مواطن بسيط
10-09-2013, 11:14 PM
وقفات بين المخلص والمنافق
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ... ﴾
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ * وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [البقرة: 204 - 207].
الفضائل النفسية محمودة عند الله تعالى وعند ذوي العقول الراجحة الذكية وقد أثنى الله تعالى عليها ووعد المتخلقين بها وعداً حسناً. فمن تلك الفضائل مطابقة ظاهر الإنسان لما في باطنه وموافقة أقواله وأفعاله لما يكنه في نفسه. وآية هذه الفضيلة في المرء أنه إذا حدث صدق وإذا وعد وفى وإذا اؤتمن أدى الأمانة.
هذه الفضيلة المحمودة تقابلها رذيلة مذمومة وهي «النفاق» وهو أن يظهر الشخص للناس شيئاً ويخفي في صدره ما يخالفه وتخدعه نفسه فيظن أن الناس يخفى عليهم ما أبطنه، وأنهم لا يقفون على حقيقة ما أضمر ولكن الأمر على خلاف ما زعم:
ومهما تكن عند امرئ من خليقة http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وإن خالها تخفى على الناس تُعلم http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لهذا أرشدنا جلا وعلا إلى بعض العلامات التي يتبين بها نفاق المنافقين بقوله: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ[1] قَوْلُهُ ﴾ تجريد وتوجيه[2] للخطاب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو كلام مبتدأ سيق لبيان تحزب الناس في شأن التقوى إلى حزبين منافق ومخلص وتعيين مآل كل منهما. أي ومنهم يا أشرف الرسل من يروقك ويعظم في نفسك ما يقوله ﴿ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ لفصاحته وطلاوة ألفاظه، ولا يعجبك في الآخرة لما يعتريه من الدهشة واللكنة[3] أو أنه لا يؤذن له في الكلام فيتكلم حتى يعجبك. والآية كما قيل نـزلت في الأخنس[4] بن شريق فإنه أقبل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة فأظهر له الإسلام، وأعجب النبي عليه الصلاة والسلام ذلك منه، وقال: إني جئت أريد الإسلام والله يعلم أني لصادق.
ثم خرج من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمر بزرع وحُمُر للمسلمين فأحرق الزرع وعقر الحمر. وقال المحققون من الأئمة المفسرين[5]: إن هذه الآية عامة في كل من كان موصوفاً بهذه الصفات التي لا تنطبق إلا على المنافقين الذين كانت ألسنتهم وقلوبهم أمرّ من الصبر ولم يكتف المنافقون أو الأخنس على القولين بذلك بل يحلف ﴿ وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ ﴾ بحسب ادعائه حيث يقول: الله يعلم أن ما في قلبي موافق لما في لساني. وقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان)[6] وإنما كان النفاق على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الكفر بعد الإيمان فلا حول ولا قوة إلا بالله ترى المنافق والفاسق والخائن في هذه الأيام العصيبة يحوك الدسائس والخيانة ويبث الدعايات لأعداء الإسلام. بل ربما يعين العدو على المسلم ويحلف بالله ما أراد إلا الإصلاح ﴿ والله يشهد إن المنافقين لكاذبون. اتخذوا أيمانهم جنة [7] فصدوا عن سبيل الله ﴾ وإذا فاوضته في أمر علا صوته ﴿ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَام [8]﴾ . ومع هذا شديد الجدل بالباطل والعداوة للمسلمين. وشدة الخصومة من صفات المنافقين المذمومة لما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أبغض الرجال إلى الله تعالى الألدُ الخصام)، ﴿ وَإِذَا تَوَلَّى ﴾ أعرض عنك يا أشرف الرسل وقال لشياطينه ورفاقه:﴿ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴾ أو معنى تولى: ولي أمراً ﴿ سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ﴾ كما يفعله ولاة السوء، والأمراء المستبدون، والأقوياء الغالبون من ال*** والاضطهاد والظلم وغصب الحقوق وسوق الناس إلى السجون زرافات ووحدانا، والطغاة المتمادون في طغيانهم، العاصون لأمر الله ﴿ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾ ولا يرضى به ويغضب على فاعليه.
وإن أراد أحدٌ نصحه، أو تقويم اعوجاجه، أو معارضته في رأي من آرائه أو شأن من شؤون الأمة أبى واستكبر، وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ ﴾ حملته[9] الأنفة والمحبة على العمل بِالْإِثْمِ [10] الذي أمر باتقائه ﴿ فَحَسْبُهُ ﴾ كافيه ﴿ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ الفراش الموطأ للنوم وهذا باب من التهكم والاستهزاء بالوالي المنافق والخائن الغادر..، فاعتبروا يا أولي الألباب.
ولما بين سبحانه أحوال المائلين عن أمره، أتبعه ببيان حال المؤمنين المخلصين الذين يبتغون مرضاة الله ويبذلون النفوس رخيصة في الذود عن حياض دينه والدفاع عن شريعته فقال: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي ﴾ يبيع ﴿ نَفْسَهُ ﴾ ويبذلها في الطاعات والجهاد ويعرضها للمهالك في الحروب، أو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وإن ترتب عليه ال*** كل ذلك ﴿ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ﴾ عملاً بأوامره ﴿ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ حيث أرشدهم لما فيه رضاه، وعلمهم دينه فصانوه.
