مشاهدة النسخة كاملة : المشير الذي سيصبح رئيسا.. من هو رئيس مصر القادم؟


الاستاذ رياضيات
29-01-2014, 12:22 PM
http://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=29012014&id=e53070b3-d38e-4565-bc12-b7253ee13fae

المشير الذي سيصبح رئيسا.. من هو رئيس مصر القادم؟

نشر فى : الأربعاء 29 يناير 2014 - 10:05 ص | آخر تحديث : الأربعاء 29 يناير 2014 - 10:30 ص

http://www.shorouknews.com/uploadedimages/Sections/Egypt/Eg-Politics/original/sisi-182332.jpgالفريق أول عبدالفتاح السيسي ــ القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي
دينا عزت


هو عسكري حتي النخاع، شديد الانضباط، ودود في حدود، يحتاج لأن يعرفك لفترة طويلة ويختبر أسباب ولائك أو محبتك أو خشيتك أو حتى طموحك ليثق بك... يحب الاستماع ولا يكره الحديث... يتحدث إليك ببطء شديد حتى تظن أنه محدود الذكاء أو أنه يتعامل معك على أنك محدود الذكاء، ولكن في حقيقة الأمر يقيس رد فعل كلماته من خلال تعبيرات وجهك وحركات جسمك التي درس تمامًا كيف يمكن ان يفك شفرتها، لأنه وقبل أن يصير وزيرًا للدفاع وبعد أن عمل سنوات في مواقع عسكرية عامة، كان رئيسًا للمخابرات الحربية.
عبد الفتاح السيسي، رئيس مصر القادم، الذي تحرك في خلال أقل من عامين ليرقى من لواء إلى فريق مع اختيار الرئيس المعزول محمد مرسي له وزيرًا للدفاع في أغسطس 2012 ثم يصبح فريقًا أولا بعدها بشهور مع سعي مرسي لاحتواء غضبة من الجيش جاءت بسبب ما نسب إلى قيادات من جماعة الإخوان المسلمين من تهكم على القوات المسلحة، ثم حصل قبل يومين علي الترقية الأرفع عسكريًا برتبة مشير التي منحها إياه الرئيس المؤقت عدلي منصور الذي اتفق معه السيسي ليتولى مهام رئاسة البلاد في الفترة الانتقالية ما بين عزل مرسي في 3 يوليو، في أعقاب التظاهرات الحاشدة ضده طول البلاد وعرضها التي نادت "انزل يا سيسي مرسي مش رئيسي" ، ذلك ريثما يستعد السيسي نفسه ليكون الرئيس القادم وذلك أيضًا بعد أن هتفت قطاعات ليست بالقليلة من الجماهير "السيسي رئيسي".
الرجل الذي استطاع أن يحقق هذه الطفرة السريعة في الترقي العسكري ، حقق طفرة أكبر منها في الترقي الشعبي، حيث كان منتصف عام 2011، بعد أشهر قليلة من ثورية يناير، هي أول مرة طرح فيها اسم السيسي في الإعلام، وذلك بعدما تصدى للجدل الواسع حول ما عرف إعلامًيا في حينه بقصة "كشوف العذرية" اتصالا بإجبار الشرطة العسكرية في حينه مجموعة من الناشطات تم توقيفهن أثناء فض اعتصام في ميدان التحرير للخضوع لكشوف أجراها أطباء في السجن العسكري علي الفتيات في ممرات مفتوحة، للتأكد من عذريتهن ودافع في حينه السيسي عن هذا الإجراء بأنه إجراء روتيني يقصد به ضمان عدم ادعاء أيا من الفتيات بتعرضها لأذى بدني أثناء فترة الاحتجاز.
وقد أثار هذا الموقف حفيظة كثيرين وسعت مجموعات حقوقية للمطالبة باعتذار رسمي، غير أن الأمر اقتصر على التوضيح بأن هذا الإجراء هو روتيني، وأن الشرح الذي قدم لم يكن الهدف من ورائه التلميح بما يسئ للفتيات ولكن التعريف بإجراءات الاحتجاز.
ورغم أن ملف هذه القضية مازال مطروحًا للتداول من قبل اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان، إلا أنها لم تلق بأي ظلال على الصورة الشعبية التي ترتسم في مخيلة الكثير من المصريين حول السيسي ذلك الرجل الذي تنظر له الملايين فعلا وبعيدا عن أي من ماكينة الدعاية الرسمية على أنه الرجل الذي خلص مصر من حكم الإخوان المسلمين الملام في نظر الكثيرين، بما في ذلك قطاع واسع انتخب محمد مرسي في صيف 2012 لتفادي وصول أحمد شفيق، العسكري السابق ، للرئاسة خلفا لمبارك في بحث عن تجربة سياق سياسي جديد.
