مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية


abomokhtar
01-06-2013, 05:47 AM
الشيخ محمد بخيت بن حسين المطيعي الحنفي الصعيدي ثم القاهري علامة الديار المصرية بلا منازع، وشيخ شيوخها بلا مدافع، الفقيه المفسر المعقولي الأصولي المنطقي الفيلسوف المحقق المدقق، ولد بالقطيعة " بالقاف" من أعمال أسيوط بصعيد مصر، وهو الذي غير اسمها إلى المطيعة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%8A%D8%B9%D8%A9) "بالميم" تفاؤلاً فاشتهرت بذلك، وعائلته مالكية وهو أول من تحنف منهم.
قدم صغيراً إلى الأزهر لطلب العلم، وأدرك البرهان السقا ولم يأخذ عنه لكونه وجده انقطع في بيته، وعانى الفقر أيام طلبه، وجد واجتهد وكان ذا فكرة وقادة، وذهن ثاقب وحفظ جيد، فبرع في العلوم معقولها ومنقولها، وتقدم على الأقران، وفاز واشتهر ذكره وطار صيته ووقع عليه الإقبال، ووافاه السعد وناله الحظ فتقلب في وظائف عالية من قضاء ببعض مدن مصر ثم بالإسكندرية، ثم العضوية في المحكمة الشرعية ثم محكمة الاستئناف بالإسكندرية، ثم الإفتاء الأكبر بالديار المصرية، كل ذلك وهو مواظب على التدريس لا تقطعه عنه الوظائف، حتى إنه لما كان موظفا بالإسكندرية وبينها وبين القاهرة أربع ساعات في بابور السكة الحديد كان يحضر كل يوم منها إلى القاهرة لإلقاء الدرس، ثم يعود إليها.
واغتنى وأثري وكثر ماله وعظم جاهه، وقصده الأمراء والكبراء والوزراء، وصار شيخ العلوم بالديار المصرية بل بالشرق أجمعه،إذا تكلم تدفق كالسيل الجرار سواء في درسه أو في مجلسه، وإذا تكلم على آية من كتاب الله يظن الظان أنه كان مشتغلا بها في تلك الساعة، وإذا تكلم في الكلام فكأنه إمام الحرمين أو الغزالي، وكذلك الأصول والمنطق، أما الفقه الحنفي فكأنه يحفظه عن ظهر قلب، غريبه ومشهوره ومقبوله ومردوده، وإذا تكلم في الهيئة والعلوم الإفرنجية العصرية يظن السامع أنه ما يحسن غيرها.
وبالجملة فهو أعجوبة زمانه، بل من الطراز الأول والأئمة القدماء أهل القرن الرابع والخامس.وكان حسن الأخلاق، لين العريكة، واسع الصدر جدا، يتحمل من الطلبة كثرة السؤال مع خروج بعضهم عن الموضوع، وربما بقي الواحد يجادله الساعة حتى يذهب الدرس كله في الجدال والأخذ والرد، وهو لا يتكدر ولا يتألم.
وكان متواضعاً مع الطلبة يباسطهم ويمازحهم في الدرس، وكان حلو النادرة مقبول الفكاهة، لا تمر به نكتة فيسكت عنها أًصلا، حتى اشتهرت نكته بين الخاص والعام بالقطر المصري بأجمعه فتجدهم يحكونها عنه.وكان رحمه الله محبا للطلبة الغرباء ميالا إليهم، بحيث لم يكونوا يقبلون على غيره، إذا لم يروا صدرا رحبا معهم سواه، حتى كان آخر أيامه لا يعمر درسه إلا الأغراب من أتراك وشوام وهنود وعراقيين وأكراد وغيرهم.وكان سمح الكف جوادا يواسي الفقراء والطلبة الأغراب ويمدهم بالمال ويساعدهم بجاهه، ويترددون إلى بيته فيجالسهم ويباسطهم ويبر بهم.
