مشاهدة النسخة كاملة : موسوعة الأحاديث الصحيحة


Mr. Hatem Ahmed
24-04-2014, 04:42 AM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ الْأَوَّلُ الْآخِرُ، الظَّاهِرُ الْبَاطِنُ، الْقَادِرُ الْقَاهِرُ، شُكْرًا عَلَى تَفَضُّلِهِ وَهِدَايَتِهِ، وَفَزَعًا إِلَى تَوْفِيقِهِ وَكِفَايَتِهِ،

ووَسِيلَةً إِلَى حِفْظِهِ وَرِعَايَتِهِ، وَرَغْبَةً فِي الْمَزِيدِ مِنْ كَرِيمِ آلَائِهِ وَجَمِيلِ بَلَائِهِ، وَحَمْدًا عَلَى نِعَمِهِ الَّتِي عَظُمَ

خَطَرُهَا عَنِ الْجَزَاءِ وَجَلَّ عَدَدُهَا عَنِ الْإِحْصَاءِ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ والمُرسَلِين وَعَلَى آلِهِ

وصَحْبِهِ أَجْمَعِين،،، وبـعـــــد.

فَإِنّ عِلْم الحَدِيث مِن أَهم العُلُوم الإِسْلاَمية بَعد القُرآن الكَريم، فَهُو المَصدر الثَانِي مِن مَصَادِر التَّشريع التِي

تَلْزم الإِنسان فِي هِذه الحَيَاة، حَتّى يَسير عَلَى هَديها ويَنعم بِنَعِيمها يَوم القِيَامة، وسَعَادتها عِند لِقَاء الحَقّ جَلّ

وعَلاَ، ومِن هُنَا كَان لاَ بُدَّ لِلإنسان العَاقِل أَن يَبحث عَن ذَاك الهَدي ويَتَمَسّك بِهِ أَشد التَّمَسُّك. فَرَأَيتُ أَنْ أَجْمَعَ

مُخْتَصَراً منَ الأَحاديثِ الصَّحيحَةِ, مشْتَمِلاً عَلَى مَا يكُونُ طريقاً لِصَاحبهِ إِلى الآخِرَةِ, ومُحَصِّلاً لآدَابِهِ الظَاهِرَة

والبَاطِنَة. واللهَ أَسْأَلُ أَنْ يَجعل هَذَا العَمَل خَالِصاً لِوَجهه الكَريم وأَن يَتَقبّله بِمَنِّه وكَرَمِهِ، وأَن يَنفَعَنا بِه وإِيّاكم

وسَائِر المُسلِمين، وصَلَّى اللهُ وسَلَّم وبَارَك عَلَى سَيِّدِنا مُحَمِّد وعَلَى آلِه وصَحبِه أَجمعين، وآخِر دَعوَانا أَن

الحَمد لله رَبِّ العَالَمِين.

كتبه/ حاتم أحمد محمد

Mr. Hatem Ahmed
24-04-2014, 04:45 AM
(1) عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لدُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ».


أولاً: تَخْرِيْجُ الحَدِيْثِ: هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ وعَظِيمِ مَوْقِعِهِ وجَلاَلَتِهِ وكَثْرَةِ فَوَائِدِهِ؛ رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 1، 54) ومُسلِم (3/ 1907) وأبو دَاوُد (2/ 2201) والتِّرمِذي (4/ 1647) والنَّسَائِي (1/ 75) وابن مَاجة (2/ 4227) وأَحمد (1/ 168) والطَّيَالِسي في "المسند" (1/ 37) والحُمَيديّ (1/ 28) والبَزَّار (1/ 257) وابن خُزَيمَة (1/ 142) وابن حِبَّان (2/ 389) والدَّارقُطنِيّ في "السُنَن" (1/ 131) والقُضَاعِيّ في "مسند الشِّهاب" (1/ 2) والبَيْهَقيّ في "السُنَن الكبرى" (4/ 7370) وابن الجَارُود في "المنتقى" (1/ 64).


ثانيـاً: التَّعرِيف بِرَاوِي الحَدِيث: هُـــوَ: أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ رِيَاحٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحٍ بْنِ عَدِيّ بْنِ كَعْبٍ القُرَشِيُّ العَدَوِيُّ المَكِّيُّ ثم المَدَنِيُّ؛ أَمِير المؤمنين، يَجْتَمِعُ نَسَبُهُ مَعَ نَسَبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ.

أَسْلَمَ بِمَكَّةَ قَدِيمًا، وشَهِدَ بَدراً والمَشَاهِدَ كُلَّهَا، وَلِيَ الخِلَافَةَ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ يَوْمَ الثلاثاءِ لِثَمَانٍ بَقين مِن جُمَادَى الآخِرَة سَنَة ثَلاث عَشرة، فكان مدتها عشر سنين وخمسة أشهر وبضعة أيام، فَسَار أَحسن سِيرَة، وفَتَح اللهُ لَه الفُتُوح بالشام والعِراق ومِصر، ودَوَّن الدَّوَاوين، وأَرَّخَ التَّاريخ، وهو أَوَّل مَن سُمِّي بأمير المؤمنين، وأَوَّل مَن جَمَع القرآن الكريم في الصُّحُف، وأَوَّل مَن سَنَّ قِيام شَهر رَمَضان وجَمَع النّاس على ذلك وكتب به إلى البُلدان.

واسْتُشهِدَ في يوم الأربعاء لِأَربع بقين مِن ذِي الحِجَّة سَنَةَ ثَلَاثٍ وعِشْرِينَ مِنْ الهِجْرَةِ (26/ ذو الحجة/ 23 هـ)، وَلَهُ ثَلاَثٌ وسِتُّونَ سَنَةً (63)، فِي سِنِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وسِنِّ أَبِي بَكْرٍ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

ثالثـاً: شَرْح الحَدِيث:

- (إِنَّمَا): كلمة تُرَاد الحَصْر، تُثبِت الْمُشَار إِلَيْهِ وتنفي مَا عَدَاه.

- (الأعمال): تتناول جميع الأقوال والأفعال.

- (بالنيات): (الباء): للمصاحبة، أيْ: الأعمال معتبرة بمصاحبة النيات.

- و(النيات): جمع نِيَّة، وهي: القَصْد وعَزم القَلب على أَمر من الأمور، ومحلها القلب، ولا تعلق لها باللسان أصلاً، ولذلك لم ينقل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أحد من أصحابه، تلفظ بها في حال من الأحوال.

- (إنما الأعمال بالنيات): أي صحة ما يقع من المكلف من قول أو فعل أو كماله وترتيب الثواب عليه لا يكون إلا حسب ما ينويه.

- (ولكل امرء ما نوى): أي ما قصده من الخير والشر والإخلاص والرياء والسمعة ونحوها من مقاصد الدنيا والآخرة.

- (هجرته): الهِجرة في اللغة: الخروج من أرض إلى أرض ومفارقة الوطن والأهل، مشتقة من الهجر وهو ضد الوصل ... والهِجرة شَرعـاً: هي مفارقة دار الكفر إلى دار الإسلام خوف الفتنة وقصداً لإقامة شعائر الدين. والمراد بها هنا: الخروج من مكة وغيرها إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- (يصيبها): يحصلها.

- (ينكحها) يتزوجها.

- (فهجرته إلى ما هاجر إليه): يُرِيد أَن نَصيبه مِن هِجرته مَا قَصده من دُنْيَاهُ دون مَا لم يَقْصِدهُ مِن آخِرته.

فـائــدة: سَبَبُ وُرُودِ هَذَا الحَدِيْثِ: أَنَّ رَجُلاً هَاجَرَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى المَدِيْنَةِ لِيَتَزَوَّج اِمْرَأَةً يُقَالُ لَهَا: أُمُّ قَيْسٍ، لاَ يُرِيْدُ بِذَلِكَ فَضِيْلَةَ الهِجْرَةِ، فَكَانَ يُقَالُ لَهُ: مُهَاجِرُ أُمِّ قَيْسٍ؛ واللهُ أَعلَمُ.


-- أَقْوَالُ الأَئِمَّةِ العُلَمَاءِ عَنْ مَكَانَةِ هَذَا الحَدِيْثِ:

- قَالَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ: "يدْخُل هَذَا الحَدِيث فِي سَبعِين بَاباً من الفِقْهِ".

- وقال الإِمَامُ أَحمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: "أُصُول الإِسْلَامِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحَادِيثٍ: «الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ»، وَ «الحَلَال بَيِّنٌ، وَالحَرَام بَيِّنٌ»، وَ «مَنْ أَحَدَثَ فِي أَمِرنَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ».

- وقال الإمام إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْه: أَرْبَعَةُ أَحَادِيث هِي مِن أُصُولِ الدِّين: حَدِيثُ عُمَرَ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ»، وَحَدِيث: «الحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ»، وَحَدِيث «إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ»، وَحَدِيث: «مَنْ صَنَعَ فِي أَمْرِنَا شَيْئًا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ».

- وقال الإمام عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ: "يَنْبَغِي لِمَن صَنَّف كِتاباً أَن يَبْتَدِئ بِهَذَا الحَدِيث".

- وقال الإمام أَبُو عُبَيْدٍ بْن سَلاًّمٍ: جَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمِيعَ أَمْرِ الْآخِرَةِ فِي كَلِمَةٍ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»، وَجَمَعَ أَمْرَ الدُّنْيَا كُلَّهُ فِي كَلِمَةٍ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ»؛ يَدْخُلَانِ فِي كُلِّ بَابٍ.

- وقال الإمام أَبُو دَاود السِّجِستَانِيّ:"كتبتُ المسند فكتبت أربعة آلاف حديث، ثم نظرت فإذا مدار الأربعة آلاف على أربعة أحاديث لِمَنْ وفقه اللهُ -جَلَّ ثَنَاءه- فأولها: حديث النعمان بن بشير الحلال بين والحرام بين، وثانيها: حديث عمر الأعمال بالنيات، وثالثها: حديث أبي هريرة إن الله طيب لا يقبل إلاّ الطيب، ورابعها: حديث أبي هريرة أيضاً من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".

- وقال جَماعة مِن العُلَمـاء: "هَذَا الحَدِيث ثُلُثُ الإِسْلاَم".

Mr. Hatem Ahmed
24-04-2014, 01:35 PM
(2) عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَا أَنَا رَدِيفُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا أَخِرَةُ الرَّحْلِ، فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ»، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: «يَا مُعَاذُ»، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: «يَا مُعَاذُ»، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: «هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ؟!»، قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ أَنْ يَعْبُدُوهُ، وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا». ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، فَقَالَ: «هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ العِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوهُ؟!» قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «حَقُّ العِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لاَ يُعَذِّبَهُمْ».


أولاً: تخريج الحديث: رواه البخاري (7/ 5967) ومسلم (1/ 30) وابن ماجة (2/ 4296) والنسائي في "الكُبرى" (9/ 9943) وأحمد (12/ 13742) وأبو داود الطياليسي في "المسند" (1/ 566) وأبو يعلى الموصلي في "المسند" (7/ 4239) والبزار في "البحر الزخار" (7/ 2627)، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 81) وفي "المعجم الأوسط" (8/ 8165)، وابن حبان (2/ 362) وأبو سعيد الشاشي في "المُسند" (3/ 1328) وابن مَنده في "الإيمان" (1/ 92).

ثانياً: رَاوي الحَدِيث، هُـــوَ: مُعَاذُ بنُ جَبَلِ بنِ عَمْرِو بنِ أَوْسٍ الأَنْصَارِيُّ بْنِ عَائِذِ بنِ عَدِيِّ بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ أُدَيِّ بنِ سَعْدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَسَدِ بنِ سَارِدَةَ بنِ يَزِيْدَ بنِ جُشَمَ بنِ الخَزْرَجِ، السَّيِّدُ، الإِمَامُ، المُقَدّم فِي عِلم الحَلاَل والحَرَام، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، المَدَنِيُّ.

أسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة، وآخَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بينه وبين عَبد الله بْن مَسْعُود، شَهِدَ مُعَاذٌ بَدراً والعَقَبَةَ شَابّاً، وشَهِدَ المَشَاهِد كلها مَع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وأَمَّرَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على اليَمَن، وكان إليه المُنْتَهَى في العِلْم بالأَحكام والقُرآن، مَات بالشَّام سَنَة ثَمان عَشَرة (18 هـ)؛ رَضِي اللهُ عنه.

ثالثاً:شَرحُ الحَدِيثِ:

- (بينا): أَصله: بَين، فزيدت فِيهِ الْألف، وَرُبمَا تزاد الْمِيم أَيْضا، وَهُوَ مُضَاف إِلَى جُملَة وَيحْتَاج إِلَى جَوَاب.

- (رَديف): الرَّديف هو: الرَّاكب خلف الرَّاكب (الذي يقود الدَّابة). والمُرَاد بِهِ الْمُبَالغَة فِي شدَّة قُرب مُعاذ مِن النَّبي صلى الله عليه وسلم، ليَكُون أوقع فِي نفس السَّامِع، فيضبط.

- (مؤخرة): هي العودة الَّتِي يسْتَند إِلَيْهَا الرَّاكِب من خَلفه.

- (الرَّحل) لِلبَعير: كَالسرج لِلفَرَس.

- (لبيك رسول الله وسعديك): الأظهر أن معنى لبيك، إجابة لك بعد إجابة، للتأكيد، وقيل معناه قُرباً منك وطاعة لك.

- (سَعديك): أي ساعدت طاعتك مساعدة بعد مساعدة.

- (يَا معَاذ): كَرَّر النداء لِتَأكيد الإهتمام بِمَا يُخبر بِهِ.

- (أتدري): الدِّراية هي المَعرفة، وأخرج السؤال بصيغة الاستفهام ليكون أَوقع في النَّفس وأَبلغ في فَهم المُتعلِم.

- (حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ أَنْ يَعْبُدُوهُ، وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا): الْحق هو: الشَّيْء الثَّابِت الذي لا يشكّ في وجوده، وَيَأْتِي بِمَعْنى: خِلاف الْبَاطِل؛ والمراد بِه هنا: ما يستحقه الله سبحانه عَلَى عِبَاده مِمّا جعله مُحَتّماً عليهم.

- والمراد بالعبادة: عمل الطاعة واجتناب المعاصي، وعَطَف عليها عَدم الشِّرك لأنه تَمَام التَّوحيد، والحِكمة فِي عَطفه عَلَى العِبَادة أَنَّ بعض الكَفرة كانوا يدعون أنهم يعبدون الله ولكنهم كانوا يعبدون آلهة أخرى فاشترط نفي ذلك، والجملة حالية، والتقدير: يعبدونه في حال عدم الإشراك به.

-- هذه كلمة جامعة مِن رَسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم، لم تترك مِن الدّين صَغيرة ولا كَبيرة. فعبادة الله عَزّ وَجَلّ هِي الخضوع له والتذلل، وذلك بطاعته فيما أَمر ونَهي، فنؤمن برسوله ونُصدّق بكتابه، ونُقيم الصلاة ونُؤتي الزكاة، ونُهذب نفوسنا ونُصح أجسامنا بالصيام، ونَحج البيت الحرام ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، ونحسن عِشرة الناس، ونَصْدُق في معاملتهم، ونخالقهم بِخُلُق حَسَن، ونقف عند ما شَرَع الله سبحانه، لا نتعدّى حدوده، ونجانب كل ما نَهَى عنه من الخبائث مِمّا هو اِعتداء على النَّفس أو المال أو العِرض أو إضرار بالخَلْق. وأَساس ذلك عِلمٌ بكتاب الله جَلّ وعَلاَ، وبما احتواه، وهذا بتلاوته وتدبره ودراسته وتفهمه.

وأما توحيده وعدم الإشراك به: فَأَنْ نَعتَقِد أَنّ الله سبحانه وتعالى وحده صاحب الخَلق والأَمر، وأَنّ مَن دُونه لا يَملك ضَراً ولا نَفعاً إلا ما شاء الله، سواء أكان مَلَكاً مُقرباً؛ أو نَبياً مُرسلاً، أو وَلياً عَابداً؛ ومِن تَوحيده أن تكون الأعمال خالصة لِوَجِهِه الكريم؛ لاَ يَشُوبها خِدَاع ولاَ رِيَاء ولا تَدليس ونِفَاق، وألاَّ نَدعوا معه غيره، أو نُقَدِّم إليه القرابين أو نسوق النذور، أو نتخذه وسيلة إليه، فإن كل ذلك شِرك ينافي مَقام التَّوحيد.

- (حق العباد على الله): ليس لأحد على الله حَقٌّ، لَكِن مَا وَعَدَهم به؛ وكَتَبه لَهم عَلَى نَفسِهِ بَفَضلِه ومَنِّهِ وجُوده وكَرَمِه سبحانه وتعالى؛ إذا هم عَبَدوه حَقّ عِبَادته وأخلصوا له الدّين، وأسلموا الوجوه، وعمّروا القلوب بتوحيده، وطهروها من دَنَس الإِشراك.

- (أَلاَّ يُعذبهم): وكيف يُعَذّب مَن عَكَف عَلى طَاعته، وكان عَبده السَّميع، تَقرع أُذُنه آي الوَحْي فإذا به قد مَثَّلَها في عَمَله، وأَظهرها في خَلْقه، ويَسمع هَدي الرّسول صلى الله عليه وسلم، فإذا به قد اتخذه إماماً وقدوةً وهادياً وأسوةً؛ كيف يعذب ذا النفس العالية الطاهرة النقية، التي لا يُرى فيها إلا بَيَاض التَّوحيد ونُوره، ليس بها نُكتة مِن دَنس أو شِرك، بَلْ كيف لا يسبغ نِعمته، ويدخل جنته عباده المقربين، وجنده المخلصين، وهو البّر الرحيم؛ وأكرم الأكرمين، قَالَ الله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى}. سورة النازعات/ آية: 40

Mr. Hatem Ahmed
24-04-2014, 02:00 PM
(3) عَنْ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ».


أولاً: تخريج الحديث: رَوَاهُ البخاري (4/ 3435) ومسلم (1/ 28) والنسائي في "الكُبرى" (9/ 10903) وأحمد (37/ 22675) وابن حِبَّان "1/ 207" والبَزَّار في "المُسند" (7/ 2682) وأبو سعيد الشَّاشِي في "المُسند" (3/ 1218) والطبراني في "مُسند الشاميين" (1/ 555) وابن مَنده في "الإيمان" (1/ 44) والبَيْهَقي في "الدعوات الكبير" (1/ 153) وأبو بكر بن المُقرئ في "المُعجم" (1/ 764).

ثانياً: رَاوي الحَدِيث، هُـــوَ: عُبَادَةُ بنُ الصَّامِتِ بنِ قَيْسِ بنِ أَصْرَمَ ابْنِ قَيْسِ بنِ أَصْرَمَ بنِ فِهْرِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ غَنْمِ بنِ عَوْفِ بنِ عَمْرِو بنِ عَوْفِ بنِ الخَزْرَجِ. الإِمَامُ، القُدْوَةُ، أَبُو الوَلِيْدِ الخَزْرَجِيُّ الأَنْصَارِيُّ، أَحَدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ العَقَبَةِ الأُولَى والثَّانِيَة، وَمِنْ أَعْيَانِ البَدْرِيِّيْنَ، شَهِدَ المَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسَوَلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وشَهِدَ فَتْح مِصر، وهُو أَوَّل مَنْ وَلِيَ القَضَاء بِفَلَسْطِين، بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الشَّامِ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ الْقُرْآنَ والأَحكَام، فَسَكَنَها إِلَى أَنْ تُوفِيّ بِبَيْتَ المَقْدِسِ بِفَلَسْطِين سَنَة خَمس وأَربَعين (45 هـ) وَلَهُ اِثنَتَان وسَبْعون سَنَة، رضي الله عنه.


