فضل القرآن (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095)
أنه ذكر فضل القرآن الذي أنزله الله -تعالى- على نبيه محمد -صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا القرآن العظيم قد بَيَّن الله -جل وعلا- فضله وقدره ومكانته، قَبْل أن ينزله، وقد ذكر ربنا -جل وعلا- هذا الفضل والقدر في القرآن الكريم، قبل أن ينزله على العباد، وهذا من فضل القرآن وتعظيمه عند الله -جل وعلا، فقد عظمه الله -تعالى- وأثنى عليه، وبَيَّن قدره ومكانته في الملأ الأعلى، كما قال -سبحانه: ﴿ (javascript:void(0))إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (javascript:void(0))﴾(2) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#reference2). فهذا ثناء من الله على كتابه، وقال -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ* وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (javascript:void(0))﴾(3) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#reference3).
وقال -تعالى- في أول سورة عبس: ﴿ (javascript:void(0))فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ (javascript:void(0))﴾(4) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#reference4)، فبَيَّن مكانة هذا القرآن قبل أن ينزله على عباده، وذكَّرَهم بما كان عليه هذا القرآن في الملأ الأعلى، من التعظيم والثناء على هذا القرآن الكريم، وبعد ذلك -وهذا داخل في بيان فضل القرآن وتعظيمه- أن الله -تعالى- أنزله في أفضل الشهور وأعظمها، وهو شهر مبارك كما أن القرآن مبارك، فإن هذا القرآن نزل في شهر مبارك، قال الله -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ (javascript:void(0))﴾(5) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#reference5)، ونزل هذا القرآن في أفضل ليلة وهي ليلة القدر، أفضل الليالي في شهر رمضان، وفي غير شهر رمضان، قال -تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (javascript:void(0))﴾(6) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#reference6). وقال -سبحانه: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ (javascript:void(0))﴾(7) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#reference7). فسماها مباركة؛ لأن الشهر مبارك، والليلة مباركة، والقرآن مبارك.
ثم بعد ذلك أنزله الله -تعالى- على نبي مبارك، على خاتم النبيين وإمام المرسلين النبي المصطفى المجتبى: ﴿ (javascript:void(0))كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ (javascript:void(0))﴾(8) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#reference8). ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (javascript:void(0))﴾(9) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#reference9). فهذه جوانب تبين لك فضل هذا القرآن، وتعظيمه عند الله -جل وعلا.
ومن الوجوه في فضل هذا القرآن وبيان مكانته عند الله: أن الله -تعالى- كلَّف بإنزاله أفضل الملائكة وأشرفهم، وهو جبريل -عليه السلام: ﴿ (javascript:void(0))إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (javascript:void(0))﴾(10) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#reference10). إلى أن قال الله: ﴿ (javascript:void(0))ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي< الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ﴾ (javascript:void(0))(11) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#reference11).
ثم جعل الله -وهذا من الوجوه في التعظيم- هذا القرآن الكريم خاتم الكتب المنزلة؛ حيث جعله وضَمَّنه أفضل مما كانت عليه تلك الكتب من البركة والخير، وفاقها أكثر من ذلك، قال الله -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ (javascript:void(0))﴾(12) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#reference12). أي: مهيمنًا على ما تقدم من الكتب، والله -تعالى- قد قال قبل هذه الآية: ﴿وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ﴾ (javascript:void(0))(13) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#reference13). وقال بعدها: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ﴾ (javascript:void(0))(14) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#reference14). أي: مما تقدم من الكتب الأخرى ثم فاقها؛ لأنه مهيمن عليها، أي: حافظ ورقيب وفائق على ما جاءت به تلك الكتب من أوامر الله -تعالى- وشرائعه، فاجتمعت في هذا القرآن العظيم.
فهذه الوجوه تبين لنا فضل القرآن الكريم ومكانته عند الله -تعالى، وأنه الكتاب الخاتم الذي لا كتاب بعده، وأن فيه ما يحتاجه الناس في كل شؤونهم في حياتهم الدنيا وفي سعادتهم في الآخرة، كما قال الله -تعالى: ﴿مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ (javascript:void(0))﴾(15) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#reference15) .
وسرد المؤلف آيات تدل على ذلك، وذكر أوصافًا تُبَيِّن فضل هذا القرآن الكريم، وأن من أوصافه أنه كتاب رحمة، وكتاب هدى، وكتاب نورن وكتاب شفاء، وكتاب موعظة؛ كمَا جاء في المسألة الثانية.
(1) آل عمران: 7. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#1)
(2) الزخرف: 3 - 4. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#2)
(3) الواقعة: 75- 78. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#3)
(4) عبس: 13. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#4)
(5) البقرة: 185. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#5)
(6) القدر: 1. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#6)
(7) الدخان: 3. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#7)
(8) ص: 29. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#8)
(9) الشعراء: 193- 195. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#9)
(10) الحاقة: 40. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#10)
(11) التكوير: 20- 21. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#11)
(12) المائدة: 48. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#12)
(13) الحديد: 27. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#13)
(14) المائدة: 48. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#14)
(15) الأنعام: 38 (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9095#15)

ثواب القرآن (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097)
قَالَ -عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ (javascript:void(0))إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (javascript:void(0))﴾(1) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference1). وَقَالَ -عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ (javascript:void(0))إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وَأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (javascript:void(0))﴾(2) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference2). وَقَالَ -عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ (javascript:void(0))وَننَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ ولاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا (javascript:void(0))﴾(3) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference3). وَقَالَ -عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ (javascript:void(0))﴾(4) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference4). وَقَالَ -عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ (javascript:void(0))يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (javascript:void(0))﴾(5) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference5). وَقَالَ -عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ (javascript:void(0))وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا (javascript:void(0))﴾(6) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference6). وَحَبْلُ اللهِ هُوَ الْقُرْآنُ. وَقَالَ -عَزَّ وَجَلَّ: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَاد (javascript:void(0))ٍ (javascript:void(0))﴾(7) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference7). وَقَالَ -تَعَالَى: ﴿ (javascript:void(0))كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ (javascript:void(0))﴾(8) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference8). وَقَالَ -عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ (javascript:void(0))وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (javascript:void(0))﴾(9) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference9).
ثُمَّ إِنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- وَعَدَ مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى كَلاَمِهِ، فَأَحْسَنَ الأَدَبَ عِنْدَ اسْتِمَاعِهِ، بِالاعْتِبَارِ الْجَمِيلِ، وَلُزُومِ الْوَاجِبِ لاتِّبَاعِهِ، وَالْعَمِلِ بِهِ - أَنْ بَشَّرَهُ اللهُ مِنْهُ بِكُلِّ خَيْرٍ، وَوَعَدَهُ عَلَى ذَلِكَ أَفْضَلَ الثَّوَابِ؛ فَقَالَ -عَزَّ وَجَلَّ: ﴿فَبَشِّرْ عِبَادِي * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ (javascript:void(0))﴾(10) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference10). وَقَالَ -عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ (javascript:void(0))وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ (javascript:void(0))﴾(11) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference11)).
قال محمد بن الحسين: (فَكُلُّ كَلاَمِ رَبِّنَا حَسَنٌ لِمَنْ تَلاَهُ، وَلِمَنِ اسْتَمَعَ إِلَيْهِ، وَإِنَّمَا هَذَا -وَاللهُ أَعْلَمُ- صِفَةُ قَوْمٍ إِذَا سَمِعُوا الْقُرْآنَ تَتَبَّعُوا مِنَ الْقُرْآنِ أَحْسَنَ مَا يَتَقَرَّبُونَ بِهِ إِلَى اللهِ -تَعَالَى- مِمَّا دَلَّهُمْ عَلَيْهِ مَوْلاَهُمْ الْكَرِيمُ، يَطْلُبُونَ بِذَلِكَ رِضَاهُ، وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ، سَمِعُوا اللهَ قَالَ: ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (javascript:void(0))﴾(12) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference12). فَكَانَ حُسْنُ اسْتِمَاعِهِمْ يَبْعَثُهُمْ عَلَى التَّذَكُّرِ لَهُمْ وَعَلَيْهِمْ، وَسَمِعُوا اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- قَالَ: ﴿ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ (javascript:void(0))﴾(13) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference13).
وَقَدْ أَخْبَرَنَا اللهُ عَنِ الْجِنِّ فِي حُسْنِ اسْتِمَاعِهِمْ لِلْقُرْآنِ، وَاسْتِجَابَتِهِمْ لِمَا نَدَبَهُمْ إِلَيْهِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ، فَوَعَظُوهُمْ بِمَا سَمِعُوا مِنَ الْقُرْآنِ بِأَحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الْمَوْعِظَةِ، قَالَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ (javascript:void(0))قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (javascript:void(0))﴾(14) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference14). وَقَالَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِه (javascript:void(0))ِ﴾(15) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference15)).
قال محمد بن الحسين: (وَقَدْ قَالَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي سُورَةِ ق: ﴿ (javascript:void(0))وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (javascript:void(0))﴾(16) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference16). مَا دَلَّنَا عَلَى عَظِيمِ مَا خَلَقَ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا مِنْ عَجَائِبِ حِكْمَتِهِ فِي خَلْقِهِ، ثُمَّ ذَكَرَ الْمَوْتَ وَعَظِيمَ شَأْنِهِ، ثُمَّ ذَكَرَ النَّارَ وَعَظِيمَ شَأْنِهَا، ثُمَّ ذَكَرَ الْجَنَّةَ وَمَا أَعَدَّ فِيهَا لأَوْلِيَائِهِ، فَقَالَ -عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ (javascript:void(0))لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (javascript:void(0))﴾(17) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference17)... إِلَى آخِرِ الآيَةِ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيد (javascript:void(0))ٌ﴾(18) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference18).
فَأَخْبَرَ -جَلَّ ذِكْرُهُ- أَنَّ الْمُسْتَمِعَ بِأُذُنَيْهِ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَكُونَ مُشَاهِدًا بِقَلْبِهِ مَا يَتْلُو وَمَا يَسْتَمِعُ؛ لِيَنْتَفعَ بِتِلاَوَتِهِ لِلْقُرْآنِ، وَبِالاسْتِمَاعِ مِمَّنْ يَتْلُوهُ، ثُمَّ إِنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- حَثَّ خَلْقَهُ عَلَى أَنْ يَتَدَبَّرُوا الْقُرْآنَ، فَقَالَ -عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ (javascript:void(0))أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (javascript:void(0))﴾(19) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference19). وَقَالَ -عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ (javascript:void(0))أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (javascript:void(0))﴾(20) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference20)).
قال محمد بن الحسين: (هَلْ تَرَوْنَ -رَحِمَكُمُ اللهُ- إِلَى مَوْلاَكُمُ الْكَرِيمِ، كَيْفَ يَحُثُّ خَلْقَهُ عَلَى أَنْ يَتَدَبَّرُوا كَلاَمَهُ؟! وَمَنْ تَدَبَّرَ كَلاَمَهُ عَرِفَ الرَّبَّ -عَزَّ وَجَلَّ، وَعَرِفَ عَظِيمَ سُلْطَانِهِ وَقُدْرَتِهِ، وَعَرِفَ عَظِيمَ تَفَضُّلُهِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَعِرَفَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ فَرْضِ عِبَادَتِهِ، فَأَلْزَمَ نَفْسَهُ الْوَاجِبَ، فَحَذِرَ مِمَّا حَذَّرَ مَوْلاَهُ الْكَرِيمُ، وَرَغِبَ فِيمَا رَغَّبَ فِيهِ، وَمَنْ كَانَتْ هَذِهِ صِفَتُهُ عِنْدَ تِلاَوَتِهِ لِلْقُرَآنِ، وَعِنْدَ اسْتِمَاعِهِ مِنْ غَيْرِهِ كَانَ الْقُرْآنُ لَهُ شِفَاءً، فَاسْتَغْنَى بِلاَ مَالٍ، وَعَزَّ بِلاَ عَشِيرَةٍ، وَأَنِسَ بِمَا يَسْتَوْحِشُ مِنْهُ غَيْرُهُ، وَكَانَ هَمُّهُ عِنْدَ تِلاَوَةِ السُّورَةِ إِذَا افْتَتَحَهَا: مَتَى اتَّعِظُ بِمَا أَتْلُو؟ وَلَمْ يَكُنْ مُرَادُهُ: مَتَى أَخْتِمُ السُّورَةَ؟! وَإِنَّمَا مُرَادُهُ: مِتَى أَعْقِلُ عَنِ اللهِ الْخِطَابَ؟ مَتَى أَضَّجِرُ؟ مَتَى أَعْتَبِرُ؟ لأَنَّ تِلاَوَتَهُ لِلْقُرْآنِ عِبَادَةٌ، وَالْعِبَادَةُ لاَ تَكُونُ بِغَفْلَةِ، وَاللهُ الْمُوَفِّقُ).

وفي المسألة الثالثة: بدأ يذكر المؤلف ثواب تلاوة القرآن، واستشهد بآية سورة فاطر: ﴿ (javascript:void(0))إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (javascript:void(0))﴾(21) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference21). وهذه الآية سماها أهل العلم: آية القُرَّاء؛ حيث بَيَّن الله -تعالى- فيها الثواب العظيم المترتب للذين يقرؤون القرآن الكريم، ويداومون على تلاوته، ويحافظون على أوامره، ويطبقونها في حياتهم؛ ولهذا ذكر الله -تعالى- الركن الثاني من أركان الإسلام في الأجر والثواب لأهل القرآن، فقال: ﴿ (javascript:void(0))إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ (javascript:void(0))﴾. وهذا يدل على أن الذي يقرأ القرآن ويتلوه، عليه أن يعمل به، فمَن تلاه حقَّ تلاوته، دَلَّه إلى العمل، وإلى كل خير من الأعمال الصالحة، ومن أعظمها وأجلِّها الصلاة.
وأجور أهل القرآن عظيمة وكثيرة ومتعددة، أجملها الله -تعالى- في هذه الآية التي هي آية القراء، وسَمَّى قراءةَ القرآن والمداومةَ عليها التجارةَ النافعةَ، وهي التجارة الرابحة، التي لا يتطرق إليها بوار ولا كساد ولا فساد، فالأجر متحقق، والثواب متحقق من الله -جل وعلا، ووعده حق، وكلامه صدق: ﴿ (javascript:void(0))وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (javascript:void(0))﴾(22) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference22).
وبيَّن النبي -عليه والصلاة السلام- تفصيلاً الأجر المترتب على التلاوة بيانًا دقيقًا واضحًا في حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عند الترمذي، قال -عليه الصلاة والسلام: « مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ فِيهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بَعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ: آلم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ»(23) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference23).
فإذا كان قارئ القرآن يأجر على تلاوته بالحرف الواحد، وأنه إذا قرأ هذا القرآن حصل على أجور متعددة ومضاعفة من الله -جل وعلا، وإذا كان العلماء قد عَدُّوا آيات القرآن الكريم، وأنها تربو على ستة آلاف، فكيف بالحروف؟!

ومن ثواب هذا القرآن الكريم -أيضًا- أنه يهدي قُرَّاءَه إلى الحق: ﴿قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ (javascript:void(0))﴾(24) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference24). والمسلم يدعو ربه وجوبًا سبعة عشر مرة في كل يوم أن يجعله من أهل الهداية، في قوله -تعالى- في سورة الفاتحة: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (javascript:void(0))﴾(25) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference25). فضلاً عما يقوله في صلوات النوافل وغيرها، فهو يطلب من ربه أن يثبته على طريق المستقيمين الذين أنعم الله -تعالى- عليهم، فهو كتاب هداية.
من الثواب المترتب عليه أنه يهدي صاحبه إلى طريق الحق، ويعصمه من الفتن، ومن الابتلاءات، ومن الزيغ، ومن الضلال، ومن الفساد، ومن الشهوات، ومن الشبهات.
فإذا تلا هذا القرآن حصل له هذا الخير العظيم والثواب الجزيل، وحصل له -أيضًا- الشفاء الحسي والمعنوي الذي يطلبه في حياته، سواء ما يتعلق بالأمراض الروحية أو الأمراض البدنية، فإنه في هذا القرآن الكريم؛ كما قال -سبحانه وتعالى- في الآية التي ذكرها المؤلف: ﴿ (javascript:void(0))وَننَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ (javascript:void(0))﴾(26) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference26). وشفاء هنا نكرة؛ فتَعُمّ كل شفاء، وليست معرفة، وهذا من الثواب لقارئ القرآن الكريم.
فإذا تلا المسلم القرآن بنية خالصة لله، وابتغاء الأجر والثواب من الله -تعالى؛ فسوف تشمله إن -شاء الله تعالى- هذه الأجور العظيمة، التي جاءت في هذه الآيات، ومنها: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ (javascript:void(0))﴾(27) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference27). اعتصموا بكتاب ربهم الذي جاءهم من عند الله -تعالى، كما قال -سبحانه: ﴿ (javascript:void(0))وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا (javascript:void(0))﴾(28) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference28).
ولهذا نعلم أن القرآنَ الكريم والاعتصامَ به طريقُ الاجتماع والائتلاف، وطريق النصرة والتمكين في هذه الدنيا، وقد فَسَّر العلماء قول الله: ﴿ (javascript:void(0))وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ (javascript:void(0))﴾. أن المراد بحبل الله: القرآن، وقيل: الإسلام، وقيل: الجماعة، وهذه الأمور كائنة بأهل القرآن؛ الذين تلووا القرآن حق تلاوته، وإذا أقبلوا عليه، وعملوا بما فيه تحصل لهم هذه الأجور العظيمة، والحفظ الكبير من الفتن التي يقع فيها كثير من الناس المعرضين عن هدي القرآن الكريم؛ ولهذا بَيَّن الله -تعالى- في الآية التي ذكرها المؤلف في سورة الزمر أن أهل الإيمان الذين تعلقت قلوبهم بربهم -جل وعلا- هم الذين يتأثرون بهذا القرآن الكريم، وتقشعر جلودهم وأبدانهم، قال الله -تعالى: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ (javascript:void(0))﴾(29) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference29). أي: إلى هذا القرآن العظيم.
ثم جاءت المسألة التي بعدها، وهي مسألة الاستماع للقرآن الكريم، التي ذكر فيها المؤلف أن الله -تعالى- رَغَّب عباده في الاستماع إلى هذا القرآن الكريم، والاستماع إلى القرآن الكريم هو عمل بما أمر الله -تعالى- به، فضلاً عن تلاوته، فالذي يستمع إلى القرآن الكريم يحصل له الأجر، بخلاف الأجر الذي يقرأ فيه القرآن الكريم، وبهذا يمكن أن نجمل أن الاستماع إلى القرآن الكريم فيه بشارتان:
البشارة الأولى: وتكون في الدنيا، وهي حصول الرحمة لسامع القرآن؛ قال الله -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (javascript:void(0))﴾(30) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference30). فهذه بشارة من الله -تعالى، وهذه الرحمة إذا حصلت لقارئ القرآن بهذا المسلم فقد حصل له كل خير؛ ولهذا قال -تعالى- في آية أخرى: ﴿ (javascript:void(0))وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (javascript:void(0))﴾(31) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference31).
فإذا رحم الله -تعالى- عبدَه فقد قربه منه؛ لأن الرحمة تدعو إلى فعل الخير، وأن يرحم الإنسان نفسه أولاً، ويبعدها عن المعاصي والذنوب والسيئات، ويقربها إلى الطاعات والحسنات، ولا يسمح لها أن تقع فيما يخالف أمر الله، ويرحم نفسه بأن تكون وَقَّافَة عند حدود الله، ثم يرحم غيره من عباد الله، وينشر هذه الرحمة التي حصلت له من الله -تعالى- إلى الناس بالتواصل، وفعل الخير، وصلة الأرحام، وحسن الكلام، والتسبيح والتهليل، والرحمة بالفقراء والمساكين، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وهذه الرحمة تجمع الإحسان، فإذا أحسن الإنسان دلَّ على ذلك على الرحمة، فقد قال الله -تعالى- في سورة الأعراف: ﴿ وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (javascript:void(0))﴾(32) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference32).
فالذي يفعل الإحسان قريب من الله -تعالى، ﴿ إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (javascript:void(0))﴾. فيرحم نفسه ويرحم غيره، ويحسن في عمله، ويحسن في تعامله، فيكون بذلك قريب من الله -تعالى، فإذا حقق الإحسان الذي هو أعلى مراتب الدين، وإذا حافظ على الصلاة وشعائر الدين، دلَّ على ذلك على الرحمة في قلبه، وأنه قريب من الله -تعالى، وبهذا يدلك على القرب من الله هذه الصلاة الذي يحافظ عليها، فإنه قريب من الله، قال الله -تعالى- لنبيه -عليه الصلاة والسلام: ﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب (javascript:void(0))ْ﴾(33) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference33). فإذا أكثرت السجود اقتربت من الله -تعالى، وهذا هو ثمرة الرحمة التي بشر الله -تعالى- بها عباده المؤمنين.
ومن البشارة في الدنيا: حصول الهداية؛ ولهذا بيَّن الله -تعالى- في سورة الزمر -كما ذكر المؤلف- قال: ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ (javascript:void(0))﴾، فثمرة ذلك: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ (javascript:void(0))﴾(34) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference34)، وتفسير المصنف تفسير لطيف حينما فسر قوله -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ (javascript:void(0))﴾. أي: يتبعون أحسن ما يقربهم إلى الله -تعالى؛ لأن القرآن كله كلام الله -تعالى، وهو حسن، كما قال -سبحانه: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ (javascript:void(0))﴾(35) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference35). فالقرآن كله حسن، فتفسير المؤلف بديع ولطيف، حينما قال: يتبعون أحسن ما يقربهم إلى الله -تعالى- من الأعمال الصالحة، فهذه بشارة وهي الهداية.
ولنعلم أن الذي ينال هذه البشارة في حياته لا يتوقف عليها، بل يطلب المزيد والزيادة في هذه الهداية، فإذا حافظ على هذه الهداية في الصلاة والصيام والزكاة والحج وتلاوة القرآن والذكر، وكل عمل خير، رغبت نفسه في الزيادة، ولم يقف عند هذا الحد، وهذا تجده ظاهرًا عند عباد الله الصالحين، الذين يتسابقون في فعل الخيرات، ولا يقفون عند حد، وبهذا إذا حصلت لك الهداية فسوف تدفعك إلى الزيادة، كما قال الله -تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ (javascript:void(0))﴾(36) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference36). وقال -تعالى: ﴿وَيزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى (javascript:void(0))﴾(37) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference37). يعني: أنهم يزدادون هداية على هداية، فإذا قرأ في الأسبوع -مثلاً- ثلاثة أجزاء، طلب الزيادة بأنه سيقرأ سبعة أو ثمانية أجزاء، إلى أن يختم القرآن في سبعة أيام، أو في ثلاثة أيام، وإذا أقبل على حفظ القرآن، ورغبت نفسه واستنار قلبه بهذا القرآن حفظ جزءًا، ثم تشتاق نفسه إلى حفظ أكثر، وهكذا إلى أن يُتِمَّ القرآن الكريم.
فالعبادة تدعو صاحبها إلى الزيادة، فالحسنة تنادي الحسنة كما أن السيئة -والعياذ بالله- تنادي السيئة، فالسيئة الخبيثة تجر صاحبها إلى سيئة أرفع، ثم إلى سيئة أعلى، ثم إلى سيئة أعظم، إلى أن يألف هذه السيئة، والحسنات كذلك.
فالإنسان يتبع الحسنة الحسنة دائمًا؛ لأن الإنسان لا يخلو من سيئات في حياته، لكن إذا كانت حسناته كثيرة غلبت على السيئات، كما قال الله -تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ (javascript:void(0))﴾(38) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference38). فاستماع القرآن الكريم يزيد في الهداية بوعد الله -جل وعلا، أيضًا قراءة القرآن الكريم يحصل بها اطمئنان القلب، وهذا من البُشْرى، قال الله -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (javascript:void(0))﴾(39) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference39).
فإذا اطمئن قلبك اطمأننت في هذه الدنيا، ولو كنت فقيرًا أو مريضًا أو مبتلًى، فاطمئنان القلب سعادة عظيمة للإنسان، فإذا كان فقيرًا لا يدخل إليه قلق ولا اضطراب ولا خوف، وإذا كان مريضًا يكثر من تحميد الله -تعالى- وشكره على هذه النعمة، وعلى هذا الابتلاء، فلا يخاف ولا يقلق من الموت، بل اطمئن قلبه، فصارت لديه سعادة وهدوء بال، لا يشعر بها إلا مَن عايشها في حياته، ومن تأمل القرآن الكريم، وَجَد وجوهًا كثيرة لهذه البشرى في هذه الحياة الدنيا لمن يستمع القرآن الكريم.
ولا أدَلَّ على ذلك مما ذكره الله -تعالى، وساقه المؤلف من الجن المكلفين بعبادة ربهم، أولئك النفر الذين جاؤوا إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو يقرأ، واستمعوا إلى تلاوته، وأثر فيهم ذلك القرآن الكريم، فانطلقوا إلى قومهم يبلغون هذا القرآن الكريم، وشهدوا بأنه مصدق لما بين يديه.

