مشاهدة النسخة كاملة : يهتم بأهله ويتركني


abomokhtar
26-06-2013, 11:32 AM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في العشرينيات، تزوَّجتُ منذ أشهر مِن شابٍّ مُتَدَيِّن، قَبِلْتُ الزواج منه دون رغبةٍ فيه، وذلك تحت ضغطٍ مِنَ الأهل والظروف، ليس لعيبٍ واضحٍ فيه، فلم أجدْ أيَّ انجذابٍ أو اتِّصالٍ روحيٍّ نحوه، بجانبِ أنه لم تكنْ فيه الصفاتُ الخُلُقية والخِلْقية التي كنتُ أتمنَّاها في شريكِ حياتي!

هو مُرتبطٌ بأسرتِه - خاصة أخواته - ولا أراه عيبًا، لكني لما تزوَّجتُ - وكانتْ داخلي أسئلةٌ كثيرةٌ حول غُموض شخصيته - رأيتُ أمورًا عجيبةً منه؛ ففي أول أيام الزواج كنتُ أُلاحِظ شدَّة تعلُّقه بهاتفِه، وفي أوقاتٍ كثيرة كان يستمع لأناشيد الحزن والموت والأنين! رغم أننا قد نكون في غرفة النوم وليلًا! فما كان مني إلا أني ندبتُ حظِّي، وتدثَّرْتُ ببكائي تحت الفراش لساعاتٍ طويلةٍ!

استمرَّ هذا الوضع مدَّة، حتى صارحتُه بانزعاجي مما يفعل؛ فتوقَّف عن ذلك، لكنه لم يَكُفَّ عن اتصاله بإحدى أخواته، وبشكلٍ يوميٍّ، حتى ونحن في آخر الليل!

نفد صبري، ونبَّهْتُه على ذلك؛ فأصبح يتَّصل بهم خارج البيت، وحين يعود يُوصِل سلامهم لي! فغضضتُ طرفي، وقلتُ: لعلَّه اعتاد على ذلك، لكنني تفاجأتُ فيما بعدُ أنَّ أخواته يَعلَمْن عني كلَّ شيء! وكان مما يغيظني أنه حين أنشغل عنه في البيت رغمًا عني - ولفترة قصيرة - يغضب ويقضي معظم يومه خارج البيت!

كل ما يهمه أن يزورَ أهله كل يوم أو يومين - رغم أنهم يبعدون عنَّا - ويتركني عند أهلي أيامًا، وأحيانًا لا يتصل بي، علمتُ أنه - وهو عند أخواته - لا يرغب في المجيء إليَّ، ولا يرغب في عودتنا إلى البيت، حتى إن أخته أمَرَتْه بألَّا يذهب إليَّ!

انهارتْ نفسيتي، وأقسمتُ ألَّا أعود إليه، إلا بكرامةٍ مُسْتَرَدَّة، أو لا أعود! ولولا أنني أحمل في أحشائي جنينًا لطالبتُه بالطلاق؛ فما مشورتكم لي؟


الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أعتذر إن وصلتْني رسالتُكِ بعد الوقت المراد؛ لكثرة ما يَرِد إلينا من رسائل، وعلى كلِّ حال، فلا أظن أن حالكِ أو حالكما قد تغيَّر في هذه الأيام؛ فالذي يبدو أنَّ كليكما قد أجْبَر نفسه على الآخر في محاولات متكرِّرة لإرضاء الأهل، وهذه من أعظم الأخطاء التي يقع فيها الشبابُ؛ فالفتاة يجب عليها قَبُول الخاطب متى رأى أهلها فيه الخيريَّة والصلاح، ضاربة بقلْبِها وعاطفتها عرض الحائط! ولا تُقبَل كلمتها، ولا يُنظَر لرأيها مهما بلغتْ أهميته لها، ومهما عظم تأثيره على حياتها المستقبلية، إلا أن تكونَ كلمة مُقنِعة للأهل، مُبررة من وجهة نظرهم!

ومِنْ أكبر الظُّلْم الذي يُوقِعه الأهلُ على بناتهم: ألَّا يكونَ لأمر القَبُول عندهم وزنٌ ولا قيمةٌ! في حين جَعَلَهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أُسُسِ اختيار الزَّوْج؛ فعَنِ المُغيرةِ بنِ شُعْبَة - رضي الله عنه - أنه خطب امرأةً، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((انظُرْ إِليها؛ فإنه أَحْرَى أن يُؤْدَمَ بينكما))؛ رواه الترمذيُّ، والنَّسائيُّ، وفي رواية النسائي: ((فإنه أَجْدَر)).

ورد في شرح الحديث: أَحْرَى أن يُؤدَم بينهما: أَوْلَى وأَجْدَر أن يُجمَع بينهما، ويتَّفِقا على ما فيه صلاحهما، وأكثر أُلفة تنسج بينهما.

أما وقد وقعتِ في شَرَكِ إرضاء العائلة، وطويتِ كاملَ حقكِ في سبيل تلافي النقاش، أو خشية إعلان حرب كلامية عليكِ؛ فقد شاركتِهم الإثم بضياعِ حقِّكِ في اختيار شريك حياتكِ، وبكل أسفٍ، فإنكِ لن تدفعي ثمن الغلطة وحدكِ، وإنما سيُشاركِ هذا الثمن الباهظ جنينٌ ينمو في الأحشاءِ، ويسعى للنور، وهو لا يدري عن أمرِه شيئًا.