هذه مقارنة وجيزة بين المخلص والمنافق أقدمها لك أيها القارئ الكريم سائلاً الله تعالى أن يبدل أحزاننا مسرات وأن يجعل كيد أعدائنا في نحورهم وما ذلك على الله بعزيز.
المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الأولى، العدد العاشر، 1354هـ
[1] أصل التعجب حيرة تعرض للإنسان لجهله سبب المتعجب منه وهو في الآية مجاز عما يلزمه من السرور والعظمة فإن الأمر الغريب المجهول يستطيبه الطبع ويعظم دفعه في القلوب وليس على حقيقته لعدم الجهل بالسبب أعنى الفصاحة. وحقيقة أعجبني ظهر لي ظهوراً لم أعرف سببه.
[2] التجريد هو أن ينتزع من أمر ذي صفة أمر آخر مثله هما في تلك الصفة مبالغة لكمالها والتوجيه فيه إيراد الكلام محتملاً لوجهين آخرين كما هو مقرر في علم البديع... المختصر للعلامة السعد.
[3] العي وهو ثقل اللسان. (المصباح).
[4] الأخنس لقبه، واسمه أُبي بن شريق حليف بني زهرة ولقب بالأخنس لأنه خنس يوم بدر أي تأخر عن القتال مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثمائة ممن تابعه من منافقي بني زهرة.
[5] رجحه العلامة الفخر ونقل ترجيحه عن العلامة القرطبي.
[6] نقلاً عن أستاذنا العلامة الشيخ توفيق الأيوبي نور الله مرقده.
[7] وقاية.
[8] ألدّ صفة مشبهة بمعنى شديد , الخصام جمع خصم كصعب وصعاب.
[9] في تفسير الأخذ بالحمل استعارة تبعية.
[10] في قوله تعالى العزة بالإثم التتميم نوع من أنواع البديع وهو عبارة عن إرداف الكلمة بأخرى لترفع عنها اللبس وتقربها من الفهم وذلك أن العزة تكون محمودة ومذمومة فمن مجيئها محمودة قوله تعالى ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ ومن مجيئها مذمومة هذه الآية الكريمة حيث قرنه سبحانه العزة بالإثم.
الشيخ عبدالرحمن الخاني (http://www.alukah.net/Authors/View/Sharia/7792/)
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ... ﴾
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ * وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [البقرة: 204 - 207].
الفضائل النفسية محمودة عند الله تعالى وعند ذوي العقول الراجحة الذكية وقد أثنى الله تعالى عليها ووعد المتخلقين بها وعداً حسناً. فمن تلك الفضائل مطابقة ظاهر الإنسان لما في باطنه وموافقة أقواله وأفعاله لما يكنه في نفسه. وآية هذه الفضيلة في المرء أنه إذا حدث صدق وإذا وعد وفى وإذا اؤتمن أدى الأمانة.
هذه الفضيلة المحمودة تقابلها رذيلة مذمومة وهي «النفاق» وهو أن يظهر الشخص للناس شيئاً ويخفي في صدره ما يخالفه وتخدعه نفسه فيظن أن الناس يخفى عليهم ما أبطنه، وأنهم لا يقفون على حقيقة ما أضمر ولكن الأمر على خلاف ما زعم:
ومهما تكن عند امرئ من خليقة http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وإن خالها تخفى على الناس تُعلم http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لهذا أرشدنا جلا وعلا إلى بعض العلامات التي يتبين بها نفاق المنافقين بقوله: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ[1] قَوْلُهُ ﴾ تجريد وتوجيه[2] للخطاب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو كلام مبتدأ سيق لبيان تحزب الناس في شأن التقوى إلى حزبين منافق ومخلص وتعيين مآل كل منهما. أي ومنهم يا أشرف الرسل من يروقك ويعظم في نفسك ما يقوله ﴿ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ لفصاحته وطلاوة ألفاظه، ولا يعجبك في الآخرة لما يعتريه من الدهشة واللكنة[3] أو أنه لا يؤذن له في الكلام فيتكلم حتى يعجبك. والآية كما قيل نـزلت في الأخنس[4] بن شريق فإنه أقبل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة فأظهر له الإسلام، وأعجب النبي عليه الصلاة والسلام ذلك منه، وقال: إني جئت أريد الإسلام والله يعلم أني لصادق.
