abomokhtar
19-01-2014, 07:25 AM
أحاديث الشواهد والمتابعات
تعريف الشاهد:
هو الحديث الذي يشارك فيه رواته رواة الحديث الفرد لفظاً ومعنى، أو معنى فقط مع الاختلاف في الصحابي.
ولتوضيح التعريف نقول: إذا ورد الحديث عن صحابي، ثم ورد نفس هذا الحديث عن صحابي آخر، كان هذا شاهداً للحديث الأول، فمثلاً إذا جاء حديث عن عائشة - رضى الله عنها - ثم ورد نفس الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - فإننا نطلق على حديث أبي هريرة- رضي الله عنه - شاهدا لحديث عائشة - رضى الله عنها -، وحديث عائشة - رضى الله عنها - شاهدا لحديث أبي هريرة- رضي الله عنه -.
والشواهد على نوعين:
أن يشارك الحديث الثاني الحديث الأول في اللفظ والمعنى، أو يشاركه بالمعنى دون اللفظ.
مثال: عن سعيد بن زيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ" رواه الترمذي.
هذا الحديث ضعيف؛ لأن فيه (أبو ثِفَال المُري) و(رباح بن عبدالرحمن بن أبي سفيان).
لكن ذهب بعض أهل العلم كابن حجر والسيوطي والشوكاني والألباني - رحمهم الله - وغيرهم إلى تحسين الحديث؛ لأن له شواهد منها:
1- عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ" رواه الترمذي، وهو ضعيف؛ لأن في إسناده (رُبيْح بن عبدالرحمن).
2- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ" رواه أحمد، وهو ضعيف؛ لأن في إسناده (يعقوب بن سَلم).
3- وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ" رواه ابن ماجه، وهو ضعيف؛ لأن في إسناده (عبدالمهيمن بن عباس).
هذا مثال على الشاهد لفظًا ومعنى، وقد يكون الشاهد معنى فقط، ومثاله:
• حديث "إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوْضًا وَإِنَّهُمْ يَتَبَاهَوْنَ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ وَارِدَةً وَإِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ وَارِدَةً".
أخرجه الترمذي من حديث سمرة بن جندب، وله شاهد بمعناه من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إِنَّ لِي حَوْضًا مَا بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَبَيْتِ الْمَقْدِسِ أَبْيَضَ مِثْلَ اللَّبَنِ آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ، وَكُلّ نَبِيّ يَدْعُو أُمَّته وَلِكُلِّ نَبِيّ حَوْضٌ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِيه الْفِئَام وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِيه الْعُصْبَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِيه الْوَاحِدُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِيه الِاثْنَانِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَأْتِيه أَحَدٌ، فَيقَال: قَدْ بَلَّغت، وَإِنِّي لَأَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءِ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
فهذا الشاهد ورد بمعنى الحديث الأول، لا بلفظه.
تعريف المتابعة:
هو الحديث الذي يشارك فيه رواته رواة الحديث الفرد لفظاً ومعنى، أو معنى فقط مع الاتحاد في الصحابي.
فالمتابعة تختلف عن الشاهد في كون المتابعة الصحابي واحد، أما الشاهد فالصحابي يختلف.
مثال المتابعة: ما رواه الترمذي من طريق شَريك عن المقداد بن شُريح عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "مَنْ حَدَّثَكُم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالَ قَائِمًا فَلَا تُصَدِّقُوهُ مَا كَانَ يَبُولُ إلا قَاعِدًا".
هذا الحديث في إسناده (شَريك) وهو ضعيف.
لكن هناك من تابع شريكاً، وهو سفيان الثوري، فقد جاء الحديث من طريق سفيان الثوري عن المقداد بن شُريح عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها -:........ الحديث.
فالحديث يكون حسناً بهذه المتابعة.
وهذه المتابعة تسمى: متابعة تامة؛ لأنها حصلت للراوي نفسه وهو: (شريك) في المثال السابق، أما إذا حصلت المتابعة لشيخ الراوي، أو شيخ شيخه، أومن فوقه، فتسمى: متابعة قاصرة.
