مشاهدة النسخة كاملة : أهمية التوازن الاجتماعي والنفسي والفكري


samar sami
13-03-2014, 02:56 PM
مطلوب بحث صغير عن الموضوعين دول
اذا سمحتوا

المرحلة العمرية وخضائصها ومشكلاتها وكيفية التعامل معها


أهمية التوازن الاجتماعي والنفسي والفكري لتحقيق الشخصية السوية


وجزاك الله كل الخير

hossam_omar
18-03-2014, 07:31 AM
وجزاك الله كل الخير

ياسر زكي3
18-03-2014, 07:48 AM
بحث عن التوازن التوافق(النفسي)
مقدمة
ان فكرة الشخصية مبنية على تصورنا لجسدنا اي على الاحساسات التي نتطلع بها عليه .فلطبيعة الجسم اثر كبير في تكوين الشخصية فلجسدنا وحدة عضوية وهذه الوحدة العضوية هي الاساس الذي تبنى عليه وحدة الشخصية والدليل على ذلك ان قسما كبير من امراض الشخصية تتولد من اختلال احساس الانسان لجسده فاي تبدل في الجسد قد يولد خللا في الشخصية.(جميل صليبا،ص 383).لقد اشارت العديد من الدراسات والبحوث العلمية الى ارتباط مسألة التوافق النفسي بعدد من المتغيرات النفسية والاجتماعية .ففي المجال النفسي اشارت دراسة كارسك وتوماس(Garske&Thomas)عام1992الى ان الشباب الذين تعرضوا لأصابات شديدة في الرأس اظهروا توافقا نفسيا واطئا.(p.44_52،1992 Garske&Thomas).واظهرت دراسة وكنر(Wagner)عام 1991.ان التوافق النفسي للاطفال الذين تعرضوا للاساءة ال***ية منخفضا. 263-273).Wagner.1991 P) واشارت دراسة ساراكوكلو واخرين(Saracoglu&Others)عام 1989الى ان الطلبة فاقدي القدرة على التعلم كانوا اقل توافقا نفسيا من اقرانهم غير الفاقدين.(590-Saracoglu&Others.1989.P.592).في حين اظهرت دراسة روبنسون وجانس(Robinson&Janos)عام 1986 ان الطلبة العاديين كان توافقهم النفسي اقل من اقرانهم المتميزين دراسيا.(Robinson&Janos.1986.P.51).


- التوافق: Adjustment:
ان مفهوم التوافق من اكثر المفاهيم شيوعاً في علم النفس فيرى(دسوقي،1974).ان علم النفس هو علم دراسة التوافق (الزغبي،2001،ص 31).ولكثرة تردد مفهوم التوافق في ادبيات علم النفس التربوي وعلم النفس الاجتماعي والصحة النفسية ادى الى شيوع خلط بين مفهوم التوافق (Adjustment) ومفهوم التكيف (Adaptation) فالاول مفهوم خاص بالانسان في سعيه لتنظيم صراعته وحلها. ومواجهة مشكلات حياته من اشباعواحباطات وصولاً الى مايسمى بالصحة النفسية او السواء والانسجام مع الذات ومع الاخرين في الاسرة والعمل وفي التنظيمات التي ينخرط فيها (المولى،2003،ص 31).
اما المفهوم الثاني فيشمل تكيف الكائن الحي عامة (الانسان،الحيوان،النبات) بازاء البيئة المادية التي يعيش فيها (داود،1988،ص ص 3-5).ان نقطة التوافق تشير الى الجانب النفسي من نشاط الانسان (مخيمر،1972،ص ص10-12). ويشير ميشل دنكن(M.Duncan) الى ان مصطلح التوافق مصطلح نفسي اكثر من كونه مصطلحاً اجتماعياً.ويستعمل بكثرة لدى علماء النفس الاجتماعي.ويعني العملية التي عن طريقها يدخل الفرد في علاقة جديدة ايجابية ومتوازنة مع البيئة الاجتماعية (دنكن،1980،ص 18). ويميز كارل جارسون (Karl Garson) بين التكيف والتوافق فالتكيف عند البيولوجين هو التغير الذي يحصل في بناء الكائن الحي في تكيفه عندئذ يمكن القول انه متوافق وفي حالة فشله فهو سيئ التوافق (مخيمر،1972،ص13). وفيما يأتي عرض لاهم النظريات النفسية التي فسرت عملية التوافق على النحو الاتي:



أ- نظرية التحليل النفسي: Psycho****ysis Theory :
يعد العالم سيجموند فرويد(S.Freud) من المؤسسين الاوائل لنظرية التحليل النفسي التي وجهت الانظار الى الخبرات الانفعالية في الطفولة المبكرة تترك اثراً واضحاً في بناء الشخصية وتؤكد ان معالم الشخصية تتكون الى حد كبير في السنوات الخمس الاولى من حياة الفرد أذ ان الخبرات التي يتعرض لها الطفل في هذه المرحلة تؤثر في شخصيته مستقبلاً(القاضي،1981،ص173). ويعد فرويد اول من اكتشف حقيقة العلاقة بين تنظيم الفرد لسماته الشخصية وبين تربيته او اساليب ومعاملته في الطفولة (المليجي،2000،ص52). ويرى فرويد ان الشخصية بناء ثلاثي التكوين مكوناتها هي الهو(Id) والانا(Ego) والانا العليا(Super Ego) وان كل جانب من هذا التكوين يتمتع بصفات ومميزات معينة. وان الثلاثة في النهاية تؤلف وحدة متفاعلة ومتماسكة هي الشخصية. فالهو يحمل ما يسميه فرويد الغرائز ومن بينها غريزة اللذة والحياة والموت(الخطيب،2001،ص38). وتعد (الهو) منظومة بيولوجية تنشأ منذ الولادة ويستمر مع الحياة ويعد مخزون للغرائز ومخزون للطاقة النفسية ويحاول(الهو) خفض التوتر وازالته بالاشباع على وفق مبدأ اللذة والتوتر ينجم عن طريق الاستثارة الخارجية والداخلية (الداهري،1999،ص36). ان وجهة نظر المدرسة التحليلية في التوافق تعتمد على (الانا) فهي تجعل الفرد متوافقاً او غير متوافق. فالانا القوية التي تسيطر على الهو والانا العليا تحدث توازناً بينهما وبين الواقع. اما الانا الضعيفة فتضعف امام (الهو) فتسيطر على الشخصية فتكون الشخصية شهوانية تحاول اشباع غرائزها دون مراعاة القيم او المثل. واما ان تسيطر( الانا العليا) وتجعل الشخصية متشددة الى درجة عدم المرونة وتعمل على كبت الرغبات وتؤدي الى سوء التوافق. ويرى فرويد ان التوافق نادر لدى الانسان. وان بداية سوء التوافق غالباً ما ترجع الى مرحلة الطفولة حيث تنمو (الانا) نمواً غير سليم. والنمو السليم يؤدي الى نشوء(الانا القوية)(الزبيدي،1999،ص22).(المليجي،2000،ص52).
تؤكد مدرسة التحليل النفسي ان الشخصية السوية التوافق هي القادرة على الحب والعمل وعقد علاقات مناسبة مع الاخرين ومع الذات. اما الشخصية التي تعاني من سوء التوافق فهي التي تفشل في تحقيق التوافق بين(الهو والانا العليا) والعالم الخارجي(طه،1980،ص36).




ب-النظريات النفسية الاجتماعية: Psycho-social Theory :
سحب عدد من من اتباع فرويد ولاءهم للتحليل النفسي التقليدي لعدم رضاهم على قصور نظرته فيما يتعلق بالظروف المؤثرة في التوافق ونمو الشخصية وشرعوا في اعادة صياغة نظرية التحليل النفسي. تطبيقاً للاتجاه الجديد من العلوم الاجتماعية (هول ولندزي،1969،ص158) ومن هؤلاء (الفرد ادلر وسوليفان واريك فروم وكارين هورني واريك ايكسون) الذين اكدوا الاتجاه الجديد للتحليل النفسي ودور العوامل والظروف الاجتماعية في النمو والتوافق للفرد.