ثم خرج من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمر بزرع وحُمُر للمسلمين فأحرق الزرع وعقر الحمر. وقال المحققون من الأئمة المفسرين[5]: إن هذه الآية عامة في كل من كان موصوفاً بهذه الصفات التي لا تنطبق إلا على المنافقين الذين كانت ألسنتهم وقلوبهم أمرّ من الصبر ولم يكتف المنافقون أو الأخنس على القولين بذلك بل يحلف ﴿ وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ ﴾ بحسب ادعائه حيث يقول: الله يعلم أن ما في قلبي موافق لما في لساني. وقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان)[6] وإنما كان النفاق على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الكفر بعد الإيمان فلا حول ولا قوة إلا بالله ترى المنافق والفاسق والخائن في هذه الأيام العصيبة يحوك الدسائس والخيانة ويبث الدعايات لأعداء الإسلام. بل ربما يعين العدو على المسلم ويحلف بالله ما أراد إلا الإصلاح ﴿ والله يشهد إن المنافقين لكاذبون. اتخذوا أيمانهم جنة [7] فصدوا عن سبيل الله ﴾ وإذا فاوضته في أمر علا صوته ﴿ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَام [8]﴾ . ومع هذا شديد الجدل بالباطل والعداوة للمسلمين. وشدة الخصومة من صفات المنافقين المذمومة لما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أبغض الرجال إلى الله تعالى الألدُ الخصام)، ﴿ وَإِذَا تَوَلَّى ﴾ أعرض عنك يا أشرف الرسل وقال لشياطينه ورفاقه:﴿ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴾ أو معنى تولى: ولي أمراً ﴿ سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ﴾ كما يفعله ولاة السوء، والأمراء المستبدون، والأقوياء الغالبون من ال*** والاضطهاد والظلم وغصب الحقوق وسوق الناس إلى السجون زرافات ووحدانا، والطغاة المتمادون في طغيانهم، العاصون لأمر الله ﴿ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾ ولا يرضى به ويغضب على فاعليه.
وإن أراد أحدٌ نصحه، أو تقويم اعوجاجه، أو معارضته في رأي من آرائه أو شأن من شؤون الأمة أبى واستكبر، وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ ﴾ حملته[9] الأنفة والمحبة على العمل بِالْإِثْمِ [10] الذي أمر باتقائه ﴿ فَحَسْبُهُ ﴾ كافيه ﴿ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ الفراش الموطأ للنوم وهذا باب من التهكم والاستهزاء بالوالي المنافق والخائن الغادر..، فاعتبروا يا أولي الألباب.
ولما بين سبحانه أحوال المائلين عن أمره، أتبعه ببيان حال المؤمنين المخلصين الذين يبتغون مرضاة الله ويبذلون النفوس رخيصة في الذود عن حياض دينه والدفاع عن شريعته فقال: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي ﴾ يبيع ﴿ نَفْسَهُ ﴾ ويبذلها في الطاعات والجهاد ويعرضها للمهالك في الحروب، أو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وإن ترتب عليه ال*** كل ذلك ﴿ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ﴾ عملاً بأوامره ﴿ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ حيث أرشدهم لما فيه رضاه، وعلمهم دينه فصانوه.
هذه مقارنة وجيزة بين المخلص والمنافق أقدمها لك أيها القارئ الكريم سائلاً الله تعالى أن يبدل أحزاننا مسرات وأن يجعل كيد أعدائنا في نحورهم وما ذلك على الله بعزيز.
المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الأولى، العدد العاشر، 1354هـ
[1] أصل التعجب حيرة تعرض للإنسان لجهله سبب المتعجب منه وهو في الآية مجاز عما يلزمه من السرور والعظمة فإن الأمر الغريب المجهول يستطيبه الطبع ويعظم دفعه في القلوب وليس على حقيقته لعدم الجهل بالسبب أعنى الفصاحة. وحقيقة أعجبني ظهر لي ظهوراً لم أعرف سببه.
[2] التجريد هو أن ينتزع من أمر ذي صفة أمر آخر مثله هما في تلك الصفة مبالغة لكمالها والتوجيه فيه إيراد الكلام محتملاً لوجهين آخرين كما هو مقرر في علم البديع... المختصر للعلامة السعد.
[3] العي وهو ثقل اللسان. (المصباح).
[4] الأخنس لقبه، واسمه أُبي بن شريق حليف بني زهرة ولقب بالأخنس لأنه خنس يوم بدر أي تأخر عن القتال مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثمائة ممن تابعه من منافقي بني زهرة.
[5] رجحه العلامة الفخر ونقل ترجيحه عن العلامة القرطبي.
[6] نقلاً عن أستاذنا العلامة الشيخ توفيق الأيوبي نور الله مرقده.
[7] وقاية.
[8] ألدّ صفة مشبهة بمعنى شديد , الخصام جمع خصم كصعب وصعاب.
[9] في تفسير الأخذ بالحمل استعارة تبعية.
[10] في قوله تعالى العزة بالإثم التتميم نوع من أنواع البديع وهو عبارة عن إرداف الكلمة بأخرى لترفع عنها اللبس وتقربها من الفهم وذلك أن العزة تكون محمودة ومذمومة فمن مجيئها محمودة قوله تعالى ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ ومن مجيئها مذمومة هذه الآية الكريمة حيث قرنه سبحانه العزة بالإثم.
الشيخ عبدالرحمن الخاني (http://www.alukah.net/Authors/View/Sharia/7792/)