مشاهدة النسخة كاملة : السيرة الذاتية للشيخ احمد ياسين


هاشم الظلاط
04-07-2008, 11:20 AM
نبذة عن سيرة شيخ الجهاد أحمد ياسين رحمه الله

الشيخ أحمد ياسين

يتمتع الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس بموقع روحي وسياسي متميز في صفوف المقاومة الفلسطينية، مما جعل منه واحدا من أهم رموز الجهاد الفلسطيني طوال القرن الماضي.

المولد والنشأة

ولد أحمد إسماعيل ياسين في قرية تاريخية عريقة تسمى جورة عسقلان في يونيو/ حزيران 1936 وهو العام الذي شهد أول ثورة مسلحة ضد النفوذ الصهيوني المتزايد داخل الأراضي الفلسطينية. مات والده وعمره لم يتجاوز خمس سنوات.

عايش أحمد ياسين الهزيمة العربية الكبرى المسماة بالنكبة عام 1948 وكان يبلغ من العمر آنذاك 12 عاما وخرج منها بدرس أثر في حياته الفكرية والسياسية فيما بعد مؤداه أن الاعتماد على سواعد الفلسطينيين أنفسهم ـ بعد الله ـ عن طريق تسليح الشعب أجدى من الاعتماد على الغير سواء كان هذا الغير الدول العربية المجاورة أو المجتمع الدولي.

ويتحدث الشيخ ياسين عن تلك الحقبة فيقول "لقد نزعت الجيوش العربية التي جاءت تحارب إسرائيل السلاح من أيدينا بحجة أنه لا ينبغي وجود قوة أخرى غير قوة الجيوش، فارتبط مصيرنا بها، ولما هزمت هزمنا وراحت العصابات الصهيونية ترتكب المجازر والمذابح لترويع الآمنين، ولو كانت أسلحتنا بأيدينا لتغيرت مجريات الأحداث".

خشونة العيش

التحق أحمد ياسين بمدرسة الجورة الابتدائية وواصل الدراسة بها حتى الصف الخامس، لكن النكبة التي ألمت بفلسطين وشردت أهلها عام 1948 لم تستثن هذا الطفل الصغير فقد أجبرته على الهجرة بصحبة أهله إلى غزة، وهناك تغيرت الأحوال وعانت الأسرة -شأنها شأن معظم المهاجرين آنذاك- مرارة الفقر والجوع والحرمان، فكان يذهب إلى معسكرات الجيش المصري مع بعض أقرانه لأخذ ما يزيد عن حاجة الجنود ليطعموا به أهليهم وذويهم، وترك الدراسة لمدة عام (1949-1950) ليعين أسرته المكونة من سبعة أفراد عن طريق العمل في أحد مطاعم الفول في غزة، ثم عاود الدراسة مرة أخرى.

شلله

في السادسة عشرة من عمره تعرض أحمد ياسين لحادثة خطيرة أثرت في حياته كلها منذ ذلك الوقت وحتى الآن، فقد أصيب بكسر في فقرات العنق أثناء لعبه مع بعض أقرانه عام 1952، وبعد 45 يوما من وضع رقبته داخل جبيرة من الجبس اتضح بعدها أنه سيعيش بقية عمره رهين الشلل الذي أصيب به في تلك الفترة.

وما زال يعاني إضافة إلى الشلل التام من أمراض عديدة منها فقدان البصر في العين اليمنى بعدما أصيبت بضربة أثناء جولة من التحقيق على يد المخابرات الإسرائيلية فترة سجنه، وضعف شديد في قدرة إبصار العين اليسرى، والتهاب مزمن بالأذن وحساسية في الرئتين وبعض الأمراض والالتهابات المعوية الأخرى.

العمل مدرسا

أنهى أحمد ياسين دراسته الثانوية في العام الدراسي 57/1958 ونجح في الحصول على فرصة عمل رغم الاعتراض عليه في البداية بسبب حالته الصحية، وكان معظم دخله من مهنة التدريس يذهب لمساعدة أسرته.

نشاطه السياسي

شارك أحمد ياسين وهو في العشرين من العمر في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجا على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام 1956 وأظهر قدرات خطابية وتنظيمية ملموسة، حيث نشط مع رفاقه في الدعوة إلى رفض الإشراف الدولي على غزة مؤكدا ضرورة عودة الإدارة المصرية إلى هذا الإقليم.

الاعتقال

كانت مواهب أحمد ياسين الخطابية قد بدأت تظهر بقوة، ومعها بدأ نجمه يلمع وسط دعاة غزة، الأمر الذي لفت إليه أنظار المخابرات المصرية العاملة هناك، فقررت عام 1965 اعتقاله ضمن حملة الاعتقالات التي شهدتها الساحة السياسية المصرية والتي استهدفت كل من سبق اعتقاله من جماعة الإخوان المسلمين عام 1954، وظل حبيس الزنزانة الانفرادية قرابة شهر ثم أفرج عنه بعد أن أثبتت التحقيقات عدم وجود علاقة تنظيمية بينه وبين الإخوان. وقد تركت فترة الاعتقال في نفسه آثارا مهمة لخصها بقوله "إنها عمقت في نفسه كراهية الظلم، وأكدت (فترة الاعتقال) أن شرعية أي سلطة تقوم على العدل وإيمانها بحق الإنسان في الحياة بحرية".

هزيمة 1967

بعد هزيمة 1967 التي احتلت فيها إسرائيل كل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة استمر الشيخ أحمد ياسين في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباسي الذي كان يخطب فيه لمقاومة المحتل، وفي الوقت نفسه نشط في جمع التبرعات ومعاونة أسر الشهداء والمعتقلين، ثم عمل بعد ذلك رئيسا للمجمع الإسلامي في غزة.

الانتماء الفكري

وقد تربى الشيخ في فكر مدرسة جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في مصر على يد الإمام حسن البنا عام 1928، والتي تدعو -كما تقول- إلى فهم الإسلام فهما صحيحا والشمول في تطبيقه في شتى مناحي الحياة.

ملاحقات إسرائيلية

أزعج النشاط الدعوي للشيخ أحمد ياسين السلطات الإسرائيلية فأمرت عام 1982 باعتقاله ووجهت إليه تهمة تشكيل تنظيم عسكري وحيازة أسلحة وأصدرت عليه حكما بالسجن 13 عاما، لكنها عادت وأطلقت سراحه عام 1985 في إطار عملية لتبادل الأسرى بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "القيادة العامة".

تأسيس حركة حماس

اتفق الشيخ أحمد ياسين عام 1987 مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي في قطاع غزة على تكوين تنظيم إسلامي لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي بغية تحرير فلسطين أطلقوا عليه اسم "حركة المقاومة الإسلامية" المعروفة اختصارا باسم "حماس"، وكان له دور مهم في الانتفاضةالفلسطينية التي اندلعت آنذاك والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد، ومنذ ذلك الوقت والشيخ ياسين يعتبر الزعيم الروحي لتلك الحركة.

عودة الملاحقات الإسرائيلية

مع تصاعد أعمال الانتفاضة بدأت السلطات الإسرائيلية التفكير في وسيلة لإيقاف نشاط الشيخ أحمد ياسين، فقامت في أغسطس/آب 1988 بمداهمة منزله وتفتيشه وهددته بالنفي إلى لبنان.

ولما ازدادت عمليات قتل الجنود الإسرائيليين واغتيال العملاء الفلسطينيين قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوم 18 مايو/أيار 1989 باعتقاله مع المئات من أعضاء حركة حماس. وفي 16

أكتوبر/تشرين الأول 1991 أصدرت إحدى المحاكم العسكرية حكما بسجنه مدى الحياة إضافة إلى 15 عاما أخرى، وجاء في لائحة الاتهام أن هذه التهم بسبب التحريض على اختطاف وقتل جنود إسرائيليين وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني.

محاولات الإفراج عنه

حاولت مجموعة فدائية تابعة لكتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحماس- الإفراج عن الشيخ ياسين وبعض المعتقلين المسنين الآخرين، فقامت بخطف جندي إسرائيلي قرب القدس يوم 13 ديسمبر/ كانون الأول 1992 وعرضت على إسرائيل مبادلته نظير الإفراج عن هؤلاء المعتقلين، لكن السلطات الإسرائيلية رفضت العرض وقامت بشن هجوم على مكان احتجاز الجندي مما أدى إلى مصرعه ومصرع قائد الوحدة الإسرائيلية المهاجمة ومقتل قائد مجموعة الفدائيين.

وفي عملية تبادل أخرى في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 1997 جرت بين المملكة الأردنية الهاشمية وإسرائيل في أعقاب المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة عمان وإلقاء السلطات الأمنية الأردنية القبض على اثنين من عملاء الموساد سلمتهما لإسرائيل مقابل إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين، أفرج عن الشيخ وعادت إليه حريته منذ ذلك التاريخ.

الإقامة الجبرية

وبسبب اختلاف سياسة حماس عن السلطة كثيراً ما كانت تلجا السلطة للضغط على حماس، وفي هذا السياق فرضت السلطة الفلسطينية أكثر من مرة على الشيخ أحمد ياسين الإقامة الجبرية مع إقرارها بأهميته للمقاومة الفلسطينية وللحياة السياسية الفلسطينية.

محاولة الاغتيال

قد تعرض الشيخ أحمد ياسين في 6 سبتمبر/ أيلول 2003 لمحاولة اغتيال إسرائيلية حين استهداف مروحيات إسرائيلية شقة في غزة كان يوجد بها الشيخ وكان يرافقه إسماعيل هنية. ولم يكن إصاباته بجروح طفيفة في ذراعه الأيمن بالقاتلة.
_________
المصدر:
1- الشيخ أحمد ياسين، برنامج شاهد على العصر
2- الشيخ المجاهد أحمد ياسين، المركز الفلسطيني للإعلام

انتهى نقلا عن موقع الجزيرة

وأنت إذا قرأت حياة الشيخ رحمه الله ترى فيها أنموذجا عظيما لحياة المجاهد الذي لاينثني أمام المصائب والصعاب ، وقد أمضى رحمه الله تعالى حياته كلها في جهاد متواصل ، رغم الضغوط الهائلة التي كانت تحيط به ،والعقبات العظيمة التي كانت في طريقه .

غير ان هذا كله لم يمنعه من أن يواصل الجهاد في سبيل الله تعالى ، وهو بين سجن جسده المشلول ، وسجن بلده المحتل ، وسجن أمته الواقعة تحت هيمنة أعداءه .

ولاريب أن زعماء الدول العربية لاسيما المحيطة بالصهاينة ، كلهم شركاء في دمه ، لآنهم خذلوه وخذلوا الشعب الفلسطيني المسلم ، وأسلموه وأسلموهم إلى ألد أعداء الأمة ، وتركوهم بلا سلاح ولا عتاد ، ولاحتى إعانات إجتماعية ، انصياعا لأوامر سادتهم الأمريكان الصليبيين ، فكلهم شركاء في هذه المصيبة العظيمة التي وقعت على أمتنا ، ونسأل الله تعالى أن ينتقم منهم جميعا .

وأما توقعاتنا فهي أن يكون دم الشهيد ـ إن شاء الله ـ شيخ المجاهدين أحمد ياسين ، بركانا يفجر الغضب على بني صهيون ، ويؤدي بهم إلى حال يتمنون له أنهم لم يولدوا ذلك اليوم الذي فكروا فيه أن يقتلوه.

وقتله يدل على أن الصهاينة قد وصلوا إلى طريق مسدود ، وأن الجهاد في فلسطين ، قد أحاط بهم ، وزلزل كيانهم ، وأوصلهم إلى غاية البؤس والخوف ، فغدوا يفتحون على أنفسهم أبواب جهنم من حيث لايشعرون .

وستذكرون ما أقول لكم .

واما الانتقام لدمه ، فيكون من كل من أعداء الأمة ، الصهاينة والذين يدعمونهم ، والذين يسيرون في مخططهم ، فهم كلهم صف واحد يخططون لتدمير هذه الأمة و****** مقدساتها ، وتركيعها لعدوها ، فكل هدف يرجع في النهاية بالسوء على معسكرهم مشروع والله أعلم .

هاشم الظلاط
04-07-2008, 11:24 AM
أحمد ياسين وجهاد المصلين


أما هو فقد نال الأمنية التي تمناها، ووصل غاية الطريق التي سار فيها، ونال الموت شهادة أشهى ما يكون الموت،

وحاله في هذه الشهادة أشبه شيء بحال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- الذي دعا في شهر وفاته الذي طعن فيه "اللهم قد كبرت سني وضعفت قوتي فارزقني شهادة في سبيلك واجعلها في بلد نبيك" فنالها عمركما تمناها، وهكذا الشيخ أحمد ياسين رزق الشهادة على كبر سنه وضعف قوته وبجوار الأرض المقدسة التي باركها الله.

لقي الله وهو في ذمته « فمن صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله » وفاضت روحه ورفعت شهادته وتم جهاده في يوم الاثنين الذي تعرض فيه الأعمال على الله.