ثالثاً: شرح الحديث:

- (مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ): حَـالٌ، أَيْ يَنْفَرِدُ مُنْفَرِدًا.
- (لَا شَرِيكَ لَهُ): تَأْكِيدٌ بَعْدَ تَأْكِيدٍ.
- (وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ): الْأَجَـلُّ.
- (وَرَسُولُهُ): الْأَكْمَـلُ.
- (وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ): لَمْ يُضْمِرْ، لِيَكُونَ أَصْرَحَ فِي الْمَقْصُودِ، وَهُوَ تَعْرِيضٌ بِالنَّصَارَى وَتَقْرِيرٌ لِعَبْدِيَّتِهِ وَإِشْعَارٌ إِلَى إِبْطَالِ مَا يَقُولُونَ بِهِ مِنِ اتِّخَاذِهِ وَلَداً ومِن اتِّخَاذِ أُمِّهِ (عليها السلام) صَاحِبَةً.
- (وَرَسُولُهُ): تَعْرِيضٌ بِالْيَهُودِ.
- (وَابْنُ أَمَتِهِ): الْإِضَافَةُ فِي أَمَتِهِ لِلتَّشْرِيفِ، رَدًّا عَلَى الْيَهُودِ فِي الْقَذْفِ.
- (وَكَلِمَتُهُ): سُمِّيَ عِيسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّم، بِالْكَلِمَةِ لِأَنَّهُ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ، أَبْدَعَهُ مِنْ غَيْرِ أَبٍّ، وَأَنْطَقَهُ فِي غَيْرِ أَوَانِهِ، فَالْإِضَافَةُ لِلتَّشْرِيف.
- (أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ): اِسْتِئْنَافُ بَيَان، أَيْ أَوْصَلَهَا اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهَا، وَحَصَّلَهَا فِيهَا.
- (وَرُوحٌ مِنْهُ): أَيْ مُبْتَدَأٌ مِنْ مَحْضِ إِرَادَتِهِ.
- وَوَصَفَهُ بِقَوْلِهِ: (مِنْهُ): إِشَارَةً إِلَى أَنَّهُ مُقَرَّبُهُ وَحَبِيبُهُ، تَعْرِيضًا بِالْيَهُودِ.
- (وَالْجَنَّة وَالنَّار حَقٌّ): أَيْ وَشَهِدَ أَنَّهُمَا (حَق) أَيْ ثَابِتَان مَوْجُودَان، وَأَفَرَد الخَبَر مَعَ تَثنِية المُخْبَر عَنه لأَنَّه مَصدَر.
- (أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ): ابْتِدَاءً وَانْتِهَاءً، وَالْجُمْلَةُ جَوَابُ الشَّرْطِ أَوْ خَبَرُ الْمُبْتَدَأِ.
- (عَلَى مَا كَانَ): حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ الْمَفْعُولِ مِنْ قَوْلِهِ: أَدْخَلَهُ اللَّهُ، أَيْ كَائِنًا عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مَوْصُوفًا بِهِ، أَيْ يَكُون دُخُوله الجَنَّة عَلَى حَسَب مَا قَدَّم مِن أَعمَال فِي الدُّنيا، فَإِنْ لَم تَكن لَهُ ذُنُوب يُعَاقَب عَلَيها بِالنَّار، كَانَ مِن السَّابِقين، وإِنْ كَانَت لَهُ ذُنُوب فَأَمْرُه إِلَى الله تَعَالَى، إِنْ شَاء عَفَا عَنْه وإِنْ شَاء عَاقَبه، ثُمَّ كَانَت نِهَايْتُه إَلَى الجَنَّة بِفَضلِ الله عَزّ وجَلّ.
- (مِنَ الْعَمَلِ): حَسَنًا أَوْ شَيْئًا قَلِيلًا أَوْ كَثِيرًا، صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا.

- فَائِدَة: سِرّ الجَمع بين (محمد وعيسى) عليهما الصلاة والسلام ووصفهما بكونهما عَبْدَي الله ورَسُولَيْه بَيَان أَنّ عَقيدة الإسلام في حق عيسى صلى الله عليه وسلم أنه (عبد الله ورسوله) فَلاَ يُغْلَى فِيه مِن جَانب، ولا يُقَصر فِي حَقّه مِن جَانِب آخَر، وبَيَان أَنَّ الوَاجِب فِي حَقّ محمد صلى الله عليه وسلم وَصفه بِأَنَّهُ (عبد الله) عَدَم الإِفرَاط والتَّفرِيط، وَوَصْفه بِأَنه (رَسُول الله) يَقتضِي تَصدِيقه فِي جَميع مَا يُخبر بِه مِن أَخبار فِي المَاضي وفي المُستقبل وفِي مَا هُو مَوجود غَير مُشاهَد لَنَا، ويَقتضِي طَاعته بِامْتِثَال أَمره واِجتناب نَهيه، وتَقديم مَحَبّته صلى الله عليه وسلم على النفس والوالد والولد والناس أجمعين، وأَنْ لاَ يُعبَد الله عَزّ وجَلَّ إِلاَّ عَلَى وَفْق مَا جَاء عَنه صَلَوات الله وسَلاَمه عَليه، هَذِهِ هِي عَقيدة المسلمين في (محمد وعيسى) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وسَلَّم، وَسَط بين طَرَفي الإِفرَاط والتَّفريط.

Mr. Hatem Ahmed
27-04-2014, 10:22 AM
(4) وعَن عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ».

أولاً: تَخريج الحديث: رواه البخاري (7/ 5401) واللفظ له، ومسلم (1/ 33) والنسائي في "السُّنَن الكُبرى" (10/ 11430) وأحمد (27/ 16481) وعَبد الله بن المُبَارَك في "المُسند" (1/ 43) وعَبد الرَّزاق الصَنْعَانِيّ في "المُصَنَّف" (1/ 1929) وأبو دَاود الطَّيَالِسِيّ في "المسند" (2/ 1337) وأبو بكر بن أبي شَيبة في "المسند" (2/ 567) وأَبُو يَعلَى المَوصليّ في "المسند" (3/ 1505) وابن خُزَيمة في "الصحيح" (3/ 1653) وابن حِبَّان في "الصحيح" (1/ 223) والطَبَرانيّ في "المعجم الكبير" (18/ 43) وفي "المعجم الأوسط" (2/ 1495)، والرُّويَاني في "المسند" (2/ 1375).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِي الحَدِيث: هُـــوَ: عِتْبَانُ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ بْن الخزرج الأَنْصَارِيّ السَّالِمِيّ الخَزْرَجِيّ. شَهِدَ بَدْرًا، وكَانَ ضَعِيفَ البَصَر ثُمَّ عُمِيَ بَعد، وَكَانَ إِمَامَ قَوْمِهِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَاتَ بِالمَدِينَة المُنَوَّرَة فِي خِلاَفَة مُعَاوِيَة. رَضْيَ اللهُ عَنْه

ثالثاً: شَرح الحَدِيث:
- (إِنَّ): حَرف تَوْكِيد ونَصْب.
- (لَا): حَرف نَفْي.
- (إِلَّا): حَرف اِسْتِثْنَاء.
- (لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ): لاَ مَعبُود حَق إِلاَّ الله تَعَالَى. اِعلَم أَنَّ هَذِهِ الكَلِمَة العَظِيمَة هِي الفَارِقَة بَيْن الكُفْر والإِسْلاَم، وهِي كَلِمَة التَّقْوَى، وهِيَ العُروَة الوُثْقَى، لَهَـا رُكْـنَــان:
فالرُّكْن الأول: النَّفْي، يَعنِي: نَفْي الإِلَهِيّة عَمَّا سِوَى الله تَعَالَى مِن سَائِر المَخْلُوقَات.
والرُّكْن الثَّانِي: الإِثْبَات،وَالْمرَاد بِـهِ: إِثْبَات الإلهية لله سُبْحَانَهُ، فَهُوَ الْإِلَه الْحَق، وَمَا سِوَاهُ مِن الْآلهَة الَّتِي اِتَّخَذَهَا الْمُشْركُونَ فَكُلّهَا بَاطِلَة.
- (يَبْتَغِي): يُرِيد، مُخْلِصاً بِهَا قَلْبُهُ.
فَمعلوم أن الذي يقول هذا طالباً وجه الله، فسيفعل كل شيء يقربه إلى الله، من فروض ونوافل، فلا يكون في هذا دليل للكسالى والمهملين؛ يقولون: نحن نقول لا إله إلا الله نبتغي بذلك وجه الله.
نقول: لو كنتم صادقين ما أهملتم العبادات الواجبة عليكم، لأن العَبدَ إذا قال لاَ إِلَه إِلاَّ الله، مُخْلِصاً بِهَا قَلْبُهُ؛ فإنه سيقوم بمقتضاها، ويعمل بما تقتضيه هذه الكلمة العظيمة، من أداء الواجب، وترك المحرم.
فالإنسان إذا أدى الواجب وترك المحرم؛ أحل الحلال، وحرم الحرام، وقام بالفرائض، واجتنب النواهي، فيكون جَزَاؤُه الجنة، ويحرم الله عليه النار.

وَاعْلَم أَنَّ مَذْهَب أَهْل السُّنَّة وَمَا عَلَيْهِ أَهْلُ الْحَقِّ مِنَ السَّلَف وَالْخَلَف أَنَّ مَنْ مَاتَ مُوَحِّدًا دَخَلَ الْجَنَّةَ قَطْعًا عَلَى كُلِّ حَالٍ، فَإِنْ كَانَ سَالِمًا مِنَ الْمَعَاصِي كَالصَّغِير وَالْمَجْنُون وَالَّذِي اتَّصَلَ جُنُونُهُ بِالْبُلُوغ وَالتَّائِبِ تَوْبَةً صَحِيحَةً مِنَ الشِّرْكِ أَوْ غَيْرِهِ مِنَ الْمَعَاصِي إِذَا لَمْ يُحْدِثْ مَعْصِيَةً بَعْدَ تَوْبَتِهِ وَالْمُوَفَّقُ الَّذِي لَمْ يُبْتَلَى بِمَعْصِيَةٍ أَصْلًا فَكُلُّ هَذَا الصِّنْف يَدْخُلُون الْجَنَّةَ وَلَا يَدْخُلُون النَّارَ أَصْلًا.

وَأَمَّا مَن كَانَت لَهُ مَعْصِيَةٌ كَبِيرَةٌ وَمَاتَ مِنْ غَيْرِ تَوْبَة، فَهُوَ فِي مَشِيئَةِ اللَّهِ تَعَالَى فَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ الْقَدْرَ الَّذِي يُرِيدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ثُمَّ يُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ، فَلَا يَخْلُدُ فِي النَّارِ أَحَدٌ مَاتَ عَلَى التَّوْحِيدِ وَلَوْ عَمِلَ مِنَ الْمَعَاصِي مَا عَمِلَ، كَمَا أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ مَاتَ عَلَى الْكُفْرِ وَلَوْ عَمِلَ مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ مَا عَمِل، هَذَا مُخْتَصَرٌ جَامِعٌ لِمَذْهَبِ أَهْلِ الْحَقِّ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ، وَقَدْ تَظَاهَرَتْ أَدِلَّةُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ مَنْ يُعْتَدُّ بِهِ مِنَ الْأُمَّةِ عَلَى هَذِهِ الْقَاعِدَةِ.

فَفِي الحَدِيث الشَّرِيف بِشَارَة عَظِيمَة لِأَهْل التَّوْحِيد ومَنْقَبة جَلِيلَة لَهُم، فَللهِ الحَمْد والمِنَّة عَلَى مَا تَفَضَّل بِهِ عَلَيْنَا، والصَّلاَة والسَّلاَم عَلَى رَسُولِنَا مُحَمَّد، الَّذِي هَدَى اللهُ عَلَى يَدَيْهِ العِبَاد، وجَعَل لَنَا سُبْحَانَه هَذِهِ النِّعمَة السَّرّاء كُرمَى لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، حَيثُ قَالَ عَزَّ وجَلّ: ((وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)). (الضُّحَى: 5)، فَصِرنَا بِهَا مِن أَفْضَل الأُمَم عَلَى الإِطلاَق حَيثُ قَالَ سُبْحَانَه: ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)). (آل عِمران: 110)، فَللهِ الحَمْدُ أَوَّلاً وآخِراً.

Mr. Hatem Ahmed
28-04-2014, 09:43 AM
(5) وعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».


أَولاً: تَخريج الحديث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 8) ومُسْلِمٌ (1/ 16) والترمذي (5/ 2609) والنسائي (8/ 5001) وأحمد (8/ 4798) وعَبد الرزّاق في "المُصنّف" (3/ 5012 ) وابن أبي شَيبة في "المُصنّف" (4/ 19563) والحُميدي في "المسند" (1/ 720) وابن حُميد في "المسند" (1/ 823) وأبو يَعلى في "المسند" (10/ 5788) وابن خُزيمة (1/ 309) وابن حِبّان (1/ 158)، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 13203) وفي "المعجم الأوسط" (6/ 6264)، والبيهقي في "السُنن الكُبرى" (1/ 1675) وفي "شُعَب الإيمان" (1/ 20).

ثَانياً: التَّعرِيْفُ بِرَاوِي الحَدِيْثِ: هُـــــو: عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ بنِ نُفَيْلٍ بْنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ رِيَاحِ بنِ قُرْطِ بنِ رَزَاحِ بنِ عَدِيِّ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيُّ، العَدَوِيُّ، المَكِّيُّ، ثُمَّ المَدَنِيُّ، أَحَد الأَعْلاَم فِي العِلْمِ والعَمَلِ.

أَسْلَمَ ابنُ عُمَرَ وهُو صَغِيْر، ثُمَّ هَاجَرَ مَعَ أَبِيْهِ وأُمِّه، واسْتُصْغِرَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَأَوَّلُ غَزَوَاتِهِ الخَنْدَق وشَهِد المَشَاهِد بَعدَهَا، وهُوَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَة، وشَهِد اليَرْمُوك والقَادِسِيّة وجَلُولاَء ومَا بَيْنَهُما مِن وَقَائِع الفُرس، وشَهِد فَتْح مَصْرَ وقَدَم العِرَاق والشَّام.

أَثْنَى عَلَيْه النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووَصَفَهُ بالصَلاَحِ حَيْثُ قَالَ: «إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ».

تُوفِّيَ ابْنُ عُمَرَ سَنَةَ أَربَعٍ وسَبْعِيْنَ (74 هــ) بِمَكَّةَ المُكَرَّمَة؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثَالِثاً: شَرح الحَدِيثِ:

- (عَلَى خَمْسٍ): أَيْ: خَمْسِ دَعَائِمَ، أَوْ أَرْكَان، أَوْ أُصُول.

- (شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ): بِالْجَرِّ عَلَى الْبَدَلِ مِنْ خَمْسٍ.
وَيَجُوزُ الرَّفْعُ عَلَى حَذْفِ الْخَبَرِ وَالتَّقْدِيرُ: مِنْهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ... أَوْ عَلَى حَذْفِ الْمُبْتَدَأِ وَالتَّقْدِيرُ: أَحَدُهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ... وَيَجُوزُ النَّصْبُ بِتَقْدِيرِ: أَعْنِي.

- وَ (إِقَامِ الصَّلَاةِ): أَيْ الْمُدَاوَمَةِ عَلَيْهَا وَالْإِتْيَان بِهَا بِشُرُوطِهَا وَأَرْكَانِهَا.

- وَ (إِيتَاءِ الزَّكَاةِ): أَيْ إِعْطَائِهَا مُسْتَحَقِّيهَا، بِإِخْرَاجِ جُزْءٍ مِنَ الْمَالِ عَلَى وَجْهٍ مَخْصُوص.

- وَ(الحَجِّ): قَصد بَيْت الله الحَرَام بِمَكَّة لِلعِبَادة.

- وَ (صَوْمِ رَمَضَانَ): أَيْ صَوْم شَهْر رَمَضَان.

-- واعلَم أَنَّ هَذَا الحَدِيثَ أَصْلٌ عَظِيمٌ فِي مَعرِفَةِ الدِّينِ، وعَلَيْهِ اعْتِمَادُهُ، وقَدْ جَمَعَ أَرْكَانَهُ، وذَلِك لأَنَّ كَمَالَ الإِسْلَامِ وتَمَامَهُ لاَ يَكُونُ إِلاَّ بِهَذِهِ الخَمْس.

Mr. Ali 1
28-04-2014, 06:50 PM
جزاك الله خيراً وبارك فيك أ/ حاتم

وأعانك علي إنجاز هذا العمل وجعله في ميزان حسناتك إن شاء الله تعالي

خالص تحياتي

Mr. Hatem Ahmed
30-04-2014, 12:58 AM
شكراً على مرورك الكريم أ/ علي

Mr. Hatem Ahmed
30-04-2014, 01:00 AM
(6) وعَن ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلاَمِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ».



أولاً: تَخْرِيجُ الحَدِيْثِ: رَوَاهُ البخاري (1/ 25) ومسلم (1/ 22) والدارقطني في "السُّنَن" (1/ 898) وابن حبان (1/ 175) والطبراني في "المُعجم الأوسط" (8/ 8510) والبيهقي في " السُّنَن الكُبرى" (3/ 5141).


ثالثاً: شَرحُ الحَدِيثِ:

- (أُمِرْتُ): أَيْ أَمَرَنِي اللهُ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى، ولَمْ يَذْكُرهُ لِلْعِلمِ بِهِ.

- (أُقَاتِلَ النَّاسَ): بِأَنْ أُجَاهِدَهُم وأُحَارِبَهُم، وذَلِك بَعدَ عَرضِ الإِسْلاَمِ عَلَيْهِم.

- (يَشْهَدُوا): يَعْتَرِفُوا بِكَلِمَة التَّوْحِيد، ويَخْضَعُوا لِحُكْم الإِسْلاَم سَوَاء كَانُوا مُشْرِكِين أَو أَهْل كِتَاب.

- (يُقِيمُوا الصَّلَاةَ): أَي المَفْرُوضَةَ، بِأَنْ يَأْتُوا بِشَرَائِطِهَا وأَركَانِهَا المُجْمَعِ عَلَيْهَا.

- (يُؤْتُوا الزَّكَاةَ): المَفْرُوضَةً ... وفِيهِ دَلِيلٌ: لِقِتَالِ مَانِعِيهَا، ولَا نِزَاعَ فِيهِ، ومِنْ ثَمَّ قَاتَلَهُمُ أَبُو بَكْر الصِّدِّيق، وأَجْمَعَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم.

- (الصَّلَاة والزَّكَاة): خُصَّتَا بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُمَا أُمُّ العِبَادَاتِ البَدَنِيَّةِ والمَالِيَّةِ وأَسَاسُهُمَا، ولِذَا كَانَتِ الصَّلَاةُ عِمَادَ الدِّينِ، والزَّكَاةُ قَنْطَرَةُ الإِسْلَامِ، وقُرِنَ بَيْنَهُمَا فِي القُرْآنِ الكَرِيْمِ كَثِيرًا.

- (عَصَمُوا): حَفَظُوا ومَنَعُوا.

- (إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلاَم): أَيْ إِلاَّ إِذَا فَعَلُوا مَا يَسْتَوْجِب عُقُوبَة مَالِيّة أَو بَدَنِيّة فِي الإِسْلاَم، فِإِنَّهُم يُؤَاخَذون بِذَلِك قِصَاصاً.

- (وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ): أَيْ فِيمَا يَسْتُرُونَ مِنَ الكُفْرِ والمَعَاصِي بَعْدَ ذَلِكَ ... والمَعْنَى: أَنَّا نَحْكُمُ بِظَاهِرِ الحَالِ والإِيمَانِ القَوْلِي، ونَرْفَعُ عَنْهُمْ مَا عَلَى الكُفَّارِ، ونُؤَاخِذُهُمْ بِحُقُوقِ الإِسْلَامِ بِحَسَبِ مَا يَقْتَضِيهِ ظَاهِرُ حَالِهِم، لَا أَنَّهُم مُخْلِصُون، وَاللَّهُ يَتَوَلَّى حِسَابَهُم، فَيُثِيبُ المُخْلِصَ، ويُعَاقِبُ المُنَافِقَ، ويُجَازِي المُصِرَّ بِفِسْقِهِ، أَوْ يَعْفُو عَنْهُ.

Mr. Hatem Ahmed
30-04-2014, 01:03 AM
(7) عَن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا أَسْلَمَ العَبْدُ فَحَسُنَ إِسْلاَمُهُ، يُكَفِّرُ اللَّهُ عَنْهُ كُلَّ سَيِّئَةٍ كَانَ زَلَفَهَا، وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ القِصَاصُ: الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا إِلَّا أَنْ يَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهَا».


أولاً: تَخْرِيجُ الحَدِيْثِ: رَوَاهُ البخاري (1/ 41) والنسائي (8/ 4998) والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 24) وابن مَنده في "الإيمان" (1/ 347).

ثانياً: التَّعرِيْفُ بِرَاوِي الحَدِيثِ: هُـــــوَ: سَعْدُ بنُ مَالِكِ بنِ سِنَانِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عُبَيْدِ بنِ الأَبْجَرِ بنِ عَوْفِ بنِ الحَارِثِ بنِ الخَزْرَجِ الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، المَدَنِيُّ، صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ولِأَبِيِهِ صُحْبَة أَيْضاً.

وُلِدَ قَبْل الهِجرَة بِعَشْر سِنِين، وغَزَا مَعَ الرَّسُوْل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم اثْنَتَيْ عَشَرَة غَزْوَة.

وتُوُفِّي أَبُو سَعِيْدٍ يَوْمَ الجُمُعَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِين (74 هـ)، وَدُفِنَ بِالبَقِيعِ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً (94)؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.


ثالثاً: شَرحُ الحَدِيثِ:

- (إِذَا أَسْلَمَ العَبْدُ): هَذَا الحُكْم يَشْتَرِكُ فِيْهِ الرِّجَالُ والنِّسَاءُ، وذَكَرَهُ بِلَفْظ الذُّكُورِ تَغْلِيبًا.

- (فَحَسُنَ إِسْلاَمُهُ): دَخَلَ فِيِه ظَاهِراً وبَاطِناً، فَاعتَقَد اِعتِقَاداً خَالِصاً وعَمَلَ عَمَلاً صَالِحاً.

- (زَلَفَهَا): أَسْلَفَهَا وقَدَّمَهَا.

- (القِصَاص): المُحَاسَبَة والمُجَازَاة بِالمِثْلِ.

- (يَتَجَاوَز): يَعفُو.

Mr. Hatem Ahmed
30-04-2014, 01:06 AM
(8) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولُ اللهِ، مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكِتَابِهِ، وَلِقَائِهِ، وَرُسُلِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الْآخِر».


أولاً: تَخْرِيجُ الحَدِيْثِ: رَوَاهُ البخاري (1/ 50) ومسلم (1/ 10) والنسائي (8/ 4991) وابن ماجة (1/ 64) وأحمد (15/ 9128) وابن رَاهويه في "المُسند" (1/ 166) وابن أبي شيبة في "المُصنف" (6/ 30309) وابن خزيمة (4/ 2244) وابن حبان (1/ 159) والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 380).

