memo3443
25-02-2014, 02:22 AM
المعلمون بين الكادر والتكدير (http://www.alwafd.org/مقالات-الرأى/632150-المعلمون-بين-الكادر-والتكدير)
بقلم - أحمد النمر الثلاثاء , 25 فبراير 2014 00:52
يأبى الزمن إلا أن يغرس خناجر الحزن الأسود في خاصرة الأمل الراقد على الصبر، وكأننا ورثنا المستحيل وسيظل المحك في غيابة الجب ما لم يتسن للمعلم أن
يتبوأ مكانته الاجتماعية التي تتجلى في أرقى صور المجتمع، فإذا كان هذا الزمن يكرم فيه ضارب الكرة برجليه ومن يهز وسطه حيث ويعيش هؤلاء أفضل حياة من الأبهة والعظمة والتلميع الاعلامي ويلعبون بالمال ويسخرونه في أغراضهم وأصبح الاعلام بأنواعه أداة سهلة وميسرة لأهوائهم ولم يبق الا المعلم صاحب أعظم رسالة سوى التكدير والتنكيت، كما جاء في فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» ولم تصل مصر الى أعظم الحضارات والمكانة العلمية الا بالمعلمين الذين علموا كل المتعلمين وقدوتهم في ذلك رسول رب العالمين محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء المرسلين فإن رسالة المعلم رسالة سماوية عظيمة كما جاء في قول أمير الشعراء أحمد شوقي: قم للمعلم وفه التبجيلا/ كاد المعلم أن يكون رسولاً، أرسلت بالنوارة موسى مرشداً -وابن البتول فعلم الانجيلا فإن المعلم هو أهم أركان العملية التعليمية وكما جاءت حقبة التسعينيات من القرن الماضي في خطاب رئيس الجمهورية الأسبق في عام 1991 بأن مشكلة التعليم قد مست جوانبه الأربعة وهم: المعلم، المناهج، الطالب، المدرسة وفي انتخابات الرئاسة 2005 جاء من ضمن البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية وقتئذ كادر خاص للعلمين ولو نظرنا للمعلم فإن التقدير المادي أحد المحكات التي تحدد وجه رضا المعلم عن مهنته ودرجة تفانيه فيها وبذل الجهد في سبيلها، فإذا كان المعلم قبل 23 يوليو 1952 يتقاضى مرتباً يصل الى سبعة جنيهات في ذلك الوقت وكان جرام الذهب يساوي اثنى عشر قرشاً أي كان يعادل 56 جراماً من الذهب وبحسب جرام الذهب في فبراير 2014 أي كان مرتب المعلم يساوي 14000 «أربعة عشر ألف جنيه تقريبا» وكان بالطبع يعني اشباع حاجة المعلم واسرته من سلع وبضائع وخدمات وترفيه وغيرها من الاحتياجات والاستقرار واحداً من أهم سمات النظام الاقتصادي قبل 23 يوليو 52 ومن هنا لم ترتفع أسعار الذهب الا بعد حرب السويس 1956 ليصل سعر جرام الذهب الى ثلاثة وثلاثين قرشاً في نفس الوقت الذي كان فيه راتب المعلم تسعة جنيهات ومعنى ذلك أن راتب المعلم كان يعادل سعر سبعة وعشرين جراماً من الذهب وفي آخر الخمسينيات وصل راتب المعلم من المؤهلات العليا الى اثنى عشر جنيهاً وزادت في الستينيات لتصل الى سبع عشرة جنيها وفي آخر السبعينيات وصلت رواتب المعلم من أصحاب المؤهلات العليا ثمانية وعشرين جنيها بينما أسعار الذهب 120 قرشاً أي أن راتب المعلم أصبح يعادل ثلاثة وعشرين جراماً من الذهب بينما آخر القرن العشرين تدهورت قيمة العملة تدهوراً كبيراً بفضل التضخم وبفعل طباعة أوراق البنكنوت على المكشوف بدون أن يوازيها الانتاج أو الذهب مع استمرار سياسة ربط السوق المصرية بالسوق العالمية وتحرير العملية وتساوي أسعار السلع بين داخل مصر وخارجها واليوم بعدما حصل المعلم على الكادر بالقانون رقم 155 لسنة 2007 والمعدل بالقانون رقم 93 لسنة 2012 والذي تصدع به من الاعلام والمجتمع وزاد عليه من الهجوم معنوياً واجتماعياً وأضر بالكثير أو البعض مما تم تسوية مؤهلاتهم العليا أثناء الخدمة ورجوعهم الى درجات مالية أقل مما كانوا عليها ومع بداية شهر فبراير 2014 يبلغ راتب المعلم في أول تعيينه ودخوله تبع الحد الأدنى للأجور كمثل العاملين المدنيين بالدولة بالقانون رقم 37 لسنة 1978 في أول تعيين حوالي 1700 جنيه تقريباً أي ما يعادل حوالي سبعة جرامات من الذهب، وهكذا يمكننا أن نقول إن راتب المعلم في مطلع القرن الحادي والعشرين قد انخفض بمقدار ثماني مرات بالمقارنة بزميله المعلم أول القرن العشرين فهل فهمنا الآن أهم أسباب تدهور التعليم في مصر!!
