رونالدينهوو
09-07-2008, 09:49 PM
نتحدث اليوم عن شخص جمع عدة صفات فريدة أهلته ليكون من بين العشرة الذين بشرهم الله سبحانه وتعالي بالجنة. فهو من السابقين الأولين من المسلمين. وهو من المليونيرات وكان من أكثر المنفقين في سبيل الله تعالي..كما أنه من المجاهدين مع النبي صلي الله عليه وسلم من أول يوم.
وكان أيضاً من الذين توفي النبي صلي الله عليه وسلم وهو راض عنهم. ومن أهل الشوري الذين أوصي عمر رضي الله عنه باختيار خليفته من بينهم. هو عبدالرحمن بن عوف بن عبدعوف بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري كنيته: "أبومحمد".
وأمه هي الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة.
واسم عوف له عدة معان في اللغة: فهو أحد أسماء الأسد. كما يسمي الذئب عوفاً. ويسمي الضيف عوفاً وهي تعني أيضاً المال أو البخت ويقال للجرادة: أم عوف والأقرب انها استخدمت كأحد أسماء الأسد.
ولد عبدالرحمن بن عوف بعد عام الفيل بعشر سنين أي أنه أصغر من النبي صلي الله عليه وسلم بعشر سنوات.
كان عبدالرحمن بن عوف رجلاً طويلاً. أبيضاً مشرباً بالحمرة. أقني الأنف "محدب قليلاً" رقيق البشرة حسن الوجه. شعره به كسرة خفيفة ويصل إلي أسفل أذنيه. أهدب "طويل الرموش" طويل العنق. طويل النابين العلويين. ضخم الكفين. غليظ الأصابع.
وصفه رجل فقال: كأنه قالب فضة. وقد كسرت أسنانه الأمامية يوم أحد. كما أصيبت ساقه فأصبح يعرج بها إلي آخر أيامه. ولما كبر لم يصبغ الشيب في رأسه أو لحيته.
هجرته
أسلم عبدالرحمن رضي الله عنه وهو في الثلاثين من عمره علي يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهو من الخمسة الأوائل الذين أسلموا علي يد أبي بكر. ومن الثمانية الأوائل في الإسلام.
وقد هاجر هجرتين. الأولي للحبشة. والثانية للمدينة ولهجرته للمدينة قصة شهيرة فلما آخي النبي صلي الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار آخي بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه : "لما هاجر عبدالرحمن بن عوف رحمه الله إلي المدينة آخي رسول الله صلي الله عليه وسلم بينه وبين سعد. وكان لسعد حائطان "مزرعتان" وامرأتان. فقال سعد لعبدالرحمن: اختر أي امرأتي شئت أتحول لك عنها "أطلقها لتتزوجها أنت بعد عدتها" واختر أي حائطي شئت. فقال عبدالرحمن. لا حاجة لي في امرأتك ولا في حائطك.
ما لهذا أسلمت ولكن دلوني علي السوق. فدله "سعد" وليس له مال فكان يشتري الشيء فيبيعه حتي جمع كثيراً فتزوج فأتي النبي صلي الله عليه وسلم وعليه وضر "أثر" من صفرة "من طيب الزعفران" فقال له الرسول: "عبدالرحمن.. مهيم؟ "ما هذا التحول؟" فقال: يا رسول الله تزوجت علي نواة من ذهب. قال صلي الله عليه وسلم : "فأولم "اعمل وليمة" ولو بشاة. وفي رواية زيادة قوله صلي الله عليه وسلم له: "بارك الله لك في أهلك ومالك" فربح بعد ذلك في تجارته وكثر ماله.
تزوج عبدالرحمن في حياته خمس عشرة زوجة وأنجب ثمانية وعشرين عشرين ذكراً وثماني إناث استشهد ثلاثة من أبنائه في فتح إفريقيا هم عروة الأكبر وسالم الأصغر وعبدالله.
مسئولية الثراء
عن عبدالرحمن بن عوف أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال له: "يا ابن عوف. إنك من الأغنياء. ولن تدخل الجنة إلا زحفاً. فاقرض من الله يطلق قدميك" فقلت: يا رسول الله فما الذي أقرض الله؟ قال: "تتبرأ مما أنت فيه" "تتصدق بكل مالك لله تعالي" قلت: يارسول الله من كله أجمع؟ قال صلي الله عليه وسلم : "نعم" فخرج ابن عوف وهو يهم بذلك "يبدأ في التصدق بكل ماله" فأرسل إليه رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: "أتاني جبريل فقال: مر ابن عوف فليضف الضيف. وليطعم المساكين وليعط السائل. ويبدأ بمن يعول. فإنه إذا فعل ذلك كان تزكية ما هو فيه".
