abomokhtar
25-06-2013, 12:29 AM
باستثناء الشيخ حازم أبو إسماعيل، اتفقت السلطة والمعارضة للمرة الأولى منذ شهور على الترحيب بالتصريحات التي أدلى بها الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي التي حدد فيها موقف المؤسسة العسكرية من تطورات المشهد المصري، إذ رأي فيها كل طرف ما يدعم وجهة نظره من الأزمة، وما يتمناه من الجيش كمؤسسة وطنية، السلطة: القيام بدور أكبر سواء لحفظ النظام العام ومنع تكرار الانفلات الأمني داخل مصر، والمعارضة: إمكانية التدخل السياسي والعودة للسلطة من جديد للبدء في مسار سياسي شامل، على حد توصيف مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي أن شعار يسقط حكم العسكري أضر الثورة، أو المظاهرات المستمرة أمام وزارة الدفاع تطالب الجيش بالعودة للسلطة مجددًا.
اللغة المُحكمة التي صيغ بها بيان السيسي، ساهمت في خلق حالة عامة من الرضا بين جميع أطراف المشهد السياسي التي باتت تقف على طرفي نقيض انتظارًا ليوم 30 يونيه. وكشفت ردود أفعال تيار السلطة والمعارضة عن تلك الحالة من الرضا والتوافق الذي يصعب رؤيتها مجددًا، بحيث كان موقف حزب الراية بزعامة أبو إسماعيل بمثابة التغريد خارج السرب. حيث وصف بيان السيسي بأنه مثابة عربدة بالغة، واعتداء صارخ وصريح على الشرعية السياسية ومقدمة للإجهاض على ما تحقق للمصريين من حد أدنى طوال العامين الماضيين.
واعتبر أبو إسماعيل أن تلك التصريحات أتت لما وصفه بسكوتنا على تصريحاته السابقة قبل أربعة أيام، ولذا طالب بالردع لما سماه بالتجاوز على الشرعية.
إلا أن حزب الأصالة أحد شركاء الراية في تحالف الأمة الإسلامية، خالفه وجهة النظر تلك، واعتبر أن تصريحات السيسي تصب في تأييد شرعية الرئيس، وقال رئيس الحزب إيهاب شيحة: إن الخطاب أتى بالوقت المناسب في ظل تصاعد الدعوات لتظاهرات 30 يونيه، التي يتوقع أن تشهد أحداث *** بعد تصريحات الداعين لها باقتحام قصر الاتحادية ومحاصرة مؤسسات الدولة، مؤكداً أن تصريحات السيسى أكبر رادع لن يفكر بال*** ضد المصريين. ومؤكدًا أن خطابه وطني من الدرجة الأولى، ويصب بمصلحة الشعب المصري، مطالباً القوى السياسية بإنهاء حالة الفرقة والانقسام التي تعانى منها مصر واللجوء إلى مائدة الحوار حول المرحلة المقبلة.
فيما استشعرت جماعة الإخوان المسلمون في البيان محاولة لتدخل الجيش في العملية السياسية، على نحو ما أشار إليه الدكتور محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمون، إنه رغم ما قد تسببه دعوة السيسى، للمصالحة الوطنية بين الرئاسة والمعارضة من حرج لمؤسسة الرئاسة، باعتبار أن الخطوة تعد تدخلا للجيش بالشأن السياسي، إلا أن الجماعة ليس لديها مانع في التعاطي إيجابيًا مع الدعوة. وأضاف غزلان في تصريحات صحفية: كان يمكن للمعارضة أن تجنب البلاد هذا الحرج إذا ما تجاوبت مع دعواتنا المتكررة للمصالحة الوطنية، وهى الدعوة التي وجهتها الرئاسة أيضا. وأشار إلى أن أنصار الجماعة وحلفاءها أظهروا رقيا خلال مظاهرة الجمعة الماضية لتأييد شرعية الرئيس، ولم تتورط في أعمال البلطجة.