ثانياً: التَّعرِيفُ بِرَاوِي الحَدِيثِ: هُـــــو: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَخْرٍ الدَّوْسِيُّ اليَمَانِيُّ؛ كَانَ مِن حُفَّاظ الصَّحَابَة المُوَاظِبِين عَلَى صُحبَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُل وَقْت.

أَسْلَمَ سَنَة سَبْع مِن الهِجرَة، وتُوُفِّيَ سَنَة ثَمَانٍ وخَمْسِين (58 هـ)، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وسَبْعِين (78) سَنَة؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثالثاً: شَرحُ الحَدِيثِ:

- (بَارِزًا): ظَاهِراً لَهُم وجَالِساً مَعَهُم.

- (فَأَتَاهُ رَجُل): هُوَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلاَمُ.

- (مَا الإِيْمَان): مَا حَقِيقَةُ الإِيْمَانِ.

Mr. Hatem Ahmed
03-05-2014, 01:32 PM
(9) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ».


أولاً: تَخِرْيجُ الحَدِيْثِ: رَوَاهُ البخاري (1/ 13) ومسلم (1/ 43) والترمذي (5/ 2624) والنسائي (8/ 4987) وابن ماجة (2/ 4033) وأحمد (19 /12002) وابن أَبي شَيبة في "المُصَنف" (6/ 30360) وأبو داود الطيالسي (3/ 2071) وعبد بن حميد (1/ 1328) وأبو يَعلى في "المُسند" (5/ 2813) وابن حِبّان (1/ 237) والطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 724) وفي "المعجم الأوسط" (2/ 1149) وفي "المعجم الصغير" (2/ 724) والبَيهَقي في "السُّنَن الكُبرى" (10/ 21063).

ثانياً: التَّعرِيفُ بِرَاوِي الحَدِيثِ: هُـــــوَ: أَنَسُ بنُ مَالِكِ بنِ النَّضْرِ بنِ ضَمْضَمٍ بْنِ زَيْدِ بنِ حَرَامِ بنِ جُنْدُبِ بنِ عَامِرِ بنِ غَنْمِ بنِ عَدِيِّ بنِ النَّجَّارِ، أَبُو حَمْزَةَ الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، النَّجَّارِيُّ، المَدَنِيُّ، خَادِمُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتِلْمِيذُهُ، وَآخِرُ أَصْحَابِهِ مَوْتاً بِالبَصرَة.

وُلِد أَنَسٌ قَبْلَ عَامِ الهِجْرَةِ بِعَشْرِ سِنِين، وخَدَمَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْر سِنِين، وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَثْرَةِ الْمَالِ وَالْوَلَدِ حَيْث قَالَ: (اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ).

تُوفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْن (93 هـ) بالبَصرَةِ، وكَانَ عُمُرُهُ مِائَةً وَثَلاَثَ سِنِيْن (103)؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثالثاً: شَرحُ الحَدِيثِ:

- (ثَلَاثٌ): مُبْتَدَأ، والتَّقْدِير: خِصَالٌ ثَلَاثٌ.

- (مَنْ كُنَّ فِيهِ): خَبَرُ المُبْتَدَأِ.

- (حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ): أَيْ لَذَّتَهُ وَرَغْبَتَهُ ... وَأُوثِرَت الحَلَاوَةُ: لِأَنَّهَا أَظْهَرُ اللَّذَّاتِ الحِسِّيَّةِ؛ والمَعْنَى: اسْتِلْذَاذُ الطَّاعَاتِ وإِيثَارُهَا عَلَى جَمِيعِ الشَّهَوَاتِ والمُسْتَلَذَّاتِ، وتَحَمُّلُ المَشَاقِّ فِي مَرْضَاةِ اللَّهِ ورَسُولِهِ، والرِّضَا بِالقَضَاءِ فِي جَمِيعِ الحَالَاتِ.

- (مِمَّا سِوَاهُمَا): يَعُمُّ ذَوِي العُقُولِ وغَيْرِهِمْ مِنَ المَالِ والجَاهِ، وسَائِرِ الشَّهَوَاتِ والمُرَادَات.

- (لاَ يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ): لاَ يَقْصِد مِن حُبِّه غَرَضاً دُنْيَوِياً.

- (يُقْذَفَ): يُرْمَى.

Mr. Hatem Ahmed
03-05-2014, 01:34 PM
(10) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ».


أولاً: تَخْرِيجُ الحَدِيثِ: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 15)، ومُسْلِمٌ (1/ 44)، والنَّسَائِيُّ (8/ 5013)، وابْنُ مَاجَةَ (1/ 67)، وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (20/ 12814)، والدَّارِمِيُّ فِي "المُسْنَد" (3/ 2783)، وأَبُو يَعلَى فِي "المُسْنَد" (5/ 3049)، وابْنُ حِبَّانَ فِي "الصَّحِيح" (1/ 179)، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي "المُسْنَد" (1/ 1175)، والرُّويَانِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 1348).

ثانياً: شَرحُ الحَدِيثِ:

- (أَحَبَّ إِلَيْه): مُقَدَّماً لَدَيْهِ، وعُنْوَانُ ذَلِك الطَّاعَة والاِقْتِدَاء وتَرك المُخَالَفَة ... وَمِنْ مَحَبَّتِهِ: نَصْرُ سُنَّتِهِ، والذَّبُّ عَنْ شَرِيعَتِهِ، وتَمَنِّي إِدْرَاكِهِ فِي حَيَّاتِهِ لِيَبْذُلَ نَفْسَهُ ومَالَهُ دُونَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

Mr. Hatem Ahmed
03-05-2014, 01:36 PM
(11) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ».


أولاً: تَخْرِيْجُ الحَدِيثِ: رَوَاه البخاري (1/ 9) واللفظ لَه، ومسلم (1/ 35) وأبو داود (4/ 4676) والنسائي (8/ 5004) وابن ماجة (1/ 57) وأحمد (15/ 9361) وابن أبي شَيبة في "المُصَنف" (5/ 25339) وابن حبان (1/ 167) والبيهقي في "شُعَب الإيمان" (1/ 1).

ثانياً: شَرح الحَدِيثِ:

- (بِضْع): البِضْعُ مِن الشَّيْء: القِطعَة مِنْهُ، وفِي العَدَدِ: هُوَ مِن الوَاحِدِ إِلَى العَشْرَةِ؛ وقِيْلَ: مَا بَيْنَ الثَّلَاثِ إِلَى التِّسْعِ.

- (شُعْبَة): قِطْعَة من الشَّيْء، والمرَادُ بِهَذِهِ الخِصَال: أُصُول الخَيْرِ مِن الأَقْوَالِ والأَفْعَالِ ... فَالْإِيمَانُ إِنَّمَا هُوَ: تَصْدِيقُ القلْبِ، وهَذِهِ الخِصَالُ تَنْبَعِثُ عَنهُ، فَسُمِّيَت إِيمَانًا.

- (الحَيَاء): صِفَة فِي النَّفْس وهِي: تَغَيُّر وانْكِسَار يَعْتَرِي الإِنْسَانَ مِنْ خَوْفِ مَا يُعَابُ بِهِ وَيُذَمُّ.

Mr. Hatem Ahmed
03-05-2014, 01:38 PM
(12) عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الحَيَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعْـهُ، فَإِنَّ الحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ».


أولاً: تخريج الحديث: رَوَاه البخاري (1/ 24) ولَه اللفظ، ومسلم (1/ 36) وأبو داود (4/ 4795) والترمذي (5/ 2615) والنسائي (8/ 5033) وابن ماجة (1/ 58) وأحمد (10/ 6341) وابن أبي شَيبة في "المُصَنف" (5/ 25340) والحميدي (1/ 638) وابن الجعد (1/ 2872) وعبد بن حميد (1/ 725) وابن حبان (2/ 610) والطبراني في "الأوسط" (5/ 4932) وفي "الصغير" (2/ 744) والقُضاعي في "الشهاب" (1/ 155) والبيهقي في "شُعَب الإيمان" (10/ 7303) وأبو يعلى في "المُسند" (9/ 5424).

ثانياً: شَرح الحَدِيث:

- (يَعِظُ أَخَاهُ فِي الحَيَاءِ): أَيْ: يَنْصَحُهُ ويَنْهَاهُ عَنْهُ ويُقَبِّحُ لَهُ فِعْلَهُ ويَزْجُرُهُ عَنْ كَثْرَتِهِ.

- (دَعْهُ): أَي: اتْرُكْهُ عَلَى حَالِهِ مِنْ كَثْرَةِ الحَيَاءِ.

- (فَإِنَّ الحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ): أَي: مِنْ شُعَبِهِ.

Mr. Hatem Ahmed
03-05-2014, 01:39 PM
(13) عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ».


أولاً: تَخرِيج الحَدِيث: رَوَاه البخاري (1/ 13) ومسلم (1/ 45) والترمذي (4/ 2515) والنسائي (8/ 5016) وابن ماجة (1/ 66) وأبو داود الطيالسي في "المُسند" (3/ 2116) وأحمد (20/ 12801) والدارمي (3/ 2782) وأبو يعلى في "المُسند" (5/ 2950) وابن حبان (1/ 234) وعبد بن حميد في "المُسند" (1/ 1174) والروياني في "المُسند" (2/ 1348) والقضاعي في "الشهاب" (1/ 889) والبيهقي في "شُعَب الإيمان" (13/ 10613).

ثانياً: شَرح الحَدِيث:

- (لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُم): الإِيْمَان الكَامِل.

- (مَا يُحِبُّ لِنَفْسِه): مِن فِعَال الخَيْر.

....رولا....
04-05-2014, 12:55 AM
(13) عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ».


أولاً: تَخرِيج الحَدِيث: رَوَاه البخاري (1/ 13) ومسلم (1/ 45) والترمذي (4/ 2515) والنسائي (8/ 5016) وابن ماجة (1/ 66) وأبو داود الطيالسي في "المُسند" (3/ 2116) وأحمد (20/ 12801) والدارمي (3/ 2782) وأبو يعلى في "المُسند" (5/ 2950) وابن حبان (1/ 234) وعبد بن حميد في "المُسند" (1/ 1174) والروياني في "المُسند" (2/ 1348) والقضاعي في "الشهاب" (1/ 889) والبيهقي في "شُعَب الإيمان" (13/ 10613).

ثانياً: شَرح الحَدِيث:
- (لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُم): الإِيْمَان الكَامِل.
- (مَا يُحِبُّ لِنَفْسِه): مِن فِعَال الخَيْر.


جزاك الله خيرا وبارك الله بحضرتك مستر حاتم

Mr. Hatem Ahmed
04-05-2014, 01:02 AM
وجزاكِ بمثله...

أسعدني وشرفني مرورك أ/ رولا

Mr. Hatem Ahmed
04-05-2014, 01:04 AM
(14) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ».


أولاً: تَخرِيج الحَدِيث: رَوَاه البخاري (1/ 10) ومسلم (1/ 41) دون الجزء الأخير منه، وأبو داود (3/ 2481) والنسائي (8/ 4996) وأحمد (11/ 6515) والدارمي (3/ 2758) وابن حِبان (1/ 230) والحُميدي (1/ 606) وعَبد بن حُميد (1/ 336) وابن مَنده في "الإيمان" (1/ 309) والقُضاعي في "الشهاب" (1/ 166)، والبَيهقي في "السُّنَن الكَبرى" (10/ 20755) وفي "شُعَب الإيمان" (13/ 10610).


ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِي الحَدِيث: هُـــــوَ: عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ بنِ وَائِلٍ بْنِ هَاشِمِ بنِ سُعَيْدِ بنِ سَعْدِ بنِ سَهْمِ أَبُو مُحَمَّدٍ السَّهْمِيُّ القُرَشِيُّ، صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْنُ صَاحِبِهِ ... وُلِدَ عَبْدُ اللهِقَبْل الهِجْرَة بِتِسْع سَنَوَات، ولَيْسَ أَبُوْهُ أَكْبَرَ مِنْهُ إِلاَّ بِإِحدَى عَشْرَةَ سَنَةً! وَقَدْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللهِ قَبْلَ أَبِيْهِ؛ وتُوفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْن (63 هــ)؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثالثاً: شَرح الحَدِيث:

- (المُسْلِم): الْمُسْلِمُ الْحَقِيقِيُّ.

- (مِنْ لِسَانِهِ): أَي: بِالشَّتْمِ، وَاللَّعْنِ، وَالْغِيبَةِ، وَالْبُهْتَانِ، وَالنَّمِيمَةِ، وَالسَّعْيِ إِلَى السُّلْطَانِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ ... وقَدَّمَ اللِّسَانَ: لِأَنَّ الْإِيذَاءَ بِهِ أَكْثَرُ وأَسْهَلُ، ولِأَنَّهُ يَعُمُّ الْأَحْيَاءَ والأَمْوَاتَ، وابْتُلِيَ بِهِ الأَكْثَرون خُصُوصًا فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ.

- (وَيَدِهِ): أَي: بِالضَّرْبِ، وَالْقَتْلِ، وَالْهَدْمِ، وَالدَّفْعِ، وَالْكِتَابَةِ بِالْبَاطِلِ، وَنَحْوِهَا ... وَخُصَّا (اللِّسَان واليَدّ) بِالذّكْر: لِأَنَّ أَكْثَرَ الْأَذَى بِهِمَا.

- (المُهَاجِر): أَيْ الحَقِيقِيُّ ... والهِجْرَة هِي: مُفَارَقَة الأَهْل والوَطَن فِي سَبِيل اللهِ تَعَالَى؛ والمُرَاد بِهَا هُنَا: تَرك المَعَاصِي.

- (هَجَرَ): تَرَكَ.

- (مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ): أَي: مَا حَرَّمَ اللَّهُ ورَسُوُلهُ عَلَيْهِ فِي الْكِتَابِ والسُّنَّة.

ضياء الدين سعيد
04-05-2014, 11:46 AM
جزاكم الله خيراً
شاكرين ومقدرين لكم جهودكم

تقبل مروري وخالص تحياتي وتقديري ،،،،،

Mr. Hatem Ahmed
04-05-2014, 07:27 PM
وجزاك بمثله...

أسعدني وشرفني مرورك أ/ ضياء

Mr. Hatem Ahmed
10-05-2014, 12:36 AM
(15) عَن الأَغَرِّ بْن يَسار المُزنِيِّ، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «يَا أَيُّها النَّاس تُوبُوا إِلى اللَّهِ واسْتغْفرُوهُ، فإِني أَتوبُ في اليَوْمِ مائة مَرَّة».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاه مسلم (4/ 2702) والبخاري في "الأَدَب المُفرد" (1/ 621) والنسائي في "السُّنَن الكُبرى" (9/ 10206) وأحمد في "المُسند" (29/ 17850) وأبو بكر بن أبي شَيبة في "المُصَنّف" (6/ 29444) وعبد بن حميد في "المُسند" (1/ 363) والطبراني في "المُعجم الكبير" (1/ 883) والروياني في "المُسند" (2/ 1489).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِي الحَدِيث: هُـــوَ: الأغَرُّ بْنُ يَسَار المُزَنِيّ، صَحَابِيّ، مِن المُهَاجِرِينَ، لَهُ ثَلَاثَة أَحَادِيث، لاَ يُعْرَف تَارِيخُ مَوْلِدِه ولاَ وَفَاتِه، رَضِيَ اللهُ عَنْه.

ثالثاً: شَرح الحَدِيث:

- (يَا أَيُّهَا النَّاس): المُرَادَ هُمُ المُؤْمِنُون، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. سورة النُّور، الآية: 31

- (فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيْه): أَيْ: أَرْجِعُ رُجُوعًا يَلِيقُ بِهِ، وإِظْهَارِ الِافْتِقَارِ بَيْنَ يَدَيْهِ (سُبْحَانَهُ وتَعَالَى).

- (فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّة): يُرَادَ بِهَا التَّكْثِير مِن الإسْتِغفَار. فَإِذَا كَانَ نَبِيُّنَا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَسْتَغْفِر رَبَّه فِي اليَوم مِائَة مَرَّة، وهُو المَعصُوم! فَنَحنُ أَوْلَى بِأَنْ نَسْتَغْفِر اللهَ عَزّ وَجَلّ ونَتُوب إِلَيْهِ فِي السَاعَة أَلْفَ مَرَّة.

-- واعلَم أَنَّ لِلتَّوْبَةِ ثَلَاثَةُ شُرُوط:

(1) أَنْ يُقْلِعَ عَنِ المَعْصِيَةِ. (2) وَأَنْ يَنْدَمَ عَلَى فِعْلِهَا. (3) وَأَنْ يَعزِم عَزْماً جَازِماً عَلَى أَنْ لاَ يَعوُد إِلَى مِثْلِهَا أَبَدًا ... فَإِنْ كَانَتِ المَعْصِيَةُ تَتَعَلَّقُ بِآدَمِيٍّ فَلَهَا شَرْطٌ رَابِعٌ وَهُوَ: (4) رَدُّ الظُّلَامَةِ إِلَى صَاحِبِهَا أَوْ تَحْصِيلُ البَرَاءَةِ مِنْهُ ... فَإِذَا تَابَ الإِنْسَانُ إِلَى رَبِّه سَبْحَانَه وتَعَالَى، حَصَلَ بِذَلِك فَائِدَتَيْن:

فَالأُولَى: اِمْتِثَالُ أَمْرِ اللهِ ورَسُولِه؛ وفِي اِمْتِثَالِ أَمْرِ اللهِ ورَسُولِهِ كُلّ الخَيْر، فَعَلَى اِمْتِثَالِ أَمْرِ اللهِ ورَسُولِهِ تَدُورُ السَّعَادَةُ فِي الدُّنْيَا والآخِرَة.

والثَّانِيَة: الإِقْتِدَاءُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم.

-- فَفِي الحَدِيث الشَّرِيف: وُجُوب التَّوْبَة والاِسْتِغْفَار، واسْتِمْرَار ذَلِك فِي كُلّ وَقْت، وعَلَى كُلّ حَال، لِأنَّ التَّوْبَةَ أَهَمُّ قَوَاعِدِ الإِسْلَامِ وهِيَ أَوَّلُ مَقَامَاتِ سَالِكِي طَرِيق الآخِرَة.

Mr. Hatem Ahmed
11-05-2014, 03:25 AM
(16) عَن أبي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه قالَ: سمِعتُ رَسُولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُولُ: «واللَّهِ إِنِّي لأَسْتَغْفرُ اللهَ، وَأَتُوبُ إِليْه، في اليَوْمِأَكثرمِنْ سَبْعِين مرَّةً».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاه البخاري (8/ 6307) واللفظ له، والترمذي (5/ 3259) وابن ماجة (2/ 3815) والنسائي في "الكُبرى" (9/ 10196) وأحمد (13/ 7793) وأبو بكر بن أبي شَيبة في المُصَنّف (6/ 29442) وابن حِبان (3/ 925)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (3/ 2954) وفي "المعجم الصغير" (1/ 232)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 629، 630) والحارث بن أبي أسامة في "المُسند" (2/ 1079).

ثانياً: شَرح الحَدِيث:

- (وَاللَّهِ): قَسَمٌ لِتَأْكِيدِ الْخَبَر.

- (إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ): أَيْ: مِنْ تَقْصِيرِي فِي الطَّاعَةِ، أَوْ مِنْ رُؤْيَةِ نَفْسِي فِي الْعِبَادَةِ، وَلِذَا كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَقِّبُ صَلَاتَهُ بِالِاسْتِغْفَارِ عَلَى طَرِيقِ التَّرْجِيعِ وَالتَّكْرَارِ.

- (فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً): يُرَادَ بِهَا التَّكْثِير مِن الإسْتِغفَار.


-- واعلَم أَنَّ تَوْبَةَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واسْتِغْفَارَهُ كُلَّ يَوْمٍ، لَيْسَ لِذَنْبٍ، لِأَنَّهُ مَعصُوم، بَلْ لِاعْتِقَادِ قُصُورِهِ فِي الْعُبُودِيَّةِ عَمَّا يَلِيقُ بِحَضْرَةِ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، وحَثٌّ لِلْأُمَّةِ عَلَى التَّوْبَةِ والِاسْتِغْفَارِ، فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ كَوْنِهِ مَعْصُومًا، وكَوْنِهِ خَيْرَ الْمَخْلُوقَاتِ إِذَا اسْتَغْفَرَ وتَابَ إِلَى رَبِّهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَكَيْفَ بِالْمُذْنِبِين...؟!

Mr. Hatem Ahmed
12-05-2014, 01:14 AM
(17) عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «للَّهُ أَشدُّ فَرَحاً بِتَوْبةِ عَبْدِهِ حِين يتُوبُ إِلْيهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى راحِلَتِهِ بِأَرْضٍ فلاةٍ، فانْفلتتْ مِنْهُ وعلَيْها طعامُهُ وشرَابُهُ فأَيِسَ مِنْهَا، فأَتَى شَجَرةً فاضْطَجَعَ في ظِلِّهَا، وقد أَيِسَ مِنْ رَاحِلتِهِ، فَبَيْنما هوَ كَذَلِكَ إِذْ هُوَ بِها قَائِمَة عِنْدَهُ، فَأَخَذَ بِخطامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الفَرحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الفَرَح».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاه البخاري مُختصراً (8/ 6309) ومسلم واللفظ له (4/ 2747) وأحمد (20/ 13229) وأبو يَعلى الموصلي في "المُسند" (5/ 2860) وابن حِبان (2/ 617) والطَبراني في "المعجم الأوسط" (8/ 8500)، والبَيهقي في "شُعب الإيمان" (9/ 6703) وفي "الأسماء والصِّفات" (2/ 99).

