الأستاذة ام فيصل
28-11-2013, 09:57 AM
هذه قصيدة للشاعر الرائد بدر شاكر السياب ومرشحة ضم عدة قصائد
للنشيد الوطني العراقي الجديد
قصيدة للشاعر الرائد بدر شاكر السياب
الشمسُ اجمل في بلادي
من سواها، والظلام
- حتى الظلامُ – هناك أجملُ
فهو يحتضن العراق
يا أخوتي المتناثرين
من الجنوب الى الشمالِ
بين المعابر والسهول
وبين عالية الجبال،
أبناء شعبي في قراه
وفي مدائنه الحبيبة
لا تكفروا نِعمَ العراقِ...
خيرُ البلاد سكنتموها
بين خضراءٍ وماءِ،
الشمسُ نورُ الله،
تغمرها بصيفٍ او شتاءِ،
( لا تبتغوا عنها سواها.)
(هي جنةٌ فحذارِ
من افعى تدبّ على ثراها.)
( هي جنةٌ فحذارِ..)
ياألقَ النهارِ
اغمر بعسجك العراق
فأن من طين العراق
جسدي
ومن ماء العراق
SoOoOo elasaly
29-11-2013, 05:16 PM
هذه قصيدة للشاعر الرائد بدر شاكر السياب ومرشحة ضم عدة قصائد
للنشيد الوطني العراقي الجديد
قصيدة للشاعر الرائد بدر شاكر السياب
الشمسُ اجمل في بلادي
من سواها، والظلام
- حتى الظلامُ – هناك أجملُ
فهو يحتضن العراق
يا أخوتي المتناثرين
من الجنوب الى الشمالِ
بين المعابر والسهول
وبين عالية الجبال،
أبناء شعبي في قراه
وفي مدائنه الحبيبة
لا تكفروا نِعمَ العراقِ...
خيرُ البلاد سكنتموها
بين خضراءٍ وماءِ،
الشمسُ نورُ الله،
تغمرها بصيفٍ او شتاءِ،
( لا تبتغوا عنها سواها.)
(هي جنةٌ فحذارِ
من افعى تدبّ على ثراها.)
( هي جنةٌ فحذارِ..)
ياألقَ النهارِ
اغمر بعسجك العراق
فأن من طين العراق
جسدي
ومن ماء العراق
تسلم ايد حضرتك بجد احساس رائع واختيار رائع للشعر وهذه قصيده رائعه وكاتبها الاشتاذ بدر شاكر السياب هو شاعر رائع و كان بدر شاكر السياب ضئيلاً، ناحل الجسم، قصير القامة. وصفه إحسان عباس بقوله:
بدر شاكر السياب غلام ضاوٍ نحيل كأنه قصبة، رُكب رأسه المستدير، كأنه حبة الحنظل، على عنقٍ دقيقة تميل إلى الطول، وعلى جانبي الرأس أُذنان كبيرتان، وتحت الجبهة المستعرضة التي تنزل في تحدّب متدرّج أنف كبير يصرفك عن تأمله أو تأمل العينين الصغيرتين العاديتين على جانبيه فم واسع، تبرز الضبة العليا منه ومن فوقها الشفة بروزاً يجعل انطباق الشفتين فوق صفَّي الأسنان كأنه عمل اقتساري وتنظر مرة أخرى إلى هذا الوجه الحنطي، فتدرك أن هناك اضطراباً في التناسب بين الفك السفلي الذي يقف عند الذقن كأنه بقيّة علامة استفهام مبتورة وبين الوجنتين الناتئتين وكأنهما بدايتان لعلامتي استفهام أُخرَيَيْن قد انزلقتا من موضعيهما الطبيعيَّيْن.
أما من الناحية الخُلقيّة فبدر شاكر السيّاب رجل الحرمان الذي أراد الانتقام لحرمانه من الناس والزمان، فانضوى إلى الشيوعية لا عن عقيدة فلسفية بل عن نقمة اجتماعية، وراح يطلب فيها ما لم يجد في بيئته من طمأنينة حياتية، كما مال إلى الشرب والمجون يطلب فيهما الهرب من مرارة الحياة والذهول عن متاعبها؛ وكان إلى ذلك مفرط الحساسية يشعر بالغربة ولا يجد له في المجتمع مُستَقَراً، وينظر إلى الوجود من خلال غربته النفسيّة ومن خلال فرديّته التي كانت تحول دون اندماجه في المجتمعات التي عاش فيها؛ وقد حاول أن يجد في المرأة ما يزيل من نفسه شبح الغربة فخاب أمله ونقم على المرأة ورأى أنها تقود الرجل إلى الهاوية؛ وكان من أشدّ الناس طموحاً، ومن أشدّهم ميلاً إلى الثورة السياسية والاجتماعية، ولكن تقلُّبات الأحوال والأيّام وصراعات الشعوب والحكّام ملأت نفسه اشمئزازاً، أعانه على ذلك ميل في أعماقه إلى التشاؤم، وعُقد نفسية وأمراض ونكبات زادته نقمةً وحدّةً وهياجاً.