بقلم - أحمد النمر الثلاثاء , 25 فبراير 2014 00:52
يأبى الزمن إلا أن يغرس خناجر الحزن الأسود في خاصرة الأمل الراقد على الصبر، وكأننا ورثنا المستحيل وسيظل المحك في غيابة الجب ما لم يتسن للمعلم أن
يتبوأ مكانته الاجتماعية التي تتجلى في أرقى صور المجتمع، فإذا كان هذا الزمن يكرم فيه ضارب الكرة برجليه ومن يهز وسطه حيث ويعيش هؤلاء أفضل حياة من الأبهة والعظمة والتلميع الاعلامي ويلعبون بالمال ويسخرونه في أغراضهم وأصبح الاعلام بأنواعه أداة سهلة وميسرة لأهوائهم ولم يبق الا المعلم صاحب أعظم رسالة سوى التكدير والتنكيت، كما جاء في فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» ولم تصل مصر الى أعظم الحضارات والمكانة العلمية الا بالمعلمين الذين علموا كل المتعلمين وقدوتهم في ذلك رسول رب العالمين محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء المرسلين فإن رسالة المعلم رسالة سماوية عظيمة كما جاء في قول أمير الشعراء أحمد شوقي: قم للمعلم وفه التبجيلا/ كاد المعلم أن يكون رسولاً، أرسلت بالنوارة موسى مرشداً -وابن البتول فعلم الانجيلا فإن المعلم هو أهم أركان العملية التعليمية وكما جاءت حقبة التسعينيات من القرن الماضي في خطاب رئيس الجمهورية الأسبق في عام 1991 بأن مشكلة التعليم قد مست جوانبه الأربعة وهم: المعلم، المناهج، الطالب، المدرسة وفي انتخابات الرئاسة 2005 جاء من ضمن البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية وقتئذ كادر خاص للعلمين ولو نظرنا للمعلم فإن التقدير المادي أحد المحكات التي تحدد وجه رضا المعلم عن مهنته ودرجة تفانيه فيها وبذل الجهد في سبيلها، فإذا كان المعلم قبل 23 يوليو 1952 يتقاضى مرتباً يصل الى سبعة جنيهات في ذلك الوقت وكان جرام الذهب يساوي اثنى عشر قرشاً أي كان يعادل 56 جراماً من الذهب وبحسب جرام الذهب في فبراير 2014 أي كان مرتب المعلم يساوي 14000 «أربعة عشر ألف جنيه تقريبا» وكان بالطبع يعني اشباع حاجة المعلم واسرته من سلع وبضائع وخدمات وترفيه وغيرها من الاحتياجات والاستقرار واحداً من أهم سمات النظام الاقتصادي قبل 23 يوليو 52 ومن هنا لم ترتفع أسعار الذهب الا بعد حرب السويس 1956 ليصل سعر جرام الذهب الى ثلاثة وثلاثين قرشاً في نفس الوقت الذي كان فيه راتب المعلم تسعة جنيهات ومعنى ذلك أن راتب المعلم كان يعادل سعر سبعة وعشرين جراماً من الذهب وفي آخر الخمسينيات وصل راتب المعلم من المؤهلات العليا الى اثنى عشر جنيهاً وزادت في الستينيات لتصل الى سبع عشرة جنيها وفي آخر السبعينيات وصلت رواتب المعلم من أصحاب المؤهلات العليا ثمانية وعشرين جنيها بينما أسعار الذهب 120 قرشاً أي أن راتب المعلم أصبح يعادل ثلاثة وعشرين جراماً من الذهب بينما آخر القرن العشرين تدهورت قيمة العملة تدهوراً كبيراً بفضل التضخم وبفعل طباعة أوراق البنكنوت على المكشوف بدون أن يوازيها الانتاج أو الذهب مع استمرار سياسة ربط السوق المصرية بالسوق العالمية وتحرير العملية وتساوي أسعار السلع بين داخل مصر وخارجها واليوم بعدما حصل المعلم على الكادر بالقانون رقم 155 لسنة 2007 والمعدل بالقانون رقم 93 لسنة 2012 والذي تصدع به من الاعلام والمجتمع وزاد عليه من الهجوم معنوياً واجتماعياً وأضر بالكثير أو البعض مما تم تسوية مؤهلاتهم العليا أثناء الخدمة ورجوعهم الى درجات مالية أقل مما كانوا عليها ومع بداية شهر فبراير 2014 يبلغ راتب المعلم في أول تعيينه ودخوله تبع الحد الأدنى للأجور كمثل العاملين المدنيين بالدولة بالقانون رقم 37 لسنة 1978 في أول تعيين حوالي 1700 جنيه تقريباً أي ما يعادل حوالي سبعة جرامات من الذهب، وهكذا يمكننا أن نقول إن راتب المعلم في مطلع القرن الحادي والعشرين قد انخفض بمقدار ثماني مرات بالمقارنة بزميله المعلم أول القرن العشرين فهل فهمنا الآن أهم أسباب تدهور التعليم في مصر!!