مشاهدة النسخة كاملة : سرية عمرو بن العاص أو سرية ذات السلاسل


abomokhtar
06-01-2014, 10:43 AM
أكتوبر سنة 629م
كانت غزوة مؤتة في جمادى الأولى وقد تولى القيادة فيها خالد بن الوليد بعد أن قُتل الأمراء الثلاثة الذين تقدم ذكرهم وكان قد أسلم حديثا مع عمرو بن العاص، فأظهر كفاية حربية أمام جيش الروم العظيم وتمكن من جمع شمل الصحابة بعد أن تفرقوا وعاد فريق منهم إلى المدينة فرجع خالد سالما ولم يتحمل المسلمون إلا خسارة قليلة.
وفي جمادى الآخرة أي بعد شهر (أكتوبر سنة 629 م) جاء دور عمرو بن العاص فأرسله رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisource/ar/thumb/b/b7/%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg/18px-%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg.pn g (http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84 %D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3 %D9%84%D9%85.svg) إلى بلاد بلي وعذرة في (300) مع سراة المهاجرين والأنصار ومعهم (30) فرسا وسببها أنه http://upload.wikimedia.org/wikisource/ar/thumb/b/b7/%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg/18px-%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg.pn g (http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84 %D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3 %D9%84%D9%85.svg) بلغه أن جمعا من قضاعة تجمعوا للإغارة على المسلمين وأرادوا أن يدنوا من أطراف المدينة منتهزين فرصة انهزام المسلمين في مؤتة.
وسُميت هذه السرية: (ذات السلاسل) لأن الأعداء ارتبط بعضهم إلى بعض مخافة أن يفروا، وقيل: سُميت بذلك لأن بها ماء يُقال لها السلسل.
عن عمرو بن العاص (http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D8%B9%D8%A7%D8%B5) رضي الله عنه قال: بعث إليّ النبي http://upload.wikimedia.org/wikisource/ar/thumb/b/b7/%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg/18px-%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg.pn g (http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84 %D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3 %D9%84%D9%85.svg) يأمرني أن آخذ ثيابي وسلاحي فقال: «يا عمرو إني أريد أن أبعثك على جيش فيغنمك الله ويسلمك»، قلت: لم أسلم رغبة في المال، قال: «نعم المال الصالح للرجل الصالح»، فعقد له لواء أبيض وجعل معه راية سوداء فسار هو ومن معه وكان يكمن النهار ويسير الليل فلما قرب منهم بلغه أن جموع العدو كثيرة فبعث رافع بن مكيث الجهني إلى رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisource/ar/thumb/b/b7/%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg/18px-%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg.pn g (http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84 %D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3 %D9%84%D9%85.svg) يستمده، فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح وعقد له لواء وبعث معه (200) من سراة المهاجرين والأنصار وفيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وأمره أن يلحق بعمرو وأن يكونا جميعا ولا يختلفا فأراد أبو عبيدة أن يتولى القيادة، فقال عمرو: إنما قدمت عليّ مددا وأنا الأمير، فقال أبو عبيدة: لا ولكن أنا على ما أنا عليه وأنت على ما أنت عليه، وكان أبو عبيدة رجلا سهلا هينا عليه أمر الدنيا فقال: يا عمرو إن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisource/ar/thumb/b/b7/%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg/18px-%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg.pn g (http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84 %D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3 %D9%84%D9%85.svg) قال لي: لا تختلفا وإنك إن عصيتني أطعتك، فأطاع له أبو عبيدة فكان عمرو يصلي بالناس وسار حتى وصل إلى العدو فحمل عليهم المسلمون فهربوا في البلاد وتفرقوا مذعورين بعد أن اقتتلوا ساعة فهزمهم المسلمون ولم يغنموا شيئا.
أما البلاذري فيقول: إن المسلمين غنموا.
وأرسل عمرو بن العاص رسولا إلى النبي http://upload.wikimedia.org/wikisource/ar/thumb/b/b7/%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg/18px-%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg.pn g (http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84 %D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3 %D9%84%D9%85.svg) ينبئه بانتصاره في أول غزوة له وأنه عزز نفوذ رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisource/ar/thumb/b/b7/%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg/18px-%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg.pn g (http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84 %D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3 %D9%84%D9%85.svg) على تخوم الشام ثم عاد إلى المدينة.
وقد حدّثت عمرو بن العاص نفسه بأن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisource/ar/thumb/b/b7/%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg/18px-%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg.pn g (http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84 %D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3 %D9%84%D9%85.svg) لم يبعثه على قوم فيهم أبو بكر وعمر إلا لمنزلة عنده، قال عمرو: فأتيته http://upload.wikimedia.org/wikisource/ar/thumb/b/b7/%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg/18px-%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg.pn g (http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84 %D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3 %D9%84%D9%85.svg) حتى قعدت بين يديه فقلت: يا رسول الله أي الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة»، قلت: إني لست أعني النساء إنما أعني الرجال، قال: «أبوها»، قلت: ثم من؟ قال: «ثم عمر بن الخطاب» قعد رجالا فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم وقلت في نفسي: لا أعود أسأله عن هذا.

abomokhtar
06-01-2014, 10:45 AM
علم النبي صلى الله عليه وسلم بعد عودة سرية مؤتة إلى المدينة سنة ثمان للهجرة أن قضاعة التي اشتركت في القتال إلى جانب الروم؛ بدأت تتجمع تريد الاقتراب من المدينة لتهديدها، ومحاولة القضاء على المسلمين بعد أن غرها ما حدث للمسلمين في مؤتة.فجهز النبي صلى الله عليه وسلم سرية من ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار، وأمَّر عليها عمرو بن العاص رضي الله عنه بهدف أن يقضي على خطر قضاعة في مهده.

عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: بعث إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني أن آخذ علي ثيابي وسلاحي، ثم آتيه. قال: ففعلت، ثم أتيته وهو يتوضأ، فصعد فيَّ البصر ثم طأطأ، ثم قال: «يا عمرو إني أريد أن أبعثك على جيش فيغنمك الله ويسلمك، وأرغب لك من المال رغبة صالحة»، قال: فقلت: يا رسول الله إني لم أسلم رغبة في المال، ولكني أسلم رغبة في الإسلام، وأن أكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا عمرو نعم المال الصالح للرجل الصالح» (رواه أحمد).



وأمر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص بأن يستعين بمن مر به من بلاد بَلِي وعُذْرَةَ وبَلْقَيْنِ، فانطلق عمرو رضي الله عنه في ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار، وأمر بالسير بالليل والراحة بالنهار، فلما اقترب من مكان تجمع الأعداء بلغه أن لهم جموعاً كثيرة، فبعث رافع بن مَكِيثٍ الجُهَنِي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمده فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في مائتين، فيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وعقد له لواء، وأمره أن يلحق بعمرو، وأن يكونا جميعاً ولا يختلفا.


واصل عمرو بن العاص رضي الله عنه السير؛ حتى وطئ بلاد قُضَاعَة، وتوغل في ديارهم، ولقي جمعاً منهم، فحمل عليهم المسلمون وقاتلوهم فهربوا في البلاد متفرقين مذعورين منهزمين، فبعث عمرو رضي الله عنه عوف بن مالك الأشجعي بريداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره برجوعهم وسلامتهم، وما كان في غزاتهم،
وسُميت هذه السرية بذات السلاسل لأن المسلمين نزلوا على ماء يقال له: السلسل.


ومع ما حققته هذه المعركة من أهداف على الصعيد الميداني؛ فقد أسهمت كذلك في إبراز عمرو بن العاص رضي الله عنه كشخصيّة عسكرية فذّة، وقيادة حكيمة، كان لها دورها في الفتوحات الإسلامية بعد ذلك.


ومن ملامح شخصيته رضي الله عنه:


إخلاصه لله عز وجل، وقوة إيمانه ويقينه، وحبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يظهر ذلك في قوله رضي الله عنه: "ما أسلمت من أجل المال، ولكني أسلمت رغبة في الإسلام، وأن أكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم".


كذلك حكمته وخبرته العسكرية رضي الله عنه وقد ظهر ذلك من خلال بعض المواقف في هذه السرية:


ففي إحدى الليالي حاول بعض الجنود إشعال النيران ليتقوا بها من شدة البرد؛ فنهاهم عمرو رضي الله عنه عن ذلك أشدّ النهي، فشكى الناس إلى أبي بكر رضي الله عنه شدّة عمرو، فذهب إليه وكلّمه؛ لكنَّ عمرو رضي الله عنه أصرّ على رأيه ومنعهم معتمداً في ذلك على عمق فكره العسكري، وخوفهً من وقوع مفسدة أعظم من تلك المصلحة وهي أن يمتد ضوء النار فيكشف المسلمين وهم قلة لأعدائهم فيهجموا عليهم.
وكان يسير ليلاً، ويختفي ويستريح نهاراً، وقد حقق بذلك أمرين مهمين: إخفاء تحركاته عن عدوه، وبذلك يضمن سلامة قواته، وحماية الجند من حر الشمس، وفي ذلك حماية وتقوية وعوناً لهم على القتال.


ومن فقهه رضي الله عنه في هذه السرية ما حدث به حين قال: "احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت، ثم صليت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟ فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال، وقلت: إني سمعت الله يقول: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} [النساء: من الآية 29]، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئاً، (رواه أبو داود).


وقد استُنبط العلماء من ذلك: أن التيمم يقوم مقام الغسل بالنسبة للجنب مع وجود الماء إذا خشي أن يؤدي استخدام الماء إلى الضرر، فلقد تيمم عمرو بن العاص رضي الله عنه لما أصبح جنباً مع وجود الماء عنده وصلى، وأقره النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه.


لقد مكنت هذه السرية الناجحة مع صغرها من استعادة هيبة المسلمين في شمال الجزيرة بعد أن تزعزعت في أعقاب سرية مؤتة، كما بسطت هيبة الدولة الإسلامية، وكسرت عصا التمرد التي طالما أشهرتها بعض القبائل العربية الموالية للروم،
وأسهمت كذلك في إسلام الكثير من أهالي بني مرة، وبني ذبيان،، وكذلك فزارة وسيدها عيينة بن حصن، وتبعها بنو سُلَيم، وعلى رأسهم العباس بن مرداس، وبنو أشجع، ومن ثم أصبح المسلمون هم الأقوى في شمال بلاد العرب.

soufianYH
14-04-2014, 08:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

soufianYH
14-04-2014, 08:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

الأستاذ / فولي سيد محمد
20-11-2014, 08:58 PM
جزاك الله خيرا على الموضوع المتميز