مشاهدة النسخة كاملة : أَخْلاَقِ أَهْلِ الْقُرْآنِ
محمد رافع 52 07-10-2013, 01:52 AM أَخْلاَقِ أَهْلِ الْقُرْآنِ
محمد بن حسين
(يَنْبَغِي لِمَنْ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ، وَفَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ مِمَّنْ لَمْ يَعْلَمُوا كِتَابَهُ، وَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ، وَأَهْلِ اللهِ وَخَاصَّتِهِ، وَمِمَّنْ وَعَدَهُ اللهُ مِنَ الْفَضْلِ الْعَظِيمِ مِمَّا تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ، وَقَالَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ (javascript:void(0))﴾ البقرة: 121. . قِيلَ فِي التَّفْسِيرِ: يَعْمَلُونَ بِهِ حَقَّ عَمَلِهِ، وَمِمَّا قَالَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ مَعَ الْكِرَامِ السَّفَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ»متفق عليه: أخرجه البخاري:.
وَقَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ يُونُسَ يَقُولُ: إِذَا خَتَمَ الْعَبْدُ الْقُرْآنَ قَبَّلَ الْمَلَكُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ. فَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعًا لِقَلْبِهِ، يُعَمِّرُ بِهِ مَا خَرَبَ مِنْ قَلْبِهِ، وَيَتَأَدَّبُ بِآدَابِ الْقُرْآنِ، وَيَتَخَلَّقُ بِأَخْلاَقِهِ الشَّرِيفَةِ، يَتَمَيَّزُ بِهِ عَنْ سَائِرِ النَّاسِ مِمَّنْ لاَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ).
محمد رافع 52 07-10-2013, 01:56 AM يذكر المؤلف أخلاق أهل القرآن، وأن الله -جل وعلا- قد فضلهم على غيرهم من سائر الناس، حيث مَنَّ الله عليهم بتلاوة القرآن، وحفظه ومدارسته، فإذا كانوا كذلك، فإنه ينبغي عليهم أن يتخلقوا بما في هذا القرآن من الأخلاق، والقرآن هو منهج الأخلاق الفاضلة، ومنهج الأخلاق الكاملة، فما من خلق حسن إلا دَلَّ عليه، وما من خلق سيئ إلا حذر منه، وكل هذا جاء في القرآن الكريم.
وتكفي هذه الآية التي جاء الفضل فيها، في سورة البقرة: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ (javascript:void(0))﴾البقرة: 121. . والتفسير هذا يروى عن مجاهد، قال: يعملون به حق عمله، كما تقدم، ثم استشهد المؤلف بالحديث المخرج في الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ مَعَ الْكِرَامِ السَّفَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ، لَهُ أَجْرَانِ». وفي رواية: « وَهُوَ يَتَتَعْتَعُ فِيهِ». أَيْ: يشق عليه تلاوته، فقوله: « وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ». الماهر هو القارئ الحاذق الحافظ، المتقن، الضابط لتلاوة آيات القرآن الكريم، ولا تشق عليه القراءة في أية سورة، أو في أية آية.فيعرف الأحكام المتعلقة بألفاظ الكلمات من الحسن والجودة والضبط والإتقان؛ ولهذا يقولون -إذا كان القارئ جيدًا: القارئ متقن، أو محرر. كما ذكرابن الجزري في كتابه: (غاية النهاية)، حيث ترجم فيه لنحو من خمسة آلاف عَلَم من أعلام القرآن، على مر العصور إلى عهده، وقد تُوفِّي سنة اثنين وثلاثين وثمانمئة من الهجرة.
وكذلك الذهبي أيضًا أَلَّف في طبقات القراء، وذكر فيها جملة وعددًا كبيرًا من القراء، يصفون القارئ الحاذق، هو الضابط المتقن المحرر، والذي يقيم الحروف إقامة عربية صحيحة، ويخرج كل حرف من مخرجه، فهذا هو معنى الماهر، سواء أكان ذلك في الوقف أم الابتداء، أو ما يتعلق بأنواع القراءة من الأحكام التجويدية.