1-الفرد ادلر : A.Adler :
يعد ادلر مؤسس علم النفس الفردي (Individual Psychology) ومن المفاهيم التي اكدها ادلر البعد الاجتماعي اعتقاداً منه ان الانسان منذ الطفولة يسعى الى اشباع حاجاته من خلال السياق الاجتماعي(الداهري،1999،ص76). ولهذا ركز على (نمط الحياة) الكلي للفرد واهتماماته الاجتماعية معتبراً الانسان كائناً اجتماعياً. ويرى ان نمو الفرد يرتبط ببيئته الاجتماعية اكثر من ارتباطه بالقوى البيولوجية او الغرائزية(الزبيدي،1999،ص25). وبرى ادلر ان السلوك الانساني اياً كان نوعه يمكن تفسيره كمحاولة من الفرد لتحقيق السيطرة على الغير. وان الدافع الى ذلك هو الرغبة في تحرير نفسه من الشعور بالنقص الذي ينتج عنها انعدام الشعور بالامن النفسي(Insecurity) ويعتقد ان القلق هو مظهر من مظاهر سوء التوافق ينشأ بسبب انعدام الامن النفسي الذ يحدث نتيجة شعور الفرد بالقصور والنقص اياً كان نوعه جسمياً او معنوياً. وقد افترض ادلر ان الشعور بالنقص عام عند البشر ووسع مفهومه عن النقص ليشمل جميع نواحي النقص الجسمي والعقلي والاجتماعي(Sahakion.1966.P.91). واشار الى عقدة النقص تنتج بسبب عيوب اجتماعية فتؤثر هذه العيوب في نفسية الفرد وتشعر بالنقص او عدم الامن وعدم الكفاية والثقة بالنفس او الشعور بالنقص يقود الى عدم التوافق وان الكفاح من اجل التفوق يقود الى التوافق(الزبيدي،1999،ص25).

2- هاري ستاك سوليفان: H.S.Sullivan :
يرى سوليفان ان الفرد لايمكن فهمه الا في اطار علاقته بالافراد المهمين في حياته وتفاعله معهم(الداهري،1999،ص38). ويذكر ان الشخصية كيان فرضي لا يمكن عزله عن المواقف الشخصية المتبادلة وانه نتاج للتفاعلات الاجتماعية(الكيال،1988،ص182). وتعد نظرية سوليفان من النظريات التفاعلية. اي ان السلوك المكتسب نتيجة التعامل مع الاخرين هو المعبر الحقيقي عن التوافق او عدمه. ويرى سوليفان ان نظام الذات عنصر اساسي في شخصية الفرد وان الذات اساليب سلوكية يكتسبها الفرد تجعله امناً. فوجود الذات المتوافقة تعد حماية الفرد من التعرض للعقاب او ما يصاحبه من قلق. بينما وجود الذات غير المتوافقة الشريرة تعد مصدراً لا ينضب للقلق والمعاناة(الداهري،1999،ص38). ويرى ايضاً ان الشخص الذي يعبر عن الشخصية السوية المتوافقة هو الذي يصبح واعياً لعلاقاته الشخصية المتبادلة مع الاخرين(مرسي،1985،ص ص78-79).

3- أريك فروم : E.Fromm:
يرى فروم ان الانسان اصلاً كائن اجتماعي يجب فهمه في ضوء علاقته بالاخرين. اما التوافق فيرى ان السمات الشخصية المعبرة عنه تتطور من خلال خبرات الفرد مع الاخرين(الشرقاوي،1983،ص94). وقد اكد فروم قدرة الفرد على استغلال حريته الفردية في الاندماج والتوافق مع ابناء ***ه البشري بمودة ومحبة تحقق اسمى ايات الكمال للفرد وافضل تركيب للمجتمع. ومن هذا المنطلق يؤكد فروم اهمية فهم العلاقات والتفاعلات القائمة بين قوى الفرد النفسية في داخله وبين عناصر بيئته الاجتماعية التي يعيش في ربوعها(الالوسي،1983،ص244). ويعتقد فروم ان السنوات الاولى مهمة جداً في توافق الفرد فضلاً عن الاحداث اللاحقة التي يمكن ان تكون مؤثرة في توافقه ايضاً الاحداث الاولى(شلتز،1981،ص122).

4- كارين هورني : K.Hornay :
ترى هورني ان العلاقة الحقيقية بين الفرد وذاته هي اساس الصحة النفسية او التوافق. فالشخص الذي يدرك ذاته ويقر بمسؤليته نحو تصرفاته هو صاحب شخصية سوية متوافقة. وترجع هورني سوء التوافق الى عملية التنشئة الاجتماعية والثقافية أذ يكون لنفسه صورة مثالية غير واقعية ليواجه ما يشعر به من نقص او قصور(الكيال،1988،ص78). وترى هورني ان الشخصية الانسانية تمر بأنماط ثلاثة من الاساليب التوافقية ابتداءاً من الطفولة حتى الرشد مارة بالمراهقة. وان للبيئة الاجتماعية دوراً في التوافق او عدمه.
واظهرت هورني مفهوماً اولياً هو القلق أذ عدته الحالة التي تقود الى سوء التوافق(غنيم،1973،ص557). واشارت الى ان التوافق الذي يقود للسواء والتوافق الذي يقود للعصاب يرجعان الى عملية التنشئة الاجتماعية. وفي ضوء ثقافة ما. وعليه يعني سوء التوافق عدم التوافق في العلاقات الانسانية او قلتها(داود و العبيدي،1990،ص181).


5- أريك اركسون : E.Erikson :

تركز نظرية اريكسون- وهي نظرية تطورية – وتهتم بشكل استثنائي بنمو الانا وخصائصها التي تنشأ في مراحل النمو المختلفة. وقد قسم اريكسون دورة حياة الانسان الى ثماني مراحل من النمو النفسي والاجتماعي على وفق مبدأ النمو المتعاقب (The Epigenetic Principle) والمراحل الثمان هي:
1. المرحلة الاولى : الثقة مقابل عدم الثقة (Basic Trust.V.ersus Mistrust).
2. المرحلة الثانية : الاستقلالية مقابل الخجل(Autonomy V.shamed doubt).
3. المرحلة الثالثة : المبادرة مقابل الشعور بالذنب(Intiative V.guilt).
4. المرحلة الرابعة: المثابرة مقابل الشعور بالنقص(Industry V.Inferiority).
5. المرحلة الخامسة:الهوية (هوية الانا) مقابل اضطراب الدور(Ego Identity V.Role confusion).
6. المرحلة السادسة: الالفة مقابل العزلة(Isolation V.Intimacy).
7. المرحلة السابعة: الفعالية مقابل الركود(Generation V.Stagnation).
8. المرحلة الثامنة: تكامل الانا مقابل اليأس(Ego Integrity V.Despair).
(Torrance.1965.P.185)

