mohamed_oweis
22-07-2008, 10:40 AM
بينما اقلب في أوراقي و دفاتري..عثرت على تلك الرسالة لصديق عزيز...
"صديقي العزيز...لطالما عشنا سويا أياما و لياليها و تتابعت علينا الأحداث بنعيمها وبلائها و رأينا الدنيا تبتسم لنا تارة و تعبس أخرى و لطالما أفضى بعضنا لبعض همومه و بث إليه شكواه..فالآن وقد فرق بيني و بينك الدهر و تكالبت على الهموم وجدت نفسي أمسك بقلمي و ابعث إليك بتلك الرسالة علها تخفف ما بي...
فقد تركتني يا صديقي و أنا بخير حال..راض شاكر مطمئن النفس..أرضى بالقليل و لا يطغيني الكثير..أحمد الله على عظيم نعمائه و أصبر على بلائه و أرضى بقدره..كنت مبتسما دائما..أشعر بالنعيم يكتنفني وان بت في جحر ضيق و طعمت لقيمات صغيرة..كنت أشعر يرضى ربي يظللني في حركاتي و سكناتي..
و الآن فقد تبدل الحال فقد أطغتني النعم..وأغرتني الدنيا و ماتت روحي على أعتاب المادة..امتلكتني شهواتي فلا اعصي لها أمرا و لا أخالف لها رغبا..وجد الشيطان إلى بابا مفتوحا..أصبحت و كأني اشعر بوسواسه في أذني فأطيعه..يدعوني إلى الجحيم فأجيبه بفم باسم و نفس باكية..أرى كل تلك النعم لا تزيدني إلا نكدا و هما...فقد فقدت أغلى كنوزي ..فقدت ما كان يهون علي المصائب و يصبرني على النوائب و يرضيني بالقليل ..فقدت ما كنت اضحي عليه فأرضى و أبيت عنه فاطمئن..فقدت راحة النفس و شعوري برضى ربي..فبالله أخبرني فيم تساوي متع الدنيا ..ملك سليمان..أموال قارون... لو لم يظللها رضى الرحمن؟
صديقي أتذكر ما كان من جميل الأيام فأحن لها و لا أملك دموعي عنها ..أتمنى لو أنفقت ما في أرض جميعا كي استرجع لحظة أجد فيها ربي راض عني و أنا راض عنه..فسألتك بما كان بيننا من صلة و صداقة ..ورحم و مودة أن تدلني الطريق..فأنا كلما هممت بالقيام وقعت..فبلغني طريقي يا صديقي..."
ما كدت انتهي من قرائة رسالته حتى وجدت مداد قلمه قد اختلط بمداد عيني...فقد هزني الحنين إليه و آسفني ما وصل إليه ..فامسكت بقلمي و لم ادر بنفسي إلا و قد كتبت له تلك الرسالة...
" صديقي و رفيق عمري ...يعلم الله كم تركت كلماتك في نفسي من حنين و كيف مست أوتار القلب و اسكبت دموع العين ..وبلغت مني مبلغها..
فلا أقول لك إلا أن احمد الله على ما رزقك من نفس لوامة أقسم بها رب الجلالة تنبهك إن زللت و تهديك إن ضللت فكم من ضال اطمئن لضلاله و قنع بحاله فلا يبغي عنه حولا...
اعلم صديقي أن دوام الحال محال ......فالله لم يرد بك إلا خيرا..فلو لم يكن لما أصابك من زيغ وضعف نفس إلا الاحساس بنعمة الرضى و الأطمئنان لكفى...ولو لم يكن فيه إلا حنينك لرضى ربك لكفى ...وإن لم يكن فيه إلا رسالتك تلك لكفى ...
واعلم ان ربك ذو رحمة واسعة...هل سمي رحيما إلا لأنه يرحم مثلك..وهل شرعت التوبة لغيرك؟..لقد أطعته فأكرمك..وعصيته فأمهلك و لئن عدت سيقبلك...ألم تسمع لقوله..