إلا أن موقف حزب الحرية والعدالة خالف هذا الحرج، مرحبًا بالبيان، وتقديره له، مجددًا دعوته لأحزاب المعارضة بالاستجابة لدعوات الحوار المتكررة للوقوف سويا في وجه محاولات أعداء الثورة المستميتة لجر البلاد للفوضى وال***.
وقال الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس الحزب إن تصريحات الفريق السيسي عبرت عن مدى انزعاج المؤسسات الوطنية جميعها ومن بينها المؤسسة العسكرية من عمليات ال*** التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي تحت دعاوى التظاهر ومحاولات دفع البلاد إلي أتون الفوضى والفتنة والحرب الداخلية وجر الشعب إلى الصراع والاقتتال والدماء ، مستغلة أجواء الحرية والديمقراطية التي حققتها ثورة 25 يناير. وقدر الكتاتنى تأكيد القيادة العسكرية على أن الالتزامات الأخلاقية والوطنية تفرض عدم السماح لهذه الحالة بتهديد أمن الشعب واستقرار الوطن، مشددا على ضرورة قيام كل مؤسسات الوطن وعلى رأسها المؤسسة العسكرية بواجباتها للحفاظ على وحدة الوطن وتماسك المجتمع.
كما ثمن حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على التفرغ لرفع الكفاءة القتالية لأفرادها ومعداتها وما تم من إنجازات في هذا الشأن وكذلك إصرارها على أن تبتعد بقواتها عن الشأن السياسي.
بالمثل اعتبر الدكتور يسري حماد نائب رئيس حزب الوطن تصريحات السيسي تندرج في باب وطنية المؤسسة العسكرية ومحاولة لمنع فتنة شديدة من الممكن أن تنزلق إليها مصر، بالإضافة لكونها إنذارا لكل اللاعبين بمصلحة مصر، أنها فوق الجميع، فالجيش والمجتمع حسب توصيفه كان بمثابة كتلة واحدة على مر العصور يكملان بعضهما البعض. وأضاف نعلم أن هناك مطالب إصلاحية لآبد من تنفيذها، وعلى الرئيس موسي أن يكون رئيسًا لكل المصريين.
كما ثمن أيضًا حزب النور هذا الموقف، من خلال تأكيد أمينه العام، جلال مرة أنهم يتفقون تماما مع كل ما جاء في تصريحات السيسي إزاء تشخيص المشهد السياسي المصري والحالة الراهنة سواء في حالة الانقسام داخل المجتمع وخرطها، أو الاهتمام والتواصل لتحقيق التوافق بين كل هيئات المجتمع المصري. وأضاف جلال مرة: ما جاء بالخطاب يتوافق مع توجه حزب النور ورؤيته للخروج من الأزمة التي تدور أساسا حول الحوار والتوافق. ونبه جلال مره علي دور القوات المسلحة كمؤسسة وطنية شريفة برجالها ورموزها وعلي رأسهم الفريق السيسي مشيرا إلى أن هذا ليس كلاما ولكن مواقف عملية أثبتت وطنية القوات المسلحة وانحيازها الدائم لصف الإرادة الشعبية.
وطالب مرة كل رموز العمل السياسي ألا ينجرفوا تجاه التقليل من شأن القوات المسلحة أو الإساءة إليها أو رموزها مشيرا إلي أن هذا يتنافي مع الوطنية ويصب في مصلحة أعداء الوطن الذين يحاولون بكل قوة أن يفككوا الجيش المصري ويقللوا من شأنه.
ومن جانبه أعتبرها ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية بمثابة انحياز لوحدة البلاد وعدم قبول الفوضى، والدفع بالبلاد باتجاه حل سياسي موقف وطني مطابق لموقفنا تماما. وأشار برهامي إلي أن برنامج جبهة الإنقاذ في إلغاء الدستور وتعيين هيئة تأسيسية وبرلمان بالتعيين قفز علي إرادة الشعب مشيرا إلي أنهم لن يسمحوا لأحد بفرض الوصاية علي الشعب المصري، وضرورة المحافظة علي الدستور الذي وافق عليه الشعب هو المحو الأساسي للحفاظ علي مقومات الدولة.