الأمر الأخطر والأسوأ في حالتكِ، هو تَعَلُّق زوجكِ الشديد بأهله، أو أخواته بالأخص؛ وهي حالة مَرَضِية يتعلَّق الزوجُ بأخته أو إحدى مَحَارِمِه إلى حدٍّ زائدٍ، ويكون الوضعُ فيها غيرَ مقبولٍ، وله أسبابٌ كثيرةٌ، وعلى كل حال فلن يكون من السهل عليكِ معالجة الأمر أو استخدام السلوك الجاذب، وأنتِ في حالة رفض له، فعليكِ بمحاولة تقبُّل زوجكِ أولًا متى أردتِ تخليصه مما هو فيه، وإلا فلا داعي للمحاولة!

ولتسألي نفسكِ: ما الذي سيجذب زوجَكِ إليكِ، وأنتِ تخبرينه - ولو بأسلوب غير مباشر - برفضكِ التام له، ونفوركِ القلبي منه؟

عزيزتي، الزوجُ يعلم شعور زوجِه مِنْ تعامُلِها، يَسمعه في نبرة صوتها، ويراه في نظرة عينيها، يتذوَّقه في طعامه معها، وقد تكون ردَّةُ فعلِه للشعور بخَيبة الأمل الهروبَ إلى أهله، أو العالم الخارجيِّ، أو النفور، أو الغضب بلا سببٍ ظاهر، أو مبادلتها شعورها، أو نوبات الحزن غير المبَرر، أو الانخراط مع عالم الأصدقاء، أو البُعد؛ حتى يشعرَ بأهميته، وحاجتها إليه!

إنْ رغبتِ حقًّا في إصلاح الأوضاع، فكما أسلفنا ستكون البداية بتقبُّله كزوج ومحبته، وإلا فما حاجتكِ إليه، أو رغبتكِ فيه وأنتِ لا تحبِّينه؟

اعلمي - أيتها المباركة - أنَّ الرجلَ أكثر ما يجذبه للمرأة شعوره برغبتها الحقيقية فيه؛ فلا يكون طلبُ التقليلِ من محادثة أخته مثلًا لمجرد أنَّ هذا فيه انتقاصٌ مِنْ كرامتكِ، أو لأنه وضع غير لائق، أو لغيرها من الأسباب التي لن تردَّه ولن تُرِيه مِن وجه الحق إلا طرفَه الذي لا يُستبان، وإنما هو بحاجة لأن يسمعَ من زوجه كلماتِ الحب، وعبارات المديح، وإعلان الرغبة فيه، والحاجة إليه دون خَجَلٍ أو مُداهنة!

الرجالُ ليسوا بلا مشاعر كما تظن بعض النساء، الرجال لهم أحاسيس قد تَفُوق المرأة في كثيرٍ مِنَ الحالات، بَيْدَ أن المرأة تُحسِن التعبير عنْ كلِّ ما تشعر به، وتَبْرَع في الحديث حوله، في حين يَكبِت الرجلُ مشاعرَه؛ باحثًا عن حلول عملية تخرجه مِنْ أحزانِه.

لتسألْ كلُّ امرأة - لها زوجٌ - نفسَها: ما الفرق بين غيابها عن البيت وحضورها؟

إن لم يكنْ ثمَّةَ فُرُوقٌ سوى ترتيبِ البيت، وإعداد الطعام، وغسل الملابس، وغيرها من الأعمال التي لا تحتاج إلى زوجة حقيقية، وإنما يقوم بها أيُّ شخصٍ مقابل عائد مادي؛ فمن المعقول ألا يشعر الزوج بسعادته بها، أو لا يحس بحاجته أو شوقه إليها.

إن لم يجد مَن يُشعِره بالدفء، ويرغِّبه في البيت، ويحن إليه باستمرار؛ فلن يجد أمامه إلا ذكريات الماضي، والحياة في بيت أهله، حيث كان سعيدًا مرغوبًا.

لماذا يهرع زوجكِ إلى أخته؟

لأنها تعرف كيف تُحادثه فيما يُسعده، تحصُر حديثها فيما يحب أخوها، وما يسليه، وما يرضيه، تُشعِره برغبتها الصادقة في مساعدته، وتقديم الحلول لمعاناته، ولو كانتْ حلولًا ظالمة وأحكامًا جائرة: "لا تذهب إليها"!

ودعيني أذكر لكِ مثالًا من رسالتكِ، تقولين بعد أن تفاجأتِ بتصرفه في غرفتكِ ليلًا: "فما كان مني إلا أن ندبتُ حظي، وتدثَّرْتُ ببكائي تحت الفراش لساعات طويلة"، ولا يسعني هنا إلا أن أقول لكِ: ألستِ امرأة؟ إذًا فأنتِ تملكين سلاحًا آخر غير البكاء، فابحثي عنه؛ فهو ليس منكِ ببعيد.

أختي الفاضلة، قبل أن تشرعي في إنقاذ زوجكِ وانتشاله مما هو فيه، تأكَّدي مِن مشاعركِ أولًا: هل أنتِ راغبة فيه؟ أو إن النفور سيحول دون تحقيق النجاح؟

وفَّقكِ الله وأعانكِ ويسَّر لكِ الخير.

والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل

Alyaa Dfnany
26-06-2013, 06:34 PM
http://upload.traidnt.net/upfiles/G7325668.gif

sahar2012
28-06-2013, 09:34 AM
http://uaepigeon.com/up//uploads/images/uaepigeon-2fc7591d4f.gif