يقول وهبة سائق التاكسي في القاهرة، الذي يضع صورة السيسي داخل سيارته ، إنه ينتظر اليوم الذي سيكون فيه السيسي رئيسًا لمصر لأنه "واثق أن هذا سيكون اليوم الذي ستتحسن فيه الأحوال وتستقر فيه الأوضاع وتعود المياه إلى مجاريها وترجع السياحة التي تكاد تكون توقفت تماما منذ حكم مرسي فيما تسبب لنا في خراب اقتصادي لا يمكن لنا أن نتحمله أكثر من ذلك".
وهبة الأربعيني والذي لجأ للعمل كسائق تاكسي علي سيارة وضع فيها كل مدخراته، حسبما يقول كان قد اختار حمدين صباحي المرشح الناصري في انتخابات 2012 ثم انتخب مرسي في الجولة الثانية. "قلت إن الإخوان دول ناس بتوع ربنا وهيحسنوا أحوال البلد، لكن الدنيا عكت خالص، والحمد الله السيسي تدخل في الوقت المناسب".
تدخل السيسي لعزل مرسي جاء بعد أشهر من تكهنات حول تحرك القوات المسلحة لإنهاء حكم مرسي ، بدأت في خريف 2012 في أعقاب إصدار مرسي لإعلان دستوري في الثاني والعشرين من نوفمبر منح نفسه من خلاله سلطات واسعة تتجاوز الصلاحيات الممنوحة لأي رئيس بمقتضي أي دستور، وفي خلال تلك الشهور الفاصلة ما بين بدأ التظاهر الواسع ضد مرسي في ديسمبر 2012 وحتي عزله في يوليو 2013، تراوحت تصريحات السيسي بين التأكيد على أن الجيش سيكون دومًا طوع أمر الوطن، فيما رأى دوما أنه التلميح بالتحرك لعزل مرسي كما كان التحرك لخلع سابقه حسني مبارك في أعقاب تظاهرات يناير 2011، وبين التأكيد علي عدم تدخل الجيش في السياسة.
وتؤكد مصادر عسكرية حديثة التقاعد ما ذهب إليه السيسي في تصريحات إعلامية تالية على عزل مرسي من أن الرجل كان بالفعل قد سعى لإقناع مرسي بأحداث تغيير في المواقف السياسية التي استفزت الرأي العام ضده والتحرك نحو إجراء حوار يقدم فيه قدر من التنازلات. لكن ما تختلف حوله المصادر وتطرحه بدرجات متفاوتة من اليقين هي درجة الجدية التي كان السيسي يؤكد بها لمرسي أنه لن يتدخل في الشأن السياسي حتى مع قرب حلول 30 يونيو ، الموعد المرتقب للتظاهر الحاشد ضده.
ويقول أحدهم ، وهو الذي تزامل مع السيسي لفترة قصيرة سابقة ، "في حاجة في السيسي ، إنه بيتكلم بنبرة هادية وواقعية دايمًا، نبرة صوته لا تتغير فهو نادر الانفعال ولا يفقد أعصابه ولا يكثر من استخدام يديه مثلا للتهديد أو ما غير ذلك، وهو ما لا يجعل محديثه يعرفون الحدود التي سيذهب إليها فيبقون في إطار تقديراتهم التي قد تصح وقد تخطأ".
هذه النبرة هي ذاتها التي تحدث بها السيسي مرارًا خلال اجتماعات عقدت في مجلس الوزراء الذي شارك فيه بوصفه النائب الأول لرئيس الوزراء المسؤول عن الأمن تحت رئاسة حازم الببلاوي أثناء النقاش الصيف الماضي حول سبل التعامل مع اعتصامين للإخوان المسلمين ومناصريهما في ميداني نهضة مصر بالجيزة ورابعة العدوية بالقاهرة.
ويقول أحد أعضاء مجلس الوزراء، "لم يكن السيسي يعلق كثيرًا عندما كان النقاش يدور ، وكان يؤكد خلال الحديث علي ثوابت الحفاظ على الأمن وحماية المصريين، ولكنه كان أيضًا يؤكد على الرغبة في تفادي استعداء الإخوان المسلمين، وفي النهاية لم يكن يضع نفسه في موقع من يطرح التصور بل كان يلقي بخيوط ومحاور تتوالي الواحدة بعد الأخرى ليطرح غيره الفكرة ثم ليقترح هو التصويت عليها".
