مشاهدة النسخة كاملة : احترموا عقولنا..احترام العقول واجب مقدس


Eng_Muhammed
24-07-2013, 08:33 AM
احترام العقول أمر مقدس
قد جعل الله ( عز وجل ) لكل منا عقل ، يفكر به ،

ويسترشد به في حل المعضلات التي تصادفه ، والأمر البديهي أن لكل منا مستوي معين في التعقل والتفكر ،

و الذي يختلف بالطبع عن الآخرين ، وهو الأمر ذاته الذي

يدعنا اليوم أن نتوقف لحظه أو لحظتين لنتعرف علي ماهية

هذه العقول وكيفية احترامها وذلك بالرغم من الاختلاف

معها أحيانا كثيرة .
وقد قرأت في إحدى الكتب أن سيدنا عيسي ( عليه السلام )

مر علي شخص فقير يصنع البرادع ، وهو يقول في سجوده يا

ربي لو علمت أين حمارك الذي تركبه لعملت له بردعه

ورصعتها بالجواهر ، فحركه المسيح عيسي ( عليه السلام )

وقال له : ويحك أو لله تعالي حمار ؟!


فأوحي الله تعالي إلي عيسي ( عليه السلام ) دع الرجل

، فأنه مجدني بقدر وسعه .

فأدرك المسيح ( عليه السلام ) الأمر من الله وعرف أن عقل

هذا الرجل لا يستوعب أكثر من ذلك ، وانه أراد أن يمجد

الله ( عز وجل ) فلم يسعفه عقله ولم يدرك حقيقة ومدلول

ما يقول ، وهو ما علمه الله ( عز وجل ) بإطلاعه علي

قلب عبده .
فهل يملك مثل هذا الرجل الفقير ( صانع البرادع ) الجواهر

حتي يرصع بها بردعه ، أنه حتي لا يكاد يملك قوت يومه ،

وتعالي الله ( عز وجل ) عن الوصف حيث لا يحصي أحدا ثناءً

عليه ، هو كما أثني علي نفسه ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) .

هذا ويوجد بالأثر أن جارية شكوا في إسلامها ، فأتوا بها إلي رسول الله محمد

( صلي الله عليه وسلم ) ليختبرها ،

فسألها المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) أين الله ؟

فقالت : هو في السماء ( أشارت إلي السماء ) .

فقال ( صلي الله عليه وسلم ) : مؤمنة ورب الكعبة !!

حيث أدرك ( صلي الله عليه وسلم ) منذ اللحظة الأولي

بقصور عقلها ، وهو ما دعاه إلي أن يتنزل إلي مستوي عقلها رحمة بها .

إن الله ليس في السماء فقط ، حيث ذكر القرآن الكريم (

وهو الله في السماوات وفي الأرض ) في سورة الأنعام ، وقال (

صلي الله عليه وسلم ) :في حديث شريف ( أقرب ما يكون

العبد من ربه وهو ساجد ) ، حيث أن الله ( عز وجل )

منزه عن المكان فهو يحيط بكل شيء ولا يحيطه شيء .

ولعل الأمر الآن أصبح جليا ، واحترام العقول هو من

داوعي الإيمان بل إنه أمر مقدس تأمر به الشرائع ،

والتهميش لهذه العقول وعدم احتوائها قد أدي إلي ظهور

مثل هذه المشكلات التي نعايشها في عصرنا الحالي ، والتي

تدفعنا دائما إلي التشكيك والمعاداة لبعضنا البعض ،

مما كان له السبب الأعظم في ظهور الحروب وتفاقم المشكلات

بين الأفراد والمجتمعات علي حد سواء وذلك دون النظر إلي

ماهية وجذور هذه الاختلافات .


فلنجعلها دعوة عامة للجميع للتفاهم والمعايشة علي قدر

عقول الآخرين ، أمليين في اختفاء المشاكل وزوال الأحقاد

وإخماد نار الفتن والتي مازالت تفتك بمجتمعاتنا والله يتولى هدانا .

فيض خاطري
25-07-2013, 12:07 AM
اشكرك على الموضوع

أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى
25-07-2013, 10:31 AM
جزاكم الله خيرا

موضوع متميز