وكان السبب الذي لأجله صدر قانون تقاعد مفتي الديار المصرية عند سن الستين هو أن بعض الأغنياء قد بنى مسجدا وأوقفه، فاحتاجت الحكومة لموضع هذا المسجد، فاستفتت مفتي الديار المصرية العلامة الشيخ محمد بخيت المطيعي، فقال لهم: إذا وافقكم ربه فلا مانع، فكلموا ذلك الغني فوافق، فرجعوا إليه ليصدر فتواه، وقالوا له إن ربه قد وافق، فقال ومن ربه؟ قالوا: فلان الباشا، قال: ليس هو صاحبه الآن، فإنه أوقفه وصار لله تعالى ، فهو ربه الذي قلت لكم إن وافقكم فاهدموه.
وهذه الحادثة هي التي كانت سببا في عزله من الإفتاء ، فإن رئيس الوزراء وقتئذ وهو نسيم باشا قال فيه كلاما فبلغه، فقال الشيخ نحن لا نعبأ بكلام العيال أو نحو هذا، فبلغت إلى الوزير ، فقال: سوف يعلم من العيال، فاجتمع بمجلس الوزراء وأصدر قانونا يقضي بإحالة المفتي على المعاش إذا بلغ السن القانوني، وكان المفتي غير داخل في هذا القانون قبل ذلك، فلما صادقت الحكومة على هذا القرار وكان هو قد جاوز السن المقرر عزل وأحيل إلى المعاش، وبقي متطلعا لمنصب شيخ الأزهر، ولم يكن والله في عصره من يصلح له سواه، ولكن الزمن عاكسه في ذلك، ومن عجائب الدنيا أن يتولى مشيخة الأزهر تلامذته كالظواهري ثم المراغي، وهو موجود حي".
وكان يكثر من مطالعة كتب الإفرنج المترجمة وكتب العصريين ويقرأ كثيرا من الجرائد.;كما كان يقتني الكتب بكثرة، ويدفع فيها الأموال الطائلة، حتى جمع مكتبة ضخمة.
وكان عضوا بلجنة دستور سنة 1923 ووكان هو أول من اقترح إضافة المادة الخاصة بأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.
وكان محبا للصوفية، معظما لجنابهم، شديد الاعتقاد في الأولياء والمجاذيب، قال يوما للطلبة في الدرس: عليكم بثلاثة أمور وأنا أضمن لكم النجاح في العلم وأضمن لكم الغنى، قالوا: وما هي ؟ قال : اطلبوا العلم لله، ولا تتركوا الصلاة، واعتقدوا الأولياء والصوفية.
ولما كان يقرأ التفسير ووصل إلى سورة الأنعام مكث يقرأ سبعة عشر ليلة، في قوله تعالى {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} [الأنعام: 1] فجعل يتكلم على هيئة الأفلاك والأرض، وينقل مذاهب الفلاسفة المتقدمين ومذاهب الإفرنج ويجمع بين ذلك ، فطلب منه الطلبة أن يكتب لهم ما سمعوه منه، فلم تمض أيام حتى أظهر لهم كتابه (توفيق الرحمن للتوفيق بين ما قاله علماء الهيئة وما جاء في الأحاديث الصحيحة وآيات القرآن).
من مؤلفــاته



