علوة حامد
03-04-2014, 11:37 PM
أحمد عمر
قبل أن أتحدث عن المشهد المصري، الذي يتحول إلى ‘شو’ يومي ممتع، وعن ‘عجلة’ السيسي الفضائية، سأمرّ، خبباً، على تراجع خبر فوز حزب العدالة والتنمية إلى الخبر الثاني في النشرة الصباحية لفضائية ‘العربية’، ويمكن أن نكبر في هذه الفضائيات ‘مهنيتها’ وترفقها بعدم الإجحاف بتسمية حزب العدالة والتنمية ‘بالقاعدة’ أو ‘طالبان’ أو الخلايا النائمة.. وعدم وصف اسطنبول بطورا بورا!
ثم ما لبث أن اختفى خبر فوز حزب أردوغان تماماً من نشرات الأخبار. يمكن أن نسمي فضائيات الخريف الديكتاتوري ‘بفضائيات النعامة’ ، أو فضائيات ‘الأول من نيسان الأبدي’. لو أنه حدث العكس، وسقط حزب أردوغان، لأقيمت الأفراح في ‘العربية’، و’الميادين’، و’الغد العربي’… ولاعتبرت الفضائيات إياها، أو بعضها، ضاحي خلفان الاسكندر المقدوني الثاني، أو نوستراداموس العرب!
المهم أنه بات لدينا ديمقراطيتان، هما ديمقراطية اسرائيل (http://www.alquds.co.uk/?tag=ooooousu) اليهودية، وديمقراطية تركيا (http://www.alquds.co.uk/?tag=ooufuso). سبحان من جعل لفضائيتين متناقضتين هما ‘العربية’ و’الميادين’ عدواً واحداً هو أردوغان. الشجرة المثمرة دائماً ترمى بالحجارة.
جاهدت ‘الميادين’ في تبخيس الفوز وعللته ‘بالاصطفاف’، ثم استعارت مقالاً من الأخبار اللبنانية نعتت فيه فوز أروغان ‘بالفوضى الخلاقة’، و’الهروب إلى الامام’. استضافت ‘الميادين’ محمد نور الدين الذي بارك لأول سيدة مسيحية- في ظل حكم العدالة والتنمية- في الفوز ببلدية ماردين، وقلل المحلل الباسل من فوز أردوغان فهي ليست نهاية المطاف، إنها مجرد محطة معركة في حرب طويلة، ربما خطأ مطبعي، أو سهو وقع فيه الشعب التركي ‘الساذج’! و ربما تضليل إعلامي لملايين الأتراك ‘المخطوفين ذهنياً’، فالانتخابات البرلمانية، والرئاسية مقبلة، ولا بد أنهم سيحذون حذو إيران ونظامها ويلحقون بركبها الديمقراطي!
‘الميادين’ أظهرت وعيد أردوغان لأعدائه وكأنها حرب وجريمة، وأبرزت م*** ثمانية أتراك في معارك انتخابية، وكأن أردوغان ***هم بيديه، ثم أظهرت النشرات الإخبارية الداعية ‘الشهير’ غولن في موكب مهيب، حتى كادت أن تبكي على تقواه وورعه، فذكروني بتقوى المستشار عدلي منصور ويسرا وإلهام شاهين وفيفي عبده! الإجراء غير الديمقراطي الوحيد لأردوغان هو حجب ‘اليوتيوب’، (بعد أن تمت إعادة التويتر). أحد الظرفاء الحكماء قال للباكين على جثة ‘اليوتيوب’: خذوا ‘اليوتيوب’ و’الفيس بوك’ والانترت كله وأعطونا أردوغان !
عصابة أردوغان!
أما الفضائيات السورية فتصف حزب العدالة والتنمية ‘بالعصابة الأردوغانية’. فازت ‘العصابة’ بانتخابات ‘مزورة’، الانتخابات السورية هي الانتخابات النزيهة، التي يجب أن تحتذى! القناة السعودية (http://www.alquds.co.uk/?tag=ouoououso) غير الرسمية طوال يوم الأحد’وهي تستضيف أنصار حزب الشعب الجمهوري الطائفي. هل أصبحت السعودية (http://www.alquds.co.uk/?tag=ouoououso) ‘السنية الوهابية’ علمانية مثل ‘الميادين’ والفضائيات السورية!
انصرفت الفضائيتان إلى تضخيم شأن فتح باب الترشح للرئاسة في مصر (http://www.alquds.co.uk/?tag=uouo) والذي بقي يومان مفتوحاً لشخص واحد بسبب الحواجز التي منعت المرشحين من الوصول للشهر العقاري.
