Klashnekoff
18-07-2013, 05:43 PM
الإله و الوجود.
صنمان لا يسمنان ولا يغنيان من جوع.
صنمان تم إرتكاب بسببهما الملايين من الكوارث الطبيعية، علي مرّ السنين.
بداية من عِبادة الآلهة التي إخترعها الإنسان، لسد ثغرات جهله، و كمُحاولة لطمئنته أثناء مواجهة تحديّات الصعوبات.
عَبد الإنسان كل ما هو موجود، إلي أن إنتهي بعبادة ما هو خارج الوجود -فرضياً-، كان تطوُّر الإنسان جذرياً من مرحلة الأساطير مروراً بالأديان إلي الفلسفة والعلم، أخذ وقتاً طويلاً، حتّي ينتهي من هذه الخُرافات الأولي - الأساطير و الأديان -، وحتّي الآن مازال هُناك ملايين من الأشخاص علي كوكب من ضمن ملايين الكواكب في مجرّة من ضمن ملايين المجرّات في كون لانهائي يُفترض أن يكون هُناك عِدة أكوان أيضاً، ويقولون بأن هذا الكون مُسيّر بل وموجود لخِدمة الإنسان.
الإنسان المؤمن، المثالي، الذي يعتقد بوجود صَنم فِكري - إله -، قد تم تخديره جُزئياً، بالتدريج حتّي وصل إلي مرحلة تغيُّب الوعي، و حتّي مرحلة النمو الإدراكي لديه أصبحت شِبه مُستئصلة، خصوصاً الكائنات الشرق أوسطية، ستجد أن غالبية ممن يتبعون الأديان هُم في الأصل مُتخلفين، ولكن فُسطاط مِنهم الذين يقولون بأنهم وسطيين، و بالطبع لا يوجد شئ يُسمّي الوسطية، هذا الفُسطاط يأخذ من الدين ما يتوافق مع العصر، ويترك ما يتنافي معه، لا يعلم أن الدين يأخذ كُلّه، وليس بالجُزأ، لأن الإيمان يُحتِّم عليه التصديق اليقيني بكل ما في الدين سواءً من آيات فاشية أو سلمية، ولكن غالبية من هؤلاء يقومون بلوي عُنق النص حتّي يتوافق مع عصرهم، و إن قام أحد بتفسير النص صريحاً بدون لوي عُنقه، يقولون عليه ليس من الدين بشئ، ولكن إن هُم فتحوا القرآن وبحثوا عن آيات الجهاد، سيتكشفوا الكثير، ولكن فقط هُم يحتاجون إلي عقول نقدية، وليس الإعتماد علي المشاعر الدينية أو القومية.
ولكن بدون التطرُّق إلي دين مُعيّن -إسلامي-، بالنظرة الشاملة علي الأديان الإبراهيمية، بداية من صِناعة اليهودية مروراً بالمَسيحية إلي الإسلام وآخرها البهائية، ستري أن هذه الأديان ما هي إلّا مذاهب فلسفية جسَّدت أفكار وفرضيات وأصنام فكرية كأصول ليتفرَّع منها الكثير من الأفكار التي تخدم هذه الأصول.
وستجد أكثر ممن يروجون عن هذه الأفكار ومُحاولة نشرها، هُم كارهي الحياة، التي كرهتهم الأرض ونبذتهم بسبب إرهابهم الدموي، وهم أنصاف الآلهة من الشيوخ والرُهبان والحاخامات، الباحثون عن العوالم الأخري، يفترضون بكل مثالية أن هُناك عوالم أخري فعلاً تحتوي الجنّة و النار، سيعيشوا فيها أبداً، ولكنّهم لم يخرجوا عن حيّز الإدراك البشري، فوصفهم حتّي وإن كان "ليس كمثلها شئ" لا يخرج عن حيّز الأمثلة البشرية الموجودة في الطبيعة.
أما فِكرة الإله الواحد الأحد، و أنا لا أعلم لِماذا إله واحدٌ فقط، إن كانوا يقولون بأننا لا نستطيع رصد ماهية الله ولا كيف يُدير الكون، فكيف في نفس الوقت بالتناقض يقولون بأن لو هُناك أكثر من إله لتنافسا وفسد الكون...
