مشاهدة النسخة كاملة : الفصل العاشر من كتاب الأيام


farag
22-01-2006, 10:35 PM
وعد الأب ابنه بالذهاب إلى القاهرة مع أخيه ليصبح مجاوراً و يجتهد فى طلب العلم وصدق الوعد فقد كان يتمنى أن يرى أخاه قاضياً ، ويراه أحد علماء الأزهر ، وأخذ الفتى يستعد للسفر ، فقد كان يحلم بالالتحاق بالأزهر
كان الصبى يشعر بحزن شديد وهو جالس ينتظر القطار لا لفراق أمه أو لأنه لن يلعب وإنما كان يتذكر أخاه الفقيد فكثيراً ما كان يفكر فى أنه سيكون معهما فى القاهرة تلميذاً فى كلية الطب 0
انطلق القطار ومضت ساعات ورأى صاحبنا نفسه فى القاهرة بين جماعة من المجاورين قد أقبلوا على أخيه فحيوه ، وأكلوا ما كان قد احتمله لهم من طعام 0
وانقضى هذا اليوم وكان يوم الجمعة ، وإذا بالفتى يرى نفسه فى الأزهر للصلاة ، ويسمع الخطيب شيخاً ضخم الصوت فخم الراءات لا فرق بينه وبين خطيب المدينة إلا فى هذا أما الحديث فهو هو ، وأما الصلاة فهى هى 0
وعاد الصبى بعد ذلك مع أخيه إلى الحجرة التى يقيم فيها أخوه الأزهرى وأخذ يتحدثان عن المواد الدراسية التى يرغب الفتى فى دراستها ، فقد كان يريد أن يدرس الفقه والنحو والمنطق والتوحيد ، فأشار عليه أخوه أن يكتفى فى هذه السنة بدراسة الفقه والنحو
وكان يوم السبت استيقظ الفتى مع الفجر فتوضأ وصلى ونهض أخوه فتوضأ وصلى ، ثم طلب الفتى الأزهرى من أخيه أن يذهب معه ، وقال له ستحضر معى درساً ليس لك بل لى ، بعده نذهب إلى الأزهر لأطلتمس لك شيخاً من أصحابنا تتبعه وتأخذ عنه العلم فقال الصبى ومن هذا الشيخ فقال أخوه هو الشيخ 000 فتذكر الصبى أنه سمع هذا الاسم كثيراً من والده فقد كان يعرفه حين كان قاضياً للأقليم كما كانت أم الصبى تعرف زوجة هذا الشيخ 0 وكان الأب يسأل ابنه الأزهرى كلما عاد من القاهرة عن الشيخ ودرسه وطلابه 0
وكان الأب معجباً بهذا الشيخ ، وأخذ ينصح ابنه الأزهرى أن يقرأ كما كان يقرأ الشيخ ، فيحاول الفتى تقليده فيضحك أبوه فى إعجاب 0
ثم يمضى الفتى فى وصف بيت الشيخ وحجرة استقباله ودار كتبه وابوه يسمع ذلك معجبا 0

مع تحيات الأستاذ / فرج علوان
مدرس أول لغة عربية بالإسكندرية

مشمشمة
23-01-2006, 10:56 AM
شكرا يا استاذ علي مجهوداتك

coo_girl_ool
23-01-2006, 12:23 PM
شكرا على مجهودك يا أ/ فرج

على العربى
04-08-2016, 05:29 AM
جزاك الله خيرا