فالماهر بالتلاوة المتقن الحافظ الضابط لها، جاء في الحديث الثوابُ الذي يناله، والمنزلة التي يختص بها، والرفعة التي ينالها، وهي أنه يكون مع الكرام السفرة، في رواية: « الْبَرَرَةِ».
والكرام السفرة هم الملائكة، والسفرة: هم الرسل الذين يأتون من عند الله -تعالى- إلى الأنبياء بالرسالات، فالملائكة -عليهم السلام- هم رسل الله إلى أنبيائه؛ ولأنهم يسافرون بين الله وبين الأنبياء، ويحملهم الله -تعالى- الأمانة، ويوحي بها إلى النبي.
وقيل: إنهم سموا: سفرة؛ لأنهم يسافرون إلى الناس برسالات الله، ولأنهم يتنزلون بالوحي من عند الله، فهم سفراء الله إلى الأنبياء؛ ليبلغوا عن الله رسالاته.
والمعية التي في هذا الحديث: « مَعَ الْكِرَامِ السَّفَرَةِ». يقول أهل العلم: إنها تحتمل أن يكون لقارئ القرآن منازل يكون فيها رفيقًا مع الملائكة، الذين هم السفرة، لاتصافه بصفاتهم؛ لأنهم هم الذين حملوا كتاب الله، وحملوا هذا القرآن وبلغوه، فحمله جبريل، وبلغه إلى النبي -عليه الصلاة والسلام، فقارئ القرآن يحمل هذا القرآن في جوفه، ويحفظه، ففيه شبه بهؤلاء السفرة وهم الملائكة، فهو يعمل بعملهم، ويسلك مسلكهم، ويتصف بصفاتهم، ومَن اتصف بصفات قوم فهو معهم.
محمد رافع 52 07-10-2013, 01:58 AM والمرء يحشر مع مَن أحب؛ ولهذا وصف الحديثُ القراءَ المهرةَ الحافظون المتقنون، أنهم مع السفرة الكرام البررة، وسموا بررة -كما في بعض الروايات- لأنهم على طاعة؛ لأن البر هو الطاعة لله -تعالى.
وقد بَيَّن الحديث فضلَ الماهر بالتلاوة، وما له من الأجر، وما للقارئ الذي تصعب عليه القراءة ويتعتع فيها، وما له من الأجر أيضًا، فقال: «لَهُ أَجْرَانِ». أما الأول: فلم يذكر شيئًا، إنما قال: «مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ». وليس معنى هذا أن الذي يقرأ القرآن وهو شاق عليه، أكثر أجرًا من الماهر بالتلاوة، فإن الماهر بالتلاوة له أجور متعددة وكثيرة، فبلغت هذه الأجور أنه هو والملائكة في معية واحدة، الذين ذكرهم الله -تعالى- في سورة عبس: ﴿فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ (javascript:void(0)) * (javascript:void(0))مَرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ (javascript:void(0)) * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (javascript:void(0)) * (javascript:void(0))كِرَامٍ بَرَرَةٍ (javascript:void(0))﴾ عبس: 13 - 16. وهم الملائكة؛ لأن الحافظ المتقن الضابط الماهر، لا يمكن أن يكون أقل ثوابًا ممن هو أدنى منه وأقل، ولا يمكن أن يكون مَن هو أدنى منه أكثر منه ثوابًا، بل هو أكثر.
فلا يفهم من هذا أن الذي يقرأ القرآن بإتقان وضبط فله أجر، والمتتعتع له أجران، بل الماهر فاق الأجرين، وزاد على ذلك، فهي أجور كثيرة متعددة، وهذا فضل من الله يؤتيه من يشاء من عباده.
ثم ساق أثرًا عن عيسى بن يونس، قال: (وقالَ بشرُ بنُ الحارثِ). وبشر بن الحارث ثقة، تُوفَِّي سنة سبع وعشرين ومئتين، وهو عابد زاهد، وعالم جمع بين الإخلاص والورع والتقوى، يقول: (سمعتُ عيسى بنَ يونسَ). وعيسى بن يونس هو ابن أبي إسحاق السبيعي، المتوفى سنة سبع وثمانين ومئة، وهو ثقة حجة حافظ، وهو حفيد الإمام أبو إسحاق السبيعي المحدث المشهور، الذي اسمه: عمرو بن عبد الله بن أبو إسحاق السبيعي، وقد تُوفِّي سنة تسع وعشرين ومئة، وهذا حفيده، فهم بيت علم وأهل حديث.