إن استشهاد الشيخ يمثل مرحلة أخرى في مسيرة جهاده، ويؤثر ذات الأثر الذي كان الشيخ يؤثره في حياته، إن الشيخ الذي قضى عمره وهو يبني في النفوس عزيمة المواجهة للعدو، وقوة الصبر على المدافعة قد أعلى بناءه ذلك بروعة استشهاده.

إن الصور التي رأيناها في جنازة الشيخ لشباب يافعين سوف تصنع فيهم جنازة الشيخ واستشهاده ما لا تصنعه بلاغة الكلام وإطناب العبارة، إن هؤلاء الشباب يُصْنعون ويتربون بمثل هذه الأحداث وتؤسس في ذواتهم معاني ما كانت لتؤسس بغير هذه المشاهد.

إن شهادة الشيخ ياسين وما جرى معها وحولها تحفر خنادق في القلوب تمنعها من الذوبان، وتحول حرارة الحزن إلى وقدة غضب تمنع السكون، وتبعد يهود مسافات شاسعة عن حلم احتواء هذا الشعب وتدجينه.

إن شهادة الشيخ درس تربوي عميق يبين أن القوة الحقيقة في الإرادة والعزيمة والتصميم، وأن معاقاً مشلول الأطراف جعل دولة يهود تقف وجاهة وتدخل معه معركة منازلة بالنذالة التي تليق برجس يهود، إن هذا المريض الذي لا يستطيع تحريك أطرافه استطاع تحريك شعب بأكمله، وكشف الهدف الحقيقي للمواجهة، وجعل أبناء فلسطين يدخلون الجهاد من طريقه الصحيح.

أعطى الشيخ درساً في آخر لحظات حياته أن أصحاب العزائم القوية، والمواجهة المتواصلة هم أصحاب الأيدي المتوضئة، والقلوب المؤمنة، وأن هؤلاء هم الذين يتذوقون لذة الجهاد، وبهجة التوق إلى الشهادة، واسترواح نعيم الجنة. إن الشيخ رزق الشهادة عائداً من صلاة الفجر في المسجد، فإذا كان الشوق إلى صلاة الجماعة يخرج شيخاً مريضاً معاقاً مستهدفاً في غلس الفجر ليكون وداعه للحياة بعدها، فأي دلالة يسكبها ذلك في نفوس الشباب وأي معان نورانية يضيئها في جوانحهم.

إن الذين يجيبون حي على الجهاد هم الذين يجيبون حي على الصلاة.

استشهد الشيخ أحمد ياسين لتكون شهادته حفلاً آخر للعري الأخلاقي لليهود، وليشهد العالم كيف تنـزل الدولة بسلاحها العسكري لقتل الشيخ على حاله من كبر السن والمرض والإعاقة وفي حي سكني يكتظ بالمدنيين ليبين أن القيم والمثل الأخلاقية غائبة في تعامل اليهود قتلة الأنبياء والذين يأمرون بالقسط من الناس.
كما هو عري آخر لقيم حكومة الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تتجاوز في تعليقها على هذا الإرهاب الصهيوني الدعوة إلى ضبط النفس، وهي دعوة موجهة إلى الفلسطينيين قطعاً، أما شارون فهو مشغول بتبادل التهاني مع شعبه على هذه الجريمة.

إن الإرهاب الذي تحاربه أمريكا هو من صناعتها حينما تكيل بمكيالين، ولا تنظر إلى إرهاب يهود إلا بعينين مغمضتين.

رحم الله الشيخ المجاهد أحمد ياسين الذي سالت دماؤه لتكون وقوداً في الشرايين، ومات ليكون موته حياة لأمته وقضيته.

نسأل الله أن يتقبله وأن يرفع نزله مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

إنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها. ربح البيع أبا محمد'الشيخ ياسين' .. شهادة تلف عنقك السامق

لا ندري كيف نكتب ؛ ودموعنا تسبق كلماتنا , كيف نجلس على مقاعدنا والشيخ يرتفع إلى عنان السماء , كيف تطيب للأمة أن تقر عيونها , ورموزها يستباح دمها الطاهر هنا وهناك ..

لم تعد اليوم قعيدا .. الأمة كلها مشلولة وأنت وحدك تتحرك وتسمو إلى العلا.

نعم قتلوا الرمز والقائد والزعيم والحبيب وقرة العين ومهجة القلب, وإن كانوا قتلوه ,لقد هموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل فأمكن الله منهم .. وإن كانوا قتلوه فقد قتلوا أنبياء الله من قبل...

