ابراهيم ابراهيم الأشرم
04-06-2013, 08:24 AM
كن صحابيا للدكتور السرجاني كتاب الكتروني رائع غربة الدين
أحب أن أنقل إليكم حديثين رائعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل أحاديثه صلى الله عليه وسلم رائعة.
الحديث الأول: روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء)، ففي الحديث يكشف لنا الرسول الله صلى الله عليه وسلم عن واقعنا الذي نعيش فيه الآن، فكما كان أهل مكة والعرب بصفة عامة والعالم أجمع يستغرب الرسالة الإسلامية عند نزولها، ويستنكر تعاليمها، ويحشد كل الجنود لحرب هذه الدعوة عادت الأيام كما كانت الآن، وأصبح عموم الناس الآن يستغرب التعاليم الإسلامية، وأصبح الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر غريبا وسط الناس، والذي يقول: لا داعي أن نبيع الخمر يكون غريبا، والذي يقول: الربا حرام يكون غريبا، والذي يقول: العري في الأفلام والمسرحيات والإعلانات وغيرها حرام يكون غريبا، والذي يقول: فلسطين كلها ترجع للمسلمين يكون غريبا أمام الناس فرجع الإسلام فعلا غريبا كما بدأ، لكن البشارة: (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدا، فطوبى للغرباء)، أي: سيكون هناك غرباء مثل الصحابة، يكافحون ككفاحهم، ويجاهدون كجهادهم، ويدعون إلى الله عز وجل كدعوتهم، فيأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويحبون الدين كحبهم له، ويحبون سنة الرسول صلى الله عليه وسلم لحبهم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن هذا دين ربنا سبحانه وتعالى، وهو الذي يسخر أناسا يدافعون عن دينه ويحملون الأمانة.
وفي رواية عند الترمذي عن عمرو بن عوف رضي الله عنه وأرضاه هناك زيادة لطيفة جدا سأله الصحابة-: (من الغرباء؟ قال: الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي)،
فلماذا لا نكون نحن من هؤلاء الغرباء؟ لو صرنا من الغرباء الذي يصلحون ما أفسد الناس من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سنصبح مثل الصحابة،
{والذين جاهدُوا فينا لنهْدينهُمْ سُبُلنا وإن الله لمع الْمُحْسنين} [العنكبوت:69].
أيام الصبر على الدين
الحديث الثاني: روى الترمذي وأبو داود عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه وأرضاه، وهو حديث طويل جاء في آخره كلام عجيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (فإن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن مثل القبض على الجمر)، فصعب جدا أن تتمسك بدينك كأنك تمسك في يديك جمرة ملتهبة، لكن انتبه وانظر إلى بقية الحديث، يقول صلى الله عليه وسلم: ( للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم)، أي: أجر خمسين رجلا يعملون مثل أعمال الصحابة؛ لذلك استغرب الصحابة فقالوا: (يا رسول الله أجر خمسين رجلا منا أو منهم؟ قال: بل أجر خمسين رجلا منكم)،
فالذي يتمسك بدينه الآن له أجر خمسين من الصحابة، وعليه فلا يوجد هناك أناس محبطة من أنها تقلد صحابيا؛ لأن عندها فرصة لأن تكون مثل خمسين صحابيا، ولا يستغرب أحد، فالله عز وجل عادل لا يظلم مثقال ذرة، وفوق ذلك هو الكريم سبحانه وتعالى،
ففرق كبير جدا بين الصحابي الذي يعيش في معسكر إيماني كامل، كلما سار في اتجاه رأى مؤمنا، بل يرى رجالا الواحد منهم يوزن بأمة كاملة، فإذا سار هنا رأى الصديق والفاروق وعثمان وعليا، وإذا سار هناك رأى أبا عبيدة وسعدا والزبير، وإذا دخل المسجد وجد سعد بن معاذ وعبد الله بن مسعود، وإذا حضر درس علم سمعه من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجلس فيه إلى جواره أبو هريرة ومعاذ بن جبل وأنس بن مالك، ويصلي الجماعة مع أبي ذر وأبي الدرداء، ويسمع الأذان من بلال، وإذا جاهدت جاهد تحت قيادة خالد بن الوليد، وإذا سافر سافر مع أبي موسى الأشعري.
أما الآن فهو يعيش في مجتمع لا يجد فيه على الخير أعوانا إلا القليل، ومع ذلك يصبر على طاعة ربه، ويصبر على الدعوة، ويصبر على الإسلام صبرا كأنه يقبض على الجمر، نعم والله تماما كما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقارن بين الصحابي الذي يعيش في مجتمع قلما تقع فيه عينه على معصية، وقلما يسمع منكرا، وبين هذا الذي يطيع ربه ويقبض على دينه في مجتمع تقتحم فيه المعاصي عينيه اقتحاما، فيمشي في الشارع فيجد المعاصي، ويفتح التلفاز فيجد المعاصي، وينظر على الجدران في الشوارع فيجد المعاصي، ويدخل الجامعة والمستشفى، بل ويذهب للعزاء فيجد المعاصي، وفي كل مكان يجد المعاصي، وليس هناك اعتبار لعلم ولا لمرض ولا للموت.
