abomokhtar
07-07-2013, 10:28 PM
استقبال شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي جعل شهر رمضان سيد الشهور، ضاعف فيه الحسنات والأجور، أحمده وأشكره أنه غفور شكور، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً أرجو بها الفوز بدار القرار والسرور وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله أشرف آمر ومأمور صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثرهم إلى يوم النشور.
أما بعد:
فاتقوا الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، قال الله تعالى ﴿ يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183] وما هي إلا أيام قلائل حتى تكتمل دورة الفلك، ويشرق على الدنيا هلال رمضان المبارك، الذي تهفو إليه نفوس المؤمنين، وتتطلع شوقاً لبلوغه لتنتظم في مدرسته التي تفتح أبوابها في كل عام لتستقبل أفواج الصائمين مع ضجيج الحياة وزحام الدنيا، مع النزوات العابرة والشهوات العارمة تأتي مدرسة رمضان لتعيد للقلوب صفائها وللنفوس إشراقها وللضمائر نقائها. يجول رمضان في أرجاء النفس فيغرس بذور الخير والصلاح.
أننا في عصر ينشد المتاع من ألف وجه فلتلو الزمام إلى الباقيات الصالحات، قال تعالى: ﴿ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّك ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً ﴾ [الكهف: 46]. كنا نودع شهر رمضان الماضي وكأنه صفحاته قد طويت قبل أيام واليوم يستقبله المسلمون بعد مرور عام.
عام مضى ذهبت لذته وبقيت تبعته، نُسِيَت أفراحه وأتراحه، وبقيت حسناته وسيئاته، نعم ستنقضي الدنيا بأفراحها وأحزانها وتنتهي الأعمار على طولها وقصرها، ويعود الناس إلى ربهم بعدما أمضوا فترة الامتحان على ظهر الأرض ﴿ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ * فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقٌ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ ﴾ [الأعراف: 29 - 30] ثم تصبح الدنيا ذكريات، وهنا من ينتظر رمضان على أمل ولا يدري فقد باغته قبل ذلك الأجل، قال تعالى: ﴿ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 34].
إن بلوغ شهر رمضان نعمة عظيمة ومنة جسيمة على من أقدره الله عليه. فاللهم سلمنا إلى رمضان وسلم لنا رمضان، وتسلمه منا متقبلاً يا رحمن.
نبشركم إخوة الإسلام بأشرف الشهور الذي يأتي بعد طول غياب ويفد بعد فراق، نبشركم كما كان المصطفى صلى الله عليه وسلّم يبشر أصحابه فيقول: "قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمَ خيرها فقد حُرِمَ".
كيف لا يبشر المؤمن بشهر يفتح الله فيه أبواب الجنة؟ كيف لا يبشر المذنب بشهر يغلق الله فيه أبواب النار؟ كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل الله فيه الشياطين؟ شهر لا تُحصى فضائله ولا يُحاط بفوائده.
لقد كان رمضان غرة في جبين أمتنا كل عام، قد كان شهر الفتوح، فهناك غزوة بدر، وفتح مكة، وفتح الأندلس وحطين وغيرها. إلا أنه في زماننا من يطمس نور رمضان ويزيل بهاءه ويفسد ثمرته وينقض حكمه بأحوال يرثى لها، فمن الناس من ينشط في شهر الصيام والقيام للسفر والسياحة، ومنهم من يهرب في شهر القرآن من الجو الرمضاني مبارزاً الله بالمعاصي والغواية، ومنهم من همه كيف يفرغ النهار للنوم والليل للسهر واللهو، ومنهم من يمتهن هذا الشهر بأخلاقيات مشينة، فتعامله غلظة وفظاظة، وحديثه غيبة ونميمة، فرب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش.
كيف يُستقبل هذا الوافد القريب، يُستقبل رمضان بتهيئة القلوب، وتصفية النفوس، وتطهير الأموال، والتفرغ من زحام الحياة، أعظم مطلب هذا الشهر: إصلاح القلوب، فالقلب الذي ما زال مقيماً على المعصية يفوت خيراً عظيماً.
