الدعوة إلى السلام في الشرق الأوسط، هل هي دعوة إلى سلام حقيقي، أم إلى سلام خادع ؟ هل العرب دعاة سلام أم دعاة حرب ؟ هل يحضرون مؤتمرات السلام أم يقاطعونها ؟ وإن قاطعوها، فما الحل ؟ أسئلة كثيرة تتمحور حولها ندوات ومؤتمرات، ولا إجابة شافية مقنعة لهذه الأسئلة. فالرافضون للسلام أو التسوية السلمية يرون أن الوقت غير مناسب للتسوية، لأنها تأتي وكأنها تُفرض على العرب فرضا ً بينما أوضاع العرب متردية وصعبة.
أما الذين يؤيدون مؤتمرات السلام ويدعون لها، فإنهم يتفقون مع الرافضين فيما يعرضونه من حجج وأدلة على ضعف الأمة، وسوء أحوالها؛ ولهذا السبب يرون حضور مؤتمرات السلام، والمشاركة فيها ضرورة يحتمها الحال والواقع؛ حتى تقل خسائر العرب، مستدلين على خسارة العرب سواء أحضروا، أم لم يحضروا.
ومن جانب آخر يرى المؤيدون أن العرب إن لم يحضروا هذه المؤتمرات، أو يرفضوها، فإنهم يتركون الساحة خالية للأعداء أنفسهم؛ ليرسموا ويخططوا ما يشاؤون في غياب العرب ، ومن ثم يفرضون عليهم قبول الأمر الواقع ، إضافة إلى وسمهم بأنهم دعاة حرب لا دعاة سلام.

لاشك أن هذه المواقف يمكن أن تضعف من قدرة العرب على استرداد حقوقهم ، كما تدفعهم إلى المزيد من التنازل. وإذا كان لابد من قبول السلام فينبغي أولا : أن نكون أقوياء ماديا ومعنويا، وثانيا: أن نسارع لكشف العدو وألاعيبه، بإبراز حقوقنا العادلة في المحافل الدولية والإقليمية جميعها، وعلى المستويات كافة. وأخيرا ً علينا أن نحمل غصن السلام بيد ، ونستعد لأي طارئ باليد الأخرى.