مشاهدة النسخة كاملة : تنبيه: قصة اليهودي الذي كان يضع القمامة أمام بيت النبي ضعيفة ..!!


مسلمة متفائلة
04-06-2013, 06:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

هل تصح قصة الجار اليهودي الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحسن إليه؟
:
:

هل صحيح ما نسمعه من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان له جار يهودي ، وكان يُحسن إليه . سبب سؤالي هو ما قرأته عن عدم صحة هذا !


الجواب :


الحمد لله

أولا :

القصة المذكورة في مجاورة النبي صلى الله عليه وسلم لأحد اليهود ، وردت في كتب الحديث :
عن بريدة رضي الله عنه قال :
( كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : اذهبوا بنا نعود جارنا اليهودي . قال : فأتيناه ، فقال : كيف أنت يا فلان ؟ فسأله ، ثم قال : يا فلان ، اشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله . فنظر الرجل إلى أبيه ، فلم يكلمه ، ثم سكت ثم قال وهو عند رأسه ، فلم يكلمه ، فسكت ، فقال : يا فلان ، اشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله . فقال له أبوه : اشهد له يا بني . فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله . فقال : الحمد لله الذي أعتق رقبة من النار )

رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (رقم/553) باب ما يقول لمرضى أهل الكتاب ، وغيره ، وإسناده ضعيف .

وقد وردت القصة أيضا من حديث أبى هريرة رضي الله عنه ، عند العقيلي في " الضعفاء الكبير " (2/242) ، وإسناده أيضا ضعيف .
قال العقيلي : " وقد روي هذا من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا " انتهى.

ومن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ، رواه الجوزقاني في " الأباطيل والمناكير " (2/195) ، ورجح الدارقطني أنه من مراسيل ثابت ، وليس مسندا عن أنس بن مالك رضي الله عنه . ينظر : " العلل " للدارقطني (12/31-32) .

وروي أيضا من حديث ابن أبي حسين ، رواه عبد الرزاق في " المصنف " (6/34-35) وأيضا (10/315-316) وابن أبي حسين – واسمه عمر بن سعيد بن أبي حسين – من الذين عاصروا صغار التابعين ، ولم يدرك أحدا من الصحابة . انظر : " تهذيب التهذيب " (7/453) فالإسناد مرسل ، منقطع .

والخلاصة: أن طرق القصة كلها ضعيفة ، لا يصح منها شيء .

وننبه هنا إلى: زيادة اشتهرت عند كثير من الناس اليوم ، أن هذا الجار اليهودي كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ، ويضع القمامة والشوك في طريقه .
والحق أن هذه الزيادة لا أصل لها في كتب السنة ، ولم يذكرها أحد من أهل العلم ، وإنما اشتهرت لدى المتأخرين من الوعاظ والزهاد من غير أصل ولا إسناد ، والأصل في المسلم الوقوف عند الثابت والمقبول ، خاصة وأن متنها فيه نكارة ، إذ من المستبعد جدا أن يؤذي اليهودي النبي صلى الله عليه وسلم في جواره له من غير اعتراض الصحابة ولا دفاعهم عن نبيهم عليه الصلاة والسلام .

ثانيا :
مما يدل ـ أيضا ـ على بطلان الزيادة التي أشرنا إليها من أن هذا الجار كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ، أن الحديث قد ثبت على وجه آخر سوى المذكور هنا :

فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَرِضَ ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ : أَسْلِمْ !! فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ ، فَقَالَ لَهُ : أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَأَسْلَمَ ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنْ النَّارِ ) .
رواه أحمد (13565) والبخاري (1356) وأبو داود (3095) .

ففي هذا الحديث أن الغلام اليهودي كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم ؛ بل في بعض رواياته ـ كما في مسند أحمد (12381) ـ أنه : ( كَانَ يَضَعُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضُوءَهُ وَيُنَاوِلُهُ نَعْلَيْهِ .. )

فأين هذا مما ذكر من أنه كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ؟!!
ولا يمنع ذلك أن يكون هذا الغلام جارا للنبي صلى الله عليه وسلم .
والله أعلم .





الإسلام سؤال وجواب

شذى العطر
16-07-2013, 09:08 PM
جزاكم الله خيرا على التنبيه

آلاء بدر الدين
17-07-2013, 09:27 AM
الحمد لله على نعمة الأسلام

m7md3bdellatif
17-07-2013, 10:19 PM
جزاك الله كل خير

مسلمة متفائلة
20-07-2013, 10:16 PM
جـزانا الله وإيّاكم

Super One
29-09-2013, 01:29 AM
جزاك الله خيرا

مسلمة متفائلة
30-09-2013, 04:11 AM
جزاك الله خيرا

وجزاكم الله خيرًا

هاوى إبداع
30-09-2013, 12:00 PM
جزاكم الله خيرا

مسلمة متفائلة
30-09-2013, 07:23 PM
جزاكم الله خيرا

وإيّــــــاكم

Mr. Hatem Ahmed
26-08-2015, 06:58 AM
جزاكِ اللهُ خيراً وبارك فيكِ