مشاهدة النسخة كاملة : الاخوان والسيسى واشياء اخرى ...


د.عبدالله محمود
29-01-2014, 10:34 PM
هوامش فى الذكرى الثالثة للثورة ..
الاخوان والسيسى واشياء اخرى ...


فى هذه الايام التى وصل فيها قلب الحقائق الى اقصى مداه .. والتى انقلب فيه الحق باطلا .. واختلطت القيم والثوابت فى رؤوس الناس .. ولكى ابرىء ذمتى .. ارتأيت ان اقدم هذه الشهادة لله ثم للتاريخ ومن يهمه الامر

كنت رقما متواضعا جدا من الارقام التى ساهمت فى زحزحة عهد مبارك والذى جثم فوق نفوسنا اكثر من ثلاثة عقود .. وتكلمت وحاربت بما املكه - برنامج محطة مصر - رافعا صوتى بكل ما اظن انه الحق .. فقاومنا التوريث و اسهبنا فى توضيح كل ما وصل اليه الوطن من عفن وانحدار وامتهان لكرامة الانسان .. وتبنينا قضية خالد سعيد من يومها الاول ولم نتراجع عنها يوما.. لأنه وفر فى يقيننا انها تعتبر مثالا صارخا لوصول العلاقة بين الشرطة والشعب الى وضع لا يمكن السكوت عليه.. ودفعنا الثمن حينها باغلاق القناة - مودرن مصر - وتقبلناه راضين محتسبين كفريق عامل كامل اتذكره بكل الخير لم يتخلى عنى يوما مؤمنين جميعا .. بأن الفجر لا بد له من ظهور

وجاءت الثوره بأيامها ال 18 الغاليه والنقية والتى ستذكر بحروف من نور عندما يأتى زمن الحصاد وان بعد .. وكنت رقما اشد تواضعا ويتضاءل وجوده فى الميدان بجوار شهدائنا الابرار الذين ضحوا بحياتهم ذاتها او بجانب من فقدوا اعينهم واطرافهم - كاحمد حراره مثلا والذى لم يمنع فقده لعينيه الثنين من ان يشتم الآن - .. ولم يكن هذا حتى كافيا لا ليذكرهم الناس بالخير .. بل ليكفوا فقط عن سبابهم .. وعدنا الى بيوتنا ونحن نظن خيرا فى مجلس عسكرى سيحمل البلاد الى بر الامان

وعدت مره اخرى بعدها الى الشاشة ببرنامج محطة مصر .. ولم ندخر جهدا من اليوم الاول بأن نعبر بكل وضوح عما ايقنا انه الحق - او هكذا نزعم - فاكملنا مسيرة توضيح ما فعله النظام السابق بالبلاد .. واعلنا شجبنا واستنكارنا وصدمتنا مما جرى فى محمد محمود وماسبيرو وغيرهما من *** وتعجيز لشباب نزل حينها ليعلن انه لا يرتاح لطريق المجلس العسكرى وخياراته ..وتصديان حينها وفضحنا غدر الاخوان بالثورة وتخليهم عنها .. حتى تم ايقاف البرنامج حينها غلى الهواء مباشرة واغلاق القناة ايضا - اصبحت مودرن حريه - فى قصة يعلمها القاصى والدانى ... فتقبلنا اقدارنا ايضا عن رضا واقتناع كاملين ..

وجاءت الانتخابات الرئاسية فساندت فى مرحلتها الاولى حمدين صباحى ايمانا منا بانه الرجل الوسطى الذى يستطيع ان يلتف حوله الجميع.. وعندما خانه التوفيق ووضعنا امام الخيار الصعب - والذى دفعنا اليه دفعا ولكن تلك قصة اخرى اتمنى ان احكيها فى وقت آخر - ساندت مرسى نجاة من نظام قديم مازال حتى الآن يقاتل ليعود وبقوة.. وكان هذا ايضا عن ايمان واقتناع كاملين طبقا لمعطيات الامور ..

