abomokhtar
10-07-2013, 02:09 PM
منارات قرآنية
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ﴾
هذا طرف من آيةٍ كريمة في سورة البقرة، وردت بين آيات الصَّوم التي بدأتْ من الآية 183 بقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ﴾، إلى الآية 187 من السُّورة نفسها، بقوله تَعالى: ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ.. ﴾.
تخلَّل آياتِ الصوم هذه آيةٌ لا تتحدَّث عن الصوم، وكأنَّها في ظاهرها خارج السياق، فهي تتحدَّث عن الدعاء، بيْد أنَّ المتدبِّر لهذا النَّظْم يقِف على مدى الصِّلة الوثيقة بين هذه الآية وجاراتِها من آيات الصيام.
ذلك أنَّ الصلة وثيقة جدًّا بين الصيام والدعاء، حتَّى صار هذا الشَّهر ظرفًا للدُّعاء كما هو ظرفٌ للصِّيام.
ولقد جاءت السنَّة المشرَّفة ببيان هذه الصِّلة وتوْكيدها؛ فقد روى الإمام أحمد وأصحاب السنن عن أبي هُريرة - رضي الله عنْه - عن النَّبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: ((ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتُهم: الإمام العادل، والصائم حتَّى يفطر، ودعوة المظلوم))، وفي "مسند الطيالسي" وغيرِه عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((للصَّائم عند إفطاره دعوةٌ مستجابة))، فكان عبدالله بن عمر إذا أفْطَر، دعا أهله وولده ودعا.
إنَّ أمر الدُّعاء معلوم من الدين بالضرورة، ولا يكاد - بحمد الله - يغفل عنه مسلم، لكنَّ أولئك الذين استشعروا معنى العبودية ومقامها لهم مع الدعاء شأنٌ آخَر، فهؤلاء شرَّفهم الله تعالى بإضافتِهم إليْه تعالى، يعرفون أنَّه - سبحانه - قريب مُجيب، وينظرون إلى الدعاء على أنَّه غايةٌ في حدِّ ذاته، قبل أن يكون وسيلةً يُنال بها مطلوب أو يدفع بها مكروه، وهذا المعنى الذي ذكره الرَّسول الكريم بقوله: ((الدُّعاء هو العبادة)).
والعبادة غاية عظيمة، بِها يرجى الثواب من الله تعالى، ومن يَستحضر هذا المعنى لا يقع في المحْظور، الذي حذَّر منه الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- بقوله - كما في (الصَّحيحين) -: ((يُستجاب لأحدِكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يُستجب لي)).
إنَّ الدُّعاء سلاح ذو فاعليَّة مؤثِّرة لا يملكه غير المسلمين، وهو سهام الليل التي لا تخطئ - بإذن الله تعالى - فالمسلمون حريُّون بأن يستعدوا للدُّعاء في رمضان كما يستعدُّون للصيام فيه، وأن يتوعَّدوا عدوَّهم بهذا الأمر، فيقولوا: موعدُنا رمضان شهر الدعاء، ذلك أنَّ للدعاء أوقاتًا خاصَّة تُرجى فيها الإجابة، وإن كان الوقت كله ظرفًا للدعاء، فاستغلال أوقات الإجابة من الفطنة.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/1061/57076/#ixzz2YdyQc8Fo
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ﴾
هذا طرف من آيةٍ كريمة في سورة البقرة، وردت بين آيات الصَّوم التي بدأتْ من الآية 183 بقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ﴾، إلى الآية 187 من السُّورة نفسها، بقوله تَعالى: ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ.. ﴾.
تخلَّل آياتِ الصوم هذه آيةٌ لا تتحدَّث عن الصوم، وكأنَّها في ظاهرها خارج السياق، فهي تتحدَّث عن الدعاء، بيْد أنَّ المتدبِّر لهذا النَّظْم يقِف على مدى الصِّلة الوثيقة بين هذه الآية وجاراتِها من آيات الصيام.
ذلك أنَّ الصلة وثيقة جدًّا بين الصيام والدعاء، حتَّى صار هذا الشَّهر ظرفًا للدُّعاء كما هو ظرفٌ للصِّيام.
ولقد جاءت السنَّة المشرَّفة ببيان هذه الصِّلة وتوْكيدها؛ فقد روى الإمام أحمد وأصحاب السنن عن أبي هُريرة - رضي الله عنْه - عن النَّبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: ((ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتُهم: الإمام العادل، والصائم حتَّى يفطر، ودعوة المظلوم))، وفي "مسند الطيالسي" وغيرِه عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((للصَّائم عند إفطاره دعوةٌ مستجابة))، فكان عبدالله بن عمر إذا أفْطَر، دعا أهله وولده ودعا.
إنَّ أمر الدُّعاء معلوم من الدين بالضرورة، ولا يكاد - بحمد الله - يغفل عنه مسلم، لكنَّ أولئك الذين استشعروا معنى العبودية ومقامها لهم مع الدعاء شأنٌ آخَر، فهؤلاء شرَّفهم الله تعالى بإضافتِهم إليْه تعالى، يعرفون أنَّه - سبحانه - قريب مُجيب، وينظرون إلى الدعاء على أنَّه غايةٌ في حدِّ ذاته، قبل أن يكون وسيلةً يُنال بها مطلوب أو يدفع بها مكروه، وهذا المعنى الذي ذكره الرَّسول الكريم بقوله: ((الدُّعاء هو العبادة)).
والعبادة غاية عظيمة، بِها يرجى الثواب من الله تعالى، ومن يَستحضر هذا المعنى لا يقع في المحْظور، الذي حذَّر منه الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- بقوله - كما في (الصَّحيحين) -: ((يُستجاب لأحدِكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يُستجب لي)).
إنَّ الدُّعاء سلاح ذو فاعليَّة مؤثِّرة لا يملكه غير المسلمين، وهو سهام الليل التي لا تخطئ - بإذن الله تعالى - فالمسلمون حريُّون بأن يستعدوا للدُّعاء في رمضان كما يستعدُّون للصيام فيه، وأن يتوعَّدوا عدوَّهم بهذا الأمر، فيقولوا: موعدُنا رمضان شهر الدعاء، ذلك أنَّ للدعاء أوقاتًا خاصَّة تُرجى فيها الإجابة، وإن كان الوقت كله ظرفًا للدعاء، فاستغلال أوقات الإجابة من الفطنة.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/1061/57076/#ixzz2YdyQc8Fo