abomokhtar
24-05-2013, 11:15 PM
الرئيس المدنى الذى أعلن أنه يقود عملية عسكرية بنفسه، لا تستبعد أبدًا أن يقود بنفسه امتحانات الثانوية بنفسه أيضا!
فالثانوية العامة هى مصدر الشعبية الأولى الذى يسعى إليها أى رئيس بعد تسييس التعليم وجعله أداة فى يد النظام الحاكم يصنع به شعبية غائبة أو يُدعم به شعبيته، وقد فعلها الزعيم عبد الناصر والرئيس السادات ومبارك، لذلك من البديهى أن يلجأ إليها الدكتور محمد مرسى وجماعة الإخوان فى محاولة لتسكين الأوضاع فى فترة شديدة الحرج، وفى توقيت بالغ الخطورة.
فهذه أول امتحانات تُجرى فى عهده، وينتظر نتائجها نصف مليون طالب وملايين المصريين من أهاليهم وأقاربهم، وتهتم بمتابعتها كل وسائل الإعلام، ويسهل من خلالها التأثير فى الرأى العام بالسلب أو بالإيجاب، وتأتى امتحانات الثانوية هذا العام فى الوقت الذى يريد فيه أنصار الرئيس وجماعته الاحتفال بمرور عام على انتخابه بـ"تجرد"، ويحاولون تفويت الفرصة على المعارضة التى تريد محاسبة الرئيس لنفس السبب، خاصة أن طلاب الجامعات ومعهم طلاب المدارس يشاركون فى حملة "تمرد" التى تعد أكبر حملة قامت بجمع توقيعات لسحب الثقة من الرئيس مرسى.
والمدهش أن "تمرد" اختارت يوم 30 يونيو لسحب الثقة من الرئيس ولهذا سبب معلن وآخر خفى!
السبب المعلن: هو أنه فى هذا اليوم يكون الرئيس قد أتم عاما كاملا على حكمه، أما الخفى فهو أن امتحانات الثانوية العامة تكون انتهت قبل يوم واحد فقط حيث تنتهى امتحانات الثانوية فى 29 يونيو بمادة الإحصاء، وبالتالى يستطيع طلاب الجامعات والمدارس المشاركة فى مليونية تمرد فى اليوم التالى، فما بالك إن كان هؤلاء غاضبون من أسئلة الامتحانات ويريدون الرد على واضعها فى ميدان التحرير!
لذلك من الوارد جدا ومن المنطقى أن يكون الرئيس قد طلب تسهيل امتحانات الثانوية، وذلك تجنبا لانفعال الملايين من غير المهتمين بالسياسة فهؤلاء يجب وضع غضبهم فى الاعتبار، والحرص على عدم استفزازهم، خاصة أنهم لم يعدوا يتحملون مزيدا من الاستفزاز فى هذا "الحر"، الذى جعل الناس تفقد أعصابها والطلاب يفقدون تركيزهم فى ظل هذه الأجواء العصيبة والعصبية.
ربما لذلك لجأت جماعة الإخوان إلى جعل نفسها المهيمن الأكبر على امتحانات الثانوية هذا العام، وذلك من خلال حرصها على وجود المنتمين لها داخل مراكز توزيع أسئلة امتحانات الثانوية من خلال نقابة المعلمين التى يسيطر عليها حزب الحرية والعدالة بعد أن ظلت لسنوات طويلة فى قبضة الحزب الوطنى!
فمراكز توزيع الأسئلة تعد الخطر الأكبر الذى يواجه أى وزير تعليم؛ لأن الأشخاص المسئولين عنها يجب أن يكونوا من أهل الثقة والخبرة معًا؛ لأن صفة واحدة لا تكفى، لذلك بدأت جماعة الإخوان من خلال أعضائها فى النقابة بالتنسيق مع الوزارة من أجل أن يتواجد بعض أعضاء الجماعة داخل مراكز توزيع الأسئلة بالمحافظات حتى يقوموا بالإشراف على عملية تأمين الامتحانات، ويضمنوا عدم تسريبها.
لكن لم يكتف الإخوان بذلك، فمساعدوا وزير التعليم من المعروف انتماء أغلبهم للجماعة، وبالتالى يسهل التواصل معهم عبر الإرشاد وحتى من لا ينتمون بشكل صريح، وواضح للجماعة يقولون "إحنا مش إخوان بس بنحترمهم" علاوة على أن وزير التعليم ذاته لا يحق له الإشراف على امتحانات الثانوية هذا العام؛ لأن نجله فى الثانوية.
هناك أسباب كثيرة غير حركة تمرد والغضب الشعبى من انقطاع الكهرباء بشكل دائم تجعل الرئيس يطلب من المسئولين فى وزارة التعليم تسهيل امتحانات الثانوية منها وجود عدد كبير من أبناء المسئولين فى الثانوية هذا العام على رأسهم بنت رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل.
من المؤكد أن الإخوان يدركون أهمية امتحانات الثانوية فى صناعة الشعبية وفى سحبها أيضا، ويعرفون أنها مثلما هى اختبار للطلاب هى أيضا اختبار للنظام الحاكم، ولعل الواقعة الأشهر حدثت فى عام 1978، عندما اجتمع الرئيس السادات بالدكتور مصطفى كمال حلمى وزير التربية والتعليم وقتها، وقال له: "الناس غضبانة فى الشارع.. أنا عايزهم ينبسطوا فى امتحانات الثانوية.. نجّح الولاد يا مصطفى".
وطبعًا معالى الوزير سمع الكلام ونجَّح الأولاد بناءً على توجيهات السيد الرئيس، ومنذ ذلك اليوم ظلت نسبة النجاح فى الثانوية العامة تتراوح مابين 82 و88% بغض النظر عن تفاوت مستويات الطلاب من سنة إلى أخرى!