وبينما يقول من يعرفون السيسي ، سرًا وعلانية، إن الرجل لم يرتاح لإدارة الأمر أثناء فض اعتصامي النهضة ورابعة، فيما أوقع ما تقدر المنظمات الحقوقية بمئات من ال***ى الغالية العظمى منهم كانوا من العزل، يقول مصدر شرطي تحدث للشروق، إن وزير الداخلية محمد إبراهيم ، والذي تزامل مع السيسي أيضًا تحت رئاسة مرسي كما بعدها، كان يحيط "الفريق السيسي بكل التفاصيل بمجرد وصولها إليه".
ويقول المصدر الشرطي ذاته، إن السيسي "رجل شديد الذكاء وبحسب ما فهمت لم يكن يعلق كثيرا وكانت تعليقاته للوزير (محمد إبراهيم) تترك الرجل أحيانًا في حيرة مما يعني الفريق السيسي علي وجه التحديد، ولكن بالتأكيد فإن كان داعمًا للوزير ولجهاز الشرطة، وأعرب مرات كثيرة عن هذا ا لدعم بصورة علنية، وذلك رغم كل الانتقادات التي وجهها النشطاء والحقوقيين للفض وكل الضجة الدولية حول ، الحقيقة الرجل لم يتنصل من المشاركة في اتخاذ القرار".
ويعد ملف فض النهضة ورابعة هو الملف الثاني من الناحية القضائية فيما يتعلق بعمل السيسي حيث تتحرك جماعة الإخوان المسلمين بدعم عدد من العواصم الإقليمية ماليًا وقانونيًا، لمطالبة المحكمة الجنائية الدولية بملاحقة السيسي بوصفه المسؤول الأول عن قرار فضي الاعتصامين وما تلاه من خسائر في الأرواح.
ويقول مصدر رسمي إن السيسي بالتأكيد منزعج من هذا الأمر، ولكنه كعادته "لا يهتز إطلاقًا ويعرف كيف يتعامل مع الأمور من خلال الاستماع لوجهات النظر المتخصصة، ولقد جاءته الكثير من التأكيدات بأنه لا يمكن ملاحقته قضائيًا اتصالا بهذا الأمر لأسباب قانونية وفنية عديدة". ويضيف "في كل الأحوال سيكون السيسي قادرًا على المواجهة الهادئة لأي مشكلة قد تثار لأن هذه هي طبيعته".
رجل المواجهة الهادئة والحديث الودود للشعب المصري والذي ردد علي أسماع المصريين المتلهفين لتوليه الرئاسة في ذكرى عبور أكتوبر الأربعين قبل شهور قليلة، إنهم "نور عينن" القوات المسلحة التي تفضل أن يموت آخر جندي بها على أن يتعرض أي مصر أذى، كان دومًا أيضًا رجلا منطويًا اجتماعيًا، لا يعرف بكثرة الصداقات ولا الإفراط في الاختلاط الاجتماعي، وهو الأمر الذي يرجعه البعض لتربيته المحافظة وللأسلوب المحافظ والمتدين الذي تتسم به أسرته وخاصة زوجته التي يقول بعض من جاور أسرة السيسي في السكن أنهم لم يرونها سوي مرات محدودة وإنها شديدة التحفظ قليلة الكلام خفيضة الصوت ومرتدية لحجاب إسلامي شديد الالتزام.
ويقول أحد شباب القوات المسلحة الذي يعرف السيسي كونه والد صديقه، وهو أيضًا ضابط ، إن الرئيس القادم لمصر رجل شديد التدين، حرص دومًا على تحفيظ أبنائه القرآن كما يحفظه هو، ويحرص على الصلاة في خشوع ويحرص علي ان يجعل من صلاته قدوة لأسرته وكل من يعرفه، ويحرص علي النوافل من صيام وصلاة وقيام الليل، ولكنه "غير الإخوان خالص لأنه عارف أن التدين ده شىء بين الإنسان وبين ربه وليس بالشيء الذي تفرضه على الآخرين".
