صنائع المعروف تقي مصارع السوء
الخوف من الوضع الأمني يثير زوابع الكلام بين الزميلات في المدرسة ، كل منهن تتخوف على سيارتها في الشارع لقلة الحضور الأمني في هذه الصحراء النائية. في الواقع ظهر عدة لصوص في المنطقة و تعدوا على السيارات بسرقات متعددة.
أشعر أن للخوف أسبابه ، حيث يتناءى البشر و تتباعد الأطراف و المنجي هو الله.
يمر ببالي حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم : (صنائع المعروف تقي مصارع السوء).
في البيت أغسل حاويات اللبن البلاستيكية و أضعها في كيس بعد أن تجف . أملأ حاوية أخرى و أبردها في المجمدة ، فالحرارة لازالت مرتفعة في القاهرة الأفريقية رغم أن الخريف شارف على مغادرتنا لغيرنا.
في خزانة المطبخ أكياس الطعام المجفف ، يرتب عقلي ما أحتاجه لأسبوع في قائمة طعام ، ثم أحذف ما تبقى لكيس
أكياس الطعام + الحاويات النظيفة + الماء البارد ، و ثياب صالحة ، فقط أنها ضاقت بلابسيها ، لم تعد تنفعهم.
أترقب مرور امرأة من الفقراء تمر بالحي ، تجمع القمامة و ما نلقيه لا نلقي له بالَا. أعطيه ما أعددته مغلف بكلام طيب ..
تأخذه بقبول .
يرطب العطاء الحر الخانق .. تخبرني :
- لا أحد يسأل عني في هذا الحي غيركِ.
- أصلح الله الحال.
يحضر الأمان ، يطيل الإقامة . يتناءى السوء ... على الأقل حتى حين .. حتى تدبير آخر على أرض ، يتقاسم ليلها شطر العمر و النهار.
*********
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف. ) رواه الطبراني وغيره، وصححه الألباني.