وانا من اشد المعجبين بقصائد بدر شاكر سياب
الأستاذة ام فيصل
29-11-2013, 06:48 PM
شكرا جزيلا على مرورك الرائع
ولو حضرتك تناولتي جزء واحد من شخصية هذا الشاعر الذي نال محبة العراقيين وهو احد رموز الشعراء في العراق وكرمه العراقيين بصنع تمثال له في البصرة
وهناك حديث يقول
اذكروا محاسن موتاكم وعن الرسول صل الله عليه وسلم:( لا تسبوا الأموات فإنهم أفضوا إلى ما قدموا )
ولايهمنا مايقول عنه الاديب الفلسطيني احسان عباس الغير معروف على الصعيد العربي
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/b/b5/Sayab0.jpg (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:Sayab0.jpg)
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/5c/%D8%A8%D8%AF%D8%B1_%D8%B4%D8%A7%D9%83%D8%B1_%D8%A7 %D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%A8_2.jpg/250px-%D8%A8%D8%AF%D8%B1_%D8%B4%D8%A7%D9%83%D8%B1_%D8%A7 %D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%A8_2.jpg (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:%D8%A8%D8%AF%D8%B1_%D8%B4%D8%A7 %D9%83%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%A8_ 2.jpg)
(http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:%D8%A8%D8%AF%D8%B1_%D8%B4%D8%A7 %D9%83%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%A8_ 2.jpg)
تمثال بدر شاكر السياب على كورنيش شط العرب في البصرة
والذي يهمنا هو شعره
وشعر السياب فيه جزالة وصحة في التراكيب ومحافظة على الوزن، فهو مع ريادته للتجديد في الشكل لم يترك الوزن الشعري أو يتحرر من القافية: وكان ذلك من أسباب فحولته بين الشعراء المحدثين
SoOoOo elasaly
29-11-2013, 07:00 PM
شكرا جزيلا على مرورك الرائع
ولو حضرتك تناولتي جزء واحد من شخصية هذا الشاعر الذي نال محبة العراقيين وهو احد رموز الشعراء في العراق وكرمه العراقيين بصنع تمثال له في البصرة
وهناك حديث يقول
اذكروا محاسن موتاكم وعن الرسول صل الله عليه وسلم:( لا تسبوا الأموات فإنهم أفضوا إلى ما قدموا )
ولايهمنا مايقول عنه الاديب الفلسطيني احسان عباس الغير معروف على الصعيد العربي
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/b/b5/sayab0.jpg (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d9%85%d9%84%d9%81:sayab0.jpg)
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/5c/%d8%a8%d8%af%d8%b1_%d8%b4%d8%a7%d9%83%d8%b1_%d8%a7 %d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%a8_2.jpg/250px-%d8%a8%d8%af%d8%b1_%d8%b4%d8%a7%d9%83%d8%b1_%d8%a7 %d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%a8_2.jpg (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d9%85%d9%84%d9%81:%d8%a8%d8%af%d8%b1_%d8%b4%d8%a7 %d9%83%d8%b1_%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%a8_ 2.jpg)
(http://ar.wikipedia.org/wiki/%d9%85%d9%84%d9%81:%d8%a8%d8%af%d8%b1_%d8%b4%d8%a7 %d9%83%d8%b1_%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%a8_ 2.jpg)
تمثال بدر شاكر السياب على كورنيش شط العرب في البصرة
والذي يهمنا هو شعره
وشعر السياب فيه جزالة وصحة في التراكيب ومحافظة على الوزن، فهو مع ريادته للتجديد في الشكل لم يترك الوزن الشعري أو يتحرر من القافية: وكان ذلك من أسباب فحولته بين الشعراء المحدثين
جزاكى الله كل خير ولكنى لم اعيب فيه ولكنى كنت اقول قول الشاعر به وانا من عشاق شعر السياب ومن عشاق الشعر ولى عن كل شاعر حياته وبداية شعره وكل شئ عنه لانى من محبى القراءه والاطلاع على الشعراء خاصه وهذا كل ما اعرفه عن السياب
كان السيّاب شاعراً فذّاً اصطبغ شعره بصبغة الأطوار التي تقلّبت فيها حياته المعاشيّة والاجتماعية والفكريّة. عصَره الألم في شبابه، وشعر بالغربة القاسية وهو في بيت أبيه، كما شعر بها وهو في بيئته؛ ولم يجد قلبه الشديد الحساسيّة مَن يخرجه من أتون آلامه، ولم يجد في طريقه فتاة أحلامه، تلك الفتاة التي يسكب روحه في روحها، فتنتشله من أحلامه وأوهامه، وتُغرقه في عالمٍ من الحنان والرقة؛ ورافق ذلك كله تتبّع فكريّ وعاطفي لحركة الومانطيقية التي شاعت في أوربّة والتي ازدهرت في بعض الأقطار العربيّة ولاسيّما لبنان المقيم والمهاجر، فاندفع في تلك الحركة، وراح في قصائده الأولى يداعب شجونه في جوّ من الضبابية اليائسة، وفي انحطام لا يخلو من نبضات ثورية حالمة، وراح يناجي الموت، وينظر إلى مصيرة نظرة اللوعة والإرنان، ويهوي في لجة عالمه المنهار:
بدر شاكر السياب لا تزيديه لوعة فهو يلقاك .... لينسى لديك بعض اكتئابه
قربي مقلتيك من قلبي الذاوي .... تري في الشحوب سر انتحابه
وانظري في غضونه صرخة اليأس .... وأشباح غابر من شبابه :
لهفة تسرق الخطى بين جفنيه .... وحلم يموت في أهدابه
بدر شاكر السياب
تلك كانت المرحلة الأولى من مراحل شعر السيّاب؛ أما المرحلة الثانية فهي مرحلة الخروج من الذاتية الفرديّة إلى الذاتية الاجتماعية، وقد انطلق الشاعر، في نزعته الاشتراكيّة ورومنطيقيّته الحادة، يتحدث عن آلام المجتمع وأوصاب الشعب، ويُهاجم الظلم في أصحابه، ويُصوّره في (حفار القبور) مارداً جشعاً يرقص على جثث الموتى ويتغذى جشعه بأرواحهم ويقول:
بدر شاكر السياب واخيبتاه! ألن أعيش بغير موت الآخرين؟
والطيبات: من الرغيف، إلى النساء، إلى البنين
هي منة الموتى عليّ. فكيف أشفق بالأنام!؟
فلتمطرنهم القذائف بالحديد وبالضرام.
بدر شاكر السياب
وبعد هذه المرحلة نرى السيّاب ينزع نزعة (الواقعية الجديدة) - على حدّ قوله - ويعمل على تحليل المجتمع تحليلاً عميقاً، وعلى تصويره تصويراً واقعيّاً فيه من الحقائق الحياتية ما يستطيع الشاعر ادراكه بنفاذ بصره وقوة انطباعيته. وقد امتاز بدر في هذه الفترة من حياته بنزعته القوميّة العربيّة وذلك بعد تركه للحزب الشيوعيّ، وقد بدأت بوادر ذلك في رسائله التي كان يكتبها لأصدقائه {{مض|ففي الرسائل المبكرة بين الدكتور سهيل إدريس والسياب أوضح صاحب الآداب للشاعر انه قطع على نفسه العهد " بخدمة المجموعة العربية وأدبها السائر نحو النور " وكان توجيها للشاعر في الطريق الجديد، ولهذا جاءت الرسائل تحمل نغمة جديدة لم نكن نسمعها مثل: " اننا نؤمن بالإنسانية وبالأمة العربية لا بأشخاص بذاتهم ولا بحزب سياسي بذاته " ومثل: " أن النصر لنا ولأمتنا "، ومن ذلك: " أرجو؟. أن أوفق إلى إرضاء قراء مجلتنا القومية الشريفة " وما أشبه ذلك وراح السيّاب يصوّر واقع بلاده الأليم ويحلم لها بمستقبل تزدهر فيه حرة، متطورة، ينقلب فيها الجهل إلى نور، والجمود إلى حركة، والتزمت إلى انفتاح. يرى بعض الباحثين إن السياب تأثر بشعراء عرب وأجانب في مراحل تطور تجربته الشعرية وبخاصة في الخمسينيات "في مرحلة الالتزام الماركسي وما تلاها" ناقلاً عن السيّاب قوله إنه يحب البريطانيين وليام شكسبير وجون كيتس. وذكر أن السيّاب كان يقول: «وأكاد أعتبر نفسي متأثراً بعض التأثر بكيتس من ناحية الاهتمام بالصور بحيث يعطيك كل بيت صورة، وبشكسبير من ناحية الاهتمام بالصور التراجيدية العنيفة. وأنا معجب بتوماس إليوت.. متأثر بأسلوبه لا أكثر… ولا تنس دانتي فأنا أكاد أفضّله على كل شاعر.» ويقول هذا الباحث : إن السياب ذكر عام 1956 أن البحتري "أول شاعر تأثر به ثم وقع تحت تأثير الشاعر المصري علي محمود طه (الذي توفي عام 1949) فترة من الزمن وعن طريقه تعرف على آفاق جديدة من الشعر حين قرأ ترجماته للشعراء الإنجليز والفرنسيين." ويتطرق هذا الناقد إلى تأثر السيّاب بكل من أبي تمام والبريطانية سيتويل وينقل عنه قوله: «حين أراجع إنتاجي الشعري ولا سيّما في مرحلته الأخيرة أجد أثر هذين الشاعرين واضحاً فالطريقة التي أكتب بها أغلب قصائدي الآن هي مزيج من طريقة أبي تمام وطريقة إديث سيتويل». ولطالما أشاد السياب بالشاعر العراقي المعروف محمد مهدي الجواهري (1899-1997) الذي كان يلقب (متنبي العصر) واعتبره "أعظم شاعر" في ختام النهج التفعيلي للشعر العربي.
يقف السيّاب من الشعر الحديث موقف الثائر الذي يعمل على قلب الأوضاع الشعريّة, ونقل الشعر من ذهنية التقليد وتقديس الأنظمة القديمة إلى ذهنية الحياة الجديدة التي تنطق بلغة جيدة، وطريقة جديدة، وتعبّر عن حقائق جديدة. وساعدَ السيّاب في عمله جرأة في طبيعته، وتحرُّك اجتماعيّ وسياسيّ ثوري هز العالم الشرقيّ هزاً عنيفاً، ثم انفتاح على أدب الغرب وأساليب الغرب في التفكير والتعبير. وقد أدخل السيّاب على الشعر العربي ثورته التي قام بها في مجتمعه، فحوّله من نظام العروض الخليلي إلى نظام الحرية، وأخرج الأوزان القديمة من قواعدها المألوفة إلى أوزان أملَتْها عليه معانيه ونبضات وجدانه، وتصرف بالتفاعيل والقوافي وفاقاً للمزاجيّة الشعريّة التي يوحي بها مقتضى الحال، هذا فضلاً عن التيارات الفكرية والتحليلات العميقة التي زخر بها شعره وانساق في مجاريها انسياقاً فُراتيّاً يمتدّ امتداداً حافلاً بالغنى ومتأججاً بتأجّج العاطفة والحياة والخيال التي ينطلق منها.
تروعك في شعر السيّاب تلك الثروة الفكرية، وتلك الغزارة المعنوية، وذلك التلاحق الهائج المائج في تدفّقه الذي يجمع الصّخب إلى التغلغل في طوايا النفس؛ وذلك العصف الفكري والعاطفي المرهَق، ثم تلك الواقعية اللفظية الضارية، والإلحاح على المشهد المثير واللفظة المعبّرة عن الثورة الحياتية المتفجرة، ثم أخيراً تلك الرمزية التصويرية تستعين بالميثولوجيا والإشارات التاريخيّة التي تزيد الكلام حدّةً وبُعد آفاق.
وهكذا فالسيّاب شاعر التحرُّر وشاعر الحياة وال***وان
ويمثل شعر بدر أهم الاتجاهات الشعرية التي عرفها عصره، وكانت له حصيلة واسعة من الموروث الشعري الكلاسيكي، بالإضافة إلى ترجماته لمختارات من الشعر العالمي إلى العربية.