ألم يقولوا بأن الإله لامُتناهي القوي والعلم؟ فلِماذا لا يكون أكثر من إله لامُتناهي القوي والعلم؟
ستقول لي بأنهما سيتنافسان، سأقول لك: وكيف علمت أنهما سيتنافسان؟ هل تعرف كيف ترصد ماهية الإله أصلاً؟
إن فِكرة التوحيد لهي من أغبي الأفكار التي إفترضها الإنسان، بل إن فكرة تعدد الآلهة تتوافق مع البلبلة الدينية الموجودة علي أرض الواقع، لو أنصفوا حقّاً.
فلقد ماتت الآلهة، ولكن بقي مِنهم الإله الواحد، المصنوع من عقل الإنسان، بقي في عقل المؤمنين به، ولكن مات حقّاً بعد موت صانعي الأديان، مات بعد موت موسي، عيسي و مُحمّد، ولم يبقي منه غير شبحه المُخيّم علي عقول أتباعه من المُغيبين عن الواقع الحديث وما يحدث فيه.
الواقعون تحت نظرية المؤامرة، الغير مُدركين بما يحدث حولهم.
لقد ماتت الآلهة، ومات الإله.
و هُنا أتذكَّر شذرة لفريدريك نيتشه، من كتابه هكذا تكلَّم زرادشت، تحدَّث فيها عن وفاة الآلهة، وظهور الإله الجديد :-
"في ذلك الزمن، في السنة الأولي من التاريخ الجديد، هتفت آلهة الأقدمين دون أن تكرع خمراً، فقالت:
(الويل .. الويل .. لقد ساءت الأحوال !
"يا للأنحطاط ! إن العالم لم يسقط إلي مثل هذه الدركة قبل الآن !
"فقد إستحالت روما إلي عاهرة.
"و تدني قيصرها إلي مرتبة الحيوان
"حتي ان الله إستحال يهودياً ..."
هكذا تكلَّم زرادشت، و هكذا نتكلَّم نحنُ.
صنمان لا يسمنان ولا يغنيان من جوع.
صنمان تم إرتكاب بسببهما الملايين من الكوارث الطبيعية، علي مرّ السنين.
بداية من عِبادة الآلهة التي إخترعها الإنسان، لسد ثغرات جهله، و كمُحاولة لطمئنته أثناء مواجهة تحديّات الصعوبات.
عَبد الإنسان كل ما هو موجود، إلي أن إنتهي بعبادة ما هو خارج الوجود -فرضياً-، كان تطوُّر الإنسان جذرياً من مرحلة الأساطير مروراً بالأديان إلي الفلسفة والعلم، أخذ وقتاً طويلاً، حتّي ينتهي من هذه الخُرافات الأولي - الأساطير و الأديان -، وحتّي الآن مازال هُناك ملايين من الأشخاص علي كوكب من ضمن ملايين الكواكب في مجرّة من ضمن ملايين المجرّات في كون لانهائي يُفترض أن يكون هُناك عِدة أكوان أيضاً، ويقولون بأن هذا الكون مُسيّر بل وموجود لخِدمة الإنسان.
الإنسان المؤمن، المثالي، الذي يعتقد بوجود صَنم فِكري - إله -، قد تم تخديره جُزئياً، بالتدريج حتّي وصل إلي مرحلة تغيُّب الوعي، و حتّي مرحلة النمو الإدراكي لديه أصبحت شِبه مُستئصلة، خصوصاً الكائنات الشرق أوسطية، ستجد أن غالبية ممن يتبعون الأديان هُم في الأصل مُتخلفين، ولكن فُسطاط مِنهم الذين يقولون بأنهم وسطيين، و بالطبع لا يوجد شئ يُسمّي الوسطية، هذا الفُسطاط يأخذ من الدين ما يتوافق مع العصر، ويترك ما يتنافي معه، لا يعلم أن الدين يأخذ كُلّه، وليس بالجُزأ، لأن الإيمان يُحتِّم عليه التصديق اليقيني بكل ما في الدين سواءً من آيات فاشية أو سلمية، ولكن غالبية من هؤلاء يقومون بلوي عُنق النص حتّي يتوافق مع عصرهم، و إن قام أحد بتفسير النص صريحاً بدون لوي عُنقه، يقولون عليه ليس من الدين بشئ، ولكن إن هُم فتحوا القرآن وبحثوا عن آيات الجهاد، سيتكشفوا الكثير، ولكن فقط هُم يحتاجون إلي عقول نقدية، وليس الإعتماد علي المشاعر الدينية أو القومية.