جهاده مع الرسول
شهد عبدالرحمن رضي الله عنه كافة غزوات النبي صلي الله عليه وسلم وفي غزوة "أحد" كان من القلة التي ثبتت مع النبي. وأصيب فيها إصابات بالغة.
وقد أرسله النبي علي رأس بعض الغزوات. فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: دعا رسول الله صلي الله عليه وسلم عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه فقال: "تجهز فإني باعثك في سرية من يومك هذا أو من الغد إن شاء الله تعالي".. فلما تخلف عبدالرحمن بن عوف عن باقي أفراد السرية ليكون آخر عهده بالرسول قال له صلي الله عليه وسلم : "أغز باسم الله وفي سبيل الله. قاتل من كفر بالله. لا تُغال ولا تغدُر ولا تقتل وليداً" فخرج عبدالرحمن رضي الله عنه حتي لحق أصحابه. فسار حتي قَدِم "دومة الجَنْدَل" فلما دخلها دعاهم إلي الإسلام. فمكث ثلاثة أيام يدعوهم للإسلام. ولما كان اليوم أسلم "أصبع بن عمرو الكلبي" وكان زعيم النصرانيين.
إنفاقه في سبيل الله تعالي
* عن الزهري قال: "تصدق عبدالرحمن بن عوف بنصف ماله علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم : أربعة آلاف درهم. ثم تصدق بأربعين ألفاً ثم تصدَّق بأربعين ألف دينار ثم حمل علي خمسمائة فرس في سبيل الله تعالي ثم حمل علي ألف وخمسمائة ناقة في سبيل الله. وكان عامة ماله من التجارة".
عن أم بكر أن عبدالرحمن بن عوف باع أرضاً له إلي عثمان بن عفان بأربعين ألف دينار فقسم "ثمنها" في فقراء بني زهرة. وفي ذي الحاجة من الناس. وفي أمهات المؤمنين قال المِسْور رضي الله عنه فدخلت علي عائشة بنصيبها من ذلك. فقالت: من أرسل بهذا؟ قلت: عبدالرحمن بن عوف. فقالت: إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "لا يحنُّ عليكم بعدي إلا الصابرون" سقي الله ابن عوف من سلسبيل الجنة.
علمه
كان عبدالرحمن رضي الله عنه من المسلمين الأوائل. وقد لازم النبي صلي الله عليه وسلم وتعلم منه. وبلغ من علمه كما يروي الواقدي أنه كان يفتي علي عهد النبي صلي الله عليه وسلم فإذا كان في مكان بعيد عن النبي صلي الله عليه وسلم كان الناس يسألونه عن الشيء في الدين فيجيبهم.
وكان عمر رضي الله عنه كثيراً ما يستشيره.. فهو الذي قال بعدم دخول الشام أثناء وجود الطاعون بها. واستشهد بحديث النبي صلي الله عليه وسلم في ذلك. وهو الذي أفتي لعمر بأخذ الجزية من المجوس. وقد استخلفه عمر علي الحج في السنة الأولي لخلافته.
أقوال النبي عنه
* عن علي رضي الله عنه قال: قال النبي صلي الله عليه وسلم : "عبدالرحمن بن عوف يسمي الأمين في السماء".
* عن عمر رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلي الله عليه وسلم والحسن والحسين يبكيان جوعاً ويتضوران. فقال صلي الله عليه وسلم : من يصلنا بشيء؟ "يهدي إلينا شيئاً" فطلع عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه بصحفة "طبق" فيها حيس ورغيفان بينهما إهالة فقال له النبي صلي الله عليه وسلم : "كفاك الله أمر دنياك. فأما آخرتك فأنا لها ضامن".
والحيس: هو طعام يصنع من خليط من التمر والأقط أو الجبنة والسمن. وكان النبي صلي الله عليه وسلم يحبه كثيراً والإهالة هي اللحم السمين".