بدأ بدر كلاسيكياً، ثم تأثّر برومانسية أبي شبكة من لبنان وبودلير من فرنسا، لكن إضافاته الشعرية وإنجازاته بدأت بشعره الواقعي، ولاسيما قصائد حفّار القبور؛ المومس العمياء؛ الأسلحة والأطفال. وشعر بدر التّموزي أبدع ما ترك من آثار، لاسيما ديوان أنشودةّ المطّر، ففيه نماذج كثيرة للقصيدة العربية الحديثة، التي توفر فيها شكل فني حديث متميّز، ومضمون اجتماعي هادف في آن واحد، ومن أشهرها أنشودة المطر، ومدينة السندباد؛ والنهر والموت؛ وبروس في بابل؛ وقصيدة المسيح. وتعد قصيدتاه: أنشودة المطر؛ وغريب على الخليج صوتاً مميزاً في الشعر العربي الحديث، وفيهما يظهر صوته الشعري المصفى وقدرته الإبداعية العميقة. يقول مطلع أنشودة المطر:
بدر شاكر السياب عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
أو شُرْفَتَان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكروم
وترقص الأضواء كالأقمار في نهر
يَرُجّه الجذّاف وَهْناً ساعةَ السحر
وتبلغ القصيدة ذورتها في قوله:
أتعلمين أي حزن يبعث المطر
وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع
بلا انتهاء ـ كالدم المراق، كالجياع
كالحب، كالأطفال كالموتى ـ هو المطر
بدر شاكر السياب
وأما غريب على الخليج التي تصور معاناة السياب الحقيقية مع المرض، ويرجّح أنها آخر ماكتبه من شعر، فتشف عن رؤية تمور بشوق عارم لوطنه العراق وخشيته الموت بعيداً عن أرض هذا الوطن، وهي مثال لشعر الاغتراب في الأدب العربي. يقول في مقطع منها:
بدر شاكر السياب ليت السفائن لاتقاضي راكبيها عن سفار
أو ليت أن الأرض كالأفق العريض بِلا بِحَار
مازلت أحسب يانقود، أعدكن وأستزيد
مازلت أنقص، يانقود، بكن من مدد اغترابي
مازلت أوقد بالتماعتكن نافذتي وبابي
في الضفة الأخرى هناك فحدثيني يانقود
متى أعود، متى أعود
واحسرتاه… فلن أعود إلى العراق.
بدر شاكر السياب
وشعر السياب فيه جزالة وصحة في التراكيب ومحافظة على الوزن، فهو مع ريادته للتجديد في الشكل لم يترك الوزن الشعري أو يتحرر من القافية: وكان ذلك من أسباب فحولته بين الشعراء المحدثين.
قام بعض رواد الشعر في العراق ومنهم السيّاب بمحاولات جادّة للتخلص من رتابة القافية في الشعر العربي، فقد تأثر السيّاب بالشعر الإنجليزي ويشاركه بذلك البياتي ونازك الملائكة، وأرادوا نقل تلك الحرية التي شاهدوها في الشعر الأجنبي إلى الشعر العربي، وفي الواقع كانت هناك محاولات قبل هؤلاء الثلاثة للتغيير ولكنها كانت مجرد استطراف، وأما هؤلاء الثلاثة فقد كانت محاولاتهم جادّة وتتخذ من هذا التغيير مذهباً تدافع عنه وتنافح من أجله، « وإنما الذي يميّز هذه الحركة عن كل ما سبقها أن اعتمادها للشكل الشعري الجديد أصبح مذهباً لا استطرافاً، وأن إيمانها بقيمة هذا التحول كان شمولياً لا محدوداً، وأن أفرادها في حماستهم لهذا الكشف الجديد رأوا وما زالوا يرون - عدا استثناءات قليلة - أن هذا الشكل يصلح دون ما عداه وعاء لجمع التجربة الإنسانية إذا أريد التعبير عنها بالشعر.» إلا أنه وقع كلام بين الباحثين في تحديد الرائد الأول للشعر الحديث، فالمعروف أن هناك نزاع بين السيّاب ونازك الملائكة على الريادة،
كان السيّاب يجيد اللغة الإنجليزية ولذا ساهم مساهمة فعّالة في ترجمة الكثير من الأعمال العالمية لأدباء العالم، وممن ترجم لهم السيّاب الإسباني فدريكو جارسيا لوركا والأمريكي إزرا باوند والهندي طاغور والتركي ناظم حكمت والإيطالي أرتورو جيوفاني والبريطانيان تي إس إليوت وإديث سيتويل ومن تشيلي بابلو نيرودا.
وقد أصدر السيّاب مجموعة ترجماته لأول مرة عام 1955 في كتاب أسماه: (قصائد مختارة من الشعر العالمي الحديث).