وأبو إسحاق السبيعي قيل: إنه اختلط آخر حياته، ولكن الصواب هو ما حققه بعض طلبة أهل العلم، وهو أنه لم يختلط في آخر حياته.
يقول: (إذَا ختمَ العبدُ القرآنَ، قبَّلَ الملكُ بينَ عينيه). وهذا أيضًا من الفضل العظيم الذي يناله قارئ القرآن، وهذا الأثر موقوف على عيسى بن يونس السبيعي، فإذا كانت هذه الكرامة تنال قارئ القرآن، فالذي ينبغي عليه أن يعمر حياته بهذا القرآن، وأن يخلص لله -تعالى- في تلاوته، وأن يتقرب به إلى الله، وأن يكون متميزًا في حياته عن سائر الناس.
فإذا علم أنه سيكون مع الملائكة، ومع السفرة الكرام البررة، وسينال هذا الفضل العظيم، فينبغي أن يكون له تميز في حياته، وخصوصية في حياته، ليس كسائر الناس، كما سيأتي بيانه من أبي بكر محمد بن الحسين، مما ينبغي على قارئ القرآن.
محمد رافع 52 07-10-2013, 02:21 AM أخلاق وصفات اهل الْقُرْآنِ الكريم
من جملة إعجازالقرآن الكريم بناؤه لحملة العقيدة الربانية وإن الأمة تبقى بخير مادام فيها رجال ونساء
يتحققون بأخلاق القرآن ينفون الخبث ويسطعون أقمار هداية في بحور ظلمات الجاهلية
ويفضحون بخلقهم القرآني النبيل سلوك أهل الباطل حتى يتضح للكل أن الانحراف جهل كله وضلال كله وظلمة كله
وأن معاقد الخير كلها إنما هي في القرآن ومن القرآن وبالقرآن ومن خصال أهل القرآن :
خلق التواضع وهو أدب رفيع يكتسبه المؤمن من متابعة الأنبياء والسلف الصالح
ولنعترف أنه ما أحوج أكثرنا وأحوج مجتمعاتنا فى هذه الأيام لهذا الخلق الرقيق الذى يزيد الألفة والود بين أفراد المجتمع المسلم
ويجعلهم جميعاً إخوةً متحابين متآلفين ، ليس بينهم شقاق ولا نزاع ولا كبر ولا حقد ولا غل ولا حسد
التواضع ذلك الخلق الذى كان يتصف به نبينا حبيبنا وقدوتنا وتاج رؤوسنا وعطر مجالسنا وزينة دهرنا ورحمة ربنا إلينا
الكثير منا ياأخوتى قد يمن الله عليه بفضل أو منة أو نعمة لكنه للأسف يتكبر بها على غيره
وبعضنا ينظر للنعم التى أنعم الله عليه بها أنها تميزه عن باقى الخلق
وأن ما أنعم الله عليه به يستوجب له أن يشعر وكأنه من فئة أخرى غير فئات البشر
محمد رافع 52 07-10-2013, 02:23 AM بداية سنورد آيات من القرآن الكريم حثت على هذا الخلق القرآني الرفيع
قال الله سبحانه وتعالى
{قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ} (75) سورة ص
{قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } (76) سورة ص
{قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ} (18) سورة الأعراف
انظر أخي الكريم الى اين اوصله غروره وتكبره بدلا من الجنه نار جهنم وبئس المصير
يقول سبحانه وتعالى مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم أخذ المؤمنين بالجانب اللين
(وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِك) آل عمران:159(وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) الحجر 88
فألان النبي صلى الله عليه وسلم جانبه ولطف خطابه وتودد لقومه
وقال تعالى : ( أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) المائدة 56
فإنه ليس للمؤمن من نفسه شيء وتمام التواضع لله أن يكون العبد معه كما يريد سبحانه لا كما يريد هو
فإن كان أمر الله في الذلة على المؤمنين كان العبد كذلك وإن كان أمر الله تعالى بالعزة على الكافرين كان المؤمن كذلك
وقال تعالى : (وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً) الإسراء:37
إذا هذا نهي عن الخيلاء وأمر بالتواضع وقيل أن المرح هو التكبر والخيلاء في المشي فإذا التكبر في المشي منهي عنه فما بالك أخي المسلم بمن يتكبر على الله وعلى الناس فعقابه أكبر وأشد