ولئن كانوا قد فعلوا , فهم أهل كل خسة وكل نذالة و كل حقارة .. وما العجب أن تصدر الخسة من أهلها , وإنما الذي يحرق صدورنا أن تسلمه الأمة هكذا , وهو رمزها وقائدها وزعيمها..

استشهد شيخ فلسطين , وبالتزامن مع جنازته العارمة كانت هذه الوقفات :

أولاً : قصد الكيان الصهيوني بقتل الشيخ أن يفرغ فلسطين من رمزها الكبير , وخصوصا غزة التي أصبحت دولة حماس أكثر من أي فصيل آخر , استباقا للانسحاب المفترض من غزة.

ثانياً : ومن الناحية السياسية البحتة , فقد ارتكب شارون أكثر مواقفه رعونة في تاريخه الدموي , إذ يتوقع على نطاق واسع أن يزيد ذلك من شعبية هذه الحركة المجاهدة التي تدفع بمهج قلوبها إلى الشهادة ولا تتاجر بالشهادة على النحو الذي شهده العالم في تمثيلية 'شهيدا ..شهيدا .. شهيدا' التي أداها رئيس السلطة الفلسطينية ببراعة في رام الله قبل نحو عامين.

ثالثاً : وكما يقول صاحب الظلال فـ'إن الناس كلهم يموتون , إلا الشهيد فإنه يستشهد' , يستشهد على حال أمته , ويستشهد على بذله ويستشهد على حياته النضالية كلها , ومعنى ذلك أنه يسطر بدمه الطاهر أجندة مرحلة نضالية جديدة, وهذا بالضبط حال الشيخ الشهيد ـ نحسبه كذلك ـ فاستشهاده على هذا النحو سيرتفع بحال المقاومة الفلسطينية لآفاق ما كانت تصل إليها لولا هذه الدماء التي يدفعها أصحابها دون ضجيج أو استعراض.

أيظن شارون وكل الذين شاركوه من الأمريكيين والرسميين العرب أنهم سيهنئون بارتقاء الشيخ , لا وألف لا .. بل 'لا' تحملها الملايين الغفيرة التي خرجت وراء الشيخ في جنازته .. الأمة الإسلامية لم تنس يحيى عياش ولا إبراهيم المقادمة ولا صلاح شحادة .. بل وهل نسي العالم أن باغتيال الشهيد حسن البنا قد امتد أثره لأكثر من خمسين عاما , هل يدرك الحمقى أنه لو اغتيال البنا وتلاميذه لما جاء ياسين وتلاميذه وأن دماء البنا ما زالت تروي أرض الكنانة كما ستظل دم ياسين تروي أرض الرسالات , فعلى خطى الشهيد سيسير ألف شهيد , وروح شهيد فلسطين , وإن علت ستظل تحفز كل من مشى في طريق التيه العربي أن سبيل الشيخ هو السبيل الحق.

رابعاً : ندرك جميعا أن أطرافا أمريكية وعربية لا شك قد أبلغت بهذه الجريمة التي تتنافى تماما مع حقوق إنسان قعيد لا يستطيع أن يحرك سوى رأسه , لكننا ندرك أيضا أن مكر أولئك هو يبور , وأن هذا الدين يجري بقدر الله وتام رغم أنف كل كفور { كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز} , وندرك أن حقوق الإنسان يخاطب بها الأناسي ؛ أما من عدموا إنسانيتهم وفارقتهم دماء البشر فلا نتوجه إليه بكلام.

بالطبع , فإن هذه الجريمة لا يمكن فصلها عن رغبة تل أبيب في 'ترتيب الأوضاع في غزة' قبل تسليمها لغيرها , ولا يمكن كذلك فصلها عن عجز واشنطن في أفغانستان والعراق , لا يمكن فصلها عن إخفاق القوم في نيل 'صيدهم الثمين' فداروا عجزهم باستهداف 'الصيد الثمين جدا , والسهل جدا في آن معا'.

خامساً : إنها رسالة إذلال لـ'القمة العربية' التي تلتئم أواخر الشهر الحالي , ولقد دأب على ذلك شارون دوما , فقبل أيام 'القمة السابقة' كان الكيان الدموي يدمر جنين فوق رؤوس أهلها واليوم يعيد كرته الخبيثة المهينة , ولعل الشعب العربي يحتاج اليوم لأن يصرخ في وجه قياداته :'بالله عليكم لا تجتمعوا ' 'لا تفجعونا باجتماعاتكم العقيمة'.

