا أأتمنهم على أسراري.
أنا هادئة طيبةٌ، أحبُّ المطر والخضرة والألوان الجميلة.
لديَّ إخوةٌ - ذكورٌ وإناث - منهم اثنان أكرههما، ألَقِّب أحدهما بالمنافق، والآخر الكاذب، والبقيَّة طيبون وأحبهم!
تلقيتُ كثيرًا مِن الضرب والصفع والإهانة مِن أبي، بسبب الكاذب والمنافِق، وكثيرًا ما أكون مَظلومة، حتى وصل بي الحال أني هربتُ مِن المنزل!
الحمد لله أُحافظ على صلاتي ولا أؤخرها، لكن لا أخشع فيها.
هذه بعض صفاتي قبل أن أعرضَ مشكلتي.
أما مشكلتي التي كتبتُ لكم مِن أجْلِها، والتي تدمِّر حياتي:
أني أحبُّ الرجال! ولا أحبُّ الاستمرار مع واحدٍ فقط، فلا أستطيع رُؤية رجل جميل الملامح والجسم وأتركه، خاصة وأني جميلة وجذابة، وسريعًا ما يقع الرجالُ في حبِّي، وعندما يقع الرجلُ في حبي أشعر بنشوةٍ كبيرةٍ وانتصارٍ أني أوقعتُه في حبي!
وتزيد فرحةُ الانتصار عندما يكون الرجلُ متزوجًا، فأشعر وقتها أني أفضل مِن زوجته!
أعلم أني مريضة، وربما بي عُقدة نقص مِن شيء لا أعلمُه، لكن لا أستطيع منْع نفسي.
علاقتي بالمتزوجين كانتْ مع اثنين فقط، وما زالتْ هناك علاقة مع أحدهما، حتى إنني كنتُ معه في بيته قريبًا! وفي الوقت نفسِه أجهِّز لزواجي الذي سيأتي قريبًا!!
أعلم أني لستُ طبيعيةً، لكني مللتُ مِن حالي، فلا أملك مشاعر قوية تجاه خطيبي، فهو ليس مِن النوع المثير.
أنا لا أحبُّ ال***َ، لكن أحب القُبلات والأحضان، ولا أحب ممارَسة ال***.
أنا لا أفتخر بما أقولُه، لكني أُريد حلًّا أو تفسيرًا لعلاقتي بالرجال، والتي تعدَّتِ العشرين رجلًا وما زلتُ في هذه السنِّ، علمًا بأن كل العلاقات تنتهي سريعًا، إلا علاقة واحدة كانتْ جديةً، واستمرتْ ثلاث سنوات، وهو الوحيد الذي مارستُ معه ال***، وفقدتُ غشاء البكارة معه، مع العلم أنَّ هذا لا يُؤرِّقني كثيرًا!!
كذلك كنتُ أنا وصديقة لي على علاقةٍ سريةٍ بصديقٍ سببها الإعجاب المتبادَل، وما زلتُ على تواصُل بهذا الصديق حتى الآن، لكن سأتركه لأني مخطوبة! ربما أحس بنقص الحنان، وأريد تعويضه، ولكني لا أكتفي بذلك.
المشكلةُ الأكبر أنني سأتزوج، وأنا مُتأكِّدة أني بعد زواجي سيزيد عدد عُشَّاقي، وهذا سيدمرني ويدمر بيتي وأهلي وزوجي.
أريد حلًّا، أريد مُساعدة حقيقيةً، أريد تفسيرًا لما أنا فيه، لا أستطيع كبح جماح نفسي.
ساعدوني، جزاكم الله خيرًا.
الجواب
بسم الله الموفِّق للصواب
وهو المستعان
سلامٌ عليك، أما بعدُ:
فقد علمتِ مِن نفسك أنَّ ما تصفينه عن علاقاتك العاطفيَّة المتعدِّدة بالرجال ليس طبيعيًّا، ولكنه يعكس اضطرابًا في نَمَط شخصيتك، والذي أراه يَميل إلى نمَطِ الشخصية الهستيريَّة؛ حيث تتَّسِم المرأةُ الهستيريَّةُ بقُدرتِها على مُغازلة الرجال، وإزاغة قلوبهم، وسلْب عقولِهم؛ بهدف طمأنة نفسها بأنها امرأةٌ جذَّابة ومرغوبة، فتُعَوِّض بالكَيْد النسوي شعورَها العميق بعدم الثقة بنفسها، مثلما تعوض به عن برودِها ال***ي! فالشخصيَّةُ الهِسْتيريَّةُ - على شِدَّة غِوايتها للرجال - تُعاني كثيرًا مِن البُرُود العاطفيِّ وال***يِّ، وهو ما تختصرينه لنا بوصْفك لنفسك "أُحِبُّ الرجال، وليس ال***"!
وبالإضافة إلى نَمَط الشخصيَّة الهِسْتيريَّةِ ثَمَّة أسبابٌ كامنةٌ وراء هذه التعدُّديَّةِ في العلاقات العاطفيَّة المُحَرَّمةِ، تعود - كما يبدو لي - إلى خبرات الطفولة السيئة، والمتمَثِّلة في علاقتك بأبيك، كما أتلمَّس آثار تحرُّشٍ ***يٍّ لَم تُشيري إليه - لعلك لا تتذكَّرينه - غير أنَّ ظُهور بعض المشكلات الفسيولوجية - كالتَّبَوُّل اللا إرادي حتى سن السادسة عشرة، بالإضافة إلى التعدُّديَّة في العلاقات مع ال*** الآخر - تُقَوِّي عنْدي تعرُّضك لتحرشٍ ***يٍّ في طفولتك، عكستْ آثاره سلبًا على سُلوكك الحالي!
قد يُعينك النظر في مقال: "إدمان الفُتُوحات العاطفيَّة"؛ للأستاذ الدكتور محمد مهدي - على فَهْم مشكلتك، وتحليلها مِن المنظور النفسيِّ، فارجعي إليها فضلاً، راجيةً أنْ تعْرضي نفسك على مُعالِجة نفسية في أقرب وقتٍ قبل موعد زفافك.
تبقى أخيرًا تلك المصيبةُ التي أوردتِها في استشارتك بقلبٍ ميتٍ، وهي: "الزنا"! فإن كان الأمرُ كما تصفين لا يُؤَرِّقك على الصعيد العاطفيِّ وال***يِّ والاجتماعيِّ في علاقتك مع زوجك مستقبلاً، فتَذَكَّري غيْرةَ الله - عز وجل - يومَ رآكِ تستحلِّين ما حرَّمه عليك، ثم لا تسألين نفسك: أَساخِطٌ عليك ربُّك تعالى؟ أم راضٍ عنك؟ وفي "الصحيحينِ" أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: ((يا أمة محمدٍ، واللهِ ما منْ أحدٍ أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أَمَتُه)).
فاتقي الله تعالى، وتُوبي إليه تَوْبةً نصوحًا، واهجري السوء، واسْتكفي بالزواج عن كلِّ العلاقات المحرَّمة، وعسى الله أنْ يُطَهِّرك، ويغفر ذنبك، ويستر علينا وعليك في الدنيا والآخرة، اللهم آمين.
والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/4/54378/#ixzz2TX8TBNZw