ويعني اريكسون بالنمو المتعاقب ان شخصية الانسان في الاساس تنمو استناداً الى خطوات محتومة ومقدرة في الفرد واستعداده للنمو(Mishael.1976.P.49).(Hogan.1976.P.181). ويفترض اريكسون ان كل مرحلة من مراحل النمو تثير صراعاً معيناً يتطلب الحسم. وتنشأ هذه الصراعات او سوء التوافق لان من شأن الطبيعة ان تثقل كاهل الفرد بمتطلبات وتحديات جديدة. وتسمى هذه التحديات البيئية بالازمات(Grisis) وان شخصية الفرد ومفهومه عن ذاته يتوافقان على الطريقة التي يتعامل بها مع هذه الازمات ويحاول حلها(Mishael.1976.P.49).(ربيع،1986،ص433).
ويفترض ايضاً ان هناك ثماني فضائل تقابل مراحل النمو النفسي الاجتماعي للفرد وتتكون عندما يواجه ازمة معينة يستطيع حلها ويتجاوزها بشكل ايجابي والفضائل هي الامل(Hope) والارادة(Will) الهدف(Purpose) الكفاية(Competency) الاخلاص والامانة(Fidelity) والحب(Love) الاهتمام(Care) الحكمة(Wisdom).
(شلتز،1983،ص244).
ويؤكد اريكسون ان التوافق السوي يكمن في قوة الانا وقدرتها على القيام بوظائفها أذ تعمل الانا على توظيف خبرات الفرد وسلوكه وتوحيدها وتوافقه بصيغة تكيفية. وهو منظم داخلي نفسي يقوم بحماية الفرد وتخليصه من الضغوط الناشئة من(الهو) و(الانا) و(الانا العليا)(Hogan.1976.P.180). ويشير اريكسون الى بعض السمات المميزة للصحة النفسية او التوافق منها: ان يأخذ الفرد دوره و مكانة في المجتمع. وان يتحرر من الصراع وان يسخر قدراته ومواهبه ويتقن عمله ببراعة وتميز. وان يمتلك نظرة فلسفية واضحة لمفهومه عن الحياة(Erikson.1959.P.110).


ج- النظريات السلوكية : Behavioral Theories :

يعد واطسن مؤسس النظرية السلوكية التي وصفها بأنها علم موضوعي تجريبي محض هدفها التنبؤ بالسلوك والسيطرة عليه(الداهري،1999،ص80). ان القانون الاساسي في المدرسة السلوكية بالنسبة للشخصية هو ان الفرد يتعلم من خلال تفاعله مع البيئة وبذلك يمكن وصف الشخص بأنه كائن مستجيب للمؤثرات البيئية التي تعد مهمة له. ومن خلال تلك العملية تتكون انملط السلوك وتتكون الشخصية في نهاية المطاف. فألشخصية السوية من وجهة نظر السلوكيين تتطلب الكفاية والسيطرة على الذات اذ يتحقق التوافق اذا استطاع الشخص ان يكتشف الشروط والقوانين الكامنة في الطبيعة والمجتمع لكي يستطيع بموجبها سد حاجاته وتجنب المخاطر(سيدني،1988،ص43).
وشهر من يمثل النظريات السلوكية سكنر(B.F.Skinner) فهو يرى ان السبب الاساسي في نشوء السلوك المتوافق والسلوك غير المتوافق هو ان الانماط السلوكية لم تحصل على الدعم والتعزيز من ناحية ومن ناحية اخرى يجب ان يكافأ الفرد على السلوك الجيد بحسب قواعد التعزيز(الربيعي،1994،ص4). وفسر سكنر التوافق على اساس البيئة التي يعيش بها الانسان. فالتوافق مقرون بالبيئة وان الفرد يتوافق بصورة مناسبة وان حدثت تغيرات في البيئة تظهر ازمات الحياة وعندها يفشل الفرد في اكتساب التوافق السلوكي والانسجام مع هذا التغيير والحصول على التعزيزات (دافيدوف،1988،ص ص60-65).




د- النظرية الانسانية : Humanistk Theory :

تقوم النظرية الانسانية على بعض المعتقدات والمبادئ الاساسية منها النظر الى الانسان على انه كل متكامل. وان الطبيعة البشرية خيرة بالطبع وان الانسان قدرات كامنة ومبدعة وعدم جدوى البحوث التي تجري على الحيوان واستحالة تطبيق نتائجها على الانسان والتركيز على الصحة النفسية والتوافق النفسي.(Buhler.1972.P.I).

