مشاهدة النسخة كاملة : الإحْسَان في واحة الشِّعر


abomokhtar
07-01-2014, 06:52 AM
قال أبو الفتح البستي:

زيادةُ المرءِ في دنياه نقصانُ *** وربحُه غيرَ محضِ الخير خسرانُ

أَحْسِنْ إلى النَّاسِ تَسْتَعبِدْ قلوبَهم *** فطالما استعبدَ الإنسانَ إِحسانُ

مَن جادَ بالمالِ مالَ النَّاسُ قاطبةً *** إليه والمالُ للإنسانِ فتَّانُ

أَحْسِنْ إذا كان إمكانٌ ومَقْدِرَةٌ *** فلن يدومَ على الإنسان إِمكانُ

حيَّاك مَن لم تكنْ ترجو تحيَّتَه *** لولا الدَّراهمُ ما حيَّاك إنسانُ

وقال أيضًا:

إن كنتَ تطلبُ رتبةَ الأشرافِ *** فعليك بالإحسانِ والإنصافِ

وإذا اعتدى خِلٌّ عليكَ فخلِّهِ *** والدَّهرَ فهو له مكافٍ كافِ

وقال المتنبي:

وللتَّرْك للإحسانِ خيرٌ لمحسنٍ *** إذا جَعَل الإحْسَانَ غيرَ ربيبِ



وقال أحمد الكيواني:

مَن يغرسِ الإحْسَانَ يجنِ محبَّةً *** دونَ المسيءِ المبعدِ المصرومِ

أقِلِ العثارَ تُـقَلْ ولا تحسدْ ولا *** تحقِدْ فليسَ المرءُ بالمعصومِ

وقال ابن زنجي:

لا تَحْقِرَنَّ مِن الإحسانِ محقرةً *** أحْسِنْ فعاقبةُ الإحسانِ حُسناه

وقال آخر:

واللهِ ما حُلي الإمامُ بحليةٍ *** أبهى مِن الإحْسَانِ والإنصافِ

فلسوفَ يلقَى في القيامةِ فِعْلَه *** ما كان مِن كدرٍ أتاه وصافي

وقال أبو العتاهية:

لا تمشِ في النَّاس إلَّا رحمةً لهمُ *** ولا تعاملْهم إلَّا بإنصافِ

واقطعْ قوَى كلِّ حقدٍ أنت مُضْمِرُه *** إن زلَّ ذو زلَّةٍ أو إن هفا هافِ

وارغبْ بنفسك عمَّا لا صلاحَ له *** وأوسِعِ النَّاسَ مِن بِرٍّ وإلطافِ

وإن يكنْ أحدٌ أولاك صالحةً *** فكافِهِ فوقَ ما أولى بأضعافِ

ولا تكشِّفْ مُسيئًا عن إساءتِه *** وصِل حبالَ أخيك القاطعِ الجافي