مشاهدة النسخة كاملة : أرواح تهيم حول العرش .. إسرح فى فضاء عظمة الله مع بن القيم


هامييس
19-03-2014, 03:43 PM
منقول كتبه أبو بلال المصرى
أرواح تهيم (http://forum.islamstory.com/67962-%C3%D1%E6%C7%CD-%CA%E5%ED%E3-%CD%E6%E1-%C7%E1%DA%D1%D4-%C5%D3%D1%CD-%DD%EC-%DD%D6%C7%C1-%DA%D9%E3%C9-%C7%E1%E1%E5-%E3%DA-%C8%E4-%C7%E1%DE%ED%E3.html) حول العرش (http://forum.islamstory.com/67962-%C3%D1%E6%C7%CD-%CA%E5%ED%E3-%CD%E6%E1-%C7%E1%DA%D1%D4-%C5%D3%D1%CD-%DD%EC-%DD%D6%C7%C1-%DA%D9%E3%C9-%C7%E1%E1%E5-%E3%DA-%C8%E4-%C7%E1%DE%ED%E3.html) وأخرى تحوم حول الحُش






قال الإمام العلامة بحر العلوم ابن القيم (http://forum.islamstory.com/67962-%C3%D1%E6%C7%CD-%CA%E5%ED%E3-%CD%E6%E1-%C7%E1%DA%D1%D4-%C5%D3%D1%CD-%DD%EC-%DD%D6%C7%C1-%DA%D9%E3%C9-%C7%E1%E1%E5-%E3%DA-%C8%E4-%C7%E1%DE%ED%E3.html) فى كتابه المتحف طريق الهجرتين

فنبأ القوم عجيب ، وأمرهم خفي إلا على من له مشاركة مع القوم ، فإنه يطلع من حالهم على ما يريه إياه القدر المشترك ، وجملة أمرهم أنهم قوم قد امتلأت قلوبهم من معرفة الله (http://forum.islamstory.com/67962-%C3%D1%E6%C7%CD-%CA%E5%ED%E3-%CD%E6%E1-%C7%E1%DA%D1%D4-%C5%D3%D1%CD-%DD%EC-%DD%D6%C7%C1-%DA%D9%E3%C9-%C7%E1%E1%E5-%E3%DA-%C8%E4-%C7%E1%DE%ED%E3.html) ، وغمرت بمحبته ، وخشيته ، وإجلاله ، ومراقبته ؛ فسرت المحبة في أجزائهم ؛ فلم يبق فليها عرق ولا مفصل إلا وقد دخله الحب ، قد أنساهم حبه ذكر غيره ، وأوحشهم أنسهم به ممن سواه ، قد فنا بحبه عن حب من سواه ، وبذكره عن ذكر من سواه ، وبخوفه ، ورجائه ، والرغبة إليه ، والرهبة منه ، والتوكل عليه ، والإنابة إليه ، والسكون إليه ، والتذلل ، والانكسار بين يديه عن تعلق ذلك منهم بغيره .

فإذا وضع أحدهم جنبه على مضجعه ؛ صعدت أنفاسه إلى إلهه ومولاه ، واجتمع همه عليه متذكرًا صفاته العلى وأسماءه الحسنى ،

ومشاهدًا له في اسمائه وصفاته قد تجلت على قلبه أنوارها ؛ فانصبغ قلبه بمعرفته ومحبته ، فبات جسمه في فراشه يتجافى عن مضجعه ، وقلبه قد أوى إلى مولاه وحبيبه ؛ فآواه إليه وأسجده بين يديه خاضعًا خاشعًا ذليلاً منكسرًا من كل جهة من جهاته ، فيا لها سجدة ما أشرفها من سجدة لا يرفع رأسه منها إلى يوم اللقاء .

وقيل لبعض العارفين : أيسجد القلب بين يدي ربه ؟!

