abomokhtar
21-03-2014, 10:38 PM
﴿ لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ﴾
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فقد روى البخاري في صحيحه من حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: احتبس جبريل صلى الله عليه وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت امرأة من قريش أبطأ عليه شيطانه فنزلت ﴿ وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ﴾ [الضحى: 1،3].
إنها أم لهب، تلك المرأة الخبيثة التي زعمت أن رب محمد قد تخلى عنه وتركه وهجره ونساه، وذلك أن جبريل عليه السلام غاب عن النبي صلى الله عليه وسلم فترة حتى وجد النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه شيئاً وأصابه من الكرب ما أصابه، وقيل إنه صلى الله عليه وسلم وعد أن يجيب اليهود عن أسئلة ثلاث (من هو ذو القرنين؟ وما الروح؟ ومن هم أصحاب الكهف؟).
فجاء الجواب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسورة عظيمة هي سورة الضحى، ووقت الضحى من أجل أوقات النهار كما أن السجى هو أجل أوقات الليل، وكأن الآية تقول كما يتغير الحال من النهار إلى الليل فكذلك هو حالك يا محمد، فلا تخشى من كل متغير قادم وتأمل في حالك..
ألم يجدك يتيماً فآوى؟ ألم تكن قد فقدت أبويك فحباك الله بالقرب وعلمك واصطفاك؟
ووجدك ضالاًّ فهدى؟ فما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان.
ووجدك عائلاً فأغنى؟ ووجدك فقيراً لا تملك شيئاً حتى صرت إلى ما صرت اليه.
وكذا سيرفع أمرك وأمر أمتك، ويعلو شأنك وشأن أمتك، وسيدين لكم أهل الأرض جميعاً... يا محمد لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا.
إبراهيم عليه السلام في بطن النار.. وهو يؤمن بحقيقة لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.
ويونس عليه السلام في بطن الحوت.. وهو يؤمن بحقيقة لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.
ومحمد صلى الله عليه وسلم في بطن الغار.. وهو يؤمن بحقيقة لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.
فمن رحم الشدة يأتي الفرج، وفي وسط اللجة يأتي طوق النجاة..
يعذب بلال وينال خاتمة عظيمة يوم أن ارتقى الكعبة ليرفع النداء يوم الفتح.
وعُمَر الفاروق يرعى الغنم لينال بعدها خاتمة عظيمة فيقود الأمة ويسوسها بالعدل، وما تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
وهي رسالة جلية إلى كل صاحب هم أو مرض أو بلاء...
تذكر قوله تعالى: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 156]
تذكر ﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾
تذكر﴿ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56]
تذكر ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ ﴾ [الشورى: 19]
تذكر ﴿ إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾
تذكر ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 2] ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 4]
دع المقادير تجري في أعنتها http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ولا تبيتن إلا خالي البالِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ما بين غمضة عين وانتباهتها http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
يغيِّر الله من حال إلى حالِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
يا من ابتلي بالمصيبة.. يا من أصابته جائحة.. يا من ابتلي بمرض.. يا من ابتلي بفقد حبيب أو عزيز.. يا من ضاقت عليه الأرض.. يا من يسكن وراء القضبان وحبسه القيد.. يا من حبسه سريره بمرضه... يا من امتلأت مقلتاه بالدموع واحترق قلبه من الألم. كفكف دموعك وقل ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله ﴿ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾.
روى أحمد والبزار بسند صحيح من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله عز وجل همه وأبدله مكان حزنه فرحا، قالوا: يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات، قال: أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن.
استعن بالله ولا تيأس... وضع نصب عينيك ﴿ لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ﴾ [الطلاق: 1].
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً.
د. حسام الدين السامرائي (http://www.alukah.net/Authors/View/Sharia/6878/)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فقد روى البخاري في صحيحه من حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: احتبس جبريل صلى الله عليه وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت امرأة من قريش أبطأ عليه شيطانه فنزلت ﴿ وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ﴾ [الضحى: 1،3].
إنها أم لهب، تلك المرأة الخبيثة التي زعمت أن رب محمد قد تخلى عنه وتركه وهجره ونساه، وذلك أن جبريل عليه السلام غاب عن النبي صلى الله عليه وسلم فترة حتى وجد النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه شيئاً وأصابه من الكرب ما أصابه، وقيل إنه صلى الله عليه وسلم وعد أن يجيب اليهود عن أسئلة ثلاث (من هو ذو القرنين؟ وما الروح؟ ومن هم أصحاب الكهف؟).
فجاء الجواب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسورة عظيمة هي سورة الضحى، ووقت الضحى من أجل أوقات النهار كما أن السجى هو أجل أوقات الليل، وكأن الآية تقول كما يتغير الحال من النهار إلى الليل فكذلك هو حالك يا محمد، فلا تخشى من كل متغير قادم وتأمل في حالك..
ألم يجدك يتيماً فآوى؟ ألم تكن قد فقدت أبويك فحباك الله بالقرب وعلمك واصطفاك؟
ووجدك ضالاًّ فهدى؟ فما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان.
ووجدك عائلاً فأغنى؟ ووجدك فقيراً لا تملك شيئاً حتى صرت إلى ما صرت اليه.
وكذا سيرفع أمرك وأمر أمتك، ويعلو شأنك وشأن أمتك، وسيدين لكم أهل الأرض جميعاً... يا محمد لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا.
إبراهيم عليه السلام في بطن النار.. وهو يؤمن بحقيقة لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.
ويونس عليه السلام في بطن الحوت.. وهو يؤمن بحقيقة لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.
ومحمد صلى الله عليه وسلم في بطن الغار.. وهو يؤمن بحقيقة لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.
فمن رحم الشدة يأتي الفرج، وفي وسط اللجة يأتي طوق النجاة..
يعذب بلال وينال خاتمة عظيمة يوم أن ارتقى الكعبة ليرفع النداء يوم الفتح.
وعُمَر الفاروق يرعى الغنم لينال بعدها خاتمة عظيمة فيقود الأمة ويسوسها بالعدل، وما تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
وهي رسالة جلية إلى كل صاحب هم أو مرض أو بلاء...
تذكر قوله تعالى: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 156]
تذكر ﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾
تذكر﴿ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56]
تذكر ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ ﴾ [الشورى: 19]
تذكر ﴿ إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾
تذكر ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 2] ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 4]
دع المقادير تجري في أعنتها http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ولا تبيتن إلا خالي البالِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ما بين غمضة عين وانتباهتها http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
يغيِّر الله من حال إلى حالِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
يا من ابتلي بالمصيبة.. يا من أصابته جائحة.. يا من ابتلي بمرض.. يا من ابتلي بفقد حبيب أو عزيز.. يا من ضاقت عليه الأرض.. يا من يسكن وراء القضبان وحبسه القيد.. يا من حبسه سريره بمرضه... يا من امتلأت مقلتاه بالدموع واحترق قلبه من الألم. كفكف دموعك وقل ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله ﴿ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾.
روى أحمد والبزار بسند صحيح من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله عز وجل همه وأبدله مكان حزنه فرحا، قالوا: يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات، قال: أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن.
استعن بالله ولا تيأس... وضع نصب عينيك ﴿ لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ﴾ [الطلاق: 1].
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً.
د. حسام الدين السامرائي (http://www.alukah.net/Authors/View/Sharia/6878/)