إذن حينما سمعوا القرآن ازدادوا، ولم يكتفوا بالسماع فحسب، بل ضموا إلى ذلك أن بَلَّغوا قومهم، ﴿ (javascript:void(0))وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ (javascript:void(0))﴾(40) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference40)، فرجعوا إلى قومهم وبلغوهم ما سمعوه، وهذه هداية، وهي أن الله -تعالى- يوفق العبد ويهديه إلى أن يبلغ ما تحمله من علم وأمانة، ولا يكتفي به لنفسه، وهذا من حب الخير وفعله بإخوانك المسلمين.
البشارة الثانية: وتكون في الآخرة، وتقدمت البشارة الأولى وهي في الدنيا، ولها وجوه متعددة ذكرتُ بعضها، وفي الآخرة أيضًا لها وجوه متعددة منها: أن صاحب القرآن الذي قرأ القرآن واستمع إليه، يخاطب يوم القيامة، ويقال له: اقرأ وارقِ ورَتِّل كما كنت ترتل في الدني(41) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference41)، وأنه يوم القيامة في ذلك اليوم العظيم، تأتيه سورة البقرة وسورة آل عمران -وهما الزهراوان- كما أخبر بذلك النبي -عليه الصلاة والسلام- تأتيان في ذلك اليوم العظيم كالغمامتين أو كالغيايتين تُحَاجَّان عن صاحبهم(42) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference42)، وقد جاء في بعض الأحاديث أن القرآن يأتي يوم القيامة بلسان وعينين يحاجُّ عن صاحبه، وهذا من البشارة له في الآخرة.
ومن البشارة أيضًا: أنه -أي القرآن- يكون شفيعًا له يوم القيامة، كما جاء في الحديث: «الْقُرْآنُ وَالصِّيَامُ يَشْفَعَانِ لِصَاحِبِهِمَا، فَالْقُرْآنُ يَقُولُ: حَرَمْتُهُ النَّوْمَ فِي اللَّيْلِ. وَالصِّيَامُ يَقُولُ: أَظْمَأْتُهُ فِي النَّهَارِ وَجَوَّعْتُهُ فِيهِ، فَيَشْفَعَانِ لِصَاحِبِهِمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»(43) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference43). وهذه من البشارة العظيمة لأهل القرآن: التالين له، والمستمعين.
ثم تأتي المسألة الأخرى، وهي: التمثيل الذي ذكره المؤلف، وقد اكتفى بتمثيل سورة واحدة من سور القرآن الكريم، وهي سورة ق؛ وبَيَّن المؤلف بعضًا من مقاصدها وموضوعاتها التي جاءت فيها، والوجوه -والله أعلم- أن هذه السورة سورة عظيمة، كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يحافظ عليها ويقرأها، فقد قرأها في صلاة الجمعة، وقرأها في العيدين، وقرأها في صلاة الفجر؛ لما فيها من المواعظ والعبر والقصص، وفيها: إشادة بالقرآن الكريم وبيان فضله، وفيها: ذكر البعث والنشور، وإقامة الحجة على المشركين الذين أنكروه، وفيها: ذكر لبعض الأمم وقصصهم، وفيها: مِنَن من الله -تعالى- على عباده، مثل: هذه الأرض وهذه السماء، فالسماء تمطر، والأرض تنبت، وفيها: تذكير بالخلق الأول، ونهاية الناس في هذه الحياة الدنيا وهو الموت، وذكر الله -تعالى- فيها المحاضرة بين القرينين، وذكر الله -تعالى- فيها أيضًا: الجنة والنار، وما أعده الله -تعالى- لأهل الجنة، وما أعده الله لأهل النار، وخلق السماوات والأرض، ثم ختمها بما بدأها أيضًا، قال: ﴿ (javascript:void(0))ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (javascript:void(0))﴾(44) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference44). وقال في آخرها: ﴿ (javascript:void(0))فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ (javascript:void(0))﴾(45) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference45).
فبدأها بالقرآن، وختمها بالقرآن الكريم، فتأمل في مثل هذه السورة، وما فيها من المواعظ، وما فيها من العبر، وما فيها من المناسبات والدلالات العظيمة، فعلى الإنسان أن يقرأها، ويقرأ ما جاء فيها من التفسير؛ حتى يقف على المعاني، ويتدبر ذلك.
من المسائل أيضًا: الحث على تدبر هذا القرآن العظيم الذي أنزله الله، وبَيَّن فضله وشرفه، وبَيَّن مكانته وقدره، وأمرنا بأن نتدبره، والتدبر هو التفكر والتأمل والتذكر لما في هذا القرآن من العبر والمواعظ والأوامر والنواهي والقصص، وما جرى للأقوام السابقة، وما أعده الله لأهل الإيمان، وما توعد به أهل الكفر.
فالذي يقرأ القرآن عليه أن يقرن ذلك بالتدبر كما قال الله -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ (javascript:void(0))﴾(46) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference46)، وقال -تعالى- منكرًا على أولئك القوم على المنافقين الذين أعرضوا عن القرآن: ﴿ (javascript:void(0))أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ (javascript:void(0))﴾(47) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference47)، وكذلك أنكر عليهم استفهام إنكار فقال في سورة محمد: ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (javascript:void(0))﴾(48) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference48)، وهاتان الآيتان جاءتا في سياق ذكر أحوال المنافقين الذين يستمعون ولا ينتفعون، فكانوا يجلسون مجلس النبي -عليه الصلاة والسلام- ويستمعون القرآن والمواعظ، لكنهم معرضون بقلوبهم، فإذا خرجوا كما أخبر الله: ﴿ (javascript:void(0))حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا (javascript:void(0))﴾(49) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference49)، ماذا قال حين في كلامه؟! ألم تعلموا ما تكلم به وهو كلام عربي تعرفونه فكيف لا تفهمونه؟! إذن هم أعرضوا عن القرآن وأعرضوا عن أمر الله -تعالى-؛ ولهذا فإن التدبر الوارد في قوله -تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ (javascript:void(0))﴾(50) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference50)، يحتمل أمرين:
الأمر الأول: أن القارئ عليه أن يتدبر المعاني والدلالات والمقاصد التي أرشد الله -تعالى- عباده إليها، وهي كثيرة، فكل هذا الدين قائم عليها؛ كالصلاة والزكاة والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة التوحيد ونبذ الشرك ونبذ الفسق والنفاق، هذه أوامر فلا يليق بقارئ القرآن أن يخالفها، فهو يقرأ قوله -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (javascript:void(0))﴾(51) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference51)، ثم هو يكذب في حديثه، فهذا لم يتدبر القرآن، فمهما كانت الأحوال فإنه لا يكذب في الحديث بل عليه أن يصدق؛ لأن الصدق صفة أهل الإيمان؛ ولهذا ذكر الله -تعالى- في هذه الآية الإيمان وصفة أهل التقوى، ﴿ (javascript:void(0))يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (javascript:void(0))﴾.
فالصادق في قوله اتصف بصفة التقوى والإيمان، والأمثلة على هذا كثيرة في القرآن الكريم، لكن هذا نوع من أنواع تدبر المعاني والدلالات والمقاصد لكل ما يقرأه الإنسان، لا أن يقرأ حروفًا وكلمات فحسب، وإنما يقرأ كلام الرب -جل وعلا- ﴿ (javascript:void(0))لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ ولاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (javascript:void(0))﴾(52) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference52).
الأمر الثاني: وهو أن يتأمل القارئ دلالة بلاغة القرآن الكريم في اللفظ، وأنه من عند الله، وأن الذي جاء به صادق فيما قال، إذن نتأمل بلاغة هذا القرآن الكريم، وأنه جاء على أفصح اللغات، فلا يدانيه كلام ولا تدانيه بلاغة ولا فصاحة ولا بيان؛ ولهذا فالله -جل وعلا- تحدى العرب وهم اللد البلغاء والألسن الفصحاء أن يأتوا بمثل هذا القرآن، فقال -تعالى: ﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (javascript:void(0))﴾(53) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference53)، أي: معينًا في البيان والبلاغة وتنميق العبارات، وهم لا يستطيعون أن يأتوا بمثله.
ولهذا إذا وقفت على آيات جامعة مانعة لها دلالة عظيمة كقوله -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاة﴾ (javascript:void(0))(54) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference54)، إذا وقفت على هذه الآية تجدها قد جمعت معاني عظيمة ودلالات كبيرة، والعرب كانوا يقولون: ال*** أنفى لل***، والآية جاءت بشيء أوسع وأعم وأشمل من هذا، حياة للناس جميعًا، حياة لهم في أنفسهم وفي دينهم وفي أموالهم وفي اجتماعهم وفي سياستهم وفي أمنهم وفي أوطانهم، في كل شأن من شؤون الحياة؛ ولهذا فالله -سبحانه وتعالى- ذكر الحياة فقال: ﴿ (javascript:void(0))وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاة (javascript:void(0))ٌ﴾، وأيضًا الحياة نكرة وليست معرفة، لو كانت معرفة لكانت محصورة على جزء من الحياة، لكن اللفظ جاء نكرة فتذهب فيه النفس كل مذهب من أنواع الحياة التي تخطر ببال الإنسان، فألفاظه قليلة وعباراته معانيها عظيمة.

هذا نوع من التدبر؛ ولهذا هنا فائدة في التدبر: أن التدبر للقرآن الكريم يورث العلم، كيف يكون ذلك؟ لا يحصل لك علم بالقرآن الكريم وما فيه من الهداية والدلالات إلا بالتدبر والتأمل والتفكر، فإذا تدبرت هذه الآيات ازددت علمًا، ومعنى التدبر أنك إذا قرأت الآية فاذهب واقرأ تفسيرها في كتب التفسير، وراجع ما قاله أهل العلم من الصحابة والتابعين أولاً من تفسير القرآن، فكل آية لها تفسير تأخذه من القرآن أو من السنة أو من أقوال الصحابة أو من أقوال التابعين أو من الاستنباطات التي يستنبطها أهل العلم في كتبهم ومؤلفاتهم في التفسير، فيزول عنك الإشكال وتزداد بذلك العلم؛ ولهذا قالوا: التدبر يورث العلم، ذكر هذا ابن القيم(55) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference55)-رحمه الله تعالى.
كما أن اتباع القرآن يورث العمل، فنحن بين تدبر وبين اتباع، قال الله -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ (javascript:void(0))﴾(56) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference56)، وقال -تعالى- في آية أخرى عن الاتباع: ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم (javascript:void(0))﴾(57) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference57)، وقال: ﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ (javascript:void(0))تُرْحَمُونَ﴾ (javascript:void(0))(58) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference58)، فرتب على الاتباع حصول التقوى فقال: ﴿ (javascript:void(0))فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (javascript:void(0))﴾.
فاتباع القرآن الكريم يدفعك إلى العمل به، هذا هو الاتباع الحقيقي، فالاتباع ليس أقوالاً جوفاء فحسب، وإنما هو أعمال، فإذا حرم الله -تعالى- عليك الربا، فاتبع هذا الأمر، ولا تحدثك نفسك أو تميل بك شهوتك في الدنيا وحب المال إلى أن تقترف هذا المحرم.
فالربا حرمه الله -تعالى- بكل صوره فقال: ﴿وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا (javascript:void(0))﴾(59) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference59)، فمن كانت تنازعه نفسه بين ربا أو غيره فإذا جاءه أمر القرآن ترك الربا، ولا يتردد في ذلك، واتبع أمر الله -تعالى- وسلك المسلك الصحيح، وهذا الأمر وقع فيه في هذا الزمن كثير من الناس؛ ولهذا بيَّن الله -جل وعلا- في آيات الربا دلالات عظيمة لمن تأملها لأن ذلك:
أولاً: مرتبط بالإيمان بالله، فمن ارتكب شيئًا من المعاملات الربوية فقد خالف مقتضى الإيمان، ورد هذا في آيتين من القرآن الكريم: ﴿ (javascript:void(0))يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا الرِّبَا (javascript:void(0))﴾(60) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference60)، فصدرها بالإيمان، وقال -تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا (javascript:void(0))﴾(61) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference61)

ثانيًا: أنه -تعالى- ذكرنا باليوم الآخر في آخر السياق فقال: ﴿ (javascript:void(0))وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ (javascript:void(0))﴾(62) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference62)، وأنه سيكون هناك حساب وعقاب ومسائلة على هذا العمل وعلى هذا الفعل، فالإنسان يتبع القرآن، فالاتباع يورث العمل، والتدبر يورث العلم، فإذا أردت أن تعلم ما في هذا القرآن من الدلالات والمعاني والدقائق ولطائف التفسير عليك بالتدبر وقراءة التفسير حول هذه الآيات التي تقرأها.
لذا؛ يقول المؤلف: (منْ تَدبرَ كلامَه -أي كلام ربه- عَرفَ ربَّه -عزّ وجلّ)، أي: حق المعرفة، فعظم الله في نفسه؛ لأنه يقرأ كلام ربه الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، وعظَّم كلامه -جل وعلا- وعظَّم أمره ونهيه، لأنه إذا تدبر القرآن واتبعه وعمل بما فيه أعزه الله ولو كان ذليلاً، وأغناه ولو كان فقيرًا، ورفعه ولو كان حقيرًا، هكذا يكون أهل القرآن دائمًا، فهم مرفوعون عند الله في الدنيا وفي الآخرة، قال الله -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ (javascript:void(0))﴾(63). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference63)
قال أهل العلم: إن المراد بهم أهل القرآن، كما ذكر ذلك أهل التفسير، والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال في صحيح مسلم في قصة عمر بن الخطاب: « إِنَّ اللَّهَ لَيَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ»(64) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#reference64)، إذا كان ثمة تدبر واتباع للقرآن الكريم فثم السعادة حينئذ والحياة الطيبة.
(1) فاطر: 29- 30. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#1)
(2) الإسراء: 9- 10. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#2)
(3) الإسراء: 82. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#3)
(4) يونس: 57. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#4)
(5) النساء: 174- 175. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#5)
(6) آل عمران: 103. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#6)
(7) الزمر: 23. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#7)
(8) ص: 29. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#8)
(9) طه: 113. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#9)
(10) الزمر: 17- 18. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#10)
(11) الزمر: 54- 55. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#11)
(12) الأعراف: 204. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#12)
(13) ق: 45. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#13)
(14) الجن: 1 - 2. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#14)
(15) الأحقاف: 29 - 31. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#15)
(16) ق: 1. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#16)
(17) ق: 35. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#17)
(18) ق: 37. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#18)
(19) محمد: 24. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#19)
(20) النساء: 82. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#20)
(21) فاطر: 29 - 30. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#21)
(22) الأنعام: 115. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#22)
(23) صحيح: أخرجه الترمذي: كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء فيمن قرأ حرفا من القرآن ما له من الأجر (2910). قال الترمذي: حسن صحيح غريب. قال الألباني في صحيح الترمذي: صحيح. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#23)
(24) المائدة: 16. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#24)
(25) الفاتحة: 6. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#25)
(26) الإسراء: 82. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#26)
(27) النساء: 175. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#27)
(28) آل عمران: 103. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#28)
(29) الزمر: 23. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#29)
(30) الأعراف: 204. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#30)
(31) الأعراف: 156. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#31)
(32) الأعراف: 56. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#32)
(33) العلق: 19. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#33)
(34) الزمر: 18. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#34)
(35) يوسف: 3. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#35)
(36) محمد: 17. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#36)
(37) مريم: 76. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#37)
(38) هود: 114. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#38)
(39) الرعد: 28. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#39)
(40) التوبة: 122 (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#40)
(41) صحيح: أخرجه أحمد في المسند (6799)، أبو داود: كتاب الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة (1464)، الترمذي: كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء فيمن قرأ حرفا من كتاب الله ما له من الأجر (2914)، قال الترمذي: حسن صحيح، من حديث عبد الله بن عمرو، وقال الألباني في صحيح أبي داود: حسن صحيح. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#41)
(42) أخرجه مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة (804) من حديث أبي أمامة الباهلي. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#42)
(43) حسن صحيح: أخرجه أحمد في المسند (6626)، الحاكم في المستدرك (1/740) من حديث عبد الله بن عمرو، قال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: حسن صحيح. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#43)
(44) ق: 1. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#44)
(45) ق: 45. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#45)
(46) ص: 29. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#46)
(47) النساء: 82. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#47)
(48) محمد: 24. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#48)
(49) محمد: 16. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#49)
(50) ص: 29. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#50)
(51) التوبة: 119. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#51)
(52) فصلت: 42. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#52)
(53) الإسراء: 88. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#53)
(54) البقرة: 179. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#54)
(55) محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز، شمس الدين أبو عبد الله، الزرعي، ثم الدمشقي. الفقيه الأصولي، المفسر النحوي، العارف.ابن قيم الجوزية. تفقه في المذهب الحنبلي، وبرع وأفتى، ولازم شيخ الإسلام ابن تيميَّة. وكان ذا عبادة وتهجد، وطول صلاة، ولهج بالذكر. له تواليف حسان؛ منها: "زاد المعاد"، و"بدائع الفوائد". ولد سنة إحدى وتسعين وست مئة، وتوفي سنة إحدة وخمسين وسبع مئة. انظر: البداية والنهاية (18/ 523)، والذيل على طبقات الحنابلة (5/ 170 ترجمة 600). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#55)
(56) ص: 29. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#56)

(57) الأعراف: 3. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#57)
(58) الأنعام: 155. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#58)
(59) البقرة: 275. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#59)
(60) آل عمران: 130. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#60)
(61) البقرة: 278. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#61)
(62) البقرة: 281. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#62)
(63) المجادلة: 11. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#63)
(64) أخرجه مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل من يؤم بالقرآن ويعلمه وفضل من تعلم حكمه، (817) من حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9097#64)

الآثار المروية في أخلاق حملة القرآن (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9098)
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - وهذا الأثر أصله في صحيح البخاري ومسلم بألفاظ مختلفة، أما هذا الأثر فقد أخرجه أبو داود وأحمد، وذكر عبد الله بن مسعود هنا طريقة من طرق قراءة القرآن الكريم، لكنه حذر منها ونهى عنها؛ وهي طريقة الهذ أو الهذرمة في القرآن الكريم، والهذ هو قراءة القرآن الكريم على وجه السرعة بلا تأمل ولا تدبر، وقد يكون في هذه القراءة إخلال بالآيات أو إسقاط لبعض الحروف بسبب العجلة في القراءة؛ ولهذا نهى عبد الله بن مسعود أن يهذ كهذ الشعر؛ لأن الشعر يلقى بعجلة وسرعة بلا تأمل ولا تدبر، وإنما هم الشاعر أن يلقي هذه الكلمات المنمقة بصوته ليظهر الفصاحة والبيان والمعاني فيما يقوله دون أن يتأمل أو يتدبر، قال: (لاَ تنثرُوهُ نثرَ الدقلِ)، أي: لا تنثروا القرآن، والضمير عائد إلى قراءة القرآن الكريم، والدقل هو رديء التمر أو هو اليابس منه؛ لأن التمر اليابس إذا نثر خرجت له أصوات وتتابع بعضه مع بعض بسرعة كما يكون في الشعر، فنهى القارئ أن يهذه هذ الشعر أو ينثره نثر الدقل، بل أمر -رضي الله عنه- القارئ أن يقف عند هذه الكلمات القرآنية ويتأملها ويعلم ما فيها من العجائب والدلالات والمعاني والهدايات، وأن يتحرك قلبه كما يتحرك لسانه بهذه التلاوة، فإذا قرأ القرآن الكريم فعليه أن يستشعر هذا القرآن فيتأثر به قلبه وبدنه، قال -تعالى: ﴿ (javascript:void(0)) تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ (javascript:void(0))(2) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9098#reference2).
ولا يحرص الإنسان على أن ينهي السورة أو الجزء أو الحزب في وقت سريع دون تأمل ولا تدبر، فهذا ورد النهي عنه؛ لأن الله -تعالى- قال: ﴿ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ (javascript:void(0))﴾(3) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9098#reference3)، أي: يعملون به حق العمل،


(http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9098#1)(2) الزمر: 23. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9098#2)
(3) البقرة: 121. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9098#3)

مراتب تلاوة القرآن (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195)
ومن خلال هذا الأثر عن ابن مسعود -رضي الله عنه- يجرنا إلى ذكر مراتب التلاوة، فإذا كان عبد الله بن مسعود نهى عن هذه الطريقة في التلاوة؛ وهي الهذ أو الهذرمة أو النثر، إذن فما الطريقة الصحيحة في تلاوة القرآن الكريم؟
ومن خلال هذا الأثر عن ابن مسعود -رضي الله عنه- يجرنا إلى ذكر مراتب التلاوة، فإذا كانعبد الله بن مسعود نهى عن هذه الطريقة في التلاوة؛ وهي الهذ أو الهذرمة أو النثر، إذن فما الطريقة الصحيحة في تلاوة القرآن الكريم؟
ذكر العلماء أربع مراتب لتلاوة القرآن، هي: الترتيل، ثم التحقيق، ثم الحدر، ثم التدوير.
المرتبة الأولى: الترتيل، هي المرتبة التي جاء بها القرآن الكريم، والترتيل يعني الترسل في التلاوة والتأني والتمهل، والتبيين بألفاظ القرآن الكريم كما قال الله -تعالى: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (javascript:void(0))﴾(2) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference2)، أي: بينه تبيينًا، وقال -سبحانه: ﴿وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً﴾ (javascript:void(0))(3) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference3)، وقال -جل ذكره: ﴿ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ (javascript:void(0))﴾، أي: على تمهل، ﴿ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً (javascript:void(0))﴾(4) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference4)؛ ولهذا لما نزل القرآن الكريم على النبي -عليه الصلاة والسلام- بادر بالعجلة في التلقي محبة في هذا القرآن وخوفًا ألا يضيع منه شيء، قال الله -تعالى: ﴿ لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾ (javascript:void(0))(5) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference5).
فالله يأمر نبيه أن يقرأ كما يقرأ جبريل -عليه السلام، فجبريل يقرأ ثم هو يتلقى، كما قال الله -تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ﴾ (javascript:void(0))(6) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference6)، فالترتيل هو التأني والتمهل والترسل في التلاوة، وقال -تعالى: ﴿وَلاَ تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ (javascript:void(0))﴾(7) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference7)، أي: لا تعجل في قراءته، ولا تعجل في تلقيه، فأمره ربه -جل وعلا- أن يطمئن في الأخذ وفي التلاوة؛ لأن ترتيل القرآن الكريم بهذه الصورة التي فيها التأني والتمهل والترسل ثمرتها أن يتدبر القارئ ما يقرأ، وأن يفهم ويتأمل ثم بعد ذلك يعمل بما قرأ، فترتيل القرآن الكريم هو الذي جاء في القرآن، وهو الذي فعله النبي -عليه الصلاة والسلام- وحث أصحابه عليه لما فيه من الحكم والفوائد.
المرتبة الثانية: التحقيق، والتحقيق مرتبة قريبة من الترتيل، لكن التحقيق يستعمل في رياضة اللسان، وفي مقام التعليم وفي بيان مخارج الحروف وصفاتها، وفي زيادة ضبط وتعليم، فهو يقوم في مقام التعليم، فيعلم القارئ من يقرأ عليه كيف ينطق الحرف، ويعلمه كيف يخرج هذا الحرف، ومن أي مخرج هو؟ مثل أن يقول: إذا أردت أن تعرف مخرج الحرف فسكِّنه، وأدخل عليه همزة القطع، فستعرف مخرج هذا الحرف، مثلاً: القاف، أدخل عليها همزة قطع وسكنها فتقول: (أَقْ)، فهي من أقصى الحلق، وفي الباء: (أَبْ)، فهي من طرف اللسان، حينئذ يبدأ في القراءة، فإذا قرأ مثلاً: بسم الله الرحمن الرحيم، فهو يقول لهم: بِسم الله، (يوضح الكسرة)، ولا يقول، بَسم الله (الكسرة غير واضحة)، فهو يبين كسرة الحرف وفتحته وضمته، وكان المتقدمون في السابق يكتبون قواعد تسمى بالقاعدة البغدادية ويكتبون كل حرف ثلاثة مرات:
الكتابة الأولى فتحة، والثانية ضمة، والثالثة كسرة؛ وبذلك أتقنوا الحروف وأتقنوا ضبطها ومخارجها ومعرفة مخرج كل حرف، فهذا يدخل في التحقيق، والعلماء قد تكلموا عن مخارج الحروف وصفاتها، وبينوا عدد مخارج الحروف، وبينوا عدد صفاتها، فهذا من الأهمية بمكان لقارئ القرآن أن يعرف هذه المخارج في مقام الإقراء وفي مرتبة التحقيق، فضبط القراءة وإتقانها وتجويدها لا يكون إلا في مرتبة التحقيق؛ ولهذا فالتحقيق داخل في الترتيل، فالذي ضبط التحقيق يستطيع أن يقرأ قراءة مرتلة ولا يخل بشيء من الأحرف ولا الكلمات.
ومن مقامات التحقيق أنه يتعرض للوقف والابتداء، فيعرف متى يقف، ومتى يبتدئ، ومتى يصل... إلى غير ذلك من الأمور متعلقة بالتحقيق، وبعض أهل العلم لم يفرق بين الترتيل والتحقيق، وجعلهما مرتبة واحدة، وسأذكر كلام أهل العلم وأيهما أفضل، بعد سياق هذا العرض.
المرتبة الثالثة: الحدر، وهو السرعة في القراءة مع المحافظة على أحكام التلاوة، وفيه تكثير للحسنات؛ لأن الإنسان يقرأ كثيرًا إذا حدر، فإذا قرأ كثيرًا أخذ أجرًا كثيرًا، كما تقدم في الحديث أن قارئ القرآن يؤجر على كل حرف من أحرف القرآن الكريم.
والمرتبة الرابعة: التدوير، وهو حالة متوسطة بين مرتبة الترتيل ومرتبة الحدر، ويكون مع المحافظة على أحكام الحروف والوقف والابتداء والمخارج والصفات، وأكثر أهل الأداء أخذوا بهذا النوع من أنواع مراتب القراءة وهو التدوير، ونقل ذلك ابن القيم -رحمه الله تعالى- في كتاب زاد المعاد، وبنى على ذلك مسائل.
إذن علمنا أن مراتب القراءة هي: الترتيل والتحقيق والحدر والتدوير، فالترتيل فيه تأنٍ في التلاوة، والحدر: فيه سرعة مع ضبط، والسؤال الآن: أيهما أفضل؛ الترتيل أم الحدر؟
ذكرنا في أول الكلام أن الترتيل يصحبه التدبر والتأمل والتفكر، وهذا هو المقصود من التلاوة، أما الحدر فإن فيه كثرة ثواب لكثرة القراءة، إذن يوجد مذهبان لأهل العلم في هذه المسألة: ما الأفضل الترتيل أم الحدر؟ ذهب عبد الله بن مسعود -كما سبق في الأثر- وابن عباس -رضي الله عنهما- وغيرهما من الصحابة والتابعين إلى أن الترتيل مع قلة القراءة أفضل من الحدر الذي فيه سرعة للقراءة، واحتجوا بحجج منها: أن المقصود من القراءة هو: الفهم والتدبر والفقه والعمل بما يقرأ، وليس الكثرة، وتلاوته بتأنٍ وتدبر وسيلة إلى فهم معانيه، وهذا يكون في التأني، والقرآن الكريم كما هو معلوم نزل ليعمل به لا أن يكون يقرأ فقط.

وقال بعض السلف: نزل ليعمل به، فاتخذوا تلاوته عملاً، فأهل القرآن المتدبرون لآياته ومعانيه هم العالمون بآياته العاملون بما فيه وإن لم يحفظوه كله عن ظهر قلب، وهذا كان حال الصحابة، فالصحابة لم يحفظوا القرآن كلهم، وإنما حفظه بعضهم، لكن الذي يحفظ القرآن ويكثر من تلاوته وهو لا يفهمه ولا يعمل به فليس من أهل القرآن الذين ورد فيهم الفضل، وترتب على قراءتهم الأجر؛ ولهذا تعلمون أن فرقة الخوارج كانوا أهل قرآن، وكانوا يقرؤون القرآن ويكثرون من تلاوته، ولكنه لا يجاوز حناجرهم ولا تراقيهم، ولكنهم يكثرون من التلاوة ولا يعلمون بما فيه؛ ولهذا وقعوا فيما وقعوا فيه من المخالفات؛ لأنهم لم يعملوا به، فهذا وجه من وجوه الترجيح أو في بيان فضل الترتيل على الحدر.
وقالوا أيضًا: إن القرآن جاء بهذا قال -تعالى: ﴿وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً﴾ (javascript:void(0))(8) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference8) وقال: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (javascript:void(0))﴾(9) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference9)، فهنا جاء بالفعل ثم أكده بعد ذلك بالمصدر، فقال -تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (javascript:void(0))﴾ وهذا التأكيد للثبات على هذا النوع من أنواع القراءة، وأن يداوم الإنسان عليه؛ لأنه وسيلة إلى التدبر والفهم، وقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يقرأ كذلك، كما نقل عنه -عليه الصلاة والسلام- في أحاديث كثيرة تقول حفصة -رضي الله عنها- كما في صحيح مسلم: "كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها"(10) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference10)، ولما سئل أنس(11) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference11) -رضي الله عنه- عن قراءة النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: "كانت قراءته مدا"(12) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference12)، فيمد الرحيم، وهذا مد عارض للسكون، وفيه ثلاثة أوجه: القصر والتوسط والمد، ونقل كثير من الصحابة -رضوان الله عليهم- صفة قراءة النبي -عليه الصلاة والسلام- كما نقلت ذلك أيضًا أم سلمة(13) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference13).
والقول الثاني: ذهب إليه بعض أهل الأداء وبعض أصحاب الشافعي ورجحوا أن الحدر أفضل، قالوا: لأن فيه كثرة للقراءة وكثرة القراءة أفضل حينئذ، واحتجوا على ذلك بما ورد في الترمذي من حديث عبد الله بن مسعود وصححه الترمذي أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: « مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ: آلم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ»(14) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference14)، وقالوا: لأن بعض السلف كان يكثر من القرآن، بل بلغ الأمر ببعضهم إلى أن يختم في الليلة، بل زاد على ذلك أن يختم في ركعة، كما ورد ذلك عن عثمان -رضي الله عنه- فقد ورد أنه أحيا القرآن كله في ركعة(15) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference15)، وورد عن تميم الداري(16) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference16) أنه قرأ القرآن في ليلة(17) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference17)، وورد عن سعيد بن جبير(18) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference18) أنه أيضًا قرأ القرآن في ركعة(19) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference19)، وورد أيضًا عن علقمة بن قيس(20) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference20) من أكابر تلامذة عبد الله بن مسعود أنه ختم القرآن في ليلة(21) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference21)، قالوا: لأن هذا كان من عادة السلف أنهم يقرؤون القرآن كثيرًا، وهذه الروايات عن هؤلاء الصحابة والتابعين أخرجها أبو عبيد في فضائل القرآن، وأخرجها أيضًا البيهقي، وأخرجها ابن ماجه، وقد صحح أسانيدها ابن كثير في فضائل القرآن في مقدمة التفسير، وقال الذهبي معلقًا على ذلك: هذا خلاف السنة.
إذن هؤلاء الصحابة أو التابعون اجتهدوا في طلب الخير، وفي التزود من قراءة القرآن الكريم، لكن السنة جاءت بخلاف ذلك، وهذا يظهر لك جليًّا وواضحًا في وصية النبي -عليه الصلاة والسلام- لعبد الله بن عمرو بن العاص حينما جاءه قال له -عليه الصلاة والسلام: « كَمْ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟». قال: أقرأه في ليلة، قال: « اقْرَأْهُ فِي شَهْرٍ». قال: إني أطيق أكثر من ذلك، حتى أوصله -عليه الصلاة والسلام- إلى سبع ليال(22) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference22).
قال العلماء: هذه مدة كافية لمن أراد أن يختم القرآن الكريم وهو يتأمل ويتدبر ما فيه من المعاني، فالأخذ بوصية النبي -عليه الصلاة والسلام- أولى حينئذ، وإن كان بعض الصحابة والتابعين اجتهدوا وقرؤوا القرآن في ليلة كاملة، ولكن فعل النبي -عليه الصلاة والسلام- وتوجيهه لعبد الله بن عمرو بن العاص هو الأولى في الأخذ، وورد في بعض الروايات أنه يختمه في ثلاث ليال كما سيأتي.
إذن القول المختار والصواب أن ثواب قراءة الترتيل والتدبر الترتيل المقرونة بالتدبر والتفهم والفقه أعلى وأجل أرفع قدرًا من القراءة بالحدر، ولكن في كلٍّ خير، قالوا: إن قراءة الحدر أكثر عددًا وقراءة الترتيل أكثر ثوابًا، ومثلوا لذلك بمثال وهو: أن يكون لدى الإنسان جوهرة فيبيعها بألف، هذا هو الترتيل، وإنسان عنده أربع جواهر وباعها بألف أيضًا، لكن هذه عددها خمس وهذه واحدة، أو كأن يكون إنسان عنده عبد نفيس يبيعه بألف وآخر عنده خمسة من العبيد فيبعهم بألف أيضًا؛ لأن ذاك أنفس منهم وأعلى عنده.
فلا يقال إن الحدر مردود ولا يقرأ به إنسان،بل أخذ به أكثر أهل الأدب، فقد أخذ به ابن كثير(23) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference23) والكسائي(24) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference24) وأبو عمرو البصري(25) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference25) في بعض الروايات عنه، فلهذا فضله ولهذا فضله، لكن أيهما أولى؟ الأولى الترتيل؛ لأن الترتيل هو فعل النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو الذي نزل به القرآن الكريم، وفي الترتيل معرفة المواقف على الآيات، والنبي -عليه الصلاة والسلام- كان يقف على رؤوس الآيات حتى ولو اختلف المعنى، ولكن كيف يختلف المعنى؟
تأتي آية مرتبطة في المعنى بالتي بعدها في مثل قوله -تعالى: ﴿ فَوَيلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (javascript:void(0))﴾(26) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference26)، فهذا وعيد للمصلين، لكن هل هو لكل المصلين؟ هذا لبعض المصلين المخالفين وهم الساهون في صلاتهم؛ ولهذا قال -تعالى: ﴿ فَوَيلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ (javascript:void(0))﴾(27) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference27).
وحينئذ على القارئ أن يقرآ: ﴿فَوَيلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (javascript:void(0))﴾، ويقف، ثم يقول: ﴿فَوَيلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ (javascript:void(0))[/URL]﴾ فيجمع بين الأمرين؛ بين السنية في الوقف على رؤوس الآيات، وبين ارتباط معنى الآية، ومثل قوله -تعالى: ﴿[URL="javascript:void(0)"]كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (javascript:void(0))﴾(28) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference28)، إذا قال ذلك وسكت لم يتم المعنى، وهو قد وقف على رأس الآية، ولا يتم المعنى إلا بقوله -تعالى: ﴿وَيبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ (javascript:void(0))﴾(29) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference29)، فيقول القارئ: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (javascript:void(0))﴾، ويقف، ثم يرجع ويقول: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ (javascript:void(0))﴾، فجمع بين الأمرين، بين الوقف على رؤوس الآيات وبين اتصال المعنى.