ثانياً: شَرح الحَدِيث:

- (بِأَرْضِ فَلَاة): صَحَرَاء.

- (فَانْفَلَتَتْ): نَفَرَتْ وهَرَبَت.

- (وَعَلَيْهَا): عَلَى ظَهْرِهَا.

- (طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ): خُصَّا بِالذِّكْر لِأَنَّهُمَا سَبَبَا حَيَاتِهِ.

- (فَأَيِسَ مِنْهَا): مِنْ وِجْدَانِ الرَّاحِلَةِ بَعْدَ طَلَبِهَا.

- (وَقَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ): مِنْ حُصُولِهَا وَوُصُولِهَا.

- (فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ): فِي هَذَا الْحَالِ مُنْكَسِرُ الْبَالِ.

- (إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ)، أَيْ: إِذَا الرَّجُلُ حَاضِرٌ بِتِلْكَ الرَّاحِلَةِ حَالَ كَوْنِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ وَلَا تَعَبٍ.

- (فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا): زِمَامِهَا فَرِحًا بِهَا، فَرَحًا لَا نِهَايَةَ لَهُ.

- (ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ): أَي: بِسَبْقِ اللِّسَانِ عَنْ نَهْجِ الصَّوَابِ.

- (مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ): كَرَّرَهُ لِبَيَانِ عُذْرِهِ وَسَبَبِ صُدُورِهِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الفَرَحِ رُبَّمَا يَقْتُلُ صَاحِبَهُ وَيُدْهِشُ عَقْلَهُ، حَتَّى مَنَعَ صَاحِبَهُ مِنْ إِدْرَاكِ البَدِيهِيَّات.

Mr. Hatem Ahmed
13-05-2014, 04:52 AM
(18) عَنْ أَبِي هُريْرةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تطلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مغْرِبِهَا، تَابَ اللهُ علَيْه».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاه مسلم (4/ 2703) والنسائي في "السُّنَن الكُبرى" (10/ 11115) وأحمد (13/ 7711) وابن حبان (2/ 629) والطبراني في "المعجم الأوسط" (7/ 7344) والحارث بن أبي أسامة في "المُسند" (2/ 1077) وابن مَنده في "الإيمان" (2 /1025).

ثانياً: شَرح الحَدِيث:

- (مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تطلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مغْرِبِهَا، تَابَ اللهُ علَيْه): هَذَا حَدٌّ لِقَبُولِ التَّوْبَة، حَيْث قَالَ اللهُ تَعَالَى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا}. (سورة الأنعام، الآية رقم: 158)؛ فَهَذَا دَلِيلٌ مِن الآَيَة الكَرِيمَة والحَدِيثِ الشَّرِيفِ عَلَى أَنَّ الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت مِن مَغْرِبَهَا، اِنْتَهَى قَبُول التَّوْبَة.

-- فَقَد يَسْأَل سَائِلٌ، فَيَقُول: هَل الشَّمْسُ تَطلُع مِن مَغْرِبَهَا؟! المَعرُوف أَنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ مِن المَشْرِق؟!

فَالإِجَابَـة: نَعَم! هَذَا هُوَ المَعرُوف بِيْن النَّاس، أَنْ تَطلُعَ الشَّمْسُ مِن المَشْرِق، فَهَذَا هُوَ المُطَّرِد مُنْذُ خَلَقَ اللهُ الشَّمْسَ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا، لَكِن فِي آخِر الزَّمَان يَأْمُر اللهُ الشَّمْسَ أَنْ تَرجِع مِن حَيْث جَاءَت، فَتَنْعَكِس الدَّورَة، وتَطلُع مِن مَغْرِبهَا، فَإِذَا مَا رَآهَا النَّاسُ آمَنُوا كُلُّهُم، حَتَّى الكُفَّار! وَلَكِن الذِي لَم يُؤْمِن قَبْل أَنْ تَطلُع الشَّمْسُ مِن مَغْرِبَهَا، فَلاَ يَنْفَعُه إِيْمَانُه، وكَذَلِك الَّذِي لَم يَتُب قَبْل أَنْ تَطلُع الشَّمْسُ مِن مَغْرِبَهَا، فَلاَ تُقْبَل تَوْبَتُهُ؛ لأَنَّ هَذِهِ آيَة يَشْهَدُهَا كُلّ مَخْلُوق، فَإِذَا جَاءَت الآيَاتُ المُنْذِرَة، لَمْ تَنْفَع التَّوْبَة ولَمْ يَنْفَع الإِيمَان.

فَعَلَى المُسْلِم أَنْ يُبَادِر بِالتَّوْبَة إِلَى اللهِ عَزّ وَجَلّ مِن الذُّنُوب، وأَنْ يُقْلِع عَمّا كَانَ مُتَلَبِّساً بِهِ مِن المَعَاصِي، وأَنْ يَقُوم بِمَا فَرَّطَ بِهِ مِن الوَاجِبَات.

Mr. Hatem Ahmed
14-05-2014, 01:25 AM
(19) عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي، وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ».


أولاً: تخريج الحديث: رواه البُخاري واللفظ له (1/ 71)، ومُسلم (3/ 1037) وابن ماجة (1/ 221) وأَحمد في "المُسْنَد" (28/ 16878) والدَّارمِي في "السُّنَن" (1/ 232) وابن أبي شَيبة في "المُصنف" (6/ 31045) وابن حِبان (2/ 310) وأبو داود الطيالسي في "المُسند" (2/ 1059) وعَبد بن حُميد في "المُسند" (1/ 412)، والطَبراني في "المُعجَم الكَبير" (19/ 911) وفي "المُعجَم الأَوسَط" (8/ 8766)، والقُضاعي في "مُسْنَد الشِّهَاب" (1/ 346).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوي الحِدِيث: هُــــوَ: أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ؛ مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ صَخْرِ بنِ حَرْبٍ بْنِ أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ القُرَشِيُّ. أَسْلَمَ قَبْلَ أَبِيْهِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّة، وَهُوَ أَحَدُ الَّذِينَ كَتَبُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْي، تَوَلَّى الخِلاَفَةَ عِشْرِينَ سَنَةً، وكَانَ طَوِيْلاً، أَبْيَضَ، جَمِيْلاً، مَاتَ فِي رَجَبٍ بِدِمَشْقَ سَنَة سِتِّين (60 هـــ)، وَلَهُ ثَمَانُ وَسَبْعُونَ سَنَة (78). رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ثالثاً: شَرح الحَدِيث
- (خَيْرًا): عَظِيما كَثِيرًا.
- (يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ): يَجْعَلْهُ عَالِمًا فِي أَحْكَامِ الشَّرِيعَةِذَا بَصِيرَةٍ فِيهَا.
- (إِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي): أَي: أَنَا أُقَسِّمُ الْعِلْمَ بَيْنَكُمْ، فَأُلْقِي إِلَيْكُمْ جَمِيعًا مَا يَلِيقُ بِكُلِّ أَحَدٍ، وَاللَّهُ يُوَفِّقُ مَنْ يَشَاءُ مِنْكُمْ لِفَهْمِهِ. وَمِنْ ثَمَّ تَفَاوَتَتْ أَفْهَامُ الصَّحَابَةِ مَعَ اسْتِوَاءِ تَبْلِيغِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.
- (وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الأُمَّةُ): لاَ يَخْلُو زَمَانٌ إِلاَّ وتُوْجَد فِيهِ تِلْكَ الطَّائِفَة القَائِمَة عَلَى الحَقِّ إِلَى أَن يَشَاء اللهُ تَعَالَى.
- (قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ): حَافِظَةً لِدِينِ اللهِ الحَقّ ،وَهُوَ الإِسْلاَم، وعَامِلَةً بِهِ.
- (حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ): يَوْم القِيَامَة.

dscmohamedn
14-05-2014, 06:49 AM
بارك الله فيكم

Mr. Hatem Ahmed
15-05-2014, 12:45 AM
جزاكَ اللهُ خيراً على مرورك العَطِر

Mr. Hatem Ahmed
16-05-2014, 11:46 PM
(20) عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي المَسْجِدِ وَالنَّاسُ مَعَهُ، إِذْ أَقْبَلَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ، فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَهَبَ وَاحِدٌ، قَالَ: فَوَقَفَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا: فَرَأَى فُرْجَةً فِي الحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا، وَأَمَّا الآخَرُ: فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ، وَأَمَّا الثَّالِثُ: فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ عَنِ النَّفَرِ الثَّلاَثَةِ؟ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ فَآوَاهُ اللَّهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ».


أولاً: تخريج الحديث: رواه البخاري (1/ 66) ومسلم (4/ 2167) والترمذي (5/ 2724) ومالك في "المُوَطأ" (1/ 4) وأحمد (36/ 21907) وأبو يعلى في "المُسنَد" (3/ 1445).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوي الحِدِيث:هُـــوَ: الْحَارِثُ بْنُ عَوْفِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عُتْوَارَةَ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ شُجَعِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، لَهُ صُحْبَةٌ، أَسْلَمَ عَامَ فَتْحِ مَكَّة، ومَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ (68 هــ) وَسِنُّهُ خَمْسٌ وسَبْعُونَ سَنَة (70)، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

ثالثاً: شَرح الحَدِيث
- (فِي الْمَسْجِد): النَّبَوِيِّ بالمَدِينَة المُنَوَّرَة.
- (وَالنَّاسُ مَعَه): جُمْلَةٌ حَالِيَّة.
- (نَفَر): عِدَّة رِجَال مِنْ ثَلَاثَة إِلَى عَشَرَة.
- (فَلَمَّا وَقَفَا عَلَى مَجْلِسِ رَسُولِ اللَّهِ): أَيْ عَلَى مَجْلِسِهِ.
- (فُرْجَة): هِيَ الْخَلَلُ بَيْنَ الشَّيْئَيْن.
- (الْحَلْقَة): هِيَ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَدِيرٍ خَالِي الْوَسَطِ، وَالْجَمْعُ حَلَقٌ.
- (فَجَلَسَ فِيهَا): فِيهِ اسْتِحْبَابُ التَّحْلِيقِ فِي مَجَالِسِ الذِّكْرِ وَالْعِلْمِ، وَأَنَّ مَنْ سَبَقَ إِلَى مَوْضِعٍ كَانَ أَحَقَّ بِهِ مِن غَيْرِهِ.
- (فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ): انِتَهَى مِمَّا كَانَ مُشْتَغِلًا بِهِ مِنْ تَعْلِيمِ الْعِلْمِ أَوِ الذِّكْرِ، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ.
- (أَلَا): حَرْفُ تَنْبِيهٍ، يُسْتَفْتَحُ بِهِ الْكَلَامُ لِتَنْبِيهِ الْمُخَاطَبِ عَلَى ذَلِكَ لِتَأَكُّدِ مَضْمُونِهِ عِنْدَ التَّكَلُّم.
- (فَأَوَى): لَجَأَ.
- (فَاسْتَحْيَا): أَيْ تَرَكَ الْمُزَاحَمَةَ كَمَا فَعَلَ رَفِيقُهُ حَيَاءًا مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنْ أَصْحَابِهِ.

Mr. Hatem Ahmed
17-05-2014, 05:24 AM
(21) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمِنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، ومَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ».


أولاً: تخريج الحديث: رواه مُسلِم (4/ 2699) وأبو داود (4/ 1425، 3/ 3642، 2/ 1455) والترمذي (5/ 2945) وابن ماجة (1/ 225) وأحمد (12/ 7427).

ثانياً: شَرح الحَدِيث:
- (مَنْ نَفَّسَ): أَزَالَ وَأَذْهَبَ.
- (عَنْ مُؤْمِنٍ): أَيَّ مُؤْمِن.
- (كُرْبَةً): حَزَنٍ وَعَنَاءٍ وَشِدَّةٍ وَلَوْ صَغِيرَة.
- (مِنْ): تَبْعِيضِيَّة.
- (كُرَبِ الدُّنْيَا): الْفَانِيَةِ الْمُنْقَضِيَة.
- (نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً) أَيْ: عَظِيمَة.
- (مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ): الْبَاقِيَةِ غَيْرِ الْمُتَنَاهِيَة.
- (يَسَّر): سَهَّلَ.
- (مُعْسِر): فَقِير.
- (وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا): فِي قَبِيحٍ يَفْعَلُهُ فَلَا يَفْضَحُهُ.
- (سَتَرَهُ اللَّهُ) أَيْ: عُيُوبَهُ أَوْ عَوْرَتَهُ.
- (مَا كَانَ): مَا دَامَ.
- (الْعَبْدُ): مَشْغُولًا.
- (فِي عَوْنِ أَخِيهِ): الْمُسْلِم، فِي قَضَاءِ حَاجَتِهِ.
- (وَمَنْ سَلَكَ): دَخَلَ أَوْ مَشَى.
- (طَرِيقًا): قَرِيبًا أَوْ بَعِيدًا.
- (يَلْتَمِسُ فِيهِ): حَالٌ أَوْ صِفَةٌ.
- (عِلْمًا): نَكِرَةٌ؛ لِيَشْمَلَ كُلَّ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ عُلُومِ الدِّينِ قَلِيلَةً أَوْ كَثِيرَةً، إِذَا كَانَ بِنِيَّةِ الْقُرْبَةِ وَالنَّفْعِ وَالِانْتِفَاعِ، وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ الرِّحْلَةِ فِي طَلَبِ الْعِلْم.
- (سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ) أَيْ: بِذَلِكَ السُّلُوكِ أَوِ الطَّرِيقِ أَوِ الِالْتِمَاسِ أَوِ الْعِلْم. - (طَرِيقًا): مُوَصِّلًا وَمَنْهِيًّا إِلَى الْجَنَّة.
- (وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ): جَمْعٌ.
- (فِي بَيْتٍ): فِي مَسْجِد.
- (يَتْلُونَ): حَالٌ مِنْ قَوْمٍ، لِتَخْصِيصِهِ.
- (كِتَابَ اللَّهِ): الْقُرْآنَ الكَرِيم.
- (وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ): التَّدَارُسُ قِرَاءَةُ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ تَصْحِيحًا لِأَلْفَاظِهِ أَوْ كَشْفًا لِمَعَانِيهِ. وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالتَّدَارُسِ الْمُدَارَسَةَ الْمُتَعَارَفَةَ بِأَنْ يَقْرَأَ بَعْضُهُمْ عُشْرًا مَثَلًا وَبَعْضُهُمْ عُشْرًا آخَرَ، وَهَكَذَا فَيَكُونُ أَخَصَّ مِنَ التِّلَاوَةِ أَوْ مُقَابِلًا لَهَا، وَالْأَظْهَرُ أَنَّهُ شَامِلٌ لِجَمِيعِ مَا يُنَاطُ بِالْقُرْآنِ مِنَ التَّعْلِيمِ وَالتَّعَلُّم.
- (نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ): السَّكِينَةُ: هِيَ الْوَقَارُ وَالْخَشْيَةُ. وَالْمُرَادُ هَنَا صَفَاءُ الْقَلْبِ بِنُورِهِ وَذَهَابُ الظُّلْمَةِ النَّفْسَانِيَّةِ وَالطُّمَأْنِينَةُ وَنُزُولُ الْأَنْوَار.
- (وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ): أَتَتْهُم وَعَلَتْهُم وَغَطَّتْهُم.
- (وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ) أَيْ: مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَالْبَرَكَةِ أَحَاطُوا بِهِم، أَوْ طَافُوا بِهِم وَدَارُوا حَوْلَهُم إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ وَدِرَاسَتَهُم وَيَحْفَظُونَهُم مِنَ الْآفَاتِ وَيَزُورُونَهُم وَيُصَافِحُونَهُم وَيُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَائِهِم.
- (وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ): أَيِ الْمَلَأِ الْأَعْلَى وَالطَّبَقَةِ الْأُولَى مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَذَكَرَهُم سُبْحَانَهُ وتَعَالَى لِلْمُبَاهَاةِ بِهِم، يَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عَبِيدِي يَذْكُرُونِي وَيَقْرَءُونَ كِتَابِي.
- (وَمَنْ بَطَّأَ): مِنَ التَّبْطِئَةِ؛ وهِيَ ضِدّ التَّعَجُّلِ كَالْإِبْطَاءِ، وَالْبُطْءُ نَقِيضُ السُّرْعَة.
- (عَمَلُهُ): السَّيِّئُ فِي الْآخِرَةِ أَوْ تَفْرِيطُهُ لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ فِي الدُّنْيَا.
- (لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ): لَم يُجْبِرْ نَسَبُهُ نَقِيصَتَهُ لِكَوْنِهِ نَسِيبًا فِي قَوْمِهِ، إِذْ لَا يَحْصُلُ التَّقَرُّبُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالنَّسَبِ بَلْ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ. قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].

Mr. Hatem Ahmed
18-05-2014, 01:24 PM
(22) عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا».


أولاً: تخريج الحديث: رواه البخاري (1/ 77) ومسلم (1/ 816) وابن ماجة (2/ 4208) والنسائي في "الكُبرى" (5/ 5809) وأحمد في "المُسنَد" (6/ 3651) وأبو داود الطَّيَالِسي في "المُسنَد" (1/ 367) والحُمَيدي في "المُسنَد" (1/ 99) وأبو بَكر بن أبي شَيبة في "المُسنَد" (1/ 194) وأبو يَعلى في "المُسنَد" (9/ 5078) والبَزَّار في "المُسنَد" (5/ 1890) وابن حِبان (1/ 90) وأبو سَعيد الشَّاشِي في "المُسنَد" (2/ 749) والبَيْهقِي في "الكُبرى" (10/ 20164) وفي "الصُّغرَى" (4/ 3226).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوي الحِدِيث: هُـــــوَ: عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ غَافِلِ بنِ حَبِيْب، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الهُذَلِيُّ، المَكِّيُّ، المُهَاجِرِيُّ، البَدْرِيُّ. الإِمَامُ الحَبْرُ، فَقِيْهُ الأُمَّةِ، كَانَ مِنَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْن، وَمِنَ النُّجَبَاءِ العَالِمِيْن، شَهِدَ بَدْراً، وَهَاجَرَ الهِجْرَتَيْن، وَكَانَ يُعْرَفُ بِأُمِّهِ، فَيُقَالُ لَهُ: ابْنُ أُمِّ عَبْد. قَالَ لَه النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّكَ غُلَيِّم مُعَلَّم). مَاتَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ بِالمَدِيْنَة، وَدُفِنَ بِالبَقِيْع سَنَةَ اثْنَتَيْن وَثَلاَثِيْن (32 هـ)، رَضْيَ اللهُ عَنه.

ثالثاً: شَرح الحَدِيث:

- (لَا حَسَدَ): الحَسَدَ هُوَ: تَمَنِّي زَوَالِ نِعْمَةِ أَحَدٍ وَانْتِقَالُهَا إِلَيْهِ، وَهُوَ فِعلٌ قَبِيحٌ مَذْمُومٌ إِذَا عَمِلَ الشَّخْصُ بِمُقْتَضَاهُ مِنْ تَصْمِيمٍ أَوْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ.
وَالْمُرَادُ هُنَا الْغِبْطَةُ وَهِيَ: تَمَنِّي حُصُولِ مِثْلِهَا لَهُ، وَأُطْلِقَ الْحَسَدُ عَلَيْهَا مَجَازًا.
- (اثْنَتَيْن): خَصْلَتَيْن.
- (آتَاهُ اللَّهُ): أَعْطَاهُ.
- (مَالًا): مَالًا كَثِيرًا، وَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ حَلَالًا.
- (فَسَلَّطَهُ): وَكَّلَهُ اللَّهُ وَوَفَّقَهُ.
- (عَلَى هَلَكَتِهِ): إِنْفَاقِهِ، وَعَبَّرَ بِذَلِكَ لِيَدُلَّ عَلَى أَنَّهُ لَا يُبْقِي مِنْهُ شَيْئًا.
- (فِي الْحَقِّ): فِي وُجُوهِ الخَيْرِ.
- (الْحِكْمَة): هِيَ عِلْمِ أَحْكَامِ الدِّين.
- (يَقْضِي بِهَا): يَعْمَلُ وَيَحْكُمُ بِالْعِلْمِ الَّذِي أُوتِيه.
- (وَيُعَلِّمُهَا): غَيْرَه.

Mr. Hatem Ahmed
20-05-2014, 12:45 PM
(23) عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الهُدَى وَالعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ المَاءَ، فَأَنْبَتَتِ الكَلَأَ وَالعُشْبَ الكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ، أَمْسَكَتِ المَاءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى، إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لاَ تُمْسِكُ مَاءً وَلاَ تُنْبِتُ كَلَأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ، وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ».


