مشاهدة النسخة كاملة : من أسباب سوء الخاتمة


abomokhtar
22-11-2013, 09:05 AM
مخالفة الظاهر للباطن

قال ابن رجب - رحمه الله -: "خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد، لا يطَّلِع عليها الناس، إما من جهة عمل سيئ... ونحو ذلك، فتلك الخصلة الخفية تُوجِب سوء الخاتمة عند الموت"؛ اهـ.

فقد يكون العبد بظاهرِه يعمل بطاعة الله - عز وجل - ولكنه يُبطِن النفاق أو الرياء، أو في قلبه مرضٌ؛ كالكِبر أو العُجب، فيظهر ذلك عليه في آخر عمره، ويُختَم له بذلك، وصدق النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال كما عند البخاري: ((إن الرجلَ ليعملُ بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار)).

فقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((فيما يبدو للناس))، يدل على أن باطنه خلاف ظاهره، ولا يمكن أن تسوء خاتمةُ مَن صَلَح ظاهره وباطنه.

قال أبو محمد عبدالحق الإشبيلي:
"اعلم أن سوء الخاتمة - أعاذنا الله منها - لا تكون لمَن استقام ظاهرُه وصَلَح باطنه، وما سُمِع بهذا ولا عُلِم به - والحمد لله - وإنما تكون لمن كان له فسادٌ في العقل، أو إصرار على الكبائر، وإقدام على العظائم، فربما غَلَب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة، فيَصْطَلِمه الشيطان[1] عند تلك الصدمة، ويختطفه عند تلك الدهشة، أو يكون ممَّن كان مستقيمًا، ثم يتغيَّر عن حاله، ويخرج عن سننه، فيكون ذلك سببًا لسوء خاتمته، وشؤم عاقبته:
• كإبليس الذي عبَدَ الله - فيما يُروَى - ثمانين ألف سنة.

• وبلعام بن باعوراء، الذي آتاه الله آياته، فانسلخ منها بخلوده إلى الأرض واتَّبع هواه.

• وبرصيصا العابد، الذي قال الله في حقه: ﴿ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ ﴾ [الحشر: 16].

قال أحد السلف: "إذا استوى ظاهر المسلم وباطنه، فهذا هو الإنصاف والعدل، وإذا كان الباطن خيرًا من الظاهر فهذا هو الفضل، وإذا كان الظاهر خيرًا من الباطن فهذا هو الجور".

وكان الصحابة ومَن بعدهم من السلف الصالح يخافون على أنفسهم النفاق، ويشتد قلقهم وجزعهم منه.

• فهذا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان يسأل صاحب سرِّ النبي -صلى الله عليه وسلم- في الفتن والمنافقين - حذيفة بن اليمان رضي الله عنه - فيقول: "أسألك بالله، هل سمَّاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المنافقين؟ فيقول حذيفة: لا، ولا أؤمِّنُ أحدًا بعدك".

وفي "مسند البزار" - بسند صحيح - عن عبدالرحمن بن عوف - رضي الله عنه - "أنه دخل على أم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها - فقال: إني أكثر قريشٍ مالاً، وإني أخشى أن يُهلِكَني مالي، فقالت: تصدَّق؛ فإني سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن من أصحابي مَن لا يراني بعد أن أفارقه))، فخرج عبدالرحمن وهو منقطع قلبه من الخوف، فالتقى بعمر - رضي الله عنه - وأخبره بالأمر، فدخل على أم سلمة فقال: أسألك بالله، هل أنا منهم؟ فقالت: لا، ولا أُبَرِّئُ أحدًا بعدك".

وقفة:
يقول ابن رجب - رحمه الله -: "ما عُلِمَ على الإطلاق أن رجلاً خُتِم له بسوء الخاتمة، وقد استقام ظاهره مع باطنه".

وذكر ابن الجوزي - رحمه الله - كما في "فتح الباري": "أن رجلاً يدعى قزمان، وكان قد تخلَّف عن المسلمين يوم أُحُد، فعيَّره النساء، فخرج حتى صار في الصف الأول، فكان أول مَن رَمَى بسهم، ثم صار إلى السيف ففعل العجائب، فلما انكشف المسلمون كسر جفن سيفه، وجعل يقول: الموت أحسن من الفرار، فمر به قتادة بن النعمان، فقال له: هنيئًا لك بالشهادة، فقال: والله ما قاتلتُ على دينٍ، وإنما قاتلت على حسب قومي، ثم أقلقته الجراحة ف*** نفسه"؛ اهـ.

فهو في الظاهر جاهد في سبيل الله، ولكن الباطن خلاف ذلك، وهذا يذكِّرنا بأولئك النفر الثلاثة الذين هم أول مَن ستُسعَّر بهم النار؛ فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن أوَّل الناس يُقضَى يوم القيامة عليه، رجلٌ استُشْهِد، فأُتِي به فعرَّفه نِعمَه فعَرَفها، قال: فما عَمِلتَ؟ قال: قاتلتُ فيك حتى استُشهدتُ، قال: كذبت، ولكنك قاتلتَ لأن يقال: جريء، فقد قيل، ثم أُمِر به فسُحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ تعلَّم العلمَ وعلَّمه وقرأ القرآن، فأُتي به فعرَّفه نِعَمَه فعَرَفها، قال: فما عَمِلتَ فيها؟ قال: تعلَّمتُ العلم وعلَّمتُه، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلَّمتَ العلمَ ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ؛ فقد قيل، ثم أُمر به فسُحِب على وجهه حتى أُلقِي في النار، ورجلٌ وسَّع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله، فأُتي به فعرَّفه نِعمَه فعَرَفها، قال: فما عَمِلتَ فيها؟ قال: ما تركتُ من سبيل تحبُّ أن يُنفَق فيها إلا أنفقتُ فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: هو جَوَاد، فقد قيل، ثم أُمِر به، فسُحِب على وجهه، ثم أُلقِي في النار)).

وفي رواية في "غير الصحيح"، قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: "ثم ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على رُكْبتِي، فقال: ((يا أبا هريرة، أولئك أولُ خلقِ الله تُسعَّر بهم النار يوم القيامة)).

[1] يصطلمه الشيطان؛ أي: يستأصله عن دينه ويقطعه عنه.



الشيخ ندا أبو أحمد (http://www.alukah.net/Authors/View/Sharia/4962/)

abomokhtar
22-11-2013, 09:06 AM
فساد المعتقد والتَّعبُّد بالبدع


مَن ساءت خاتمتهم في الدنيا، ساءت عاقبتُهم في الآخرة، وهؤلاءِ ما قادَهم إلى هذه النهاية المُخزِية إلا جملة من الأسباب، والتي لا بدَّ أن يعلمها كلُّ مؤمن، حتى يكون منها على حذر، ومن هذه الأسباب:
فساد المعتقد والتَّعبُّد بالبدع:
وهو أن يعتقد الإنسانُ في ذات الله -تعالى- أو صفاتِه أو أفعاله خلافَ الحق، إما تقليدًا، أو برأيه الفاسد، فإذا انكشف الغطاء عند الموت، بان له بطلان ما اعتقده، فظن أن جميع ما اعتقده لا أصل له.

• فهذا هو ابن الفارض عمرُ بن علي الحمويُّ المتوفَّى سنة 632هـ، والذي كان يقول وينعق بالحلول والاتحاد، ويقول بحلول الله - جل وعلا - في مخلوقاته، وأن العبد هو الرب، والرب عبد، قال عند موته وهو يحتضر بيتين من الشعر، يعبِّر فيهما عن شقوته، وعن هلاكه، جعل يبكي ويقول:
إن كان منزلتي في الحبِّ عندكمُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ما قد رأيتُ فقد ضيَّعتُ أيامي http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أمنيةٌ ظفرتْ نفسي بها زَمَنًا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
واليومَ أحسَبُهَا أضغاثَ أحلامِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



قال ذلك عندما عاين سخط الله - جل وعلا - وكشف له عن حقيقة أمره؛ (رسالة عاجلة إلى المسلمين لعبدالحميد عبدالرحمن السحيباني).

وكم خُتِم لكثير من البشر بهذا، عندما ابتدعوا في دين الله - عز وجل - وزاغوا وانحرفوا عن صراط الله المستقيم، وظهرت حقيقتهم في أول لقاء لهم مع ربِّ العالمين - سبحانه - فإن أهل البدع هم أكثر الناس شكًّا واضطرابًا عند الموت، وذلك لسوء معتقدهم، وفساد قلوبهم، ومرضها بالشبهات والشكوك؛ فهم الذين قال الله - عز وجل - عنهم: ﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴾ [الزمر: 47]، وقال -تعالى-: ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ [الكهف: 103 - 104].

abomokhtar
22-11-2013, 09:08 AM
تعلُّق القلب بغير الله


فإذا تعلَّق القلب بالله - عز وجل - فإنه يسعد في الدنيا والآخرة، ومهما تعلَّق بغير الله - عز وجل - فإنه يشقى في الدنيا والآخرة؛ ففي القلب فقر واضطرار إلى الله - عز وجل - لا يسعد إلا بمعرفته، ولا يطمئن إلا بطاعته وعبادته وذكره، قال -تعالى-: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، فإذا تعلَّق القلبُ بغير الله محبةً، أو توكلاً، أو خوفًا، أو رجاءً، فلا بد أن يشقى العبد، فهو تَعِيس غير سعيد، والأمر كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في "صحيح البخاري": ((تَعِس عبدُ الدينار، وعبدُ الدِّرهم، وعبد الخَمِيصة، وعبد القَطِيفة)).