كما أشاد بتلك التصريحات حزب مصر القوية، اعتبرها رئيس الحزب الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح تأكيدًا لحرص المؤسسة العسكرية عن البعد عن الشأن السياسي والتفرغ لرفع الكفاءة القتالية ومهام حفظ الأمن الوطني. وطالب الحزب في بيان له الرئيس بالمبادرة بتحمل المسئولية وحل مشكلة الاحتقان السياسي بالاستجابة لمطالب الشعب.
فيما ذهب رئيس الحزب الدكتور يونس مخيون أبعد من خلال تأكيده على ضرورة استغلال كل القوى السياسية لهذا الأسبوع بوصفه " أسبوع الفرصة الأخيرة " وعلى الرئاسة أن تستجيب للمطالب المطروحة حتى لا يصل الاحتقان وال*** لمرحلة اللاعودة.
لم يختلف الموقف كثيرًا لدى تيار المعارضة السياسية، فمن جهته قال عمرو موسي رئيس حزب المؤتمر والقيادي بجبهة الإنقاذ: أحيى القوات المسلحة بمناسبة تصريح الفريق عبد الفتاح السيسى وتأكيد الوعي الكامل بما يدور بالشأن الداخلي المصري وأحيى ما ذكره القائد العام بشأن الكفاءة القتالية الرفيعة لقواتنا المسلحة. وأضف موسي: أؤكد احترامنا للموقف الذي عبر عنه البيان بشأن حالة الانقسام بالمجتمع وخطورته على الأمن القومي المصري. كما نوه لمسئولية القوات المسلحة الكاملة عن حماية إرادة الشعب وعدم السماح بالتعدي على إرادة الشعب.
وقال موسي أيضًا: أوافق تماماً على وقف المزايدات وضرورة إيجاد صيغة تفاهم وتوافق وطني وأرى أن ذلك يتطلب من النظام القائم أن ينزل على إرادة الشعب التي تبلورت في مطالبة حركة تمرد بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة مشيرا لكون استمرار الحال على ما كان عليه خلال العام المنصرم يحمل ضررًاً كبيرًاً لمصر والمصريين ومن المستحيل قبوله قائلا: آن الأوان للتغيير.
فيما أكدت جبهة الإنقاذ الوطني تقديرها لموقف القوات المسلحة تجاه الوضع الخطير بالبلاد الذي عبر عنه السيسي. كما ثمنت الجبهة في بيان حرص القوات المسلحة على الانحياز لإرادة الشعب وحماية أمنه وأمن الوطن ورفضها لترويع المواطنين وتأكيدها على الولاء لمصر وشعبها العظيم.
كما اعتبر الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي ــ الاجتماعي موقف الجيش أمرًا متوقعًا من مؤسسة عريقة تجاه الوقوف مع الشعب، وأضاف إلى أن هذه المواقف الوطنية من المؤسسة العسكرية، السمة السائدة للجيش في مساندة الشعب وحمايته، قائلا "سيظل الجيش الدرع الواقي للشعب.
فيما نظر إليه رئيس حزب المصريين الأحرار أنه بداية استقلالية للمؤسسة العسكرية عن الرئاسة، قال أحمد سعيد: إن خطاب الفريق السيسى أمس لم يحو أي إشارة لوجود اتفاق مع الرئيس في كتابة هذا الخطاب، وأن الجيش يستشعر خطورة ما بعد 30 يونيه، بالإضافة للتصريحات التي تسئ للقوات المسلحة ودورها الوطني.
الغريب هنا موقف القوى الثورية التي كانت على حالة عداء مع المجلس العسكري، فجأة باتت تؤيد دورًا سياسيًا للجيش. فقد أشادت حركة شباب 6 إبريل تصريحات السيسي واعتبرتها معبرة عن حس وطني كبير، وحرص على استمرار التجربة الديمقراطية وتحقيق أهداف ثورة يناير. وقال خالد المصري المتحدث الإعلامي باسم الحركة أو قواتنا المسلحة جزء لا يتجرأ من النسيج الوطني والدرع الحامي لأمن مصر، ونقدر ابتعادها عن المشهد السياسي والتفرغ لرفع الكفاءة القتالية لعناصرها. وأضاف: رصدنا حالة الاستقطاب الحادة بالمجتمع والمغلفة بدعوات لل*** الذي نرفضه، وندعو المصريين لإعلاء مصلحة مصر على ما عداها من مصالح حزبية أو شخصية، وأن حل الأزمة بيد الرئاسة التي عليها تحقيق مطالب الشعب.
بالإضافة للقوى السياسية، فقد لقيت تصريحات السيسي دعمًا من الخبراء، حيث قال اللواء جميل عزيز مساعد رئيس حزب الجبهة الديمقراطية أن تصريحاته هي ما ينادي بها كافة ضباط الجيش فور ظهور نتائج حكم الرئيس مرسي إلا أنها جاءت متأخرة في التوقيت. وأضاف أن الفريق السيسي رجل وطني وقد عبر عما يدور في عقول المصريين كافة وان ما عبر عنه هو عقيدة لدي جنود القوات المسلحة بتقديم أرواحهم فداء للوطن متمنيا ان يسعي النظام الحاكم لتجنيب البلاد مخاطر كبيرة..
فيما وصفها كمال زاخر المفكر السياسي التصريحات بأنها وطنية منحازة لمصدرها المتمثل في الشارع والشعب المصري، وأن رهان المواطنين علي قواته المسلحة لكونها صمام الآمان ضد محاولات اختطاف الوطن أو فرض وصاية عليه، مؤكدًا أن ذلك التزام علي الجيش. وحول اعتبار أطراف العملية السياسية المتصارعين حديث الفريق السيسي موجها للطرف الأخر قال زاخر، هذا أمر طبيعي في مرحلة الصدام والصراع بين القوي المتصارعة وهو ما يؤكد أن الجيش علي الحياد.
http://gate.ahram.org.eg/NewsContent/13/70/363448/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A/%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D 8%A9-%D9%8A%D8%AA%D9%81%D9%82%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B4%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A8.aspx
اللغة المُحكمة التي صيغ بها بيان السيسي، ساهمت في خلق حالة عامة من الرضا بين جميع أطراف المشهد السياسي التي باتت تقف على طرفي نقيض انتظارًا ليوم 30 يونيه. وكشفت ردود أفعال تيار السلطة والمعارضة عن تلك الحالة من الرضا والتوافق الذي يصعب رؤيتها مجددًا، بحيث كان موقف حزب الراية بزعامة أبو إسماعيل بمثابة التغريد خارج السرب. حيث وصف بيان السيسي بأنه مثابة عربدة بالغة، واعتداء صارخ وصريح على الشرعية السياسية ومقدمة للإجهاض على ما تحقق للمصريين من حد أدنى طوال العامين الماضيين.
واعتبر أبو إسماعيل أن تلك التصريحات أتت لما وصفه بسكوتنا على تصريحاته السابقة قبل أربعة أيام، ولذا طالب بالردع لما سماه بالتجاوز على الشرعية.
إلا أن حزب الأصالة أحد شركاء الراية في تحالف الأمة الإسلامية، خالفه وجهة النظر تلك، واعتبر أن تصريحات السيسي تصب في تأييد شرعية الرئيس، وقال رئيس الحزب إيهاب شيحة: إن الخطاب أتى بالوقت المناسب في ظل تصاعد الدعوات لتظاهرات 30 يونيه، التي يتوقع أن تشهد أحداث *** بعد تصريحات الداعين لها باقتحام قصر الاتحادية ومحاصرة مؤسسات الدولة، مؤكداً أن تصريحات السيسى أكبر رادع لن يفكر بال*** ضد المصريين. ومؤكدًا أن خطابه وطني من الدرجة الأولى، ويصب بمصلحة الشعب المصري، مطالباً القوى السياسية بإنهاء حالة الفرقة والانقسام التي تعانى منها مصر واللجوء إلى مائدة الحوار حول المرحلة المقبلة.