الرجل الحذر والمتدين، صاحب القدرة على المواجهة، رسم مصريون صورًا له مجاورة لصور الأسد في التأكيد على شجاعته وهو، بحسب ما يقول البعض "وضع روحه على يده يوم قرر عزل مرسي لأن الأمر لو كان قد كشف قبلها بأيام ل*** الرجل"، وهو التقدير الذي لا يتفق معه بالضرورة الكثيرين في الأوساط العسكرية والرسمية حيث كان الولاء لمرسي بالكاد موجود بما يعني استحالة أن يتمكن الرئيس المعزول من النيل من قائد الجيش الذي تمتع فور وصوله لمنصبه وزيرًا للدفاع بشعبية كبيرة بالنظر إلي صغر سنه كثيرًا عن سابقه المشير حسين طنطاوي وحرصه على التواصل مع أعضاء القوات المسلحة بصورة مباشرة، والعمل على تطوير آليات التدريب والعمل.
وإلى جانب كل ما سبق فإن هناك صفة لا ينكرها أيًا من يعرف السيسي وهي الطموح والثقة بالنفس – كثيرون يبدأون بالحديث عن الثقة قبل الإشارة للطموح. ويقر أحد الضباط من الكوادر المتوسطة أنه يوم تولي السيسي منصب وزير الدفاع كان هناك في القوات المسلحة ، وعلى الرغم من أن طنطاوي لم تكن له شعبية كبيرة، من يرى ضرورة رفض القرار بإزاحة مدني، أيا كان حتى لو كان رئيس الجمهورية، لقائد الجيش، إلا أن السيسي تدخل للتهدئة بناء على إشارات من طنطاوي الذي "طالما قال لنا دومًا إن من سيخلفه على رأس الجيش هو السيسي". ويضيف أن اختيار السيسي "ربما قام به مرسي لأسباب تتعلق بأن السيسي فعلا متدين، ولكنه في كل الأحوال كان اختيارًا مريحًا جدًا بالنسبة لنا وطمأننا على أن القيادة لن تسمح بالمساس بالقوات المسلحة ولا بالبلد تحت أي ظرف، لأنه رجل واثق من نفسه، وبصراحة توقعت أنه سيأتي وقتًا ما، وإن لم يكن بهذه السرعة ليكون هو الرجل الذي يترأس البلاد وينقذها مما نالها من تراجع تحت حكم الإخوان من حيث الهيبة والمكانة الخارجية".
السيسي، الرئيس القادم لحكم مصر في خلال أشهر قليلة، مع ربيع العام الجاري، هو الرجل الذي عزل الرئيس السابق له وهو الرجل أيضًا الذي يحظى بتأييد معلن لا مواربة فيه من قبل 2 من المرشحين السابقين، عمرو موسى وأحمد شفيق، وقد يحظى أيضًا بتأييد مرشح ثالث هو حمدين صباحي في حال ما لم يقرر النزول عند رغبة شباب التيار الشعبي أن يخوض مغامرة الترشح أمام قائد الجيش الذي يعد فوزه بأغلبية أكثر من مريحة أمرا مسحومًا.
وبوصول السيسي للقصر الرئيسي سيكون ثاني رئيس "منتخب" وثالث رئيس فعلي، بعد مرسي الذي تلاه رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور رئيسا مؤقتا.
وستأتي رئاسة السيسي لتستعيد وبوضوح تولي القوات المسلحة الحكم في مصر وهو الأمر القائم منذ ثورة يوليو 1952، والذي تعرقل قليلا بعد ثورة يناير وفتحت الآفاق نحوه بعد تظاهرات 30 يونيو التي لعب الجيش فيها دورا فاعلا بصورة أكبر بكثير، مما كان عليه الحال مع ثورة يناير حيث انتظر الجيش قرابة الأسابيع الثلاثة قبل أن يطلب من مبارك ، العسكري السابق ورئيس القوات الجوية ونائب رئيس الجمهورية، أن يتنحى.
ويمكن للسيسي بحسب الدستور الذي تم إقراره في وقت سابق الشهر الجاري أن يترشح لمدتين متتاليتين كل منهما أربع سنوات ، وهو الأمر الذي يري كثيرون أنه متاح بالنظر، لأنه بعد في بداية الستينات من عمره – بينما مبارك أزيح عن الحكم وهو في الثمانينات – ولأسباب تتعلق بشعبيته وطموحه وأيضًا قدرته على العمل من خلال قيادة فريق يمكن أن يسهم في تحقيق اختراقات في كثير من المشكلات اليومية، التي يعاني منها المصريون – بعيدًا عن الوعود الثورية بالتأكيد