فرمضان هو شهر القرآن، والقلوب هي أوعية القرآن ومستقر الإيمان فكيف بوعاء لوث بالآثام كيف يتأثر بالقرآن، وهذا هو التفسير لحالنا وحال أُناس ينتظمون في الصلاة وسرعان ما يتسرب إليهم الملل وتتملكهم السامةً وآيات الله - التي لو نزلت على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله - تطرق أسماعهم، ذلك أن القلوب قاسية لم تُطهر لاستقبال كلام الرحمن.
قال الحسن البصري رحمه الله: [لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم].
أخي المسلم: قدِّم بين يدي رمضان توبة صادقة تصلح القلوب وتجلب الرحمات والخيرات. قال تعالى: ﴿ يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ تُوبُواْ إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لاَ يُخْزِى اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التحريم: 8].
إن شهر رمضان هو شهر المغفرة والتجاوز عن الخطيئة والشحناء والقطيعة من موانع المغفرة الشديدة، لذا يُستقبل رمضان بتهيئة النفوس من الضغائن والأحقاد التي خلخلت القرى وأنهكت القوى ومزقت المسلمين شر ممزق، فالذي يطل عليه رمضان عاقاً لوالديه، قاطعاً لأرحامه، هاجراً لإخوانه أفعاله قطيعة، دوره في المجتمع النميمة هيهات هيهات أن يستفيد من رمضان قال تعالى: ﴿ فَتَّقُوا اللهَ وَأصْلَحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيَعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنينَ ﴾ [الأنفال: 1]. ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِم الأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللهُ ﴾ [الأعراف: 43]. ترسخ حقيقة الصيام الفضائل الجليلة طبعاً لا تصنعاً وسجية لا تكلفاً، وتبقيها لازمة لا تفارق، وصافية لا تكدر.
فهلا جعلنا هذا الشهر الكريم انطلاق للسمو والترفع عن سفاسف الأمور والحذر من كل ضلالة وزور. اللهم وفقنا وطهر قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام.
رمضان شهر الموالاة للمؤمنين والمواساة للفقراء المساكين، من حكم رمضان أن يتفاعل المسلم مع إخوانه في شتى البقاع، ويتجاوب مع نداءات الفقراء والضعفاء، متجاوزاً بمشاعره كل الفواصل، متسلقاً بمبادئه كل الحواجز، يتألم لا لامهم، يحزن لإحزانهم يشعر بفقرائهم مبتدءً بالمولاة والمواساة من بيته وموطنه ولإخوانه من بني جلدته وصحبه وأقاربه. يُستقبل رمضان بنفس معطاءة بالخير فياضة، ويبسط يده بالصدقة والإنفاق ﴿ مَّثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261].
إن شهر رمضان هو شهر النفحات والرحمات والدعوات، والمال الحرام سبب البلاء في الدنيا ويوم الجزاء لا يستجاب معه الدعاء ولا تفتح له أبواب السماء، لذا يستقبل رمضان بتطهير الأموال من الحرام فما أفظعها من حسرة وندامة أن تلهج الألسن بالدعاء ولا استجابة، وربنا تبارك وتعالى يقول: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].
فانظر في نفسك، وأبحث في بيتك، وأدخل يدك في جيبك وتطهر من كل مال حرام ليس من مالك حتى تقف بين يد الله بقلب خاشع، ومال طاهر، ودعاء صادق، يصعد في الفضاء وتفتح له أبواب السماء. أخرج مسلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - قال: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر".