ولهذا أكثر السلف من الصحابة التابعين رأوا قراءة الترتيل، وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه جاءه أبو جمرة واسمه نصر بن عمران البصري(30) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference30) وقال: إني رجل سريع القراءة وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين، فقال ابن عباس: "لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إلي -وفي رواية أحب إلي- من أن أفعل ذلك الذي تفعله، فإن كنت فاعلاً ولا بد فاقرأ قراءة تسمع أذنيك ويعيها قلبيك(31) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference31)". وهذا عندابن أبي شيبة.
وقال إبراهيم(32) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference32): قرأ علقمة على ابن مسعود -وكان حسن الصوت- فقال: "رتل فداك أبي وأمي فإنه زَيْنُ القرآن"(33) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference33)، واستدلوا أيضًا بحديث عبد الله بن مسعود بقوله هذا المتقدم، وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى(34) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference34): دَخَلَتْ عليَّ امرأة وأنا أقرأ سورة هود، فقالت: يا أبا عبد الرحمن هكذا تقرأ سورة هود! والله إني فيها منذ ستة أشهر وما فرغت من قراءته(35) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference35)!فهذه الآثار تدلك على أن قراءة الترتيل هي الأولى حينئذ، وأن ما ذهب إليه ابن مسعود وعبد الله بن عباس وآخرون من السلف في الأخذ بالترتيل هو الأولى؛ لأنه يكون مصحوبًا بالتدبر والفهم والفقه ومعرفة المعنى لهذه الآيات، هذا ما يتعلق بمراتب التلاوة فالنبي -عليه الصلاة والسلام- قد أوصى عبد الله بن عمرو بن العاص بأن يختم القرآن في سبع ليال، والصحابة كانوا يهتمون بالعمل، فكانوا يتعلمون الخمس آيات والعشر الآيات في مجلس واحد فلا يتجاوزون هذه الآيات إلا وقد حفظوها وفهموا معناها وما فيها من الأحكام.
وقد روي عن عبد الله بن عمر أنه مكث في سورة البقرة ست أو سبع أو ثمان سنين يتعلم هذه السورة(36) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference36)، لم يعجزه حفظها وإنما كان يتعلمها ويتعلم ما فيها من المعاني والدلالات والأحكام؛ لأن هذه السورة مليئة بالأحكام الفقهية والقصص والعبر والمواعظ والناسخ والمنسوخ، فكانت همهم الصحابة -رضوان الله عليهم- العمل والحرص على تطبيق هذا القرآن، ونحن الآن في هذا الزمن لا نشكو من قلة الحفظة، فالحفاظ كثيرون ويحفظون القرآن، لكن أين العمل؟
ولهذا كانت الوصية التي أوصى بها عبد الله بن مسعود أن تتحرك به القلوب، وأن تقف عند عجائبه(37) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference37)، ولا يكون هم الواحد هو نهاية هذه السورة فيحرص الإنسان في تلاوته على التدبر والعمل؛ لأن هذا أمر الله، وقراءة القرآن عبادة، والعبادة لا بد أن تكون بفهم وعلم، وإلا كيف يؤديها الإنسان لا يسوغ لإنسان أن يصلي وهو لا يعلم أحكام الصلاة، ولا يعرف ماذا يقول في ركوعه وسجوده وقيامه وقعوده!
فلا بد أن يتعلم هذه الأحكام، فكذلك يتعلم الإنسان هذه المعاني ويقف عندها ويأتمر بأوامرها وينتهي عند نواهيها، ويقف عند حدود الله، ولو أن أهل القرآن قاموا بهذه الصفة كما كان عليها الصحابة -رضوان الله عليهم- لتحقق لهم الخير في حياتهم، ولحفظهم الله -تعالى- من هذه الفتن والمصائب، والصحابة -رضوان الله عليهم- كانوا يتسابقون إلى حفظ القرآن، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- يحث أصحابه ويرغبهم في حفظ القرآن وقراءته والعمل به.
وكان -عليه الصلاة والسلام- يشجعهم ويحفزهم ويذكر محاسنهم في التلاوة؛ كما حصل ذلك مع أبي موسى الأشعري عبد الله بن قيس، إذ كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يمر في بعض طرق المدينة فسمع قراءة أبي موسى الأشعري، فوقف واستمع إليها وأعجبته هذه التلاوة فأخبره من الغد قال: « إِنِّي الْبَارِحَةَ اسْتَمَعْتُ إِلَى تَلاَوَتِكَ»، ففرح عبد الله بن قيس بهذا الخبر فهو شهادة عظيمة من النبي -عليه الصلاة والسلام- وقال: «لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاودَ»(38) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference38)، فقال عبد الله: لو أني علمت بذلك لحبرتها لك تحبيرً(39) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference39)، أي: أضفت عليها أشياء كثيرة من التحسين الصوت وتزيينه، فكان -عليه الصلاة والسلام- يشجعهم.
ويستفيد من هذا أيضًا أن قارئ القرآن إذا كان تاليًا محسنًا للتلاوة حسن الصوت لا يمنع الإنسان أن يذكر له هذا الشيء ويقول: جزاك الله خيرًا على هذا الصوت الجميل الحسن المتقن الجيد، وليس هذا من الإطراء، وإنما هو من التشجيع كما كان يفعل -عليه الصلاة والسلام، وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام- أيضًا لأبيٍّ(40) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference40): « أَقْرَأُكُمْ أُبَيٌّ(41) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference41)»، وقال: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَأْخُذَ القُرْآنَ غَضًّا طَرِيًّا فَلْيَأْخُذْهُ عَنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ»(42) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference42)، وهو عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- لذلك كان للصحابة نشاط دائم وكانوا إذا جلسوا في بيوتهم أو في المسجد كأنما تسمع دويًّا كدوي النحل، كما وصفه بعض أهل العلم منهم عبد الرحمن بن أبي ليلى في صفة الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم- في الإقبال على القرآن الكريم، ولم يحرصوا على أن يستكملوا، وإنما على أن يعوه وأن يفهموه، وأن يتقنوا هذا القرآن العظيم.
إذن هناك زيادة على القدر المحدد؛ كأن يختم الإنسان في أقل من ثلاث ليال أو سبع، كما حصل لعثمان وغيره، والتلاوة في أقل من سبعة أو ثلاث ليال ليست محرمة، وإنما يقال: هذا خلاف الأولى، فهذا يختلف باختلاف أحوال الناس، كما ذكر ذلك النووي -رحمه الله تعالى- ونقله عنه ابن حجر(43) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference43) قال النووي(44) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference44): "والاختيار في ذلك -يعني في قراءة القرآن- أن ذلك يختلف بالأشخاص؛ فمن كان من أهل الفهم وتدقيق الفكر استحب له أن يقتصر على القدر الذي لا يختل به المقصود من التدبر واستخراج المعاني، وكذلك مَن كان له شغل بالعلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة يستحب له أن يقتصر منه على القدر الذي لا يخل بما هو فيه، ومن لم يكن كذلك فالأولى له الاستكثار ما أمكنه من غير خروج إلى الملل ولا يقرأه هذرمة؛ فالحكم حينئذ يدور مع النفع".

فربما تجد إنسانًا لا يختم في شهر أو شهرين؛ لأنه مرتبط بمصالح متعدية النفع للمسلمين، فالناس ليسوا على درجة سواء، فمن كان مرتبطًا بأعمال متعدية النفع لإخوانه المسلمين فهذا يقرأ على قدر استطاعته، ولا يكلف نفسه أكثر من ذلك؛ لأنه لو جلس يقرأ هذه المدة لتعطلت تلك المنافع؛ كالعطف على الفقراء والمساكين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمرابطة والحراسة، فليس هذا حكمًا عامًّا على كل الناس، فهذا الحكم يدور مع النفع المتعدي، فمن كان نفعه متعديًا إلى الآخرين أكثر من نفع القراءة فيبقى على ذلك النفع ولا يترك القراءة، وإذا كان نفعه في القراءة أكثر فيبقى على القراءة حينئذ؛ كأن يكون هذا الإنسان متبحر في القراءة، ويعرف الصفات والمخارج، فإذا قرأ وسجلت هذه القراءة واستمع إليها أناس آخرون استفادوا منها، فهذا يبقى على حاله ويفرغ وقته لهذا الشيء حتى ينفع الله -تعالى- بهذه القراءة التي يتلوها، وكذلك مَن كان في المسجد أيضًا يدرس في الحلقات هذا في حقه أنه يبقى ليفيد الآخرين، فهو متوقف على النفع.
ولهذا رأى الإمام أحمد -رضي الله عنه- أنه لا يزيد على ثلاثة أيام إن كان جادًّا مجتهدًا، فلا يختم في ليلة ولا في ليلتين، بل يختم في ثلاث ليال، وقال بعض الظاهرية: يحرم أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاثة؛ ووقفوا على ظاهر النص، لكن اختيار الإمام أحمد ومَن معه من أهل العلم أنه يقرأ ليالي الصيف أقصر من ليالي الشتاء، وساعاتها طويلة، ويستطيع أن يختم ويقرأ، ولكن أقل الأحوال أن يحرص الإنسان على أن يختم في شهر رمضان، فشهر رمضان هو شهر القرآن، فيحرص على ذلك غاية الحرص؛ لأن السلف -رضوان الله عليهم- كانوا يتركون الدروس والعلوم الأخرى، وينصرفون إلى القرآن الكريم، هذا ما يتعلق بهذا الأثر عن ابن مسعود، وهو مخرج في الصحيحين(45) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference45)، وقد رواه أبو داود وأحمد(46) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#reference46).


(1) ـ أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8733). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#1)
(2) المزمل: 4. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#2)
(3) الفرقان: 32. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#3)
(4) الإسراء: 106. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#4)
(5) القيامة: 16-18. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#5)
(6) النمل: 6. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#6)
(7) طه: 114. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#7)
(8) الفرقان: 32. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#8)
(9) المزمل: 4. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#9)
(10) أخرجه مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جواز النافلة قائما وقاعدا وفعل بعض الركعة قائما (733). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#10)
(11) أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار. الإمام، المفتي، المقرئ، المحدث، راوية الإسلام،أبو حمزة الانصاري الخزرجي النجاري المدني، خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وقرابته من النساء، وتلميذه، وتبعه، وآخر أصحابه موتا، وروى عنه علما جما، وغزا معه غير مرة، وبايع تحت الشجرة. دعا له النبي بالبركة، فرأى من ولَده وولَدِ ولَدِه نحوا من مئة نفْس. مات سنة إحدى وتسعين. انظر: الاستيعاب (ص: 53 ترجمة 43)، والإصابة (1/ 126 ترجمة 277). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#11)
(12) أخرجه البخاري: كتاب فضائل القرآن، باب مد القراءة (5045، 5046). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#12)
(13) صحيح: أخرجه أحمد في المسند (26583)، وأبو داود، كتاب الحروف والقراءات باب استحباب الترتيل في القراءة (1466)، والترمذي: كتاب القراءات عن رسول الله، باب في فاتحة الكتاب (2927)، قال الترمذي: حسن صحيح، والنسائي كتاب الافتتاح، باب تزيين القرآن بالصوت (1022، 1629)، قال الألباني في صحيح الترمذي: صحيح. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#13)
(14) صحيح: أخرجه الترمذي كتاب فضائل القرآن عن رسول الله، باب ما جاء فيمن قرأ حرفا من القرآن ما له من الأجر (2910) وقال الترمذي: حسن صحيح غريب، وقال الألباني في صحيح أبو داوود: صحيح. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#14)
(15) أخرجه القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" (236)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (3710، 3720، 8680). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#15)
(16) تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن جذيمة، أبو رقية الداري، اللخمي، الفلسطيني. صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم. والدار بطن من لخم، ولخم: فخذ من يعرب بن قحطان. كان نصرانيا، ووفدتميم الداري سنة تسع، فأسلم، فحدث عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- على المنبر بقصة الجساسة في أمر الدجال. كان عابدا تلاَّءً لكتاب الله. يقال: وُجد على بلاطة قبر تميم الداري: مات سنة أربعين. انظر: الاستيعاب (ص: 97 ترجمة 238)، وأسد الغابة (1/ 428 ترجمة 515). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#16)

(17) أخرجه القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" (238)، ابن أبي شيبة في المصنف (3711). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#17)
(18) سعيد بن جبير بن هشام، الإمام الحافظ المقرئ المفسر الشهيد، أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله الأسدي الوالبي، مولاهم الكوفي، أحد الأعلام. روى عن ابن عباس فأكثر وجود. وكان من كبار العلماء. قرأ القرآن علىابن عباس. قرأ عليه أبو عمرو بن العلاء وطائفة. قالابن حجر في التقريب: ثقة ثبت فقيه. مات سنة خمس وتسعين. انظر: تهذيب الكمال (10/ 358 ترجمة 2245)، وسير أعلام النبلاء (4/ 321 ترجمة 116). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#18)
(19) أخرجه القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" (239)، ابن أبي شيبة في المصنف (8679). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#19)
(20) علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان، أبو شبل النخعي الكوفي. فقيه الكوفة وعالمها ومقرئها، لازم ابن مسعود حتى ترأس في العلم والعمل. مات بعد سنة ستين. قال ابن حجر في التقريب: ثقة ثبت فقيه عابد. انظر: تهذيب الكمال (20/300 ترجمة 4017)، والسير (4/53 ترجمة 14). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#20)

(21) أخرجه القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" (240)، ابن أبي شيبة في المصنف (8681، 8682). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#21)
(22) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب فضائل القرآن، باب في كم يقرأ القرآن باب في كم يقرأ القرآن وقول الله -تعالى: ﴿ فاقرءوا ما تيسر منه﴾(5052، 5054). مسلم: كتاب الصيام، باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به (1159). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#22)
(23) الإمام العلم مقرئ مكة، وأحد القراء السبعة. عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان بن فيروزان بن هرمز، أبو معبد الكناني، وقيل: أبو عباد، وقيل: أبو بكر الداري المكي الفارسي الأصل. قال ابن حجر في التقريب: صدوق. مات سنة عشرين ومئة، انظر: تهذيب الكمال (15/468 ترجمة 3499)، وسير أعلام النبلاء (5 / 318 ترجمة 155). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#23)

(24) الإمام، شيخ القراءة والعربية،أبو الحسن علي بن حمزة، بن عبد الله، بن بهمن، بن فيروز الأسدي، مولاهم الكوفي، الملقب بالكسائي لكساء أحرم فيه. واختار قراءة اشتهرت، وصارت إحدى السبع وجالس في النحو الخليل، وسافر في بادية الحجاز مدة للعربية. قال الشافعي: من أراد أن يتبحر في النحو، فهو عيال على الكسائي. قالابن الانباري: اجتمع فيه أنه كان أعلم الناس بالنحو، وواحدهم في الغريب، وأوحد في علم القرآن. كان ذا منزلة رفيعة عند الرشيد، وأدب ولده الأمين. مات بالري بقرية أرنبوية سنة تسع وثمانين ومئة عن سبعين سنة. انظر: سير أعلام النبلاء (9/ 131 ترجمة 44)، ومعرفة القراء الكبار (1/ 120 ترجمة 45). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#24)
(25) أبو عمرو ابن العلاء بن عمار، بن العريان التميمي، ثم المازني البصري شيخ القراء، والعربية. وأمه من بني حنيفة. اختلف في اسمه على أقوال؛ أشهرها: زبان، وقيل: العريان. مولده في نحو سنة سبعين. قرأ القرآن علىسعيد بن جبير. ومجاهد، ويحيى بن يعمر، وعكرمة، وابن كثير، وطائفة. واشتهر بالفصاحة والصدق وسعة العلم. وكان أعلم الناس بالقراءات والعربية، والشعر، وأيام العرب. قال ابن حجر في التقريب: ثقة من علماء العربية. توفي سنة أربع وخمسين ومئة. انظر: تهذيب الكمال (34/ 120 ترجمة 7533)، وسير أعلام النبلاء (6/ 407 ترجمة 167). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#25)
(26) الماعون: 4. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#26)
(27) الماعون: 4-5. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#27)
(28) الرحمن: 26. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#28)
(29) الرحمن: 27. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#29)
(30) أبو جمرة نصر بن عمران الضبعي البصري، أحد الأئمة الثقات. حدث عن: ابن عباس،وابن عمر، وزهدم الجرمي، وعائذ بن عمرو المزني، وطائفة. حدث عنه أيوب السختياني، ومعمر، وشعبة، والحمادان، وإبراهيم بن طهمان، وعباد بن عباد المهلبي، وآخرون. استصحبه معه الأمير يزيد بن المهلب إلى خراسان، فأقام بها مدة، ثم رجع إلى البصرة. مات سنة ثمان وعشرين ومئة. قال ابن حجر في التقريب: ثقة ثبت. انظر: تهذيب الكمال (29/ 362 ترجمة 6408)، وسير أعلام النبلاء (5/243 ترجمة 105). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#30)
(31) لم أقف عليه عند ابن أبي شيبة، والأثر أخرجه القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" (180). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#31)
(32)إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود بن عمرو بن ربيعة بن ذهل بن سعد بن مالك بن النخع، أبو عمران النخعي. الإمام، الحافظ، فقيه العراق. وهو ابن مليكة أختالأسود بن يزيد. وقد دخل على أم المؤمنين عائشة وهو صبي. قال ابن حجر في التقريب: ثقة إلا أنه يرسل كثيرا. مات سنة ست وتسعين ومئة، وله سبع وخمسون سنة. انظر: تهذيب الكمال (2/ 233 ترجمة 265)، وسير أعلام النبلاء (4/ 520 ترجمة 213). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#32)
(33) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8816، 30778)، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (259). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#33)
(34) عبد الرحمن بن أبي ليلى، أبو عيسى الأنصاري، الكوفي، الإمام، العلامة، الفقيه. ويقال: أبو محمد، من أبناء الأنصار. ولد في: خلافة الصديق، أو قبل ذلك. وقيل: بل ولد في وسط خلافة عمر، ورآه يتوضأ، ويمسح على الخفين. وقيل: إنه قرأ القرآن على علي. قال ابن حجر في التقريب: ثقة، اختلف في سماعه من عمر. قُتل بوقعة الجماجم سنة اثنتين وثمانين. انظر: تهذيب الكمال (17/ 372 ترجمة 3943)، وسير أعلام النبلاء (4/ 262 ترجمة 96). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#34)
(35) أخرجه البيهقي في "الشعب" (1887). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#35)
(36) أخرجه مالك في "الموطأ" (479). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#36)
(37) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8825)، والبيهقي في الشعب (1883). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#37)
(38) متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب في فضائل القرآن، باب حسن الصوت بالقراءة بالقرآن (5048). مسلم في كتاب صلاة المسافربن وقصرها، باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن (793) واللفظ له. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#38)
(39) صحيح: أخرجه ابن حبان في صحيحه (7197)، الحاكم في المستدرك (3/529)، من حديثأبي موسى، انظر السلسلة الصحيحة (3532). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#39)
(40) أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار. سيد القراء، أبو منذر الأنصاري النجاري المدني المقرئ البدري، ويكنى أيضا أبا الطفيل. شهد العقبة، وبدرا، وجمع القرآن في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعرض على النبي -عليه السلام-، وحفظ عنه علما مباركا، وكان رأسا في العلم والعمل -رضي الله عنه. قال له النبي -صلى الله عليه وسلم: « ليهنك العلم أبا المنذر». مات سنة اثنتين وثلاثين. انظر: الاستيعاب (ص: 42 ترجمة 2)، وأسد الغابة (1/ 168 ترجمة 34). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#40)
(41) الحديث أخرجه البخاري كتاب فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب النبي (5005) بمعناه عنعمر بن الخطاب. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#41)
(42) صحيح: أخرجه أحمد في المسند (35، 4255، 4340)، ابن ماجه الكتاب المقدمة، باب فضل عبد الله بن مسعود (138)، قال الألباني في صحيح ابن ماجه: صحيح، من حديث ابن مسعود، وفي الباب عنعمر بن الخطاب، عمرو بن الحارث وغيرهما. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#42)
(43) أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر، شهاب الدين أبو الفضل الكناني العسقلاني الشافعي. قاضي القضاة، حافظ زمانه. نشأ يتيما، وأكمل حفظ القرآن في التاسعة من عمر، وصلى التراويح بالناس في الحرم المكي وله اثنا عشر عاما. رحل حبا في العلم وتطلبا للشيوخ. من أبرز شيوخه: ابن الملقن، والسراج البلقيني، وأبو الحسن الهيثمي. من أبرز تلاميذه: السخاوي، ابن قاضي شهبة، ابن تغري بردي. له مؤلفات حسان؛ أهمها: "فتح الباري"، و"لسان الميزان"، و"الدرر الكامنة". ولد سنة ثلاث وسبعين وسبع مئة، وتوفي سنة ثنتين وخمسين وثمان مئة. انظر: الضوء اللامع (2/ 36 ترجمة 104)، وحسن المحاضرة (1/ 363 ترجمة 102)، وله ترجمة موعبة في الجواهر والدرر لتلميذه السخاوي. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#43)
(44) يحيى بن شرف بن مُرِّي بن حسن ين حسين، أبو زكريا الحزامي النووي الشافعي الدمشقي، الحافظ الزاهد، أحد أعلام الشافعية. ولد في المحرم سنة إحدى وثلاثين وست مئة. صرف أوقاته في العلم والعمل به، وتبحر في الحديث والفقه واللغة. كان في لحيته شعرات بيض، وكان عليه سكينة ووقار في البحث مع الفقهاء. له مؤلفات جياد أثنى عليها الموافق والمخالف؛ منها: "المجموع"، و"روضة الطالبين". توفي ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من رجب سنة ست وسبعين وست مئة. انظر: "تحفة الطالبين في ترجمة الإمام محيي الدين" لابن العطار. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#44)
(45) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب فضائل القرآن، باب تأليف القرآن (4996، 5043)، مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب ترتيل القراءة واجتناب الهذ وهو الإفراط في السرعة وإباحة ... (822). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#45)
(46) صحيح: أخرجه أحمد في المسند (3958، 3968، 4062)، أبو داود: كتاب الصلاة، تحزيب القرآن (1396)، قال الألباني في صحيح أبي داود: صحيح دون سرد السور. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9195#46)

تابع الآثار المروية في أخلاق حملة القرآن (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196)
وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ النَّاجِيِّ(1) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference1) أَنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ(2) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference2) يَقُولُ: (الْزَمُوا كِتَابَ اللهِ وَتَتَبَّعُوا مَا فِيهِ مِنَ الأَمْثَالِ، وَكُونُوا فِيهِ مِنْ أَهْلِ الْبَصَرِ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَ اللهُ عَبْدًا عَرَضَ نَفْسَهُ وَعَمَلَهُ عَلَى كِتَابِ اللهِ، فِإِنْ وَافَقَ كِتَابَ اللهِ حَمِدَ اللهَ وَسَأَلَهُ الزِّيَادَةَ، وَإِنْ خَالَفَ كِتَابَ اللهَ أَعْتَبَ نَفْسَهُ فَيَرْجِعُ مِنْ قَرِيبٍ)، وَعَنْ أَبِي كِنَانَةَ(3) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference3) أَنَّ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ(4) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference4) قَالَ: (الَّذِينَ قَرَؤُوا الْقُرْآنَ وَهُمْ قَرِيبٌ مِنْ ثَلاَثِمِئَةٍ، فَعَظَّمَ الْقُرْآنَ، وَقَالَ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ كَائِنٌ لَكُمْ زُخْرًا وَكَائِنٌ عَلَيْكُمْ وِزْرًا فَاتَّبِعُوا الْقُرْآنَ وَلاَ يَتَّبِعْكُمْ؛ فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ الْقُرْآنَ هَبَطَ بِهِ عَلَى رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمَنِ اتَّبَعَهُ الْقُرْآنَ زَجَّ فِي قَفَاهُ فَقُذِفَ فِي النَّارِ)(5) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference5).
وعَنِ الْحَسَنِ قَالَ: (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَعْلَمَ مَا هُوَ فَلْيَعْرِضْ نَفْسَهُ عَلَى الْقُرْآنِ)(6) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference6)، وَعَنْ عَطَاءٍ(7) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference7) وَقَيسِ بْنِ سَعْدٍ(8) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference8) (عَنْ مُجَاهِدٍ(9) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference9) فِي قَوْلِهِ -عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ (javascript:void(0))﴾(10) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference10)، قَالَ: يَعْمَلُونَ بِهِ حَقَّ عَمَلِهِ)(11) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference11)، وَعَنْ عَطَاءٍ قَالَ: (إِنَّمَا الْقُرْآنُ عِبَرٌ، إِنَّمَا الْقُرْآنُ عِبَرٌ) (12) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference12). قال محمد بن الحسين(13) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference13): وَقَبْلَ أَنْ أَذْكُرَ أَخْلاَقَ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَتَأَدَّبُوا بِهِ أَذْكُرُ فَضْلَ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ؛ لِيَرْغَبُوا فِي تِلاَوَتِهِ وَالْعَمَلِ بِهِ، وَالتَّوَاضُعِ لِمَنْ تَعَلَّمُوا مِنْهُ أَوْ عَلَّمُوهُ).



