علوة حامد
28-03-2014, 11:19 PM
أحمد عمر
قبل أن ابدأ بملاحظاتي عن ‘تضحية’ السيسي ‘المفاجئة’ وتنازله عن عرش وزير الدفاع ‘العالي’ إلى عرش رئيس الجمهورية ‘الادنى’، وتقديمه بدلته العسكرية قربانا على معبد الرئاسة، وإعلانه عن حملة ‘بخيلة’ أو متقشفة ماليا وإعلاميا وعسكريا وكريمة بالدم وأحكام الاعدام وقوانين الطوارئ وحجز الحريات، كنت أريد أن أبدا قولي بالذي هو خير للصحة العامة في الدنيا والآخرة فأقول مستحضرا الحارث بن كلدة وابي قراط وابي منجل: ‘الكباب .. اذوب عشقا فيه’. طبعا، لا علاقة لأبي منجل بمخترع صباع الكفتة فهو طائر من طيور الدنيا الغرور وريش البدلة العسكرية! وأضيف فأقول: عن الحماقة والغباء والقضاء الشامخ وهلال الأسد: ‘وما يعلم جنود ربك إلا هو’.
كنت اريد أن اقول ان اشهر شتيمة في الافلام والشوارع المصرية في الايام القادمة ستكون: ‘يا بن المثالية’. وكانت الراقصة فيفي عبده لله درها، وقد بات الرقص فنا مقدسا ووطنيا في مصر (http://www.alquds.co.uk/?tag=uouo)، وأخشى أن يجعلوا له فرعا في وزارة الاوقاف المصرية، قد اختيرت أما مثالية اما الأم المثالية السابٌقة سلامة نعيمة فقد زجّت في السجن وهي في الخامسة والستين من العمر الى جانب الرئيس المنتخب، الأمر الذي يؤدي الى الاستنتاج ان الإنقلاب العسكري يعقبه إنقلاب في كل الميادين: في الفقه حلّ مظهر شاهين محل الشيخ القرضاوي، وفي العلم حل أبي منجل محل أحمد زويل ـ وفي علوم التحنيط سيحل السيسي محل المومياء مبارك. لقد اثبت الفراعنة أنهم قادرون على تحنيط الاحياء ايضا.
حكمت المحكمة غيابيا
انشغل الاعلام المرئي والمسموع والأصم ( المكتوب) بقاضي قضاة مصر المحروسة الذي حكم على 529 متهما بالإعدام واثبت بما لا يدع مجالا للشك بالإبرة أو الوخز بديكارت صاحب مقولة ‘ أنا أرقص إذا أنا موجود’ بأنّ قضاء مصر شامخ فوق الجثث والمقابر، واستخدام القضاء لاستئصال الخصم السياسي مثل استخدام كفة الميزان كأداة قاتـلة، وقد أضحكني مجدي حمدان، وهو ليس اكثر اعلاميي الانقلاب حقدا على الديمقراطية والشرعية، فأنا اعتقد أن اكثرهم ضغينة هو هاني رسلان، وفي اللحظة التي جلست اكتب فيها هذه السطور كان مجدي حمدان يدافع عن قتـلة المتظاهرين قائلا: إنهم شتموا العسكري ونعتوه بابن الرقاصة! ربما كان قابيل قد قتـل هابيل للسبب نفسه؟ اذا القتـل هو الرد المناسب والعادل على الشتم.
وما لها الرقاصة يا أستاذ مجدي، الرقص فن راق يحبّه الشعب الثاني ويمارسه في الشوارع، أليست الراقصة هي الام المثالية في مصر الانقلابية وكان على العسكري اذا ما شتم ان يطرب، ويفرح بهذا المديح. فهو الفن الثامن من بين الفنون، طبعا الحكم بالإعدام، لاقى استحسانا من محبي شرب دماء الإخوان مثل سعد الدين الهلالي ‘سلامة’، فدماء الخرفان لذيذة: من المشيدين بحكم الاعدام كتاب وشعراء مثل ابرهيم عيسى، والشاعر أحمد عبد المعطي حجازي.
وكانت فضائية ‘العربية’ قد وجدت نفسها مضطرة إلى مواكبة الحدث فظهر الطاهر بن بركة وزعم أن الحكم بالإعدام – موزع بين طرفين ‘متساويين’، فالبعض يراه عادلا، والبعض يراه ظالما! وانتظرت لأرى البعض الأول، فظهر نائب وزير الداخلية ‘المرسل عليه السلام والتحية العسكرية’، وشكر القاضي الهمام، واعتبره جزاء وفاقا. طبعا الحكم حسب ‘امنستي’ ومراقبي القضاء هو حكم لم يسبق في التاريخ، او الجغرافيا (يعني ليس في كوريا الشمالية او في سوريا (http://www.alquds.co.uk/?tag=ououso-2) سابقة مثلها، فهؤلاء يقتـلون من غير قضاء شامخ، القضاء هنالك سري وباطني وبينهما كامخ.
‘الميادين’: ‘أهالي وإخوان’!
اكتشفت أن فضائية الأقليات ‘الميادين’ الموقرة تطلق نفس التسمية التي يستخدمها اعلام السيسي، وهي ‘اهالي وإخوان’، وكانت على عهد الفنان الكاريكاتير بهجت عثمان تسمية شائعة هي ‘حكومة وأهالي’ .
تابعت على ‘الميادين’ حلقة من برنامج ‘كلمة حرة’ للمناضل المقاوم البريطاني جورج غالوي، كانت قد استضافت جمهورا من طلائع البعث المقاوم والممانع. الحلقة كانت تبحث عن قائد عربي مواز لمانديلا، السيد غالوي يرى أن عبد الناصر كان بطلا مماثلا لمانديلا، وأن الوحيد الذي يمكن أن يرثه هو حسن نصر الله.
السيد غالوي مثقف، وهو مناصر لقضايا العرب، ولن أدعي أنه باع نفسه من أجل التومان كما يتهم مفكر عربي مثلا، فللرجل رأيه الذي نحترمه، وكان قد رأى أن أوجه التشابه بين مانديلا ونصر الله كثيرة:
- كلاهما قضى فترة متساوية في سجون العنصرية (أو على كرسي الزعامة فهو يشبه السجن يا حبة عيني) وتنازل عنها للتأليف بين طبقات الشعب (سود وبيض، سنة وشيعة، شعب أول وشعب ثان).
- كلاهما صفح عن اعدائه، ودافع عن قبور الاولياء الصالحين في البلاد المجاورة!
لكن اختيار الام المثالية في مصر أثبت أنّ المانديلا المصرية هي أنثى وأن الشعب الأول ‘شعب السيسي’ الراقص مصاب بعقدة أوديب!
عبد الفتاح مورو
رأى المفكر الاسلامي عبد الفتاح مورو في برنامج ‘بلاد حدود’، (الذي عصف به اعصار ‘حديث القلب’ للسيسي في خبر عاجل) أن كراهية الاسلاميين طبيعية من جهة، ومن جهة اخرى صناعية سببها الضخ الإعلامي. التفسير الذي يجمع الاثنين يا مولانا هو: حبّ الدنيا، فالدنيا خضرة نضرة، وليس بين الاسلاميين أم مثالية واحدة لها خصر مثل خصر الأم المثالية الحالية في مصر، وليس بينهم فنانة واحدة، حتى الفنانات اللاتي تحجبن مثل صابرين وشعيب، وسهير البابلي وسهير رمزي والفنان الداعية الشيخ حسن يوسف (الولد الشقي سابقا) انحازوا للانقلاب بسبب متاع الغرور. تبين لنا أن توبات الفنانين في الأعوام الأخيرة ‘من نوع اسكندرية رايح جاي’!
تذكرتين على خطوط ‘الاتجاه المعاكس′
تحدى الشيخ الثائر عصام تليمة الشيخ الحبيب الجفري، الذي طالب في لقاء على قناة ‘سي بي سي’ بإجراء مناظرة بينه وبين من ينظرون للمظاهرات والثورة على الانقلاب العسكري في مصر، فقال تليمة: وأعلن هنا موافقتي على المناظرة العلنية معه، على أي قناة يحب، وليحدد الزمان والمكان الذي يحبه، شريطة أن يكون في دولة تسمح لي وله بحرية الإعلان بالرأي أيا كان. محددا كذلك المحاور والموضوعات التي يحب النقاش فيها. فيصل القاسم يسمع ويقرأ. وأرجو أن يحجز لهم تذكرتين على خطوط ‘الاتجاه المعاكس′.. الماليزية.
ختام
كنت اريد أن اقول إني كلما رأيت خصما لمحمد القدوسي في مناظرة؛ انه أكل علقة لم يأكلها حرامي في مولد، وأقول له حمام الهنا، تعيش وما تاكلش غيرها.
وهممت بالتعليق على تصريحات السيد تواضروس، واعتباره الربيع العربي ‘شدة’ زالت بعقاقير الانقلاب العسكري لولا أنه من الشعب الاول: ومع ذلك أقول: اذوب عشقا فيك.
* كاتب من كوكب الارض
http://www.alquds.co.uk/?p=148598
قبل أن ابدأ بملاحظاتي عن ‘تضحية’ السيسي ‘المفاجئة’ وتنازله عن عرش وزير الدفاع ‘العالي’ إلى عرش رئيس الجمهورية ‘الادنى’، وتقديمه بدلته العسكرية قربانا على معبد الرئاسة، وإعلانه عن حملة ‘بخيلة’ أو متقشفة ماليا وإعلاميا وعسكريا وكريمة بالدم وأحكام الاعدام وقوانين الطوارئ وحجز الحريات، كنت أريد أن أبدا قولي بالذي هو خير للصحة العامة في الدنيا والآخرة فأقول مستحضرا الحارث بن كلدة وابي قراط وابي منجل: ‘الكباب .. اذوب عشقا فيه’. طبعا، لا علاقة لأبي منجل بمخترع صباع الكفتة فهو طائر من طيور الدنيا الغرور وريش البدلة العسكرية! وأضيف فأقول: عن الحماقة والغباء والقضاء الشامخ وهلال الأسد: ‘وما يعلم جنود ربك إلا هو’.
كنت اريد أن اقول ان اشهر شتيمة في الافلام والشوارع المصرية في الايام القادمة ستكون: ‘يا بن المثالية’. وكانت الراقصة فيفي عبده لله درها، وقد بات الرقص فنا مقدسا ووطنيا في مصر (http://www.alquds.co.uk/?tag=uouo)، وأخشى أن يجعلوا له فرعا في وزارة الاوقاف المصرية، قد اختيرت أما مثالية اما الأم المثالية السابٌقة سلامة نعيمة فقد زجّت في السجن وهي في الخامسة والستين من العمر الى جانب الرئيس المنتخب، الأمر الذي يؤدي الى الاستنتاج ان الإنقلاب العسكري يعقبه إنقلاب في كل الميادين: في الفقه حلّ مظهر شاهين محل الشيخ القرضاوي، وفي العلم حل أبي منجل محل أحمد زويل ـ وفي علوم التحنيط سيحل السيسي محل المومياء مبارك. لقد اثبت الفراعنة أنهم قادرون على تحنيط الاحياء ايضا.
حكمت المحكمة غيابيا
انشغل الاعلام المرئي والمسموع والأصم ( المكتوب) بقاضي قضاة مصر المحروسة الذي حكم على 529 متهما بالإعدام واثبت بما لا يدع مجالا للشك بالإبرة أو الوخز بديكارت صاحب مقولة ‘ أنا أرقص إذا أنا موجود’ بأنّ قضاء مصر شامخ فوق الجثث والمقابر، واستخدام القضاء لاستئصال الخصم السياسي مثل استخدام كفة الميزان كأداة قاتـلة، وقد أضحكني مجدي حمدان، وهو ليس اكثر اعلاميي الانقلاب حقدا على الديمقراطية والشرعية، فأنا اعتقد أن اكثرهم ضغينة هو هاني رسلان، وفي اللحظة التي جلست اكتب فيها هذه السطور كان مجدي حمدان يدافع عن قتـلة المتظاهرين قائلا: إنهم شتموا العسكري ونعتوه بابن الرقاصة! ربما كان قابيل قد قتـل هابيل للسبب نفسه؟ اذا القتـل هو الرد المناسب والعادل على الشتم.
وما لها الرقاصة يا أستاذ مجدي، الرقص فن راق يحبّه الشعب الثاني ويمارسه في الشوارع، أليست الراقصة هي الام المثالية في مصر الانقلابية وكان على العسكري اذا ما شتم ان يطرب، ويفرح بهذا المديح. فهو الفن الثامن من بين الفنون، طبعا الحكم بالإعدام، لاقى استحسانا من محبي شرب دماء الإخوان مثل سعد الدين الهلالي ‘سلامة’، فدماء الخرفان لذيذة: من المشيدين بحكم الاعدام كتاب وشعراء مثل ابرهيم عيسى، والشاعر أحمد عبد المعطي حجازي.
وكانت فضائية ‘العربية’ قد وجدت نفسها مضطرة إلى مواكبة الحدث فظهر الطاهر بن بركة وزعم أن الحكم بالإعدام – موزع بين طرفين ‘متساويين’، فالبعض يراه عادلا، والبعض يراه ظالما! وانتظرت لأرى البعض الأول، فظهر نائب وزير الداخلية ‘المرسل عليه السلام والتحية العسكرية’، وشكر القاضي الهمام، واعتبره جزاء وفاقا. طبعا الحكم حسب ‘امنستي’ ومراقبي القضاء هو حكم لم يسبق في التاريخ، او الجغرافيا (يعني ليس في كوريا الشمالية او في سوريا (http://www.alquds.co.uk/?tag=ououso-2) سابقة مثلها، فهؤلاء يقتـلون من غير قضاء شامخ، القضاء هنالك سري وباطني وبينهما كامخ.
‘الميادين’: ‘أهالي وإخوان’!
اكتشفت أن فضائية الأقليات ‘الميادين’ الموقرة تطلق نفس التسمية التي يستخدمها اعلام السيسي، وهي ‘اهالي وإخوان’، وكانت على عهد الفنان الكاريكاتير بهجت عثمان تسمية شائعة هي ‘حكومة وأهالي’ .
تابعت على ‘الميادين’ حلقة من برنامج ‘كلمة حرة’ للمناضل المقاوم البريطاني جورج غالوي، كانت قد استضافت جمهورا من طلائع البعث المقاوم والممانع. الحلقة كانت تبحث عن قائد عربي مواز لمانديلا، السيد غالوي يرى أن عبد الناصر كان بطلا مماثلا لمانديلا، وأن الوحيد الذي يمكن أن يرثه هو حسن نصر الله.
السيد غالوي مثقف، وهو مناصر لقضايا العرب، ولن أدعي أنه باع نفسه من أجل التومان كما يتهم مفكر عربي مثلا، فللرجل رأيه الذي نحترمه، وكان قد رأى أن أوجه التشابه بين مانديلا ونصر الله كثيرة:
- كلاهما قضى فترة متساوية في سجون العنصرية (أو على كرسي الزعامة فهو يشبه السجن يا حبة عيني) وتنازل عنها للتأليف بين طبقات الشعب (سود وبيض، سنة وشيعة، شعب أول وشعب ثان).
- كلاهما صفح عن اعدائه، ودافع عن قبور الاولياء الصالحين في البلاد المجاورة!
لكن اختيار الام المثالية في مصر أثبت أنّ المانديلا المصرية هي أنثى وأن الشعب الأول ‘شعب السيسي’ الراقص مصاب بعقدة أوديب!
عبد الفتاح مورو
رأى المفكر الاسلامي عبد الفتاح مورو في برنامج ‘بلاد حدود’، (الذي عصف به اعصار ‘حديث القلب’ للسيسي في خبر عاجل) أن كراهية الاسلاميين طبيعية من جهة، ومن جهة اخرى صناعية سببها الضخ الإعلامي. التفسير الذي يجمع الاثنين يا مولانا هو: حبّ الدنيا، فالدنيا خضرة نضرة، وليس بين الاسلاميين أم مثالية واحدة لها خصر مثل خصر الأم المثالية الحالية في مصر، وليس بينهم فنانة واحدة، حتى الفنانات اللاتي تحجبن مثل صابرين وشعيب، وسهير البابلي وسهير رمزي والفنان الداعية الشيخ حسن يوسف (الولد الشقي سابقا) انحازوا للانقلاب بسبب متاع الغرور. تبين لنا أن توبات الفنانين في الأعوام الأخيرة ‘من نوع اسكندرية رايح جاي’!
تذكرتين على خطوط ‘الاتجاه المعاكس′
تحدى الشيخ الثائر عصام تليمة الشيخ الحبيب الجفري، الذي طالب في لقاء على قناة ‘سي بي سي’ بإجراء مناظرة بينه وبين من ينظرون للمظاهرات والثورة على الانقلاب العسكري في مصر، فقال تليمة: وأعلن هنا موافقتي على المناظرة العلنية معه، على أي قناة يحب، وليحدد الزمان والمكان الذي يحبه، شريطة أن يكون في دولة تسمح لي وله بحرية الإعلان بالرأي أيا كان. محددا كذلك المحاور والموضوعات التي يحب النقاش فيها. فيصل القاسم يسمع ويقرأ. وأرجو أن يحجز لهم تذكرتين على خطوط ‘الاتجاه المعاكس′.. الماليزية.
ختام
كنت اريد أن اقول إني كلما رأيت خصما لمحمد القدوسي في مناظرة؛ انه أكل علقة لم يأكلها حرامي في مولد، وأقول له حمام الهنا، تعيش وما تاكلش غيرها.
وهممت بالتعليق على تصريحات السيد تواضروس، واعتباره الربيع العربي ‘شدة’ زالت بعقاقير الانقلاب العسكري لولا أنه من الشعب الاول: ومع ذلك أقول: اذوب عشقا فيك.
* كاتب من كوكب الارض
http://www.alquds.co.uk/?p=148598