قال : أي والله بسجدة لا يرفع رأسه منها إلى يوم القيامة .
فشتان بين قلب يبيت عند ربه قد قطع في سفره إليه بيداء الأكوان ، وخرق حجب الطبيعة ، ولم يقف عند رسم ولا سكن إلى علم حتى دخل على ربه في داره ؛

فشاهد عز سلطانه ، وعظمة جلاله ، وعلو شأنه ، وبهاء كماله ، وهو مستو على عرشه ، يدبر أمر عباده ، وتصعد إليه شؤون العباد ، وتعرض عليه حوائجهم وأعمالهم ؛ فيأمر فيها بما يشاء ؛ فينزل الأمر من عنده نافذًا ،

فيشاهد الملك الحق قيومًا بنفسه ، مقيما لكل ما سواه ، غنيا عن كل من سواه ، وكل من سواه فقير إليه ، يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن ، يغفر ذنبًا ، ويفرج كربًا ، ويفك عانيًا ، وينصر ضعيفًا ، ويجبر كسيرًا ، ويغني فقيرًا ، ويميت ويحيي ، ويسعد ويشقي ، ويضل ويهدي ، وينعم على قوم ، ويسلب نعمته عن آخرين ، ويعز أقواما ، ويذل آخرين ، ويرفع أقواما ، ويضع آخرين ،

ويشهده كما أخبر عنه أعلم الخلق به وأصدقهم في خبره حيث يقول في الحديث الصحيح : يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة ، سحاء الليل والنهار ، أرأيتم ما أنفق منذ خلق الخلق ، فإنه لم يغض ما في يمينه ، وبيده الأخرى الميزان :يخفض ويرفع .

فيشاهده كذلكيقسم الأرزاق ، ويجزل العطايا ، ويمن بفضله على من يشاء من عباده بيمينه ، وباليد الأخرى الميزان يخفض به من يشاء ، ويرفع به من يشاء عدلاً منه وحكمة ، لا إله إلا هو العزيز الحكيم ،

فيشهده وحده القيوم بأمر السموات والأرض ومن فيهن ، ليس له بواب فيستأذن ، ولا حاجب فيدخل عليه ، ولا وزير فيؤتى ، ولا ظهير فيستعان به ، ولا ولي من دونه فيشفع به إليه ، ولا نائب عنه فيعرفه حوائج عباده ، ولا معين له فيعاونه على قضائها ، أحاط - سبحانه - بها علمًا ، ووسعها قدرة ورحمة ، فلا تزيده كثرة الحاجات إلا جودًا وكرمًا ، ولا يشغله منها شأن عن شأن ، ولا تغلطه كثرة المسائل ، ولا يتبرم بإلحاح الملحين ، لو اجتمع أول خلقه وآخرهم ، وإنسهم وجنهم ، وقاموا في صعيد واحد ، ثم سألوه فأعطى كلا منهم مسألته ما نقص ذلك مما عنده ذرة واحدة ، إلا كما ينقص المخيط البحر إذا غمس فيه ، ولو أن أولهم وآخرهم ، وإنسهم وجنهم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منهم ما زاد ذلك في ملكه شيئا ، ذلك بأنه الغني الجواد الماجد ، فعطاؤه كلام ، وعذابه من كلام ، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون .

ويشهده كما أخبر عنه أيضا الصادق المصدوق حيث يقول:( إن الله لا ينام ، ولا ينبغي له أن ينام ، يخفض القسط ويرفعه ، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل عمل الليل ، حجابه النور ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه .)

وبالجملة فيشهده في كلامه فقد تجلى - سبحانه وتعالى- لعباده في كلامه ، وتراءى لهم فيه ، وتعرف إليهم فيه ،
فبعدًا وتبًا للجاحدين والظالمين أفي الله شك فاطر السموات والأرض لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ) .
قلت قد فضحنا بن القيم رحمه الله


يتبع بكلام الإمام

هامييس
19-03-2014, 03:44 PM
قال الإمام العلامة شيخ الإسلام طبيب القلوب ابن القيم رحمه الله تعالى في الفوائد ص 54 - 55:


" عظمته سبحانه وتعالى



تأمّل خطاب القرآن تجد ملكا له الملك كله, وله الحمد كله

أزمّة الامور كلها بيده, ومصدرها منه, ومردّها اليه,

مستويا على سرير ملكه, لا تخفى عليه خافية في أقطار مملكته,

عالما بما في نفوس عبيده, مطّلعا على أسرارهم وعلانيتهم,

منفردا بتدبير المملكة, يسمع ويرى, يمنع ويعطي,

ويثيب ويعاقب, ويكرم ويهين, يخلق ويرزق,

ويميت ويحيي, ويقدر ويقضي ويدبّر.



الأمور نازلة من عنده دقيقها وجليلها, وصاعدة إليه

لا تتحرّك ذرّة إلا باذنه, ولا تسقط ورقة إلا بعلمه.



فتأمّل كيف تجده يثني على نفسه,

ويمجّد نفسه, ويحمد نفسه,

وينصح عباده, ويدلّهم على ما فيه سعادتهم وفلاحهم,

ويرغّبهم فيه, ويحذّرهم مما فيه هلاكهم,


ويتعرّف إليهم بأسمائه وصفاته, ويتحبب إليهم بنعمه وآلائه,

فيذكّرهم بنعمه عليهم, ويأمرهم بما يستوجبون به تمامها,

ويحذّرهم من نقمه

ويذكّرهم بما أعد لهم من الكرامة إن أطاعوه,

وما أعد لهم من العقوبة إن عصوه,

ويخبرهم بصنعه في أوليائه وأعدائه,

وكيف كانت عاقبة هؤلاء,


ويثني على أوليائه بصالح أعمالهم, وأحسن أوصافهم,

ويذم أعدائه بسيّء أعمالهم, وقبيح صفاتهم.



ويضرب الأمثال, وينوّع الأدلّة والبراهين,

ويجيب عن شبه أعدائه أحسن الأجوبة,

ويصدق الصادق, ويكذب الكاذب,

ويقول الحق, ويهدي السبيل,


ويدعو الى دار السلام, ويذكر أوصافها وصفاتها وحسنها ونعيمها,

ويحذّر من دار البوار, ويذكر عذابها وقبحها وآلامها,


ويذّكر عباده فقرهم إليه وشدّة حاجتهم إليه من كل وجه,

وأنهم لا غنى لهم عنه طرفة عين,

ويذكر غناه عنهم وعن جميع الموجودات,

وأنه الغني بنفسه عن كل ما سواه,

وكل ما سواه فقير إليه بنفسه,

وأنه لا ينال أحد ذرّة من الخير فما فوقها إلا بفضله ورحمته,

ولا ذرّة من الشر فما فوقها إلا بعدله وحكمته.

ويشهد من خطابه عتابه لأحبابه ألطف عتاب,


وأنه مع ذلك مقيل عثراتهم وغافر زلاتهم ومقيم أعذارهم,

ومصلح فاسدهم والدافع عنهم,

والمحامي عنهم, والناصر لهم, والكفيل بمصالحهم,

والمنجي لهم من كل كرب, والموفي لهم بوعده,

وأنه وليّهم الذي لا ولي لهم سواه


فهو مولاهم الحق, ونصيرهم على عدوهم,

فنعم المولى ونعم النصير.



فاذا شهدت القلوب من القرآن ملكا عظيما رحيما

جوادا جميلا هذا شأنه

فكيف لا تحبّه,
وتنافس في القرب منه,

وتنفق أنفاسها في التودد اليه,

ويكون أحب اليها من كل ما سواه,

ورضاه آثر عندها من رضا كل ما سواه؟

وكيف لا تلهج بذكره,

ويصير الحب والشوق إليه والأنس به

غذاؤها وقوتها ودواؤها,

بحيث إن فقدت ذلك

فسدت وهلكت, ولم تنتفع بحياتها ؟. "


وقال




الفوائد ، ص 180 بتصرف
[ من الناس من يعرف الله بالجود والإفضال والإحسان،

ومنهم من يعرفه بالعفو والحلم والتجاوز،

ومنهم من يعرفه بالبطش والانتقام،

ومنهم من يعرفه بالعلم والحكمة،

ومنهم من يعرفه بالعزة والكبرياء،

ومنهم من يعرفه بالرحمة والبر واللطف،

ومنهم من يعرفه بالقهر والملك،

ومنهم من يعرفه بإجابة دعوته وإغاثة لهفته وقضاء حاجته،


وأعمُّ هؤلاء معرفةً من عرفه من كلامه،

فإنه يعرف ربًا
قد اجتمعت له صفات الكمال ونعوت الجلال،

منزهٌ عن المثال،
بريءٌ من النقائص والعيوب،


له كل اسم حسن وكل وصف كمال،

فعَّالٌ لما يريد،

فوقَ كل شيء ،
ومع كل شيء،

وقادرٌ على كل شيء،
ومقيمٌ لكل شيء،

متكلمٌ بكلماته الدينية والكونية،

أكبرُ من كل شيء،
وأجملُ من كل شيء،

أرحمُ الراحمين ،
وأحكمُ الحاكمين،
وأقدرُ القادرين،


فالقرآن أُنزل لتعريف عباده به،

وبصراطه الموصل إليه ،

وبحال السالكين بعد الوصول إليه ]
يتبع بكلام للإمام

هامييس
19-03-2014, 03:45 PM
صولة الطاعة والكبر والعجب بالطاعة

يقول ابن القيِّم: (إنَّ تعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثمًا مِن ذنبه، وأشدُّ مِن معصيته؛ لما فيه مِن صولة الطَّاعة، وتزكية النَّفس وشكرها، والمناداة عليها بالبراءة مِن الذَّنب، وأنَّ أخاك باء به، ولعلَّ كسرته بذنبه، وما أحدث له مِن الذِّلَّة والخضوع والإزراء على نفسه، والتَّخلُّص مِن مرض الدَّعوى والكِبْر والعُجْب، ووقوفه بين يدي الله ناكس الرَّأس، خاشع الطَّرف، منكسر القلب أنفع له، وخيرٌ مِن صولة طاعتك، وتكثُّرك بها، والاعتداد بها، والمنَّة على الله وخَلْقِه بها، فما أقرب هذا العاصي مِن رحمة الله، وما أقرب هذا المدِل مِن مقت الله، فذنب تَذِلُّ به لديه أحبُّ إليه مِن طاعة تدلُّ بها عليه، وإنَّك أن تَبِيتَ نائمًا وتصبح نادمًا خيرٌ مِن أن تَبِيتَ قائمًا وتصبح مُعْجَبًا؛ فإنَّ المعْجَب لا يَصْعَد له عملٌ، وإنَّك إن تضحك وأنت معترفٌ، خيرٌ مِن أن تبكي وأنت مُدِلٌّ، وأنين المذنبين أحبُّ إلى الله مِن زجل المسبحين المدِلِّين، ولعلَّ الله أسقاه بهذا الذَّنب دواءً استخرج به داءً قاتلًا هو فيك ولا تشعر، فلله في أهل طاعته ومعصيته أسرار لا يعلمها إلَّا هو، ولا يطالعها إلَّا أهل البصائر، فيعرفون منها بقَدْرِ ما تناله معارف البَشَر)
قال بعضهم فإن كان المن بالعطية محبط للعمل فما بال المن على الله تعالى بالعمل فهو أولى بحبوط العمل

حنان قنديل
19-03-2014, 04:37 PM
جزاك الله كل خير
ورزقك الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة

عرووب
22-03-2014, 02:48 PM
ممتاااااااااااااااااااااااااز

هامييس
29-03-2014, 04:33 PM
جزاك الله كل خير
ورزقك الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة

شكرا أ. حنان

هامييس
05-04-2014, 01:40 PM
ممتاااااااااااااااااااااااااز
ربنا ينفعك به

دى برولى
05-04-2014, 09:24 PM
جزاك الله خيرا

هامييس
11-04-2014, 01:57 PM
بارك الله فيكم

عرووب
30-05-2014, 11:18 PM
لا امل منه

هامييس
28-06-2014, 11:42 AM
غداً رمضان تقبل الله منا ومنكم وكل عام وأنتم بخير

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه ما أتى على المسلمين شهر خير لهم من رمضان، -أي: أقسم أبو هريرة بما حلف به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- ولا أتى على المنافقين شهر شر لهم من رمضان، وذلك لما يعد المؤمنون فيه من القوة للعبادة، وما يعد فيه المنافقون من غفلات الناس وعوراتهم، هو غنم للمؤمن يغتنمه الفاجر).

عرووب
06-07-2014, 10:30 PM
ممتاااااااااااز

أ.محمد النجار
09-07-2014, 02:35 PM
ما شاء الله .....

هامييس
14-07-2014, 06:39 PM
جزاكم الله خيراً

هامييس
26-07-2014, 05:47 PM
بعد غد العيد ......عيد سعيد

هامييس
14-08-2014, 02:42 PM
أسباب معينة على ترك المعصية والإصرار عليها للإمام العلامة ابن القيم
قال فى كتابه المتحف عدة الصابرين
وأما تقوية باعث الدين فإنه يكون بأمور
أحدهما إجلال الله تبارك وتعالى أن يعصى وهو يرى ويسمع ومن قام بقلبه مشهد إجلاله لم يطاوعه قلبه لذلك البتة
الثاني مشهد محبته سبحانه فيترك معصيته محبة له فإن المحب لمن يحب مطيع وأفضل الترك ترك المحبين كما أن أفضل الطاعة طاعة المحبين فبين ترك المحب وطاعته وترك من يخاف العذاب وطاعته بون بعيد
الثالث مشهد النعمة والإحسان فإن الكريم لا يقابل بالاساءة من أحسن اليه وانما يفعل هذا لئام الناس فليمنعه مشهد إحسان الله تعالى ونعمته عن معصيته حياء منه أن يكون خير الله وإنعامه نازلا اليه ومخالفاته ومعاصيه وقبائحه صاعدة إلى ربه فملك ينزل بهذا وملك يعرج بذاك فأقبح بها من مقابلة
الرابع مشهد الغضب والانتقام فإن الرب تعالى إذا تمادى العبد في معصيته غضب واذا غضب لم يقم لغضبه شيء فضلا عن هذا العبد الضعيف
الخامس مشهد الفوات وهو ما يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة وما يحدث له بها من كل اسم مذموم عقلا وشرعا وعرفا ويزول عنه من الأسماء الممدوحة شرعا وعقلا وعرفا ويكفي في هذا المشهد مشهد فوات الإيمان الذى أدنى مثقال ذرة منه خير من الدنيا وما فيها أضعافا مضاعفة فكيف أن يبيعه بشهوة تذهب لذاتها وتبقى تبعتها تذهب الشهوة وتبقى الشقوة وقد صح عن النبي أنه قال لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن قال بعض الصحابة ينزع منه الإيمان حتى يبقى على رأسه مثل الظلة فإن تاب رجع اليه وقال بعض التابعين ينزع عنه الإيمان كما ينزع القميص فإن تاب لبسه ولهذا روى عن النبي في الحديث الذى رواه البخارى الزناة في التنور عراة لأنهم تعروا من لباس الإيمان وعاد تنور الشهوة الذى كان في قلوبهم تنورا ظاهرا يحمى عليه في النار
السادس مشهد القهر والظفر فان قهر الشهوة والظفر بالشيطان له حلاوة ومسرة وفرحة عند من ذاق ذلك أعظم من الظفر بعدوه من الآدميين وأحلى موقعا وأتم فرحة وأما عاقبته فأحمد عاقبة وهو كعاقبة شرب الدواء النافع الذى أزال داء الجسد وأعاده إلى صحته واعتداله
السابع مشهد العوض وهو ما وعد الله سبحانه من تعويض من ترك المحارم لأجله ونهى نفسه عن هواها وليوازنه بين العوض المعوض فأيهما كان أولى بالإيثار اختاره وارتضاه لنفسه
الثامن مشهد المعية وهو نوعان معية عامة ومعية خاصة فالعامة اطلاع الرب عليه وكونه بعينه لا تخفي عليه حاله وقد تقدم هذا والمقصود هنا المعية الخاصة كقوله ان الله مع الصابرين وقوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وقوله وان الله لمع المحسنين فهذه المعية الخاصة خير وأنفع في دنياه وآخرته ممن فضى وطره ونيل شهوته على التمام من أول عمره إلى آخره فكيف يؤثر عليها لذة منغصة منكدة في مدة يسيرة من العمر انما هى كأحلام نائم أو كظل زائل
التاسع مشهد المغافصة والمعاجلة وهو أن يخاف أن يغافصه الأجل فيأخذه الله على غرة فيحال بينه وبين ما يشتهى من لذات الآخرة فيا لها من حسرة ما أمرها وما أصعبها لكن ما يعرفها الا من جربها وفي بعض الكتب القديمة يامن لا يأمن على نفسه طرفة عين ولا يتم له سرور يوم الحذر الحذر
العاشر مشهد البلاء والعافية فان البلاء في الحقيقة ليس الا الذنوب وعواقبها والعافية المطلقة هي الطاعات وعواقبها فأهل البلاء هم أهل المعصية وان عوفيت
أبدانهم وأهل العافية هم أهل الطاعة وان مرضت أبدانهم وقال بعض أهل العلم في الأثر المروى إذا رأيتم أهل البلاء فاسألوا الله العافية فإن أهل البلاء المبتلون بمعاصى الله والأعراض والغفلة عنه وهذا وإن كان أعظم البلاء فاللفظ يتناول انواع المبتلين في أبدانهم وأديانهم والله أعلم
الحادى عشر أن يعود باعث الدين ودواعيه مصارعة داعى الهوى ومقاومته على التدريج قليلا قليلا حتى يدرك لذة الظفر فتقوى حينئذ همته فإن من ذاق لذة شئ قويت همته في تحصيله والاعتياد لممارسة الأعمال الشاقة تزيد القوى التى تصدر عنها تلك الأعمال ولذلك تجد قوى الحمالين وأرباب الصنائع الشاقة تتزايد بخلاف البزاز والخياط ونحوهما ومن ترك المجاهدة بالكلية ضعف فيه باعث الدين وقوى فيه باعث الشهوة ومتى عود نفسه مخالفة الهوى غلبه متى أراد
الثانى عشر كف الباطل عن حديث النفس واذا مرت به الخواطر نفاها ولا يؤويها ويساكنها فإنها تصير أمانى وهى رءوس أموال المفاليس ومتى ساكن الخواطر صارت أمانى ثم تقوى فتصير هموما ثم تقوى فتصير ارادات ثم تقوى فتصير عزما يقترن به المراد فدفع الخاطر الأول أسهل وأيسر من دفع أثر المقدور بعد وقوعه وترك معاودته
الثالث عشر قطع العلائق والأسباب التى تدعوه إلى موافقة الهوى وليس المراد أن لا يكون له هوى بل المراد أن يصرف هواه إلى ما ينفعه ويستعمله في تنفيذ مراد الرب تعالى فإن ذلك يدفع عنه شر استعماله في معاصيه فإن كل شيء من الانسان يستعمله لله فإن الله يقيه شر استعماله لنفسه وللشيطان وما لا يستعمله لله استعمله لنفسه وهواه ولا بد فالعلم ان لم يكن لله كان للنفس والهوى والعمل ان لم يكن لله كان للرياء والنفاق والمال ان لم ينفق في طاعة الله أنفق في طاعة الشيطان والهوى والجاه ان لم يستعمله لله استعمله صاحبه في هواه وحظوظه والقوة ان لم يستعملها في أمر الله استعملته في معصيته فمن عود نفسه العمل لله لم يكن عليه أشق من العمل لغيره ومن عود نفسه العمل لهواه وحظه لم يكن عليه أشق من الاخلاص والعمل لله وهذا في جميع أبواب الأعمال فليس شيء أشقعلى المنفق لله من الإنفاق لغيره وكذا بالعكس

على المنفق لله من الإنفاق لغيره وكذا بالعكس
الرابع عشر صرف الفكر إلى عجائب آيات الله التى ندب عباده إلى التفكر فيها وهى آياته المتلوة وآياته المجلوة فإذا استولى ذلك على قلبه دفع عنه محاظرة الشيطان ومحادثته ووسواسه وما أعظم غبن من أمكنه أن لا يزال محاظرا للرحمن وكتابه ورسوله والصحابة فرغب عن ذلك إلى محاظرة الشيطان من الانس والجن فلا غبن بعد هذا الغبن والله المستعان
الخامس عشر التفكر في الدنيا وسرعة زوالها وقرب انقضائها فلا يرضى لنفسه ان يتزود منها إلى دار بقائه وخلوده أخس ما فيها وأقله نفعا إلا ساقط الهمة دنيء المروءة ميت القلب فإن حسرته تشتد إذا عاين حقيقة ما تزوده وتبين له عدم نفعه له فكيف اذا كان ترك تزود ما ينفعه إلى زاد يعذب به ويناله بسببه غاية الألم بل اذا تزود ما ينفعه وترك ما هو أنفع منه له كان ذلك حسرة عليه وغبنا
السادس عشر تعرضه إلى من القلوب بين أصبعيه وأزمة الأمور بيديه وانتهاء كل شيء اليه على الدوام فلعله أن يصادف أوقات النفحات كما في الأثر المعروف ان لله في أيام دهره نفحات فتعرضوا لنفحاته واسألوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم ولعله في كثرة تعرضه أن يصادف ساعة من الساعات التى لا يسأل الله فيها شيئا الا أعطاه فمن أعطى منشور الدعاء أعطى الاجابة فإنه لو لم يرد اجابته لما ألهمه الدعاء كما قيل
لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه ... من جود كفك ما عودتنى الطلبا
ولا يستوحش من ظاهر الحال فإن الله سبحانه يعامل عبده معاملة من ليس كمثله شيء في أفعاله كما ليس كمثله شيء في صفاته فإنه ما حرمه الا ليعطيه ولا أمرضه الا ليشفيه ولا أفقره الا ليغنيه ولا أماته الا ليحييه وما أخرج أبويه من الجنة الا ليعيدهما اليها على أكمل حال كما قيل يا آدم لا تجزع من قولى لك واخرج منها فلك خلقتها

وسأعيدك اليها
فالرب تعالى ينعم على عبده بابتلائه ويعطيه بحرمانه ويصحبه بسقمه فلا يستوحش عبده من حالة تسوؤه أصلا الا اذا كانت تغضبه عليه وتبعده منه

السابع عشر أن يعلم العبد بأن فيه جاذبين متضادين ومحنته بين الجاذبين

جاذب يجذبه إلى الرفيق الأعلى من أهل عليين وجاذب يجذبه إلى أسفل سافلين فكلما انقاد مع الجاذب الأعلى صعد درجة حتى ينتهى إلى حيث يليق به من المحل الأعلى وكلما انقاد إلى الجاذب الاسفل نزل درجة حتى ينتهى إلى موضعه من سجين ومتى أراد أن يعلم هل هو مع الرفيق الأعلى أو الأسفل فلينظر أين روحه في هذا العالم فإنها اذا فارقت البدن تكون في الرفيق الأعلى الذى كانت تجذبه اليه في الدنيا فهو أولى بها فالمرء مع من أحب طبعا وعقلا وجزءا وكل مهتم بشئ فهو منجذب اليه وإلى أهله بالطبع وكل امرئ يصبو إلى ما يناسبه وقد قال تعالى قل كل يعمل على شاكلته فالنفوس العلوية تنجذب بذاتها وهمها وأعمالها إلى أعلى والنفوس السافلة إلى اسفل
الثامن عشر أن يعلم العبد أن تفريغ المحل شرط لنزول غيث الرحمة وتنقيته من الدغل شرط لكمال الزرع فمتى لم يفرغ المحل لم يصادف غيث الرحمة محلا قابلا ينزل فيه وان فرغه حتى أصابه غيث الرحمة ولكنه لم ينقه من الدغل لم يكن الزرع زرعا كاملا بل ربما غلب الدغل على الزرع فكان الحكم له وهذا كالذى يصلح أرضه ويهيئها لقبول الزرع ويودع فيها البذور وينتظر نزول الغيث فإذا طهر العبد قلبه وفرغه من ارادة السوء وخواطره وبذر فيه بذر الذكر والفكر والمحبة والإخلاص وعرضه لمهاب رياح الرحمة وانتظر نزول غيث الرحمة في أوانه كان جديرا بحصول المغل وكما يقوى الرجاء لنزول الغيث في وقته كذلك يقوى الرجاء لإصابة نفحات الرحمن جل جلاله في الأوقات الفاضلة والأحوال الشريفة ولا سيما اذا اجتمعت الهمم وتساعدت القلوب وعظم الجمع كجمع عرفة وجمع الاستسقاء وجمع أهل الجمعة فإن اجتماع الهمم والأنفاس أسباب نصبها الله تعالى مقتضية لحصول الخير ونزول الرحمة كما نصب سائر الأسباب مقتضية إلى مسبباتها بل هذه الأسباب في حصول الرحمة أقوى من الأسباب الحسية في حصول مسبباتها ولكن العبد بجهله يغلب عليه الشاهد على الغائب الحسن وبظلمه يؤثر ما يحكم به هذا ويقتضيه على ما يحكم به الآخر ويقتضيه ولو فرغ العبد المحل وهيأه وأصلحه لرأى العجائب فإن فضل الله لا يرده الا المانع الذى في العبد فلو زال ذلك المانع
لسارع اليه الفضل من كل صوب فتأمل حال نهر عظيم يسقى كل أرض يمر عليها فحصل بينه وبين بعض الأرض المعطشة المجدية سكر وسد كثيف فصاحبها يشكو الجدب والنهر إلى جانب أرضه
التاسع عشر أن يعلم العبد أن الله سبحانه خلقه لبقاء لافناء له ولعز لا ذل معه وأمن لا خوف فيه وغناء لا فقر معه ولذة لا ألم معها وكمال لا نقص فيه وأمتحنه في هذه الدار بالبقاء الذى يسرع اليه الفناء والعز الذى يقارنه الذل ويعقبه الذل والأمن الذى معه الخوف وبعده الخوف وكذلك الغناء واللذة والفرح والسرور والنعيم الذى هنا مشوب بضده لأنه يتعقبه ضده وهو سريع الزوال فغلط أكثر الخلق في هذا المقام إذ طلبوا النعيم والبقاء والعز والملك والجاه في غير محله ففاتهم في محله وأكثرهم لم يظفر بماطليه ! من ذلك والذى ظفر به انما هو متاع قليل والزوال قريب فإنه سريع الزوال عنه والرسل صلوات الله وسلامه عليهم انما جاءوا بالدعوة إلى النعيم المقيم والملك الكبير فمن أجابهم حصل له ألذ ما في الدنيا وأطيبه فكان عيشه فيها أطيب من عيش الملوك فمن دونهم فإن الزهد في الدنيا ملك حاضر والشيطان يحسد المؤمن عليه أعظم حسد فيحرص كل الحرص على أن لا يصل اليه فإن العبد اذا ملك شهوته وغضبه فانقادا معه لداعى الدين فهو الملك حقا لأن صاحب هذا الملك حر والملك المنقاد لشهوته وغضبه عبد شهوته وغضبه فهو مسخر مملوك في زى مالك يقوده زمام الشهوة والغضب كما يقاد البعير فالمغرور المخدوع يقطع نظره على الملك الظاهر الذى صورته ملك وباطنه رق وعلى الشهوة التى أولها لذة وآخرها حسرة والبصير الموفق يعير نظره من الاوائل إلى الأواخر ومن المبادئ إلى العواقب وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
العشرون أن لا يغتر العبد باعتقاده أن مجرد العلم بما ذكرنا كاف في حصول المقصود بل لا بد أن يضيف اليه بذل الجهد في استعماله واستفراغ الوسع والطاقة فيه وملاك ذلك الخروج عن العوائد فإنها أعداء الكمال والفلاح فلا أفلح من استمر مع عوائده أبدا ويستعين على الخروج عن العوايد بالهرب عن مظان الفتنة
والبعد عنها ما أمكنه وقد قال النبي من سمع بالدجال فلينا عنه فما استعين على التخلص من الشر بمثل البعد عن أسبابه ومظانه
وههنا لطيفة للشيطان لا يتخلص منها الا حاذق وهى أن يظهر له في مظان الشر بعض شيء من الخير ويدعوه إلى تحصيله فإذا قرب منه ألقاه في الشبكة والله اعلم

يتبع....

مهدى نجم
14-08-2014, 02:56 PM
جزاكى الله خيرا

هامييس
01-09-2014, 10:51 PM
وجزاك أستاذ مهدى

هامييس
12-09-2014, 10:15 AM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
قال رحمه الله : " لا ينال الهدى إلا بالعلم ، ولا ينال الرشاد إلا بالصبر "
مجموع الفتاوى 10 / 40 ، ورسالة أمراض القلوب ص 55 .
وقال رحمه الله : " أسعد الخلق وأعظمهم يقيناً وأعلاهم درجةً أعظمهم إتباعاً وموافقة له علماً وعملاً ".
مجموع الفتاوى 4 / 26 .

محمد ابو الفرح
13-09-2014, 08:24 PM
اللهم إجعلنا من أهل الجنة يارحيم يا الله

هامييس
17-09-2014, 11:45 AM
اللهم امين

هامييس
22-09-2014, 07:36 AM
وقال رحمه الله :" الرسالة ضرورية للعباد لا بد لهم منها وحاجتهم إليها فوق حاجتهم إلى كل شيء والرسالة روح العالم ونور حياته " .

هامييس
27-09-2014, 07:58 AM
إسلام منتج الفيلم المسيء للرسول الكريم وقيامه العام بأداء فريضة الحج وإسلام نجله بالفيديو
http://www.youtube.com/watch?v=I-zfnOkAqhI
http://www.youtube.com/watch?v=EOV2zTMO5pA

أ.محمد النجار
28-11-2014, 01:07 PM
اللهم اهدنا

زهرة 1996
29-11-2014, 08:36 PM
جزاك الله خيرا

هامييس
04-12-2014, 08:07 PM
جزاكم الله خيرا

هامييس
30-12-2014, 10:13 PM
موضوع هام
http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=628594

هامييس
02-01-2015, 01:42 PM
فاهرع بهذا الحيث أيها الموفق

هامييس
27-05-2015, 10:31 PM
ممتاااااااااااااااااااااااااز
الحمد لله....

هامييس
17-06-2015, 11:39 AM
غداً رمضان تقبل الله منا ومنكم

هامييس
28-06-2015, 06:11 PM
قال ابن القيم

من أعرض عن محبة الله وذكره والشوق إلى لقائه ابتلاه بمحبة غيره، فيعذّبه بها في الدنيا وفي البرزخ وفي والآخرة، فإمّا أن يعذّبه بمحبة الأوثان أو بمحبة المردان، أو بمحبة النسوان أو دون ذلك مما هو في غاية الحقارة والهوان فالإنسان عبد محبوبه كائناً من كان.