وهذا نموذج من ترجماته، ففى ترجمته الرائعة لقصيدة «الوطن» من للشاعرة البلجيكية إميلى كامير يقول السياب: «إنه صوت بذاتهِ: صوت جرس فى برج بعيد، وهو ضوء الشمس على الغبراء بين الشجر، أو غبّ ديمة من المطر، وهو سقف بذاته، تحت سماء بالذات، وأريج ممشى فى شاعر بالذات، وحدورٍ تجثو لديه مزرعةٌ، وإحساسك بالعشب تحت الأقدام، وأريج ممشى فى شارع بالذات، ونظرة خاطفة، واهتزاز يد بيضاء: شيء من الماضي، يعيا على الفهم من سرعته، هو ما تُحسّ به وتعجز أن تقول، حتى إذا غنّيت، وخير ما يقال فيه: إنه كلّ هذه الأشياء، هو ما تذوق وما تراه، هو ما تتنفس وتسمع، التبغ والجبنة والرغيف، وأوراق شجر زاهية، وزفيف ريح، والمشاهد المألوفة والأصوات، ومائدة فى لقاء: هو ما تُحسّ وتعجز أن تقول، حتى إذا غنيت، وخير ما يقال فيه إنه كل هذه الأشياء. هو غبطة البدن ونعماه وخفق القلب للأطفال، تحملهم على الصدور، وهو رائحة الطريق، وهو طعم الأغنية، هو الحلم، وتباريح الثواء».
وفي سنة 1961 بدأت صحة السياب بالتدهور حيث بدأ يشعر بثقل في حركة وأخذ الألم يزداد في أسفل ظهره، ثم ظهرت بعد ذلك حالة الضمور في جسده وقدميه، وظل يتنقل بين بغداد وبيروت وباريس ولندن للعلاج دون فائدة.
أخيراً ذهب إلى الكويت لتلقي العلاج في المستشفى الأميري في دولة الكويت حيث قامت هذه المستشفى برعايته وأنفقت عليه خلال مدة علاجه. فتوفي بالمستشفى هناك في 24 كانون الأول عام 1964 عن 38 عاماً ونُقل جثمانه إلى البصرة وعاد إلى قرية (جيكور) في يوم من أيام الشتاء الباردة الممطرة. وقد شيّعه عدد قليل من أهله وأبناء محلته، ودفن في مقبرة الحسن البصري في الزبير.
ولا اريد ان اطيل عليكى الديث فأنا من عشاق شعر السياب وان اخذنى الكلام فسأتطر لان اسهر الليالى على كتابة ما اعرفه عن السياب فأنا من اشد معجبيه وانا مش كان قصدى انى اكتب الشعر الذى قيل فيه على سبيل السخريه بل كتبته لاقول ما كتب فيه من اشعار وهذا لا يعيبه بل يرفع مقامه وشكراً جزيلاً لك على نصيحتك لى
SoOoOo elasaly
29-11-2013, 07:20 PM
انا ارى ان كلما كان الشاعر غاية فى جمال شعره كلما تكلم عنه وعاب فيه الشعراء وان لم يلقوا فى شعره عيب فيعيبوا فى شكله وهذا ليس عيب بالشاعر ما يعيب الشاعر هو شعره وقوة لباقته وهذه القصيده التى كتبها لم اكن اقصد بها ان اعيب انا الاخرى فى السياب بل لاقول جمله هى من لم يرى عيباً فى شعر الاخر فعاب بشكله وهذا لا يعيب الشاعر ولا تؤاخذينى ان كنت قد كتبت القصيده دون ان اوضح ما اريد قوله :)
الأستاذة ام فيصل
30-11-2013, 10:49 AM
انا ارى ان كلما كان الشاعر غاية فى جمال شعره كلما تكلم عنه وعاب فيه الشعراء وان لم يلقوا فى شعره عيب فيعيبوا فى شكله وهذا ليس عيب بالشاعر ما يعيب الشاعر هو شعره وقوة لباقته وهذه القصيده التى كتبها لم اكن اقصد بها ان اعيب انا الاخرى فى السياب بل لاقول جمله هى من لم يرى عيباً فى شعر الاخر فعاب بشكله وهذا لا يعيب الشاعر ولا تؤاخذينى ان كنت قد كتبت القصيده دون ان اوضح ما اريد قوله :)
شكرا على مرورك الثاني واهتمامك بالموضوع
تحياتي
الأستاذة ام فيصل
30-11-2013, 10:50 AM
قصيدة رائعة
سلمت يداك
ويسلملي مرورك الغالي
اختي العزيزة الاستاذة فاتن
تحياتي وتقديري