محمد رافع 52 07-10-2013, 02:24 AM ولنعرج الآن على السيرة النبوية العطرة وما تحويه حول هذا الموضوع وتعالوا لنرى الحبيب كيف كان نموذجاً للتواضع ونتعلم من سيرته كيف يكون المسلم الحق وكيف ينبغى على من يدعو لدين الله عز وجل أن يكون متواضعاً رفيقاً بحال المسلمين وقدوتنا في التواضع رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
عن أبي مسعود أن رجلا كلم النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فأخذته الرعدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم
هون عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
وأخذه صلى الله عليه وسلم بمشورة أصحابه ففي غزوة الخندق أخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأي سلمان وحفر الخندق
وفي بدر أخذ برأي الحباب بن المنذر في أن يجعل مياه بدر خلفه لئلا يستفيد منها المشركون.
وكان يقول صلى الله عليه وسلم غالباً وفي مواقف كثيرة لأصحابه: ((أشيروا علي – أشيروا علي)).
ونقله صلى الله عليه وسلم للتراب يوم الخندق فعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى أغبر بطنه ورعيه الغنم وتحدثه بذلك صلى الله عليه وسلم
عن أَبِي هريرة قَال قَال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَاعِيَ غَنَمٍ قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ
وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَأَنَا كُنْتُ أَرْعَاهَا لِأَهْلِ مَكَّةَ بِالْقَرَارِيطِ قَالَ سُوَيْدٌ يَعْنِي كُلَّ شَاةٍ بِقِيرَاطٍ أخرجه ابن ماجه
فرعي الغنم وظيفة ارتضاها الله لأنبيائه حيث أنها تربي النفوس على التواضع وتزيد الخضوع لله تعالى
ومن أسرارها أنها تربي على الصبر وتحمل المشاق إلى حكم كثيرة وهو الحكيم العليم.
كذلك تواضعه صلى الله عليه وسلم مع الضعفاء والأرامل والمساكين والصبيان عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه
رضى الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم ويعود مرضاهم
ويشهد جنائزهم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأخرجه الحاكم في المستدرك
فلم تشغله النبوة عن ذلك ولم تمنعه مسؤولية أمته ولا كثرة الارتباطات والأعمال أن يجعل للضعفاء والمرضى
نصيباً من الزيارة والعبادة واللقاء.
فأين أنتم يا أصحاب الجاه والسلطان من هذا الخلق العظيم ؟
أين أنتم أيها الأغنياء من هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم ؟
إذا أردتم حلاوة الإيمان أن تطعموها. فهذا هو السبيل إليها فلا تخطؤوه.
هذا هو النبى القدوة أيها المسلمين
محمد رافع 52 07-10-2013, 02:26 AM عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ )
أخرجه الإمام مسلم في صحيحه
هذا إخواني هو قمة الرفعة والشرف فكلما زاد تواضعك زدت رفعة وقدرا عند الله عز وجل
والتواضع من أخلاق الأنبياء وشِيَم النبلاء وما مِن نبيّ إلاّ ورعى الغنم
ونبيّنا صلى الله عليه وسلم كان رقيقَ القلب رحيمًا خافضَ الجناحِ للمؤمنين ليّن الجانب لهم
يحمِل الكلَّ ويكسِب المعدوم ويعين على نوائبِ الدّهر وركب الحمارَ وأردفَ عليه يسلّم على الصبيان
ويبدأ من لقيَه بالسلام يجيب دعوةَ من دعاه ولو إلى ذراعٍ أو كُراع
ولما سئِلت عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنَع في بيته؟ قالت:
يكون في مهنة أهله يعني: خدمتهم فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة رواه البخاري.
قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ خَطِيبًا فَقَالَ :
( وَإِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ وَلَا يَبْغِ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ ) أخرج الإمام مسلم في صحيحه
المتواضعُ منكسر القلب لله خافض جناح الذل والرحمة لعباده لا يرى له عند أحد حقا بل يرى الفضل للناس عليه
وهذا خلق إنما يعطيه الله من يحبه ويقربه ويكرمه
محمد رافع 52 07-10-2013, 02:28 AM كما لا يفوتنا ذكر بعض الأحاديث في ذم وتحريم الكبر وفي مدح وثواب التواضع
- عن عبدِ اللَّهِ بن مسعُودٍ رضيَ اللَّهُ عنه، عن النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال:
« لا يَدْخُل الجَنَّةَ مَنْ كَانَ في قَلْبِهِ مثْقَالُ ذَرَّةٍ مَنْ كِبرٍ » فقال رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُه حسناً، ونعلهُ حسنا
قال: « إِنَّ اللَّه جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ وغَمْطُ النَّاسِ » رواه مسلم.
بَطَرُ الحقِّ: دفْعُهُ وردُّهُ على قائِلِهِ. وغَمْطُ النَّاسِ: احْتِقَارُهُمْ.
هذا هو عقاب المتكبر تحريم الجنة عليه ولو كان في قلبه مثقالل ذرة منه
- عنْ سلمةَ بنِ الأَكْوع رضي اللَّه عنه أَن رجُلاً أَكَل عِنْدَ رسولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم بشِمالِهِ فقال:
« كُلْ بِيَمِينِكَ » قالَ: لاَ أَسْتَطِيعُ، قال: « لا اسْتَطَعْتَ » مَا مَنَعَهُ إِلاَّ الكبْرُ. قال: فما رَفَعها إِلى فِيهِ. رواه مسلم.
هذا هو الإلتزام من السلف الصالح رضي الله عنهم فمجر أن علم أن عمله فيه نوع من الكبر تركه
- عن حَارثَةَ بنِ وهْبٍ رضي اللَّه عنه قال: سَمِعْتُ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ:
«أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ ؟: كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ » متفقٌ عليه.
- عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رضيَ اللَّهُ عنه، عن النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال:
« احْتَجَّتِ الجَنَّةُ والنَّارُ، فقالت النَّارُ: فيَّ الجَبَّارُونَ والمُتَكَبِّرُونَ، وقالَتِ الجنَّةُ: فيَّ ضُعَفاءُ النَّاسِ ومَسَاكِينُهُمْ
فَقَضَى اللَّه بيْنَهُمَا: إِنَّكِ الجَنَّةُ رَحْمَتي، أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ وإِنَّكِ النَّارُ عذَابي، أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، ولِكِلَيْكُما عليَّ مِلْؤُها »
رواهُ مسلم أجارنا الله وإياكم من النار التي احتجت بأنها مأوى المتكبرين
- عن أبي هُريرة رضي اللَّه عنه أَن رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال:
« لا يَنْظُرُ اللَّه يَوْم القِيامةِ إِلى مَنْ جَرَّ إِزارَه بَطَراً » متفقٌ عليه.
حتى التفاخر باللباس وجره إخواني يدخل في هذا الباب المنهي عنه
- عنه قال: قالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم:
« ثَلاثةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّه يَوْمَ القِيامَةِ، وَلا يُزَكِّيهِمْ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: شَيْخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كَذَّابٌ، وعائلٌ مُسْتَكْبِرٌ»
رواهُ مسلم « العائِلُ »: الفَقِير.
- عنه قال: قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم:
« قال اللَّه عزَّ وجلَّ: العِزُّ إِزاري، والكِبْرياءُ رِدَائِي، فَمَنْ يُنَازعُني في واحدٍ منهُما فقدْ عذَّبتُه » رواه مسلم.
- عنْه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال:
« بيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي في حُلَّةٍ تُعْجِبُه نفْسُه، مرَجِّلٌ رأسَه، يَخْتَالُ في مَشْيَتِهِ، إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ
فهو يَتَجَلْجَلُ في الأَرْضِ إلى يوْمِ القِيامةِ » متفقٌ عليه.
