مشاهدة النسخة كاملة : مفاتيح الجنة


aymaan noor
10-12-2013, 01:29 PM
مفاتيح الجنة (http://www.elwatannews.com/news/details/368892)

مختار نوح

لم أكن أتخيل أن أشاهد هذا اليوم الذى يتحول فيه هذا العدد من الناس إلى معاول للتكفير؛ ذلك أنى كنت قد نشرت رثاءً موجزاً على صفحتى وحسابى الخاص (على الفيس بوك) للمرحوم أحمد فؤاد نجم، ولم يدهشنى طبعاً عدد الذين تضامنوا معى؛ فهذا أمر طبيعى، أن يسأل الناسُ اللهَ الرحمة لموتاهم، لكن الذى أدهشنى هذا الكم من الذين أمسكوا بمفاتيح الآخرة فى أيديهم فمنحوا المغفرة للبعض وحجبوها عن البعض الآخر وقد كان من يفعل ذلك منذ زمن يجد هجوماً وازدراءً ولا يجد من يناصره، بل كنا نطلق عليهم اسم «الخوارج»، ومن هنا فقد كانت صدمتى كبيرة فى هذه التعليقات؛ فمن أصحاب التعليقات من كان يسخر منى إذ ذكرت مآثر ذلك المناضل العظيم، ومنهم من دعا علىَّ بأن أُحشر معه فى جهنم، ومنهم من كان يشمت لموته ويعبر عن شماتته بدعاء.. إلى آخر هذه العبارات التى شاهدناها على صفحات التواصل الاجتماعى، وقد حزنت لهذا التدنى فى أمور العقيدة والأخلاق، فلم يعد أمامنا فى هذه الفتن إلا أن نبتهل إلى الله ليكشف عنا هذا البلاء. وقد تحول الكثير ممن كانوا يدعون إلى صحيح الإسلام إلى معاول تهدم أصول هذه العقيدة أصلاً أصلاً ولا يتبقى أمامنا إلا أن نعاود مواجهتهم بالحجة ونسأل الله لهم الهداية؛ فقد تحملنا منهم الكفر بالرأى الآخر والإصرار على التحجر أمام الرأى الواحد وتحملنا منهم اتهامهم الدائم لنا فى نوايانا وتحملنا منهم أنهم لم يكونوا مثالا لما يدعونه أو يزعمون أنهم يدعونه من أخلاق وفضائل تحملنا كل هذا لأنه مشكلة فى السلوك، لكننا لا نتحمل أبداً أن يتحول سلوك هذا النفر إلى مظاهرة للتكفير والادعاء بأنهم يملكون مفاتيح الجنة؛ ذلك أنهم أصبحوا يصدرون إلى الناس شططاً فى العقيدة؛ فقد روى «مسلم»، فى صحيحه، عن جندب، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حدّث أن رجلاً قال: «والله لا يغفر الله لفلان» وأن الله تعالى قال: «من ذا الذى يتألى علىَّ ألا أغفر لفلان؟ فإنى قد غفرت لفلانٍ وأحبطت عملك». وقال النووى، رحمه الله، فى شرح هذا الحديث: إن فيه دلالة لمذهب أهل السنة فى غفران الذنوب بلا توبة إذا شاء الله غفرانها، وقد ورد فى صحيح الجامع ما رواه ابن حبان فى صحيحه ذلك الحديث بروايات، وفى رواية عن أبى هريرة قال: إنى سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يروى عن رجلين من بنى إسرائيل، أحدهما مجتهد فى العبادة والآخر مذنب، فأبصر المجتهد المذنب على ذنب فقال له: أقصر، فقال له المذنب: خلنى وربى.. حتى وجده يوما على ذنب فاستعظمه فقال له: «ويحك.. أقصر». قال له: «خلنى وربى، أبُعثت علىّ رقيباً؟» فقال: «والله لا يغفر الله لك ولا يدخلك الجنة أبداً». فبعث اللهُ إليهما فقبضهما فاجتمعا عند الله، جل وعلا، فقال ربنا للمجتهد: «أكنت عالما أم كنت قادرا على ما فى يدى أم تحظر رحمتى على عبدى؟» ثم قال للمذنب: «اذهب إلى الجنة» وقال للآخر: «اذهبوا به إلى النار».

