mr/Guirguis George
16-04-2014, 01:55 AM
لم تمنع حالة الإرهاب التى وضع «فرعون» شعب مصر تحت طائلتها بعض الأصوات من أن تخرج وتتكلم وتواجه بالحقيقة، وتحذره وقومه من الكارثة المقبلة. يحكى القرآن الكريم قصة ذلك الرجل المؤمن من آل فرعون الذى جهر بالحقيقة المرة فى وجه فرعون وملئه وحذرهم من الاغترار بالقوة التى أصبحت فى أيديهم والتى ولدت لديهم غروراً وكبراً أعمى قلوبهم عن رؤية الحقيقة.. قال الرجل المؤمن: «يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِى الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِن جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ».
يظن كل «فرعون» أن عجلة الزمن سوف تتوقف عن الدوران فى اللحظة التى يعتلى فيها سرير الملك، وأن شيئاً لن يتغير فى العبيد الذين يحكمهم، فإحساسه بامتلاك القوة يصرفه عن إدراك حالة التململ التى يعيش فيها شعبه، وأن هذا التململ سوف يتحول فى لحظة إلى بركان غضب لن تفلح فى مواجهته أى قوة. ومهما يحاول بعض العقلاء ممن يؤمنون بالإصلاح ويسعون فى طريقه رد «الفرعون» عن غيه فإنه لا يحفل بهم، فالجهل والغرور يدفعانه إلى الظن بأنه يمتلك الحكمة المقطرة، والوعى الكامل بالناس والأشياء، رغم أن الواقع يؤكد عكس ذلك تماماً.
زعم «فرعون» أنه يهدى الناس سبيل الرشاد، وهلل له قومه وسط دهشة الرجل الناصح له، فما كان من الأخير إلا أن رد عليهم قائلاً، كما يحكى القرآن الكريم: «وَيَا قَوْمِ مَا لِى أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِى إِلَى النَّارِ». المصلح يسعى دائماً إلى حماية المجتمع من حريق مقبل، وهو يتصرّف من قاعدة أن «عظيم النار يأتى من مستصغر الشرر»، وهو لا يسأم من التذكير والتحذير والتنبيه إلى الخطر الذى يوشك أن يحيق بالمجتمع. وما أكثر ما يواجه المصلحون بمنطق جمعى يحتفى بفكرة الاستقرار ورفض قلقلة الأوضاع، حتى لو أخذ الاستقرار شكل الركود، فالمجموع يتحرك بقاعدة «إحيينى النهارده وموتنى بكرة»، وبالتالى يميل أغلب أفراده إلى رفض أى جديد يمكن أن يهز حالة الثبات التى يحيون فى ظلها، حتى لو كان ثباتاً على الخطأ. ولعلك لاحظت مدى تكرار هذا الرد العجيب الذى كان يسوقه البشر فى أماكن عدة وأزمنة متنوعة على من يواجههم بالدعوة إلى الإصلاح، والمتمثل فى التمحك بما وجدوا عليه آباءهم: «قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ». فالعلة فى مواجهة أى فكر إصلاحى ترتكن فى الأغلب إلى الاسترخاء إلى الحالة الراهنة حتى لو كانت بائسة.
تلك هى العلة التى صرفت فرعون وآله عن الاستماع للرجل الناصح الذى حاول تحذيرهم من الخطر المقبل، فما كان منه إلا أن أمهلهم إلى لحظة يواجهون فيها الحقيقة وفوض أمره إلى الله كما يقول القرآن الكريم: «فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِى إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ».
http://www.elwatannews.com/news/details/462490
يظن كل «فرعون» أن عجلة الزمن سوف تتوقف عن الدوران فى اللحظة التى يعتلى فيها سرير الملك، وأن شيئاً لن يتغير فى العبيد الذين يحكمهم، فإحساسه بامتلاك القوة يصرفه عن إدراك حالة التململ التى يعيش فيها شعبه، وأن هذا التململ سوف يتحول فى لحظة إلى بركان غضب لن تفلح فى مواجهته أى قوة. ومهما يحاول بعض العقلاء ممن يؤمنون بالإصلاح ويسعون فى طريقه رد «الفرعون» عن غيه فإنه لا يحفل بهم، فالجهل والغرور يدفعانه إلى الظن بأنه يمتلك الحكمة المقطرة، والوعى الكامل بالناس والأشياء، رغم أن الواقع يؤكد عكس ذلك تماماً.
زعم «فرعون» أنه يهدى الناس سبيل الرشاد، وهلل له قومه وسط دهشة الرجل الناصح له، فما كان من الأخير إلا أن رد عليهم قائلاً، كما يحكى القرآن الكريم: «وَيَا قَوْمِ مَا لِى أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِى إِلَى النَّارِ». المصلح يسعى دائماً إلى حماية المجتمع من حريق مقبل، وهو يتصرّف من قاعدة أن «عظيم النار يأتى من مستصغر الشرر»، وهو لا يسأم من التذكير والتحذير والتنبيه إلى الخطر الذى يوشك أن يحيق بالمجتمع. وما أكثر ما يواجه المصلحون بمنطق جمعى يحتفى بفكرة الاستقرار ورفض قلقلة الأوضاع، حتى لو أخذ الاستقرار شكل الركود، فالمجموع يتحرك بقاعدة «إحيينى النهارده وموتنى بكرة»، وبالتالى يميل أغلب أفراده إلى رفض أى جديد يمكن أن يهز حالة الثبات التى يحيون فى ظلها، حتى لو كان ثباتاً على الخطأ. ولعلك لاحظت مدى تكرار هذا الرد العجيب الذى كان يسوقه البشر فى أماكن عدة وأزمنة متنوعة على من يواجههم بالدعوة إلى الإصلاح، والمتمثل فى التمحك بما وجدوا عليه آباءهم: «قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ». فالعلة فى مواجهة أى فكر إصلاحى ترتكن فى الأغلب إلى الاسترخاء إلى الحالة الراهنة حتى لو كانت بائسة.
تلك هى العلة التى صرفت فرعون وآله عن الاستماع للرجل الناصح الذى حاول تحذيرهم من الخطر المقبل، فما كان منه إلا أن أمهلهم إلى لحظة يواجهون فيها الحقيقة وفوض أمره إلى الله كما يقول القرآن الكريم: «فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِى إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ».
http://www.elwatannews.com/news/details/462490