مشاهدة النسخة كاملة : في غمرة الأحداث


abomokhtar
31-01-2014, 01:25 PM
هتفت بك الأشواق يا باغيها *** أخفيتها دهراً فهل تبديها؟


في كل حرف من نشيدك آهة *** يدعوك في ليل الأسى داعيها!



هتفت بك الأشواق إن نشيدها *** عذب فغرد واحذر التمويها


تفنى النفوس، وذاك أمر واقع *** فالنفس راجعة إلى باريها



ما الخوف أن تفنى النفوس وكل ما *** نخشاه أن تفنى الكرامة فيها!


نخشى على الإسلام من يأتي الهدى *** كذباً، ويقصد للهدى تشويها!



غبن القرون يبث في أعماقه *** أحقاده فيظل يستجديها!


يا غارقاً في حقده، ويريد أن *** يبني الفضائل، جل من يبنيها!



إن كنت تبغي أن تصيب رمية *** فاعرف سهامك قبل أن ترميها!


إن كنت بالتدجيل صرت مكرماً *** فأنا أسمي المستغل سفيها!



يا غارقاً في حقده، وبقلبه *** أوهام بغيٍ، لم يزل يخفيها!


ماذا دهاك؟ حملت رمز عدالة *** وأراك أول ظالم يفنيها!



لا تنظرن إلى الحياة وإن قست *** نظر اليئوس ولو شكوت بنيها!


فالمسلم المغوار لا يرنو إلى *** سقط الحياة وتُرّهات ذويها!



عِشنا، وفي الأيامِ أحداثٌ وكم *** يرجو لسان الدهر أن يرويها!


وعلى شفاه النازحين حكاية *** وُئِدت، ولم تلقَ الذي يحكيها!



وبأعينِ الأيتام قصة حسرةٍ *** ذابت، وإعلام العدا يمحوها!


يا أمة الإسلام لا تتنكري *** فأساس كل حضارةٍ ماضيها



لا تتركي الإسلام فهو شريعةٌ *** ما خاب طول زمانه حاميها!


إن ترم إسرائيل عفة أرضنا *** فلأن أمريكا التي تعطيها!



ودم اليتامى كالمدامة بينهم *** يشتاق شاربها إلى ساقيها


نسعى إلى ذل السلام وربما *** تجري القوافل لو أبى حاديها



أنّى تنال العز أمتنا إذا *** أعطت زمام أمورها غاويها؟!


قف أيها القلم الجريح فإنني *** أخشى على الأسرار أن تفشيها!



أخلص لخالقك الضمير ولا تخف *** فثمار غرسك في غدٍ تجنيها


من يجعل الرحمن مقصد قلبه *** يبقى شريفاً في الحياة نزيها!




عبد الرحمن بن صالح العشماوي (http://ar.islamway.net/scholar/343)