فيما استشعرت جماعة الإخوان المسلمون في البيان محاولة لتدخل الجيش في العملية السياسية، على نحو ما أشار إليه الدكتور محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمون، إنه رغم ما قد تسببه دعوة السيسى، للمصالحة الوطنية بين الرئاسة والمعارضة من حرج لمؤسسة الرئاسة، باعتبار أن الخطوة تعد تدخلا للجيش بالشأن السياسي، إلا أن الجماعة ليس لديها مانع في التعاطي إيجابيًا مع الدعوة. وأضاف غزلان في تصريحات صحفية: كان يمكن للمعارضة أن تجنب البلاد هذا الحرج إذا ما تجاوبت مع دعواتنا المتكررة للمصالحة الوطنية، وهى الدعوة التي وجهتها الرئاسة أيضا. وأشار إلى أن أنصار الجماعة وحلفاءها أظهروا رقيا خلال مظاهرة الجمعة الماضية لتأييد شرعية الرئيس، ولم تتورط في أعمال البلطجة.
إلا أن موقف حزب الحرية والعدالة خالف هذا الحرج، مرحبًا بالبيان، وتقديره له، مجددًا دعوته لأحزاب المعارضة بالاستجابة لدعوات الحوار المتكررة للوقوف سويا في وجه محاولات أعداء الثورة المستميتة لجر البلاد للفوضى وال***.
وقال الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس الحزب إن تصريحات الفريق السيسي عبرت عن مدى انزعاج المؤسسات الوطنية جميعها ومن بينها المؤسسة العسكرية من عمليات ال*** التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي تحت دعاوى التظاهر ومحاولات دفع البلاد إلي أتون الفوضى والفتنة والحرب الداخلية وجر الشعب إلى الصراع والاقتتال والدماء ، مستغلة أجواء الحرية والديمقراطية التي حققتها ثورة 25 يناير. وقدر الكتاتنى تأكيد القيادة العسكرية على أن الالتزامات الأخلاقية والوطنية تفرض عدم السماح لهذه الحالة بتهديد أمن الشعب واستقرار الوطن، مشددا على ضرورة قيام كل مؤسسات الوطن وعلى رأسها المؤسسة العسكرية بواجباتها للحفاظ على وحدة الوطن وتماسك المجتمع.
كما ثمن حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على التفرغ لرفع الكفاءة القتالية لأفرادها ومعداتها وما تم من إنجازات في هذا الشأن وكذلك إصرارها على أن تبتعد بقواتها عن الشأن السياسي.
بالمثل اعتبر الدكتور يسري حماد نائب رئيس حزب الوطن تصريحات السيسي تندرج في باب وطنية المؤسسة العسكرية ومحاولة لمنع فتنة شديدة من الممكن أن تنزلق إليها مصر، بالإضافة لكونها إنذارا لكل اللاعبين بمصلحة مصر، أنها فوق الجميع، فالجيش والمجتمع حسب توصيفه كان بمثابة كتلة واحدة على مر العصور يكملان بعضهما البعض. وأضاف نعلم أن هناك مطالب إصلاحية لآبد من تنفيذها، وعلى الرئيس موسي أن يكون رئيسًا لكل المصريين.
