Mr.Optimistic
23-07-2013, 05:22 PM
قـــتــلناكَ.. يا آخرَ العظماء
قـــتــلناكَ ...
ليسَ جديداً علينا
اغتيالُ الصحابةِ والأوفياءْ
فكم من عظيم قـــتــلنا ..
وكم من إمامٍ ..
قـــتــلناهُ وهوَ يصلّي صلاةَ العشاءْ ..
فتاريخُنا كلّهُ محنةٌ ..
وأيامُنا كلُّها كربلاءْ …
2
نزلتَ علينا كتاباً جميلاً
ولكننا لا نجيدُ القراءهْ ..
وسافرتَ فينا لأرضِ البراءهْ ..
ولكننا .. ما قبلنا الرحيلا ..
تركناكَ في شمسِ سيناءَ وحدكْ ..
تكلّمُ ربكَ في الطورِ وحدكْ ..
وتعرى ..
وتشقى ..
وتعطشُ وحدكْ ..
ونحنُ هنا .. نجلسُ القرفصاءْ
نبيعُ الشعاراتِ للأغبياءْ
ونحشو الجماهيرَ تبناً .. وقشاً ..
ونتركهم يعلكونَ الهواءْ
3
قـــتــلناكَ ..
يا جبلَ الكبرياءْ
وآخرَ قنديلِ زيتٍ ..
يضيءُ لنا في ليالي الشتاءْ
وآخرَ سيفٍ من القادسيهْ
قـــتــلناكَ نحنُ بكلتا يدينا ..
وقُلنا : المنيَّهْ
لماذا قبلتَ المجيءَ إلينا ؟
فمثلُكَ كانَ كثيراً علينا ..
سقيناكَ سُمَّ العروبةِ حتى شبعتْ ..
رميناكَ في نارِ عمَّانَ حتى احترقتْ
أريناكَ غدرَ العروبةِ حتى كفرتْ
لماذا ظهرتَ بأرضِ النفاقْ ..
لماذا ظهرتْ ؟
فنحنُ شعوبٌ من الجاهليهْ
ونحنُ التقلّبُ ..
نحنُ التذبذبُ ..
والباطنيّهْ ..
نُبايعُ أربابنا في الصباح ..
ونأكلُهم حينَ تأتي العشيّهْ ..
4
قـــتــلناكَ ..
يا حُبّنا وهوانا
وكنتَ الصديقَ، وكنتَ الصدوقَ،
وكنتَ أبانا ..
وحينَ غسلنا يدينا ..
اكتشفنا
بأنّا قـــتــلنا مُنانا ..
وأنَّ دماءكَ فوقَ الوسادةِ ..
كانتْ دِمانا ..
نفضتَ غبارَ الدراويشِ عنّا ..
أعدتَ إلينا صِبانا
وسافرتَ فينا إلى المستحيل
وعلمتنا الزهوَ والعـــنـفـوانا ..
ولكننا ..
حينَ طالَ المسيرُ علينا
وطالتْ أظافرُنا .. ولِحانا ..
قــــتـــلــنا الحِصانا ..
فتبّتْ يدانا ..
فتبّتْ يدانا ..
أتينا إليكَ بعاهاتنا ..
وأحقادِنا .. وانحرافاتنا ..
إلى أن ذبـــحـــنكَ ذبـــحاً
بسيفِ أسَانا
فليتكَ في أرضِنا ما ظهرتَ ..
وليتكَ كنتَ نبيَّ سِوانا …
5
أبا خالدٍ .. يا قصيدةَ شعرٍ ..
تقالُ.
فيخضرُّ منها المدادْ ..
إلى أينَ ؟
يا فارسَ الحُلمِ تمضي ..
وما الشوطُ ، حينَ يموتُ الجوادْ ؟
إلى أينَ ؟
كلُّ الأساطيرِ ماتتْ ..
بموتكَ .. وانتحرتْ شهرزادْ ..
وراءَ الجنازةِ .. سارتْ قريشٌ
فهذا هشامٌ ..
وهذا زيادْ ..
وهذا يريقُ الدموعَ عليكْ
وخنجرهُ، تحتَ ثوبِ الحدادْ
وهذا يجاهدُ في نومهِ ..
وفي الصحوِ ..
يبكي عليهِ الجهادْ ..
وهذا يحاولُ بعدكَ مُلكاً ..
وبعدكَ ..
كلُّ الملوكِ رمادْ ..
وفودُ الخوارجِ .. جاءتْ جميعاً
لتنظمَ فيكَ ..
ملاحمَ عشقٍ ..
فمَن كفَّروكَ ..
ومَنْ خوَّنوكَ ..
ومَن صلبوكَ ببابِ دمشقْ ..
أُنادي عليكَ .. أبا خالدٍ
وأعرفُ أنّي أنادي بوادْ
وأعرفُ أنكَ لن تستجيبَ
وأنَّ الخوارقَ ليستْ تُعاد …
بقلم / نزار قباني
قـــتــلناكَ ...