* عن الحسن رضي الله عنه قال: "كان بين عبدالرحمن بن عوف وبين خالد بن الوليد رضي الله عنه كلام "مُشادة". فقال خالد: لا تفخر عليَّ يا ابن عوف بأن سبقتني بيوم أو يومين إلي الإسلام. فبلغ ذلك النبي صلي الله عليه وسلم فقال: "دعوا لي أصحابي. فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً. ما أدرك نصيفهم".
قال: فكان بعد ذلك بين عبدالرحمن والزبير رضي الله عنه شيء فقال خالد: يانبي الله نهيتني عن عبدالرحمن. وهذا الزبير يسابه. فقال صلي الله عليه وسلم : "إنهم أهل بدر. وبعضهم أحق ببعض".
* دعا رسول الله صلي الله عليه وسلم عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه فقال: ادن يا أمين الله. أنت أمين الله. ولتُسمي في السماء الأمين. يسلطك الله علي مالك بالحق. أما إن لك عندي دعوة قد وعدتُكَهَا وقد أخَّرتها. قال: أخَّرها لي يا رسول الله. قال: حملتني يا عبدالرحمن أمانة. ثم قال: إن لك شأناً يا عبدالرحمن. أما إنه أكثر الله مالك وجعل يقول بيده هكذا وهكذا "أي لا تنس أن تنفق منه في كل أوجه الخير هنا وهنا" فجعل يحثو "يغرف" بيده ثم تنحي عبدالرحمن. "قام من مكانه من أمام النبي صلي الله عليه وسلم لغيره من الصحابة".
وفاته وتركته
توفي رضي الله عنه سنة 32 هجرية وعمره حوالي اثنين وسبعين عاماً. ويروي أنه لما حضرته الوفاة أرسلت إليه عائشة رضي الله عنها: أن هلم "تعال" إلي رسول الله وإلي أخويك. فقال: ما كنت مضيِّقاً عليك بيتك. إني كنت عاهدت ابن مظعون أينا مات "من يمت منا" دفن إلي جنب صاحبه ودفن بالبقيع.
أما تركته فلولا إنفاقه الغامر في سبيل الله تعالي وصلته بالآخرين وبره بهم لكانت تركته فيما لا يوصف.
وكانت وصيته الأخيرة خمسين ألف دينار ذهب في سبيل الله أي أن تركته التي أمكن تقويمها كانت أكثر من مليونين وستمائة ألف دينار.
رحم الله عبدالرحمن بن عوف وجزاه خيراً عما قدم للإسلام كنموذج للملياردير المسلم الذي لم تمنعه ملياراته من أن يكون من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم في الجنة.
وكان أيضاً من الذين توفي النبي صلي الله عليه وسلم وهو راض عنهم. ومن أهل الشوري الذين أوصي عمر رضي الله عنه باختيار خليفته من بينهم. هو عبدالرحمن بن عوف بن عبدعوف بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري كنيته: "أبومحمد".
وأمه هي الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة.
واسم عوف له عدة معان في اللغة: فهو أحد أسماء الأسد. كما يسمي الذئب عوفاً. ويسمي الضيف عوفاً وهي تعني أيضاً المال أو البخت ويقال للجرادة: أم عوف والأقرب انها استخدمت كأحد أسماء الأسد.
ولد عبدالرحمن بن عوف بعد عام الفيل بعشر سنين أي أنه أصغر من النبي صلي الله عليه وسلم بعشر سنوات.
كان عبدالرحمن بن عوف رجلاً طويلاً. أبيضاً مشرباً بالحمرة. أقني الأنف "محدب قليلاً" رقيق البشرة حسن الوجه. شعره به كسرة خفيفة ويصل إلي أسفل أذنيه. أهدب "طويل الرموش" طويل العنق. طويل النابين العلويين. ضخم الكفين. غليظ الأصابع.
وصفه رجل فقال: كأنه قالب فضة. وقد كسرت أسنانه الأمامية يوم أحد. كما أصيبت ساقه فأصبح يعرج بها إلي آخر أيامه. ولما كبر لم يصبغ الشيب في رأسه أو لحيته.
هجرته
أسلم عبدالرحمن رضي الله عنه وهو في الثلاثين من عمره علي يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهو من الخمسة الأوائل الذين أسلموا علي يد أبي بكر. ومن الثمانية الأوائل في الإسلام.