كما ثمن أيضًا حزب النور هذا الموقف، من خلال تأكيد أمينه العام، جلال مرة أنهم يتفقون تماما مع كل ما جاء في تصريحات السيسي إزاء تشخيص المشهد السياسي المصري والحالة الراهنة سواء في حالة الانقسام داخل المجتمع وخرطها، أو الاهتمام والتواصل لتحقيق التوافق بين كل هيئات المجتمع المصري. وأضاف جلال مرة: ما جاء بالخطاب يتوافق مع توجه حزب النور ورؤيته للخروج من الأزمة التي تدور أساسا حول الحوار والتوافق. ونبه جلال مره علي دور القوات المسلحة كمؤسسة وطنية شريفة برجالها ورموزها وعلي رأسهم الفريق السيسي مشيرا إلى أن هذا ليس كلاما ولكن مواقف عملية أثبتت وطنية القوات المسلحة وانحيازها الدائم لصف الإرادة الشعبية.
وطالب مرة كل رموز العمل السياسي ألا ينجرفوا تجاه التقليل من شأن القوات المسلحة أو الإساءة إليها أو رموزها مشيرا إلي أن هذا يتنافي مع الوطنية ويصب في مصلحة أعداء الوطن الذين يحاولون بكل قوة أن يفككوا الجيش المصري ويقللوا من شأنه.
ومن جانبه أعتبرها ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية بمثابة انحياز لوحدة البلاد وعدم قبول الفوضى، والدفع بالبلاد باتجاه حل سياسي موقف وطني مطابق لموقفنا تماما. وأشار برهامي إلي أن برنامج جبهة الإنقاذ في إلغاء الدستور وتعيين هيئة تأسيسية وبرلمان بالتعيين قفز علي إرادة الشعب مشيرا إلي أنهم لن يسمحوا لأحد بفرض الوصاية علي الشعب المصري، وضرورة المحافظة علي الدستور الذي وافق عليه الشعب هو المحو الأساسي للحفاظ علي مقومات الدولة.
كما أشاد بتلك التصريحات حزب مصر القوية، اعتبرها رئيس الحزب الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح تأكيدًا لحرص المؤسسة العسكرية عن البعد عن الشأن السياسي والتفرغ لرفع الكفاءة القتالية ومهام حفظ الأمن الوطني. وطالب الحزب في بيان له الرئيس بالمبادرة بتحمل المسئولية وحل مشكلة الاحتقان السياسي بالاستجابة لمطالب الشعب.
فيما ذهب رئيس الحزب الدكتور يونس مخيون أبعد من خلال تأكيده على ضرورة استغلال كل القوى السياسية لهذا الأسبوع بوصفه " أسبوع الفرصة الأخيرة " وعلى الرئاسة أن تستجيب للمطالب المطروحة حتى لا يصل الاحتقان وال*** لمرحلة اللاعودة.
لم يختلف الموقف كثيرًا لدى تيار المعارضة السياسية، فمن جهته قال عمرو موسي رئيس حزب المؤتمر والقيادي بجبهة الإنقاذ: أحيى القوات المسلحة بمناسبة تصريح الفريق عبد الفتاح السيسى وتأكيد الوعي الكامل بما يدور بالشأن الداخلي المصري وأحيى ما ذكره القائد العام بشأن الكفاءة القتالية الرفيعة لقواتنا المسلحة. وأضف موسي: أؤكد احترامنا للموقف الذي عبر عنه البيان بشأن حالة الانقسام بالمجتمع وخطورته على الأمن القومي المصري. كما نوه لمسئولية القوات المسلحة الكاملة عن حماية إرادة الشعب وعدم السماح بالتعدي على إرادة الشعب.
وقال موسي أيضًا: أوافق تماماً على وقف المزايدات وضرورة إيجاد صيغة تفاهم وتوافق وطني وأرى أن ذلك يتطلب من النظام القائم أن ينزل على إرادة الشعب التي تبلورت في مطالبة حركة تمرد بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة مشيرا لكون استمرار الحال على ما كان عليه خلال العام المنصرم يحمل ضررًاً كبيرًاً لمصر والمصريين ومن المستحيل قبوله قائلا: آن الأوان للتغيير.
