مشاهدة النسخة كاملة : من ظلمات الرحم.. إلي أعماق الأرض.. ثم القمر


رونالدينهوو
02-07-2008, 10:50 PM
في خطوة هي الأولي من نوعها. تمكن عالم بريطاني من تصوير مراحل إفراز البويضة البشرية من المبيض. وكان ذلك من قبيل المصادفة عند إجراء عملية جراحية في الرحم لإحدي السيدات.
والمعروف.. أن السيدة في سن الخصوبة يمكنها أن تفرز بويضة أو أكثر كل شهر.. ولكن حتي الآن لم يتمكن العلماء من رصد وتصوير عملية التبويض بشكل مفصل إلا لدي الحيوانات.
وقد استطاع د.جاك دونيز طبيب أمراض النساء رصد هذه العملية من البداية إلي النهاية.
والمعروف أن البويضات البشرية تفرزها حويصلات شبيهة بأكياس صغيرة مليئة بالسوائل علي جانب المبيض. وعند اقتراب موعد التبويض تنتج هذه الحويصلات نتوءات يميل لونها إلي الأحمر وتخرج منها البويضات محاطة بمادة جيلاتينية تحتوي علي خلايا.
أما البويضة نفسها فلا يتجاوز حجمها نقطة بالقلم الجاف. والمبيض بأكمله لا يزيد حجمه علي خمسة سنتيمترات. ويحتوي علي أعداد هائلة من البويضات غير مكتملة النمو.. وتقول مجلة "نيوساينتست" إن تصوير عملية إفراز البويضة. سوف يساعد العلماء علي فهم آلية التبويض. حيث كانت النظريات السابقة تقول أن التبويض يحدث بشكل انفجاري. أما الآن فقد ثبت أنه يستغرق حوالي 15 دقيقة.
وإذا انتقلنا من ظلمات الرحم إلي أعماق القشرة الأرضية لعرفنا أن العلماء قد أكملوا المرحلة الأولي من مشروع طموح للحفر في منطقة تعتبر مركزاً للزلازل بالقرب من اليابان!
ويهدف المشروع إلي عمل فتحات في قاع المحيط بعمق 4.1 كيلو متر للحصول علي صور ثلاثية الأبعاد لعوامل الإجهاد التي تؤثر علي القشرة الأرضية في النطاق الزلزالي بمنطقة نانكاي تروف التي حدثت فيها زلازل مدمرة وموجات تسونامي كاسحة خلال القرن العشرين.
ويهدف المشروع إلي وضع أجهزة ومعدات متقدمة علي عمق 6 كيلو مترات في باطن الأرض. باعتبار أن ذلك يمثل جهازاً للإنذار المبكر ضد الزلازل.
وقد تم استعراض نتائج المرحلة الأولي لتجربة النطاق الزلزالي في نانكاي تروف مؤخراً خلال المؤتمر السنوي لاتحاد العلوم الجيولوجية الأوروبي.
ويقول العلماء.. إن الاهتمام بمثل هذا المشروع قد جاء بعد موجات تسونامي المدمرة التي اكتسحت جنوب شرق آسيا عام 2004 وكانت أندونيسيا هي كبري الدول المتضررة منها.
ويعتبر زلزال سومطرة مثالاً جيداً للحقيقة القائلة بأن الزلازل العظمي علي كوكبنا تحدث فيما يسمي بنطاق الطرح subduction zone وفيه تنزلق حافة إحدي الصفائح التكتونية في القشرة الأرضية تحت الصفيحة المجاورة لها.
وفي الواقع فإن جميع الزلازل الكبري. التي يصل قياسها إلي 8 أو 9 درجات بمقياس ريختر تحدث في البحر. ولهذا السبب كان علي العلماء أن يتجهوا إلي أعماق البحر لدراسة حدود الصفائح التكتونية. وهذه الحدود عبارة عن شروخ بين هذه الصفائح. تتسبب في حدوث الزلازل.
وكانت منطقة نانكاي تروف التي تقع قرب الساحل الجنوبي الشرقي لليابان مركزاً لزلزالي 1994 و1946 اللذين زادت شدتهما علي 8 درجات بمقياس ريختر. وهي شبيهة في تركيبها الجيولوجي بأخدود سوندا الذي كان مركزاً لتسونامي عام 2004 ومن هنا جاء اهتمام العلماء بدراسة تلك المنطقة.
أما القفزة الثالثة فهي تتجاوز ظلمات الرحم وأعماق القشرة الأرضية لتصل إلي رحابة الفضاء وبالتحديد علي سطح القمر.
وفي هذه القفزة يعكف البروفيسور السيرمارتن سويتنج علي تصنيع مجس بمعاونة زملائه من العلماء والمهندسين البريطانيين. وهذا المجس عبارة عن مجموعة من المعدات والأجهزة العلمية التي سيتم دفنها في تربة القمر.
وتهدف هذه المهمة للبحث عن المياه التي قد تساعد ذات يوم في الحفاظ علي حياة رواد الفضاء الذين سيزورون القمر باعتباره قاعدة فضائية متقدمة.
كذلك يرمي هذا العالم إلي اختبار إمكانية إقامة وصلة إنترنت تغطي القمر بأكمله.
وقد تبدو هذه الفكرة أشبه بما يدور في روايات وقصص الخيال العلمي. لكنها فكرة جادة وقد اتخذت مسارها نحو التنفيذ.
أكثر من ذلك فقد بدأت الخطوات الأولي بإقناع رجال الصناعة وهيئات التمويل لدعم هذا المشروع.
وقد تم خلال الشهر الماضي إجراء الاختبارات الأولية علي النطاق العسكري في ساوث ويلز.
ويقول السير مارتن عن هذا المشروع.. إنه خطوة مبتكرة تتمثل في إطلاق مركبة فضائية تدور حول القمر. وبعد ذلك يتم إرسال بعض "السهام" أو "أدوات الاختراق" فائقة السرعة لكي تندفع داخل التربة القمرية.. وهذه الأدوات "الخارقة" سوف تطمر نفسها علي عمق يتراوح بين ثلاثة إلي أربعة أمتار تحت السطح. لذا سوف تظهر منها هوائيات صغيرة. وسيكون بمقدورها إجراء الاتصالات بطاقة منخفضة جداً. ومن هنا فنحن بحاجة إلي محطة استقبال تدور حول القمر وتتلقي المعلومات من هذه الهوائيات لتعيد بثها إلي الأرض.
والمعروف عن السير مارتن أنه سبق تكريمه عام 2002 لقاء ما قدمه من انجازات في مجال هندسة الأقمار الصناعية الدقيقة microsatellite engineering وأقام شركة لتكنولوجيا الأقمار الصناعية منذ 22 عاما بدأ تمويلها بـ 100 جنيه استرليني فقط.. وخلال دراسته للدكتوراه بدأ تصميم وتصنيع مركبات فضائية صغيرة الحجم إشباعاً لهوايته بالدرجة الأولي.
وما أحلي وأجمل أن نجلس في مقاعد المتفرجين! ¼

Mr. Medhat Salah
13-09-2010, 03:22 AM
http://www3.0zz0.com/2010/08/12/12/324636509.gif