وقد هاجر هجرتين. الأولي للحبشة. والثانية للمدينة ولهجرته للمدينة قصة شهيرة فلما آخي النبي صلي الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار آخي بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه : "لما هاجر عبدالرحمن بن عوف رحمه الله إلي المدينة آخي رسول الله صلي الله عليه وسلم بينه وبين سعد. وكان لسعد حائطان "مزرعتان" وامرأتان. فقال سعد لعبدالرحمن: اختر أي امرأتي شئت أتحول لك عنها "أطلقها لتتزوجها أنت بعد عدتها" واختر أي حائطي شئت. فقال عبدالرحمن. لا حاجة لي في امرأتك ولا في حائطك.
ما لهذا أسلمت ولكن دلوني علي السوق. فدله "سعد" وليس له مال فكان يشتري الشيء فيبيعه حتي جمع كثيراً فتزوج فأتي النبي صلي الله عليه وسلم وعليه وضر "أثر" من صفرة "من طيب الزعفران" فقال له الرسول: "عبدالرحمن.. مهيم؟ "ما هذا التحول؟" فقال: يا رسول الله تزوجت علي نواة من ذهب. قال صلي الله عليه وسلم : "فأولم "اعمل وليمة" ولو بشاة. وفي رواية زيادة قوله صلي الله عليه وسلم له: "بارك الله لك في أهلك ومالك" فربح بعد ذلك في تجارته وكثر ماله.
تزوج عبدالرحمن في حياته خمس عشرة زوجة وأنجب ثمانية وعشرين عشرين ذكراً وثماني إناث استشهد ثلاثة من أبنائه في فتح إفريقيا هم عروة الأكبر وسالم الأصغر وعبدالله.
مسئولية الثراء
عن عبدالرحمن بن عوف أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال له: "يا ابن عوف. إنك من الأغنياء. ولن تدخل الجنة إلا زحفاً. فاقرض من الله يطلق قدميك" فقلت: يا رسول الله فما الذي أقرض الله؟ قال: "تتبرأ مما أنت فيه" "تتصدق بكل مالك لله تعالي" قلت: يارسول الله من كله أجمع؟ قال صلي الله عليه وسلم : "نعم" فخرج ابن عوف وهو يهم بذلك "يبدأ في التصدق بكل ماله" فأرسل إليه رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: "أتاني جبريل فقال: مر ابن عوف فليضف الضيف. وليطعم المساكين وليعط السائل. ويبدأ بمن يعول. فإنه إذا فعل ذلك كان تزكية ما هو فيه".
جهاده مع الرسول
شهد عبدالرحمن رضي الله عنه كافة غزوات النبي صلي الله عليه وسلم وفي غزوة "أحد" كان من القلة التي ثبتت مع النبي. وأصيب فيها إصابات بالغة.
وقد أرسله النبي علي رأس بعض الغزوات. فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: دعا رسول الله صلي الله عليه وسلم عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه فقال: "تجهز فإني باعثك في سرية من يومك هذا أو من الغد إن شاء الله تعالي".. فلما تخلف عبدالرحمن بن عوف عن باقي أفراد السرية ليكون آخر عهده بالرسول قال له صلي الله عليه وسلم : "أغز باسم الله وفي سبيل الله. قاتل من كفر بالله. لا تُغال ولا تغدُر ولا تقتل وليداً" فخرج عبدالرحمن رضي الله عنه حتي لحق أصحابه. فسار حتي قَدِم "دومة الجَنْدَل" فلما دخلها دعاهم إلي الإسلام. فمكث ثلاثة أيام يدعوهم للإسلام. ولما كان اليوم أسلم "أصبع بن عمرو الكلبي" وكان زعيم النصرانيين.
إنفاقه في سبيل الله تعالي
* عن الزهري قال: "تصدق عبدالرحمن بن عوف بنصف ماله علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم : أربعة آلاف درهم. ثم تصدق بأربعين ألفاً ثم تصدَّق بأربعين ألف دينار ثم حمل علي خمسمائة فرس في سبيل الله تعالي ثم حمل علي ألف وخمسمائة ناقة في سبيل الله. وكان عامة ماله من التجارة".
عن أم بكر أن عبدالرحمن بن عوف باع أرضاً له إلي عثمان بن عفان بأربعين ألف دينار فقسم "ثمنها" في فقراء بني زهرة. وفي ذي الحاجة من الناس. وفي أمهات المؤمنين قال المِسْور رضي الله عنه فدخلت علي عائشة بنصيبها من ذلك. فقالت: من أرسل بهذا؟ قلت: عبدالرحمن بن عوف. فقالت: إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "لا يحنُّ عليكم بعدي إلا الصابرون" سقي الله ابن عوف من سلسبيل الجنة.