فيما أكدت جبهة الإنقاذ الوطني تقديرها لموقف القوات المسلحة تجاه الوضع الخطير بالبلاد الذي عبر عنه السيسي. كما ثمنت الجبهة في بيان حرص القوات المسلحة على الانحياز لإرادة الشعب وحماية أمنه وأمن الوطن ورفضها لترويع المواطنين وتأكيدها على الولاء لمصر وشعبها العظيم.
كما اعتبر الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي ــ الاجتماعي موقف الجيش أمرًا متوقعًا من مؤسسة عريقة تجاه الوقوف مع الشعب، وأضاف إلى أن هذه المواقف الوطنية من المؤسسة العسكرية، السمة السائدة للجيش في مساندة الشعب وحمايته، قائلا "سيظل الجيش الدرع الواقي للشعب.
فيما نظر إليه رئيس حزب المصريين الأحرار أنه بداية استقلالية للمؤسسة العسكرية عن الرئاسة، قال أحمد سعيد: إن خطاب الفريق السيسى أمس لم يحو أي إشارة لوجود اتفاق مع الرئيس في كتابة هذا الخطاب، وأن الجيش يستشعر خطورة ما بعد 30 يونيه، بالإضافة للتصريحات التي تسئ للقوات المسلحة ودورها الوطني.
الغريب هنا موقف القوى الثورية التي كانت على حالة عداء مع المجلس العسكري، فجأة باتت تؤيد دورًا سياسيًا للجيش. فقد أشادت حركة شباب 6 إبريل تصريحات السيسي واعتبرتها معبرة عن حس وطني كبير، وحرص على استمرار التجربة الديمقراطية وتحقيق أهداف ثورة يناير. وقال خالد المصري المتحدث الإعلامي باسم الحركة أو قواتنا المسلحة جزء لا يتجرأ من النسيج الوطني والدرع الحامي لأمن مصر، ونقدر ابتعادها عن المشهد السياسي والتفرغ لرفع الكفاءة القتالية لعناصرها. وأضاف: رصدنا حالة الاستقطاب الحادة بالمجتمع والمغلفة بدعوات لل*** الذي نرفضه، وندعو المصريين لإعلاء مصلحة مصر على ما عداها من مصالح حزبية أو شخصية، وأن حل الأزمة بيد الرئاسة التي عليها تحقيق مطالب الشعب.
بالإضافة للقوى السياسية، فقد لقيت تصريحات السيسي دعمًا من الخبراء، حيث قال اللواء جميل عزيز مساعد رئيس حزب الجبهة الديمقراطية أن تصريحاته هي ما ينادي بها كافة ضباط الجيش فور ظهور نتائج حكم الرئيس مرسي إلا أنها جاءت متأخرة في التوقيت. وأضاف أن الفريق السيسي رجل وطني وقد عبر عما يدور في عقول المصريين كافة وان ما عبر عنه هو عقيدة لدي جنود القوات المسلحة بتقديم أرواحهم فداء للوطن متمنيا ان يسعي النظام الحاكم لتجنيب البلاد مخاطر كبيرة..
فيما وصفها كمال زاخر المفكر السياسي التصريحات بأنها وطنية منحازة لمصدرها المتمثل في الشارع والشعب المصري، وأن رهان المواطنين علي قواته المسلحة لكونها صمام الآمان ضد محاولات اختطاف الوطن أو فرض وصاية عليه، مؤكدًا أن ذلك التزام علي الجيش. وحول اعتبار أطراف العملية السياسية المتصارعين حديث الفريق السيسي موجها للطرف الأخر قال زاخر، هذا أمر طبيعي في مرحلة الصدام والصراع بين القوي المتصارعة وهو ما يؤكد أن الجيش علي الحياد.
http://gate.ahram.org.eg/NewsContent/13/70/363448/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A/%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D 8%A9-%D9%8A%D8%AA%D9%81%D9%82%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B4%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A8.aspx