أولاً: تخريج الحديث: رواه البخاري (1/ 79) ومسلم (4/ 2282) والنسائي في "السنن الكبرى" (5/ 5812) وأحمد في "المُسنَد" (32/ 19573) وأبو يَعلى في "المُسنَد" (13/ 7311) والبزَّار في "المُسنَد" (8/ 3169).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوي الحِدِيث: هُـــوَ: عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ بْنِ سُلَيْمِ بنِ حَضَّارِ بنِ حَرْبٍ الأَشْعَرِيُّ، التَّمِيْمِيُّ، الإِمَامُ الأَمِيرُ الكَبِيْرُ، صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَسْلَمَ بِمَكَّةَ قَدِيماً، ووَلِيَ إِمْرَةَ الكُوْفَةِ والبَصْرَةِ، وغَزَا وجَاهَدَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَمَلَ عَنْهُ عِلْماً كَثِيْراً، وَلَمْ يَكُنْ فِي الصَّحَابَةِ أَحَدٌ أَحْسَنَ صَوْتاً مِنْهُ. دَعَا لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللهِ بنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ، وَأَدْخِلْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مُدْخَلاً كَرِيْماً). تُوُفِّيَ أَبُو مُوْسَى بِمَكَّة فِي شَهْرِ ذِيْ الحَجَّةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ (44 هــ)، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

ثالثاً: شَرح الحَدِيث:
- (الْهُدَى): الدَّلَالَةُ عَلَى الْخَيْرِ مُطْلَقًا أَو الْمُوَصِّلَةُ إِلَى الْحَقِّ.
- (الْغَيْث): الْمَطَر. وَاخْتَارَ اسْمَ الْغَيْثِ: لِيُؤْذِنَ بِاضْطِرَارِ الْخَلْقِ إِلَيْهِ؛ فَالْغَيْثُ يُحْيِي الْبَلَدَ الْمَيِّت، وَالْعِلْمُ يُحْيِي الْقَلْبَ الْمَيِّت.
- (الكَلَأ) و (الْعُشْب): أَسْمَاءٌ لِلنَّبَات.
- (أَجَادِب): جَمْعُ: أَجْدَبَ؛ وَهِيَ الْأَرْضُ الصُّلْبَةُ الَّتِي لَا تَنْبُت.
- (قِيعَان): جَمْعُ قَاعٍ؛ وَهِيَ: الْأَرْضُ الْمُسْتَوِيَةُ المَلْسَاءُ.
- (فَقُهَ): فَهِمَ وَأَدْرَكَ الْكَلَامَ.
- (وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ)، أَي: بِمَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ.
- (رَأْسًا)، أَيْ: لِلتَّكَبُّرِ. كَمَا يُقَال: لَمْ يَرْفَعْ فُلَانٌ رَأْسَهُ بِهَذَا؛ أَيْ: لَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ مِنْ غَايَةِ تَكَبُّرِهِ.

Mr. Hatem Ahmed
22-05-2014, 10:16 PM
(24) عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ البَجَلِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «اقْرَءُوا القُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا عَنْهُ».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاه البُخَارِي (6/ 5060) واللفظ له، ومُسْلِم (4/ 2667) والنَّسَائِي في "السُّنَن الكُبْرَى" (7/ 8043) وأَحمَد في "المُسْنَد" (31/ 18816) وابن أبي شَيبَة في "المُصَنَّف" (6/ 30167) وأَبُو يَعلَى في "المُسْنَد" (3/ 1519) والدَّارِمِي في "السُّنَن" (4/ 3402) وابن حِبَّان في "الصَّحِيح" (3/ 723) والطَبَرَانِي في "المُعجَم الكَبيبر" (2/ 1674) والرُّويَانِي في "المُسْنَد" (2/ 972).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوي الحِدِيث: هُـــوَ: جُنْدُبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سُفْيَانَ البَجَلِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ العَلَقِيُّ، صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَهُ عِدَّةُ أَحَادِيْث. نَزَلَ الكُوْفَةَ والبَصْرَةَ، وحَضَرَ مَعَ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قِتَال الخَوَارِج، ورَوَى خَبَرَهُم. تُوُفِّيَ بَعد سَنَة سِتِّين (60 هــ).

ثالثاً: شَرح الحَدِيث:
- (ائْتَلَفَت): اجْتَمَعَت.
- (اخْتَلَفْتُم): فِي فَهْمِ مَعَانِيهِ.
- (فَقُومُوا): تَفَرَّقُوا؛ لِئَلَّا يَتَمَادَى بِكُمْ الِاخْتِلَافُ إِلَى الشَّرِّ.

Mr. Hatem Ahmed
22-05-2014, 10:19 PM
(25) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: «مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاه البُخَارِي (9/ 7280) وأَحمَد في "المُسْنَد" (14/ 8728).

ثانياً: شَرح الحَدِيث:
- (كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّة):إِنْ أُرِيدَ مِنَ الْأُمَّةِ أُمَّةُ الْإِجَابَةِ: فَالِاسْتِثْنَاءُ مُنْقَطِعٌ؛ وعَلَيْهِ فَالْآبِي هُوَ الْكَافِر. وَإِنْ أُرِيدَ أُمَّةُ الدَّعْوَةِ: فَالِاسْتِثْنَاءُ مُتَّصِلٌ؛ والْآبِي هُوَ الْعَاصِي، اسْتَثْنَاهُ زَجْرًا وتَغْلِيظًا.
- (يَأْبَى): يَرْفُض.
- (مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى): مَنْ أَطَاعَنِي وَتَمَسَّكَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ وَزَالَ عَنِ الصَّوَابِ وَضَلَّ عَنِ الطَّرِيقِ فَقَدْ دَخَلَ النَّار.

Mr. Hatem Ahmed
24-05-2014, 12:02 AM
(26) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدٌّ».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاه البُخَارِي (3/ 2697) ومُسْلِم (3/ 1718) وأبو داود (4/ 4606) وابن ماجة (1/ 14) وأَحمَد في "المُسْنَد" (43/ 26329) وأَبُو يَعلَى في "المُسْنَد" (8/ 4594) وابن حِبَّان في "الصَّحِيح" (1/ 27) والدَّارَقُطْنِيُّ في "السُّنَن" (5/ 4534) وأبو دَاوُد الطَّيَالِسِي في"المُسْنَد" (3/ 1525) وابن الجَارُود في "المُنْتَقَى" (1/ 1002) والبَيْهَقِي في "السُّنَن الكُبْرَى" (10/ 20536) والقُضَاعِي في "مُسْنَد الشِّهَاب" (1/ 359، 360).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِيَة الحِدِيث: هِـــيَ: الصِّدِّيْقَةُ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ؛ عَائِشَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ عَامِرِ بنِ عَمْرِو بنِ كَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ تَيْمِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ القُرَشِيَّةُ، التَّيْمِيَّةُ، المَكِّيَّةُ، زَوجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَفْقَهُ نِسَاءِ الأُمَّةِ عَلَى الإِطْلاَقِ. وُلِدَت قَبْل الهِجَرَة بِتِسْعِ سِنِين، وتَزَوَّجَهَا نَبِيُّ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ قَبْلَ مُهَاجَرِهِ بِبِضْعَةَ عَشَرَ شَهْراً، ودَخَلَ بِهَا فِي شَوَّالٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ مِن الهِجْرَةِ، بُعَيْد غَزْوَةِ بَدْرٍ، وَهِيَ ابْنَةُ تِسْع سَنَوَات. قَالَ عَنْهَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ، كَفَضْلِ الثَّرِيْدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ). تُوُفِّيَتْ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَة فِي لَيْلَةِ السَّابِعَة عَشْرَة مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ (57 هـ) وصَلَّى عَلَيْها أَبُو هُرَيْرَةَ، ودُفِنَتْ بِالبَقِيْعِ، ولَهَا سِتَّة وَسِتُّوْنَ سَنَة (66)، رَضيَ اللهُ عَنْهَا.

ثالثاً: شَرح الحَدِيث:
- (مَنْ أَحْدَثَ): ابْتَدَعَ أَوْ أَظْهَرَ وَاخْتَرَعَ.
- (فِي أَمْرِنَا هَذَا): أَيْ: فِي دِينِ الْإِسْلَام.
- (رَدٌّ): مَرْدُودٌ عَلَيْهِ، أَطْلَقَ الْمَصْدَرَ عَلَى اسْمِ الْمَفْعُولِ. وَمَعْنَاهُ: فَهُوَ بَاطِلٌ غَيْرُ مُعْتَدٍّ بِهِ.
- فَهَذَا الْحَدِيثُ قَاعِدَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ قَوَاعِدِ الْإِسْلَامِ، وَهُوَ مِنْ جَوَامِعِ كَلِمِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ صَرِيحٌ فِي رَدِّ كُلِّ الْبِدَعِ وَالْمُخْتَرَعَاتِ. والْمَعْنَى مَنْ أَحْدَثَ فِي الْإِسْلَامِ رَأْيًا أَو قَوْلاً أَو فِعلاً لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ سَنَدٌ ظَاهِرٌ أَوْ خَفِيٌّ مَلْفُوظٌ أَوْ مُسْتَنْبَطٌ فَهُوَ مَرْدُودٌ عَلَيْهِ.

Mr. Hatem Ahmed
24-05-2014, 12:59 AM
(27) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ».



أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاه البُخَارِي (9/ 7288) ومُسْلِم (2/ 1337) والنَّسَائِي (5/ 2619) وابن مَاجَة (1/ 2) وأَحمَد في "المُسْنَد" (16/ 60707) وابْنُ رَاهويه في "المُسْنَد" (1/ 60) والحُمَيْدِي في "المُسْنَد" (2/ 1158، 1159) وابْنُ الجَعْد في "المُسْنَد" (1/ 1136) وأَبُو يَعلَى في "المُسْنَد" (11/ 6305) وابْنُ خُزَيْمَة في "الصَّحِيح" (4/ 2508) وابن حِبَّان في "الصَّحِيح" (1/ 19) والدَّارَقُطْنِيُّ في "السُّنَن" (3/ 2705، 2706) والبَيْهَقِي في "السُّنَن الكُبْرَى" (1/ 1029).

ثانياً: شَرح الحَدِيث:
- سَبَبُ وُرُود هَذَا الْحَدِيثِ: كما وَقَعَ عِنْد مُسْلِمٍ فِي الصَّحِيح، مِنْ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ، فَحُجُّوا». فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ، حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ قُلْتُ: نَعَمْ، لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ». ثُمَّ قَالَ: «ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ.......».

- فَفِي الْحَدِيثِ الشَّرِيف أُمُورٌ عَظِيمَة، مِنْهًا:

1. تَركُ الغُلُوِّ والتَّنَطُّع فِي الأُمُورِ الشَّرعِيَّة، إِذْ هُمَا سَبَبُ الهَلاَك.
2. تَركُ السُّؤَالِ إِلاَّ مْن ضَرُورَة عِلْمِيَّة لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}، فَمَنْ لَم يَعرِف عِبَادَةً أَو حُكْمًا فِي بَيَانِ حَلاَلٍ أَو حَرَامٍ فَحُقَّ لَهُ السُّؤَال، ومَا عَدَا ذَلِك فَلاَ.
3. حُرمَةُ الإِخْتِلاِفِ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، أَي: فِيمَا دَلَّت عَلَيْهِ مِن أَمْرٍ أَو نَهْيٍ.
4. وُجُوبُ تَركِ مَا نَهَى عَنْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.
5. وُجُوبُ فِعلِ مَا أَمَرَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِفِعلِهِ بِحَسَبِ القُدرَة عَلَى ذَلِك والإِسْتِطَاعَة.
6. حُرمَةُ الخِلاَفِ بَيْنَ المُسْلِمِينَ، لأَنَّهُ سَبَب هَلاَكِ الأُمَمِ قَبْلَهُم، وفِعْلاً هَلَكَتْ أُمُّةُ الإِسْلاَمِ، فَذَلَّت وهَانَت وعَجَزَت بِسَبَبِ اِخْتِلاَفِهَا. فَقَد كَانَت قَبْلَ ذَلِك عَلَى مَنْهَجِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وأَصحَابِهِ والتَّابِعِينَ لَهُم لِمُدَّةِ ثَلاَثَةِ قُروُنٍ، فَفَتَحَ اللهُ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى لَهُم البِلاَد وهَدَى عَلَى أَيْدِيهِم العِبَاد، فَسَادُوا الدُّنْيَا بِأَسْرِهَا عِلْماً وجَاهاً. ثُمَّ مَكَرَ بِهَا العَدُّو، وفَرَّقَهَا مَذَاهِبَ وطَوَائِفَ ودُوَيْلاَتٍ، فَضَعُفَت واسْتَكَانَت، حَتَّى صَارَت فِي ذَيلِ الأُمَم.
7. وَاجِبُ المُسْلِمِينَ اليَوْمَ هُوَ: العَوْدَةُ إِلَى كِتَابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ وسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَتَنْتَهِي الفُرقَة والخِلاَف، فَلاَ مَذْهَبِيَّة ولاَ طَائِفِيَّة، ولَكِن أُمَّة الإِسْلاَم مُتَّحِدَة عَقِيدِةً وعِبَادَةً وأَدَباً وخُلُقاً وحُكْماً؛ فَتَعُودُ كَمَا كَانَت عَلَى عَهْدِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وأَصحَابِهِ، فَتَسْعَد وتَسُود فِي الدُّنْيَا والآخِرَة.

الأستاذة ام فيصل
24-05-2014, 11:49 PM
(27) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ».



أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاه البُخَارِي (9/ 7288) ومُسْلِم (2/ 1337) والنَّسَائِي (5/ 2619) وابن مَاجَة (1/ 2) وأَحمَد في "المُسْنَد" (16/ 60707) وابْنُ رَاهويه في "المُسْنَد" (1/ 60) والحُمَيْدِي في "المُسْنَد" (2/ 1158، 1159) وابْنُ الجَعْد في "المُسْنَد" (1/ 1136) وأَبُو يَعلَى في "المُسْنَد" (11/ 6305) وابْنُ خُزَيْمَة في "الصَّحِيح" (4/ 2508) وابن حِبَّان في "الصَّحِيح" (1/ 19) والدَّارَقُطْنِيُّ في "السُّنَن" (3/ 2705، 2706) والبَيْهَقِي في "السُّنَن الكُبْرَى" (1/ 1029).

ثانياً: شَرح الحَدِيث:
- سَبَبُ وُرُود هَذَا الْحَدِيثِ: كما وَقَعَ عِنْد مُسْلِمٍ فِي الصَّحِيح، مِنْ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ، فَحُجُّوا». فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ، حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ قُلْتُ: نَعَمْ، لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ». ثُمَّ قَالَ: «ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ.......».

- فَفِي الْحَدِيثِ الشَّرِيف أُمُورٌ عَظِيمَة، مِنْهًا:

1. تَركُ الغُلُوِّ والتَّنَطُّع فِي الأُمُورِ الشَّرعِيَّة، إِذْ هُمَا سَبَبُ الهَلاَك.
2. تَركُ السُّؤَالِ إِلاَّ مْن ضَرُورَة عِلْمِيَّة لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}، فَمَنْ لَم يَعرِف عِبَادَةً أَو حُكْمًا فِي بَيَانِ حَلاَلٍ أَو حَرَامٍ فَحُقَّ لَهُ السُّؤَال، ومَا عَدَا ذَلِك فَلاَ.
3. حُرمَةُ الإِخْتِلاِفِ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، أَي: فِيمَا دَلَّت عَلَيْهِ مِن أَمْرٍ أَو نَهْيٍ.
4. وُجُوبُ تَركِ مَا نَهَى عَنْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.
5. وُجُوبُ فِعلِ مَا أَمَرَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِفِعلِهِ بِحَسَبِ القُدرَة عَلَى ذَلِك والإِسْتِطَاعَة.
6. حُرمَةُ الخِلاَفِ بَيْنَ المُسْلِمِينَ، لأَنَّهُ سَبَب هَلاَكِ الأُمَمِ قَبْلَهُم، وفِعْلاً هَلَكَتْ أُمُّةُ الإِسْلاَمِ، فَذَلَّت وهَانَت وعَجَزَت بِسَبَبِ اِخْتِلاَفِهَا. فَقَد كَانَت قَبْلَ ذَلِك عَلَى مَنْهَجِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وأَصحَابِهِ والتَّابِعِينَ لَهُم لِمُدَّةِ ثَلاَثَةِ قُروُنٍ، فَفَتَحَ اللهُ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى لَهُم البِلاَد وهَدَى عَلَى أَيْدِيهِم العِبَاد، فَسَادُوا الدُّنْيَا بِأَسْرِهَا عِلْماً وجَاهاً. ثُمَّ مَكَرَ بِهَا العَدُّو، وفَرَّقَهَا مَذَاهِبَ وطَوَائِفَ ودُوَيْلاَتٍ، فَضَعُفَت واسْتَكَانَت، حَتَّى صَارَت فِي ذَيلِ الأُمَم.
7. وَاجِبُ المُسْلِمِينَ اليَوْمَ هُوَ: العَوْدَةُ إِلَى كِتَابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ وسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَتَنْتَهِي الفُرقَة والخِلاَف، فَلاَ مَذْهَبِيَّة ولاَ طَائِفِيَّة، ولَكِن أُمَّة الإِسْلاَم مُتَّحِدَة عَقِيدِةً وعِبَادَةً وأَدَباً وخُلُقاً وحُكْماً؛ فَتَعُودُ كَمَا كَانَت عَلَى عَهْدِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وأَصحَابِهِ، فَتَسْعَد وتَسُود فِي الدُّنْيَا والآخِرَة.

جزاك الله خيرا وجعل الله ماتقدمه من عمل في ميزان حسناتك
بارك الله بحضرتك
تحياتي وتقديري

Mr. Hatem Ahmed
25-05-2014, 12:33 AM
دائماً يسعدني ويشرفني ردك على موضوعي أستاذتنا الغالية

Mr. Hatem Ahmed
26-05-2014, 11:01 PM
(28) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَتَتَّبِعُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ». قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اليَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ».


أولاً: تَخْرِيج الحِدِيث: رَوَاه البُخَارِي (9/ 7320) ومُسْلِم (4/ 2669) وأَحمَد في "المُسْنَد" (18/ 11800) وأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِي في"المُسْنَد" (3/ 2292) وابن حِبَّان في "الصَّحِيح" (15/ 6703).

ثانياً: شَرح الحَدِيث:

-(لَتَتَّبِعُنَّ): لَتُوَافِقُنَّ بِالتَّبَعِيَّةِ.

- (سُنَنَ مَنْ قَبْلَكُم): جَمْعُ سُنَّةٍ، وهِيَ: الطَّرِيقَةُ، حَسَنَةً كَانَتْ أَوْ سَيِّئَةً. والْمُرَادُ هُنَا: طَرِيقَةُ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ والْبِدَعِ الَّتِي ابْتَدَعُوهَا مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِم بَعْدَ أَنْبِيَائِهِم، مِنْ تَغَيُّرِ دِينِهِم وتَحْرِيفِ كِتَابِهِم.

- (شِبْرًا شِبْرًا وذِرَاعًا بِذِرَاعٍ): سَتَفْعَلُونَ مِثْلَ فِعْلِهِمْ سَوَاءً بِسَوَاءٍ.

- (جُحْرَ): وَهُوَ مِنْ أَضَيْقِ أَنْوَاعِ الْجُحْرِ وَأَخْبَثِهَا.

-(الضَّب): حَيَوَان مِن الزَّوَاحِف، غَلِيظ الْجِسْم، خَشِنَهُ، ولَهُ ذَيْلٌ عَرِيض، يَكْثُر فِي صَحَارِي الأَقْطَارِ الْعَرَبيَّة، فِيهِ شَبَه مِن البُرص.

- (فَمَنْ): أَيْ إِنْ لَمْ أُرِدْهُمْ فَمَنْ؟!

Mr. Hatem Ahmed
27-05-2014, 07:05 AM
(29) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: ومُسْلِم (4/ 2674) وأَبُو دَاوُد (4/ 4609) والتِّرمِذِي (5/ 2674) وابن مَاجَة (1/ 206) وأَحمَد في "المُسْنَد" (15/ 9160) والدَّارِمِي في "السُّنَن" (1/ 530) وأَبُو يَعلَى في "المُسْنَد" (11/ 6489) وابن حِبَّان في "الصَّحِيح" (1/ 112) والطَبَرَانِي في "المُعجَم الأَوْسَط" (3/ 2656).

ثانياً: شَرح الحَدِيث:

- (مَنْ دَعَا): مَنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا.
- (هُدًى): مَا يُهْدَى بِهِ مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ.
- (ضَلَالَةٍ): مَا يُهْدَى بِهِ مِنَ الْأَعْمَالِ الطَّالِحَةِ.
- (كَانَ لَهُ): كَانَ لِلدَّاعِي.
- (مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ): فَعَمِلَ بِدَلَالَتِهِ أَو امْتَثَلَ أَمْرَهُ.
- (وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ): مَنْ أَرْشَدَ غَيْرَهُ إِلَى فِعْلِ إِثْمٍ وَإِنْ قَلَّ أَوْ أَمَرَهُ بِهِ أَوْ أَعَانَهُ عَلَيْهِ.