سادساً : هل يعلم الآن جميع ساستنا كم تحب شعوبنا المسلمة من اختط طريق النضال , هل يدركون بأن فلسطين خرجت شيوخها وأطفالها ونساؤها وشبابها حبا لمن توافق أقواله أفعاله ؟ هل يعلمون كم خرج بجنازته وكم سيخرج في جنازاتهم ؟ ربما لا يدركون ولا يفهمون , فإن مسألة الآخرة والعمل لها شأن أهلها وحدهم.

سابعاً : سيكون من الطبيعي أن تحدث ردود أفعال في مجمل أرض فلسطين الحبيبة , لكن الذي لا يفهمه بوش وشارون أن العالم الإسلامي سيدخل مرحلة جديدة من الكراهية لهم لن يحدها حد بشري , وأن ما يسمونه بالعمليات الإرهابية ستتخطى آفاقا لا تحتملها مخيلاتهم .

إن أهمية الحدث في كونه تجاوز سفسطة بوش وعصابته بشأن استهداف الإرهابيين ـ والإرهابيين فقط ـ , فالحديث عن استهداف زعيم روحي مقعد ينسف ما تبقى من منطق بوش وشارون , ويضع فوهات البنادق في وجه شارون وصديقه الأمريكي , إذ إن وضع الشيخ ياسين مع زعيم القاعدة أسامة بن لادن في سلة واحدة , تلك السلة التي وضع فيها الرجلين مسؤول صهيوني صرح بأنه 'تم اغتيال بن لادن فلسطين' , لن يسهم إلا في تأجج مشاعر الغضب وتوافر مقومات الوحدة بين الفصائل المقاومة للهيمنة الأمريكية أيا كانت مشاربها وأيا كانت أيديولوجيتها.

ثامناً : إن بعض ردود الأفعال الرسمية العربية , فضلا عن أنها كانت مخزية ؛ فإن سرعتها الشديدة توحي ـ ربما ـ بأن البعض لم يكن بعيدا عن العملية , إذ مَرَدَ هؤلاء على تأجيل ردود الأفعال لحين الاستئذان من 'السيد الأمريكي'.

تاسعاً : نتوقع ـ ولله الأمر من قبل ومن بعد ـ أن العملية ستكون مؤذنة بمرحلة جديدة من الصراع الإسلامي الصهيوني , وسيكون لها تداعيات قريبة نوعا ما من تداعيات 11 سبتمبر , ونريد هنا أن نذكر بأن العمليات التي نفذت في العام 1996م إثر اغتيال مهندس الانتفاضة يحيى عياش قد ضاعفت من قوة حماس كثيرا جدا , وأن هذا الحادث الجلل سيضاعف من قيمة النضال مرات ومرات وذاك قدر الله فيمن مات شهيدا وتلقته الأمة كلها بالقبول [ولشيخ الإسلام كلام طيب في هذا الخصوص حول سؤال بشأن إجماع الأمة على خيرية مسلم ـ كابن المبارك وغيره ـ هل يعد ذلك دليلا شرعيا على الجزم له بالجنة , فليراجع في مظانه].

عاشرًا : الشيخ أحمد ياسين وسط هذا الضجيج , أتراه قد استراح ؟ ما نظن إلا ذلك .. فلقد مضى بعد أن صلى الفجر وختم الصلاة من مسجد المجمع الإسلامي .. من ذات المسجد الذي أسس فيه دعوته المباركة , وأذن فيه لانتفاضة الخير أن تقوم .. ليهنأك البيع شيخنا العظيم .. ليهنأك الشهادة من أهل الخير .. لتهنأك الشهادة إن شاء الله.

من مسجد المجمع الإسلامي كانت البداية , ومنه كان الارتقاء , وفي المسجد العمري كان الوداع .. وبين المسجدين يختزل تاريخ فلسطين الأثيل.

'وإنا لله , وإنا إليه راجعون'

{ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا , بل أحياء عند ربهم يرزقون , فرحين بما آتاهم الله من فضله , ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون , يستبشرون بنعمة من الله وفضل , وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين }.

هنا الفقي
24-07-2008, 07:59 AM
ربنا يجزيك كل خير يا استاذ هاشم
ويسكن الشيخ ياسين الفردوس الاعلى من الجنة
وفعلا احنا بحاجة لاننا نتعرف ع الناس دي اكتر لانهم اتعذبوا بمعنى الكلمة عشان يعزو الاسلام ويحرروا الاقصى
واشكرك على ذكر الوقفات الرائعة دي