مشاهدة النسخة كاملة : موقف الإسلام من استغلال الوظيفة


aymaan noor
16-12-2013, 08:42 AM
موقف الإسلام من استغلال الوظيفة
(http://www.ahram.org.eg/NewsQ/248057.aspx)

د‏.‏ عبد الفتاح إدريس

http://www.ahram.org.eg/Media/News/2013/12/15/2013-635227372486599858-659.jpg

ما من عمل يتبوؤه المرء إلا وتنشأ عنه له حقوق‏,‏ ويفرض عليه واجبات‏,‏ واستغلال المرء لموقعه من وظيفته تجاوز للحقوق التي يخولها عمله له‏,‏
إذ أنه باستغلاله لموقعه في عمله قد سعي للحصول علي ما ليس من حقه, سواء كان نفوذا أو مالا أو منفعة, وهو في نفس الوقت قد تنصل مما يفرضه عليه العمل من واجبات, وأخذ الإنسان ما لا يستحقه وتقصيره في الواجبات التي رتبتها وظيفته عليه, مما حرمته الشريعة الإسلامية, فاستغلال المرء نفوذا ليس له هو من قبيل التدليس والكذب والتزوير, وكل ذلك محرم, فإذا كان للحصول علي المال أو المنفعة فإن ما يحصل عليه من ذلك محرم, لأنه رشوة وهي محرمة, وتقصيره في واجبات العمل تقصير فيما أوجبه الشارع عليه, فيكون آثما بذلك, ولا يحل له أخذ الأجر لقاء ما قصر فيه, لأنه لم يؤده علي الوجه المشروع, ونصوص الشرع تشهد بحرمة هذا الاستغلال: من ذلك ما روي أن رسول اللهe استعمل رجلا لجمع الصدقة فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدي لي, فخطب رسول الله صلي الله عليه وسلم علي المنبر وقال: ما بال عامل أبعثه فيقول هذا لكم وهذا أهدي لي, أفلا قعد في بيت أبيه أو في بيت أمه حتي ينظر أيهدي إليه أم لا, والذي نفس محمد بيده لا ينال أحد منكم منها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله علي عنقه بعير له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر, ثم رفع يديه حتي رأينا عفرتي إبطيه ثم قال اللهم هل بلغت مرتين,( الرغاء والخوار وايعار: صوت هذه الدواب), وهذا الوعيد دليل علي حرمة استغلال الموظف وظيفته في جني المنافع الخاصة مادية كانت أو معنوية, وتشهد آثار السلف بعدم استغلالهم لمواقعهم: من ذلك: أن ابنا عمر خرجا في جيش إلي العراق, فلما رجعا مرا علي أبي موسي الأشعري أمير البصرة, فأسلفهما مالا مستحقا لبيت المال ليسلماه إلي أبيهما, ثم كتب إليه أن يأخذه منهما, فلما قدما باعا وربحا فيه ودفعا رأس المال إلي عمر, فقال: أكل الجيش أسلفه مثل ما أسلفكما ؟, قالا: لا, فقال: ابنا أمير المؤمنين فأسلفكما, أديا المال وأديا ربحه, فأشار عليه بعض الحضور أن يجعله مضاربة, فأخذ رأس المال ونصف ربحه, وأخذ ابنا عمر نصف الربح, وروي أن عبد الله بن عمر اشتري إبلا وأرسلها ترعي في الحمي, فلما سمنت قدم بها إلي السوق, فرآها أبوه خليفة المسلمين وقد سمنت, فقال لمن هذه, فقيل لعبد الله بن عمر, فجعل يقول: يا عبد الله بن عمر بخ بخ ابن أمير المؤمنين, فجاءه ابنه يسعي فقال: ما لك يا أمير المؤمنين ؟, قال: ما هذه الإبل ؟, فقلت: إبل اشتريتها وبعثت بها إلي الحمي أبتغي ما يبتغي المسلمون, فقال: لابد وأن الناس قالوا: ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين, اسقوا إبل ابن أمير المؤمنين, يا عبد الله أغد علي رأس مالك واجعل باقيه في بيت مال المسلمين, وهذه النماذج غيض من فيض تمتلئ به كتب السير والتاريخ عن نهج السلف في تورعهم عن استغلال الوظيفة العامة في مصالحهم الخاصة.

عمر ابو قطرة
16-12-2013, 01:23 PM
بارك الله فيك
وجزاك الله خير الجزااااااااااااااااااااء

مـــــلك
17-12-2013, 07:55 PM
جزاك الله كل الخير أستاذي الفاضل

لافانيا
19-12-2013, 01:47 PM
جزاكم الله خيرا
تحياتى لحضرتك