ولكن بدون التطرُّق إلي دين مُعيّن -إسلامي-، بالنظرة الشاملة علي الأديان الإبراهيمية، بداية من صِناعة اليهودية مروراً بالمَسيحية إلي الإسلام وآخرها البهائية، ستري أن هذه الأديان ما هي إلّا مذاهب فلسفية جسَّدت أفكار وفرضيات وأصنام فكرية كأصول ليتفرَّع منها الكثير من الأفكار التي تخدم هذه الأصول.
وستجد أكثر ممن يروجون عن هذه الأفكار ومُحاولة نشرها، هُم كارهي الحياة، التي كرهتهم الأرض ونبذتهم بسبب إرهابهم الدموي، وهم أنصاف الآلهة من الشيوخ والرُهبان والحاخامات، الباحثون عن العوالم الأخري، يفترضون بكل مثالية أن هُناك عوالم أخري فعلاً تحتوي الجنّة و النار، سيعيشوا فيها أبداً، ولكنّهم لم يخرجوا عن حيّز الإدراك البشري، فوصفهم حتّي وإن كان "ليس كمثلها شئ" لا يخرج عن حيّز الأمثلة البشرية الموجودة في الطبيعة.
أما فِكرة الإله الواحد الأحد، و أنا لا أعلم لِماذا إله واحدٌ فقط، إن كانوا يقولون بأننا لا نستطيع رصد ماهية الله ولا كيف يُدير الكون، فكيف في نفس الوقت بالتناقض يقولون بأن لو هُناك أكثر من إله لتنافسا وفسد الكون...
ألم يقولوا بأن الإله لامُتناهي القوي والعلم؟ فلِماذا لا يكون أكثر من إله لامُتناهي القوي والعلم؟
ستقول لي بأنهما سيتنافسان، سأقول لك: وكيف علمت أنهما سيتنافسان؟ هل تعرف كيف ترصد ماهية الإله أصلاً؟
إن فِكرة التوحيد لهي من أغبي الأفكار التي إفترضها الإنسان، بل إن فكرة تعدد الآلهة تتوافق مع البلبلة الدينية الموجودة علي أرض الواقع، لو أنصفوا حقّاً.
فلقد ماتت الآلهة، ولكن بقي مِنهم الإله الواحد، المصنوع من عقل الإنسان، بقي في عقل المؤمنين به، ولكن مات حقّاً بعد موت صانعي الأديان، مات بعد موت موسي، عيسي و مُحمّد، ولم يبقي منه غير شبحه المُخيّم علي عقول أتباعه من المُغيبين عن الواقع الحديث وما يحدث فيه.
الواقعون تحت نظرية المؤامرة، الغير مُدركين بما يحدث حولهم.
لقد ماتت الآلهة، ومات الإله.
و هُنا أتذكَّر شذرة لفريدريك نيتشه، من كتابه هكذا تكلَّم زرادشت، تحدَّث فيها عن وفاة الآلهة، وظهور الإله الجديد :-
"في ذلك الزمن، في السنة الأولي من التاريخ الجديد، هتفت آلهة الأقدمين دون أن تكرع خمراً، فقالت:
(الويل .. الويل .. لقد ساءت الأحوال !
"يا للأنحطاط ! إن العالم لم يسقط إلي مثل هذه الدركة قبل الآن !
"فقد إستحالت روما إلي عاهرة.
"و تدني قيصرها إلي مرتبة الحيوان
"حتي ان الله إستحال يهودياً ..."
هكذا تكلَّم زرادشت، و هكذا نتكلَّم نحنُ.