فَقَد بَيَّنَ لَنَا الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّ الدَّاعِيَ إِلَى الهُدَى لَهُ مِن الأَجْرِ والثَّوَابِ مِثْلَ مَنْ اتَّبَعَهُ مَعَ اِسْتِيفَاءِ التَّابِعِينَ أُجُورَهُم كَامِلَةً، وأَنَّ الدَّاعِيَ إِلَى الضَّلاَلَةَ كَعَقِيدَةٍ فَاسِدَةٍ أَو جَرِيمَةٍ مُنْكَرَةٍ أَو خُلُقٍ مَرذُولٍ فَعَلَيْهِ مَن الإِثْمِ مِثْلَ آثَامِ مَنْ اتَّبَعَهُ مَعَ اِسْتِيفَائِهِم آثَامِهِم كَامِلَةً، والسَّبَبُ فِي ذَلِكَ أَنَّ المُرشِدَ إِلَى الخَيْرِ كَانَت كَلِمَتُهُ سَبَباً فِي وُجُودِ هَذَا الخَيْرِ فِي المُجْتَمَعِ الإِنْسَانِيّ مِن هَؤُلاَءِ التَّابِعِينَ، فَمَا فَعَلُوهُ مِن الطَّيِبَاتِ كَأَنَّه هُوَ الَّذِي فَعَلَهُ، فَلَهُ جَزَاؤُهُ كَامِلاً مَوْفُوراً. وكَذَلِكَ دَاعِي الضَّلاَلَةِ كَأَنَّهُ الَّذِي اِرتَكَبَ جَرَائِمَ تَابِعِيهِ، فَعَلَيْهِ عِقَابُ مَا اجْتَرَمُواْ جَمِيعاً.

والحَدِيثُ فِيهِ تَرغِيبٌ عَظِيمٌ فِي الأَمْرِ بِالمَعرُوفِ والنَّهْيِ عَن المُنْكَرِ، الَّذِي هُوَ وَظِيفَةُ الرُّسُلِ والمُصْلِحِينَ، كَمَا فِيهِ إِنْكَارٌ شَدِيدٌ ووَيْلٌ عَظِيمٌ لِلَّذِينَ يُضِلُّونَ النَّاسَ عَن طَرِيقِ الحَقِّ، ويُزَيِّنُونَ لَهُم اِجْتَرَاحِ السَّيئَاتِ، أُولَئِكَ الَّذِينَ يَخْرُجُونَ عَلَى إِجْمَاعِ المُسْلِمِينَ، ويَلْبِسُونَ الحَقَّ بِالبَاطِلِ لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِ اللهِ، ويُفَرِّقُواْ الكَلِمَةَ ويُشَتِّتُواْ الجَمْعَ، زَاعِمِينَ أَنَّهُم مُجَدِّدُونَ بَاحِثُونَ، واللهُ يَعلَمُ أَنَّهُم مَا الخَيْرَ قَصَدُوا ولاَ الفَهْمَ والحَقَّ طَلَبُواْ، فَكُنْ لِلخَيْرِ دَاعِياً، وعَنْ الشَّرِ مُنَفِّراً، وفِي كَنَفِ الجَمَاعَةِ مُسْتَظِلاًّ.

Mr. Hatem Ahmed
30-05-2014, 12:32 AM
(30) عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ مُسْلِم (1/ 223) واللَّفظ له، والتِّرمِذِيُّ (5/ 3517) والنَّسَائِيُّ (5/ 2437) وابْنُ مَاجَة (1/ 280) وأَحمَدُ (37/ 22908) والدَّارِمِيُّ (1/ 679) والطَبَرَانِيُّ في "المُعجَم الكَبِير" (3/ 3423) والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (1/ 185).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوي الحِدِيث: هُـــوَ: الْحَارِثُ بْنُ الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيُّ الشَّامِيُّ، لَهُ صُحبَةٌ ورِوَايَـةٌ، وتُوُفِّيَ فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ.

ثالثاً: شَرح الحَدِيث:
- (الطُّهُور): الْوُضُوء.
- (شَطْر): نِصْف.
- (سُبْحَانَ اللهِ): تَنْزِيهاً للهِ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ كُلِّ مَا لاَ يَلِيقُ بِهِ.
- (وَالحَمْدُ للهِ): الحَمْدُ هُوَ: وَصْفُ المَحمُودِ بِالْكَمَالِ مَعَ المَحَبَّةِ والتَّعظِيمِ.
- (تَملآنِ مَا بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ): والَّذِي بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرضِ مَسَافَةٌ لاَ يَعلَمُهَا إِلاَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ.
- (والصَّلاةُ نورٌ): أَي: صَلاَةُ الفَرِيضَةِ والنَّافِلَةِ نُورٌ؛ فَهِيَ نُورٌ فِي القَلْبِ، نُورٌ فِي الوَجْهِ، نُورٌ فِي القَبْرِ، نُورٌ فِي الحَشْرِ.
- (والصَّدَقَةُ): الصَّدَقَةُ هِيَ: بَذْلُ المَالِ لِلْمُحتَاجِ تَقَرُّباً إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
- (بُرْهَانٌ): أَيْ دَلِيلٌ عَلَى صِدْقِ إِيمَانِ المُتَصَدِّقِ.
- (وَالصَّبرُ) الصَّبْرُ هُوَ: حَبْسُ النَّفْسِ عَمَّا يَجِبُ الصَّبْر عَنْهُ وعَلَيْهِ، وهُوَ عَلَى أَنْوَاعٍ ثَلاَثَـةٍ:
فالأول: صَبْرٌ عَنْ مَعصِيَةِ اللهِ: بِمَعنَى أَنْ يَحبِس الإِنْسَانُ نَفْسَه عَن فِعلِ المُحَرَّمِ، حَتَى مَعَ وُجُودِ السَّبَبِ.
والثاني: صَبْرٌ عَلَى طَاعَةِ اللهِ: بِأَنْ يَحبِس الإِنْسَانُ نَفْسَه عَلَى الطَّاعَةِ.
والثالث: صَبْرٌ عَلَى قَضَاءِ اللهِ وقَدَرِهِ: بِأَنْ يَحبِس الإِنْسَانُ نَفْسَه عَنْ التَّسَخُّط القَلْبِي أَو القَوْلِي أَو الفِعلِيّ عِنْدَ نِزُولِ المَصَائِب.
- (ضِيَاءٌ): لاَ يَزَالُ صَاحِبُهُ مُسْتَضِيئاً مُهْتَدِياً مُسْتَمِراً عَلَى الصَّوَابِ.
- (والقُرآن): القُرآنُ هُوَ: كَلاَمُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي نَزَلَ بِهِ جِبْرِيلُ الأَمِينُ القَوِيُّ عَلَى قَلْبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْدِ اللهِ تَعَالَى، لاَ تَبْدِيلَ فِيهِ ولاَ تَغْيير.
- (حُجَّةٌ لَكَ أوْ عَليْكَ): أَي: أَنَّهُ يَنْتَفِعُ بِهِ إِنْ تَلاَهُ وعَمِل بِهِ، وإِلاَّ فَهُوَ وَبَالٌ عَلَيْهِ.
- (كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسهُ فَمُعْتقُهَا، أَوْ موبِقُهَا): أَي: كُلُّ إِنْسَانٍ يَسْعَى بِنَفْسِهِ فَمِنْهُم مَنْ يَبِيعَهَا مِن اللهِ بِطَاعَتِهِ فَيُعتِقُهَا مِن العَذَابِ. ومُنْهُم مَنْ يَبْيعَهَا مِن الشَّيْطَانِ والهَوَى فَيُهِلِكُهَا.

Mr. Hatem Ahmed
02-06-2014, 12:02 AM
(31) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: الْخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (7/ 5891) ومُسْلِم (1/ 257) وأَبُو دَاوُد (4/ 4198) والتِّرمِذِيُّ (5/ 2756) والنَّسَائِيُّ (1/ 9) وابْنُ مَاجَة (1/ 292) ومَالِك في "المُوَطَّأ" (1/ 3) وأَحمَد (12/ 7139) وابْنُ أَبِي شَيْبَة (1/ 2047) والطَّيَالِسِيُّ (4/ 2414) والحُمَيْدِيُّ (2/ 965) وأَبُو يَعْلَى (10/ 5872) وابْنُ حِبَّان (12/ 5479) والبَيْهَقِيُّ (1/ 686).

- (الْفِطْرَة): قِيلَ هِيَ: سُّنَّةُ مِنْ سُنَنِ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ. وقِيلَ: هِيَ الدِّين.
- (الْخِتَان): هُوَ لِلْوَلَدِ: قَطْعُ قُلْفَةِ الذَّكَر، وهِيَ الجِلْدَةُ الَّتِي تَكُون عَلَى أَعلَى الذَّكَر عِنْدَ الوِلاَدَةِ، ولِلأُنْثَى: قَطْعُ أَدَنَى جُزْء مِن الجِلْدَة الَّتِي فِي أَعَلَى الفَرْجِ.
- (الِاسْتِحْدَادُ): حَلْقُ شَعْرِ العَانَةِ وهِيَ: الشَّعْرُ الَّذِي يَكُونُ حَوْلَ الفَرْجِ و الذَّكَر. وسُمِّيَ اِسْتِحدَاداً لِاسْتِعمَالِ الحَدِيدَةِ، وهُوَ: المُوس.
- (تَقْلِيم): مِن القَلْمِ، وهُوَ: القَطْعُ والقَصُّ.
- (الْإِبِطِ): مَا تَحتَ مِفْصَلِ العَضُد مَعَ الكَتِف.

Mr. Hatem Ahmed
02-06-2014, 12:04 AM
(32) وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "وُقِّتَ لَنَا فِي قَصِّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفِ الْإِبِطِ، وَحَلْقِ الْعَانَةِ، أَنْ لَا نَتْرُكَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً".


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ مُسْلِم (1/ 258)وأَبُو دَاوُد (4/ 4200) والتِّرمِذِيُّ (5/ 2758، 2759) والنَّسَائِيُّ (1/ 14) وابْنُ مَاجَة (1/ 295) وأَحمَد (19/ 12232) والطَّيَالِسِيُّ (3/ 2255) وابْنُ الجَعد (1/ 3291) وأَبُو يَعْلَى (7/ 4185) والبَيْهَقِيُّ (1/ 691).

ثانياً: شَرح الحَدِيث:

- (وُقِّتَ): أَيْ وَقَّتَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
- (أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ لَيْلَة): لَا يُتْرَكُ تَرْكًا يَتَجَاوَزُ بِهِ أَرْبَعِينَ يَوْماً، لَا أَنَّهُمْ وَقَّتَ لَهُمُ التَّرْكَ أَرْبَعِين.

Mr. Hatem Ahmed
02-06-2014, 08:18 AM
(33) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَلَا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثًا، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 162) ومُسْلِم (1/ 278) واللفظ له، وأَبُو دَاوُد (1/ 103) والنَّسَائِيُّ (1/ 1) وابْنُ مَاجَة (1/ 393) وأَحمَد (12/ 7282) والدَّارِمِيُّ (1/ 793) وابْنُ خُزَيْمَة في "الصَّحِيح" (1/ 99) وابْنُ حِبَّان في "الصَّحِيح" (3/ 1061) وأَبُو يَعْلَى (10/ 5973) وابْنُ الجَارُود في "المُنْتَقَى" (1/ 9) والبَيْهَقِيُّ (1/ 202).

ثانياً: شَرح الحَدِيث:

- (مِنْ نَوْمِهِ): هَذَا يَدُّلَ عَلَى عُمُومِ الحُكْمِ عَقِبَ كُلِّ نَوْمٍ، سَوَاء كَانَ لَيْلاً أَو نَهَاراً.
- (فَلَا يَغْمِس): فَلَا يُدْخِل.
- (يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ): أَيْ فِي إِنَاءِ الْمَاءِ.
- (فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ): أَي: فَلَعَلَّهُ فِي مَنَامِهِ مَسَّ بِهَا فَرْجَهُ، أَوْ دُبُرَهُ، وَلَيْسَ يُؤْمَنُ أَنْ يُصِيبَ يَدَهُ قَطْرَةُ بَوْلٍ، أَوْ بَقِيَّةُ مَنِيٍّ، إِنْ كَانَ جَامَعَ قَبْلَ الْمَنَامِ. فَإِذَا أَدْخَلَهَا فِي الْإِنَاءِ قَبْلَ أَنْ يَغْسِلَهَا، أَنْجَسَ الْمَاءَ وَأَفْسَدَهُ. وخُصَّ النَّائِمُ بِهَذَا، لِأَنَّ النَّائِمَ قَدْ تَقَعُ يَدُهُ عَلَى هَذِهِ الْمَوَاضِعِ وغَيْرِهَا، وَهُوَ لَا يَشْعُرُ.

وقَالَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ الْعُلَمَاءِ: أَنَّ أَهْلَ الْحِجَازِ كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْحِجَارَةِ وَبِلَادُهُمْ حَارَّةٌ فَإِذَا نَامُوا عَرَقُوا فَلَا يُؤْمَنُ أَنْ تَطُوفَ يَدُهُ عَلَى مَوْضِعِ النَّجَاسَةِ، فَاسْتَحَّبَ لَهُ غَسْلُ اليَد تَنَظُّفاً وتَنَزُّهاً.

والنَّهْيُ عَنْ الْغَمْسِ قَبْلَ غَسْلِ الْيَدِ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ؛ لَكِنَّ الْجَمَاهِيرَ عَلَى أَنَّهُ نَهْيُ تَنْزِيهٍ لَا تَحْرِيمٍ، فَلَوْ غَمَسَ يَدَهُ لَمْ يْفْسَد المَاءُ ولَم يَأْثَم الغَامِسُ، وهَذَا فِي حَقِّ مَنْ بَاتَ مُسْتَنْجِيًا بِالْأَحْجَارِ، وأَمَّا مَنْ بَاتَ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ فَفِي أَمْرِهِ سَعَةٌ؛ ويُسْتَحَبُّ لَهُ أَيْضًا غَسْلُهَا، لِأَنَّ السُّنَّةَ إِذَا وَرَدَتْ لِمَعْنًى لَمْ تَكُنْ لِتَزُولَ بِزَوَالِ ذَلِكَ الْمَعْنَى.

Mr. Hatem Ahmed
02-06-2014, 08:25 AM
(34) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فَتَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلاَثًا، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ عَلَى خَيْشُومِهِ».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (4/ 3295) وله اللفظ، ومُسْلِم (1/ 238) والنَّسَائِيُّ (1/ 90) وأَحمَد (14/ 8622).

ثانياً: شَرح الحَدِيث:

- (فَلْيَسْتَنْثِر): مِن الاِسْتِنْثَارِ وهُـوَ: إِخْرَاجُ مَا فِي الأَنْفِ بِنَفَس.
- (خَيْشُومِهِ): الخَيْشُومُ هُوَ: الأَنْف.

Mr. Hatem Ahmed
04-06-2014, 12:29 AM
(35) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاَةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (9/ 6954) ومُسْلِم (1/ 225) وأَبُو دَاوُد (1/ 60) والتِّرمِذِيُّ (1/ 76) وأَحمَد (13/ 8222) وابْنُ خُزَيْمَة في "الصَّحِيح" (1/ 11) وابْنُ الجَارُود في "المُنْتَقَى" (1/ 66) والبَيْهَقِيُّ (1/ 1089).

ثانياً: شَرح الحَدِيث:

- (لاَ يَقْبَلُ): المُرَادُ بِعَدَمِ القَبُولِ هُنَا: عَدَمُ صِحَّةِ الصَّلاَةِ وعَدَمُ إِجْزَائِهَا.
- (إذَا أَحْدَثَ): أَصَابَهُ الحَدَثُ، وهُوَ عَلَى نَوْعَيْن:
أَكْبَر؛وهُوَ: الجَنَابَة والحَيْض والإِسْتِحَاضَة والنِّفَاس؛ فَيَجِبُ فِيهَا الغُسْل.
وأَصْغَر؛ وهُوَ: البَوْل والبِرَازُ والرِّيح؛ فَيَجِبُ فِيهِم الطَّهَارَة والوُضُوء.
فَقَد اِتَّفَقَت أُمَّةُ الإِسْلاَمِ سَلَفاً وخَلَفاً عَلَى هَذِهِ السَّبَعَةِ بِاعتِبَارِهَا نَوَاقِض لِلْوُضُوءِ والطَّهَارَةِ. ولَكِن اِخْتَلَفَ العُلَمَاءُ فِي الزِّيَادَةِ عَلَيْهَا، كُلٌّ حَسَب اِجْتِهَادِهِ.
- (حَتَّى يَتَوَضَّأَ): حَتَّى يَتَطَهَّرَ بِمَاءٍ؛ أَوْ تُرَابٍ عِنْدَ عَدَم وُجُودِ المَاء؛ وَإِنَّمَا اقْتَصَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْوُضُوءِ، لِكَوْنِهِ الْأَصْل وَالْغَالِب.

Mr. Hatem Ahmed
04-06-2014, 12:48 AM
(36) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ المَازِنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: شُكِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلُ يَجِدُ فِي الصَّلاَةِ شَيْئًا أَيَقْطَعُ الصَّلاَةَ؟ قَالَ: «لاَيَنْفَتِلْ، حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 137) ومُسْلِم (1/ 368) وأَبُو دَاوُد (1/ 176) والنَّسَائِيُّ (1/ 160) وابْنُ مَاجَة (1/ 513) وأَحمَد (26/ 16450) وابْنُ خُزَيْمَة في "الصَّحِيح" (1/ 25) وابْنُ الجَارُود في "المُنْتَقَى" (1/ 3) والبَيْهَقِيُّ (1/ 555).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوي الحِدِيث: هُـــوَ: عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدِ بنِ عَاصِمِ بنِ كَعْبٍ المَازِنِيُّ، مِنْ فُضَلاَءِ صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. وهُوَ الَّذِي قَتَلَ مُسَيْلِمَةَ بِالسَّيْفِ مَعَ رَمْيَةِ وَحْشِيٍّ لَهُ بِحَرْبَتِهِ. وتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وسِتِّيْنَ (63 هــ)، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

ثالثاً: شَرح الحَدِيث:

- (يَجِدُ فِي الصَّلاَةِ شَيْئًا): يَشُّكُّ أَنَّهُ أَحدَثَ.
- (لاَيَنْفَتِلْ): لاَ يَتْرُكْ الصَّلاَة.
- (حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا): أَيْ: صَوْتَ رِيحٍ يَخْرُجُ مِنْهُ.
- (أَوْ يَجِدَ رِيحًا): أَيْ: يُحِسُّ بِخُرُوجِهِ، وَإِنْ لَمْ يَشُمَّهُ.

خطى رآحلة
10-06-2014, 07:32 AM
أحسنت
بارك الرحمن فيك

Mr. Hatem Ahmed
10-06-2014, 06:12 PM
جــزاك اللهُ خيـراً

وشكراً جزيلاً على المرور الكريم

Mr. Hatem Ahmed
10-06-2014, 06:15 PM
(37) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ المَدِينَةِ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ». ثُمَّ قَالَ: «بَلَى، كَانَ أَحَدُهُمَا لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، وَكَانَ الآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ». ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ، فَكَسَرَهَا كِسْرَتَيْنِ، فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ قَبْرٍ مِنْهُمَا كِسْرَةً، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَالَ: «لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ تَيْبَسَا».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 216) ومُسْلِم (1/ 292) وأَبُو دَاوُد (1/ 20) والتِّرمِذِيُّ (1/ 70) والنَّسَائِيُّ (1/ 31) وابْنُ مَاجَة (1/ 347) وأَحمَد (3/ 1980) وابْنُ أَبِي شَيْبَة (1/ 1304) والطَّيَالِسِيُّ (4/ 2764) وابْنُ حُمَيْدٍ (1/ 620) والدَّارِمِيُّ (1/ 766) وابْنُ خُزَيْمَة (1/ 55، 56) وابْنُ حِبَّان (7/ 3128) وابْنُ الجَارُود (1/ 130) والبَيْهَقِيُّ (1/ 508).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوي الحَدِيث: هُـــــوَ: عَبْدُ اللهِ بنُ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ القُرَشِيُّ، الهَاشِمِيُّ، المَكِّيُّ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، وحَبْرُ الأُمَّة، وَفَقِيْهُ العَصْر، وَإِمَامُ التَّفْسِيْر، كَانَ يُسَمَّى البَحْر لِكَثْرَةِ عِلْمِهِ، وهُوَ ابْنُ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وُلِدَ ابْنُ عَبَّاسٍ بَمَكَّة المُكَرَّمَة قَبْل الهِجرَة بِثَلاثِ سَنَوَات. ومَسَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَه وَدَعَا لَه بِالحِكْمَةِ وأَنْ يَزِيدَهُ اللهُ فَهْماً وَعِلْماً، حَيثُ قَالَ: (اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ تَأْوِيْلَ القُرْآنِ). ومَاتَ ابْنُ عَبَّاس بِالطَّائِفِ سَنَةَ ثَمَانٍ وسِتِّيْنَ (68 هـ)، وقَد عَاشَ إِحْدَى وسَبْعِيْنَ سَنَةً (71)، وكُفَّ بَصَرُهُ فِي آخِر حَيَاتِهِ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثالثاً: شَرح الحَدِيث:

- (بِحَائِط): بُسْتَان مِن النَّخْل.
- (وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِير): لَا يُعَذَّبَانِ فِي أَمْرٍ يَشُقُّ وَيَكْبُرُ الإِبْتِعَادِ عَنْهُ.
- (بَلَى): أَيْ: إِنَّهُ لَكَبِيرٌ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى.
- (لاَ يَسْتَتِر): لاَ يَتَحَفَّظُ عَنْ الإِصَابَةِ بِهِ.
- (يَمْشِي بِالنَّمِيمَة): يَنْقِلُ كَلَامَ الْغَيْرِ لِقَصْدِ الْإِضْرَارِ؛ وهِيَ مِن الكَبَائِرِ ومِن أَقْبَحِ الْقَبَائِح.
- (جَرِيدَةً): غُصْنًا مِنَ النَّخْل.
- (لَعَلَّهُ): أَي الْعَذَاب.