فالثانوية العامة هى مصدر الشعبية الأولى الذى يسعى إليها أى رئيس بعد تسييس التعليم وجعله أداة فى يد النظام الحاكم يصنع به شعبية غائبة أو يُدعم به شعبيته، وقد فعلها الزعيم عبد الناصر والرئيس السادات ومبارك، لذلك من البديهى أن يلجأ إليها الدكتور محمد مرسى وجماعة الإخوان فى محاولة لتسكين الأوضاع فى فترة شديدة الحرج، وفى توقيت بالغ الخطورة.
فهذه أول امتحانات تُجرى فى عهده، وينتظر نتائجها نصف مليون طالب وملايين المصريين من أهاليهم وأقاربهم، وتهتم بمتابعتها كل وسائل الإعلام، ويسهل من خلالها التأثير فى الرأى العام بالسلب أو بالإيجاب، وتأتى امتحانات الثانوية هذا العام فى الوقت الذى يريد فيه أنصار الرئيس وجماعته الاحتفال بمرور عام على انتخابه بـ"تجرد"، ويحاولون تفويت الفرصة على المعارضة التى تريد محاسبة الرئيس لنفس السبب، خاصة أن طلاب الجامعات ومعهم طلاب المدارس يشاركون فى حملة "تمرد" التى تعد أكبر حملة قامت بجمع توقيعات لسحب الثقة من الرئيس مرسى.
والمدهش أن "تمرد" اختارت يوم 30 يونيو لسحب الثقة من الرئيس ولهذا سبب معلن وآخر خفى!
السبب المعلن: هو أنه فى هذا اليوم يكون الرئيس قد أتم عاما كاملا على حكمه، أما الخفى فهو أن امتحانات الثانوية العامة تكون انتهت قبل يوم واحد فقط حيث تنتهى امتحانات الثانوية فى 29 يونيو بمادة الإحصاء، وبالتالى يستطيع طلاب الجامعات والمدارس المشاركة فى مليونية تمرد فى اليوم التالى، فما بالك إن كان هؤلاء غاضبون من أسئلة الامتحانات ويريدون الرد على واضعها فى ميدان التحرير!
لذلك من الوارد جدا ومن المنطقى أن يكون الرئيس قد طلب تسهيل امتحانات الثانوية، وذلك تجنبا لانفعال الملايين من غير المهتمين بالسياسة فهؤلاء يجب وضع غضبهم فى الاعتبار، والحرص على عدم استفزازهم، خاصة أنهم لم يعدوا يتحملون مزيدا من الاستفزاز فى هذا "الحر"، الذى جعل الناس تفقد أعصابها والطلاب يفقدون تركيزهم فى ظل هذه الأجواء العصيبة والعصبية.
ربما لذلك لجأت جماعة الإخوان إلى جعل نفسها المهيمن الأكبر على امتحانات الثانوية هذا العام، وذلك من خلال حرصها على وجود المنتمين لها داخل مراكز توزيع أسئلة امتحانات الثانوية من خلال نقابة المعلمين التى يسيطر عليها حزب الحرية والعدالة بعد أن ظلت لسنوات طويلة فى قبضة الحزب الوطنى!
فمراكز توزيع الأسئلة تعد الخطر الأكبر الذى يواجه أى وزير تعليم؛ لأن الأشخاص المسئولين عنها يجب أن يكونوا من أهل الثقة والخبرة معًا؛ لأن صفة واحدة لا تكفى، لذلك بدأت جماعة الإخوان من خلال أعضائها فى النقابة بالتنسيق مع الوزارة من أجل أن يتواجد بعض أعضاء الجماعة داخل مراكز توزيع الأسئلة بالمحافظات حتى يقوموا بالإشراف على عملية تأمين الامتحانات، ويضمنوا عدم تسريبها.
لكن لم يكتف الإخوان بذلك، فمساعدوا وزير التعليم من المعروف انتماء أغلبهم للجماعة، وبالتالى يسهل التواصل معهم عبر الإرشاد وحتى من لا ينتمون بشكل صريح، وواضح للجماعة يقولون "إحنا مش إخوان بس بنحترمهم" علاوة على أن وزير التعليم ذاته لا يحق له الإشراف على امتحانات الثانوية هذا العام؛ لأن نجله فى الثانوية.
هناك أسباب كثيرة غير حركة تمرد والغضب الشعبى من انقطاع الكهرباء بشكل دائم تجعل الرئيس يطلب من المسئولين فى وزارة التعليم تسهيل امتحانات الثانوية منها وجود عدد كبير من أبناء المسئولين فى الثانوية هذا العام على رأسهم بنت رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل.
من المؤكد أن الإخوان يدركون أهمية امتحانات الثانوية فى صناعة الشعبية وفى سحبها أيضا، ويعرفون أنها مثلما هى اختبار للطلاب هى أيضا اختبار للنظام الحاكم، ولعل الواقعة الأشهر حدثت فى عام 1978، عندما اجتمع الرئيس السادات بالدكتور مصطفى كمال حلمى وزير التربية والتعليم وقتها، وقال له: "الناس غضبانة فى الشارع.. أنا عايزهم ينبسطوا فى امتحانات الثانوية.. نجّح الولاد يا مصطفى".
وطبعًا معالى الوزير سمع الكلام ونجَّح الأولاد بناءً على توجيهات السيد الرئيس، ومنذ ذلك اليوم ظلت نسبة النجاح فى الثانوية العامة تتراوح مابين 82 و88% بغض النظر عن تفاوت مستويات الطلاب من سنة إلى أخرى!