وعندما جاء مرسى ومعه الاخوان فتحنا صفحة جديدة مخلصين النيه لدفع البلاد الى الامام .. وايمانا بان الاتحاد هو السبيل الوحيد لمنع عقارب الساعة من العودة للوراء ...واستجبت عن اقتناع لالحاح الاخوان لأكثر من 6 شهور فى بدء اعلام جديد يعبر عن الثورة .. وانتقلت بفريق عمل محطة مصر الى قناة مصر 25 .. وايضا تحدثنا وتكلمنا حينها بكل ما يمليه علينا ضميرنا مما ظننا انه الحق .. ولم تطل التجربة طويلا فرحلنا بعد اقل من شهرين - تزامنا مع الاعلان الدستورى - بعد ان اخلصت يشهد الله لهم النصيحة طويلا .. ولكنى رأيت وعن قرب ان هذه الجماعة تملك من الغباء ما يكفى لاصطدامهم بالحائط اقرب مما نتخيل.. ورحلت ايضا للمرة الثالثة مع فريقى راضين مقتنعين بما كتبته لنا الاقدار ..وتركتهم حينها يكذبون طويلا بأنى لم ارحل واكتفيت بالصمت المصحوب بالاسى الحقيقى عما يفعلونه بأنفسهم قبل ان يصنعوه بغيرهم ..

وشاركت مع الشعب بعدها .. فى استنكار الطريق الذى اصر الاخوان على المضى فيه - مع اعترافى بكل ما قامت به الدولة العميقة لافشالهم - وكنت واحدا من الذين شاركوا فى اعتصام وزارة الثقافه وخرجت مع الذين خرجوا فى 30 يونيو مؤمنا ان الانتخابات الرئاسيه المبكره هى السبيل الوحيد لنجاة البلاد من المنحدر التى هى ذاهبة اليه..

لكننى بعدها ... لم استطع ان اقف حقيقة فى الجانب الذى ارتأى اكمال الانتقام الى النهاية .. فلم اشارك فى التفويض وقلت لمن سألنى حينها .. اننى لا املك ان اسأل يوم القيامة عن دم ارى ان التفويض سيؤدى اليه لا محالة .. فانا اضعف من ان اقابل ربى ذلك على الرغم من كثرة خطاياى .. ولم ابرر ***ى الحرس الجمهورى والمنصه وحزنت عليهم كثيرا كما حزنت تماما على من سبقهم ممن نحتسبهم شهداء فى الثورة .. وذهلت لما حدث فى فض اعتصام رابعه والنهضة وما بعدهما وما اريق فيهما من دماء المئات مازالوا يخرجون من المشرحه حتى ايام قليلة سابقة.. وتعجبت لقدرة اهلى وناسى على المرور على ذلك مرور الكرام.. وحزنت والمت ايضا لشهداء الجيش والشرطة الذين انا على يقين انهم كانوا ثمنا لكرة نار اندلعت فى البلاد لا يعلم الا الله متى تقف ؟!!

وتوالت بعدها الضربات المتتاليه والتى تؤكد ان النظام السابق يعود وكأن شيئا لم يحدث .. فخرج من السجن الغالبية العظمى من رموز النظام السابق بعد قضايا هزلية كانت تنبأ من البداية بنتائجها ..ولم يكتفى هؤلاء بالخروج والبقاء بعيدا بل عادوا الى المشهد واصبحوا يدلون بدلوهم .. بل ان زعيما دستوريا خرج فى مؤتمر ليساند الدستور الجديد .. ووزيرا حاليا صحب معه وزيرا مباركيا عتيدا فى جولة واحده من فتوحاته .. وعادت الرموز الكريهه لتتجرأ ببجاحة منقطعة النظير على 25 يناير وتعتبر ان الثورة هى 30 يونيو وكفى

لم يتوقف الامر عند هذا الحد ليتضح المشهد تماما .. فاستهدف رموز ثورية معروفة الواحد تلو الآخر.. وبغض النظر عن التهمه التى دخلوا بسببها السجن .. فالمشهد الآن ان الثوار فى السجون والنظام الذى ثرنا عليه يتمتع بما سرقوه من دمائنا بل ويخرج له لساننا ..!!