وابرز من يمثل هذه النظرية :
1- ماسلو : A.H.Maslow:
يرى ماسلو ان الشخص المتوافق هو الذي يستطيع اشباع حاجاته الفسيولوجية والنفسية بحسب اولويتها(الداهري،1999،ص200). والشخص المتوافق هو الذي يتقبل نفسه والاخرين وله القدرة الكبيرة من التلقائية وخبرات روحية والتمركز حول المشكلة اكثر من التمركز حول نفسه ويتصف بالاستقلال الذاتي والثقة بالنفس(الزبيدي،1999،ص12). ويرى ماسلو ان البيئة التي تكون مصدر تهديد للفرد وتكون اساليب المعاملة الوالدية فيها قائمة على النبذ والتسلط والاهمال ولا تسمح له بأشباع حاجاته الاساسية وهي تعيق نموه فينظر الفرد الى العالم من حوله على انه عدواني وخطير ومهدد فيشعر بأنعدام الامن النفسي والقلق وتظهر عليه بوادر السلوك المضطرب وسوء التوافق (Ryckman.1978.P.320).
اما البيئة التي لاتكون مصدر تهديد للفرد وتتبع اساليب التعامل القائمة على الحب والتساهل والرعاية وتسمح بأشباع الحاجات الاساسية فأنها تكون مصدر اسناد له وتدفعه الى النمو بأتجاه تحقيق الذات والتوافق السليم (Maslow.1970.P.54).

2-كارل روجرز : K.Rogers :

يرى روجرز ان الدافع الاساس عند الانسان هو تحقيق الذات وكيفية المحافظة عليها ويتحقق هذا من تفاعل الفرد مع بيئته ومع الخبرات التي يتعرض لها وما قد تحدثه من تغيرات في شخصيته بأتجاه تحقيق التكامل الانساني والتوافق (ويتنج،1977،ص261). ويؤكد روجرز ان الذات تنبثق من التقدير والاحترام الايجابي منذ فترة الرضاعة (صالح،1987،ص151). كما يعتقد سوء التوافق ينشأ عند وجود حالة عدم اتساق بين الذات وخبرات الفرد. وان الفرد الذي يعاني من مشاكل شخصية او من سوء لاتوافقي يبدو في حالة توتر وقلق دائمين ويميل سلوكه الى ان يكون متصلباً جامداً بسبب عدم ادراكه للمثيرات ادراكاً صحيحاً (القاضي واخرون،1981،ص ص237-240).
ويعنقد روجرز ان الشخصية المتوافقة والمتكاملة تتميز بعدة خصائص منها:
1. الشعور الكامل بالخبرات والوعي بها. اي ان يكون الفرد متكاملاً في وظائفه النفسية ويعي كل خبراته ولا يعمل على استبعاد اي خبرة منها او تشويهها.
2. يشعر الفرد المتوافق والمتكامل في وظائفه النفسية بكل لحظة من لحظات حياته بكامل ابعادها. لان كل لحظة جديدة تكون محملة بخبرات جديدة اوممتعة والشخص السليم والمتوافق نفسياً لايعترف بالجمود بل يكون مرناً في سلوكه وتصرفاته ولايعاني من القلق.
3. الشخص المتكامل في وظائفه النفسية يشعر بالثقة لانه كائن عضوي فعال يتخذ على سجيته قرارات ومواقف سليمة ولايكون منقاداً وخاضعاً للتقاليد (صالح،1988،ص ص87-88).


الخاتمة :