إذا: عند هذه المعاصي أنت تقبض على دينك كما تقبض على الجمر، وعلى قدر ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبجل ويعظم ويقدر من يعمل حسنة أو فضيلة، فنحن في هذا الزمان على قدر هذا الأمر يحارب الدعاة، على قدر هذا الأمر هناك إهانة وتشريد و***** للدعاة؛ من أجل أنهم أمروا بالذي كان يأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{أخْرجُوا آل لُوطٍ منْ قرْيتكُمْ} [النمل:56]، ما هي الجريمة؟ {إنهُمْ أُناس يتطهرُون} [النمل:56]،
فهذه هي مشكلة أهل الخير في زماننا، فعلى قدر ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعظم الصحابي إذا عمل خيرا، على قدر ما الداعية في هذا الزمان يحارب ويطارد، ولذا عندما تضع كل هذه الملابسات والظروف في ذهنك، وأنت تعلم أن الله عز وجل عادل لا يظلم مثقال ذرة تستطيع أن تفهم بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم: (للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا ويعملون مثل عملكم، فقالوا: منا أو منهم يا رسول الله؟ قال: بل أجر خمسين رجلا منكم).
إن هذه المجموعة من المحاضرات غرضها أن نكون من هؤلاء القابضين على الجمر، من هؤلاء الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من هؤلاء الغرباء الذين لا يعتبرون بنظر الناس إليهم، وإنما فقط يعتبرون بنظر الله عز وجل لهم، من هؤلاء الذين يحلمون أن يكونوا صحابة، بل من أولئك الذين إذا عملوا أجروا، ليس فقط كأجر صحابي، بل كأجر خمسين من الصحابة.
نسأل الله عز وجل أن نكون منهم، وأن يجمع بيننا وبين حبيبنا وقائدنا وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، إن الله عز وجل على كل شيء قدير.
{فستذْكُرُون ما أقُولُ لكُمْ وأُفوضُ أمْري إلى الله إن الله بصير بالْعباد} [غافر:44].
إليكم يا ساداتي الرابط
http://adel-ebooks.sheekh-3arb
أحب أن أنقل إليكم حديثين رائعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل أحاديثه صلى الله عليه وسلم رائعة.
الحديث الأول: روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء)، ففي الحديث يكشف لنا الرسول الله صلى الله عليه وسلم عن واقعنا الذي نعيش فيه الآن، فكما كان أهل مكة والعرب بصفة عامة والعالم أجمع يستغرب الرسالة الإسلامية عند نزولها، ويستنكر تعاليمها، ويحشد كل الجنود لحرب هذه الدعوة عادت الأيام كما كانت الآن، وأصبح عموم الناس الآن يستغرب التعاليم الإسلامية، وأصبح الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر غريبا وسط الناس، والذي يقول: لا داعي أن نبيع الخمر يكون غريبا، والذي يقول: الربا حرام يكون غريبا، والذي يقول: العري في الأفلام والمسرحيات والإعلانات وغيرها حرام يكون غريبا، والذي يقول: فلسطين كلها ترجع للمسلمين يكون غريبا أمام الناس فرجع الإسلام فعلا غريبا كما بدأ، لكن البشارة: (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدا، فطوبى للغرباء)، أي: سيكون هناك غرباء مثل الصحابة، يكافحون ككفاحهم، ويجاهدون كجهادهم، ويدعون إلى الله عز وجل كدعوتهم، فيأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويحبون الدين كحبهم له، ويحبون سنة الرسول صلى الله عليه وسلم لحبهم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن هذا دين ربنا سبحانه وتعالى، وهو الذي يسخر أناسا يدافعون عن دينه ويحملون الأمانة.
وفي رواية عند الترمذي عن عمرو بن عوف رضي الله عنه وأرضاه هناك زيادة لطيفة جدا سأله الصحابة-: (من الغرباء؟ قال: الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي)،
فلماذا لا نكون نحن من هؤلاء الغرباء؟ لو صرنا من الغرباء الذي يصلحون ما أفسد الناس من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سنصبح مثل الصحابة،
{والذين جاهدُوا فينا لنهْدينهُمْ سُبُلنا وإن الله لمع الْمُحْسنين} [العنكبوت:69].