....رولا....
11-06-2014, 07:31 PM
(37) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ المَدِينَةِ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ». ثُمَّ قَالَ: «بَلَى، كَانَ أَحَدُهُمَا لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، وَكَانَ الآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ». ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ، فَكَسَرَهَا كِسْرَتَيْنِ، فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ قَبْرٍ مِنْهُمَا كِسْرَةً، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَالَ: «لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ تَيْبَسَا».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 216) ومُسْلِم (1/ 292) وأَبُو دَاوُد (1/ 20) والتِّرمِذِيُّ (1/ 70) والنَّسَائِيُّ (1/ 31) وابْنُ مَاجَة (1/ 347) وأَحمَد (3/ 1980) وابْنُ أَبِي شَيْبَة (1/ 1304) والطَّيَالِسِيُّ (4/ 2764) وابْنُ حُمَيْدٍ (1/ 620) والدَّارِمِيُّ (1/ 766) وابْنُ خُزَيْمَة (1/ 55، 56) وابْنُ حِبَّان (7/ 3128) وابْنُ الجَارُود (1/ 130) والبَيْهَقِيُّ (1/ 508).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوي الحَدِيث: هُـــــوَ: عَبْدُ اللهِ بنُ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ القُرَشِيُّ، الهَاشِمِيُّ، المَكِّيُّ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، وحَبْرُ الأُمَّة، وَفَقِيْهُ العَصْر، وَإِمَامُ التَّفْسِيْر، كَانَ يُسَمَّى البَحْر لِكَثْرَةِ عِلْمِهِ، وهُوَ ابْنُ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وُلِدَ ابْنُ عَبَّاسٍ بَمَكَّة المُكَرَّمَة قَبْل الهِجرَة بِثَلاثِ سَنَوَات. ومَسَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَه وَدَعَا لَه بِالحِكْمَةِ وأَنْ يَزِيدَهُ اللهُ فَهْماً وَعِلْماً، حَيثُ قَالَ: (اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ تَأْوِيْلَ القُرْآنِ). ومَاتَ ابْنُ عَبَّاس بِالطَّائِفِ سَنَةَ ثَمَانٍ وسِتِّيْنَ (68 هـ)، وقَد عَاشَ إِحْدَى وسَبْعِيْنَ سَنَةً (71)، وكُفَّ بَصَرُهُ فِي آخِر حَيَاتِهِ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثالثاً: شَرح الحَدِيث:

- (بِحَائِط): بُسْتَان مِن النَّخْل.
- (وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِير): لَا يُعَذَّبَانِ فِي أَمْرٍ يَشُقُّ وَيَكْبُرُ الإِبْتِعَادِ عَنْهُ.
- (بَلَى): أَيْ: إِنَّهُ لَكَبِيرٌ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى.
- (لاَ يَسْتَتِر): لاَ يَتَحَفَّظُ عَنْ الإِصَابَةِ بِهِ.
- (يَمْشِي بِالنَّمِيمَة): يَنْقِلُ كَلَامَ الْغَيْرِ لِقَصْدِ الْإِضْرَارِ؛ وهِيَ مِن الكَبَائِرِ ومِن أَقْبَحِ الْقَبَائِح.
- (جَرِيدَةً): غُصْنًا مِنَ النَّخْل.
- (لَعَلَّهُ): أَي الْعَذَاب.



بارك الله بحضرتك وجزاك الله الفردوس الاعلى
دعواتي

Mr. Hatem Ahmed
11-06-2014, 11:27 PM
شكراً جزيلاً لمرور حضرتِك الكريم

ودعوتِك الجميلة جداً

ودايماً منوّراني في مواضيعي

Mr. Hatem Ahmed
13-06-2014, 07:43 PM
(38) عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً فَأَمَرْتُ رَجُلًا أَنْ يَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِمَكَانِ ابْنَتِهِ، فَسَأَلَ فَقَالَ: «تَوَضَّأْ، وَاغْسِلْ ذَكَرَكَ».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 269) ومُسْلِم (1/ 303) وأَبُو دَاوُد (1/ 206) والنَّسَائِيُّ (1/ 438) وأَحمَد (2/ 606) وابْنُ خُزَيْمَة (1/ 22) وابْنُ حِبَّان (3/ 1104) وابْنُ الجَارُود (1/ 6).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوي الحَدِيث: هُـــــوَ: أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ/ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ القُرَشِيُّ الهَاشِمِيُّ، أَبُو الحَسَن. رَابِعُ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ وأَحَدُ العَشَرَةِ المُبَشَّرِينَ، وابْنُ عَمِّ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وزَوْجُ ابْنَتِهِ فَاطِمَةَ، وأَبُو الحَسَن والحُسَيْن، وأَحَدُ الشُّجَعَانِ الأَبْطَالِ، ومِنْ أَكَابِرِ الخُطَبَاءِ والعُلَمَاءِ بِالْقَضَاءِ، وأَوَّلُ النَّاسِ إِسْلاَماً بَعدَ خَدِيجَةَ وأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وُلِدَ بِمَكَّةَ، ورُبِّيَ فِي حِجرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ولَم يُفَارِقُهُ أَبَداً، وشَهَدَ بَدراً والمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَهُ. قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: «أَمَا تَرضَى أَنْ تَكُوْنَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُوْنَ مِنْ مُوْسَى إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعدِي». وقَالَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: «مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ». وَلِيَ الخِلاَفَةَ سَنَةَ خَمْسٍ وثَلاَثِينَ (35 هـ) واسْتُشْهِدَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَربَعِينَ (40 هــ)، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

ثالثاً: شَرح الحَدِيث:

- (مَذَّاءً): أَيْ كَثِيرَ الْمَذْيِ؛ وَهُوَ مَاءٌ رَقِيقٌ أَصْفَرُ يَخْرُجُ عِنْدَ الشَّهْوَةِ الضَّعِيفَةِ كَالْمُلَاعَبَةِ أَوِ النَّظَرِ.
- (فَأَمَرْتُ رَجُلًا): طَلَبْتُ مِنْهُ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ؛ وهُوَ: المِقْدَادُ بنُ الأَسْوَدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
- (لِمَكَانِ ابْنَتِهِ): أَيْ: فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، لِكَوْنِهَا زَوْجَتَهُ.
- (فَسَأَلَ): أَيْ: مُبْهِمًا بِأَنْ قَالَ مَثَلًا: رَجُلٌ خَرَجَ مِنْ ذَكَرِهِ مَذْيٌ مَا الْحُكْمُ فِيهِ...؟!

Mr. Hatem Ahmed
17-06-2014, 06:20 AM
(39) عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ أَبُو دَاوُد (1/ 181) والتِّرمِذِيُّ (1/ 82) والنَّسَائِيُّ (1/ 444، 445، 446، 447) وابْنُ مَاجَة (1/ 479) ومَالِكٌ (1/ 58) والشَّافِعِيُّ (1/ 58) وأَحمَد (45/ 27294) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ (1/ 411) وابْنُ رَاهَوْيهِ (5/ 2174) وابْنُ أَبِي شَيْبَة (1/ 1724) والطَّيَالِسِيُّ (3/ 1762) والحُمَيْدِيُّ (1/ 355) وابْنُ حُمَيْدٍ (1/ 620) والدَّارِمِيُّ (1/ 752) وابْنُ خُزَيْمَة (1/ 33) وابْنُ حِبَّان (3/ 1114) وابْنُ الجَارُود (1/ 16، 17، 18) والدَّارَقُطْنِيُّ (1/ 527، 528، 529)، والطَبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الكَبِير" (24/ 508) وفِي "المُعجَم الأَوْسَط" (8/ 8571) وفِي "المُعجَم الصَّغِير" (2/ 1113)، والحَاكِمُ (1/ 473، 476) والبَيْهَقِيُّ (1/ 622)، وهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ، قَد يَبْلُغ حَدَّ التَّوَاتُر... رَوَاهُ جَمْعٌ مِن الصَّحَابَةِ رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُم؛ وهُم: عَبْدُ اللهِ بْن عُمَرَ وعَبْدُ اللهِ بْن عَبَّاسٍ وأَنَسُ بن مَالِكٍ وأُبَيُّ بْنِ كَعْبٍ وأَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ وزَيْدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ وجَابِرُ بْنُ عَبْدُ اللهِ وأَبُو هُرَيْرَةَ وعَائِشَةُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وَأُمُّ حَبِيبَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وبُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ. هَذَا وقَد صَحَّحَ الحَدِيثَ جُمْهُورُ العُلَمَاءِ سَلَفاً وخَلَفاً؛ مِنْهُم: مَالِكٌ والشَّافِعِيُّ وأَحمَد وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وإِسْحَاق والبُخَارِيُّ والتِّرمِذِيُّ والدَّارَقُطْنِيّ وابْنُ خُزَيْمَة وابْنُ حِبَّانٍ والحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ.

ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (مَسَّ): لَمَسَ.
- (فَرْجَهُ): يُطلَقُ عَلَى ذَكَرِ الرَّجُل وفَرجِ المَرأَةِ.
- فالْحَدِيثُ الشَّرِيفُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَمْسَ الفَرجِ سَوَاء أَكَانَ لِلرَّجُل أَو المَرأَةِ يَنْقُضُ الْوُضُوءَ. وقَدْ ذَهَبَ إلَى ذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّاب وابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وأَبُو هُرَيْرَةَ وابْنُ عَبَّاسٍ وعَائِشَةُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ والزُّهْرِيُّ وابْنُ الْمُسَيِّبِ ومُجَاهِدٌ وأَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ وسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ والأَوْزَاعِيُّ ومَالِكٌ والشَّافِعِيُّ وأَحْمَدُ وابْنُ مَعِينٍ وإِسْحَاقُ؛ وجُمْهُورُ العُلَمَاءِ.

Mr. Hatem Ahmed
18-06-2014, 12:14 AM
(40) عَنْ أَسْمَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: أَرَأَيْتَ إِحْدَانَا تَحِيضُ فِي الثَّوْبِ، كَيْفَ تَصْنَعُ؟ قَالَ: «تَحُتُّهُ، ثُمَّ تَقْرُصُهُ بِالْمَاءِ، وَتَنْضَحُهُ، وَتُصَلِّي فِيهِ».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 227) ومُسْلِم (1/ 291) وأَبُو دَاوُد (1/ 361) والتِّرمِذِيُّ (1/ 138) والنَّسَائِيُّ (1/ 394) وابْنُ مَاجَة (1/ 629) وأَحمَد (44/ 26981) وابْنُ أَبِي شَيْبَة (1/ 1304) والطَّيَالِسِيُّ (3/ 1743) والحُمَيْدِيُّ (1/ 322) وابْنُ حُمَيْدٍ (1/ 620) والدَّارِمِيُّ (1/ 1058) وابْنُ خُزَيْمَة (1/ 275) وابْنُ حِبَّان (4/ 1396) وابْنُ الجَارُود (1/ 120) والبَيْهَقِيُّ (2/ 4083).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِيَـة الحَدِيث: هُـــــيَ: ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ/ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ التَّيْمِيَّةُ القُرَشِيَّةُ، المَكِّيَّةُ، ثُمَّ المَدَنِيَّةُ، السَّيِّدَةُ، الفَاضِلَةُ، التَّقِيَّةُ، السَّخِيَّةُ، الحَسِيبَةُ، المُعَمَّرَةُ؛ وَالِدَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأُخْتُ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ، وَآخِرُ المُهَاجِرَاتِ وَفَاةً، مَاتَتْ سَنَةَ ثَلاَثٍ وسَبْعِيْنَ (73 هــ) وقَد بَلَغَت مِائَـةَ سَنَةٍ؛ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.

ثالثاً: شَرح الحَدِيث:

- (تَحُتُّهُ): تَفْرُكُهُ وتُزِيلُهُ.
- (تَقْرُصُهُ): تُدَلِّكُهُ بِيَدَيْهَا مَعَ صَبِّ المَاءِ عَلَيْهِ.
- (تَنْضَحُهُ): تَغْسِلُهُ بِالمَاءِ حَتَّى يَزُولَ الأَثَر.

Mr. Hatem Ahmed
18-06-2014, 12:16 AM
(41) عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فَلاَ أَطْهُرُ، أَفَأَدَعُ الصَّلاَةَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ، إِنَّمَا ذَلِكِ عِرْقٌ، وَلَيْسَ بِحَيْضٍ، فَإِذَا أَقْبَلَتْ حَيْضَتُكِ فَدَعِي الصَّلاَةَ، وَإِذَا أَدبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ، ثُمَّ صَلِّي».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 228) ومُسْلِم (1/ 333) وأَبُو دَاوُد (1/ 282) والتِّرمِذِيُّ (1/ 125) والنَّسَائِيُّ (1/ 204) وابْنُ مَاجَة (1/ 621) ومَالِكٌ (1/ 104) وأَحمَد (41/ 24523) وابْنُ رَاهَوْيهِ (2/ 567) وابْنُ أَبِي شَيْبَة (1/ 1344) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ (1/ 1165، 1166) والطَّيَالِسِيُّ (3/ 1743) والحُمَيْدِيُّ (1/ 160) وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ (1/ 2676) والدَّارِمِيُّ (1/ 801) وأَبُو يَعلَى (7/ 4486) وابْنُ حِبَّان (4/ 1350) والدَّارَقُطْنِيُّ (1/ 788) وابْنُ الجَارُود (1/ 112) والبَيْهَقِيُّ (1/ 1546).

ثانياً: شَرح الحَدِيث:

- (أُسْتَحَاضُ): الاِسْتِحَاضَةُ هِيِ: سَيَلاَنُ الدَّمِ مِنْ فَرجِ المَرْأَةِ فِي غَيْرِ أَوَانِهِ؛ وهُوَ يَخْرُجُ مِنْ عِرْقٍ يُقَالُ لَهُ العَاذِل؛ والمَعنَى: يَسْتَمِّرُ بِي الدَّمُ بَعدَ أَيَّامِ الحَيْضِ المَعرُوفَةِ.
- (أَقْبَلَتْ حَيْضَتُكِ): بَدَأَ دَمُ الحَيْضِ المُتَمَيِّز عَمَّا سِوَاه.
- (فَدَعِي الصَّلاَةَ): فَاتْرُكِ الصَّلاَةَ؛ يَعنِي لاَ تُصَلِّي حَتَّى يَنْقَطِعَ دَمُ الحَيْضِ.
- (أَدبَرَتْ): اِنْقَطَعَ دَمُ الحَيْضِ المُتَمَيِّز عَنْ غَيْرِهِ.

Mr. Hatem Ahmed
18-06-2014, 12:19 AM
(42) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ كَتِفَ شَاةٍ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ".


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 207) ومُسْلِم (1/ 354) وأَبُو دَاوُد (1/ 187) والنَّسَائِيُّ (1/ 184) وابْنُ مَاجَة (1/ 488) ومَالِكٌ (1/ 19) وأَحمَد (3/ 1988) وابْنُ أَبِي شَيْبَة (1/ 522) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ (1/ 642) والطَّيَالِسِيُّ (4/ 2784) وابْنُ الجَعدِ (1/ 3409) وأَبُو يَعلَى (5/ 2733) وابْنُ خُزَيْمَة (1/ 41) وابْنُ حِبَّان (3/ 1140) والدَّارقطْنِيّ (1/ 788) وابْنُ الجَارُود (1/ 112) والبَيْهَقِيُّ (1/ 711).
ثانياً: شَرح الحَدِيث:

- (أَكَلَ كَتِفَ شَاةٍ): أَيْ أَكَلَ لَحمَهُ.
- (ثُمَّ صَلَّى ولَمْ يَتَوَضَّأ): فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى عَدَمِ وُجُوبِ الوُضُوءِ مِن أَكْلِ لُحُومِ الغَنَمِ؛ وهُوَ مَذْهَبُ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ والأَئِمَّةِ الأَربَعَةِ وجُمْهُورِ العُلَمَاءِ سَلَفاً وخَلَفاً.

ولَكِن اخْتَلَفُوا فِي الوُضُوءِ مِن لُحُومِ الإِبِلِ، فَمِنْهُم (وهُم قِلَّة) مَنْ أَوْجَبَ الوُضُوءَ مُسْتَدِلِّينَ بِحَدِيثِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَأَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: «إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلَا تَوَضَّأْ». قَالَ أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ».

ومَذْهَبُ جُمْهُورُ العُلَمَاءِ عَلَى أَنَّهُ لاَ يَجِبُ الوُضُوءُ مِمَّا غَيَّرَت النَّارُ مِن اللُّحُومِ بِأَنْوَاعِهَا وغَيْرِهَا مِن سَائِرِ المَأْكُولاَتِ، وَأَجَابُوا عَنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ بِجَوَابَيْنِ:

فَالأَوَّل: أَنَّهُ مَنْسُوخٌ بِحَدِيثِ جَابِرٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، الآتِي بَيَانُهُ فِي الحَدِيثِ التَّالِي.

والثَّانِي: أَنَّ الْمُرَادَ بِالْوُضُوءِ غَسْلُ الْفَمِ وَالْكَفَّيْنِ؛ واللهُ أَعلَمُ.

Mr. Hatem Ahmed
18-06-2014, 12:24 AM
(43) عَنْ جَابِرٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: "كَانَ آخِرَ الْأَمْرَيْنِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَركُ الْوُضُوءِ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ".


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ أَبُو دَاوُد (1/ 192) والتِّرمِذِيُّ (1/ 80) والنَّسَائِيُّ (1/ 185) وابْنُ خُزَيْمَة (1/ 43) وابْنُ حِبَّان (3/ 1134) وابْنُ الجَارُود (1/ 24)، والطَبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الأَوْسَط" (5/ 4663) وفِي "المُعجَم الصَّغِير" (2/ 671)، والبَيْهَقِيُّ (1/ 721)، وهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ.

ثانياً: شَرح الحَدِيث:

- (كَانَ آخِرُ الْأَمْرَيْنِ): قَالَ جُمْهُورُ العُلَمَاءِ: هَذَا دَلِيلٌ عَلَى نَسْخِ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ.
- (تَركُ الْوُضُوءِ): عَدَمُ وُجُوبِ الوُضُوءِ.
- (مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ): بِنُضْجٍ وطَبْخٍ.

Mr. Hatem Ahmed
18-06-2014, 12:27 AM
(44) وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ لَبَنًا فَمَضْمَضَ، وَقَالَ: «إِنَّ لَهُ دَسَمًا».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 211) ومُسْلِمٌ (1/ 358) وأَبُو دَاوُدَ (1/ 196) والتِّرمِذِيُّ (1/ 89) والنَّسَائِيُّ (1/ 187) وابْنُ مَاجَة (1/ 498) وأَحمَد (3/ 1951) وابْنُ أَبِي شَيْبَة (1/ 628) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ (1/ 642) وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ (1/ 649) وأَبُو يَعلَى (4/ 2418) وابْنُ خُزَيْمَة (1/ 46) وابْنُ حِبَّان (3/ 1158) والبَيْهَقِيُّ (1/ 743).

ثانياً: شَرح الحَدِيث:

- (فَمَضْمَضَ): غَسَلَ فَمَهُ.
- (إِنَّ لَهُ دَسَمًا): الدَّسَمُ هُوَ: مَا يَظْهَرُ عَلَى اللَّبَن مِن الدُّهْنِ. وفِيهِ اسْتِحْبَابُ الْمَضْمَضَةِ مِنْ شُرْبِ اللَّبَنِ؛ وَكَذَلِكَ غَيْرُهُ مِنَ الْمَأْكُولِ وَالْمَشْرُوبِ تُسْتَحَبُّ لَهُ الْمَضْمَضَةُ، لِئَلَّا تَبْقَى مِنْهُ بَقَايَا يَبْتَلِعُهَا الإِنْسَانُ فِي حَالِ الصَّلَاةِ.

Mr. Hatem Ahmed
19-06-2014, 06:19 AM
(45) عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ فَلَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ، وَلَا تَسْتَدْبِرُوهَا بِبَوْلٍ وَلَا غَائِطٍ، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 394) ومُسْلِمٌ (1/ 264) وأَبُو دَاوُد (1/ 9) والتِّرمِذِيُّ (1/ 8) والنَّسَائِيُّ (1/ 20) وابْنُ مَاجَة (1/ 318) ومَالِكٌ (1/ 1) وأَحمَد (1/ 692) وابْنُ أَبِي شَيْبَة في "المُسنَد" (1/ 9) والحُمَيْدِيُّ (1/ 382) وابْنُ خُزَيْمَة (1/ 57) وابْنُ حِبَّان (4/ 1416) والدَّارَقُطْنِيُّ (1/ 170)، والطَبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الكَبِير" (4/ 3935) وفِي "المُعجَم الأَوْسَط" (5/ 4874) وفِي "المُعجَم الصَّغِير" (1/ 552)، والبَيْهَقِيُّ (1/ 1601).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِي الحَدِيث: هُـــــوَ: خَالِدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ كُلَيْبٍ الخَزْرَجِيُّ الأَنْصَارِيُّ، النَّجَّارِيُّ، الإِمَامُ السَّيِّدُ، المُجَاهِدُ الكَبِيْرُ، الَّذِي خَصَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنُّزُوْلِ عَلَيْهِ لَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ. شَهِدَ أَبُو أَيُّوْبَ بَدْراً والمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وشَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ ومَاتَ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ غَازِياً سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وخَمْسِيْنَ (52 هــ)؛ رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُ.