« مُرجِّلٌ رَأْسَهُ » أَي: مُمَشِّطُهُ. « يَتَجلْجَلُ » بالجيمين: أَيْ: يغُوصُ وينْزِلُ.
- عن سَلَمَة بنِ الأَكْوع رضيَ اللَّه عنه قال: قال رسُولُ اللِّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم:
« لا يزَالُ الرَّجُلُ يَذْهَبُ بِنفْسِهِ حَتَّى يُكْتَبَ في الجَبَّارينَ، فَيُصِيبُهُ ما أَصابَهمْ » رواهُ الترمذي وقال: حديث حسن.
« يَذْهَبُ بِنَفْسِهِ » أَي: يَرْتَفعُ وَيَتَكَبَّرُ.
اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي
اللهم نحن عبيدك المذنبون المقصرون المستغفرون ارحم فقرنا وذلنا بين يديك واسترنا يا ستار بسترك الجميل
اللهم اغفر لنا جدنا وهزلنا وخطأنا وعمدنا وكل ذلك عندنا
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم
من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون
محمد رافع 52 07-10-2013, 07:39 PM بسم الله الرحمـن الرحيم
أخلاق النبى الكريم صلى الله عليه وسلم الذى وصفه الخالق عز وجل بقوله { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } القلم4 .
وحسن الخلق هو الأمر الذى يقوم عليه الإسلام ولذا قال سيد الأنام صلى الله عليه وسلم ( إنما بعثت لأتمم صالح الاخلاق ) البخارى . وحسن الخلق يشتمل على حسن الخلق مع الله بأن نحقق العبودية لله ولا نشرك به شيئاً وأن نمتثل للأمر والنهى وأن يكون شعارنا { سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } .. وحسن الخلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نحبه ونتبعه ونمتثل لأمره .. وحسن الخلق مع كتاب الله عز وجل بأن نقرأه ونتدبره ونعمل بما فيه ونتحاكم إليه فى كل صغيرة وكبيرة .. وحسن الخلق مع الملائكة بان يعلم كل منا أن معه ملائكة لا تفارقه تكتب عليه كل أقواله وأعماله فيتولد عنده الحياء من أن يفعل معصية بل يحرص على فعل الحسنات .. وأما حسن الخلق مع الناس بأن تكون طليق الوجه رحيماً متسامحاً ليناً فى دعوتك مع البر والفاجر ولكن من غير مداهنة فقد قال الله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام حين أمرهما بالذهاب إلى فرعون لدعوته إلى التوحيد { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } (طه- 44)
محمد رافع 52 07-10-2013, 07:41 PM السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
التواضع صفة محمودة تدل على طهارة النفس وتدعو إلى المودة والمحبة والمساواة بين الناس وينشر الترابط بينهم ويمحو الحسد والبغض والكراهية من قلوب الناس وفوق هذا كله فإن التواضع يؤدي إلى رضا المولى سبحانه
و القدوة لنا في التواضع رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
الأستاذة ام فيصل 08-10-2013, 12:16 AM جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل
تحياتي وتقديري
محمد رافع 52 09-10-2013, 10:15 PM جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل
تحياتي وتقديري
بارك الله فيك اختى الكريمة
واشكرك على هذه التحية الطيبة
لافانيا 10-10-2013, 12:37 PM موضوع جميل جدا
جزاكم الله خيرا
تحياتى لحضرتك
محمد رافع 52 10-10-2013, 10:52 PM موضوع جميل جدا
جزاكم الله خيرا
تحياتى لحضرتك
شكرا بارك الله فيكِ
ورضى عنكِ وغفر لكِ
yasserey 13-10-2013, 12:38 AM كل عام وانتم بخير
وشكرا لك وجزاك الله خيرا
محمد رافع 52 13-10-2013, 02:00 PM كل عام وانتم بخير
وشكرا لك وجزاك الله خيرا
وانتم بالصحة والعافية
بارك الله فيك ورضى عنك
|