إن الذين يستقبلون رمضان على أنه مدرسة لتقوية الإيمان وتهذيب الخلق وتقوية الإرادة هم الذين يستفيدون منه فيجدون في نهاره لذة الصابرين، ويجدون في مسائه وليله لذة المناجاة في ساعاتها الغالية، هم الذين تفتح لهم أبواب الجنان في رمضان، وتغلق عنهم أبواب النيران وتتلقاهم الملائكة ليلة القدر بالبشر والسلام، هؤلاء هم الذين ينسلخ عنهم رمضان مغفوراً لهم ذنوبهم، مُكفرة عنهم سيئاتهم، مجلوة قلوبهم، مجددة بقوة الإيمان عزائمهم، قد مسح الصيام عن جبينهم وغثاء الحياة، وأزال عن أجسامهم غبار المادة، وأبعد عن بطونهم ضرر التخمة، ومحا عن إرادتهم الوهن والتردد، ودفع عن أنفسهم الحيرة والفتور، وغذي إيمانهم بالقوة والنور. أخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال: فيشفعان"، عن سعد بن سهل رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلّم - قال: "إن في الجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل أحد غيرهم يقال ابن الصائمون فيقومون فإذا دخلوا اغلق فلم يدخل منه أحد" رواه مسلم.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
الحمد الله الذي اختار للخيرات أوقاتاً وأياماً وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كتب المغفرة لمن صام رمضان إيماناً واحتساباً، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله، بعثه الله للناس إماماً صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ما ذكره الذاكرون قعوداً أو قياماً.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله ﴿ يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، لقد جنى أسلافنا ثمار الصوم وكان نهارهم نشاطاً وإنتاجاً وإتقاناً، وكان ليلهم تزاوراً وتهجداً وقرآناً وكان شهرهم كله تعلماً وتعبداً وإحساناً، ألسنتهم صائمة فلا تغلو برفث أو جهل، وعيونهم صائمة فلا تنظر إلى حرام أو فحشا، وقلوبهم صائمة فلا تعزم على خطيئة أو أثم، وأيديهم صائمة فلا تمتد بسوء أو أذى.
أما المسلمون اليوم فمنهم من اقتدى بأولئك السلف الصالح فاتخذوا رمضان موسم لطاعة الله ومضاعفة الخيرات صاموا نهاره فأحسنوا الصيام وقاموا ليله فأحسنوا القيام ومنهم من لم ينتفع برمضان ولم يستفد مما فيه من صيام وقيام جعله الله تعالى للقلب والروح فجعلوه للبطن والمعدة جعله الله تعالى للحلم والصبر فجعلوه للغضب والبطش جعله الله تعالى للسكينة فجعلوه شهر السباب والشجار جعله الله تعالى ليغيروا فيه من صفات أنفسهم، فما غيروا إلا مواعيد أكلهم وشربهم وشهواتهم. جعله الله تعالى تهذيباً للغني الطاعم ومواساة للبائس المحروم فجعلوه معرضاً لفنون الأطعمة ولاشربة تزداد فيه تخمة الغني بقدر ما تزداد حسرة الفقير.
جاء أبو أمامة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - فقال مرني بأمر ينفعني الله به فقال: "عليك بالصيام فإنه لا مثل له" وعمده الحديث قول المصطفى - صلى الله عليه وسلّم - في المتفق عليه: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" "من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً" فما بالك بصوم رمضان كله.
ألا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة عليه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56] اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه، وارض اللهم عن البررة الأتقياء، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن جميع الصحابة والتابعين لهم بإحسان.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واحم حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم، اللهم أصلح له بطانته يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم وفقنا للتوبة والإنابة وأفتح لأدعيتنا الإجابة، اللهم أقبل توبة التائبين وأغفر ذنب المذنبين برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم نسألك التوبة ودوامها ونعوذ بك من المعصية وأسبابها يا رب العالمين.
اللهم أعد علينا رمضان أعواماً عديدة وأزمنة مديدة، وأجعنا فيه من المرحومين، ولا تجعنا من المحرومين، اللهم وأجعنا ممن قبلت صيامه وقيامه، وغفرت له زلاته، وحرمت على النار جسده وعظامه.
عباد الله:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينها عن الفحشاء والمنكر والبغي يعضكم لعلكم تذكرون ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
فاغتنم هذا الشهر ولا تضيعه بالملهيات والمعاصي والمغريات فهو شهر واحد وليس عام كاملا ألا يكفيك يا مسكين أنك اكثر من إحدى عشر شهر ضيعت وفرط، كيف لا تقوى على نفسك في شهرٍ واحد في زمن يسير أن تكون ممن حافظ على أوامر الله أن تكون ممن حافظ على الصيام فحفظ لسانه عن الغو والزور والكذب والغيبة والنميمة وحفظ سمعه من سماع كل منكر وحفظ بجوارحه.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/0/56904/#ixzz2YOSYLRK7
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي جعل شهر رمضان سيد الشهور، ضاعف فيه الحسنات والأجور، أحمده وأشكره أنه غفور شكور، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً أرجو بها الفوز بدار القرار والسرور وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله أشرف آمر ومأمور صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثرهم إلى يوم النشور.