وبعده وصية الحسن البصري(14) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference14)، فقد أوصى الحسن البصري قُرَّاء القرآن بأن يلزموا كتاب الله، وأن يداوموا عليه، وأن يتبعوا ما فيه من الأمثال(15) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference15).
والقرآن قد ضرب الله فيه الأمثال، قال الله -تعالى: ﴿ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (javascript:void(0))﴾(16) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference16). وقال: ﴿ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ (javascript:void(0))﴾(17) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference17). فالقرآن مليء بالعبر والأمثال لما جرى للأمم السابقة جماعات وأفراد، فالأفراد مثل قوله -تعالى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (javascript:void(0))﴾(18) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference18). وعن الأقوام قال: ﴿ (javascript:void(0))مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا﴾(19) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference19). والأمثال لا يعقلها إلا مَن تدبر وتفكر، كما قال -تعالى: ﴿ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ (javascript:void(0))﴾(20) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference20). وقال -تعالى: ﴿ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (javascript:void(0))﴾(21) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference21).
فضرب الأمثال ليس للتسلية، ولا للقصص التاريخية، وإنما هو للاعتبار، وأخذ العبرة والاتعاظ، يعني: كل ما في هذا القرآن عبر، قال -تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى (javascript:void(0))﴾(22) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference22). وهذه وصية جليلة، فالذي يعرض حاله ونفسه على القرآن الكريم، يستطيع أن يعرف ما لها وما عليها في الطاعة وفي المعصية، فاعرض نفسك على القرآن دائمًا، وأيّ عمل تُقْدِم عليه اعرضه على القرآن، فإن كان موافقًا لما في القرآن فأقدم عليه، وإن كان مخالفًا فأعرض عنه؛ ولهذا فإن الذي يُعْرِض عن القرآن في أقواله وأفعاله قد ارتكب الهوى، قال –تعالى: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ (javascript:void(0))﴾(23) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference23). وقال -تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا ولاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ (javascript:void(0))﴾(24) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference24). فأمر الله -تعالى- نبيه، وأمر أمته بأن يسيروا على هذه الشريعة، وهذه الشريعة في القرآن وفي السنة.
فهذا وصايا الثلاث -رحمهم الله، فيقول: إن وافق كتاب الله، حمد الله، وسأله الزيادة، وإن خالف ذلك أعتب نفسه، أي: عاتبها على هذا الفعل، ولو أن الناس فعلوا ذلك لما رأيت هذا التعدي على حدود الله، وهذا الفساد، وهذا الظلم، وغيره من المحرمات التي يقعون فيها.
وفي الأثر عن أبي موسى الأشعري(25) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference25) أنه جمع قُرَّاء القرآن، وهذا الجمع قريب من الثلاثمئة، ويحتمل أن يكونوا من التابعين ومن الصحابة، جمعهم أبو موسى -رضي الله عنه- فوعظهم، وعظم القرآن في قلوبهم، وبيَّن لهم أن الله -تعالى- أنزل هذا القرآن؛ ليكون لكم نورًا وهداية، فعظموه في قلوبكم، فمَن عظَّم القرآن فقد عظم الذي أنزل القرآن، وهو الله -جل وعلا، وعظَّم مَن أُنْزِل عليه القرآن، وهو النبي -عليه الصلاة والسلام(26) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference26).
والذي يتبع القرآن ويعمل به، فإن القرآن وفِيٌّ لأهله في الدنيا، وفي البرزخ، وفي الآخرة، لأن القرآن يتبعه إلى يوم القيامة إلى أن يدخل الجنة، كما تقدم في سورتي: البقرة وآل عمران، وهما الزهراوان، وأنهما تأتيان يوم القيامة كالغيايتين أو كالغمامتين تحاجان عن صاحبهما حتى يدخل الجنة(27) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference27).

فالقرآن يتبعه، وينير له الطريق في الدنيا وفي الآخرة، حتى يدخل مآله وهو الجنة، كذلك الذي لا يتبع القرآن، فالقرآن يتبعه بالعذاب، ويدفعه دفعًا إلى النار -والعياذ بالله؛ ولهذا قال -تعالى: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فلاَ يَضِلُّ ولاَ يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (http://javascript<b></b>:void(0))﴾(28) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference28).
هذه وصايا الصحابة ووصايا السلف -رضوان الله عليهم، ثم بعد ذلك جاء ما أوصى به الحسن، وهو تابع لما قبله، ثم تفسير مجاهد(29) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference29) لقوله -تعالى: ﴿ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ﴾ (http://javascript<b></b>:void(0))(30) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference30). قال: يعملون به حق عمله(31) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference31). فالمقصود العمل بالقرآن، وليس كثرة التلاوة، وإن كانت الكثرة فيها الأجر والثواب، لكن المقصود الأعظم هو العمل بالقرآن الكريم، وإنما القرآن عبر، أي: يعتبر به مَن قَرَأَه، ويَعرِف حال الأمم وحال العصاة من الكافرين مع أنبياء الله -تعالى- ورسله.
ولما ذكر الله -تعالى- قصة يوسف العجيبة مع إخوته وما جرى، ختمها الله -تعالى- كما بدأها، فقال في أولها: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ (http://javascript<b></b>:void(0))﴾(32) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference32). وفي آخرها قال: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ (http://javascript<b></b>:void(0))﴾(33) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference33). فبدأها بذكر القصص وختمها بالقصص، وهذا من المناسبات اللطيفة في مناسبات أوائل السور وأواخرها، فسَمَّى الله -تعالى- هذه القصص عبرة لمن يعتبر بها، وقال -تعالى- في آية أخرى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ (http://javascript<b></b>:void(0))﴾ (http://javascript<b></b>:void(0))(34) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference34). أي: لما تقدم من سياق في هذه الآيات، لأولي الأبصار: هم أهل النظر الصحيح، وهم الذين يتأملون هذا القرآن، ويتأثرون به، ويعرفون ما جرى للأقوام السابقة، وما أعده الله -تعالى- لأوليائه من نعيم مقيم، وما أعده للمخالفين والعصاة من العذاب والجحيم..
س: يقول البعض -حفظك الباري: أيهما أولى بالإمامة: رجل يحسن القراءة من ناحية الأحكام وغيرها، أم مَن هو أحفظ، وإن كان لا يجيد القراءة بالأحكام، وجزاكم الله خيرًا؟
ج: الإمام إذا كان إمامًا ثابتًا في المسجد فهو أولى، وإن كان أقل في الحفظ، فإذا كان ثابتًا وإمامًا رسميًّا في المسجد فهو أولى بالإمامة من غيره، وإن كان خلفه مَن هو أقرأ منه، لكن إذا كان في غير المسجد، فكما قال -عليه الصلاة والسلام: « يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِِكِتَابِ اللهِ»(35) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#reference35). فإذا كانوا في غير المسجد، يؤمهم الضابط المتقن لقراءة القرآن الكريم، وإن لم يكن حافظًا.

(1) بكر بن الأسود، ويقال: ابن أبي الأسود، أبو عبيدة الناجي، ضعفه ابن معين، والنسائي، والدارقطني، وغيرهم. انظر: الجرح والتعديل (2/382 ترجمة 1489)، لسان الميزان (2/47 ترجمة 174). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#1)
(2) الحسن بن أبي الحسن يسار، أبو سعيد البصري، مولى زيد بن ثابت الأنصاري، ويقال: مولى أبي اليسر كعب بن عمرو السلمي. ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر. كانت أمه مولاة لأم سلمة أم المؤمنين المخزومية، وكانت تبعث أم الحسن في الحاجة فيبكي وهو صبي فتسكته بثديها. ويقال: كان مولى جميل بن قطبة. قال ابن حجر في التقريب: ثقة فقيه فاضل مشهور وكان يرسل كثيرا ويدلس. مات سنة عشر ومئة، وهو ابن نحو من ثمان وثمانين سنة. انظر: تهذيب الكمال (6/ 95 ترجمة 1216)، وسير أعلام النبلاء (4/ 563 ترجمة 223). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#2)
(3) أبو كنانة القرشي. قال ابن حجر في التقريب: مجهول. انظر: تهذيب الكمال (34/227 ترجمة 7589)، الجرح والتعديل (9/430/2135). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#3)
(4) الصحابي الجليل عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن غنم بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر أبو موسى الأشعري. مشهور باسمه وكنيته معا وأمه ظبية بنت وهب بن عك أسلمت وماتت بالمدينة وكان هو سكن الرملة وحالف سعيد بن العاص ثم أسلم وهاجر إلى الحبشة. كان حسن الصوت بالقرآن. شهد فتوح الشام ووفاة أبي عبيدة واستعمله عمر على إمرة البصرة بعد أن عزل المغيرة وهو الذي افتتح الأهواز. مات سنة خمسين. انظر: الاستيعاب (ص: 851 ترجمة 3137)، والإصابة (4/ 211 ترجمة 4901). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#4)
(5) أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "الحلية" (1/257) عن أبي كنانة به. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#5)
(6) أخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد" (37) . (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#6)
(7) عطاء بن أبي رباح، واسمه أسلم، الإمام شيخ الإسلام، مفتي الحرم، أبو محمد القرشي مولاهم المكي. يقال: ولاؤه لبني جمح. ثقة كثير الإرسال. نشأ بمكة، وولد في أثناء خلافة عثمان. قال ابن حجر في التقريب: ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال. توفي سنة أربع عشرة ومئة. انظر: تهذيب الكمال (20/ 69 ترجمة 3933)، وسير أعلام النبلاء (5/ 78 ترجمة 29). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#7)
(8) قيس بن سعد، أبو عبد الملك، ويقال: أبو عبد الله المكي الحبشي، مولى نافع بن علقمة، ويقال: مولى أم علقمة، مات سنة تسع عشرة ومئة، وكان قد خلف عطاء في مجلسه، وكان يفتي بقول عطاء. قال ابن حجر في التقريب: ثقة. انظر: تهذيب الكمال (24/47 ترجمة 4907)، وميزان الاعتدال (3/ 397 ترجمة 6915). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#8)
(9) مجاهد بن جبر، أبو الحجاج المكي،الأسود، مولى السائب بن أبي السائب المخزومي، الإمام، شيخ القراء والمفسرين. روى عن: ابن عباس فأكثر وأطاب، وعنه أخذ القرآن، والتفسير، والفقه. كان يقول: يقول: "عرضت القرآن ثلاث عرضات على ابن عباس، أقفه عند كل آية، أسأله: فيم نزلت؟ وكيف كانت؟". وكان من أعلم التابعين بالتفسير. قال ابن حجر في التقريب: ثقة إمام في التفسير. توفي سنة ثلاث ومئة وقد نيف على الثمانين. انظر: تهذيب الكمال (27/ 228 ترجمة 5783)، وسير أعلام النبلاء (4/ 449 ترجمة 175). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#9)
(10) البقرة: 121. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#10)
(11) أخرجه الطبري في تفسيره (1/566)، من طريق عطاءوقيس بن سعد عن مجاهد به. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#11)
(12) أخرجه سعيد بن منصور – كما في روح المعاني (23/209)- قال الألوسي: صحيح. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#12)
(13)محمد بن الحسين بن عبد الله، أبو بكر البغدادي الآجري. الإمام المحدث القدوة، شيخ الحرم الشريف، صاحب التصانيف الحسان؛ منها: "الشريعة"، و"الأربعين". توفي سنة ستين وثلاث مئة. انظر: سير أعلام النبلاء (16/ 133 ترجمة 92)، والوافي بالوفيات (2/ 267 ترجمة 847). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#13)
(14) الحسن بن أبي الحسن يسار، أبو سعيد البصري، مولى زيد بن ثابت الأنصاري، ويقال: مولى أبي اليسر كعب بن عمرو السلمي. ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر. كانت أمه مولاة لأم سلمة أم المؤمنين المخزومية، وكانت تبعث أم الحسن في الحاجة فيبكي وهو صبي فتسكته بثديها. ويقال: كان مولى جميل بن قطبة. قال ابن حجر في التقريب: ثقة فقيه فاضل مشهور وكان يرسل كثيرا ويدلس. مات سنة عشر ومئة، وهو ابن نحو من ثمان وثمانين سنة. انظر: تهذيب الكمال (6/ 95 ترجمة 1216)، والسير (4/ 563 ترجمة 223). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#14)
(15) ذكره ابن الجوزي في التذكرة في الوعظ (ص80) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#15)
(16) الزمر: 27 - 28. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#16)
(17) الروم: 58. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#17)
(18) الأعراف: 175. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#18)
(19) الجمعة: 5. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#19)
(20) العنكبوت: 43. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#20)
(21) الحشر: 21. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#21)
(22) يوسف: 111. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#22)
(23) القصص: 50. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#23)
(24) الجاثية: 18. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#24)
(25) عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن غنم بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر أبو موسى الأشعري. مشهور باسمه وكنيته معا وأمه ظبية بنت وهب بن عك أسلمت وماتت بالمدينة وكان هو سكن الرملة وحالف سعيد بن العاص ثم أسلم وهاجر إلى الحبشة. كان حسن الصوت بالقرآن. شهد فتوح الشام، ووفاة أبي عبيدة، واستعمله عمر على إمرة البصرة بعد أن عزل المغيرة، وهو الذي افتتح الأهواز. مات سنة خمسين. انظر: الاستيعاب (ص: 851 ترجمة 3137)، والإصابة (4/ 211 ترجمة 4901). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#25)
(26) أخرجهالفريابي في فضائل القرآن (19)، أبو نعيم في حلية الأولياء (1/257) بلفظه . وفي المصادر الأخرى بدون ذكر الجمع للقراء . (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#26)
(27) أخرجه مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة (804) من حديث أبي أمامة الباهلي. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#27)
(28) طه: 123 - 124. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#28)
(29) مجاهد بن جبر، أبو الحجاج المكي، الأسود، مولى السائب بن أبي السائب المخزومي، الإمام، شيخ القراء والمفسرين. روى عن: ابن عباس فأكثر وأطاب، وعنه أخذ القرآن، والتفسير، والفقه. كان يقول: يقول: "عرضت القرآن ثلاث عرضات علىابن عباس، أقفه عند كل آية، أسأله: فيم نزلت؟ وكيف كانت؟". وكان من أعلم التابعين بالتفسير. قال ابن حجر في التقريب: ثقة إمام في التفسير. توفي سنة ثلاث ومئة وقد نيف على الثمانين. انظر: تهذيب الكمال (27/ 228 ترجمة 5783)، وسير أعلام النبلاء (4/ 449 ترجمة 175). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#29)
(30) البقرة: 121. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#30)
(31) أخرجه مجاهد في تفسيره (1/87)، سعيد بن منصور في سننه (209). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#31)
(32) يوسف: 3. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#32)
(33) يوسف: 111. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#33)
(34) النور: 44. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#34)
(35) أخرجه مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب من أحق بالإمامة (673) من حديث أبي مسعود. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9196#35)

فضل حملة القرآن (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ(1) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference1) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « للهِ فِي النَّاسِ أَهْلُونَ». قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: « أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ»(2) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference2). وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِنَّ للهِ أَهْلِينَ». قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: « أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ». وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: « يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: اقْرَأْ وَارْقَ فِي الدَّرَجَاتِ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ كُنْتَ تَقْرَأُهَا»(3) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference3). وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: « يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُهَا»).
قال محمد بن الحسين: (وَرُوِيَ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ(4) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference4) أَنَّهَا قَالَتْ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَمَّنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ مِمَّنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ: مَا فَضْلُهُ عَلَى مَنْ لَمْ يَقْرَأْهُ؟ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ عَدَدَ دَرَجِ الْجَنَّةِ بِعَدَدِ آيِ الْقُرْآنِ، فَمَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ مِمَّنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَلَيْسَ فَوْقَهُ أَحَدٌ(5) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference5).
وَعَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « تَعَلَّمُوا هَذَا الْقُرْآنَ وَاتْلُوهُ؛ فَإِنَّكُمْ تُؤْجَرُونَ عَلَى تِلاَوَتِهِ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، أَمَا إِنِّي لاَ أَقُولُ: "الم" حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ. إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَةِ اللهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ هُوَ حَبْلُ اللهِ، هُوَ النُّورُ الْمُبِينُ، وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ، وَنَجَاةُ مَنِ اتَّبَعَهُ، وَعِصْمَةُ مَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، لاَ يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ، وَلاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَلاَ يَخْلَقُ مِنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ»(6) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference6).
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَاتْلُوهُ؛ فَإِنَّكُمْ تُؤْجَرُونَ بِهِ؛ إِنَّ بِكُلِّ اسْمٍ مِنْهُ عَشْرًا، أَمَا إِنِّي لاَ أَقُولُ: بِـ (آلم) عَشْرٌ، وَلَكِنْ بِأَلِفٍ عَشْرٌ، وَبِاللاَّمِ عَشْرٌ، وَبِالْمِيمِ عَشْرٌ(7) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference7).
وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ فَقَدْ حَمَلَ أَمْرًا عَظِيمًا، لَقَدْ أُدْرِجَتِ النُّبُوَّةُ بَيْنَ جَنْبَيْهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يُوحَى إِلَيْهِ، فَلاَ يَنْبَغِي لِحَامِلِ الْقُرْآنِ أَنْ يَجِدَّ مَعَ مَنْ يَجِدُّ، وَلاَ يَجْهَلَ مَعَ مَنْ يَجْهَلُ؛ لأَنَّ الْقُرْآنَ فِي جَوْفِهِ(8) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference8).
وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ(9) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference9) يَرْفَعُهُ، قَالَ: « مَنْ قَرَأَ رُبُعَ الْقُرْآنِ فَقَدْ أُوتِيَ رُبُعَ النُّبُوَّةِ، وَمَنْ قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فَقَدْ أُوتِيَ ثُلُثَ النُّبُوَّةِ، وَمَنْ قَرَأَ ثُلُثَيِ الْقُرْآنِ فَقَدْ أُوتِيَ ثُلُثَيِ النُّبُوَّةِ، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَقَدَ أُوتِي النُّبُوَّةَ، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يُوحَى إِلَيْهِ»(10) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference10)).


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي تتابعت علينا نعمه، وترادفت لدينا مننه، بواضح البيان، وبَيِّنِ البرهان، مَنَّ فأكرم، وأعطى فأجزل، وأنعم فتكرم، لا معقب لحكمه، ولا مبدل لكلماته، وهو سريع الحساب.
والصلاة والسلام على مَن أرسله الله رحمة للعالمين، ومنة للمؤمنين، ومحجة للسالكين، وحجة على المعاندين؛ ﴿ (javascript:void(0))لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(11) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference11)، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم إنا نعوذ بك من فتنة القبر، وفتنة العمل.
هذا هو الباب الأول في هذا الكتاب، في فضل حملة القرآن، ذكر المؤلف عددًا من الأحاديث المخرجة في كتب السنن، في فضل حملة القرآن الكريم، ومنها حديث أنس(12) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference12)، وهو مخرج في مسند الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه، وفي هذا الحديث بيان فضل أهل القرآن الكريم، حينما قال -عليه الصلاة والسلام: « للهِ مِنَ النَّاسِ أَهْلُونَ». قيل: مَن هم يا رسول الله؟ قال: « أَهْلُ الْقُرْآنِ، هُمْ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ»(13) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference13).
فالأهل هنا بمعنى الأولياء، أي: أولياء الله -تعالى، الذين اصطفاهم مِن خلقه وعباده، هم أهل القرآن، كما قال -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(14) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference14). وقال -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(15) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference15). فالذين آمنوا وعملوا الصالحات هم أولياء الله، وأهلون هنا بمعنى: الأولياء، وعبر بالأهل هنا؛ لأنهم قريبون من الله -تعالى، فأهل الرجل هم أقرب الناس إليه، وأقرب الناس إلى الله -تعالى- هم أهل الطاعة والاستجابة لأمره -تعالى، وأعظم أمرٍ يقرب إلى الله -جل وعلا- هو قراءة القرآن الكريم، والمداومة على قراءته، آناء الليل وأطراف النهار، فالذي يقرأ القرآن، ويداوم عليه قريب من الله، وقريب من رحمته، وقريب من إحسانه، وقريب من ثوابه -جل وعلا- وقد قال الله -تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ (javascript:void(0))(16) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference16).
وكل عمل صالح فإنه يقرب إلى الله -تعالى، فالإحسان يقرب إلى الله: ﴿ (javascript:void(0))إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(17) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference17). والصلاة تقرب إلى الله: ﴿ (javascript:void(0))وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(18) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference18). فكل عمل صالح جاءت به الشريعة في القرآن أو السنة، فإنه العمل الذي يقرب إلى الله -تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾ (javascript:void(0))(19) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference19).
وأنبياء الله -جل وعلا- هم أقرب الناس إلى ربهم، كما أخبر الله -تعالى- عن أنبيائه، وقال -تعالى- عن عيسى -عليه السلام: ﴿ (javascript:void(0))إِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(20) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference20). ففي هذه الآية قال الله -تعالى- عنه: وجيهًا في الدنيا، ووجيهًا في الآخرة، وأيضًا من المقربين، فالوجاهة عند الله -تعالى- بالعمل الصالح، وهي في الحياة الطيبة، كما أخبر الله -تعالى- في سورة النحل: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ (javascript:void(0))(21) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference21).

فالحياة الطيبة في هذه الدنيا في السعادة، وفي طمأنينة النفس، وفي القناعة، وفي الزهد، وفي الآخرة بدخول الجنة، ورؤية الرب -جل وعلا، فهذا النبي عيسى -عليه السلام- وصفه الله -تعالى- بأنه وجيه في الدنيا، ووجيه في الآخرة، وأنه من المقربين، وهكذا أنبياء الله –تعالى؛ لأنهم المصطفون من عباده، فنَفْهَم من قوله -عليه الصلاة والسلام: « للهِ أَهْلُونَ». أو في الرواية الأخرى: « إِنَّ للهِ أَهْلِينَ». لما سُئِل -عليه الصلاة والسلام: مَنْ هم يا رسول الله؟ قال: « أَهْلُ الْقُرْآنِ، هُمْ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ». وأكد ذلك بالخصوصية أيضًا بأنهم يظهرون كلام الله -جل وعلا- ويقرؤونه وينشرونه؛ إما بتلاوته، أو بالدعوة إليه، أو بالعمل بأحكامه، أو بالسير على منهاجه، فكل هذا العمل داخل في هذه القربة إلى الله -تعالى.
إذن نفهم من قوله: « إِنَّ للهِ مِنَ النَّاسِ أَهْلِينَ». أن أهل القرآن هم أولياء الله -تعالى، وهم أقرب الناس إلى ربهم وخاصته، اختصهم الله -تعالى- من بين سائر الناس؛ لأن الناس في هذه الحياة الدنيا يلهون ويسرحون ويمرحون وينخدعون بزخارفها ومتاعها وشهواتها، فمنهم العاصي من المؤمنين، ومنهم الكافر الذي كفر بربه، فهؤلاء بعيدون عن القرآن؛ فأهل الكفر بعيدون كلَّ البعد، وأهل المعاصي يتركون القرآن تارة ويبتعدون عنه تارة.
ولكن أهل الطاعة هم أهل الإيمان، وهم أهل القرآن، وهم أهل الخاصة، وهم خاصة الناس المقربون إلى الله -جل وعلا- في كل شؤونهم وأحوالهم، فلا تنفك حياتهم ولا أعمالهم عن القرآن، فكما يأكلون ويشربون وينامون ولا يتخلون عن هذه الأمور، فإنهم لا يتخلون عن القرآن؛ لأن مَن دَاوم على القرآن الكريم حصلت له طمأنينة النفس وسعادتها وفلاحها ونجاحها في هذه الدنيا، وحصل له الخير العظيم في الدنيا وفي الآخرة؛ لأنه يعمل بهذا القرآن ويتلوه.
والمؤمن عليه أن يخصص لنفسه دائمًا وقتًا يقرأ فيه القرآن؛ حتى ينال هذا الوصف العظيم الذي جاء من النبي -عليه الصلاة والسلام- أن أهل القرآن هم أهل القرب من الله -جل وعلا، وهذه الصفة لا تكون إلا للعاملين بالقرآن، كما تقدم في الآيات: ﴿ (javascript:void(0))يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(22) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference22)، أي: يعملون به حق العمل، فالعاملون بالقرآن المتبعون له المتدبرون لآياته المستجيبون لأوامره، هؤلاء هم أهل القرآن، وهؤلاء هم أولياء الله، وهؤلاء هم المقربون من الله -جل وعلا، قد عصمهم الله من الموبقات، ومن وساوس الشيطان.
فالْمُقْدِم على الله -تعالى- بالطاعة والعبادة -ومن أعظمها تلاوة القرآن- لا يستطيع الشيطان أن يأتيه، أو يوسوس له، أو يضله، أو يغويه: ﴿ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ (javascript:void(0))(23) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference23). وقال: ﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً﴾ (javascript:void(0))(24) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference24). أي: عبادي الْخُلَّص من هؤلاء المؤمنون حق الإيمان، التالين لكتاب الله -تعالى.
وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص جاء أيضًا في بيان ثواب قارئ القرآن في الآخرة، كما أنه نال الثواب في الدنيا، وصبر واحتسب، وانقطع عن زخارف الدنيا، ومتاعها وشهواتها، وأقبل على القرآن يتلوه ويتعلمه، ويتدبر ما فيه؛ لذلك ستكون النتيجة يوم القيامة، وستكون الثمرة العظمى؛ لأنه صبَر واحتسب، وسهر الليل، وداوم على القراءة آناء الليل وآناء النهار، فسوف يجد هذا العمل -إذا اقترن بالإخلاص لله -تعالى- في يوم القيامة، في ذلك اليوم الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين، لأهل القرآن فيه خصوصية على غيرهم، ومن هذه الخصوصية: أنه يُنَادَى حينما يدخل الجنة، ويقال له: اقرأ القرآن، وارقَ هذه الدرجات التي أعدها الله -تعالى- لأهل القرآن العاملين به: ﴿ (javascript:void(0))يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(25) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference25).
فمَن حفظ القرآن -كله أو بعضه- وعمل بما فيه، وتأدب بآدابه، وأحل حلاله، وحرم حرامه، وتخلق بأخلاق القرآن الكريم، واتصف به - هو الذي ينطبق عليه حينئذ الوصف العظيم؛ ولهذا كان من صفات النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه كان يتخلق بأخلاق القرآن الكريم، فما من خلق جاء في القرآن الكريم إلا وقد فعله النبي -عليه الصلاة والسلام.
وفي صحيح مسلم: جاء رجل إلى عائشة -رضي الله عنها- يسألها عن الأخلاق، التي كان يتصف بها -عليه الصلاة والسلام- حتى يتعلمها؛ فأوجزت له العبارة، وقالت: أولست تقرأ القرآن؟ قال: بلى. قالت: كان خلقه القرآن(26) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference26). أي: كان يتأدب بآدابه، ويحل حلاله، ويحرم حرامه، ويأتمر بأمره، فالقرآن كله أوامر ونواهٍ وأخبار عن الله -تعالى، فمن كان كذلك في حياته فقد تخلق بأخلاق القرآن، وسوف يجد هذه الثمرة غدًا يوم القيامة، ﴿ يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ (javascript:void(0))(27) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference27). في يوم يكون الإنسان مرتهن بعمله، فلا ينفعه فيه أحد من الناس، لا من البعيد ولا من القريب، إلا ما قدم من العمل: ﴿ (javascript:void(0))كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(28) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference28). أي: بعملها، فلا تظن أنك حينما تقبل على هذا القرآن أنك تفرط في الوقت، وتضيع عليك أمور، بل إنك تجمع خيرات وحسنات عظيمة، إذا كانت مقرونة بالإخلاص لله -جل وعلا.
وهكذا كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يرغب أمته، ويرغب أصحابه، فيرغب أمته بالإقبال على القرآن الكريم بهذه الأجور العظيمة المترتبة على تلاوة القرآن، كما ورد: « يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْقَ وَرَتِّلْ، كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا». فحينما يقول -عليه الصلاة والسلام- هذا الكلام العظيم لأصحابه، فإن نفوسهم تنطلق إلى القرآن الكريم، ويقبلون عليه، ويحفظونه، ويتدارسونه فيما بينهم؛ لأنهم سمعوا هذا الأجر والثواب من الصادق، الذي وعده لا يُخْلف؛ وهو ربنا -جل وعلا- على لسان نبينا -عليه الصلاة والسلام.
وفي هذا أيضًا بيان لأن الإنسان سوف يرى أثر عمله في الآخرة، وسوف يرى أثر هذا العمل، وقراءة القرآن عمل، فإذا قرأ الإنسان القرآن الكريم، ودوام على ذلك، وكانت أغلب حياته وأغلب أوقاته مشغولة بالقرآن الكريم، فسوف ينال هذا الثواب العظيم الذي جاء في هذا الحديث، حتى إنه يقال له: « كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ». فليس هناك فرق بين ما كنت تقرأ في الدنيا، وما ستقرأ في الآخرة، فاقرأ كقراءتك في الدنيا.
وهذا يعطينا أيضًا فائدة، وهي أن الترتيل أفضل من غيره من أنواع القراءة، أو مراتب القراءة -كما تقدم في الأربع- وأن الترتيل هو أفضلها، فالذي يرتل في الدنيا سوف يرتل في الآخرة، فهذه الصفة -صفة التلاوة- بهذا النوع ستكون معه أيضًا في الآخرة، فكانت -من هذا الوجه- له أفضلية هذا الكلام، فيقال لقارئ القرآن: اقرأ. حينما يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، ويتوجه العاملون إلى مراتبهم في الجنة، لكن صاحب القرآن من بين هؤلاء العاملين خُصَّ بخاصية عظيمة، وهي أنه في هذه الدرجات لا يتوقف إلا عندما تنتهي قراءته، فالذي يحفظ القرآن الكريم كاملاً يقف عند آخر آية، والذي يحفظ النصف كذلك، أو الربع، أو الثلث، أو أقل من ذلك، فهذا الفضل متفاوت حينئذ.
فمَن كان حافظًا للقرآن كله، عاملاً به، مقتديًا به، متأدبًا بآدابه، فهو أفضل ممن حفظ النصف، أو حفظ الربع، أو حفظ أقل من ذلك، فسَجِّل بنفسك هذه الحسنات، وادخر لنفسك هذا الثواب العظيم بقراءة القرآن الكريم، ومعنى قوله: « ارْقَ». أي: اصعد درجات هذه الجنة التي أعدها الله -تعالى- لأوليائه، على قدر ما تحفظه من هذه الآيات المصحوبة بالعمل، فإن كان حافظًا للقرآن كله كان في أعلى الدرجات، وإن كان أقل من ذلك كان أقل درجة أيضًا.
وأما حديث عبد الله بن عمرو أيضًا، وهو ملحق بالحديث السابق، وقد أخرجه الإمام أحمد والترمذي وأبو داود(29) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference29)، وهذا من الثواب العظيم الذي يُضَمُّ إلى الآية السابقة التي وردت في أول الكتاب، وذكرها المؤلف، وهي آية عظيمة في سورة فاطر: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ (javascript:void(0))(30) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference30). فقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ (javascript:void(0))﴾. أكدها بحرف (إن) المؤكدة، ثم أيضًا باسم الموصول (الذين)، ثم بصفة التلاوة: (يتلون) القرآن الكريم، ثم بوصف القرآن بـ (كتاب الله)، ثم بالإضافة (يتلون كتاب الله)، أي: يتلون هذا القرآن تلاوة -كما تقدم- مصحوبة بالعمل والتدبر والاتباع.
أما القراءة المجردة عن هذه الأمور، فإنها لا تدخل في هذه الآية، وربما تكون وبالاً على صاحبها؛ كما جاء في الحديث الآخر عند مسلم: « وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ»(31) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference31). يكون حجة لك إذا تلوته، وعملت بما فيه، وطبقت أحكامه، ووقفت عند حدوده، وما أحوج الإنسان لهذه الحجة يوم القيامة التي تدافع عنه، وهناك حجج مقبولة وقوية، ويظهرها الله -تعالى- يوم القيامة، وهناك حجج واهية وباطلة لا تنفع أصحابها يوم القيامة، كما قال -تعالى- عن الكفار: ﴿ (javascript:void(0))حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(32) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference32).
أما أصحاب الحق والإيمان، والعمل الصالح، وأهل القرآن فحجتهم ظاهرة وقوية ونافعة في الدنيا وفي الآخرة، فإن الذين يتلون كتاب الله مع العمل بما فيه، فإن ذلك يثمر المحافظة على الصلاة: ﴿ (javascript:void(0))إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(33) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference33). وأثمر الإنفاق في سبيل الله، والإنفاق على القربى، وعلى المساكين، وعلى الفقراء، وعلى المحتاجين من هذا الرزق الذي رزقه الله -تعالى- لهم، فأنفقوا منه ولو كان قليلاً، فلا يعنى أن الإنسان إذا كان تاجرًا ثريًّا أنفق، ولو كان فقيرًا لا ينفق.
إذن، انظر إلى القرآن الكريم الذي هو أساس عقيدة المسلمين، ماذا أثمر؟! أثمر العبادة الصالحة، والعبادة ماذا أثمرت؟ أثمرت الأخلاق، وما هي الأخلاق؟ الأخلاق: التعاون والإنفاق والرحمة والإحسان...
فالعقيدة الصحيحة المأخوذة من القرآن والسنة تثمر العبادة، وهذه العبادة هي: الصلاة والزكاة والصيام والحج... وهذه عبادات مفروضة، والعبادات المفروضة ماذا تثمر؟ تثمر الأخلاق وحسن التعامل، وانظر مثلاً إلى الصلاة في قول الله -تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ﴾ (javascript:void(0))(34) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference34). فإذا كانت تنهى عن الفحشاء، فمعنى ذلك أنها تأمر بالخير، وهذا الأمر من الأخلاق.
كذلك الزكاة: ﴿ (javascript:void(0))خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بهَا (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(35) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference35). فهذه هي الثمرة، والحج ماذا يثمر؟ ﴿ (javascript:void(0))فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(36) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference36). والصيام ماذا يثمر؟ يثمر التقوى: ﴿ (javascript:void(0))يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(37) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference37). وآخر آية ذكرت التقوى، فكأن الصيام محافظ لسياج التقوى في أول آية وآخر آية، قال -تعالى: ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ (javascript:void(0))(38) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference38). وفي الآية الأولى قال: ﴿ (javascript:void(0))لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (javascript:void(0))﴾. (javascript:void(0)) فالصوم يثمر التقوى، والتقوى لها منافع متعددة على حياة العبد، قال -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(39) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference39). أي: في الخفاء وفي العلن، ومع ذلك يكرمهم الله -تعالى، ويزيدهم أجورًا على أجور، قال -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(40) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference40). أي: يزيدهم على ذلك، ويزيدهم من فضله، والذي يقول هذا الكلام هو الذي وعده حق وصدق: ﴿ (javascript:void(0))إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(41) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference41). ﴿ وَيزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ (javascript:void(0))(42) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference42). غفور لسيئاتهم وذنوبهم، يشكر الله أعمالهم هذه، فهذه أعظم آية جاءت في ثواب أهل القرآن الكريم؛ ولهذا سماها بعض السلف: آية القُرَّاء.
فهذه من الآيات الملَقَّبَات، كما جاء في آية الكرسي، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- سماها آية الكرسي، وسميت آية الدين آخر سورة البقرة وسميت آخر آية في سورة الإسراء: آية العز: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾ (javascript:void(0))(43) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference43). فسماها النبي -عليه الصلاة والسلام- كما عند ابن كثير(44) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference44) آية العز.
ثم جاء الحديث الذي بعده، وهو رواية عن أم الدرداء، وأم الدرداء زوجة أبي الدرداء، وأبو الدرداء له زوجتان: صغرى وكبرى، الصغرى هي التي تذكر لنا هذا الأثر، قيل: إن اسمها هجيمة أو جهيمة. وكانت أم الدرداء من فضليات النساء وعقلائهن، وكانت ذات رأي وعبادة ونسك، تُوفِّيت في خلافة عثمان -رضي الله عنه، ولما تُوفِّي زوجها خطبها معاوية(45) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference45) -رضي الله عنه- فأبت وامتنعت، واحتجت عليه بحديث رواه الطبراني(46) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference46) بسند صحيح، وقالت له: المرأة بآخر زوجها لا أتزوجك. فاحتجت بهذا، وكانت فقيهة وعالمة، وقالت: إن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: « الْمَرْأَةُ لآخِرِ أَزْوَاجِهَا»(47) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference47). وقد أحببتُ أبا الدرداء؛ ولا أتزوج بعده.

وبعض النساء الآن إذا كانت محبة لزوجها فإنها لا تتزوج بعده، ولو مكثت سنين طويلة، هذا يكون من الوفاء، لكن ليس من السنة، فأم الدرداء هذه كانت عالمة وفاضلة، وذات عبادة ونسك وطاعة، وقد وثقها أهل العلم، وهي ثقة كما ذكر ذلك ابن حجر.
أما الكبرى فاسمها خِيرة أو خَيِّرة، لكن المقصودة في هذا الأثر هي أم الدرداء الصغرى، وقد سألت عائشة -رضي الله عنها- عمن دخل الجنة ممن قرأ القرآن، ما فضله ممن لم يقرأ؟ فقالت عائشة -رضي الله عنها: إن عدد درج الجنة بعدد آي القرآن، فمن دخل الجنة ممن قرأ فليس فوقه أحد.
وعدد آيات القرآن ستة آلاف ومئة وستة عشر آية، كما يذكر العادون، لكن تتفاوت بين علماء العدد، والعلماء مختلفون في العدّ؛ فبعضهم يقول أقل، وبعضهم يقول أكثر، وهناك العد المكي، والعد المدني، والعد البصري، والعد الكوفي، كما هو مقرر في علم القراءات، فعلماء العدد يختلفون في عدد الآيات، لكن عائشة تقول: إن عدد درج الجنة بعدد آي القرآن.
وفي حديث صحيح ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في الصحيحين، من حديث أبي سعيد الخدري(48) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference48) أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: « إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِئَةَ دَرَجَةٍ؛ أَعَدَّهَا اللهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ، مَا بَيْنَ كُلَِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ»(49) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference49). وعائشة تقول هنا: بعدد آي القرآن الكريم، وليس في هذا تعارض، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح ذكر الدرجات العامة في الجنة، وما بين كل درجة ودرجة كما بين السماء والأرض، فالأمر واسع، فما بين الدرجتين رتب ومراتب يتفاوت الناس فيها، مثل أن يكون الإنسان عنده عمارة عشرة أدوار، وفي كل دور أجنحة وغرف، وأماكن متفاوتة، كما يحصل الآن في الفنادق، ففي الدور الواحد غرف متباينة، فهذه الغرفة أرقى من تلك، وهذا الجناح أرقى من ذلك الجناح... وهكذا، حتى السعر يتفاوت في التأجير في هذه الغرف، بحسب ما فيها من تسهيلات وراحة.
فدرجات الجنة عظيمة، وعلمها عند الله؛ لأن هذه من غيب الآخرة، ومن أصول أهل السنة والجماعة الإيمان بهذه الأخبار التي ترد في أوصاف الجنة ونعيمها ودرجاتها، وهذه الدرجات قد ذكر الله -تعالى- أنه أعد فيها درجة عالية للمجاهدين في سبيله، كما قال -تعالى- في سورة النساء: ﴿ لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى﴾ (javascript:void(0))(50) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference50). وقال -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(51) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference51).
فالدرجة معناها: المنزلة الرفيعة العالية؛ ولهذا جاء في الفرق ما بين الرجال والنساء، قال -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(52) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference52). فالدرجة هذه التي تكون للرجال دون النساء، وذلك بما آتى الله -تعالى- الرجالَ من القوة والعقل والسياسة، ومعرفة تدبير الأحوال، وهي جزء من القوامة التي قال الله -تعالى- فيها: ﴿ (javascript:void(0))الرِّجَالُ قَوَّامُونَ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(53) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference53). فهذه القوامة هي التي تفرق بين الرجل وبين المرأة.
وقد فسر ابن عباس الدرجة هنا بتفسير لطيف، فقال: الدرجة: العفو، كيف تكون بمعنى العفو؟ قال: إن المرأة كثيرة الغلط والخطأ، والإنسان لا يؤاخذها دائمًا في كل ما تقول(54) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference54)، قال -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(55) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference55). وقال: ﴿ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ (javascript:void(0))(56) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference56). وقد أخذها ابن عباس من الآية بالدلالة التي فيها، فقال: الدرجة بمعنى العفو؛ لأن الرجل لا يؤاخذ المرأة، ولا يجعل عقله كعقلها في كل شيء، قد يوافقها في بعض الأمور، لكنه ليس في كل شيء، وهذه الدرجة هي العفو.
فقد تخطئ المرأة في حق زوجها، وقد ترفع صوتها، أو قد يحصل منها كلمات نابية، أو سب.. أو غير ذلك، كما هو الواقع في بعض البيوت الآن، فالرجل لا يؤاخذها، والبعض -نسأل الله السلامة والعافية- يبادر بالطلاق فورًا، بعدما يسمع منها هذا الكلام، ويقول: أنا رجل وترفع عليَّ الصوت؟!
فهذا نوع من التأمل في آيات القرآن، فتأخذ تفسير الآية من الآية، وكلمات قريبة تدل على المعنى فخذها منها، وهذا ما يسهل أصحاب الاستنباط وأصحاب التأمل في القرآن الكريم، كما كان ابن عباس، وابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن، إذا فسر فتفسيره معول عليه، يقول مجاهد: وإذا جاءك التفسير عن ابن عباس فحسبك به(57) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference57). هذا إذا صح الأثر عن ابن عباس، وصحت الرواية عنه، فإذا صحت الرواية فحسبك بها، فإنها جاءت من حبر وعالم، ومفسر ضليع في التفسير، وهذا الأثر الذي جاء عن أم الدرداء رواه ابن مردويه(58) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference58) والبيهقي(59) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference59) والحاكم(60) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference60).
إذن تبين لنا الفرق ما بين الدرجة التي ذكرتها عائشة، والتي جاءت في الحديث، فالدرجة ما بين الدرجتين في الجنة، وقد يكون هناك تفاوت في المراتب أيضًا في البقاء في هذه الدرجة في الجنة -نسأل الله أن نكون منهم، فكل درجة تأخذ مساحة كبيرة كما نشاهد، وما بين السماء والأرض -كما جاء في الحديث الآخر: مسيرة خمسمئة عام، وهذا فضل من الله يعطيه من يشاء من عباده، كما قال –تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (javascript:void(0))(61) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference61).
أما الحديث الأخير، فرواه الدرامي(62) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference62) والحاكم وهو حديث عبد الله بن مسعود(63) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference63)، وهو أيضًا يحث على تعلم القرآن وتلاوته، والله -تعالى- قال لنبيه -عليه الصلاة والسلام: ﴿ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ﴾ (javascript:void(0))(64) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference64). وقال: ﴿ (javascript:void(0))وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(65) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference65). وقال: ﴿ (javascript:void(0))اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(66) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference66). وفي قوله -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(67) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference67). فتلاوة القرآن هي تعلمه وقراءته، وتعلم القرآن لا تكون إلا من شيخ قارئ حاذق، حتى يقيم الحروف ويبينها ويوضحها، وتكون قراءة صحيحة سليمة لها معانٍٍ عظيمة؛ لأن القراءة المصحوبة بالتأمل والتدبر والضبط والإتقان لها أثر حقيقة على النفس، وعلى السامع، وعلى القارئ.
وفي صحيح البخاري أن رجلاً قال لابن مسعود -رضي الله عنه: يا أبا عبد الرحمن، إني قرأت المفصل البارحة في ركعة. فأنكر عليه عبد الله ابن مسعود، وقال: أهَزٌّ كهز الشعر؟!(68) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference68) فكأنه أنكر عليه هذا، وكما تقدم: لا تهزوه هز الشعر.
فالقراءة المتأنية المضبوطة في ألفاظها وحروفها تأثر حقيقة؛ ولهذا فالنبي -عليه الصلاة والسلام- هو أقرأ هذه الأمة، فكان الصحابة -رضوان الله عليهم- يتأثرون بتلاوته، كان -عليه الصلاة والسلام- يصلي المغرب بسورة الطور، وقرأ: ﴿ (javascript:void(0))أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(69) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference69). فسمعها الجبير -كما في الصحيح- فأسلم(70) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference70)، من حسن الأداء التي كان يقرأ بها النبي -عليه الصلاة والسلام، فالأداء تام، والضبط متقن، فأثرت في نفس السامع، كما أثرت في القارئ، ونقلت هذا السامع من الكفر إلى الإسلام، كما في بعض الروايات أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما سمع أول سورة طه(71) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference71).
والفضيل بن عياض(72) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference72) -كما يذكر ابن قدامة(73) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference73) في كتاب: (التوابين)(74) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference74)- كانت توبته عندما سمع آية فكان من قطاع الطريق، فتسلق ذات مرة جدار، وسمع قارئًا يقرأ: ﴿ (javascript:void(0))أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(75) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference75). فتاب من هذا العمل، وصار من أعلام الأمة، وأعلام الإسلام؛ لأن ذلك القارئ قرأها بنية خالصة، فأثرت في نفسه، وأثرت في غيره.

فانظر إلى بركة القرآن؛ ولذلك وصفه الله -تعالى- بأنه مبارك، فقال: ﴿ (javascript:void(0))كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(76) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference76). فالبركة فيه عامة في كل شيء.
فأخلص لله –تعالى، واطلب الأجر من الله، ينفعك الله بهذا القرآن وينفع غيرك حينما تتلوه، كما مرَّ من قصص التي ذكرها العلماء في كتبهم، وكما يذكر ابن الجوزي في قصص كثيرة حينما يُتْلى عليهم القرآن الكريم، فالقرآن مؤثر، بليغ التأثير في نفس الإنسان إذا أقبلت عليه؛ لأن الله –تعالى- قال: ﴿ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾ (javascript:void(0))(77) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference77). فالنفس البشرية إذا أقبلت تأثرت، وإذا أعرضت وأدبرت حُرِمت هذا الأجر العظيم، فهنا يقول: تعلموا هذا القرآن واتلوه. أي: أكثروا من تلاوته؛ فإنكم تؤجرون على تلاوته، ليس أجرًا عامًّا، بل أجر مفصل -كما جاء في هذا الأثر، وهو أيضًا مخرج عند الترمذي بسند صحيح من حديث عبد الله بن مسعود(78) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference78).
لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: « مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ؛ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ: الـمْ حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ»(79) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference79)، فمَن يستشعر هذه المعاني العظيمة وهذا الأجر الدقيق المفصل؟! يُضَم إلى هذا الأجر الوارد في سورة فاطر الآنف الذكر، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- في هذا الأثر وفي غيره يحث أصحابه وأتباعه إلى تلاوة هذا القرآن الكريم، ثم جاء وصف آخر فقال –صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ هُوَ حَبْلُ اللَّهِ وَهُوَ النُّورُ الْمُبِينُ وُالشِّفَاءُ النَّافِعُ»(80) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference80)، فبدأ يبين أوصاف القرآن الكريم وأنه هو حبل الله الممدود العباد، كما قال -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(81) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference81).
وحبل الله هو القرآن كما فسرها غير واحد من الصحابة والتابعين، والقرآن هو النور، قال -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(82) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference82)، هو النور المبين والشفاء، قال -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(83) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference83)، وهو النجاة لمن اتبعه، قال -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(84) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference84)، وهو النجاة والعصمة، قال -تعالى: ﴿ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ (javascript:void(0))(85) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference85)، ومن تمسك به لا يعوج فيقوم؛ ولهذا قال الله –تعالى- لنبيه: ﴿ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ﴾ (javascript:void(0))(86) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference86)، والذي أوحي إليه هو القرآن.
وهو صراط الله، قال -تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا﴾ (javascript:void(0))(87) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference87)، قالوا: هو القرآن، والصراط المستقيم هو الذي لا اعوجاج فيه، بل هو مستقيم لا يزيغ بصاحبه عن الحق، ولا يحتاج إلى مَن يقوِّمه؛ لأنه على الصراط والحق، لكن المعرض العاصي هو الذي يحتاج إلى تقويم.
وعجائب القرآن لا تنقضي؛ فلا يقف المسلم عند تفسير آية بقول واحد إلا ما ثبت في القرآن الكريم أو عن النبي -عليه الصلاة والسلام- لأنه لا ينطق عن الهوى لا يقول إلا حقًّا، فإذا ثبت التفسير عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في آية ما فحسبك بها ولا تعدوها إلى تفسير آخر، وكذلك إذا وجدت التفسير في القرآن فلا تعدوه إلى غيره؛ ولهذا لا تنقطع عجائبه، فأما الآيات التي ليس لها تفسير في القرآن ولا السنة ولا أقوال الصحابة فهذه نعود إلى استنباط أهل العلم من المفسرين الذين يستخرجون معانيه ودقائقه، كما قال الله -تعالى: ﴿ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ (javascript:void(0))(88) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference88).
فالعلماء فسروا القرآن واستخرجوا هذه المعاني والاستنباطات العجيبة، كما فعل الشنقيطي(89) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference89) في تفسيره "أضواء البيان" في دقائق تفسيرية عجيبة قد لا تجدها في كتب التفسير المتقدمة، وهو ما يُسمَّى بالتفسير بالرأي المحمود المنطلق من الضوابط والقواعد الشرعية، هذا هو التفسير الصحيح، ومن دقائقه مثلاً في قوله -تعالى: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ﴾ (javascript:void(0))(90) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference90)، يقول أهل التفسير: يمكن أن يكون السياق بالمعية بدون التحتية، أي: كانتا مع عبدين صالحين لكن التحتية هنا لا تعني الذلة والهوان والازدراء وإنما تعني الرحمة، كما قال –تعالى- في آية أخرى: ﴿ (javascript:void(0))وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(91) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference91)، هذه هي المودة والرحمة، وفيها أيضًا: لا يمكن أن تعلو على الرجل في بعض الأحيان وفي بعض القضايا والأمور، وهذه ولاية الزوج، وإن لم يكن لها زوج فإنها تحت ولاية الأب أو الابن أو الأخ أو العم.. أو غير ذلك، فلها ولِيٌّ يتولى أمورها وشئونها؛ ولهذا قال: ﴿ (javascript:void(0))تَحْتَ عَبْدَيْنِ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))، والتحتية هنا تعني الرأفة والرحمة بها.
وَلاَ يَخْلَقُ عن كثرة الرد، فالقرآن لا يخلق مهما كررته بل تتجدد لك المعاني، ويقول بعض أهل العلم: إنك إذا قرأت الآية من القرآن أو السورة ثم رجعت إليها مرة أخرى، فستخرج لك معانٍ أخرى غير المعان السابقة إلى ذهنك، مثل حبات الماس، فعندما تلفها تعطيك لونًا أحمر أو أخضر أو أصفر.. وهي حبة واحدة، لكن لها ألوان كثيرة، كذلك الآية مليئة بالمعاني والعجائب والعبر والعظات؛ ولهذا قال: « لاَ تنقطعُ عَجائبَه ولا يَخْلَقُ عن كثرةِ الردِّ»(92) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference92)، أي: لا يبلى لو رددت الآية؛ ولهذا كان النبي -عليه الصلاة والسلام- كما عند ابن ماجه، يمكث ليلة يردد آية في آخر سورة المائدة، وهي: ﴿ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (javascript:void(0))(93) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference93)(94) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference94).
فالإنسان إذا قرأ القرآن ومر بآية فيها رحمة تأمل: ماذا فيها؟ ماذا أعد الله؟ وتمنى أن يكون منهم، وإذا مر بآية عذاب سأل الله العافية وأن يبعده عن هذا الطريق، ويتأمل أحوال الكافرين فيها، وإذا مر بآية فيها خلق السماوات والأرض فإنه يتأمل ويتفكر، والله –تعالى- قال: ﴿ قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ﴾ (javascript:void(0))(95) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference95)، وقال -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(96) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference96) فالأمر ليس مجرد تلاوة فحسب، بل ينبغي أن نربي أنفسنا وأطفالنا الصغار على التدبر والتأمل والتذكر على حسب عقولهم ومستوياتهم العقلية؛ حتى ينشأ الصغير وهو يحب القرآن، ويحب البحث والتأمل فيه.
لأن الطفل إذا حفظ القرآن بدون تدبر فإنه يكون معرضًا للنسيان، وهذا حال الصغار في الغالب، لكن إذا اجتمع التدبر مع التلاوة التدبر والتذكر والتفكر ثبت هذا، وتعلم الصغير حب القرآن الكريم، وجاء في الحديث الثالث عشر، وقد أخرجه الدارمي والحاكم، وفيه بيان للفضل المترتب على قراءة القرآن، والأثر والرابع عشر فيه بيان الفضل والثواب، وقد أخرجه البيهقي في الشعب وابن الأنباري في الوقف، فيه بيان أيضًا لفضل قراءة القرآن وتحذير لقارئ القرآن أن يعبث مع العابثين أو يهزل مع الهازلين، أو يلعب مع اللاعبين، أو يضيع الوقت فيما لا يفيد ولا ينفع، ولا يجهل مع الجهال الذين يذهبون لفعل المعاصي والمخالفات والمنكرات، وإنما قد منحه الله –تعالى- هذا القرآن وكأنها نبوة أتاه الله إياها؛ لأنه عندما قال: « مَنْ أُوتِيَ الْقُرْآنَ فَقَدِ اسْتَدَرَجَ النُّبُوَّةَ بَيْنَ جَنْبِيْهِ - أَوْ بَيْنَ كَتِفَيِهِ»(97) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference97)، كما في الحديث؛ وذلك لأن القرآن وحي من الله -تعالى، والوحي نزل على الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- وهذا القرآن هو وحي من الله -تعالى، قال -تعالى: <A href="javascript:void(0)">﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (javascript:void(0))﴾ (javascript:void(0))(98) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference98)، وهو النبي -عليه الصلاة والسلام- فكأن الذي جمع القرآن وعمل بما فيه وتأمله فكأنما شارك في فضل النبوة وثوابها وأجرها، وفضل هذه النبوة يكون على قدر حفظه للقرآن.

فالمسلم يطلب الدرجات العلى والكمال في الأعمال الصالحة، ويحرص على أن يحفظ القرآن، والذي يحرص في أول حياته في حفظ القرآن والمداومة عليه والمراجعة سوف يجد هذه الثمرة بعدما تتقدم به السن والعمر، بعد أن يتجاوز الأربعين أو الخمسين أو الستين، فلا يجد فراغًا في وقته أصلاً، بل يحب أن يقرأ القرآن ويطلع على تفاسيره ومعانيه وأحكامه، لكن المعرض عن القرآن يشقى -في الغالب- في حياته.
أحب أن أضيف هنا ما يتعلق بالمراجع التي ترجعون إليها في معرفة مراتب التلاوة، فيُرجع في كتب التجويد إلى كتاب "التمهيد في علم التجويد" لابن الجزري(99) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference99)، وكتاب "التحديد" لأبي عمرو الداني(100) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference100) المتوفى سنة أربع وأربعين وأربع مئة، فهو محرر فن القرآن، وكتاب "الموضح" للقرطبي(101) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference101) في التجويد، وكتاب "زاد المعاد" الجزء الأول، حيث ذكر ابن القيم(102) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference102) خلاف أهل العلم في مراتب التلاوة وبينها بالأدلة، وأيضًا "فتح الباري" الجزء التاسع في فضائل القرآن الكريم، في باب: كم يقرأ من القرآن؟ عندما ذكر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ووصية النبي -عليه الصلاة والسلام- له(103) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference103)، ويرجع أيضًا إلى كتاب النشر لابن الجزري في المجلد الأول؛ لأنه مجلدان، فيرجع إلى المجلد الأول ففيه بيان لهذه المراتب بالتفصيل عند أئمة القراء السبعة.
س:هل الذي حفظ القرآن ولم يتقنه يذكر يوم القيامة ما حفظه أم لا؟ وهل من نسي حفظه في الدنيا يكون القرآن حجة عليه؟
ج:الذي يحفظ القرآن وينساه هذا ذنب عظيم، وعليه أن يتدارك نفسه، فالذي حفظه وضيعه إثمه أشد ممن لم يحفظه ولم يضيعه؛ لأن هذه نعمة آتاك الله إياها، ولكنك فضلت غيرها عليها، فكيف تنسى القرآن الكريم؟! لكن إذا كان النسيان في الجبلة الإنسان فهذا الإنسان معذور فيه، وأما لو تركه وأهمله ولم يراجع القرآن ولا يقرأه فهذا عرض نفسه للخطأ، وحرم نفسه من الخير، فلا شك أنه على خطر عظيم إذا كان قد حفظ القرآن وقرأه ثم ضيعه، وعليه أن يبادر ويسارع إلى اغتنام ما فات من الوقت.
س:هل في حديث عبد الله بن عمرو أنه « يقال لصاحب القرآن»(104) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference104) هل خاص بالحفظ فقط أم أنه شامل لكثرة القراءة وإن لم يحفظ، مع الدليل لما تختار؟
ج:ذكر العلماء أن حفاظ القرآن لهم خاصية دون غيرهم، فالذي يقرأ القرآن وليس بحافظ له فالحافظ في درجة أعلى؛ لهذا لما قال: « إِنَّ للهِ أَهَالِينَ...»(105) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference105)، قال العلماء هم الذين يحفظون القرآن، وحفظ القرآن مزية وفضل عظيم، قال -تعالى: ﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ (javascript:void(0))(106) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#reference106)، يعني: يحفظونه حفظًا، فلا شك أن الذي يحفظ القرآن أعلى ممن لم يحفظه، فالأجر يتفاوت في هذا الأمر.