بعد عرض النظريات التي فسرت عملية التوافق يلحظ ان جميع النظريات ابرزت دور البيئة في حدوث التوافق مع النفس والاخرين. فقد ركز فرويد في تفسيره للتوافق على مكونات الشخصية واكد ان الانسجام الذي يحصل بين هذه المكونات له دور في تحقيق التوافق. اما اصحاب التحليل النفسي الجدد مثل (ادلر) الذي ركز على البعد الاجتماعي واثر الشعور بالنقص سواء كان هذا النقص جسمياً او عقلياً او اجتماعياً. كما اكد سوليفان اهمية الجانب الاجتماعي لان الانسان لايمكنه العيش منعزلاً منذ الطفولة فهو يعيش في مجال اجتماعي فيؤثر فيه كما تؤثر العوامل البيولوجية فيه ايضاً. ويتفق فروم مع ادلر وسوليفان وهورني في ان الانسان كائن اجتماعي يعيش في ضوء علاقات اجتماعية. واكد ماسلو ان الشخص المتوافق هو الشخص الذي يستطيع اشباع حاجاته الفسيولوجية والنفسية بحسب اهميتها. اما اصحاب المدرسة السلوكية مثل سكنر وبافلوف فأنهم يؤكدون المؤثرات البيئية تأكيداً كبيراً في اكتساب السلوك وتعلمه. اما روجرز فقد اكد على دور الذات في عملية التوافق وهو ينطلق من المنطلق الذي يعتمده ماسلو في تحقيق الذات من خلال اشباع الحاجات والتفاعل الاجتماعي الخلاق .

وبعد اطلاع الباحث على النظريات التي فسرت مفهوم التوافق فأنه يؤكد النقاط الاتية ويلفت الانتباه اليها :
1. تؤكد جميع النظريات الدور الكبير الذي تلعبه البيئة في تحقيق التوافق.
2. ركزت جميع النظريات على مرحلة الطفولة واهميتها في تحقيق التوافق.
3. لا يميل الباحث الى نظرية سكنر حيث يرى ان الانسان بمجرد ما يتعرض للازمات فأن ذلك يؤدي الى سوء التوافق. بل يرى الباحث ان الازمات هي التي تظهر لنا الفرد المتوافق او غير المتوافق.
4. تؤكد نظرية التحليل النفسي ان معالم الشخصية تتكون الى حد كبير في السنوات الخمس الاولى من حياة الافراد. ويرى الباحث ان معالم الشخصية تتكون بثلاث مراحل من حياة الافراد وهي الطفولة والمراهقة والرشد ولانستطيع ان نقلل من اهمية اي مرحلة من هذه المراحل.

وفي ضوء هذا العرض للنظريات التي فسرت عملية التوافق ومناقشته فأننا يتبنى النظرية الانسانية وبالتحديد نظرية(ماسلو) للاسباب الاتية :
1. اشار ماسلو الى ان الشخص المتوافق هو الذي يستطيع اشباع حاجاته الفسيولوجية والنفسية بحسب اوليتها.
2. اكد ماسلو الى ان الشخص المتوافق هو الذي لديه الثقة بالنفس لمواجهة المشكلات وحلها.
3. ركز ماسلو على اساليب المعاملة الوالدية التي هي اساس النمو النفسي والصحة النفسية كما يرى الباحث .
4. ان النظرية الانسانية تنظر الى الانسان على انه كل متكامل. بيولوجياً ونفسياً واجتماعياً.

المراجع
. مخيمر، صلاح(1972):مدخل الى الصحة النفسية: مكتبة الانجلو المصرية: القاهرة .
. صالح، عواطف حسن(1987): التنشئة الوالدية وعلاقتها بفاعلية الذات لدى المراهقين من ال***ين، مجلة كلية التربية، العدد(94)، جامعة المنصورة .

غنيم، سيد محمد(1973): سيكولوجية الشخصية، طبعة(1)، دار النهضة العربية، القاهرة .
القاضي، يوسف واخرين(1981): الارشاد النفسي والتوجيه التربوي، دار المريخ للنشر، الرياض
. دسوقي، كمال(1988): ذخيرة علم النفس، المجلد الاول، الدار الدولية للنشر والتوزيع، القاهرة .
زهران، حامد عبد السلام(1982): الصحة النفسية والعلاج النفسي، طبعة(2)، علم الكتب، القاهرة .

ياسر زكي3
18-03-2014, 01:09 PM
هذا دليل منهاج الخصائي الاجتماعي للأستاذ الفاضل معتز غباشي وما تريده هو محتوى الباب الثاني في الكتاب (الدليل)