وتتوالى المشاهد العبثية فى بلادى .. فتخرج المكالمات الشخصية لكل من لم يسلم ما يحدث الآن .. بغض النظر عن القانون ودولته ... مع ملاحظة انه رغم قيام ثورتين لم تخرج مكالمة واحدة لرمز من رموز النظام السابق ...لتكتمل فصول الملهاه..و اصدم فى بشر كثر لم احسبهم ان ينقلبوا بهذا الشكل .. حتى ان كاتبا الهمنا طويلا خرج فى المحكمه ليبرأ مبارك من *** الثوار فى مشهد مازلت افتح فمى له حتى الآن دون ان اغلقه !!!

حقيقة .. المشاهد العبثيه تعددت بحيث يصعب حصرها .. ويكفى ان اقول لكم انه بعد مرور اكثر من 6 شهور على 30 يونيو لم تظهر ادلة دامغه على قضايا شغلتنا طيلة 3 سنوات السابقه ..فلا دليل واحد ظهر على من تورط فى *** الجنود على الحدود وهم صائمون؟! ولا عن الجنود الذين اختطفوا ثم عادوا.. ولا على رجال الشرطة الذين خطفوا ولم يعودوا... وكنت اتمنى ان استمع بدلا من مكالمات " سيكا " الى مكالمة مرسى مع الظواهرى بدلا من ان اقرأ تفريغا لها ؟!!! ام انها تبخرت كما تبخر كل ما صورته عدسات التصوير الموجودة فى ميدان التحرير والتى رصدت كل ال*** الذى حدث ابان ثورة 25 يناير !!! وكنت اتشوق لظهور دلائل دامغة ومكالمات للاخوان الذين كانوا فى السلطه وهم يتآمرون بخيانة على البلاد مع حماس وغيرها بعد ان اصبح واضحا ان الاجهزة الامنيةكانت ومازالت ترصد كل شىء .. وكنت انتظر مكالمات وادلة على فساد المسئولين السابقين فى نظام مبارك لتوضحوا لنا جرائمهم .. من باب المساواة فى الفضائح على الاقل وذرا للرماد فى العيون .. ولكن كل ما نراه الآن ان من اجرم فى حق هذه البلاد هم كل من فكر فى الثورة على نظام مبارك ..

ارى الآن اللعنات والاتهامات تكال من السنة القراء بأنى خلية اخوانية نائمه او عميل قبض من الخارج ثمن الخيانه .. لا يهم فقد تصدقت بعرضى عندما تصديت للعمل العام - هكذا اعتبر الاعلامى وخصوصا فى هذا التوقيت - ولكنى لا استطيع ان امنع عقلى عن التفكير .. ولا ان امنع ضميرى عن التذكير ... ولا استطيع ان اقف صامتا وانا ارى ثورة تسرق ..ولا استطيع ان احكى لاولادى انى صمت عندما سرق ما حاربنا من اجله ..؟؟!! ان من حقنا ان نحاكم من شارك او دعا الى *** ايا من كان بمحاكمة عادله .. ولكن ان يساق الآلاف الى السجون بدون ذنب جنوه ...وتعود الدولة البوليسية من جديد .. فهذا اكثر من قدرتى على الاحتمال .. ومن قدرة البلاد اصلا على الانطلاق ... فلا توجد بلد تقدمت بكل هذا القدر من الكراهيه