فحولة السيسي ومرسي
لنتخيل محمد مرسي متحدثاً بنفس الطريقة التي يتحدث بها السيسي: رخاوة النبرة الصوتية، تسبيل العينين، همس آخر الليل، النجوى.. لقامت عليه الدنيا، والغريب أن هذا الحديث الطلي، هو الذي جعل السيسي دكراً وفحلاً، الفحولة في الدبابة، لو خلع البدلة العسكرية.
اختار السيسي أن يظهر بثلاثة أرباع زيه العسكري وهو يستقيل، فخلع الكاب (أصلها العربي كوب) ربما خلعها بسبب الحر في الاستوديو، المحللون ذهبوا – راكبين في مركبات فضائية من صناعة الخيال العلمي- إلى تأويل خلع الكاب ورمزيته، والرسائل والبرقيات الاستراتيجية والاقتصادية التي يتضمنها! ثم ظهر السيسي في صورة ثابتة يقود عجلة، وهو يدعو إلى حملته الانتخابية، في عصر الصور المتحركة.
السبب هو أنّ الصورة الثابتة تحرك الخيال، ومدعاة لتأمل أطول من الصورة المتحركة التي قد تظهر أخطاء، ويبدو أن مستشاريه العشرين، بمن فيهم عمرو موسى، نصحوه بالعجلة. في التأني السلامة، وفي العجلة الندامة. خاصة إذا كانت مرتفعة السعر في بلد مديون. ولم نره يقودها وإنما يجرها جراً من رسنها إلى الترعة حتى تكرع الماء، وحوله ‘البودي غارد’ يراقبون الكائنات الفضائية خوفاً من أن تهبط عليه وتخطفه فتصبح مصر ثكلى ويتيمة.
صناعة الدكتاتور على قدم وساق وعجلة، الرجل لم يظهر أية موهبة خطابية أو عسكرية أو سياسية، سوى موهبة ‘الرومانسية’. مذيعون رأوا في العجلة رسالة في التقشف والزهد والروح الرياضية والشعبية. هاني رسلان يركبه مائة عفريت’عندما يسخر أحد الاعلاميين الثوار من السيسي وألف عفريت عندما يتناول الخصم ساويرس، الطرق باتت سالكة والكهرباء في كل بيت !
خالد الزعفراني، يحرص مثل كثيرين من أولياء الانقلاب، على البدء بالبسملة، يظن الزعفراني أنّ البسملة تجعل لحم الخنزير والميتة حلالاً، ولا بد أن أبدي اعجابي بحزم رولا ابراهيم، عندما تبرأت من وصف ثروت نافع للجيش السوري الذي حوله الاسد الى جيش علوي. الحزم كان واضحا في المعركة التي نشبت بين الدكتور ثروت نافع ودبلوم التجارة مجدي حمدان. على الالقاب. والماضي القريب الذي قلبه الانقلاب.
وهي المرة الثانية التي أرى فيها أمير موسوي (أحد المواظبين على خطوط الاتجاه المعاكس) خاسئاً، مهزوماً، واستمتعت أيضاً بمذكرات ‘نبيل الدندل’ في برنامج من ذاكرة المخابرات، التي كانت تكافح في سوريا (http://www.alquds.co.uk/?tag=ououso-2) الشرف والشرفاء بلا هوادة. المشهد السوري إعلامياً هو نفسه، ولن يستطيع عبد الصمد أن يعصر شريف شحادة، ويستخرج منه اعترافاً وقراراً ‘بتقصير’ النظام في حق شعبه، لو كان الإعلام السوري أذكى قليلاً، لأسقط براميل السلات الغذائية في القرى السورية المحاصرة، ولو مسمومة، وروجها على أنها واجب وطني يتم على أكمل وجه.
مؤتمر حوار الأديان
المسيحيون المشاركون في مؤتمر الوحدة الوطنية والعيش المشترك ‘حماية التعددية الدينية والتنوع الاثني’ المنعقد في الدوحة يشكون ظلم الأكثرية الإسلامية، المسلمون يشكون من ظلم الأقليات، في الديكتاتوريات الجميع يشكون حتى الديكتاتور نفسه يشكو التعب والارهاق من أعباء المسؤولية!
الفضائيات الانقلابية عوضت انتصار أردوغان بقرار كاميرون مراجعة بريطانيا (http://www.alquds.co.uk/?tag=oousoouuso) لملف ‘فكر الإخوان المسلمين’، الذي تحول إلى إدانة كاملة! قريباً سيرددون في بريطانيا (http://www.alquds.co.uk/?tag=oousoouuso) وسائر أوروبا شعار البعث السوري: عهدنا أن نتصدى للامبريالية والصهيونية، وأن نسحق أداتهم المجرمة عصابة الإخوان المسلمين العميلة!
كاتب من كوكب الأرض
http://www.alquds.co.uk/?p=151485
قبل أن أتحدث عن المشهد المصري، الذي يتحول إلى ‘شو’ يومي ممتع، وعن ‘عجلة’ السيسي الفضائية، سأمرّ، خبباً، على تراجع خبر فوز حزب العدالة والتنمية إلى الخبر الثاني في النشرة الصباحية لفضائية ‘العربية’، ويمكن أن نكبر في هذه الفضائيات ‘مهنيتها’ وترفقها بعدم الإجحاف بتسمية حزب العدالة والتنمية ‘بالقاعدة’ أو ‘طالبان’ أو الخلايا النائمة.. وعدم وصف اسطنبول بطورا بورا!
ثم ما لبث أن اختفى خبر فوز حزب أردوغان تماماً من نشرات الأخبار. يمكن أن نسمي فضائيات الخريف الديكتاتوري ‘بفضائيات النعامة’ ، أو فضائيات ‘الأول من نيسان الأبدي’. لو أنه حدث العكس، وسقط حزب أردوغان، لأقيمت الأفراح في ‘العربية’، و’الميادين’، و’الغد العربي’… ولاعتبرت الفضائيات إياها، أو بعضها، ضاحي خلفان الاسكندر المقدوني الثاني، أو نوستراداموس العرب!
المهم أنه بات لدينا ديمقراطيتان، هما ديمقراطية اسرائيل (http://www.alquds.co.uk/?tag=ooooousu) اليهودية، وديمقراطية تركيا (http://www.alquds.co.uk/?tag=ooufuso). سبحان من جعل لفضائيتين متناقضتين هما ‘العربية’ و’الميادين’ عدواً واحداً هو أردوغان. الشجرة المثمرة دائماً ترمى بالحجارة.
جاهدت ‘الميادين’ في تبخيس الفوز وعللته ‘بالاصطفاف’، ثم استعارت مقالاً من الأخبار اللبنانية نعتت فيه فوز أروغان ‘بالفوضى الخلاقة’، و’الهروب إلى الامام’. استضافت ‘الميادين’ محمد نور الدين الذي بارك لأول سيدة مسيحية- في ظل حكم العدالة والتنمية- في الفوز ببلدية ماردين، وقلل المحلل الباسل من فوز أردوغان فهي ليست نهاية المطاف، إنها مجرد محطة معركة في حرب طويلة، ربما خطأ مطبعي، أو سهو وقع فيه الشعب التركي ‘الساذج’! و ربما تضليل إعلامي لملايين الأتراك ‘المخطوفين ذهنياً’، فالانتخابات البرلمانية، والرئاسية مقبلة، ولا بد أنهم سيحذون حذو إيران ونظامها ويلحقون بركبها الديمقراطي!
‘الميادين’ أظهرت وعيد أردوغان لأعدائه وكأنها حرب وجريمة، وأبرزت م*** ثمانية أتراك في معارك انتخابية، وكأن أردوغان ***هم بيديه، ثم أظهرت النشرات الإخبارية الداعية ‘الشهير’ غولن في موكب مهيب، حتى كادت أن تبكي على تقواه وورعه، فذكروني بتقوى المستشار عدلي منصور ويسرا وإلهام شاهين وفيفي عبده! الإجراء غير الديمقراطي الوحيد لأردوغان هو حجب ‘اليوتيوب’، (بعد أن تمت إعادة التويتر). أحد الظرفاء الحكماء قال للباكين على جثة ‘اليوتيوب’: خذوا ‘اليوتيوب’ و’الفيس بوك’ والانترت كله وأعطونا أردوغان !
عصابة أردوغان!
أما الفضائيات السورية فتصف حزب العدالة والتنمية ‘بالعصابة الأردوغانية’. فازت ‘العصابة’ بانتخابات ‘مزورة’، الانتخابات السورية هي الانتخابات النزيهة، التي يجب أن تحتذى! القناة السعودية (http://www.alquds.co.uk/?tag=ouoououso) غير الرسمية طوال يوم الأحد’وهي تستضيف أنصار حزب الشعب الجمهوري الطائفي. هل أصبحت السعودية (http://www.alquds.co.uk/?tag=ouoououso) ‘السنية الوهابية’ علمانية مثل ‘الميادين’ والفضائيات السورية!
انصرفت الفضائيتان إلى تضخيم شأن فتح باب الترشح للرئاسة في مصر (http://www.alquds.co.uk/?tag=uouo) والذي بقي يومان مفتوحاً لشخص واحد بسبب الحواجز التي منعت المرشحين من الوصول للشهر العقاري.
فحولة السيسي ومرسي
لنتخيل محمد مرسي متحدثاً بنفس الطريقة التي يتحدث بها السيسي: رخاوة النبرة الصوتية، تسبيل العينين، همس آخر الليل، النجوى.. لقامت عليه الدنيا، والغريب أن هذا الحديث الطلي، هو الذي جعل السيسي دكراً وفحلاً، الفحولة في الدبابة، لو خلع البدلة العسكرية.
اختار السيسي أن يظهر بثلاثة أرباع زيه العسكري وهو يستقيل، فخلع الكاب (أصلها العربي كوب) ربما خلعها بسبب الحر في الاستوديو، المحللون ذهبوا – راكبين في مركبات فضائية من صناعة الخيال العلمي- إلى تأويل خلع الكاب ورمزيته، والرسائل والبرقيات الاستراتيجية والاقتصادية التي يتضمنها! ثم ظهر السيسي في صورة ثابتة يقود عجلة، وهو يدعو إلى حملته الانتخابية، في عصر الصور المتحركة.
السبب هو أنّ الصورة الثابتة تحرك الخيال، ومدعاة لتأمل أطول من الصورة المتحركة التي قد تظهر أخطاء، ويبدو أن مستشاريه العشرين، بمن فيهم عمرو موسى، نصحوه بالعجلة. في التأني السلامة، وفي العجلة الندامة. خاصة إذا كانت مرتفعة السعر في بلد مديون. ولم نره يقودها وإنما يجرها جراً من رسنها إلى الترعة حتى تكرع الماء، وحوله ‘البودي غارد’ يراقبون الكائنات الفضائية خوفاً من أن تهبط عليه وتخطفه فتصبح مصر ثكلى ويتيمة.
صناعة الدكتاتور على قدم وساق وعجلة، الرجل لم يظهر أية موهبة خطابية أو عسكرية أو سياسية، سوى موهبة ‘الرومانسية’. مذيعون رأوا في العجلة رسالة في التقشف والزهد والروح الرياضية والشعبية. هاني رسلان يركبه مائة عفريت’عندما يسخر أحد الاعلاميين الثوار من السيسي وألف عفريت عندما يتناول الخصم ساويرس، الطرق باتت سالكة والكهرباء في كل بيت !
خالد الزعفراني، يحرص مثل كثيرين من أولياء الانقلاب، على البدء بالبسملة، يظن الزعفراني أنّ البسملة تجعل لحم الخنزير والميتة حلالاً، ولا بد أن أبدي اعجابي بحزم رولا ابراهيم، عندما تبرأت من وصف ثروت نافع للجيش السوري الذي حوله الاسد الى جيش علوي. الحزم كان واضحا في المعركة التي نشبت بين الدكتور ثروت نافع ودبلوم التجارة مجدي حمدان. على الالقاب. والماضي القريب الذي قلبه الانقلاب.
وهي المرة الثانية التي أرى فيها أمير موسوي (أحد المواظبين على خطوط الاتجاه المعاكس) خاسئاً، مهزوماً، واستمتعت أيضاً بمذكرات ‘نبيل الدندل’ في برنامج من ذاكرة المخابرات، التي كانت تكافح في سوريا (http://www.alquds.co.uk/?tag=ououso-2) الشرف والشرفاء بلا هوادة. المشهد السوري إعلامياً هو نفسه، ولن يستطيع عبد الصمد أن يعصر شريف شحادة، ويستخرج منه اعترافاً وقراراً ‘بتقصير’ النظام في حق شعبه، لو كان الإعلام السوري أذكى قليلاً، لأسقط براميل السلات الغذائية في القرى السورية المحاصرة، ولو مسمومة، وروجها على أنها واجب وطني يتم على أكمل وجه.
مؤتمر حوار الأديان
المسيحيون المشاركون في مؤتمر الوحدة الوطنية والعيش المشترك ‘حماية التعددية الدينية والتنوع الاثني’ المنعقد في الدوحة يشكون ظلم الأكثرية الإسلامية، المسلمون يشكون من ظلم الأقليات، في الديكتاتوريات الجميع يشكون حتى الديكتاتور نفسه يشكو التعب والارهاق من أعباء المسؤولية!
الفضائيات الانقلابية عوضت انتصار أردوغان بقرار كاميرون مراجعة بريطانيا (http://www.alquds.co.uk/?tag=oousoouuso) لملف ‘فكر الإخوان المسلمين’، الذي تحول إلى إدانة كاملة! قريباً سيرددون في بريطانيا (http://www.alquds.co.uk/?tag=oousoouuso) وسائر أوروبا شعار البعث السوري: عهدنا أن نتصدى للامبريالية والصهيونية، وأن نسحق أداتهم المجرمة عصابة الإخوان المسلمين العميلة!
كاتب من كوكب الأرض
http://www.alquds.co.uk/?p=151485