وجاء في محاضرة بعنوان "قصص واقعية عن بعض الموتى" لمجموعة من الدعاة:
"أن رجلاً تعلَّق قلبُه بحب المال تعلقًا شديدًا، وقد بلغ من الكبر عِتيًا، ليس له أحدٌ يَرِثه، لا زوج ولا ولد، ولا قريب ولا حبيب، فلما حانت ساعته الأخيرة، ما كان منه إلا أن جمع ذهبه أمامه، وجعل بجواره زيتًا، وهو يخاطب الذهب، ويقول: يا حبيبي، يا مَن أفنيت فيك عمري، أموت وأتركك لغيري، لا والله، أنا أعلم أن موتي قريب، وأن مرضي خطير، ولكني سأدفنك معي، ثم جعل يأخذ دينار الذهب، ويغمسه في الزيت ويهوي به إلى فمه ليبلعَه، فإذا بلعه أصابته كحَّة شديدة، تكاد أن تذهب بروحه، ثم يأخذ نفسًا ويرفع دينارًا ثانيًا، ثم يغمسه في الزيت ويهوي به إلى فمه... وهكذا، حتى مات من جرَّاء ذلك"؛ اهـ.

فاجعل حبَّك الأول والأكبر والأعظم لله ولرسوله، ولا تجعل حبَّ الآباء، أو الأبناء، أو الإخوان، أو الأزواج، أو العشيرة، أو المال، يطغَى على حبك لله ولرسوله، قال -تعالى-: ﴿ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24].

وصدق القائل حيث قال:
أنتَ القتيلُ بكلِّ مَن أحببتَه http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فاخترْ لنفسِك في الهوى مَن تَصْطفِي http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



فكل مَن أحب شيئًا غير الله عُذِّبَ به ثلاث مرات في هذه الدار، فهو يُعذب به قبل حصوله حتى يحصُل عليه، فإذا حَصَل عليه عذِّب به حال حصولِه بالخوف من سلبه وفواتِه، فإذا سُلِبه اشتدَّ عليه عذابُهُ، فهذه ثلاثةُ أنواع من العذاب في هذه الدار, وأما في البرزخ، فعذابٌ يقارنه ألمُ الفراقِ الذي لا يرجو عَوْدَه، وألمُ فوات ما فاته من النعيم العظيم باشتغاله بضده، وألمُ الحجاب عن الله، وألمُ الحسرة والتي تقطعُ الأكباد، فالهمُّ والغمُّ والحسرة والحزنُ تعمل في نفوسهم نظيرَ ما تعمل الهوامُّ والديدانُ في أبدانهم، بل عملُها في النفوس دائم مستمر، حتى يردَّها الله إلى أجسادها، فحينئذٍ ينتقلُ العذاب إلى نوع هو أدهى وأمرُّ"؛ (الداء والدواء لابن القيم - رحمه الله).

فلا يجوز للعبد أن يعلِّق قلبه بغير الله - عز وجل - لأن ذلك قد يغلب على قلبه، ويشغل خاطره عن ذكر الله في الدنيا وعلى فراش الموت.

وهذه بعض الأمثلة لمَن غلب على قلبه محبة غير الله، فكان ذلك من أسباب سوء الخاتمة:
1- ذكر ابن القيم - رحمه الله - كما في كتابه "الداء والدواء" (صـ 200): "أن رجلاً تعلَّق بشخص وأحبَّه، حتى وقع ألَمٌ به، فتمنَّع عنه، واشتدَّ نفارة منه، فاشتد المرض بهذا البائس المحب حتى لزم الفراش - فراش الموت - فلم تزل الوسائط تمشي بينهما حتى وعد بأن يعوده - أي يزوره - فأخبر بذلك هذا البائس بهذا الخبر، ففرح واشتد فرحه وسروره، وانجلى عنه بعض ما كان يجده، وبينما كان الرجل في الطريق لزيارته، رجع، وقال: والله لا أدخل مداخل الريب، ولا أُعرِّض نفسي لمواقع التهم، فأُخْبِر بذلك البائس المسكين، فسقط في يده ورجع إلى أسوأ ما كان، وبدت علامات الموت عليه، حتى قال في آخر رمق له وكان آخر ما قال:
أسلمُ يا راحةَ العليلِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ويا شِفَا المُدْنِف[1] النَّحِيلِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

رضاكِ أشهى إلى فؤادي http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
من رحمةِ الخالقِ الجليلِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



فقال الراوي: يا فلان، اتَّقِ الله -تعالى- فقال: قد كان ما كان، فقال الراوي: فقمتُ عنه، فما جاوزت باب داره، حتى سمعت صيحة الموت، فنعوذ بالله من سوء العاقبة وشؤم الخاتمة".