س:ما فضل تعلم اللغة العربية؟ وهل الإكثار منها يسهل تحصيل للعلوم الشرعية؟
ج:تعلم العربية إما أن يكون تعلم النطق، فالكل ينطق العربية، وكل ناطق بالعربية يحرص على أن يتعلمها، وإما أن يتعلم علوم العربية كالنحو والصرف والبلاغة، فهذا علم فيه فائدة ومنفعة يدله إلى معرفة كنوز القرآن وعجائبه وأسراره وتفسيره، لكنه لا ينسى نفسه من القرآن الكريم، فتعلم اللغة العربية فيه خير وفضل عظيم؛ لأنه خدمة لكتاب الله -تعالى، صلى الله وسلم على نبينا محمد.



(1) أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار. الإمام، المفتي، المقرئ، المحدث، راوية الإسلام، أبو حمزة الأنصاري الخزرجي النجاري المدني، خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقرابته من النساء، وتلميذه، وتبعه، وآخر أصحابه موتا، وروى عنه علما جما، وغزا معه غير مرة، وبايع تحت الشجرة. دعا له النبي بالبركة، فرأى من ولَده وولَدِ ولَدِه نحوا من مئة نفْس. مات سنة إحدى وتسعين. انظر: الاستيعاب (ص: 53 ترجمة 43)، والإصابة (1/ 126 ترجمة 277). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#1)
(2) صحيح: أخرجه أحمد في المسند (12279، 12292، 13542)، وابن ماجة: في المقدمة، باب فضل من تعلم القرآن وعلمه (215). وقال الألباني في صحيح ابن ماجة: صحيح. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#2)
(3) صحيح: أخرجه أحمد في المسند (6799)، أبو داود: كتاب الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة (1464)، الترمذي: كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء فيمن قرأ حرفا من كتاب الله ما له من الأجر (2914)، قال الترمذي: حسن صحيح، قال الألباني في صحيح أبي داود: حسن صحيح. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#3)
(4) هي: الصحابية الفاضلة أم الدرداء السيدة العالمة الفقيهة، هجيمة، وقيل: جهيمة الأوصابية الحميرية الدمشقية، وهي أم الدرداء الصغرى. روت علما جما عن زوجها أبي الدرداء، وعن سلمان الفارسي، وكعب بن عاصم الأشعري، وعائشة، وأبي هريرة، وطائفة. وعرضت القرآن وهي صغيرة على أبي الدرداء. وطال عمرها، واشتهرت بالعلم والعمل والزهد. خطبها معاوية بعد موت أبي الدرداء، فرفضته، وقالت: لا أتزوج زوجا في الدنيا حتى أتزوج أبا الدرداء -إن شاء الله- في الجنة. حجت في سنة إحدى وثمانين. انظر: الاستيعاب (ص: 950 ترجمة 3515)، الإصابة (8/ 161 ترجمة 11875). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#4)
(5) أخرجه ابن أبي شيبه في مصنفه (30572)، والبيهقي في شعب الإيمان (1998). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#5)
(6) ضعيف: أخرجه الحاكم في المستدرك (1/741)،قال الألباني في السلسلة الضعيفة (6842): ضعيف. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#6)
(7) أخرجه الطبراني في الكبير (8648) بنحوه. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#7)
(8) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/738)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#8)
(9) صدي بن عجلان بن وهب، أبو أمامة الباهلي. غلبت عليه كنيته. توفي سنة إحدى وثمانين، وهو ابن إحدى وتسعين سنة، ويقال: مات سنة ست وثمانين. قال سفيان بن عيينة: كان أبو أمامة الباهلي آخر من بقي بالشام من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. انظر: الاستيعاب (ص: 348 ترجمة 1227)، والإصابة (3/ 420 ترجمة 4063). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#9)
(10) موضوع: أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (1993) (2589)، قال الألباني في السلسة الضعيفة (476): موضوع. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#10)
(11) يس: 70. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#11)
(12) صحيح: وقد تقدم. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#12)
(13) أخرجه النسائي في الكبرى (8031) من حديث أنس به. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#13)
(14) يونس: 62. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#14)
(15) الأعراف: 196. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#15)
(16) البقرة: 186. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#16)
(17) الأعراف: 56. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#17)
(18) العلق: 19. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#18)
(19) الواقعة: 11. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#19)
(20) آل عمران: 45. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#20)
(21) النحل: 97. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#21)
(22) البقرة: 121. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#22)
(23) النحل: 99. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#23)
(24) الإسراء: 65. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#24)
(25) المجادلة: 11. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#25)
(26) أخرجه مسلم: كتاب صلاة المسافرين، باب جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض (746). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#26)
(27) الشعراء: 88 – 89. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#27)
(28) المدثر: 38. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#28)
(29) سبق تخريجه. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#29)
(30) فاطر: 29 - 30. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#30)
(31) أخرجه مسلم: كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء (223) من حديث أبي مالك الأشعري. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#31)
(32) الشورى: 16. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#32)
(33) فاطر: 29. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#33)
(34) العنكبوت: 45. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#34)
(35) التوبة: 103. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#35)
(36) البقرة: 197. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#36)
(37) البقرة: 183. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#37)
(38) البقرة: 187. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#38)
(39) الرعد: 22. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#39)
(40) فاطر: 30. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#40)
(41) آل عمران: 9. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#41)
(42) فاطر: 30. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#42)
(43) الإسراء: 111. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#43)
(44) إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن درع القرشي البصري، ثم الدمشقي الشافعي، أبو الفداء عماد الدين، الحافظ المؤرخ الفقيه. ولد في قرية من أعمال بصرى الشام، سنة إحدى وسبع مئة، وتوفي بدمشق سنة أربع وسبعين وسبع مئة. له العديد من التصانيف؛ منها البداية والنهاية، والتفسير، وغيرها من المصنفات. انظر: ذيل تذكرة الحفاظ (1/38)، طبقات المفسرين (1/260 ترجمة 313). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#44)

(http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#44)(45) معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو عبد الرحمن، القرشي، الأموي، أمير المؤمنين، ملك الإسلام. ولد قبل البعثة بخمس سنين، وقيل: بسبع، وقيل: بثلاث عشرة، والأول أشهر. أمه هي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي. قيل: إنه أسلم قبل أبيه وقت عمرة القضاء، وبقي يخاف من اللحاق بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من أبيه، ولكن ما ظهر إسلامه إلا يوم الفتح. مات سنة ستين. انظر: الاستيعاب (ص: 668 ترجمة 2346)، والإصابة (6/151 ترجمة 8074). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#45)




(46) الحافظ الثقة الرّحّال الجوال، محدث الإسلام، علم المعمرين، سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي، أبو القاسم الطبراني. من طبرية، صاحب المعاجم الثلاثة وغيرها من المؤلفات. ولد سنة ستين ومئتين، وتوفي في يوم السبت لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ستين وثلاث مئة، ودفن يوم الأحد آخر يوم من ذي القعدة إلى جنب حممة الدوسي بباب مدينة جي. انظر: سير أعلام النبلاء (16/119 ترجمة 86)، طبقات الحفاظ (ص73). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#46)

(http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#46)(47) صحيح: أخرجه أبو يعلى في مسنده (1718- مطالب)، الطبراني في الأوسط (3130)، صححه الألباني في السلسة الصحيحة (1281). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#47)




(48) سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج، أبو سعيد الخدري، الإمام المجاهد، مفتي المدينة. واسم الأبجر: خدرة، وقيل: بل خدرة هي أم الأبجر. استشهد أبوه مالك يوم أحد، وشهد أبو سعيد الخندق، وبيعة الرضوان. وحدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأكثر وأطاب، وعن أبي بكر، وعمر، وطائفة، وكان أحد الفقهاء المجتهدين. مات سنة أربع وسبعين. انظر: الاستيعاب (ص: 286 ترجمة 915)، وأسد الغابة (2/ 451 ترجمة 2036). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#48)
(49) أخرجه مسلم: كتاب الإمارة، باب بيان ما أعده الله تعالى للمجاهد في الجنة (1884)، وفي الباب من حديث أبي هريرة. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#49)
(50) النساء: 95. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#50)
(51) الأنعام: 132. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#51)
(52) البقرة: 228. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#52)
(53) النساء: 34. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#53)
(54) أخرجه الطبري في تفسيره (4776) بمعناه. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#54)
(55) البقرة: 237. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#55)
(56) البقرة: 237. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#56)
(57) أخرجه الطبري في تفسيره (107-109) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#57)
(58) الحافظ المجود العلامة، محدث أصبهان، أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك بن موسى بن جعفر، الأصبهاني، صاحب "التفسير الكبير"، و"التاريخ"، و"الأمالي الثلاث مئة مجلس"، وغير ذلك. مولده في سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة. كان من فرسان الحديث، فهما يقظا متقنا. مات لست بقين من رمضان سنة عشر وأربع مئة عن سبع وثمانين سنة. انظر: سير أعلام النبلاء (17/ 308 ترجمة 188)، وتذكرة الحفاظ (3/ 1050). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#58)
(59) الإمام الحافظ العلامة شيخ خراسان أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخسروجردي، صاحب التصانيف. ولد سنة أربع وثمانين ثلاث مئة في شعبان ومات في عاشر جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين وأربع مئة بنيسابور، ونقل في تابوت إلى بيهق مسيرة يومين. من تصانيفه: "السنن الكبرى"، و"الخلافيات". انظر سير أعلام النبلاء (18/163 ترجمة 86)، طبقات الحفاظ (ص87). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#59)
(60) الإمام الحافظ، الناقد العلامة، شيخ المحدثين، محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم، أبو عبد الله بن البيع الضبي الطهماني النيسابوري، الشافعي، صاحب المستدرك. مولده في يوم الاثنين ثالث شهر ربيع الأول، سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة بنيسابور. وطلب العلم في صغره بعناية والده وخاله، وأول سماعه كان في سنة ثلاثين وثلاث مئة، وقد استملى على أبي حاتم ابن حبان في سنة أربع وثلاثين وثلاث مئة وهو ابن ثلاث عشرة سنة. توفي في سنة ثلاث وأربع مئة. انظر: سير أعلام النبلاء (17/162 ترجمة 100)، وطبقات الشافعية الكبرى (4/ 155 ترجمة 329). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#60)
(61) آل عمران: 133. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#61)
(62) الإمام الحافظ شيخ الإسلام بسمرقند أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد التميمي الدارمي السمرقندى. صاحب المسند العالي. ولد عام إحدى وثمانين ومئة. كان أحد الحفاظ والرحالين، موصوفا بالثقة والورع والزهد. قال ابن حجر في التقريب: ثقة فاضل متقن. مات يوم التروية سنة خمس وخمسين ومئتين. انظر: تهذيب الكمال (15/ 210 ترجمة 3384)، وسير أعلام النبلاء (12/ 224 ترجمة 78). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#62)
(63) سبق تخريجه. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#63)
(64) الكهف: 27. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#64)
(65) الكهف: 27. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#65)
(66) العنكبوت: 45. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#66)
(67) النمل: 92. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#67)
(68) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الأذان، باب الجمع بين السورتين في الركعة والقراءة بالخواتيم (775)، مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب ترتيل القراءة واجتناب الهذ وهو الإفراط في السرعة (822). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#68)
(69) الطور: 35. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#69)
(70) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب التفسير (4854)، مسلم: كتاب الصلاة،باب القراءة في الصبح(463). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#70)
(71) أخرجه ابن أبي الدنيافي الرقة والبكاء (99)، أبو عبيد في فضائل القرآن (141) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#71)

(http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#71)(72) فضيل بن عياض بن مسعود بن بشر التميمي اليربوعي، أبو علي الزاهد، أحد صلحاء الدنيا وعبادها. ولد بسمرقند ونشأ بأبيورد، وكتب الحديث بالكوفة، وتحول إلى مكة، فسكنها ومات بها في أول سنة سبع وثمانين ومئة في خلافة هارون. قال ابن حجر في التقريب: ثقة. انظر: تهذيب الكمال (23/281 ترجمة 4763)، وسير أعلام النبلاء (8/421 ترجمة 114). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#72)




(73) موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي ثم الحنبلي. الشيخ الإمام القدوة العلامة المجتهد شيخ الإسلام. مولده بجماعيل من عمل نابلس في شعبان سنة إحدى وأربعين وخمس مئة. قدم دمشق مع أهله وله عشر سنين، قرأ القرآن، وحفظ مختصر الخرقي، وكان شيخ الحنابلة. توفي يوم عيد الفطر سنة عشرين وسبع مئة. صنف التصانيف الحسنة؛ منها: "المغني" في الفقه المقارن، و"الكافي"، و"المقنع". انظر: السير (22/165 ترجمة 112)، والذيل على طبقات الحنابلة (3/ 281 ترجمة 300). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#73)
(74) أخرجه ابن قدامة في التوابين (79) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#74)
(75) الحديد: 16. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#75)
(76) ص: 29. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#76)
(77) الحشر: 21. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#77)
(78) صحيح: أخرجه الترمذي: كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء فيمن قرأ حرفا من القرآن ما له من الأجر (2910) بنحوه، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب، قال الألباني في صحيح الترمذي: صحيح. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#78)
(79) صحيح: أخرجه الترمذي كتاب فضائل القرآن عن رسول الله، باب ما جاء فيمن قرأ حرفا من القرآن ما له من الأجر، (2910) وقال الترمذي: حسن صحيح غريب، وقال الألباني في صحيح الترمذي: صحيح. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#79)
(80) ضعيف: أخرجه الحاكم في المستدرك (1/741)، من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (6842) : ضعيف. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#80)
(81) آل عمران: 103. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#81)
(82) المائدة: 15. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#82)
(83) يونس: 57. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#83)
(84) طه: 123. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#84)
(85) آل عمران: 101. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#85)
(86) الزخرف: 43 - 44. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#86)
(87) الأنعام: 153. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#87)
(88) النساء: 83. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#88)
(89) محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي. العلامة المفسر الفقيه الأصولي المالكي. ولد سنة خمس وعشرين وثلاث مئة وألف عند ماء يسمى (تَنْبَه) من أعمال (كيفا) من موريتانيا. نشأ يتيما في بيت علم وفضل. خلف له أبوه ثروة من المال والحيوان. برع في علوم العربية والمنطق وآداب البحث والمناظرة. حباه الله ذكاء مفرطا وحافظة نادرة، مع ورع وزهد. وكان على عقيدة السلف -رحمه الله. له تواليف ممتعة؛ منها: "أضواء البيان"، و"مذكرة في أصول الفقه". توفي -رحمه الله- ضحى يوم الخميس، السابع عشر من ذي الحجة، عام ثلاث وتسعين وثلاث مئة وألف بمكة، وصلى عليه الشيخ ابن باز -رحمهما الله. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#89)
(90) التحريم: 10. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#90)
(91) الروم: 21. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#91)
(92) سبق تخريجه. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#92)
(93) حسن: أخرجه ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في القراءة في صلاة الليل (1350) من حديث أبي ذر -رضي الله عنه، وقال الألباني في صحيح ابن ماجه: حسن. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#93)
(94) المائدة: 118. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#94)
(95) يونس: 101. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#95)
(96) الأعراف: 185. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#96)
(97) ضعيف: أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/738) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (5118) : ضعيف. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#97)
(98) النجم:3: 4. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#98)
(99) محمد بن محمد بن محمد بن على بن يوسف الدمشقي ثم الشيرازي المقرئ الشافعي المعروف بابن الجزري. نسبة إلى جزيرة ابن عمر قرب الموصل. كان أبوه تاجرا، فمكث أربعين سنة لا يُولد له ولدٌ، ثم حج فشرب ماء زمزم بنية أن يرزقه الله ولدا عالما، فولد له صاحب الترجمة في ليلة السبت الخامس والعشرين من رمضان سنة إحدى وخمسين وسبع مئة بدمشق، فنشأ بها، فأخذ القراءات عن جماعة. واشتد شغفه بالقراءات حتى جمع العشر ثم الثلاث عشرة، وتصدى للإقراء بجامع بنى أمية. له تصانيف كثيرة نافعة؛ منها: "النشر في القراءات العشر"، و"التمهيد في التجويد". توفي بشيراز يوم الجمعة خامس ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وثمان مئة. انظر: الضوء اللامع (9/ 255 ترجمة 608)، والبدر الطالع (ص: 812 ترجمة 515). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#99)
(100) عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي، مولاهم الأندلسي، القرطبي ثم الداني، أبو عمرو. الإمام الحافظ، المجود المقرئ، الحاذق، عالم الأندلس. يعرف قديما بابن الصيرفي. ولد سنة إحدى وسبعين وثلاث مئة. رحل إلى المشرق، ودخل القيروان، ومصر، وحج، ثم قدم دانية، فسكنها حتى مات. كان أحد الائمة في علم القرآن رواياته وتفسيره ومعانيه، وطرقه وإعرابه، وجمع في ذلك كله تواليف حسانا مفيدة؛ منها: "المقنع في القراءات والتجويد"، و"التيسير". توفي في شوال سنة أربع وأربعين وأربع مئة. انظر: سير أعلام النبلاء (18/ 77 ترجمة 36)، ومعرفة القراء الكبار (1/ 406 ترجمة 345). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#100)
(101) الإمام أبو القاسم عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن عبد القدوس القرطبي، مؤلف كتاب "المفتاح" في القراءات، ومقرئ أهل قرطبة. ولد سنة ثلاث وأربع مئة. رحل في طلب القراءات إلى الأهواز، وحران، ومصر، ومكة، ودمشق. وكان عجبا في تحرير القراءات، ومعرفة فنونها. وقرأ عليه ابن النحاس وجماعة. توفي في ذي القعدة سنة إحدى وستين وأربع مئة. انظر: الصلة لابن بشكوال (1/ 362 ترجمة 814)، ونفح الطيب (2/ 637 ترجمة 263). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#101)
(102) محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز، شمس الدين أبو عبد الله، الزرعي، ثم الدمشقي. الفقيه الأصولي، المفسر النحوي، العارف. ابن قيم الجوزية. تفقه في المذهب الحنبلي، وبرع وأفتى، ولازم شيخ الإسلام ابن تيميَّة. وكان ذا عبادة وتهجد، وطول صلاة، ولهج بالذكر. له تواليف حسان؛ منها: "زاد المعاد"، و"بدائع الفوائد". ولد سنة إحدى وتسعين وست مئة، وتوفي سنة إحدة وخمسين وسبع مئة. انظر: البداية والنهاية (18/ 523)، والذيل على طبقات الحنابلة (5/ 170 ترجمة 600). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#102)
(103) متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب في كم يقرأ القرآن (5052)، ومسلم: كتاب الصيام، باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به (1159). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#103)
(104) حسن صحيح: أخرجه أحمد في المسند (6799)، أبو داود: كتاب الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة (1464)، الترمذي فضائل القرآن عن رسول الله باب من قرأ حرفًا من القرآن ماله من الأجر (2914)، قال الترمذي: حسن صحيح، وقال الألباني في صحيح أبي داود: حسن صحيح. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#104)
(105) صحيح: أخرجه أحمد في المسند (12279)، ابن ماجه: كتاب المقدمة، باب فضل من تعلم القرآن وعلمه (215) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وقال الألباني في صحيح ابن ماجه: صحيح. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#105)
(106) العنكبوت: 49. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9197#106)

فضل من تعلم القرآن وعلمه
عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ(1) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference1) قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ(2) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference2) يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ(3) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference3) عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ(4) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference4): قُلْتُ لَهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: « خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ»(5) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference5)، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَذَلِكَ الَّذِي أَقْعَدَنِي مَقْعَدِي هَذَا، فَكَانَ يُعَلِّمُ مِنْ خِلاَفَةِ عُثْمَانَ إِلَى إِمْرَةِ الْحَجَّاجِ(6) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference6)، وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ»(7) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference7)، وَعَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ(8) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference8) عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ»(9) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference9)، قَالَ: وَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقْعَدَنِي فِي مَجْلِسِي أُقْرِئُ، وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِر(10) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference10) قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ فَقَالَ: « أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى بُطَحَانَ أَوِ الْعَقِيقِ فَيَأْتِيَ كُلَّ يَوْمٍ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ زَهْرَاوَيْنِ فَيَأْخُذَهُمَا فِي غَيْرِ إِثْمٍ وَلاَ قَطْعِ رَحِمٍ؟»، قَالَ: قُلْنَا: كُلُّنَا يَا رَسُولَ اللهِ يُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ: « فَلأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَتَعَلَّمَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلاَثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلاَثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإِبِلِ»(11) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference11)).

فهذا باب في فضل مَن تعلم القرآن وعلمه، وقد ساق المؤلف عددًا من الأحاديث الواردة في هذا الفضل، ومنها حديث علقمة، وعلقمة هو علقمة بن مرثد الحضرمي، وقد وثقه أهل العلم وابن حجر(12) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference12) كما في التقريب، وقال الإمام أحمد: هو ثبت في الحديث، قال: سمعت سعد بن عبيدة السلمي أبا حمزة الكوفي وهو أيضًا ثقة عن عبد الرحمن السلمي وهو عبد الله بن حبيب الكوفي المقرئ مشهور عند أهل العلم بكنيته ثقة ثبت، تصدر للتعليم، وتعلم على يديه عدد كبير من الطلاب وصاروا من أهل الإقراء؛ لأنه قرأ على وعثمان -رضي الله عنه- وتوفي سنة ثلاث وسبعين من الهجرة.
والحديث الأول: أخرجه أحمد وأبو داودوالترمذي والبيهقي، وحديث عليٍّ أخرجه أحمد والدارمي والترمذي، وحديثمصعب بن سعد بن أبي وقاص وهو أيضًا ثقة توفي سنة مئة وثلاثة، وأبوه هو سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهذا الحديث أخرجه أيضًا الدارمي وابن ماجه، أما حديث عقبة بن عامر ففي صحيح مسلم وعند أحمد وأبي داود، وأصله في صحيح البخاري من حديث عثمان -رضي الله عنه: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ»(13) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference13)، وجاء في بعض الروايات: « أَفْضَلُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ»(14) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference14).
ولما سمععبد الله بن حبيب أبو عبد الرحمن السلمي هذا الحديث أثَّر في نفسه تأثيرًا بالغًا، وكان سببًا في جلوسه في المسجد لإقراء القرآن الكريم كما جاء في هذا الأثر، وأنه مكث من خلافة عثمان إلى إمرة الحجاج، أي: ما يزيد على ثلاثين عامًا، كلها في إقراء القرآن الكريم رغبة في الحصول على هذه الخيرية وهذا الثواب العظيم الذي أعده الله -تعالى- لمن علَّم القرآن.
والقرآن الكريم أنزله الله –تعالى- وجعل فيه الخير والبركة، أنزله الله –تعالى- رحمة لهذه الأمة وهداية لها، كما قال -تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (javascript:void(0))﴾(15) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference15)، وجعله صراطًا مستقيمًا لمن أراد الاستفادة منه وأراد اتباعه، وأخرج الله بهذا القرآن الكريم الناس من الظلمات إلى النور، وهداهم به إلى الصراط المستقيم، فمن أحب أن يكون قريبًا من الله –تعالى- دائم الصلة به مذكورًا عنده فعليه أن يداوم على هذا قراءة القرآن، ولا ثمة سبيل ولا طريق إلا من طريق القرآن الكريم، ولأجل هذا نال قارئ القرآن ومقرؤه هذه الخيرية الواردة في هذا الحديث.
وقوله -عليه الصلاة والسلام: « خَيْرُكُمْ»، خير هنا بمعنى أفعل التفضيل، بمعنى: أخيركم أو أكثركم نفعًا وأرفعكم منزلة، وقد تأتي خير أحيانًا ولا يقصد بها التفضيل؛ لأنه قد يقصد بها بيان مكانة شيء وإظهاره، كما جاءت الآية في سورة الفرقان حينما قال الله -تعالى: ﴿قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ (javascript:void(0))﴾(16) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference16)، فلا مفاضلة بين الجنة والنار أبدًا، وكما جاء في البيت لحسان حينما قال:
أتهجوه ولست له بكفء *** فشركما لخيركما الفداء
فلا يمكن أن يفاضل بين النبي -عليه الصلاة والسلام- وبين غيره، كما أنه لا يصح أن يفاضل بين الجنة والنار، وإنما أراد الله –تعالى- أن يبين مكانة هذه الجنة ويرد على المشركين وعلى الكفار حينما كذبوا بذلك اليوم؛ لأن الله –تعالى- قال قبلها: ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (javascript:void(0)) * إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ (javascript:void(0))﴾(17) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference17)، ثم قال: ﴿قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ (javascript:void(0))﴾.
وقوله –صلى الله عليه وسلم: « خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ»، تعلم القرآن يدخل فيه حفظه وتجويده وإقامة حروفه وإعرابها ومدارسته وفهم معانيه وتدبر آياته ومعرفة المقاصد العظيمة التي من أجلها نزل هذا القرآن العظيم ومعرفة أحكامه وحلاله وحرامه وعبره ومواعظه وزواجره وأوامره ونواهيه، هذا هو تعلم القرآن، وليس المقصود القراءة فحسب، إنما القراءة المصحوبة بالعمل والعلم، والعلم لا يكون إلا من التدبر كما تقدم، ولا بد من تعلم آياته وحفظها وإتقانها وضبطها وتعلم الأحكام التي فيها والآداب التي اشتملت عليها، هذا يدخل في تعلم القرآن.
ثم يتعدى هذا النفع إلى الآخرين ولا يقتصر على نفسه فحسب، بل يسعى في تعليم غيره من الناس، فهذا من النفع المتعدي إلى الآخرين، وأشرف ما يتعلمه الإنسان ويعلمه هو القرآن الكريم، ويدخل في هذا الحديث أيضًا الذي يسعى في تعلم القرآن أو في تعليم القرآن؛ لأنه يقول: « وَعَلَّمَهُ»، وقد ذكر العلماء منهم ابن حجر وغيره أن الذي يسعى إلى توفير أسباب تعلم القرآن من: المكان والتهيئة والطعام والشراب والمصاحف وكل الوسائل المتعلقة بذلك تشمله هذه الخيرية وهذه الرفعة حسب ما يقدمه وحسب ما يعمله، مع التفاوت في هذا الخير والفضل، لكن الذي يسعى في جمع الناس على القرآن الكريم، وإن لم يكن متعلمًا القرآن الكريم، لكنه سعى ودل الناس عليه، وحث الناس على حفظه، وهيأ المكان وأمَّن الوسائل التي يحتاجها المعلم والمتعلم فهو -إن شاء الله- داخل في هذه الخيرية، كما ذكر ذلك أهل العلم؛ لأن مَن دل على خير فله مثل أجره.
وهذا الحديث دل على فوائد منها، أولاً: حصول الخيرية لمن تعلم القرآن وعلمه، واقترن ذلك بالإخلاص لله -تعالى.
الثاني: فضل العلم المتعدي نفعه للآخرين؛ لأنه قال: « وَعَلَّمَهُ»، والفعل المتعدي النفع لا شك أنه أفضل من العمل القاصر، فالذي يتعبد الله لنفسه كأن يكثر من النوافل أو من الصيام أو من قراءة القرآن هذا عمل خير، ويثاب عليه، لكن إذا كان هذا العمل يتعدى إلى الآخرين فإن الفضل أكثر؛ ولهذا الله -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (javascript:void(0))﴾(18) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference18).
وقال النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: « أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ»(19) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference19)، وحثَّ على السعي على الأرملة والمسكين والضعيف هذه أعمال متعدية النفع للآخرين، والصحابة والتابعون -رضوان الله عليهم- يسعون إلى تعليم غيرهم ممن لم يتعلم القرآن الكريم، كما فعل عبد الله بن حبيب أبو عبد الرحمن السلمي؛ حيث مكث في هذا المكان أكثر من ثلاثين عامًا في المسجد يعلم فيه القرآن ليحصل على هذا النفع المتعدي؛ لأنه يعلم أنه إذا علم هذا الإنسان القرآن سوف يعلم غيره، وهذا يعلم غيره، حتى وصل إلينا، فالخير ينال هؤلاء كلهم، فهؤلاء نظروا نظرة بعيدة إلى المنفعة والمصلحة العامة للمسلمين، فقدموا هذا العمل على غيره من الأعمال.
ومما دل عليه الحديث أيضًا من الفوائد:
الترغيب في تلاوة القرآن والحث على المداومة على تلاوته، يضم هذا الفضل إلى الآيات التي وردت في القرآن الكريم، ومن الفوائد كذلك: أن القرآن أشرف العلوم على الإطلاق؛ لأن الله وعد بهذا الأجر والثواب على لسان نبيه -صلى الله عليه وآله وسلم- لمن قرأه، ومن الفوائد أيضًا: أن شرف العلم بتعليم الآخرين لهذا القرآن؛ لأن من علم غيره يستلزم منه أن يكون عالمًا، كما قال الله -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (javascript:void(0))﴾(20) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference20).