شرح جمع الجوامع في أصول الفقه.
القول الجامع في الطلاق البدعي والمتتابع.
إرشاد الأمة إلى إحكام الحكم بين أهل الذمة.
حاشية على شرح الدردير على الخريدة في علم الكلام.
الكلمات الحسان في الأحرف السبعة وجمع القرآن.
أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام.
الفتاوى الفقهية في أربع مجلدات.
الأجوبة المصرية عن الأسئلة التونسية.
شرح منظومة العبيد في التوحيد.
رسالة في حكم السكورتاه.
الجواب الشافي في إباحة التصوير الفوتوغرافي.
حسن البيان في دفع ما ورد من الشبه على القرآن.
تطهير الفؤاد عن دنس الاعتقاد.
حسن القرى في صلاة الجمعة في القرى.
إرشاد أهل الملة إلى إثبات الأدلة.
إرشاد العباد إلى الوقف على الأولاد.
حل الرمز على معنى اللغز.
الدرر البهية في الصلاة الكمالية.
رسالة في الآيات الكونية والعمرانية.

مصادر



الأعلام - للزركلي.
البحر العميق في مرويات ابن الصديق للحافظ أحمد بن الصديق الغماري (١/٢٠٠)
د. محمد الجوادي في كتابه " اصحاب المشيختين : سيرة حياة خمسة من علماء الارهر جمعوا بين مشيخة الازهر والافتاء" . مكتبة الشروق الدولية .القاهرة ٢٠٠٨

abomokhtar
01-06-2013, 05:49 AM
فضيلة الشيخ محمد بخيت المطيعي رحمه الله
مفتي الديار المصرية

http://www.forislah.com/images/stories/bkheet1.jpg
مولده ونشأته:


هو الشيخ شمس الدين محمد بن بخيت بن حسين المطيعي، علامة العصر، يتيمة الدهر، المحقق، المفسر، الفقيه، الأصولي، المتكلم، النظار، شيخ علماء مصر، ومفخرة علماء العصر، صاحب التصانيف المتكاثرة، ومفتي الديار المصرية(1).
ولد ببلدة المطيعة، مركز ومديرية أسيوط، في 10 من المحرم سنة 1271هـ، الموافق سنة 1856م.
طلبه للعلم:


ذهب إلى كتاب بلدته في الرابعة من عمره، وتعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم كله وجوَّده، ثم التحق بالأزهر الشريف في عام 1282هـ، وكان حنفي المذهب، ونال شهادة العَالِمية من الدرجة الأولى في عام 1294هـ، وأنعم عليه بكسوة التشريفة من الدرجة الثالثة؛ مكافأة له على نبوغه وفضله.
شيوخه:


تتلمذ الشيخ محمد بخيت المطيعي على كبار الشيوخ في الأزهر وخارجه، وكان منهم:
(1) الشيخ محمد عليش.
(2) والشيخ عبد الرحمن الشربيني.
(3) والشيخ أحمد الرفاعي.
(4) والشيخ أحمد منة الله.
(5) والشيخ محمد الخضري المصري.
(6) والشيخ حسن الطويل.
(7) والشيخ محمد البهوتي.
(8) والشيخ عبد الرحمن البحراوي.
(9) والشيخ محمد الفضالي الجرواتي، وغيرهم.
مناصبه:


(1) التدريس والقضاء: في سنة 1295هـ اشتغل بتدريس علوم الفقه والتوحيد والمنطق إلى أن عُيِّن قاضيًا للقليوبية في سنة 1297هـ 1880م، ثم قاضيًا للمنيا في 1298هـ، ثم انتقل إلى قضاء بورسعيد سنة 1300هـ، ثم إلى قضاء السويس سنة 1302هـ، ثم الفيوم سنة 1304هـ ثم أسيوط سنة 1309هـ، واستمر ترقيه في سلك القضاء إلى أن عُيِّن مفتشًا شرعيًّا بنظارة الحقانية (وزارة العدل) في سنة 1310هـ.
وفي سنة 1311هـ عُيِّن قاضيًا لمدينة الإسكندرية ورئيسًا لمجلسها الشرعي، وفي سنة 1315هـ عُيِّن عضوًا أول بمحكمة مصر الشرعية، ثم رئيسًا للمجلس العلمي بها، وفي هذه الأثناء ناب عن قاضي مصر الشيخ عبد الله جمال الدين ستة أشهر حال مرضه إلى أن عُيِّن بدله، ثم تركه عام 1905م، ثم عُيِّن رئيسًا لمحكمة الإسكندرية الشرعية عام 1907م ثم نقل منها إلى إفتاء نظارة الحقانية في أوائل سنة 1912م. وأحيل عليه قضاء مصر مرة ثانية نيابة عن القاضي نسيب أفندي، ثم أحيل عليه مع إفتاء الحقانية رئاسة التفتيش الشرعي بها.
(2) تقلده لمنصب الإفتاء: في 9 من صفر سنة 1333هـ الموافق 26 ديسمبر 1914م عُيِّن مفتيًا للديار المصرية، واستمر يشغل هذا المنصب حتى 16 من شوال سنة 1338هـ 1920م حيث أحيل إلى المعاش، أصدر خلالها ( 2028) فتوى(2).
مؤلفاته:


رغم كثرة مشاغل الشيخ ما بين القضاء إلى الإفتاء والدرس الذي لم ينقطع، وتردد العلماء عليه في الأوقات الكثيرة، فقد بارك الله في وقته، ورُزِق ملكة التصنيف فأتى فيه بكل نفيس، ومن ضمن مصنفاته (فتاوى فقهية) اختارها من مجموع فتاويه، خرجت في أربع مجلدات ضخام لم تطبع بعد، وله غير ذلك(3):
1. حاشية على شرح الدردير على الخريدة البهية.
2. إرشاد الأمة إلى أحكام أهل الذمة.
3. حسن البيان في إزالة بعض شبه وردت على القرآن.
4. القول الجامع في الطلاق البدعي والمتتابع.
5. رسالتا الفونوغراف والسوكرتاه.
6. إزاحة الوهم وإزالة الاشتباه عن رسالتي الفونوغراف والسوكرتاه.
7. الكلمات الحسان في الحروف السبعة وجمع القرآن.
8. القول المفيد على وسيلة العبيد في علم التوحيد.
9. أحسن القِرَى في صلاة الجمعة في القرى.
10. الأجوبة المصرية عن الأسئلة التونسية. أجاب فيها عن أسئلة وردت إليه من الشيخ محمد العروسي السهيلي الشريف المتطوع بالجامع الأعظم بتونس.
11. حل الرمز عن معمي اللغز.
12. إرشاد أهل الملة إلى إثبات الأهلة.
13. البدر الساطع على جمع الجوامع، في أصول الفقه.
14. إرشاد العباد إلى الوقف على الأولاد.
15. الكلمات الطيبات في المأثور عن الإسراء والمعراج.
16. إرشاد القارئ والسامع إلى أن الطلاق إذا لم يضف إلى المرأة غير واقع.
17. أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام.
18. المخمسة الفردية في مدح خير البرية.
19. متناول سبيل الله في مصارف الزكاة.
20. الجواب الشافي في إباحة التصوير الفوتوغرافي.
21. رفع الإغلاق عن مشروع الزواج والطلاق.
22. المرهفات اليمانية في عنق من قال ببطلان الوقف على الذرية.
23. تطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد، وهو كالمقدمة على كتاب شفاء السقام لتقي الدين السبكي.
مواقف للشيخ رحمه الله:


لطم الشيخ محمد بخيت المطيعي الاستعمار لطمة قاسية حين اصدر فتوى دينية وطنية في مقاطعة الإنجليز، فسرت مسرى النار في الهشيم، وبددت ما نسج من الأحلام والأمنيات.
كما أنه رفض ثروة مغرية قُدِّمت إليه حين أصدر فتوى إسلامية في وقف من الأوقاف، وقال كلمته الجليلة: "العلم في الإسلام لا يباع"(4).
وفاته:


توفي الشيخ رحمه الله في 21 من رجب عام 1354هـ، الموافق 18 أكتوبر 1935م، بعد حياة حافلة بالعلم والعمل(5).
ــــــــــــ
(1) نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر، للدكتور يوسف المرعشلي (2/1078).
(2) موقع دار الإفتاء المصرية، تراجم وسير، المفتون، فضيلة الشيخ محمد بخيت المطيعي.
(3) نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر (2/1080).
(4) انظر كتاب (زهر البساتين من مواقف العلماء والربانيين)، للشيخ سيد عفاني (1/491).
(5) موقع دار الإفتاء المصرية، تراجم وسير، المفتون، فضيلة الشيخ محمد بخيت المطيعي

محمد محمود بدر
01-06-2013, 10:05 AM
رحمه الله تعالى

جزااااااااااكم الله خيراااااااااااااا