2- وهناك قصة ذكرها الشيخ "سعد البريك" في محاضرة له بعنوان: "وهل من عودٍ قبل الموت؟"، وذكر فيها "أن شابًّا سافر إلى بانكوك، وتعرَّف هناك على فتاة بغيٍّ، فشغف قلبه بها، وأصبح لا يحتمل فراقها، وارتكب معها من المعاصي والمحرَّمات ما تقشعر من هوله قلوب المؤمنين، وما زال على تلك الحال من التعلُّق بها، حتى صار لا يطيق أن يعيش يومًا بدونها، وفي أحد الأيام تأخرت عن القدوم إليه، فطار صوابه، وأصابه الهمُّ والضيق، وكاد يفقد عقله، فلما قدمت إليه زال حزنه، وانفرج همه، واستقبلها استقبالاً خططت له الشياطين طويلاً، فلم يجد ذلك المخذول المهان شيئًا يعبِّر به لها عن مدى فرحتِه بقدومِها، سوى أن يسجدَ لها من دون الله - تعالى، نعم، سَجَد لها، ولكنها كانت السجدة الأخيرة، فما قام منها إلا إلى قبره، نعوذ بالله من الخِذلان"؛ اهـ.

3- وهناك قصة أخرى لمخذولٍ عند الموت، عندما قيل له: قل: لا إله إلا الله، فجعل يقول:
يا رُبَّ قائلةٍ يومًا وقد تَعِبت http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أين الطريقُ إلى حمَّام منجابِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



وهذه الأبيات لها قصة ذكرها القرطبي في كتابه "التذكرة" عن أبي محمد عبدالحق أنه قال في كتابه "العاقبة": "هذا الكلام له قصة، وذلك أن رجلاً كان واقفًا بإزاء باب داره، وكان يشبه باب حمَّام للنساء يُسَمَّى "حمَّام منجاب"، فمرَّت به جارية لها منظر، وهي تقول: "أين الطريق إلى حمَّام منجاب"، فقال لها: "هذا حمَّام منجاب"، وأشار إلى داره، فدخلت الدار ودخل وراءها، فلما رأت نفسَها معه في داره وليس بحمَّام، علمت أنه خدعها، أظهرت له البِشْر والفرح باجتماعِها معه على تلك الخلوة، وفي تلك الدار، وقالت له: يصلح ليكون معنا ما نطيِّب به عيشنا، وتقرُّ به أعيننا، فقال لها: الساعة آتيك بكل ما تريدين وبكل ما تشتهين، فخرج وتركها في الدار ولم يقفلها، وتركها محلولة على حالها ومضى، فأخذ ما يصلح لهما، ورجع ودخل الدار، فوجدها قد خرجت وذهبت ولم يجد لها أثرًا، فهام الرجل بها، وأكثر الذكر لها، والجزع عليها، وجعل يمشي في الشوارع والأزقة، وهو يقول:
يا رُبَّ قائلةٍ يومًا وقد تَعِبت http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أين الطريقُ إلى حمَّام منجابِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



وإذ بجاريه تجاوبه من طاقةٍ، وهي تقول:
هلاَّ جعلت لها إذ ظَفِرتَ بها http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
حِرزًا على الدارِ أو قُفْلاً على البابِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



فزاد هيمانه، واشتد هيجانه، ولم يزل كذلك حتى كان من أمره ما ذكر، فنعوذ بالله من المحن والفتن، فاعتبروا يا أولي الأبصار، فمَن لم يعتبر بغيره صار عبرة لغيره".

[1] الدَّنف: هو المرض الشديد الملازم لصاحبه، وتطلق كثيرًا على المريض من الحب والهيام.

ام هبة امين
30-11-2013, 06:43 PM
اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله اللهم انى احبك واحب نبيك محمد صلى الله عليه وسلم اللهم اجمعنا به فى الجنة ومتعنا بالنظر الى وجهك الكريم اللهم امين

عبدالعزيز السيد عرابى
01-12-2013, 05:55 AM
اللهم احسن لنا الخاتمة وارحم والدينا وموتى المسلمين

رآجيه رضآ الله
02-12-2013, 12:12 PM
اللهمـ إرزقنـآ حسـن الخاتمـه

جزاكـمـ الله خيـراً