قال «أبوهريرة»: «فوالذى نفسى بيده إنه تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته».

هذه هى عقيدتنا السمحاء، ولا أعلم من أين أتى هؤلاء بعقيدتهم؛ فقد أصبحنا نخشى الاقتراب منهم أو الاستماع إليهم، وقد ظهرت هذه الآفة فى نفر قليل فى منتصف السبعينات فأجمع الناس على محاربة فكرهم، كما أن نفراً قد امتنع عن الصلاة فى أوروبا على جسد المرحوم نزار قبانى فهاجمه علماء الوسطية جميعاً، وأخيراً فإنى أحب أن أؤكد أن التكفير له مردود نفسى؛ فهو يعبر عن نفس ضائعة تجمع بها الغل فأفسدها ونكت فيها علامات سوداء تمتلئ بالحقد على الآخر والكراهية له، إلا أن صاحب هذه النفس المريضة يحاول أن يكتسى أمام الناس بثوب النقاء والدين فيغلف حقده الأسود بغلاف وكأنه من الفقه الدينى وكأنه يلقى بأحكام شرعية يكتسب من خلالها وجاهة يخفى بها ذلك المكنون الحاقد؛ فالتكفير يا سادة هو مرض نفسى بل هو ضعف فى ذاته؛ لذلك كان اتهام الآخر بالكفر مرده على قائله، وقد عظم الإسلام من هذ الجرم فجعله من الكبائر، فما قيمة ما أعلمنا به رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من أن بغيّاً من بغايا بنى إسرائيل دخلت الجنة فى كلب سقته؟ وأين هذا من هؤلاء الذين يوزعون على الناس مقاعدهم فى الجنة؟ ولقد شهدنا جنازة المغفور له الأستاذ محسن القويعى، ذلك الرجل الربانى الذى تربى فى مدرسة الإخوان، إلا أنه خرج من «الإخوان» معترضا على إدارتها الأخيرة وكان عمله للدعوة والإسلام غير مرتبط بموقع ولا جماعة فوهب عمره كله لدعوة الأخلاق العظيمة والتسامح ونشر الفضيلة، ثم مات، رحمه الله، وحضر جنازته جمع مهيب وكان دعاء الدكتور محمود عزت على قبر هذا الرجل بأن سأل الله أن يعطى الفقيد أجر من مات فى جماعة الإخوان، ولعل هذا الدعاء غير الصحيح، لا من ناحية العقيدة ولا من ناحية الملاءمة، لعل هذا الدعاء هو الذى سرب إلى نفوس الكثير من الشباب ذلك التكفير العملى، فقد أصبحنا بمقتضى هذا التقسيم الذى صنعه أصحاب هذا الفكر الخاص إنما يقسم الناس إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول فى الجنة التى يتفرد بها الإخوان المسلمون، وقسم آخر فى جنة أقل مرتبة، وقسم ثالث من المسلمين سيكون فى نار جهنم، أما الأحياء من هؤلاء الذين يملكون المفاتيح فهم الذين يضعون أقدام الناس فى كل نوع من الأنواع الثلاثة. ألم أقل لكم إنه فساد فى العقيدة وفساد داخل النفس وفساد فى السلوك؟ اللهم ارحم أمواتنا جميعاً وارحم أحمد فؤاد نجم وارحمنا أيضا من هذا الفكر القبيح.

الأستاذة ام فيصل
10-12-2013, 05:54 PM
جزاكم الله خير
اخي الفاضل الأستاذ ايمن نور
على الموضوع الرائع

فلم يعد أمامنا فى هذه الفتن إلا أن نبتهل إلى الله ليكشف عنا هذا البلاء. وقد تحول الكثير ممن كانوا يدعون إلى صحيح الإسلام إلى معاول تهدم أصول هذه العقيدة أصلاً أصلاً ولا يتبقى أمامنا إلا أن نعاود مواجهتهم بالحجة ونسأل الله لهم الهداية؛
تحياتي لحضرتك

محمدالجهينى
14-12-2013, 04:13 PM
يسلموو ع ـاْلمجهوود الرآائع


يعطيك الف ع ـآْاْفيه


عوآآفي ع الطرح يالغلااآـآ


لآـاْ حرمنَآأ الإبدآع و ـاْلتميُز منكَـ


كُلْ ـاآلشُكًرْ