علمه
كان عبدالرحمن رضي الله عنه من المسلمين الأوائل. وقد لازم النبي صلي الله عليه وسلم وتعلم منه. وبلغ من علمه كما يروي الواقدي أنه كان يفتي علي عهد النبي صلي الله عليه وسلم فإذا كان في مكان بعيد عن النبي صلي الله عليه وسلم كان الناس يسألونه عن الشيء في الدين فيجيبهم.
وكان عمر رضي الله عنه كثيراً ما يستشيره.. فهو الذي قال بعدم دخول الشام أثناء وجود الطاعون بها. واستشهد بحديث النبي صلي الله عليه وسلم في ذلك. وهو الذي أفتي لعمر بأخذ الجزية من المجوس. وقد استخلفه عمر علي الحج في السنة الأولي لخلافته.
أقوال النبي عنه
* عن علي رضي الله عنه قال: قال النبي صلي الله عليه وسلم : "عبدالرحمن بن عوف يسمي الأمين في السماء".
* عن عمر رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلي الله عليه وسلم والحسن والحسين يبكيان جوعاً ويتضوران. فقال صلي الله عليه وسلم : من يصلنا بشيء؟ "يهدي إلينا شيئاً" فطلع عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه بصحفة "طبق" فيها حيس ورغيفان بينهما إهالة فقال له النبي صلي الله عليه وسلم : "كفاك الله أمر دنياك. فأما آخرتك فأنا لها ضامن".
والحيس: هو طعام يصنع من خليط من التمر والأقط أو الجبنة والسمن. وكان النبي صلي الله عليه وسلم يحبه كثيراً والإهالة هي اللحم السمين".
* عن الحسن رضي الله عنه قال: "كان بين عبدالرحمن بن عوف وبين خالد بن الوليد رضي الله عنه كلام "مُشادة". فقال خالد: لا تفخر عليَّ يا ابن عوف بأن سبقتني بيوم أو يومين إلي الإسلام. فبلغ ذلك النبي صلي الله عليه وسلم فقال: "دعوا لي أصحابي. فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً. ما أدرك نصيفهم".
قال: فكان بعد ذلك بين عبدالرحمن والزبير رضي الله عنه شيء فقال خالد: يانبي الله نهيتني عن عبدالرحمن. وهذا الزبير يسابه. فقال صلي الله عليه وسلم : "إنهم أهل بدر. وبعضهم أحق ببعض".
* دعا رسول الله صلي الله عليه وسلم عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه فقال: ادن يا أمين الله. أنت أمين الله. ولتُسمي في السماء الأمين. يسلطك الله علي مالك بالحق. أما إن لك عندي دعوة قد وعدتُكَهَا وقد أخَّرتها. قال: أخَّرها لي يا رسول الله. قال: حملتني يا عبدالرحمن أمانة. ثم قال: إن لك شأناً يا عبدالرحمن. أما إنه أكثر الله مالك وجعل يقول بيده هكذا وهكذا "أي لا تنس أن تنفق منه في كل أوجه الخير هنا وهنا" فجعل يحثو "يغرف" بيده ثم تنحي عبدالرحمن. "قام من مكانه من أمام النبي صلي الله عليه وسلم لغيره من الصحابة".
وفاته وتركته
توفي رضي الله عنه سنة 32 هجرية وعمره حوالي اثنين وسبعين عاماً. ويروي أنه لما حضرته الوفاة أرسلت إليه عائشة رضي الله عنها: أن هلم "تعال" إلي رسول الله وإلي أخويك. فقال: ما كنت مضيِّقاً عليك بيتك. إني كنت عاهدت ابن مظعون أينا مات "من يمت منا" دفن إلي جنب صاحبه ودفن بالبقيع.
أما تركته فلولا إنفاقه الغامر في سبيل الله تعالي وصلته بالآخرين وبره بهم لكانت تركته فيما لا يوصف.
وكانت وصيته الأخيرة خمسين ألف دينار ذهب في سبيل الله أي أن تركته التي أمكن تقويمها كانت أكثر من مليونين وستمائة ألف دينار.
رحم الله عبدالرحمن بن عوف وجزاه خيراً عما قدم للإسلام كنموذج للملياردير المسلم الذي لم تمنعه ملياراته من أن يكون من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم في الجنة.