أما بعد:
فاتقوا الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، قال الله تعالى ﴿ يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183] وما هي إلا أيام قلائل حتى تكتمل دورة الفلك، ويشرق على الدنيا هلال رمضان المبارك، الذي تهفو إليه نفوس المؤمنين، وتتطلع شوقاً لبلوغه لتنتظم في مدرسته التي تفتح أبوابها في كل عام لتستقبل أفواج الصائمين مع ضجيج الحياة وزحام الدنيا، مع النزوات العابرة والشهوات العارمة تأتي مدرسة رمضان لتعيد للقلوب صفائها وللنفوس إشراقها وللضمائر نقائها. يجول رمضان في أرجاء النفس فيغرس بذور الخير والصلاح.
أننا في عصر ينشد المتاع من ألف وجه فلتلو الزمام إلى الباقيات الصالحات، قال تعالى: ﴿ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّك ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً ﴾ [الكهف: 46]. كنا نودع شهر رمضان الماضي وكأنه صفحاته قد طويت قبل أيام واليوم يستقبله المسلمون بعد مرور عام.
عام مضى ذهبت لذته وبقيت تبعته، نُسِيَت أفراحه وأتراحه، وبقيت حسناته وسيئاته، نعم ستنقضي الدنيا بأفراحها وأحزانها وتنتهي الأعمار على طولها وقصرها، ويعود الناس إلى ربهم بعدما أمضوا فترة الامتحان على ظهر الأرض ﴿ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ * فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقٌ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ ﴾ [الأعراف: 29 - 30] ثم تصبح الدنيا ذكريات، وهنا من ينتظر رمضان على أمل ولا يدري فقد باغته قبل ذلك الأجل، قال تعالى: ﴿ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 34].
إن بلوغ شهر رمضان نعمة عظيمة ومنة جسيمة على من أقدره الله عليه. فاللهم سلمنا إلى رمضان وسلم لنا رمضان، وتسلمه منا متقبلاً يا رحمن.
نبشركم إخوة الإسلام بأشرف الشهور الذي يأتي بعد طول غياب ويفد بعد فراق، نبشركم كما كان المصطفى صلى الله عليه وسلّم يبشر أصحابه فيقول: "قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمَ خيرها فقد حُرِمَ".
كيف لا يبشر المؤمن بشهر يفتح الله فيه أبواب الجنة؟ كيف لا يبشر المذنب بشهر يغلق الله فيه أبواب النار؟ كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل الله فيه الشياطين؟ شهر لا تُحصى فضائله ولا يُحاط بفوائده.
لقد كان رمضان غرة في جبين أمتنا كل عام، قد كان شهر الفتوح، فهناك غزوة بدر، وفتح مكة، وفتح الأندلس وحطين وغيرها. إلا أنه في زماننا من يطمس نور رمضان ويزيل بهاءه ويفسد ثمرته وينقض حكمه بأحوال يرثى لها، فمن الناس من ينشط في شهر الصيام والقيام للسفر والسياحة، ومنهم من يهرب في شهر القرآن من الجو الرمضاني مبارزاً الله بالمعاصي والغواية، ومنهم من همه كيف يفرغ النهار للنوم والليل للسهر واللهو، ومنهم من يمتهن هذا الشهر بأخلاقيات مشينة، فتعامله غلظة وفظاظة، وحديثه غيبة ونميمة، فرب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش.
كيف يُستقبل هذا الوافد القريب، يُستقبل رمضان بتهيئة القلوب، وتصفية النفوس، وتطهير الأموال، والتفرغ من زحام الحياة، أعظم مطلب هذا الشهر: إصلاح القلوب، فالقلب الذي ما زال مقيماً على المعصية يفوت خيراً عظيماً.