فإن قيل كيف نعرف الشواهد والمتابعات أو كيف نحصل عليها؟
فالجواب:
بتتبع طرق الحديث في الكتب الحديثية المسندة، يُعلم لهذا الحديث طرق، ومتابعات، وشواهد أو لا، وهذا يسمى: الاعتبار.
فالاعتبار:
هو تتبع طرق الحديث في الكتب الحديثية المسندة، ليُعلم هل لهذا الحديث طرق،و شواهد،ومتابعات، أو لا؟[1].
وفائدة الاعتبار:
هو الوقوف على الطرق التي تصلح لتقوية الأحاديث الضعيفة، وما لا يصلح للتقوية لذا أحياناً يقول أهل الحديث: هذا صالح للاعتبار، وهذا غير صالح للاعتبار، وكذلك بالاعتبار يُعلم هل هذا الحديث من قبيل المتواتر الذي رواه الجماعة، أو من قبيل الآحاد، وهل له طريق واحد فيكون غريباً، أو له أكثر من طريق فيكون من قبيل العزيز،أو المشهور؟
فائدة:
إذا قيل الحديث المُسند، فالمقصود به على الصحيح: ما اتصل سنده من أوله إلى منتهاه مرفوعاً إلى النبي- صلى الله عليه وسلم -، وهذا التعريف هو الذي اختاره الحاكم، وجزم به ابن حجر، وهناك تعريفات أخرى هذا أصحها[2].
الإسناد العالي:
هو الذي قَّل عدد رجاله بالنسبة إلى سند آخر في نفس الحديث لكنه أكثر منه رجالاً.
ولقد أفرد العلماء بالتصنيف أجزاء أطلقوا عليها اسم: (الثلاثيات) ويقصدون بها: الأحاديث التي فيها بين المصنف ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أشخاص فقط، وهذا من اهتمامهم بالأسانيد العوالي مثل: (ثلاثيات البخاري) لابن حجر، و(ثلاثيات أحمد بن حنبل) للسفاريني.
والإسناد النازل:
هو عكس العالي، وهو الذي كَثُرَ عدد رجاله بالنسبة إلى سند آخر في نفس الحديث، لكنه أقل منه رجالاً.
[1] انظر: نخبة الفكر لابن حجر ص (79).
[2] انظر: نخبة الفكر لابن حجر ص (59).
تعريف الشاهد:
هو الحديث الذي يشارك فيه رواته رواة الحديث الفرد لفظاً ومعنى، أو معنى فقط مع الاختلاف في الصحابي.
ولتوضيح التعريف نقول: إذا ورد الحديث عن صحابي، ثم ورد نفس هذا الحديث عن صحابي آخر، كان هذا شاهداً للحديث الأول، فمثلاً إذا جاء حديث عن عائشة - رضى الله عنها - ثم ورد نفس الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - فإننا نطلق على حديث أبي هريرة- رضي الله عنه - شاهدا لحديث عائشة - رضى الله عنها -، وحديث عائشة - رضى الله عنها - شاهدا لحديث أبي هريرة- رضي الله عنه -.
والشواهد على نوعين:
أن يشارك الحديث الثاني الحديث الأول في اللفظ والمعنى، أو يشاركه بالمعنى دون اللفظ.
مثال: عن سعيد بن زيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ" رواه الترمذي.
هذا الحديث ضعيف؛ لأن فيه (أبو ثِفَال المُري) و(رباح بن عبدالرحمن بن أبي سفيان).
لكن ذهب بعض أهل العلم كابن حجر والسيوطي والشوكاني والألباني - رحمهم الله - وغيرهم إلى تحسين الحديث؛ لأن له شواهد منها:
1- عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ" رواه الترمذي، وهو ضعيف؛ لأن في إسناده (رُبيْح بن عبدالرحمن).
2- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ" رواه أحمد، وهو ضعيف؛ لأن في إسناده (يعقوب بن سَلم).
3- وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ" رواه ابن ماجه، وهو ضعيف؛ لأن في إسناده (عبدالمهيمن بن عباس).
هذا مثال على الشاهد لفظًا ومعنى، وقد يكون الشاهد معنى فقط، ومثاله:
• حديث "إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوْضًا وَإِنَّهُمْ يَتَبَاهَوْنَ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ وَارِدَةً وَإِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ وَارِدَةً".