فلا يدعو إلى الله إلا مَن تعلم وعلم وتفقه، فإذا تفقه وتعلم وعلم غيره دخل في هذه الآية، بعكس الكافر الذي هو على كفره ويصد الناس عن دينهم بهذا الكفر، كما قال الله - تعالى: ﴿ (javascript:void(0))فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (javascript:void(0)) ﴾(21) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference21).
وهنا ينشأ سؤال: إذا كان النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ»(22) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference22)، فهل يلزم من هذا الحديث أن يكون المقرئ أفضل من الفقيه المتفقه في الدين الذي يعلم الناس أمور دينهم؟
قال ابن حجر: لا يلزم من ذلك؛ لأن المخاطبين بذلك -يعني بالحديث- كانوا فقهاء، وهم أهل اللسان، فكانوا يعلمون معاني القرآن بالسليقة أكثر من غيرهم بالاكتساب؛ فكان الفقه لهم سجية، ومن كان في مثل شأنهم شاركهم في ذلك؛ لأن مَن كان قارئًا أو مقرئًا ومتقنًا وضابطًا لكنه لا يفهم معاني القرآن ولا يفهم أحكامه ولا يفهم الدلائل لا يستطيع أن يستنبط هذا، نقول: إن له ثواب وأجر التلاوة، ويناله من الخير والخيرية والفضل والمنزلة بحسب حفظه وتعلمه للقرآن، فإذا وجد إنسان لا يعرف شيئًا من أمور الدين إلا ما يتعبد الله –تعالى- به، ولكنه متقن للقرآن وحافظ، فهذا على أجر عظيم ويناله من الخيرية بقدر ما عنده من هذا الحفظ، ومَن كان قارئًا ومقرئًا وهو يخالف نصوص القرآن في الفهم فهذا وَبَال عليه، كما كان الخوارج يفعلون ذلك والنبي -عليه الصلاة والسلام- قد حذر منهم؛ حيث قال: «يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ»(23) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference23)، أو قال: « لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهِمْ»(24) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference24)، فهم لا يعملون بالقرآن، وإن عملوا به عملوا على خلاف الهدي الصحيح والسنة الصحيحة، كما فعلوا على مدار تاريخ الإسلام منذ أن نبتت نبتتهم وإلى يومنا هذا، فهم يفهمون القرآن فهمًا معكوسًا على غير فهم السلف الصالح لهذا القرآن العظيم، حتى إنهم كما يقول ابن عباس -رضي الله عنه- عمدوا إلى آيات نزلت في الكفار فنزَّلوها على المسلمين، واستباحوا بذلك دمائهم وأعراضهم و***وهم وأثاروا الفتن.
فمثل هؤلاء لا يشملهم هذا الأثر ولا الآثار التي وردت في فضل القرآن، لكن الذي يتعلم القرآن ويعلمه على قدر طاقته واستطاعته فنقول: إنه ينال من الأجر والخيرية والثواب بقدر ما يحصله من علم وعمل، والصحابة -رضوان الله عليهم- هم المخاطبون بهذا الحديث، ولكنه شامل، فهو يشملهم ويشمل مَن بعدهم.
قالابن حجر: ومَن كان في مثل شأنهم شاركهم في هذه الخيرية الموعود بها، وإلا فالأمة بمجموعها موصوفة بالخير؛ كما قال الله -تعالى: ﴿ (javascript:void(0))كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ (javascript:void(0))﴾(25) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference25).
فأهل القرآن العاملون به المتدبرون لآياته وأحكامه العاملون بها هؤلاء هم صفوة الناس، وهم قريبون من الله –تعالى- كما تقدم في الحديث السابق: « إِنَّ للهِ أَهْلِينَ». قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: « أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ»(26) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference26)، فينبغي أن نفهم هذا المعنى وألا ننزله إلا على مَن يستحقه.
وقد جاء هذا الوصف لمن قرأ القرآن وعلمه؛ لأن القرآن خير الكلام والعلوم؛ فتعلمه وتعليمه خير من تعلم غيره من سائر العلوم؛ لأنه مشتمل على علوم شتى؛ مثل: علوم الاعتقاد والفقه والتفسير والتاريخ... فهو أفضل العلوم بالنسبة إلى غيره من العلوم الأخرى.
والحديث الثامن عشر -حديث عقبة بن عامر- عند مسلم(27) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference27) وأحمد(28) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference28) وأبي داود(29) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference29)، يقول: خرج إلينا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ونحن في الصُّفة -المراد بالصفة هنا الموضع المظلل في مؤخرة المسجد النبوي بالمدينة، يسكنه مَن لم يكن له منزل من الفقراء والمحتاجين ومن قدم إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- من ضواحي المدينة ليتعلموا العلم ويقرؤوا القرآن- وقال: « أَيُّكُمْ يَغْدُو»، أي: يذهب في وقت الغدو وهو أول النهار، وبطحاء مكة هو موضع قرب المدينة مكان موضع قرب المدينة « إِلَى بُطْحَانَ أَوِ الْعَقِيقِ»، والعقيق وادٍ مشهور من أودية المدينة، « فَيَأْتِيَ كُلَّ يَوْمٍ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ»، كوماوين: تثنية كومة أنثى أكوم، والأكوم نوع من أنواع البعير الضخم الجسم والسنام رفيع السنام -يعني أنفسُها وأحسنها- « زَهْرَاوَيْنِ»، تثنية زهراء، والزهر هو الحسن والبهجة، قال: « بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ زَهْرَاوَيْنِ»، يعني: أنها من أنفس النوق وأجملها وأحسنها وأسمنها، فمن كانت كذلك من النوق فهي ذات قيمة نفيسة عند العرب.
وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- يضرب الأمثلة للصحابة بما كانوا يعايشونه ويفتخرون به ويحبونه، وكانت العرب في ذلك الوقت يحبون الإبل ويتنافسون في تربيتها وشرائها، كما قال الله –تعالى- مذكرًا لهم بها: ﴿ (javascript:void(0))أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (javascript:void(0))﴾(30) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference30)، مع أنه يوجد شيء أكبر من الإبل في الخلقة، لكنه ذكر الإبل لأنها مشتهرة عندهم ومعروفة، وكما جاء في الحديث الآخر: «خُيْرٌ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ»(31) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference31)، فالتمثيل بالإبل كثير في السنة النبوية؛ لأنها من أنفس الأشياء عندهم من بهيمة الأنعام، فيضرب لهم المثل بهذا الأمر ليتحفزوا لهذا العمل الذي سيقدمون عليه ويفعلونه.
قال: « فَيَأْخُذُهُمَا فِي غَيْرِ إِثْمٍ وَلاَ قَطْعِ رَحِمٍ»(32) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference32)، يعني: في غير معصية، قال: قلنا: كلنا يا رسول الله يحب ذلك، أي أنهم يحبون أن يأخذوا هذا الشيء وأن يتحصلوا عليه، ثم دلهم على ما يشابه ذلك أو أفضل منه ليشجعهم ويحفزهم عليه فقال: « فَلأَنْ يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَتَعَلَّمَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلاَثٌ خَيْرٌ مِنْ ثَلاَثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ مِنْ أَرْبِعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإِبِلِ»، أي: من خمس ومن ست.. إلخ، وهذا من باب المتقدم من باب التمثيل والتقريب للصحابة -رضوان الله عليهم- حتى يقبلوا على هذا الخير، وأن ما سيذهبون إليه في تعلم القرآن الكريم أو جزء منه وهو آيات فقط، وهو خير من هذا الذي أنتم تظنون والذي تحبون؛ لأنهم قالوا: كلنا يحب ذلك يا رسول الله.
وقد مثَّل لهم النبي –صلى الله عليه وسلم- بالآية وليس بالسورة ولا بالجزء؛ وذلك ليقربهم من تلاوة القرآن الكريم، وإلا فإن الدنيا كلها حقيرة أمام كتاب الله -جل وعلا- ولا تقابل بشيء من معرفة أمر وارد في كتاب الله، وهذا من باب الحث والترغيب في تلاوة القرآن الكريم، وهذا يدلنا أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يستخدم الأمثلة لأصحابه، وأنتم تعلمون أن الحديث الوارد عند قوله-تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ (javascript:void(0))﴾(33) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference33).
من ذلك أيضًا ما ورد عن عبد الله بن مسعود، إذ قال: خط النبي -صلى الله عليه وسلم- خطًّا وخط عن جانبه خطوطًا وقال: « هَذَا سَبِيلُ اللهِ وَهَذِهِ سُبُلُ الشَّيْطَانِ، عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطُانٌ، وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا»(34) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference34)، فكان يمثل -عليه الصلاة والسلام- ويضرب الأمثلة لأصحابه، وأحيانًا كان يمثل لهم بيده وذلك عندما قال: « بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ»(35) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference35)، وأشار بالسبابة، وقال: «أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ»(36) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference36)، وقال في عدِّ الشهر: «الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا»(37) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference37)، فكل شيء كان يرغب النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يوصله إلى الصحابة فإنه يسعى إلى توصيله، وقد فعل، فما من خير إلا دل عليه ولا شر إلا حذر منه، ففي هذا الحديث وسيلة من وسائل التمثيل التي تدفع الإنسان وتشجعه وتحسه على فعل الخير والإقدام عليه، وأنه سوف ينال أكثر مما ضُرِب له من هذا المثل، فجعل الناقة بمثابة الآية والناقتين بمثابة الآيتين، سواء قصرت أم طالت.

فلو فكر الإنسان وتأمل هذه الأحاديث التي ذكرها النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحث على تلاوة القرآن والإقبال عليه وقراءته ما سمحت له نفسه أن يضيع لحظة واحدة في حياته إلا وفيها عمل صالح يقدمه لربه -جل وعلا- إما عمل قاصد أو عمل متعدي نفع.
فالذي يحرص على هذا فإنه قد قدم أعمال الدنيا على الآخرة، ومَن حرص على الآيات وحفظها على تلك قدم أعمال الآخرة على الأولى، وقد قال الله –تعالى- للنبي: ﴿ (javascript:void(0))وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأُولَى (javascript:void(0))﴾(38) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference38)، وقال: ﴿ (javascript:void(0))وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (javascript:void(0))﴾(39) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference39)، فعمل الآخرة هو الذي يبقى ويدوم ويزيد وينفع الإنسان في دنياه وأخراه، وهذا كله في القرآن الكريم؛ ولهذا جاء الحث والترغيب في فضل هذا القرآن الكريم وتعلمه، وكان الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم- متميزون بالاهتمام بالقرآن وحفظه وتلاوته وتعليمه، كما كانأبيٌّ(40) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference40) -رضي الله عنه- وسماه النبي -عليه الصلاة والسلام- في قوله: « أَقْرَأُكُمْ أُبَيٌّ»، وأثنى على أبي موسى الأشعري(41) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference41) وعبد الله بن مسعود ومعاذ(42) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference42) وعليٍّ وعثمان بما عندهم من القرآن الكريم: ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ (javascript:void(0))﴾(43) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference43)(44) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#reference44).

(1) علقمة بن مرثد، الإمام الفقيه الحجة، أبو الحارث الحضرمي الكوفي. حدث عن أبي عبدالرحمن السلمي، وطارق بن شهاب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وسعد بن عبيدة، وأمثالهم. عداده في صغار التابعين، ولكنه قديم الموت. حدث عنه غيلان بن جامع، وأبو حنيفة، والأوزاعي، وشعبة، وسفيان الثوري، ومسعر بن كدام، والمسعودي وآخرون. قال الإمام أحمد: هو ثبت في الحديث. قالابن حجر في التقريب: ثقة. توفي سنة عشرين ومئة. انظر: تهذيب الكمال (20/308 ترجمة 4018)، سير أعلام النبلاء (5/206 ترجمة 81). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#1)
(2) سعد بن عبيدة، الإمام الثقة، أبو حمزة السلمي الكوفي، من علماء الكوفة، وكان زوج ابنة أبي عبدالرحمن السلمي. حدث عن ابن عمر، والبراء بن عازب، والمستورد بن الأحنف. وعنه زبيد اليامي، وإسماعيل السدي، ومنصور، والأعمش، وفطر بن خليفة. وثقه النسائي وغيره. قال ابن حجر في التقريب: ثقة. مات في الكهولة في حدود سنة بضع ومئة. انظر: تهذيب الكمال (10/ 290 ترجمة2220)، وسير أعلام النبلاء (5/ 9 ترجمة 5). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#2)
(3) أبو عبد الرحمن السلمي، مقرئ الكوفة، الإمام العلم، عبد الله بن حبيب بن ربيعة الكوفي، من أولاد الصحابة، مولده في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخذ القراءة عرضا عن عثمان، وعلي، وزيد، وأبي، وابن مسعود. أخذ عنه القرآن: عاصم بن أبي النجود، ويحيى بن وثاب، وعطاء بن السائب وعبد الله بن عيسى بن عبدالرحمن بن أبي ليلى، ومحمد بن أبي أيوب، والشعبي، وإسماعيل بن أبي خالد، وعرض عليه الحسن والحسين -رضي الله عنهما-. وقد كان ثبتا في القراءة، وفي الحديث حديثه مخرج في الكتب الستة. قالابن حجر في التقريب: ثقة ثبت، مات بعد السبعين. انظر: تهذيب الكمال (14/ 408 ترجمة 3222)، وسير أعلام النبلاء (4/267 ترجمة 97). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#3)
(4) شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي الأزدي، أبو بسطام الواسطي مولى عبدة بن الأغر مولى يزيد بن المهلب بن أبي صفرة. الإمام الحافظ، أمير المؤمنين في الحديث، عالم أهل البصرة وشيخها، سكن البصرة من الصغر، ورأى الحسن، وأخذ عنه مسائل. كان من أوعية العلم، لا يتقدمه أحد في الحديث في زمانه. قال ابن حجر في التقريب: ثقة حافظ متقن. ولد سنة ثمانين، في دولة عبد الملك بن مروان، ومات سنة ستين ومئة. انظر: تهذيب الكمال (12/ 479 ترجمة 2739)، وسير أعلام النبلاء (7/ 202 ترجمة 80). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#4)
(5) أخرجه البخاري: كتاب فضائل القرآن، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه (5027) من حديث عثمانبن عفان -رضي الله عنه-. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#5)
(6)الحجاج بن يوسف الثقفي. ولد سنة خمس وأربعين. كان ظلوما، جبارا، ناصبيا، خبيثا، سفاكا للدماء. وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء، وفصاحة وبلاغة، وتعظيم للقرآن. ساق الذهبي من سوء سيرته في تاريخ الإسلام، وحصاره لابن الزبير بالكعبة، ورميه إياها بالمنجنيق، وإذلاله لأهل الحرمين، ثم ولايته على العراق والمشرق كله عشرين سنة، وحروب ابن الأشعث له، وتأخيره للصلوات إلى أن استأصله الله. نسبه ولا نحبه، بل نبغضه في الله؛ فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان. له حسنات مغمورة في بحر ذنوبه. وأمره إلى الله. وله توحيد في الجملة، ونظراء من ظلمة الجبابرة والأمراء. قالابن حجر في التقريب: وقع ذكره وكلامه في الصحيحين وغيرهما، وليس بأهل أن يُروى عنه. أهلكه الله في رمضان سنة خمس وتسعين كهلا. انظر: تاريخ الإسلام (2/ 1071 ترجمة 33)، وسير أعلام النبلاء (4/343 ترجمة 117). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#6)
(7) صحيح لغيره: أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (1318)، الترمذي: كتاب فضائل القرآن عن رسول الله، باب ما في تعليم القرآن (2909) وقال الألباني في صحيح الترمذي: صحيح لغيره. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#7)
(8) مصعب بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني. كان فاضلاً كثير الحديث. روى عن علي والكبار. كان ثقة كثير الحديث وذكره بن حبان في كتاب الثقات. قالابن حجر في التقريب: ثقة. مات سنة ثلات ومئة. انظر: تهذيب الكمال (28/ 24 ترجمة 5982)، وسير أعلام النبلاء (4/ 350 ترجمة 125). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#8)
(9) حسن صحيح: أخرجه ابن ماجه: المقدمة، باب فضل من تعلم القرآن (213)، وقال الألباني في صحيح ابن ماجه: حسن صحيح. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#9)
(10) عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو بن عدي بن عمرو بن رفاعة بن مودوعة بن عدي بن غنم بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة الجهني. روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيرا. روى عنه جماعة من الصحابة والتابعين. كان قارئا عالما بالفرائض والفقه، فصيح اللسان، شاعرا، كاتبا، وهو أحد من جمع القرآن. مات عقبة في خلافة معاوية. انظر: الاستيعاب (ص: 561 ترجمة 1898)، والإصابة (4/ 520 ترجمة 5605). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#10)
(11) أخرجه مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه (803). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#11)
(12) أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر، شهاب الدين أبو الفضل الكناني العسقلاني الشافعي. قاضي القضاة، حافظ زمانه. نشأ يتيما، وأكمل حفظ القرآن في التاسعة من عمر، وصلى التراويح بالناس في الحرم المكي وله اثنا عشر عاما. رحل حبا في العلم وتطلبا للشيوخ. من أبرز شيوخه: ابن الملقن، والسراج البلقيني، وأبو الحسن الهيثمي. من أبرز تلاميذه: السخاوي، ابن قاضي شهبة، ابن تغري بردي. له مؤلفات حسان؛ أهمها: "فتح الباري"، و"لسان الميزان"، و"الدرر الكامنة". ولد سنة ثلاث وسبعين وسبع مئة، وتوفي سنة ثنتين وخمسين وثمان مئة. انظر: الضوء اللامع (2/ 36 ترجمة 104)، وحسن المحاضرة (1/ 363 ترجمة 102)، وله ترجمة موعبة في الجواهر والدرر لتلميذه السخاوي. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#12)
(13) سبق تخريجه. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#13)
(14) أخرجه البخاري: كتاب فضائل القرآن، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه (5028). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#14)
(15) الإسراء: 9. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#15)
(16) الفرقان: 15. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#16)
(17) الفرقان: 11 - 12. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#17)
(18) الحج: 77. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#18)
(19) أخرجه البخاري: كتاب الأدب، باب فضل من يعول يتيمًا (6005). من حديث سهل بن سعد. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#19) أخرجه مسلم: كتاب الزهد والرقائق، باب الإحسان إلى الأرملة والمسكين واليتيم (2983) من حديثأبي هريرة -رضي الله عنه. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#19)
(20) فصلت: 33. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#20)
(21) الأنعام: 157. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#21)
(22) سبق تخريجه. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#22)
(23) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب فضائل القرآن، باب إثم من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به (5058)، ومسلم: كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم (1064) من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#23)
(24) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام (3610،7562)، مسلم: كتاب الزكاة باب ذكر الخوارج وصفاتهم (1064) من حديث أبي سعيد الخدري. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#24)
(25) آل عمران: 110. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#25)
(26) سبق تخريجه. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#26)
(27) أخرجه مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل قراءة القرآن في الصلاة (803) بنحوه. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#27)
(28) أخرجه أحمد في المسند (17408). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#28)
(29) أخرجه أبو داود: كتاب الصلاة، باب في ثواب قراءة القرآن (1456). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#29)
(30) الغاشية: 17. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#30)
(31) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي -رضي الله عنه- (3701)، ومسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب من فقضائل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- (2406) من حديث سهل بن سعد -رضي الله عنه-. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#31)
(32) سبق تخريجه. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#32)
(33) الأنعام: 153. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#33)
(34) أخرجه أحمد في المسند (4142،4437) من حديث ابن مسعود. وأصله في صحيح البخاري بمعناه. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#34)
(35) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الرقاق، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- بعثت (6504)، مسلم: كتاب الفتن واشراط الساعة، باب قرب الساعة (2950) من حديث سهل بن سعد -رضي الله عنه. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#35)
(36) سبق تخريجه. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#36)
(37) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الصوم، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا رأيتم الهلال (1908)، ومسلم: كتاب الصيام، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال (1080) من حديثابن عمر -رضي الله عنهما. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#37)
(38) الضحى: 4. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#38)
(39) الأعلى: 17. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#39)
(40) أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار. سيد القراء،أبو منذر الأنصاري النجاري المدني المقرئ البدري، ويكنى أيضا أبا الطفيل. شهد العقبة، وبدرا، وجمع القرآن في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعرض على النبي -عليه السلام-، وحفظ عنه علما مباركا، وكان رأسا في العلم والعمل -رضي الله عنه-. قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: « ليهنك العلم أبا المنذر». مات سنة اثنتين وثلاثين. انظر: الاستيعاب (ص: 42 ترجمة 2)، وأسد الغابة (1/ 168 ترجمة 34). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#40)
(41) عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن غنم بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر أبو موسى الأشعري. مشهور باسمه وكنيته معا وأمه ظبية بنت وهب بن عك أسلمت وماتت بالمدينة وكان هو سكن الرملة وحالف سعيد بن العاص ثم أسلم وهاجر إلى الحبشة. كان حسن الصوت بالقرآن. شهد فتوح الشام ووفاة أبي عبيدة واستعمله عمر على إمرة البصرة بعد أن عزل المغيرة وهو الذي افتتح الأهواز. مات سنة خمسين. انظر: الاستيعاب (ص: 851 ترجمة 3137)، والإصابة (4/ 211 ترجمة 4901). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#41)
(42) معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج، أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي ثم الجشمي. أحد السبعين الذين شهدوا العقبة من الأنصار وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الله بن مسعود. توفي في طاعون عَمَوَاس سنة ثماني عشرة. انظر: الاستيعاب (ص: 650 ترجمة 2270)، وأسد الغابة (5/ 187 ترجمة 4960). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#42)
(43) المائدة: 54. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#43)
(44) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب المناقب، باب مناقب أبي بن كعب -رضي الله عنه- (3808)، ومسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن مسعود (2464) من حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9198#44)

ذكر أخلاق أهل القرآن

قال محمد بن حسين(1) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#reference1): (يَنْبَغِي لِمَنْ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ، وَفَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ مِمَّنْ لَمْ يَعْلَمُوا كِتَابَهُ، وَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ، وَأَهْلِ اللهِ وَخَاصَّتِهِ، وَمِمَّنْ وَعَدَهُ اللهُ مِنَ الْفَضْلِ الْعَظِيمِ مِمَّا تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ، وَقَالَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ (javascript:void(0))﴾(2) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#reference2). قِيلَ فِي التَّفْسِيرِ: يَعْمَلُونَ بِهِ حَقَّ عَمَلِهِ، وَمِمَّا قَالَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ مَعَ الْكِرَامِ السَّفَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ»(3) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#reference3).وَقَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ(4) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#reference4): سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ يُونُسَ(5) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#reference5) يَقُولُ: إِذَا خَتَمَ الْعَبْدُ الْقُرْآنَ قَبَّلَ الْمَلَكُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ(6) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#reference6). فَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعًا لِقَلْبِهِ، يُعَمِّرُ بِهِ مَا خَرَبَ مِنْ قَلْبِهِ، وَيَتَأَدَّبُ بِآدَابِ الْقُرْآنِ، وَيَتَخَلَّقُ بِأَخْلاَقِهِ الشَّرِيفَةِ، يَتَمَيَّزُ بِهِ عَنْ سَائِرِ النَّاسِ مِمَّنْ لاَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ).

يذكر المؤلف أخلاق أهل القرآن، وأن الله -جل وعلا- قد فضلهم على غيرهم من سائر الناس، حيث مَنَّ الله عليهم بتلاوة القرآن، وحفظه ومدارسته، فإذا كانوا كذلك، فإنه ينبغي عليهم أن يتخلقوا بما في هذا القرآن من الأخلاق، والقرآن هو منهج الأخلاق الفاضلة، ومنهج الأخلاق الكاملة، فما من خلق حسن إلا دَلَّ عليه، وما من خلق سيئ إلا حذر منه، وكل هذا جاء في القرآن الكريم.

وتكفي هذه الآية التي جاء الفضل فيها، في سورة البقرة: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ (javascript:void(0))﴾(7) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#reference7). والتفسير هذا يروى عن مجاهد(8) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#reference8)، قال: يعملون به حق عمله، كما تقدم، ثم استشهد المؤلف بالحديث المخرج في الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ مَعَ الْكِرَامِ السَّفَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ، لَهُ أَجْرَانِ». وفي رواية: « وَهُوَ يَتَتَعْتَعُ فِيهِ»(9) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#reference9). أَيْ: يشق عليه تلاوته، فقوله: « وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ». الماهر هو القارئ الحاذق الحافظ، المتقن، الضابط لتلاوة آيات القرآن الكريم، ولا تشق عليه القراءة في أية سورة، أو في أية آية.فيعرف الأحكام المتعلقة بألفاظ الكلمات من الحسن والجودة والضبط والإتقان؛ ولهذا يقولون -إذا كان القارئ جيدًا: القارئ متقن، أو محرر. كما ذكرابن الجزري(10) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#reference10) في كتابه: (غاية النهاية)، حيث ترجم فيه لنحو من خمسة آلاف عَلَم من أعلام القرآن، على مر العصور إلى عهده، وقد تُوفِّي سنة اثنين وثلاثين وثمانمئة من الهجرة.
وكذلك الذهبي(11) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#reference11) أيضًا أَلَّف في طبقات القراء، وذكر فيها جملة وعددًا كبيرًا من القراء، يصفون القارئ الحاذق، هو الضابط المتقن المحرر، والذي يقيم الحروف إقامة عربية صحيحة، ويخرج كل حرف من مخرجه، فهذا هو معنى الماهر، سواء أكان ذلك في الوقف أم الابتداء، أو ما يتعلق بأنواع القراءة من الأحكام التجويدية.
فالماهر بالتلاوة المتقن الحافظ الضابط لها، جاء في الحديث الثوابُ الذي يناله، والمنزلة التي يختص بها، والرفعة التي ينالها، وهي أنه يكون مع الكرام السفرة، في رواية: « الْبَرَرَةِ».
والكرام السفرة هم الملائكة، والسفرة: هم الرسل الذين يأتون من عند الله -تعالى- إلى الأنبياء بالرسالات، فالملائكة -عليهم السلام- هم رسل الله إلى أنبيائه؛ ولأنهم يسافرون بين الله وبين الأنبياء، ويحملهم الله -تعالى- الأمانة، ويوحي بها إلى النبي.
وقيل: إنهم سموا: سفرة؛ لأنهم يسافرون إلى الناس برسالات الله، ولأنهم يتنزلون بالوحي من عند الله، فهم سفراء الله إلى الأنبياء؛ ليبلغوا عن الله رسالاته.
والمعية التي في هذا الحديث: « مَعَ الْكِرَامِ السَّفَرَةِ». يقول أهل العلم: إنها تحتمل أن يكون لقارئ القرآن منازل يكون فيها رفيقًا مع الملائكة، الذين هم السفرة، لاتصافه بصفاتهم؛ لأنهم هم الذين حملوا كتاب الله، وحملوا هذا القرآن وبلغوه، فحمله جبريل، وبلغه إلى النبي -عليه الصلاة والسلام، فقارئ القرآن يحمل هذا القرآن في جوفه، ويحفظه، ففيه شبه بهؤلاء السفرة وهم الملائكة، فهو يعمل بعملهم، ويسلك مسلكهم، ويتصف بصفاتهم، ومَن اتصف بصفات قوم فهو معهم.