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "
فقم و انهض..ولا يكن للشيطان إليك سبيلا..قم و استرجع ما فاتك..قم فالعمر محدود و العمل معدود و يوم القيامة يوم مشهود... "
"صديقي العزيز...لطالما عشنا سويا أياما و لياليها و تتابعت علينا الأحداث بنعيمها وبلائها و رأينا الدنيا تبتسم لنا تارة و تعبس أخرى و لطالما أفضى بعضنا لبعض همومه و بث إليه شكواه..فالآن وقد فرق بيني و بينك الدهر و تكالبت على الهموم وجدت نفسي أمسك بقلمي و ابعث إليك بتلك الرسالة علها تخفف ما بي...
فقد تركتني يا صديقي و أنا بخير حال..راض شاكر مطمئن النفس..أرضى بالقليل و لا يطغيني الكثير..أحمد الله على عظيم نعمائه و أصبر على بلائه و أرضى بقدره..كنت مبتسما دائما..أشعر بالنعيم يكتنفني وان بت في جحر ضيق و طعمت لقيمات صغيرة..كنت أشعر يرضى ربي يظللني في حركاتي و سكناتي..
و الآن فقد تبدل الحال فقد أطغتني النعم..وأغرتني الدنيا و ماتت روحي على أعتاب المادة..امتلكتني شهواتي فلا اعصي لها أمرا و لا أخالف لها رغبا..وجد الشيطان إلى بابا مفتوحا..أصبحت و كأني اشعر بوسواسه في أذني فأطيعه..يدعوني إلى الجحيم فأجيبه بفم باسم و نفس باكية..أرى كل تلك النعم لا تزيدني إلا نكدا و هما...فقد فقدت أغلى كنوزي ..فقدت ما كان يهون علي المصائب و يصبرني على النوائب و يرضيني بالقليل ..فقدت ما كنت اضحي عليه فأرضى و أبيت عنه فاطمئن..فقدت راحة النفس و شعوري برضى ربي..فبالله أخبرني فيم تساوي متع الدنيا ..ملك سليمان..أموال قارون... لو لم يظللها رضى الرحمن؟
صديقي أتذكر ما كان من جميل الأيام فأحن لها و لا أملك دموعي عنها ..أتمنى لو أنفقت ما في أرض جميعا كي استرجع لحظة أجد فيها ربي راض عني و أنا راض عنه..فسألتك بما كان بيننا من صلة و صداقة ..ورحم و مودة أن تدلني الطريق..فأنا كلما هممت بالقيام وقعت..فبلغني طريقي يا صديقي..."
ما كدت انتهي من قرائة رسالته حتى وجدت مداد قلمه قد اختلط بمداد عيني...فقد هزني الحنين إليه و آسفني ما وصل إليه ..فامسكت بقلمي و لم ادر بنفسي إلا و قد كتبت له تلك الرسالة...
" صديقي و رفيق عمري ...يعلم الله كم تركت كلماتك في نفسي من حنين و كيف مست أوتار القلب و اسكبت دموع العين ..وبلغت مني مبلغها..
فلا أقول لك إلا أن احمد الله على ما رزقك من نفس لوامة أقسم بها رب الجلالة تنبهك إن زللت و تهديك إن ضللت فكم من ضال اطمئن لضلاله و قنع بحاله فلا يبغي عنه حولا...
اعلم صديقي أن دوام الحال محال ......فالله لم يرد بك إلا خيرا..فلو لم يكن لما أصابك من زيغ وضعف نفس إلا الاحساس بنعمة الرضى و الأطمئنان لكفى...ولو لم يكن فيه إلا حنينك لرضى ربك لكفى ...وإن لم يكن فيه إلا رسالتك تلك لكفى ...
واعلم ان ربك ذو رحمة واسعة...هل سمي رحيما إلا لأنه يرحم مثلك..وهل شرعت التوبة لغيرك؟..لقد أطعته فأكرمك..وعصيته فأمهلك و لئن عدت سيقبلك...ألم تسمع لقوله..
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "
فقم و انهض..ولا يكن للشيطان إليك سبيلا..قم و استرجع ما فاتك..قم فالعمر محدود و العمل معدود و يوم القيامة يوم مشهود... "