أخرجه الترمذي من حديث سمرة بن جندب، وله شاهد بمعناه من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إِنَّ لِي حَوْضًا مَا بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَبَيْتِ الْمَقْدِسِ أَبْيَضَ مِثْلَ اللَّبَنِ آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ، وَكُلّ نَبِيّ يَدْعُو أُمَّته وَلِكُلِّ نَبِيّ حَوْضٌ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِيه الْفِئَام وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِيه الْعُصْبَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِيه الْوَاحِدُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِيه الِاثْنَانِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَأْتِيه أَحَدٌ، فَيقَال: قَدْ بَلَّغت، وَإِنِّي لَأَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءِ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
فهذا الشاهد ورد بمعنى الحديث الأول، لا بلفظه.
تعريف المتابعة:
هو الحديث الذي يشارك فيه رواته رواة الحديث الفرد لفظاً ومعنى، أو معنى فقط مع الاتحاد في الصحابي.
فالمتابعة تختلف عن الشاهد في كون المتابعة الصحابي واحد، أما الشاهد فالصحابي يختلف.
مثال المتابعة: ما رواه الترمذي من طريق شَريك عن المقداد بن شُريح عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "مَنْ حَدَّثَكُم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالَ قَائِمًا فَلَا تُصَدِّقُوهُ مَا كَانَ يَبُولُ إلا قَاعِدًا".
هذا الحديث في إسناده (شَريك) وهو ضعيف.
لكن هناك من تابع شريكاً، وهو سفيان الثوري، فقد جاء الحديث من طريق سفيان الثوري عن المقداد بن شُريح عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها -:........ الحديث.
فالحديث يكون حسناً بهذه المتابعة.
وهذه المتابعة تسمى: متابعة تامة؛ لأنها حصلت للراوي نفسه وهو: (شريك) في المثال السابق، أما إذا حصلت المتابعة لشيخ الراوي، أو شيخ شيخه، أومن فوقه، فتسمى: متابعة قاصرة.
فإن قيل كيف نعرف الشواهد والمتابعات أو كيف نحصل عليها؟
فالجواب:
بتتبع طرق الحديث في الكتب الحديثية المسندة، يُعلم لهذا الحديث طرق، ومتابعات، وشواهد أو لا، وهذا يسمى: الاعتبار.
فالاعتبار:
هو تتبع طرق الحديث في الكتب الحديثية المسندة، ليُعلم هل لهذا الحديث طرق،و شواهد،ومتابعات، أو لا؟[1].
وفائدة الاعتبار:
هو الوقوف على الطرق التي تصلح لتقوية الأحاديث الضعيفة، وما لا يصلح للتقوية لذا أحياناً يقول أهل الحديث: هذا صالح للاعتبار، وهذا غير صالح للاعتبار، وكذلك بالاعتبار يُعلم هل هذا الحديث من قبيل المتواتر الذي رواه الجماعة، أو من قبيل الآحاد، وهل له طريق واحد فيكون غريباً، أو له أكثر من طريق فيكون من قبيل العزيز،أو المشهور؟
فائدة:
إذا قيل الحديث المُسند، فالمقصود به على الصحيح: ما اتصل سنده من أوله إلى منتهاه مرفوعاً إلى النبي- صلى الله عليه وسلم -، وهذا التعريف هو الذي اختاره الحاكم، وجزم به ابن حجر، وهناك تعريفات أخرى هذا أصحها[2].
الإسناد العالي:
هو الذي قَّل عدد رجاله بالنسبة إلى سند آخر في نفس الحديث لكنه أكثر منه رجالاً.
ولقد أفرد العلماء بالتصنيف أجزاء أطلقوا عليها اسم: (الثلاثيات) ويقصدون بها: الأحاديث التي فيها بين المصنف ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أشخاص فقط، وهذا من اهتمامهم بالأسانيد العوالي مثل: (ثلاثيات البخاري) لابن حجر، و(ثلاثيات أحمد بن حنبل) للسفاريني.
والإسناد النازل:
هو عكس العالي، وهو الذي كَثُرَ عدد رجاله بالنسبة إلى سند آخر في نفس الحديث، لكنه أقل منه رجالاً.
[1] انظر: نخبة الفكر لابن حجر ص (79).
[2] انظر: نخبة الفكر لابن حجر ص (59).