DR_CASPER
10-02-2006, 06:09 PM
فلسفة العجين !!!
--------------------------------------------------------------------------------
المطبخ عالم رائع يمتلء بالفلسفة، وكأنك تقرأ فيه علومها، أقصد هنا الفلسفة الحياتية، وتطوير النفس وترويضها وتعليمها معاني الحياة على حقيقتها.
-----------------------------------------------------------------
وجدتنُي اليوم في المطبخ على عمدٍ مني وترصدٍ، وقد وقفتُ أنظرُ إلى الأواني وأجمعُ لوازمَ العمل الذي طُلبَ مني ، لم أعرف بعدُ ماكان ينتظرني هناك، مع الدقيقِ والزيتِ والخميرةِ والحليبِ والسكرِ، لم أكن أعرفُ الفلسفةَ العميقةَ التي أنا مقبلةٌ عليها بعنفوانِ طبّاخةٍ بسيطةٍ!!، وكاتبةٍ مبتدئةٍ، وفيلسوفةٍ قزمةٍ!!.
قربتُ الإناءَ والموادَ، وبدأتُ بمزجِها ثم إضافةِ الماءِ كمليِّنٍ للعناصرِ الجافةِ تلك!!، ثمّ بدأتُ بالعجنِ/ الفلسفةِ، ماهو وجهُ الشّبهِ بينَ العجينِ/العجنِ والبشرِ؟، ربما كانت حال الموادُ سالفةَ الذكرِ الممتزجةِ/ المتعاركةِ /المغلوبِ على أمرِها هي نفسها حال البشر!!
هي: نحن البشر، هذه هي الحياةُ، نتعاركُ ، نقاومُ ، نحاولُ الهربَ من حالةِ العجنِ تلك، ولكنَّ الماءَ يذيبُنا ويخلطُنا مع الآخرين، يجبُ أن نندمِجَ، لماذا؟ حتىّ تخرجَ العجينةُ ممتازةً جاهزةً للخبزِ بعدَ أن تختمر، فالموادُ كلاً على حِدى لاتُنتجُ عجينةً ممتازةً متميزةً جاهزةً للخبزِ/الإنطلاقِ، حتى نَعيشَ ونُنتجَ علينا أن نتقبلَ فكرةَ الامتزاجِ تلك بصدرٍ رحْبٍ، كما يقولون:"اليدُ الواحدة لا تملك القدرة على التصفيق".
إذا امتزجت العناصر بنجاح خرجت العجينة رائعة ولها رائحة شهية وملمس طريّ شهيّ.. بينما إذا رفضت تلك العناصر ذاتها الامتزاج، خرجت العجينة ركيكة مليئة بالـ(كلاكيع)/العقد التي تعمل على عدم نضج العجينة عند الخبز فتخرج مادة مسببة لعسر الهضم وضيق التنفس، فالموت.
هذا مصير من لا يقبل التجانس والتغيير والتطوير والتعاون مع مكونات الحياة غيره!!.
همسة: المطبخ يعلم الكثير..جربوا!!
نورة العاصي
--------------------------------------------------------------------------------
المطبخ عالم رائع يمتلء بالفلسفة، وكأنك تقرأ فيه علومها، أقصد هنا الفلسفة الحياتية، وتطوير النفس وترويضها وتعليمها معاني الحياة على حقيقتها.
-----------------------------------------------------------------
وجدتنُي اليوم في المطبخ على عمدٍ مني وترصدٍ، وقد وقفتُ أنظرُ إلى الأواني وأجمعُ لوازمَ العمل الذي طُلبَ مني ، لم أعرف بعدُ ماكان ينتظرني هناك، مع الدقيقِ والزيتِ والخميرةِ والحليبِ والسكرِ، لم أكن أعرفُ الفلسفةَ العميقةَ التي أنا مقبلةٌ عليها بعنفوانِ طبّاخةٍ بسيطةٍ!!، وكاتبةٍ مبتدئةٍ، وفيلسوفةٍ قزمةٍ!!.
قربتُ الإناءَ والموادَ، وبدأتُ بمزجِها ثم إضافةِ الماءِ كمليِّنٍ للعناصرِ الجافةِ تلك!!، ثمّ بدأتُ بالعجنِ/ الفلسفةِ، ماهو وجهُ الشّبهِ بينَ العجينِ/العجنِ والبشرِ؟، ربما كانت حال الموادُ سالفةَ الذكرِ الممتزجةِ/ المتعاركةِ /المغلوبِ على أمرِها هي نفسها حال البشر!!
هي: نحن البشر، هذه هي الحياةُ، نتعاركُ ، نقاومُ ، نحاولُ الهربَ من حالةِ العجنِ تلك، ولكنَّ الماءَ يذيبُنا ويخلطُنا مع الآخرين، يجبُ أن نندمِجَ، لماذا؟ حتىّ تخرجَ العجينةُ ممتازةً جاهزةً للخبزِ بعدَ أن تختمر، فالموادُ كلاً على حِدى لاتُنتجُ عجينةً ممتازةً متميزةً جاهزةً للخبزِ/الإنطلاقِ، حتى نَعيشَ ونُنتجَ علينا أن نتقبلَ فكرةَ الامتزاجِ تلك بصدرٍ رحْبٍ، كما يقولون:"اليدُ الواحدة لا تملك القدرة على التصفيق".
إذا امتزجت العناصر بنجاح خرجت العجينة رائعة ولها رائحة شهية وملمس طريّ شهيّ.. بينما إذا رفضت تلك العناصر ذاتها الامتزاج، خرجت العجينة ركيكة مليئة بالـ(كلاكيع)/العقد التي تعمل على عدم نضج العجينة عند الخبز فتخرج مادة مسببة لعسر الهضم وضيق التنفس، فالموت.
هذا مصير من لا يقبل التجانس والتغيير والتطوير والتعاون مع مكونات الحياة غيره!!.
همسة: المطبخ يعلم الكثير..جربوا!!
نورة العاصي