والمرء يحشر مع مَن أحب؛ ولهذا وصف الحديثُ القراءَ المهرةَ الحافظون المتقنون، أنهم مع السفرة الكرام البررة، وسموا بررة -كما في بعض الروايات- لأنهم على طاعة؛ لأن البر هو الطاعة لله -تعالى.
وقد بَيَّن الحديث فضلَ الماهر بالتلاوة، وما له من الأجر، وما للقارئ الذي تصعب عليه القراءة ويتعتع فيها، وما له من الأجر أيضًا، فقال: «لَهُ أَجْرَانِ». أما الأول: فلم يذكر شيئًا، إنما قال: «مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ». وليس معنى هذا أن الذي يقرأ القرآن وهو شاق عليه، أكثر أجرًا من الماهر بالتلاوة، فإن الماهر بالتلاوة له أجور متعددة وكثيرة، فبلغت هذه الأجور أنه هو والملائكة في معية واحدة، الذين ذكرهم الله -تعالى- في سورة عبس: ﴿فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ (javascript:void(0)) * (javascript:void(0))مَرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ (javascript:void(0)) * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (javascript:void(0)) * (javascript:void(0))كِرَامٍ بَرَرَةٍ (javascript:void(0))[/URL]﴾ [URL="http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#reference12"](12) (javascript:void(0)). وهم الملائكة؛ لأن الحافظ المتقن الضابط الماهر، لا يمكن أن يكون أقل ثوابًا ممن هو أدنى منه وأقل، ولا يمكن أن يكون مَن هو أدنى منه أكثر منه ثوابًا، بل هو أكثر.
فلا يفهم من هذا أن الذي يقرأ القرآن بإتقان وضبط فله أجر، والمتتعتع له أجران، بل الماهر فاق الأجرين، وزاد على ذلك، فهي أجور كثيرة متعددة، وهذا فضل من الله يؤتيه من يشاء من عباده.
ثم ساق أثرًا عن عيسى بن يونس، قال: (وقالَ بشرُ بنُ الحارثِ). وبشر بن الحارث ثقة، تُوفَِّي سنة سبع وعشرين ومئتين، وهو عابد زاهد، وعالم جمع بين الإخلاص والورع والتقوى، يقول: (سمعتُ عيسى بنَ يونسَ). وعيسى بن يونس هو ابن أبي إسحاق السبيعي، المتوفى سنة سبع وثمانين ومئة، وهو ثقة حجة حافظ، وهو حفيد الإمام أبو إسحاق السبيعي(13) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#reference13)، المحدث المشهور، الذي اسمه: عمرو بن عبد الله بن أبو إسحاق السبيعي، وقد تُوفِّي سنة تسع وعشرين ومئة، وهذا حفيده، فهم بيت علم وأهل حديث.
وأبو إسحاق السبيعي قيل: إنه اختلط آخر حياته، ولكن الصواب هو ما حققه بعض طلبة أهل العلم، وهو أنه لم يختلط في آخر حياته.
يقول: (إذَا ختمَ العبدُ القرآنَ، قبَّلَ الملكُ بينَ عينيه). وهذا أيضًا من الفضل العظيم الذي يناله قارئ القرآن، وهذا الأثر موقوف على عيسى بن يونس السبيعي، فإذا كانت هذه الكرامة تنال قارئ القرآن، فالذي ينبغي عليه أن يعمر حياته بهذا القرآن، وأن يخلص لله -تعالى- في تلاوته، وأن يتقرب به إلى الله، وأن يكون متميزًا في حياته عن سائر الناس.
فإذا علم أنه سيكون مع الملائكة، ومع السفرة الكرام البررة، وسينال هذا الفضل العظيم، فينبغي أن يكون له تميز في حياته، وخصوصية في حياته، ليس كسائر الناس، كما سيأتي بيانه من أبي بكر محمد بن الحسين، مما ينبغي على قارئ القرآن.
(1) محمد بن الحسين بن عبد الله، أبو بكر البغدادي الآجري. الإمام المحدث القدوة، شيخ الحرم الشريف، صاحب التصانيف الحسان؛ منها: "الشريعة"، و"الأربعين". توفي سنة ستين وثلاث مئة. انظر: سير أعلام النبلاء (16/ 133 ترجمة 92)، والوافي بالوفيات (2/ 267 ترجمة 847). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#1)
(2) البقرة: 121. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#2)
(3) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب التفسير، باب عبس وتولى كلح وأعرض (4937)، مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل الماهر في القرآن والذي يتعتع فيه (798) من حديث عائشة. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#3)
(4) بشر بن الحارث بن عبد الرحمن بن عطاء، الإمام العالم المحدث الزاهد الرباني القدوة، شيخ الإسلام، أبو نصر المروزي، ثم البغدادي، المشهور بالحافي، ابن عم المحدث علي بن خشرم. ولد سنة اثنتين وخمسين ومئة. ارتحل في العلم، فأخذ عن: مالك، وشريك، وحماد بن زيد، وعدة. حدث عنه: أحمد الدورقي، ومحمد بن يوسف الجوهري، ومحمد بن مثنى السمسار، وخلق سواهم. قال ابن حجر في التقريب: ثقة قدوة. مات سنة سبع وعشرين ومئتين. انظر: تهذيب الكمال (4/ 99 ترجمة 682)، وسير أعلام النبلاء (10/ 469 ترجمة 153). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#4)
(5) الإمام القدوة، الحافظ، الحجة عيسى بن يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله، أبو عمرو، وأبو محمد الهمداني، السبيعي الكوفي، المرابط بثغر الحدث، كان سنة في الغزو وسنة في الحج. وكان واسع العلم، كثير الرحلة، وافر الجلالة. قال ابن حجر في التقريب: ثقة مأمون. مات سنة سبع وثمانين. انظر: تهذيب الكمال (23/ 62 ترجمة 4673)، وسير أعلام النبلاء (8/ 489 ترجمة 130). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#5)
(6) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان(2074) من طريق بشر بن الحارث عن سفيان عن حبيب بن أبي عمرة به، قال البيهقي: قال بشر بن موسى قال ليعمر بن عبد العزيز فحدثت به أحمد بن حنبل فقال لعل هذا من هنات سفيان واستحسنه أحمد بن حنبل جدا (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#6)
(7) البقرة: 121. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#7)
(8) مجاهد بن جبر، أبو الحجاج المكي، الأسود، مولى السائب بن أبي السائب المخزومي، الإمام، شيخ القراء والمفسرين. روى عن: ابن عباس فأكثر وأطاب، وعنه أخذ القرآن، والتفسير، والفقه. كان يقول: يقول: "عرضت القرآن ثلاث عرضات على ابن عباس، أقفه عند كل آية، أسأله: فيم نزلت؟ وكيف كانت؟". وكان من أعلم التابعين بالتفسير. قال ابن حجر في التقريب: ثقة إمام في التفسير. توفي سنة ثلاث ومئة وقد نيف على الثمانين. انظر: تهذيب الكمال (27/ 228 ترجمة 5783)، وسير أعلام النبلاء (4/ 449 ترجمة 175). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#8)
(9) سبق تخريجه. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#9)
(10)محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف، أبو الخير، شمس الدين، العمري الدمشقي ثم الشيرازي الشافعي، الشهير بابن الجزري: شيخ الاقراء في زمانه. من حفاظ الحديث. ولد ونشأ في دمشق، وابتنى فيها مدرسة سماها (دار القرآن) ورحل إلى مصر مرارا، ودخل بلاد الروم، وسافر مع تيمورلنك إلى ما وراء النهر. ثم رحل إلى شيراز فولي قضاءها. ومات فيها سنة 833 هـ. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#10)
(11) محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز، شمس الدين أبو عبد الله الذهبي. الإمام، المحدث، مؤرخ الإسلام، صاحب العبارة الرشيقة، والجملة الأنيقة. من شيوخه: ابن دقيق العيد، وابن تيمية. مولده في سنة ثلاث وسبعين وست مئة، ووفاته سنة ثمان وأربعين وسبع مئة. له من مؤلفات حسان جياد؛ منها: "سير أعلام النبلاء"، و"معرفة القراء الكبار". انظر: طبقات الشافعية الكبرى (9/ 100 ترجمة 1306)، وانظر مقدمة الدكتور/ بشار للجزء الأول من كتابه السير. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#11)
(12) عبس: 13 - 16. (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#12)
(13) عمرو بن عبد الله بن عبيد أو على أو ابن أبى شعيرة، الهمدانى، أبو إسحاق السبيعى الكوفى، الحافظ شيخ الكوفة وعالمها ومحدثها. توفي سنة تسع وعشرين ومئة. وقيل قبل ذلك، قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب: ثقة مكثر عابد، اختلط بأخرة. انظر: التهذيب (22/ 102 ترجمة 4400)، وسير أعلام النبلاء (5/ 392 ترجمة 180). (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9200#13)

شكرااااااااااااااااااااا بارك الله فيكم

شكرااااااااااااااااااااا بارك الله فيكم
جزاكِ الله خيرا

مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ لاَ يُرِيدُ بِهِ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ
قال: محمد بن حسين -رحمه الله: (فَأَمَّا مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ لِلدُّنْيَا وَلأَبْنَاءِ الدُّنْيَا فَإِنَّ مِنْ أَخْلاَقِهِ أَنْ يَكُونَ حَافِظًا لِحُرُوفِ الْقُرْآنِ مُضَيِّعًا لِحُدُودِهِ، مُتَعَظِّمًا فِي نَفْسِهِ، مُتَكَبِّرًا عَلَى غَيْرِهِ، قَدْ أَخَذَ الْقُرْآنَ بِضَاعَةً يَتَأَكَّلُ بِهِ الأَغْنِيَاءَ، وَيَسْتَقْضِي بِهِ الْحَوَائِجَ، يُعَظِّمُ أَبْنَاءَ الدُّنْيَا وَيُحَقِّرَ الْفُقَرَاءَ، إِنْ عَلِمَ الْغَنِيَّ رَفَقَ بِهِ طَمَعًا فِي دُنْيَا، وَإِنْ عَلِمَ الْفَقِيرَ زَجَرَهُ وَعَنَّفَهُ؛ لأَنَّهُ لاَ دُنْيَا لَهُ، يَطْمَعُ فِيهَا، يَسْتَخْدِمُ بِهِ الْفُقَرَاءَ، وَيَتِيهِ بِهِ عَلَى الأَغْنِيَاءَ، إِنْ كَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ لِلْمُلُوكِ وَيُصَلِّي بِهِمْ طَمَعًا فِي دُنْيَاهُمْ، وَإِنْ سَأَلَهُ الْفُقَرَاءُ الصَّلاَةَ بِهِمْ ثَقُلَ ذَلِكَ عَلَيْهِ لِقِلَّةِ الدُّنْيَا فِي أَيْدِيهِمْ، إِنَّمَا طَلَبُهُ الدُّنْيَا؛ حَيْثُ كَانَتْ رَبَضَ عِنْدَهَا، يَفْخَرُ عَلَى النَّاسِ بِالْقُرْآنِ، وَيَحْتَجُّ عَلَى مَنْ دُونَهُ فِي الْحِفْظِ بِفَضْلِ مَا مَعَهُ مِنَ الْقِرَاءَاتِ، وَزِيَادَةِ الْمَعْرِفَةِ بِالْغَرَائِبِ مِنَ الْقِرَاءَاتِ الَّتِي لَوْ عَقِلَ لَعَلِمَ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِ أَلاَّ يَقْرَأَ بِهَا، فَتَرَاهُ تَائِهًا مُتَكَبِّرًا، كَثِيرَ الْكَلاَمِ بِغَيْرِ تَمْيِيزٍ، يَعِيبُ كُلَّ مَنْ لَمْ يَحْفَظْ كَحِفْظِهِ، وَمَنْ عَلِمَ أَنَّهُ يَحْفَظُ كَحِفْظِهِ طَلَبَ عَيْبَهُ، مُتَكَبِّرًا فِي جِلْسَتِهِ، مُتَعَاظِمًا فِي تَعْلِيمِهِ لِغَيِرِهِ، لَيْسَ لِلْخُشُوعِ فِي قَلْبِهِ مَوْضِعٌ، كَثِيرَ الضَّحِكِ وَالْخَوْضِ فِيمَا لاَ يَعْنِيهِ، يَشْتَغِلُ عَمَّنْ يَأْخُذُ عَلَيْهِ بِحَدِيثِ مَنْ جَالَسَهُ، هُوَ إِلَى اسْتِمَاعِ حَدِيثِ جَلِيسِهِ أَصْغَى مِنْهُ إِلَى اسْتِمَاعِ مَنْ يُحِبُّ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَمِعَ لَهُ، يُرِي أَنَّهُ لِمَا يَسْتَمِعُ حَافِظًا، فَهُوَ إِلَى اسْتِمَاعِ كَلاَمِ النَّاسِ أَشْهَى مِنْهُ إِلَى كَلاَمِ الرَّبِّ -عَزَّ وَجَلَّ، لاَ يَخْشَعُ عِنْدَ اسْتِمَاعِ الْقُرْآنِ، وَلاَ يَبْكِي وَلاَ يَحْزَنُ وَلاَ يَأْخُذُ نَفْسَهُ بِالْفِكْرِ فِيمَا يُتْلَى عَلَيْهِ وَقَدْ نَدِبَ إِلَى ذَلِكَ، رَاغِبًا فِي الدُّنِيَا وَمَا قَرَّبَ مِنْهَا، لَهَا يَغْضَبُ وَيَرْضَى، إِنْ قَصَّرَ رَجُلٌ فِي حَقِّهِ قَالَ: أَهْلُ الْقُرْآنِ لاَ يُقَصَّرُ فِي حُقُوقِهِمْ! وَأَهْلُ الْقُرْآنِ تُقْضَى حَوَائِجُهُمْ، يَسْتَقْضِي مِنَ النَّاسِ حَقَّ نَفْسِهِ وَلاَ يَسْتَقْضِي مِنْ نَفْسِهِ مَا للهِ عَلَيْهَا، يَغْضَبُ عَلَى غَيْرِهِ زَعَمَ للهِ، وَلاَ يَغْضَبُ عَلَى نَفْسِهِ للهِ، وَلاَ يُبَالِي مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَ؛ مِنْ حَرَامٍ أَوْ حَلاَلٍ؟ قَدْ عَظُمَتِ الدُّنْيَا فِي قَلْبِهِ، إِنْ فَاتَهُ مِنْهَا شَيْءٌ لاَ يَحِلُّ لَهُ أَخْذُهُ حَزِنَ عَلَى فَوْتِهِ، وَلاَ يَتَأَدَّبُ بِأَدَبِ الْقُرْآنِ وَلاَ يَزْجُرُ نَفْسَهُ عَنِ الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ، لاَهٍ غَافِلٍ عَمَّا يَتْلُو أَوْ يُتْلَى عَلَيْهِ، هِمَّتُهُ حِفْظُ الْحُرُوفِ، إْنِ أَخْطَأَ فِي حَرْفٍ سَاءَهُ ذَلِكَ لِئَلاَّ يَنْقُصَ جَاهُهُ عِنْدَ الْمَخْلُوقِينَ فَتَنْقُصُ رَتْبَتُهُ عِنْدَهُمْ فَتَرَاهُ مَحْزُونًا مَغْمُومًا بِذَلِكَ، وَمَا قَدْ ضَيَّعَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيَنَ اللهِ –تَعَالَى- مِمَّا أُمِرَ بِهِ فِي الْقُرْآنِ أو نُهِي عَنْهُ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ بِهِ، أَخْلاَقُهُ فِي كَثِيرٍ مِنْ أُمُورِهِ أَخْلاَقُ الْجُهَّالِ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ، لاَ يَأْخُذُ نَفْسَهُ بِالْعَمَلِ بِمَا أَوْجَبَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ، إِذَا سَمِعَ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- قَالَ: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا (javascript:void(0))﴾(1) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=9202#reference1)، فَكَانَ الْوَاجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُلْزِمَ نَفْسَهُ طَلَبَ الْعِلْمِ؛ لِمَعْرِفَةِ مَا نَهَى عَنْهُ الرَّسُولُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَنْتَهِي عَنْهُ، قَلِيلَ النَّظَرِ فِي الْعِلْمِ الَّذِي هُوَ وَاجِبٌ عَلَيْهِ فِيمَا بَيْنَهُ وبَيْنَ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ، كَثِيرَ النَّظَرِ لِلْعِلِمْ الَّذِي يَتَزَيَّنُ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا لِيُكْرِمُوهُ بِذَلِكَ، قَلِيلَ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ الَّذِي نَدَبَ اللهُ عَلَيْهِ ثُمَّ رَسُولُهُ؛ لِيَأْخُذَ الْحَلاَلَ بِعِلْمٍ وَيَتْرُكَ الْحَرَامَ بِعِلْمٍ، لاَ يَرْغَبُ فِي مَعْرِفَةِ عِلْمِ النِّعَمِ وَلاَ فِي عِلْمِ شُكْرِ الْمُنْعِمِ، تِلاَوَتُهُ لِلْقُرْآنِ تَدُلُّ عَلَى كِبْرٍ فِي نَفْسِهِ وَتَزَيُّنٍ عِنْدَ السَّامِعِينَ مِنْهُ، لَيْسَ لَهُ خُشُوعٌ فَيَظْهَرَ عَلَى جَوَارِحِهِ، إِذَا دَرَّسَ الْقُرْآنَ أَوْ دَرَسَهُ عَلَيْهِ غَيْرُهُ هِمَّتُهُ مَتَى يَقْطَعُ، لَيْسَ هِمَّتُهُ مَتَى يَفْهَمُ، لاَ يَتَفَكَّرُ عِنْدَ التِّلاَوَةِ بِدُرُوبِ أَمْثَالِ الْقُرْآنِ، وَلاَ يَقِفُ عِنْدَ الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ، يَأْخُذُ نَفْسَهُ بِرِضَا الْمَخْلُوقِينَ، وَلاَ يُبَالِي بِسَخَطِ رَبَ الْعَالَمِينَ، يُحِبُّ أَنْ يُعْرَفَ بِكَثْرَةِ الدَّرْسِ، وَيُظْهِرُ خَتْمَهُ لِلْقُرْآنِ لِيَحْظَى عِنْدَهُمْ، قَدْ فَتَنَهُ حُسْنُ ثَنَاءِ الْجَهَلَةِ مِنْ جَهْلِهِ، يَفْرَحُ بِمَدْحِ الْبَاطِلِ وَأَعْمَالُهُ أَعْمَالُ أَهْلِ الْجَهْلِ، يَتْبَعُ هَوَاهُ فِيمَا تُحِبُّ نَفْسُهُ، غَيْرُ مُتَصَفَّحٍ لِمَا زَجَرَهُ الْقُرْآنُ عَنْهُ، إْنَ كَانَ مِمَّنْ يُقْرِئُ غَضِبَ عَلَى مَنْ قَرَأَ عَلَى غَيْرِهِ، إِذَا ذُكِرَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ بِالصَّلاَحِ كَرِهَ ذَلِكَ، وَإِنَ ذُكِرَ عِنْدَهُ بِمَكْرُوهٍ سَرَّهُ ذَلِكَ، يَسْخَرُ بِمَنْ دُونَهُ، يَهْمِزُ بِمَنْ فَوْقَهُ، يَتَتَبَّعُ عُيُوبَ أَهْلِ الْقُرْآنِ لِيَضَعَ مِنْهُمْ وَيَرْفَعَ مِنْ نَفْسِهِ يَسْخَرُ بِمَنْ دُونَهُ، يَهْمِزُ بِمَنْ فَوْقَهُ، يَتَتَبَّعُ عُيُوبَ أَهْلِ الْقُرْآنِ؛ لِيَضَعَ مِنْهُمْ وَيَرْفَعَ مِن نَفْسِهِ، يَتَمَنَّى أَنْ يُخْطِئَ غَيْرُهُ وَيَكُونَ هُوَ الْمُصِيبُ، وَمَنْ كَانَتْ هَذِهِ صِفَتُهُ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِسَخَطِ مَوْلاَهُ الْكَرِيمِ، وَأَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ أَظْهَرَ عَلَى نَفْسِهِ شِعَارَ الصَّالِحِينَ بِتَلاَوَةِ الْقُرْآنِ، وَقَدْ ضَيَّعَ فِي الْبَاطِنِ مَا يَجِبُ للهِ، وَرَكَبَ مَا نَهَاهُ عَنْهُ مَوْلاَهُ الْكَرِيمِ، كُلُّ ذَلِكَ بِحُبِّ الرِّيَاسَةِ وَالْمَيْلِ إِلَى الدُّنْيَا، قَدْ فَتَنَهُ الْعُجْبُ بِحِفْظِ الْقُرْآنِ وَالإِشَارَةِ إِلَيْهِ بِالأَصَابِعِ، إِنْ مَرِضَ أَحَدٌ مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا أَوْ مُلُوكِهَا فَسَأَلَهُ أَنْ يَخْتِمَ عَلَيْهِ سَارَعَ إِلَيْهِ وَسُرَّ بِذَلِكَ، وَإِنْ مَرِضَ الْفَقِيرُ الْمَسْتُورُ فَسَأَلَهُ أَنْ يَخْتِمَ عَلَيْهِ ثَقُلَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، يَحْفَظُ الْقُرْآنَ وَيَتْلُوهُ بِلِسَانِهِ، وَقَدْ ضَيَّعَ الْكَثِيرَ مِنْ أَحْكَامِهِ، أَخْلاَقُهُ أَخْلاَقُ الْجُهَّالِ، إِنْ أَكَلَ فَبِغَيْرِ عِلْمٍ، وَإِنْ شَرِبَ فَبِغَيْرِ عِلْمٍ، وَإِنْ نَامَ فَبِغَيْرِ عِلْمٍ، وَإِنْ لَبِسَ فَبِغَيْرِ عِلْمٍ، وَإِنْ جَامَعَ فَبِغَيْرِ عِلْمٍ، وَإِنْ صَاحَبَ أَقْوَامًا أَوْ زَارَهُمْ أَوْ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ أَوِ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِمْ فَجَمِيعُ ذَلِكَ يَجْرِي بِغَيْرِ عِلْمٍ مِنْ كِتَابٍ أَوْ سُنَّةٍ، وَغَيْرُهُ مِمَّنْ يَحْفَظُ جُزْءًا مِنَ الْقُرْآنِ مُطَالِبٌ نَفْسَهُ بِمَا أَوْجَبَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- عَلَيْهِ مِنْ عِلْمِ أَدَاءِ فَرَائِضِهِ وَاجْتِنَابِ مَحَارِمِهِ، وَإِنْ كَانَ لاَ يُؤْبَهُ لَهُ وَلاَ يُشَارُ لَهُ بِالأَصَابِعِ)، قال محمد بن الحسين -رحمه الله: (فَمَنْ كَانَتْ هَذِهِ أَخْلاَقُهُ صَارَ فِتْنَةً لِكُلِّ مَفْتُونٍ؛ لأَنَّهُ إِذَا عَمِلَ بِالأَخْلاَقِ الَّتِي لاَ تَحْسُنُ بِمِثْلِهِ اقْتَدَى بِهِ الْجُهَّالُ، فَإِذَا عِيبَ عَلَى الْجَاهِلِ قَالَ: فُلاَنٌ الْحَامِلُ لِكِتَابِ اللهِ فَعَلَ هَذَا، وَنَحْنُ أَوْلَى أَنْ نَفْعَلَهُ! وَمَنْ كَانَتْ هَذِهِ حَالُهُ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِعَظِيمٍ، وَثَبَتَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ، وَلاَ عُذْرَ لَهُ إِلاَّ أَنْ يَتُوبَ، وَإِنَّمَا حَدَانِي عَلَى مَا بَيَّنْتُ مِنْ قَبِيحِ هَذِهِ الأَخْلاَقِ نَصِيحَةٌ مِنِّي لأَهْلِ الْقُرْآنِ لِيَتَعَلَّقُوا بِالأَخْلاَقِ الشَّرِيفَةِ وَيَتَجَافَوْا عَنْ الأَخْلاَقِ الدَّنِيَّةِ، وَاللهُ يُوَفِّقُنَا وَإِيَّاهُمْ لِلرَّشَادِ، وَاعْلَمُوا -رَحِمَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ- أَنِّي قَدْ رَوَيتُ فِيمَا ذَكَرْتُ أَخْبَارًا تَدُلُّ عَلَى مَا كَرِهْتُهُ لأَهْلِ الْقُرْآنِ، فَأَنَا أَذْكُرُ مِنْهَا مَا حَضَرَنِي لِيَكُونَ النَّاظِرُ فِي كِتَابِنَا يَنْصَحُ نَفْسَهُ عِنْدَ تِلاَوَتِهِ الْقُرْآنِ، فَيُلْزَمَ نَفْسَهُ الْوَاجِبَ، وَاللهُ -تَعَالَى- الْمُوَفِّقُ).

ثواب من تحلى بأخلاق القرآن
عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ الْجُهَنِيِّ(1) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=10830#reference1) عَنْ أَبِيهِ(2) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=10830#reference2) عَنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ أُلْبِسَ وَالِدَاهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ضَوْءُهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ الدُّنْيَا لَوْ كَانَتْ فِيهِ، فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهَذَا؟!»(3) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=10830#reference3)، وَعَنْ خَيْثَمَةَ(4) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=10830#reference4) قَالَ: مَرَّتِ امْرَأَةٌ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فَقَالَتْ: طُوبَى لِحِجْرٍ حَمَلَكَ وَلِثَدْيٍ رَضَعْتَ مِنْهُ، فَقَالَ عِيسَى: طُوبَى لِمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ثُمَّ عَمِلَ بِهِ(5) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=10830#reference5). وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ(6) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=10830#reference6) عَنْ أَبِيه(7) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=10830#reference7) عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: « يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى الرَّجُلِ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ، فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا الَّذِي أَظْمَأْتُ نَهَارَكْ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَيَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى الرَّجُلِ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ، فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا الَّذِي أَظْمَأْتُ نَهَارَكْ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ»(8) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=10830#reference8). عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ لَهُ: إِنَّكَ إِنْ بَقِيتَ فَسَيُقْرَأُ الْقُرْآنُ عَلَى ثَلاَثَةِ أَصْنَافٍ: صِنْفٌ للهِ -تَعَالَى، وَصِنْفٌ لِلدُّنْيَا، وَصِنْفٌ لِلْجَدَلِ، فَمَنْ طَلَبَ بِهِ أَدْرَكَ)(9) (http://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=993&node=10830#reference9). قال: محمد بن حسين: (قَدْ ذَكَرْتُ أَخْلاَقَ الصِّنْفِ الَّذِي قَرَأَ الْقُرْآنَ يُرِيدُونَ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- بِقِرَاءَتِهِمْ، وَأَنَا أَذْكُرُ الصِّنْفَيْنِ اللَّذَيْنِ يُرِيدَانِ بِقِرَاءَتِهِمَا الدُّنْيَا وَالْجَدَلِ، وَأَصِفُ أَخْلاَقَهُمْ؛ حَتَّى يَعْرِفَهَا مَنِ اتَّقَى اللهَ جَلَّتْ عَظَمَتُهُ فَيَحْذَرَهَا -إِنْ شَاءَ اللهُ).

ماشاء الله والحمد لله والله أكبر

ماشاء الله والحمد لله والله أكبر
ربنا يبارك فيك

شكراااااااااااااااااااااااااا

شكراااااااااااااااااااااااااا
بارك الله فيك

بارك الله فيك

بارك الله فيك
جزاكم الله خيرا

جزاك الله خيراً يا أستاذ

جزاك الله خيراً يا أستاذ
بارك الله فيك اخى الكريم

مشكووووووووووووووووووووور

مشكووووووووووووووووووووور
ربنا رضى عنك وعن اهليكم

جزاك الله كل خير

شكرا لك اخي الكريم