مشاهدة النسخة كاملة : صديقتي وقعت في العشق


abomokhtar
27-01-2014, 11:52 PM
السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


أنا فتاة في الرابعة عشرة من عمري، ملتزمةٌ ومتفوقة والحمد لله، لديَّ صديقة في مأزقٍ كبيرٍ، صديقتي غرقتْ في بئر العشق، وتحتاج لمساعدةٍ طارئةٍ.


طلبتْ مني أن أفتحَ لها حسابًا على (الفيس بوك)، ففعلتُ، لكنني أظُنُّ أنني ارتكبتُ خطأً فادِحًا؛ إذ خفتُ أن تستخدمَه لغير السبب الذي فتحتُه لها من أجْلِه، وأنال أنا إثمًا.


أخبَرَتْني يومًا أنها تعرَّفَتْ إلى شابٍّ في نفس عمرنا، وأنه يُلاحقها بنظراته، ويكون موجودًا في الأماكنِ التي تكون فيها، بعد أيامٍ أخْبَرَتْني أنها وقعتْ في حبِّه، فتحدثتُ معها في الموضوع، ونصحتُها بأن تبتعدَ عنه.


لم أجدْ أن كلامي أثَّر فيها، فطبعتُ لها استشارة: "شاب يُلاحقني بنظراته حتى وقعتُ في حبه"، مِن موقع استشارات شبكة الألوكة، وعندما قرأتْها قالتْ لي: إن حالتها تُشبه تمامًا حالة صاحبة الاستشارة، وأنها ستنفذ ما فيها من نصائح، وبدأتْ تشعُر بتحسُّن.


مرَّتْ أيام.. وكلما سألتُها عن الموضوع، أجابتْني بأنها بخيرٍ، وأنها بدأتْ تتجاهله، لكنني أُلاحظ منها عكس ذلك تمامًا، كذلك رأيتُها تُصاحب فتاةً خُلُقُها سيئٌ، تجرُّها للدخول في علاقة مع هذا الشاب، وبالفعل وجدتُ أن تصرُّفاتها تغيرتْ، وكلامها تغيَّر، تتحدث برومانسية زائدة، وأخْبَرَتْني بأنها تركت الصلاة، فحذَّرْتُها وفعلتُ ما في وسعي لإنقاذها.


بعد مدة سألتها عنه، فأخبرتني بأنه شابٌّ غير جيد، وأنه يقوم بعلاقات ***ية مع الفتيات، ولا تُريده، ثم اكتشفتُ أنها تُراقبه، وأرسلتْ له فتاةً لتخبره بأنها تحبه وتُريده!


أنا أحب صديقتي، ولا أريدها أن تغرق، لم تُؤَثِّرْ فيها كل نصائحي، فماذا أفعل؟ هل أتركها؟


وجزاكم الله خيرًا.



الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم.


ابنتي العزيزة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أُرَحِّب بك – حبيبتي - في قسم استشارات شبكة الألوكة، وبعدُ:


فكم أنا سعيدة بك عزيزتي، وأُكِنُّ لك كل التقدير والاحترام؛ لالتزامك ولخوفك على صديقتك، وجزعك مِن ممشاها غير المقبول، ولسعيك الحثيث لإنقاذها مما هي فيه ومُقبلة عليه.

عزيزتي، ما وقعتْ فيه صديقتُك - وللأسف الشديد - يقع فيه كثيرٌ مِن المراهقات، والسبب قد يعود لسوء التربية، أو لصويحبات السوء، أو لترك الفتاة ومعها الإنترنت والجوال دون رقيبٍ أو مُوَجِّهٍ، وهنا أُوَجِّه صرخةً لأولياء الأمور، وأناشدهم: أن يتقوا الله في فلذات أكبادهم، خاصة في سِنِّ تحولهم من الطفولة إلى الشباب، وأخبرهم بأن أبناءهم في هذه السن الحرجة أشد حاجة لرعايتهم منهم وهم أطفال صغار، فإياكم وترْكهم لأنفسهم، صاحِبوهم، وكونوا لهم الناصح والصديق.

عزيزتي، لا تترُكي صديقتك، ولا تتواني في نُصْحِها، وذَكِّريها بعواقب ما تفعله في الدنيا قبل الآخرة، ذكِّريها بقصص فتيات ضِعْنَ بسبب نزوات عابرةٍ، وأخبريها بعقاب الله لمن تعصي الله بالتحدث ومُصاحبة الشباب ومجاراتهم فيما لا يرضاه الله تعالى، وإن لم تستجبْ لك، وإن أعيتك الحيلُ لهدايتها، فعليك حبيبتي بإخبار مربية الفصل وترْك الأمر لها. وإذا لم تجدي مِن المرَبِّية تفاعُلًا مع القضية، فما عليك إلا إخبار أهلها؛ ليكونوا على عِلْمٍ بما تفعله، ويتصرفوا على أساسِه، مع الطلب منهم ألا يذكروا اسمك أمامها، لتبقى صداقتكما، وتبقَي محط ثقتها ومخزن أسرارها.

أخيرًا عليك حبيبتي بتكثيف الدعاء لها، فالدعاءُ للأخ بظهر الغيب مستجابٌ.

بارك الله فيك، وحفظك، وحماك، وأنقذ صاحبتك وحفظها، والله الموفق

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته