مشاهدة النسخة كاملة : مقالتي على بوابة الوطن: لا أحد يملك عصا النبي موسى


لؤي وائل الخطيب
28-03-2014, 03:57 PM
"عصا النبي موسى" عليه السلام، تلك العصا الشهيرة التي ساعدته في أكثر من موقف، وهي التي تسببت في إيمان سحرة فرعون بعدما علموا أن ما يقوم به موسى عليه السلام ليس سحرًا وإنما هو بالفعل نبي من عند الله.

في الأوقات العصيبة والحرجة ينتظر الناس غالبًا خروج المُخلص، الذي بيده كل الحلول، فهو يعلم الطريق جيدًا، ويعلم ما يجب أن يفعل وما لا يجب أن يفعل، يركنون إلى هذا الانتظار، وإذا لاح في الأفق أن أحدهم لديه هذه المواصفات فيصبح هو المُنتظر، ولتتعلق كل الآمال والطموحات به.
الدارسون والباحثون في علم الإدارة يعلمون جيدًا ما يسمى بـ " التغيير "، وكيف يجب أن يتم داخل المنشآت، ويدرسون كذلك أن التغيير عادةً ما يتم مقابلته بالمقاومة؛ فالناس لا يريدون تجربة الجديد، وإنما يفضلون ما اعتادوا عليه طوال الفترة الماضية خوفًا من أن يحمل التغيير ما يضر بمصالحهم.

لذلك إذا كنت مديرًا على أحد الأقسام، أو مديرًا لشركة، أو حتى قائدًا لدولة، تذكر دائمًا هذه الحقيقة: ما تطمح إليه من تغيير مهما كنت تعلم جيدًا أنه لمصلحة الناس سيقابل غالبًا بالمقاومة بل وربما بالرفض، فعليك أن تضع خطة متكاملة لإحداث التغيير بالشكل المطلوب مع تخفيف الأثر المترتب على المقاومة.

يتم ذلك من خلال:
أولًا: توصيل أسباب التغيير وجدواه ونتائجه للمتعاملين معه مباشرة بشكل سليم لا لبس فيه.
ثانيًا: محاولة إشراك هؤلاء الناس في إحداث التغيير نفسه، فبذلك يصبحوا هم حماة هذا التغيير؛ لأن فشله يعني فشلهم جميعًا.
ثالثًا: حاول أن تتعرف جيدًا على تخوفاتهم – التي ربما تكون حقيقية – وعدل ما يجب ويُمكن تعديله لتحقيق مصالحهم ومصلحة المكان نفسه.

بذلك أنت تُحول هؤلاء المقاومين الرافضين للتغيير إلى جنود يحمونه ويدافعون عنه ويعملون على إنجاحه، وطبق هذا النموذج على كل شئ بِدءً من منزلك وأسرتك، مرورًا بشارعك الذي تعيش فيه، إنتهاءً إلى الدولة التي تحمل ***يتها.

ملحوظة هامة:
لا أحد يملك عصا موسى، ومن ملكها – موسى عليه السلام – لم يستطع أن يغير من سلوكيات البشر بها، حتى إيمان السحرة لم يكن بفعل العصا نفسها، فالسلوكيات تتغير بإرادة الإصلاح الحقيقية والعمل الجاد على الإصلاح بعد ذلك، فمن ثم لا تبالغ في الوعود إن كنت أنت من يحدث التغيير، ولا تبالغ في التوقعات إن كنت أحد المستفيدين من هذا التغيير، وإنما ليعمل كلاكما على إنجاح ثمرته، فلا يوجد مخلصون ولا أشخاص يعلمون كل شيء.

أخيرًا أختتم مقالتي بكلمة لأستاذ الإدارة المالية بجامعة عين شمس الدكتور محمود صبح: "التغيير باب مفتاحه من الداخل!" .. تأملها.
رابط المقالة كاملة: http://www.elwatannews.com/news/details/447652

==========

(http://www.elwatannews.com/news/details/447652)
(http://www.elwatannews.com/news/details/447652)