ليسَ جديداً علينا
اغتيالُ الصحابةِ والأوفياءْ
فكم من عظيم قـــتــلنا ..
وكم من إمامٍ ..
قـــتــلناهُ وهوَ يصلّي صلاةَ العشاءْ ..
فتاريخُنا كلّهُ محنةٌ ..
وأيامُنا كلُّها كربلاءْ …
2
نزلتَ علينا كتاباً جميلاً
ولكننا لا نجيدُ القراءهْ ..
وسافرتَ فينا لأرضِ البراءهْ ..
ولكننا .. ما قبلنا الرحيلا ..
تركناكَ في شمسِ سيناءَ وحدكْ ..
تكلّمُ ربكَ في الطورِ وحدكْ ..
وتعرى ..
وتشقى ..
وتعطشُ وحدكْ ..
ونحنُ هنا .. نجلسُ القرفصاءْ
نبيعُ الشعاراتِ للأغبياءْ
ونحشو الجماهيرَ تبناً .. وقشاً ..
ونتركهم يعلكونَ الهواءْ
3
قـــتــلناكَ ..
يا جبلَ الكبرياءْ
وآخرَ قنديلِ زيتٍ ..
يضيءُ لنا في ليالي الشتاءْ
وآخرَ سيفٍ من القادسيهْ
قـــتــلناكَ نحنُ بكلتا يدينا ..
وقُلنا : المنيَّهْ
لماذا قبلتَ المجيءَ إلينا ؟
فمثلُكَ كانَ كثيراً علينا ..
سقيناكَ سُمَّ العروبةِ حتى شبعتْ ..
رميناكَ في نارِ عمَّانَ حتى احترقتْ
أريناكَ غدرَ العروبةِ حتى كفرتْ
لماذا ظهرتَ بأرضِ النفاقْ ..
لماذا ظهرتْ ؟
فنحنُ شعوبٌ من الجاهليهْ
ونحنُ التقلّبُ ..
نحنُ التذبذبُ ..
والباطنيّهْ ..
نُبايعُ أربابنا في الصباح ..
ونأكلُهم حينَ تأتي العشيّهْ ..
4
قـــتــلناكَ ..
يا حُبّنا وهوانا
وكنتَ الصديقَ، وكنتَ الصدوقَ،
وكنتَ أبانا ..
وحينَ غسلنا يدينا ..
اكتشفنا
بأنّا قـــتــلنا مُنانا ..
وأنَّ دماءكَ فوقَ الوسادةِ ..
كانتْ دِمانا ..
نفضتَ غبارَ الدراويشِ عنّا ..
أعدتَ إلينا صِبانا
وسافرتَ فينا إلى المستحيل
وعلمتنا الزهوَ والعـــنـفـوانا ..
ولكننا ..
حينَ طالَ المسيرُ علينا
وطالتْ أظافرُنا .. ولِحانا ..
قــــتـــلــنا الحِصانا ..
فتبّتْ يدانا ..
فتبّتْ يدانا ..
أتينا إليكَ بعاهاتنا ..
وأحقادِنا .. وانحرافاتنا ..
إلى أن ذبـــحـــنكَ ذبـــحاً
بسيفِ أسَانا
فليتكَ في أرضِنا ما ظهرتَ ..
وليتكَ كنتَ نبيَّ سِوانا …
5
أبا خالدٍ .. يا قصيدةَ شعرٍ ..
تقالُ.
فيخضرُّ منها المدادْ ..
إلى أينَ ؟
يا فارسَ الحُلمِ تمضي ..
وما الشوطُ ، حينَ يموتُ الجوادْ ؟
إلى أينَ ؟
كلُّ الأساطيرِ ماتتْ ..
بموتكَ .. وانتحرتْ شهرزادْ ..
وراءَ الجنازةِ .. سارتْ قريشٌ
فهذا هشامٌ ..
وهذا زيادْ ..
وهذا يريقُ الدموعَ عليكْ
وخنجرهُ، تحتَ ثوبِ الحدادْ
وهذا يجاهدُ في نومهِ ..
وفي الصحوِ ..
يبكي عليهِ الجهادْ ..
وهذا يحاولُ بعدكَ مُلكاً ..
وبعدكَ ..
كلُّ الملوكِ رمادْ ..
وفودُ الخوارجِ .. جاءتْ جميعاً
لتنظمَ فيكَ ..
ملاحمَ عشقٍ ..
فمَن كفَّروكَ ..
ومَنْ خوَّنوكَ ..
ومَن صلبوكَ ببابِ دمشقْ ..
أُنادي عليكَ .. أبا خالدٍ
وأعرفُ أنّي أنادي بوادْ
وأعرفُ أنكَ لن تستجيبَ
وأنَّ الخوارقَ ليستْ تُعاد …
بقلم / نزار قباني