مشاهدة النسخة كاملة : زوجي يشك في بسبب صور *****ة على الإنترنت


abomokhtar
27-10-2013, 06:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


لديَّ حسابٌ على موقع (تويتر)، ولا أدْخُل هذا الموقع إلا لمتابَعة الأخبار، أضفتُ بعضَ الفتيات اللاتي لهنَّ مشاركاتٌ وكتابات جيدة، ثم لفت نظري أنَّ فتاة وضعتْ صورةً فاضحةً، فنصحتُها وأخبرتها بحُرمة ما تفعل، وكان ذلك من خلال هاتفي!


زوجي شكَّاك بدرجةٍ كبيرةٍ، فأثناء تفتيشه لهاتفي وجَد الحساب والصورَ، فأخبرني أن الصورَ أنا مَن أنزلتها، ولا بد مِن إخبار أخي لتأديبي!


فَضَحني زوجي أمام أخي وأهلي، فأخبرتُ أخي بما حدَث فصَدَّقَني، لكن زوجي ما زال ينعتني بصفاتٍ سيئةٍ لا تُحْتَمَل، بل أصبح يشكُّ فيَّ وفي كلِّ تصرُّفاتي، زادت الحدةُ بيننا، واتهمني باتهاماتٍ شديدة بسبب الصوَر، وطلَّقني.


أخبروني ماذا أفعل في ظل الحياة المليئة بالشكوك؟ هل أعود إليه؟


الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


نشكركم على تواصُلكم معنا، وثقتكم في شبكتنا.


لا تقوم البيوتُ إلا بالموَدَّة والرحمة؛ ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21]، فإذا انعدمت المودةُ، فلا أقل مِن الرحمة!

ما حَصَل معك أختي الكريمة أنت مَظْلومةٌ فيه، لا سيما أنك أردتِ خيرًا فظنُّوا بك شرًّا، وكان يكفي زوجك الكريم وأخاك كذلك أن يطَّلِعَا على طبيعة ما دار في حسابك على (تويتر) بينك وبين هذه الفتاة، ففي (التويتر) يُمكن معرفة منشوراتك ابتداءً مِن رُدودك على الآخرين أو (المنشن)، وكذلك رسائلك الخاصة، فإن وجدوا أنك نشَرْتِ هذه الصور فهنا سيكون لهم كلامٌ! أما إن وجدوا أنك اكتفيتِ بمجرد الرد ونصح لهذه الفتاة، فهنا ينبغي لهم أن يشكروك، لا أن يعنِّفوك أو يقهروك، كما فعلَا - لا سيما زوجك! فأنت قمتِ بمهمة نصحٍ، وأمرٍ بمعروفٍ ونهيٍ عن منكر.

حتى لو افترضنا أنك وقعتِ في خطأ، فليستْ هذه طريقة العلاج التي ينبغي أن يتبعها الزوجُ الكريم.

عمومًا لن نقفَ كثيرًا مع ما قد حصَل وفات، إنما يُعنينا الآن ما هو قادمٌ وآتٍ.

في حالة طلَب زوجك الكريم بأن يعيدكِ، فعليك أن تشترطي عليه شروطًا واضحةً، وهو شرْطُ الله - عز وجل - في كتابه، ﴿ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ﴾ [البقرة: 229]، ولا ترجعي إلا بعد أن يقرَّ بخطأ ما فعَل، إنه كان ظالمًا لك، حتى لا يُكَرِّرها، وإن اقتضى الأمر فاجعلوا بينكما حكمًا، واستعينوا بخبيرٍ في (تويتر) ليفصلَ في هذه المسألة.

ليس للزوج أن يتجسَّسَ على زوجته، وعليه أن يلتزمَ بأدب القرآن؛ ﴿ وَلَا تَجَسَّسُوا ﴾ [الحجرات: 12]، وإذا كان هذا مع آحاد الناسِ، فزوجتُه مِن باب أولى!

وقد ورَد الوعيدُ الشديدُ لمن فعَل ذلك؛ فقد أخرج أبو داود، عن أبي برْزَة الأسلمي، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يا معشر مَن آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه: لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنَّ مَن اتبع عوراتهم تتبَّع الله عورته، ومَن تتبع الله عورته يفضحه في بيته))، قال الألباني: حسن صحيح، ويتأكد هذا في حقِّ الزوجة لما لها مِن حقٍّ على الزوج، وقد ورد النهيُ خصوصًا عن تتبع عثرات الأهل أو تخونهم، فقد نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن يطرقَ الرجلُ أهله طروقًا؛ فعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يكره أن يأتي الرجل أهله طروقًا؛ متفق عليه، وفي رواية مسلم: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يطرق الرجل أهله ليلًا يتخونهم، أو يتلمس عثراتهم.

فبيَّن علة النهي، وهي: لئلَّا يحمله قدومه ليلًا على تخون أهله وطلب عثراتهم؛ لذلك ينبغي أن يترفعَ الزوج عن الوقوع في مِثْل هذا الأمر، وهذه المخالفةُ الصريحة لهدي الإسلام.

نسأل الله تعالى أن يجريَ لك الخير حيث كان، وأن يكتبَ لك ما فيه نفعك وصلاحك
والله الموفِّق