مشاهدة النسخة كاملة : رحلة الى دنيا......البابية


عادل حسان سليمان
15-07-2013, 04:18 PM
رحلة الى دنيا......
............البابية
----------------------
http://img02.arabsh.com/uploads/image/2013/07/13/0c354d4365f302.gif (http://www.saudicars.com)
تعرَّض العالم الإسلامي في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي إلى هجمة استعمارية شرسة، عملت على استنزاف ثرواته، ووجد دعاة الباطنية والتيارات المنحرفة في جوِّ الهزيمة التي عانى منها العالم الإسلامي فرصة سانحة أمامهم لنشر أفكارهم الضَّالة. ومن ثَمَّ ظهر رجل في إيران يُدعى الشيخ أحمد الأحسائي يدعو إلى مذهب جديد يحتوي على العديد من الأفكار الغريبة، وأخذ يجوب البلاد داعيًا لمذهبه الذي يبشِّر بقرب ظهور الإمام الغائب ليملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت ظلمًا وجورًا. وأُطلق على مذهب الشيخ أحمد الأحسائي اسم "المذهب الشيخي".
ومن رحم المذهب الشيخي الشيعي ظهرت الدعوة البابية الضالة سنة 1844م، وحظيت برعاية القوى الاستعمارية الكبرى الطامعة في المناطق الفارسية مثل روسيا وإنجلترا والصهيونية العالمية؛ بهدف إفساد العقيدة الإسلامية وتفكيك وحدة المسلمين وصرفهم عن قضاياهم الأساسية.
أسس الدعوة البابية الميرزا عليّ محمد رضا الشيرازي، الذي ولد في عام 1819م في مدينة شيراز الإيرانية، وتلقى تعليمه على يد دعاة الشيخية من الشيعة، ودراسة كتب الصوفية والرياضة الروحانية، ثمَّ ذهب إلى بغداد ليدرس المذهب الشيخي على يد إمام الشيخية في زمانه كاظم الرشتي.
بعد وفاة الرشتي سنة 1844م أعلن الميرزا عليّ محمد رضا أنه الباب الموصِّل إلى الإمام الغائب الذي تنتظر الشيعة الشيخية ظهوره، ثم زاد في ضلاله وأعلن أنه رسول كمحمد وعيسى وموسى (عليهم الصلاة والسلام)، بل فضّل نفسه عليهم. بعد ذلك أخذ الميرزا علي يعلن أمورًا اعتقادية مثل عدم إيمانه باليوم الآخر وبالجنة والنار، وادَّعى أنه الباب الذي تتجمع عنده كل الرسالات الإلهية، وأعلن أن الله قد حلَّ فيه، وأنه عز وجل سيحل في آخرين من بعده. كما غيَّر "الباب" الكثير من الأحكام الإسلامية المنصوص عليها بصريح القرآن.
كما أن الديانة البابية عن إنكار القيامة وما جاء في وصفها في القرآن الكريم وزعم أنها قيام الروح الإلهية في مظهر بشري جديد، وأن البعث هو الإيمان بألوهية هذا المظهر، وعن لقاء الله يوم القيامة بأنه لقاء الباب لأنه هو الله، وعن الجنة بأنها الفرح الذي يجده الشخص عندما يؤمن بالباب وعن النار بأنها الحرمان من معرفة الله في تجلياته في مظاهره البشرية، وزعم أنه البرزخ المذكور في القرآن، لأنه كان بين موسى وعيسى.
كما أنه خرج عن تعاليم الإمامية الاثني عشرة – حول مفهوم الرجعة؛ حيث بينها بأنها رجوع الصفات الإلهية وتجليها مع آثارها في مظهر جديد للحقيقة الإلهية.
ومن خبال زعيمهم الأول دعواه في تفسيره لسورة يوسف أنه أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلل هذا الكلام بما لا يفهمه إلا من يفهم لغة المبرسمين إذ قال : ( لأن مقامه (الباب) مقام النقطة ومقام النبي صلى الله عليه وسلم مقام الألف). وقال: (كما أن محمدا من عيسى فكتابه (البيان) أفضل من القرآن). وقال : (إن أمر الله في حقي أعجب من أمر محمد رسول الله من قبل لو كنتم تتفكرون
آمن تلاميذ الرشتي بدعوة الميرزا عليّ، وانخدع به العامة، وذاع صيته؛ فقامت الحكومة الإيرانية بالقبض عليه، وتم إعدامه في عام 1850م.
لقد كان من الممكن انتهاء هذه الحركة تمامًا عند هذا الحد، لولا تدخل روسيا القيصرية التي حرصت على حماية هذه الحركة الضالة ورعايتها. كما تبنّى اليهود أيضًا هذه الدعوة البابية؛ بهدف تقويض دعائم الإسلام، وتشويه صورته السمحة أمام الآخرين.
قبل أن يعدم الميرزا علي أوصى بخلافته للميرزا يحيى عليّ الملقب بصبح أزل، ونازعه على خلافة الباب أخوه الميرزا حسين علي الملقب بالبهاء، ولمَّا اشتدت الخلافات بينهما وخافت الدولة العثمانية من انتشار فتنتهما، نفت البهاء وأتباعه إلى عكا، ونفت صبح أزل مع أتباعه إلى قبرص حيث مات ودُفن بها في عام 1912م. أمَّا الميرزا حسين علي فقد قام بدعوة جديدة نسبها إليه وهي البهائية، وهي لا تختلف كثيرًا عن البابية، بل زادت عليها كفرًا وجرأة على الله.
اللهم انا نستعيذ بك من هؤلاء المحرفين الكافرين
رحلة الى دنيا......
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته