alaa 4
28-03-2014, 02:07 PM
بقلم: أحمد القاعود (http://elshaab.org/search.php?q=%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF%20%D8%A7%D9% 84%D9%82%D8%A7%D8%B9%D9%88%D8%AF&term=author)
بعد أسابيع قليلة يفترض أن يكون هناك رئيسا لمصر مابعد الانقلاب ، حيث سينتخب شعب " السيسي " المؤيد لخارطة الطريق رئيسا جديدا يقود مصر إلي الازدهار و التنمية كما طالب المعادون للحرية في 30 يونيو الماضي .
ما تسمي بالانتخابات الرئاسية ، أعلن صراحة معظم المرشحين المحتملين عدم مشاركتهم فيها باعتبارها مسرحية هزلية معدة سلفا من قبل دولة المخابرات و الحزب الوطني ، و كان أقوي رفض للعملية برمتها و اعتبارها عديمة الجدوي ، هو التسريب الذي نسب إلي المرشح الرئاسي السابق و الحاصل علي المركز الثاني و أحد رموز دولة مبارك الفريق أحمد شفيق ، عندما اتهم قيادات الجيش بالجهل وقلة الخبرة لتدخلهم السافر في الانتخابات الرئاسية و اعلانهم تفويض مرشح عن الجيش لخوض السباق ، إضافة إلي تأكيده علي أن الصناديق الانتخابية سيتم " توضيبها " لصالح السيسي . كان تسريب الفريق شفيق هو بمثابة رفع الغطاء و الشرعية عن عملية المسخرة التي يسعي نظام 30 يونيو لخداع العالم بها .
تلي هذا التسريب إعلان مرشح محتمل أخر هو الفريق سامي عنان رئيس الأركان السابق عدم دخوله السباق الرئاسي ، ثم المرشح الرئاسي السابق خالد علي و الذي وصف الانتخابات بالمسرحية الهزلية حيث طالب القوات المسلحة بإغلاق " مسرح العرائيس " في إشارة إلي ما يسمي بالانتخابات الرئاسية مؤكدا أنه لن يكون محلالا فيها .
و كان قد أعلن قبلهم المرشح السابق عبدالمنعم أبوالفتوح أنه لن يشارك في هذه العملية لأنها لن تكون نزيهة ، و لم يتبقي سوي المرشح السابق حمدين صباحي الذي أعلن أنه سيخوض السباق اعتقادا منه أنه سينال جزءا من كعكة الانقلاب الدموي ، أو ربما يكون رئيسا – ضمن صفقة - علي دماء ألاف الشهداء الذين ضن عليهم بكلمة عزاء بينما أيد تصرفات السلطة وإرهابها بصورة غير مسبوقة .
إذا نحن أمام انتكاسة جديدة للنظام الانقلابي ، الذي يجاهد بطريقة جعلت مصر مستباحة من جميع الدول لنيل إعتراف دولي ، فلا لقطة 30 يونيو السينمائية ولا دستورهم الذي عزز القمع و سيطرة المؤسسة العسكرية نجحا في إقناع العالم بأي تغيير تجاه سلطة الانقلاب .
و بإسدال الستار علي هذه المهزلة التي ستنصب قائد الانقلاب رئيسا علي مصر ، ستصبح الصورة أوضح في الداخل و للعالم و بالأخص دول الغرب ذات المعايير المزدوجة التي تؤيد الانقلاب العسكري و لا تري أنه مخالف للقيم و المعايير الديموقراطية التي تنادي بها .
و في داخل مصر ستزداد الثورة نضوجا ، فالحرية التي طالب بها المصريون وأدها الجيش بغطاء من تيارات سياسية تصف نفسها بالليبرالية و اليسارية ، دهست كل القيم و المعاني و كرامة الانسان نفسها بالأحذية ، كراهية في الاسلام تارة ، و بحثا عن نصيب من الكعكة تارة أخري ، و تحيزا لأصحاب المصالح تارة ثالثة .
وعندما يصبح السيسي رئيسا للجمهورية ستكون الصورة قد اتضحت و بلغ المشهد ذروته فثورة يناير التي قامت قبل ثلاث سنوات لم تقم ضد حسني مبارك لشخصه أو ضد جمال ولده ، أو ضد الحزب الوطني . ثورة يناير قامت ضد مؤسسات الدولة التي أنشأت في عهد العسكر منذ الاطاحة بالملكية و أخذت تزداد عفونة عن طريق استقطاب كافة العناصر الفاسدة من أطياف الشعب و ضمها في المؤسسات السيادية و علي رأسها الجيش و الشرطة و القضاء و الاعلام و التي دعمت بدورها طبقة من أثرياء الدعم و الفساد السياسي بما شكل نخبة عفنة تتحكم في مصير و مستقبل الدولة ككل .
وصول الرئيس المنتخب محمد مرسي إلي الحكم اعتبره كثيرون أو حاولوا تصويره علي أنه وصول لجماعة الاخوان المسلمين إلي السلطة ، رغم أن ذلك لم يكن حقيقة ، مثله في ذلك تصوير معارضة الرئيس مرسي بأنها كافة القوي السياسية ، رغم أن معارضته كانت هزلية في الاعلام فقط بينما كانت المعارضة الحقيقة للرئيس مرسي تتمثل في المؤسسة العسكرية التي عملت جاهدة علي إعادة الأوضاع علي ما كانت عليه حتي تحافظ طبقة السلطة علي مكتسباتها التي بدأت و أصبحت مهددة من قبل الشعب المصري الذي عبر عن إرادته الحرة لأول مرة في تاريخه .
و الآن وبعد أن يصبح قائد الانقلاب رئيسا مدعوما ومفوضا من قبل قادة الجيش ، لتحمل ما سموه بالمسؤولية الوطنية ، و بعد أن روج تجار الديموقراطية و حقوق الانسان و الشراكة و عدم الاقصاء و التمييز وغيرها من المصطلحات التي باتت سيئة السمعة و كريهة ، فإن التمايز و الفرز يكون قد بلغ منتهاه , و أصبح المدافعون الحقيقيون عن الحرية و الارادة الوطنية و الرافضون للتبعية و حكم الخونة في جانب ، و أولئك القتـلة و محترفو الاجرام بحق الشعوب الباحثين دوما عن مغانم شخصية ولو عن طريق الخيانة في جانب أخر .
بفوز السيسي بما يسمي الانتخابات الرئاسية ، ستتجلي الصورة أكثر أمام فئات ومكونات الثورة ، فالجيش سيكون هو الحاكم و المتحكم بأذرعه الفاسدة في القضاء و الشرطة والاعلام ، ومن هنا فإن فشلهم الحادث و الأخذ الدولة إلي طريق الانهيار السريع ، سيكون دافعا قويا أمام الشعب للقضاء نهائيا علي حكم الجيش و للأبد و إعادة ترتيب و صياغة مؤسسات الدولة ، بما يقصي تماما المؤسسة العسكرية القائمة علي عناصر فاسدة وموالية لأصحاب السلطة و التابعة للولايات المتحدة الأمريكية ، و إعادة تشكيلها بعناصر أخري وفقا لمعايير متساوية بين أبناء الوطن ، تجعل الأكثر كفاءة هو الأجدر بالالتحاق بها ، و الأمر كذلك بالنسبة للقضاء و الشرطة وهما مؤسستان سيكون الحل مصيرهما إذ لا فائدة من تضييع الوقت مع عناصر فاسدة التكوين .
مسرحية الانتخابات الرئاسية هي فرصة قوية للثوار للتوحد و الاطاحة بالحكم العسكري للأبد ، إذ سيكون علي رأس السلطة مجرم حرب مارس في حق شعبه مذابـح لم تشهدها مصر منذ العصور الوسطي ، و بخلاف فشله و جعله من مصر مسخرة الأمم خلال أشهر قليلة قضاها علي رأس السلطة كقائد للنظام العسكري ، فإن توحد أبناء الشعب ضده سيكون أمرا سهلا خاصة و أنه عـذب و اعتقل قطاع كبير من مؤيدي انقلابه الدموي و كثير ممن برروا جرائمه من تيارات سياسية عدة .
http://elshaab.org/thread.php?ID=103987
بعد أسابيع قليلة يفترض أن يكون هناك رئيسا لمصر مابعد الانقلاب ، حيث سينتخب شعب " السيسي " المؤيد لخارطة الطريق رئيسا جديدا يقود مصر إلي الازدهار و التنمية كما طالب المعادون للحرية في 30 يونيو الماضي .
ما تسمي بالانتخابات الرئاسية ، أعلن صراحة معظم المرشحين المحتملين عدم مشاركتهم فيها باعتبارها مسرحية هزلية معدة سلفا من قبل دولة المخابرات و الحزب الوطني ، و كان أقوي رفض للعملية برمتها و اعتبارها عديمة الجدوي ، هو التسريب الذي نسب إلي المرشح الرئاسي السابق و الحاصل علي المركز الثاني و أحد رموز دولة مبارك الفريق أحمد شفيق ، عندما اتهم قيادات الجيش بالجهل وقلة الخبرة لتدخلهم السافر في الانتخابات الرئاسية و اعلانهم تفويض مرشح عن الجيش لخوض السباق ، إضافة إلي تأكيده علي أن الصناديق الانتخابية سيتم " توضيبها " لصالح السيسي . كان تسريب الفريق شفيق هو بمثابة رفع الغطاء و الشرعية عن عملية المسخرة التي يسعي نظام 30 يونيو لخداع العالم بها .
تلي هذا التسريب إعلان مرشح محتمل أخر هو الفريق سامي عنان رئيس الأركان السابق عدم دخوله السباق الرئاسي ، ثم المرشح الرئاسي السابق خالد علي و الذي وصف الانتخابات بالمسرحية الهزلية حيث طالب القوات المسلحة بإغلاق " مسرح العرائيس " في إشارة إلي ما يسمي بالانتخابات الرئاسية مؤكدا أنه لن يكون محلالا فيها .
و كان قد أعلن قبلهم المرشح السابق عبدالمنعم أبوالفتوح أنه لن يشارك في هذه العملية لأنها لن تكون نزيهة ، و لم يتبقي سوي المرشح السابق حمدين صباحي الذي أعلن أنه سيخوض السباق اعتقادا منه أنه سينال جزءا من كعكة الانقلاب الدموي ، أو ربما يكون رئيسا – ضمن صفقة - علي دماء ألاف الشهداء الذين ضن عليهم بكلمة عزاء بينما أيد تصرفات السلطة وإرهابها بصورة غير مسبوقة .
إذا نحن أمام انتكاسة جديدة للنظام الانقلابي ، الذي يجاهد بطريقة جعلت مصر مستباحة من جميع الدول لنيل إعتراف دولي ، فلا لقطة 30 يونيو السينمائية ولا دستورهم الذي عزز القمع و سيطرة المؤسسة العسكرية نجحا في إقناع العالم بأي تغيير تجاه سلطة الانقلاب .
و بإسدال الستار علي هذه المهزلة التي ستنصب قائد الانقلاب رئيسا علي مصر ، ستصبح الصورة أوضح في الداخل و للعالم و بالأخص دول الغرب ذات المعايير المزدوجة التي تؤيد الانقلاب العسكري و لا تري أنه مخالف للقيم و المعايير الديموقراطية التي تنادي بها .
و في داخل مصر ستزداد الثورة نضوجا ، فالحرية التي طالب بها المصريون وأدها الجيش بغطاء من تيارات سياسية تصف نفسها بالليبرالية و اليسارية ، دهست كل القيم و المعاني و كرامة الانسان نفسها بالأحذية ، كراهية في الاسلام تارة ، و بحثا عن نصيب من الكعكة تارة أخري ، و تحيزا لأصحاب المصالح تارة ثالثة .
وعندما يصبح السيسي رئيسا للجمهورية ستكون الصورة قد اتضحت و بلغ المشهد ذروته فثورة يناير التي قامت قبل ثلاث سنوات لم تقم ضد حسني مبارك لشخصه أو ضد جمال ولده ، أو ضد الحزب الوطني . ثورة يناير قامت ضد مؤسسات الدولة التي أنشأت في عهد العسكر منذ الاطاحة بالملكية و أخذت تزداد عفونة عن طريق استقطاب كافة العناصر الفاسدة من أطياف الشعب و ضمها في المؤسسات السيادية و علي رأسها الجيش و الشرطة و القضاء و الاعلام و التي دعمت بدورها طبقة من أثرياء الدعم و الفساد السياسي بما شكل نخبة عفنة تتحكم في مصير و مستقبل الدولة ككل .
وصول الرئيس المنتخب محمد مرسي إلي الحكم اعتبره كثيرون أو حاولوا تصويره علي أنه وصول لجماعة الاخوان المسلمين إلي السلطة ، رغم أن ذلك لم يكن حقيقة ، مثله في ذلك تصوير معارضة الرئيس مرسي بأنها كافة القوي السياسية ، رغم أن معارضته كانت هزلية في الاعلام فقط بينما كانت المعارضة الحقيقة للرئيس مرسي تتمثل في المؤسسة العسكرية التي عملت جاهدة علي إعادة الأوضاع علي ما كانت عليه حتي تحافظ طبقة السلطة علي مكتسباتها التي بدأت و أصبحت مهددة من قبل الشعب المصري الذي عبر عن إرادته الحرة لأول مرة في تاريخه .
و الآن وبعد أن يصبح قائد الانقلاب رئيسا مدعوما ومفوضا من قبل قادة الجيش ، لتحمل ما سموه بالمسؤولية الوطنية ، و بعد أن روج تجار الديموقراطية و حقوق الانسان و الشراكة و عدم الاقصاء و التمييز وغيرها من المصطلحات التي باتت سيئة السمعة و كريهة ، فإن التمايز و الفرز يكون قد بلغ منتهاه , و أصبح المدافعون الحقيقيون عن الحرية و الارادة الوطنية و الرافضون للتبعية و حكم الخونة في جانب ، و أولئك القتـلة و محترفو الاجرام بحق الشعوب الباحثين دوما عن مغانم شخصية ولو عن طريق الخيانة في جانب أخر .
بفوز السيسي بما يسمي الانتخابات الرئاسية ، ستتجلي الصورة أكثر أمام فئات ومكونات الثورة ، فالجيش سيكون هو الحاكم و المتحكم بأذرعه الفاسدة في القضاء و الشرطة والاعلام ، ومن هنا فإن فشلهم الحادث و الأخذ الدولة إلي طريق الانهيار السريع ، سيكون دافعا قويا أمام الشعب للقضاء نهائيا علي حكم الجيش و للأبد و إعادة ترتيب و صياغة مؤسسات الدولة ، بما يقصي تماما المؤسسة العسكرية القائمة علي عناصر فاسدة وموالية لأصحاب السلطة و التابعة للولايات المتحدة الأمريكية ، و إعادة تشكيلها بعناصر أخري وفقا لمعايير متساوية بين أبناء الوطن ، تجعل الأكثر كفاءة هو الأجدر بالالتحاق بها ، و الأمر كذلك بالنسبة للقضاء و الشرطة وهما مؤسستان سيكون الحل مصيرهما إذ لا فائدة من تضييع الوقت مع عناصر فاسدة التكوين .
مسرحية الانتخابات الرئاسية هي فرصة قوية للثوار للتوحد و الاطاحة بالحكم العسكري للأبد ، إذ سيكون علي رأس السلطة مجرم حرب مارس في حق شعبه مذابـح لم تشهدها مصر منذ العصور الوسطي ، و بخلاف فشله و جعله من مصر مسخرة الأمم خلال أشهر قليلة قضاها علي رأس السلطة كقائد للنظام العسكري ، فإن توحد أبناء الشعب ضده سيكون أمرا سهلا خاصة و أنه عـذب و اعتقل قطاع كبير من مؤيدي انقلابه الدموي و كثير ممن برروا جرائمه من تيارات سياسية عدة .
http://elshaab.org/thread.php?ID=103987