أيام الصبر على الدين
الحديث الثاني: روى الترمذي وأبو داود عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه وأرضاه، وهو حديث طويل جاء في آخره كلام عجيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (فإن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن مثل القبض على الجمر)، فصعب جدا أن تتمسك بدينك كأنك تمسك في يديك جمرة ملتهبة، لكن انتبه وانظر إلى بقية الحديث، يقول صلى الله عليه وسلم: ( للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم)، أي: أجر خمسين رجلا يعملون مثل أعمال الصحابة؛ لذلك استغرب الصحابة فقالوا: (يا رسول الله أجر خمسين رجلا منا أو منهم؟ قال: بل أجر خمسين رجلا منكم)،
فالذي يتمسك بدينه الآن له أجر خمسين من الصحابة، وعليه فلا يوجد هناك أناس محبطة من أنها تقلد صحابيا؛ لأن عندها فرصة لأن تكون مثل خمسين صحابيا، ولا يستغرب أحد، فالله عز وجل عادل لا يظلم مثقال ذرة، وفوق ذلك هو الكريم سبحانه وتعالى،
ففرق كبير جدا بين الصحابي الذي يعيش في معسكر إيماني كامل، كلما سار في اتجاه رأى مؤمنا، بل يرى رجالا الواحد منهم يوزن بأمة كاملة، فإذا سار هنا رأى الصديق والفاروق وعثمان وعليا، وإذا سار هناك رأى أبا عبيدة وسعدا والزبير، وإذا دخل المسجد وجد سعد بن معاذ وعبد الله بن مسعود، وإذا حضر درس علم سمعه من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجلس فيه إلى جواره أبو هريرة ومعاذ بن جبل وأنس بن مالك، ويصلي الجماعة مع أبي ذر وأبي الدرداء، ويسمع الأذان من بلال، وإذا جاهدت جاهد تحت قيادة خالد بن الوليد، وإذا سافر سافر مع أبي موسى الأشعري.
أما الآن فهو يعيش في مجتمع لا يجد فيه على الخير أعوانا إلا القليل، ومع ذلك يصبر على طاعة ربه، ويصبر على الدعوة، ويصبر على الإسلام صبرا كأنه يقبض على الجمر، نعم والله تماما كما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقارن بين الصحابي الذي يعيش في مجتمع قلما تقع فيه عينه على معصية، وقلما يسمع منكرا، وبين هذا الذي يطيع ربه ويقبض على دينه في مجتمع تقتحم فيه المعاصي عينيه اقتحاما، فيمشي في الشارع فيجد المعاصي، ويفتح التلفاز فيجد المعاصي، وينظر على الجدران في الشوارع فيجد المعاصي، ويدخل الجامعة والمستشفى، بل ويذهب للعزاء فيجد المعاصي، وفي كل مكان يجد المعاصي، وليس هناك اعتبار لعلم ولا لمرض ولا للموت.
إذا: عند هذه المعاصي أنت تقبض على دينك كما تقبض على الجمر، وعلى قدر ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبجل ويعظم ويقدر من يعمل حسنة أو فضيلة، فنحن في هذا الزمان على قدر هذا الأمر يحارب الدعاة، على قدر هذا الأمر هناك إهانة وتشريد و***** للدعاة؛ من أجل أنهم أمروا بالذي كان يأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{أخْرجُوا آل لُوطٍ منْ قرْيتكُمْ} [النمل:56]، ما هي الجريمة؟ {إنهُمْ أُناس يتطهرُون} [النمل:56]،
فهذه هي مشكلة أهل الخير في زماننا، فعلى قدر ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعظم الصحابي إذا عمل خيرا، على قدر ما الداعية في هذا الزمان يحارب ويطارد، ولذا عندما تضع كل هذه الملابسات والظروف في ذهنك، وأنت تعلم أن الله عز وجل عادل لا يظلم مثقال ذرة تستطيع أن تفهم بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم: (للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا ويعملون مثل عملكم، فقالوا: منا أو منهم يا رسول الله؟ قال: بل أجر خمسين رجلا منكم).
إن هذه المجموعة من المحاضرات غرضها أن نكون من هؤلاء القابضين على الجمر، من هؤلاء الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من هؤلاء الغرباء الذين لا يعتبرون بنظر الناس إليهم، وإنما فقط يعتبرون بنظر الله عز وجل لهم، من هؤلاء الذين يحلمون أن يكونوا صحابة، بل من أولئك الذين إذا عملوا أجروا، ليس فقط كأجر صحابي، بل كأجر خمسين من الصحابة.
نسأل الله عز وجل أن نكون منهم، وأن يجمع بيننا وبين حبيبنا وقائدنا وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، إن الله عز وجل على كل شيء قدير.
{فستذْكُرُون ما أقُولُ لكُمْ وأُفوضُ أمْري إلى الله إن الله بصير بالْعباد} [غافر:44].
إليكم يا ساداتي الرابط
http://adel-ebooks.sheekh-3arb