سيتساءل البعض.. واين انت طيلة الفترة السابقة؟ فأقول انه على المستوى المهنى تحدثت كثيرا عن مشروع قناة الشمس الذى تم وأده بعد 3 يوليو بدون ابداء اى اسباب . وجاءنى عرضين من القنوات الخاصه الموجودة على الساحه ولكنهما لم يستطيعا توفير حدا ادنى من الحريه التى تتيح لى ان انقل لكم ما اراه مما يحدث على الساحه فى ظل اداء اعلامى بائس ومخزى سيتوقف امامه التاريخ طويلا .. واقول لكم صادقا ان الامر بالنسبة لى ليس وظيفة بقدر ما هو رسالة خاصة الآن .. ولا يوجد فى تاريخى البسيط فى الاعلام منذ 14 عاما جملة واحده اخجل منها وهذا من كرم ربى .. فارتأيت الانتظار حتى يقضى الله امرا كان مفعولا

اما بالنسبة لابتعادى على المستوى الشخصى .. فلم يدعونى احد لأدلى بدلوى - فتاريخى لا يشجع على هذا - فضلا على ان من يعرفنى اننى احرص دائما على استيضاح الصورة كاملة قبل ان فتح فمى اذا ما اتيح الى ذلك .. ولكننى تحدثت بما انجلى لى تمام فى حينها كما يظهرللمتابع لحسابى على twitter .. وان اعتبرنى العض متاخرا فأقول له المثل الانجليزى الشهير " ان تأتى متاخرا خير من ان لا تأتى ابدا "

والخلاصة ان البلاد تمر بفتره من اصعب فتراتها ..طبول الحرب تقرع فى كل مكان حتى ولو حاولنا تجميل ذلك .. والبلاد يراد لها ان تزف الى السيسى وهو ليس رجل المرحلة بأى حال .. فالبلاد تبحث عمن يوحدها .. ويجرى العدالة الانتقالية التى يرى وزيرها الآن ان هذا ليس بوقتها ..ونحن نرى مخلصين ان العجله لن تذهب خطوة واحدة الى الامام بدون تلك العدالة التى نعتبرها حجر الزاويه للعبور الى المستقبل .. وهو ما سيصعب على الرجل ان يفعله وهو جزء من المشكله بغض النظر عن تقيمك الخاص لما فعله .. فكيف يكون عنصرا رئيسا فى الحل ...؟!!!

هذه شهادة مختصرة - وان طالت - لبعض الانطباعات عن اكثر من 1000 يوم من اخطر ما مرت به مصر .. كلمات لا املك غيرها الآن ابراء لذمتى امام الله قبل اى احد آخر ... وساعود ان شاء ربى لمزيد من التفاصيل فى مقالات لاحقه ..واستعير فى الختام كلمات للشاعر العظيم الكبير برتولد بريخت فى قصيدته الى الاجيال القادمة

" مع ذلك فنحن نعلم: أن كرهنا للانحطاط، يُشوِّه ملامح الوجه، وأن سخطنا على الظلم بوخ الصوت. آه: نحن الذين أردنا أن نمهد الأرض للمودة والمحبة، لم نستطع أن نكون ودودين ولا محبوبين، أما أنتم، فعندما يأتى اليوم، الذى يصبح فيه الإنسان عونا للإنسان، فاذكرونا، وسامحونا».

وفى الختام اهديكم قوله تعالى " والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون " صدق الله العظيم
مقال لمعتز مطر
على صفحته الرسمية
http://tweytat.com/p/99O1va

أ/رضا عطيه
29-01-2014, 10:52 PM
فى هذه الايام التى وصل فيها قلب الحقائق الى اقصى مداه



الحمد لله ----أخيرا وصلنا للقلب
أنا كنت فاكر إننا لسه فى الشرايين

كدا نطمن ونقول إلى الأمام ياشعب مصر العظيم

ليس بالتويتات فقط يحيا الإنسان
وإلا نال البرادعى جائزة نوبل للمرة الثانية وكان الأحق بحكم مصر
فنص شعبنا لو قلت له تويتايه
هيقول لك لا خاتى ممرضة مش دايه
معتز مطرثورجى:028ja7:

شكرا جزيلا