فرمضان هو شهر القرآن، والقلوب هي أوعية القرآن ومستقر الإيمان فكيف بوعاء لوث بالآثام كيف يتأثر بالقرآن، وهذا هو التفسير لحالنا وحال أُناس ينتظمون في الصلاة وسرعان ما يتسرب إليهم الملل وتتملكهم السامةً وآيات الله - التي لو نزلت على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله - تطرق أسماعهم، ذلك أن القلوب قاسية لم تُطهر لاستقبال كلام الرحمن.
قال الحسن البصري رحمه الله: [لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم].
أخي المسلم: قدِّم بين يدي رمضان توبة صادقة تصلح القلوب وتجلب الرحمات والخيرات. قال تعالى: ﴿ يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ تُوبُواْ إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لاَ يُخْزِى اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التحريم: 8].
إن شهر رمضان هو شهر المغفرة والتجاوز عن الخطيئة والشحناء والقطيعة من موانع المغفرة الشديدة، لذا يُستقبل رمضان بتهيئة النفوس من الضغائن والأحقاد التي خلخلت القرى وأنهكت القوى ومزقت المسلمين شر ممزق، فالذي يطل عليه رمضان عاقاً لوالديه، قاطعاً لأرحامه، هاجراً لإخوانه أفعاله قطيعة، دوره في المجتمع النميمة هيهات هيهات أن يستفيد من رمضان قال تعالى: ﴿ فَتَّقُوا اللهَ وَأصْلَحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيَعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنينَ ﴾ [الأنفال: 1]. ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِم الأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللهُ ﴾ [الأعراف: 43]. ترسخ حقيقة الصيام الفضائل الجليلة طبعاً لا تصنعاً وسجية لا تكلفاً، وتبقيها لازمة لا تفارق، وصافية لا تكدر.
فهلا جعلنا هذا الشهر الكريم انطلاق للسمو والترفع عن سفاسف الأمور والحذر من كل ضلالة وزور. اللهم وفقنا وطهر قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام.
رمضان شهر الموالاة للمؤمنين والمواساة للفقراء المساكين، من حكم رمضان أن يتفاعل المسلم مع إخوانه في شتى البقاع، ويتجاوب مع نداءات الفقراء والضعفاء، متجاوزاً بمشاعره كل الفواصل، متسلقاً بمبادئه كل الحواجز، يتألم لا لامهم، يحزن لإحزانهم يشعر بفقرائهم مبتدءً بالمولاة والمواساة من بيته وموطنه ولإخوانه من بني جلدته وصحبه وأقاربه. يُستقبل رمضان بنفس معطاءة بالخير فياضة، ويبسط يده بالصدقة والإنفاق ﴿ مَّثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261].
إن شهر رمضان هو شهر النفحات والرحمات والدعوات، والمال الحرام سبب البلاء في الدنيا ويوم الجزاء لا يستجاب معه الدعاء ولا تفتح له أبواب السماء، لذا يستقبل رمضان بتطهير الأموال من الحرام فما أفظعها من حسرة وندامة أن تلهج الألسن بالدعاء ولا استجابة، وربنا تبارك وتعالى يقول: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].
فانظر في نفسك، وأبحث في بيتك، وأدخل يدك في جيبك وتطهر من كل مال حرام ليس من مالك حتى تقف بين يد الله بقلب خاشع، ومال طاهر، ودعاء صادق، يصعد في الفضاء وتفتح له أبواب السماء. أخرج مسلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - قال: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر".
إن الذين يستقبلون رمضان على أنه مدرسة لتقوية الإيمان وتهذيب الخلق وتقوية الإرادة هم الذين يستفيدون منه فيجدون في نهاره لذة الصابرين، ويجدون في مسائه وليله لذة المناجاة في ساعاتها الغالية، هم الذين تفتح لهم أبواب الجنان في رمضان، وتغلق عنهم أبواب النيران وتتلقاهم الملائكة ليلة القدر بالبشر والسلام، هؤلاء هم الذين ينسلخ عنهم رمضان مغفوراً لهم ذنوبهم، مُكفرة عنهم سيئاتهم، مجلوة قلوبهم، مجددة بقوة الإيمان عزائمهم، قد مسح الصيام عن جبينهم وغثاء الحياة، وأزال عن أجسامهم غبار المادة، وأبعد عن بطونهم ضرر التخمة، ومحا عن إرادتهم الوهن والتردد، ودفع عن أنفسهم الحيرة والفتور، وغذي إيمانهم بالقوة والنور. أخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال: فيشفعان"، عن سعد بن سهل رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلّم - قال: "إن في الجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل أحد غيرهم يقال ابن الصائمون فيقومون فإذا دخلوا اغلق فلم يدخل منه أحد" رواه مسلم.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
الحمد الله الذي اختار للخيرات أوقاتاً وأياماً وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كتب المغفرة لمن صام رمضان إيماناً واحتساباً، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله، بعثه الله للناس إماماً صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ما ذكره الذاكرون قعوداً أو قياماً.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله ﴿ يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، لقد جنى أسلافنا ثمار الصوم وكان نهارهم نشاطاً وإنتاجاً وإتقاناً، وكان ليلهم تزاوراً وتهجداً وقرآناً وكان شهرهم كله تعلماً وتعبداً وإحساناً، ألسنتهم صائمة فلا تغلو برفث أو جهل، وعيونهم صائمة فلا تنظر إلى حرام أو فحشا، وقلوبهم صائمة فلا تعزم على خطيئة أو أثم، وأيديهم صائمة فلا تمتد بسوء أو أذى.
أما المسلمون اليوم فمنهم من اقتدى بأولئك السلف الصالح فاتخذوا رمضان موسم لطاعة الله ومضاعفة الخيرات صاموا نهاره فأحسنوا الصيام وقاموا ليله فأحسنوا القيام ومنهم من لم ينتفع برمضان ولم يستفد مما فيه من صيام وقيام جعله الله تعالى للقلب والروح فجعلوه للبطن والمعدة جعله الله تعالى للحلم والصبر فجعلوه للغضب والبطش جعله الله تعالى للسكينة فجعلوه شهر السباب والشجار جعله الله تعالى ليغيروا فيه من صفات أنفسهم، فما غيروا إلا مواعيد أكلهم وشربهم وشهواتهم. جعله الله تعالى تهذيباً للغني الطاعم ومواساة للبائس المحروم فجعلوه معرضاً لفنون الأطعمة ولاشربة تزداد فيه تخمة الغني بقدر ما تزداد حسرة الفقير.
جاء أبو أمامة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - فقال مرني بأمر ينفعني الله به فقال: "عليك بالصيام فإنه لا مثل له" وعمده الحديث قول المصطفى - صلى الله عليه وسلّم - في المتفق عليه: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" "من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً" فما بالك بصوم رمضان كله.
ألا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة عليه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56] اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه، وارض اللهم عن البررة الأتقياء، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن جميع الصحابة والتابعين لهم بإحسان.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واحم حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم، اللهم أصلح له بطانته يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم وفقنا للتوبة والإنابة وأفتح لأدعيتنا الإجابة، اللهم أقبل توبة التائبين وأغفر ذنب المذنبين برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم نسألك التوبة ودوامها ونعوذ بك من المعصية وأسبابها يا رب العالمين.
اللهم أعد علينا رمضان أعواماً عديدة وأزمنة مديدة، وأجعنا فيه من المرحومين، ولا تجعنا من المحرومين، اللهم وأجعنا ممن قبلت صيامه وقيامه، وغفرت له زلاته، وحرمت على النار جسده وعظامه.
عباد الله:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينها عن الفحشاء والمنكر والبغي يعضكم لعلكم تذكرون ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
فاغتنم هذا الشهر ولا تضيعه بالملهيات والمعاصي والمغريات فهو شهر واحد وليس عام كاملا ألا يكفيك يا مسكين أنك اكثر من إحدى عشر شهر ضيعت وفرط، كيف لا تقوى على نفسك في شهرٍ واحد في زمن يسير أن تكون ممن حافظ على أوامر الله أن تكون ممن حافظ على الصيام فحفظ لسانه عن الغو والزور والكذب والغيبة والنميمة وحفظ سمعه من سماع كل منكر وحفظ بجوارحه.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/0/56904/#ixzz2YOSYLRK7