ثالثاً: شَرحُ الحَدِيث:

- (إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ): أَيْ: جِئْتُمْ وَحَضَرْتُمْ مَوْضِعَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ.
- (فَلَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ): أَيْ: جِهَةَ الْكَعْبَةِ تَعْظِيمًا لَهَا.
- (وَلَا تَسْتَدْبِرُوهَا): تَكْرِيمًا لَهَا.
- (وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا): أَيْ: تَوَجَّهُوا إِلَى جِهَةِ الشَّرْقِ أَوِ الْغَرْبِ.

prime
20-06-2014, 04:40 PM
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

Mr. Hatem Ahmed
22-06-2014, 01:24 PM
(46) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الخَلاَءَ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ وَالخَبَائِثِ».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 142) ومُسْلِمٌ (1/ 375) وأَبُو دَاوُد (1/ 4) والتِّرمِذِيُّ (1/ 5) والنَّسَائِيُّ (1/ 19) وابْنُ مَاجَة (1/ 298) وأَحمَد (19/ 11947) وابْنُ أَبِي شَيْبَة في "المُسنَد" (1/ 1) وأبُو يَعلَى (7/ 3902) وابْنُ حِبَّان (4/ 1407) والطَبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الصَّغِير" (2/ 888)، والبَيْهَقِيُّ (1/ 452).

ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (الخَلاَء): هُوَ المَكَان الخَالِي؛ والمُرَادُ بِهِ هُنَا: مَوْضِع قَضَاء الحَاجَة، كَالْمِرحَاض والحَمَّام وغَيْرِهِمَا؛ وسُمِّيَ بِذَلِك: لِخُلُوِّه فِي غَيْرِ أَوْقَاتِ قَضَاءِ الحَاجَةِ.
- (الخُبُث): ذُكُور الشَّيَاطِين.
- (الخَبَائِث): إِنَاث الشَّيَاطِين.

Mr. Hatem Ahmed
25-06-2014, 03:19 PM
(47) عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلا يَتَنَفَّسْ فِى الإنَاءِ، وإِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلاَ يَمْسَحْ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا تَمَسَّحَ أَحَدُكُمْ فَلاَ يَتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (7/ 5630) واللَّفْظُ لَهُ، ومُسْلِمٌ (1/ 267) وأَبُو دَاوُد (1/ 31) والتِّرمِذِيُّ (1/ 15) مُخْتَصَراً، والنَّسَائِيُّ (1/ 47) وابْنُ مَاجَة (1/ 310) مُخْتَصَراً، وأَحمَد (32/ 19419) وابْنُ أَبِي شَيْبَة في "المُصَنَّف" (5/ 24170) والحُمَيْدِيُّ (1/ 432) مُخْتَصَراً، والدَّارِمِيُّ (2/ 2168) وابْنُ خُزَيْمَة (1/ 78) وابْنُ حِبَّان (4/ 1434) والبَيْهَقِيُّ (1/ 543).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِي الحَدِيث: هُـــــوَ: الحَارِثُ بنُ رِبْعِيٍّ السُّلَمِيُّ، أَبُو قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ؛ الأَمِيرُ، الكَبِيرُ، المِقْدَامُ، فَارِسُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَهِدَ أُحُداً وَالحُدَيْبِيَةَ، وَلَهُ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ. قَالَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ فُرسَانِنَا: أَبُو قَتَادَةَ». ودَعَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَال: «اللَّهُمَّ احْفَظْ أَبَا قَتَادَةَ». تُوُفِّيَ أَبُو قَتَادَةَ بِالمَدِيْنَةِ سَنَةَ أَربَعٍ وخَمْسِيْنَ (54 هــ)؛ رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُ.

ثالثاً: شَرحُ الحَدِيث:

- (إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُم): مَاءً أَوْ غَيْرَهُ كَاللَّبَنِ.
- (فَلا يَتَنَفَّسْ): فَلاَ يُخْرِجْ نَفَسَهُ.
- (فِى الإنَاءِ): الَّذِي يَشْرَبُ مِنْهُ. والعِلَّةُ فِي نَهْي النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَنْ التَّنَفُّسِ فِي الإِنَاءَ: لأَنَّهُ قَد يَقَع فِى الإنَاءِ شَىءٌ مِنْ رِيقِهِ، فَيُعَافَهُ الشَّارِبُ لَهُ مِن بَعدِهِ ويَسْتَقْذِر شُربَهُ.
- (فَلاَ يَمْسَح ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ): فَلاَ يَسْتَنْجِي بَيَدِهِ اليُمْنَى.
- (وَإِذَا تَمَسَّحَ أَحَدُكُمْ فَلاَ يَتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ): إِكْرَامًا وتَشْرِيفاً لَهَا؛ والأَصْلُ فَي النَّهْي التَّحرِيم.

Mr. Hatem Ahmed
27-06-2014, 04:27 AM
(48) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (2/ 887) ومُسْلِمٌ (1/ 252) وأَبُو دَاوُدَ (1/ 47) والتِّرمِذِيُّ (1/ 22) والنَّسَائِيُّ (1/ 7) وابْنُ مَاجَة (1/ 287) ومَالِكٌ (1/ 114) وأَحمَد (13/ 7853) وابْنُ حِبَّان (3/ 1068).

ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

(لَوْلَا أَنَّ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ): فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ السِّوَاكَ لَيْسَ بِوَاجِبٍ.

والسِّوَاكُ هُوَ: الْعُودِ الَّذِي يُتَسَوَّكُ بِهِ؛ وجَمْعُهُ: سُوُكٌ أوْ سُؤُكٌ.

والسِّوَاكُ: سُنَّةٌ لَيْسَ بِوَاجِبٍ فِي حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ لَا فِي الصَّلَاةِ وَلَا فِي غَيْرِهَا، بِإِجْمَاعِ مَنْ يُعْتَدُّ بِهِ فِي الْإِجْمَاعِ.

والسِّوَاكُ: مُسْتَحَبٌّ فِي جَمِيعِ الْأَوْقَاتِ، ولَكِنْ فِي خَمْسَةِ أَوْقَاتٍ أَشَدُّ اسْتِحْبَاباً:

1. عِنْدَ الصَّلَاةِ.
2. عِنْدَ الْوُضُوءِ.
3. عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ.
4. عِنْدَ الِاسْتِيقَاظِ مِنَ النَّوْم.
5. عِنْدَ تَغَيُّرِ الْفَمِ؛ وتَغَيُّرُهُ يَكُونُ بِأَشْيَاءَ مِنْهَـا:

- تَركُ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ.
- أَكْلُ مَا لَهُ رَائِحَةٌ كَرِيهَةٌ كَالْبَصَلِ وغَيْرِهِ.
- طُولُ السُّكُوتِ.
- كَثْرَةُ الْكَلَامِ.

Mr. Hatem Ahmed
28-06-2014, 04:12 AM
(49) عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدتُهُ يَسْتَنُّ بِسِوَاكٍ بِيَدِهِ يَقُولُ: «أُعْ أُعْ». وَالسِّوَاكُ فِي فِيهِ، كَأَنَّهُ يَتَهَوَّعُ".


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 244) واللَّفْظُ لَهُ؛ ومُسْلِمٌ (1/ 254) بِدُونِ حِكَايَةِ الصَّوْتِ؛ وأَبُو دَاوُدَ (1/ 49) وفِيهِ يَقُولُ: «إِهْ إِهْ». بَدَلاً مِنْ "أُعْ أُعْ"؛ والنَّسَائِيُّ (1/ 3) وفِيهِ يَقُولُ: "عَأْ عَأْ". بَدَلاً مِنْ "أُعْ أُعْ"؛ وأَحمَد (32/ 19737) بِدُونِ حِكَايَةِ الصَّوْتِ؛ والبَيْهَقِيُّ (1/ 142) مُوَافِقاً لِرِوَايَةِ البُخَارِيِّ.

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِي الحَدِيث: هُـــــوَ: عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ بْنِ سُلَيْمِ بنِ حَضَّارِ بنِ حَرْبٍ، أَبُو مُوْسَى الأَشْعَرِيُّ، التَّمِيْمِيُّ. الإِمَامُ الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ، الفَقِيْهُ، المُقْرِئُ؛ أَسْلَمَ قَدِيماً بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ وَقَدِمَ لَيَالِيَ فَتْحِ خَيْبَرَ، وَغَزَا وَجَاهَدَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعدَهَا مِنْ غَزَوَاتٍ؛ وَحَمَلَ عَنْهُ عِلْماً كَثِيْراً. وَوَلِيَ إِمْرَةَ الكُوْفَةِ والبَصْرَةِ لِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ. ودَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَال: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللهِ بنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ، وأَدْخِلْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مُدْخَلاً كَرِيْماً». وَلَمْ يَكُنْ فِي الصَّحَابَةِ أَحَدٌ أَحْسَنَ صَوْتاً مِنْهُ؛ قَالَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ أُعطِيَ أَبُو مُوْسَى مِزْمَاراً مِنْ مَزَامِيْرِ آلِ دَاوُدَ». وكَانَ أَبُو مُوْسَى صَوَّاماً، قَوَّاماً، رَبَّانِيّاً، زَاهِداً، عَابِداً، مِمَّنْ جَمَعَ العِلْمَ وَالعَمَلَ وَالجِهَادَ وَسَلاَمَةَ الصَّدْرِ، لَمْ تُغَيِّرْهُ الإِمَارَةُ، وَلاَ اغْتَرَّ بِالدُّنْيَا؛ وتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ أَربَعٍ وَأَربَعِينَ (44 هــ)؛ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

ثالثاً: شَرحُ الحَدِيث:

- (يَسْتَنُّ): يُدَلَّكُ أَسْنَانَهُ بِالْسِّوَاكِ.
- (أُعْ أُعْ): حِكَايَةٌ لِصَوْتِهِ أَثْنَاءَ الاِسْتِيَاكِ.
- (يَتَهَوَّعُ): يَتَقَيَّأُ.

نايف محمد..
28-06-2014, 01:58 PM
كل عام وانتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
كل عام وانتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
كل عام وانتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك

Mr. Hatem Ahmed
29-06-2014, 05:02 AM
وانت بالصحة والسلامة

Mr. Hatem Ahmed
29-06-2014, 05:04 AM
(50) عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّه مَسَحَ عَلَى الخُفَّيْنِ".


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 202) ومُسْلِمٌ (1/ 264) وأَبُو دَاوُد (1/ 151) والتِّرمِذِيُّ (1/ 94) والنَّسَائِيُّ (1/ 121، 122) وابْنُ مَاجَة (1/ 389) ومَالِكٌ (1/ 41) وأَحمَد (1/ 88) وعبد الرزاق في "المُصَنَّف" (1/ 749) وأَبُو بَكْر ابْنُ أَبِي شَيْبَة في "المُصَنَّف" (1/ 1931) والطَّيَالِسِيُّ (2/ 726) والحُمَيْدِيُّ (2/ 726) وابْنُ الجَعْدِ (1/ 2913) وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ (1/ 399) والدَّارِمِيُّ (1/ 740) وأَبُو يَعلَى في "المُسْنَد" (2/ 726) وابْنُ خُزَيْمَة (1/ 182) وابْنُ حِبَّان (4/ 1338) والدَّارَقُطْنِيُّ (1/ 737) والشَّاشِيُّ في "المُسْنَد" (1/ 58)، والطَبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الكَبِير" (20/ 876) وفِي "المُعجَم الأَوْسَط" (8/ 8509) وفِي "المُعجَم الصَّغِير" (1/ 607)، والبَيْهَقِيُّ (1/ 1274).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِي الحَدِيث: هُـــــوَ: سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أُهَيْبٍ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلاَبِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ الزُّهْرِيُّ، أَبُو إِسْحَاقَ القُرَشِيُّ، الزُّهْرِيُّ، المَكِّيُّ. الأَمِيْر الكَبِيرُ، وأَحَدُ العَشَرَةِ المُبَشَّرِينَ، وأَحَدُ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ، وأَحَدُ مَنْ شَهِدَ بَدْراً والحُدَيْبِيَةَ، وأَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيْلِ اللهِ، وأَحَدُ السِّتَّةِ أَهْلِ الشُّوْرَى. أَسْلَمَ وهُوَ ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً؛ قَالَ عَنْهُ النَّبِيُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا خَالِي، فَلْيُرِنِي امْرُؤٌ خَالَهُ». وجَمَعَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ؛ إذْ قَال: «ارمِ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي». ودَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ قَال: «اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لِسَعْدٍ إِذَا دَعَاكَ». تُوُفِّيَ سَعْدٌ بِالمَدِيْنَةِ، سَنَةَ خَمْسٍ وخَمْسِيْنَ (55 هــ)؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثالثاً: شَرحُ الحَدِيث:

- المَسْحُ عَلَى الخُفَّيْنِ سُنَّةٌ مِنْ سُنَنِ الدِّيْنِ، ورُخْصَةٌ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ، وقَد أَجْمَعَت عَلَيْهِ الأُمَّةُ سَلَفاً وخَلَفاً مِمَنْ يُعْتَدُّ بِهِ فِي الْإِجْمَاعِ؛ ورَوَى المَسْحَ عَلَى الخُفَّيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَمَاعَةٌ مِنْ الصَّحَابَةِ، وهُـــم: عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ وعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وعَبْدُ اللهِ بْن مَسْعُودٍ وحُذَيْفَةُ بْنُ اليَمَان وخُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتِ الأَنْصَارِيُّ وبِلاَلُ بْنُ رَبَاحٍ وعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وعَبْدُ اللهِ بْن عَبَّاسٍ وعَبْدُ اللهِ بْن عُمَرَ وأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وجَابِرُ بْنُ عَبْدُ اللهِ وأَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ والبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ وأَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ وأَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ وقَيْسُ بنُ سَعْدِ الأَنْصَارِيُّ وأَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ وأَبُو أُمَامَةَ البَاهِلِيُّ وأَبُو بَكْرَةَ الثَّقَفِيُّ وجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ والمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وعَمْرُو بْنُ العَاصِ وصَفْوَانُ بْنُ عَسَّالِ وسَهْلُ بْنُ سَعْدٍ وعَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم؛ فَبَلَغَ الحَدِيثُ حَدَّ التَّوَاتُر.

Mr. Hatem Ahmed
01-07-2014, 06:34 PM
(51) عَنْ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَأَهْوَيْتُ لِأَنْزِعَ خُفَّيْهِ، فَقَالَ: «دَعهُمَا، فَإِنِّي أَدخَلْتُهُمَا طَاهِرَتَيْنِ». فَمَسَحَ عَلَيْهِمَا.


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 206) واللَّفْظُ لَهُ؛ ومُسْلِمٌ (1/ 274) وأَبُو دَاوُد (1/ 151) والتِّرمِذِيُّ (1/ 100) والنَّسَائِيُّ (1/ 17) وابْنُ مَاجَة (1/ 545) وأَحمَد (30/ 18141) وعبد الرزاق في "المُصَنَّف" (1/ 750) وأَبُو بَكْر ابْنُ أَبِي شَيْبَة في "المُصَنَّف" (3/ 36101) والطَّيَالِسِيُّ (2/ 726) والحُمَيْدِيُّ (2/ 775) وابْنُ الجَعْدِ (1/ 2913) وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ (1/ 399) والدَّارِمِيُّ (1/ 740) وابْنُ خُزَيْمَة (1/ 190) وابْنُ حِبَّان (4/ 1326)، والطَبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الكَبِير" (20/ 864) وفِي "المُعجَم الأَوْسَط" (4/ 3525) وفِي "المُعجَم الصَّغِير" (1/ 369)، والبَيْهَقِيُّ (1/ 1336).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِي الحَدِيث: هُـــــوَ: المُغِيْرَةُ بْنُ شُعْبَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ بْنِ مَسْعُوْدِ بْنِ مُعَتِّبٍ الثَّقَفيُّ، أَبُو عِيْسَى؛ أَمِيرُ الكُوفَةِ والبَصرَةِ، مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ أُوْلِي الشَّجَاعَةِ والمَكِيْدَةِ؛ شَهِدَ بَيْعَةَ الرُّضْوَانِ، وشَهِدَ القَادِسِيَّة واليَمَامَة وفُتُوحِ الشَّامِ، وكَانَ رَجُلاً طُوَالاً، ضَخْمَ الهَامَةِ، مَهِيْباً، يُقَالُ لَهُ: مُغِيْرَةُ الرَّأْيُ؛ وذَهَبَتْ إِحدَى عَيْنَيْهِ يَومَ اليَرمُوكِ، ومَاتَ فِي شَعْبَانَ فِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ (50 هــ)، ولَهُ سَبْعُوْنَ سَنَةً؛ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

ثالثاً: شَرحُ الحَدِيث:

- (فَأَهْوَيْتُ): مَدَدتُ يَدِي.
- (فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا طَاهِرَتَيْنِ): فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ المَسْحَ عَلَى الخُفَّيْنِ لَا يَجُوزُ إِلَّا إِذَا لَبِسَهُمَا الشَّخْصُ عَلَى طَهَارَةٍ كَامِلَةٍ، بِأَنْ يُفْرِغَ مِنَ الوُضُوءِ بِكَمَالِهِ ثُمَّ يَلْبَسُهُمَا.

Mr. Hatem Ahmed
05-07-2014, 07:37 AM
(52) وعَنْ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى الخُفَّيْنِ عَلَى ظَاهِرِهِمَا".


أولاً: تَخْرِيجُ وتَحقِيقُ الحَدِيث: رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ (1/ 98)؛ قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة بن الزبير، عن المغيرة بن شعبة، فذكر الحديث. وقال في عقبه: "حَدِيث حَسَن".

قلت: حَسَّنَهُ من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد؛ فإنهم اختلفوا فيه، مِنهم مَن وَثَّقَه؛ ومِنهم مَن ضَعَّفَه؛ وأَجمل ابْنُ حَجَر اختلافهم هذا بقوله: صدوق. (يعني: حسن الحديث).

- وقد رُوِيَ الحَدِيثُ مِن وَجه آخر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كما عند أحمد (2/ 737) وعبد الرزاق في "المصنف" (1/ 57) وابن أبي شيبة في في "المصنف" (1/ 1895) والدارقطني في "السنن" (1/ 769) والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 1387) وفي "معرفة السنن والآثار" (1/ 673)، كلهم من طرق عن الأَعمش عن أَبي إِسحاق عن عَبد خَير، عن علي، قال: "كنت أرى أن باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما، حتى رأيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ ظَاهِرَهُمَا".

قلت: سنده صحيح، رِجَاله ثِقَات عُدُول؛ إلا أن أبا إسحاق كان قد اختلط في آخر عمره، فلا ندري أَحَدَّث بهذا الحديث قبل إختلاطه أم بعده..؟!

- غير أن أبا إسحاق لم ينفرد به، فقد تابعه المسيب بن عبد خير؛ كما عند أحمد (2/ 918) والنسائي في " السنن الكبرى" (1/ 119) والحميدي (1/ 47) والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (1/ 2081، 2082، 2083)، جميعاً من طريق أبي السوداء عمرو النهدي، عن المسيب بن عبد خير، عن أبيه، عن علي: به.

قلت: وسنده صحيح، رِجَاله ثِقَات، لا مَطعن فيهم.

- وقد تابعهما أيضاً عبد الرحمن السدي؛ كما عند أحمد (2/ 943) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/ 159)، من طريق إسحاق بن يوسف (الأَزرق) عَن شَريك (ابن عبد الله القاضي)، عن السُّدي (إسماعيل بن عبد الرحمن)، عن عَبد خَير عن علي: به.

قلت: وسنده حسن، من أجل السُّدي؛ وهو حسن الحديث كما قال الذهبي وابن حجر وغيرهما.

- وشريك القاضي: تغير حِفظه واختلط في آخر عُمره، فلم يعتبر الأئمة حديثه إلاَّ بما رواه القدماء عنه، لا سيما إسحاق بن يوسف، فإنه كان من أثبت الناس فيه؛ والحديث ها هنا من روايته عنه؛ فانتفت بذلك شبهة روايته لهذا الحديث في حالة الإختلاط.

-إِذَن... فَالحَدِيثُ صَحِيحٌ لِغَيْرِهِ بِمَجمُوعِ هَذِهِ الطُرُق، واللهُ أَعلَمُ.

Mr. Hatem Ahmed
06-07-2014, 12:19 AM
(53) وعَنْ عَلَيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المَسْحِ عَلَى الخُفَّيْنِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لِلْمُسَافِرِ، وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلْمُقِيمِ".


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ مُسْلِمٌ (1/ 276) والنَّسَائِيُّ (1/ 128، 129) وابْنُ مَاجَة (1/ 552) وأَحمَدُ (1/ 748، 749) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ في "المُصَنَّف" (1/ 789) وابْنُ أَبِي شَيْبَة في "المُصَنَّف" (1/ 1931) والطَّيَالِسِيُّ (1/ 93) والحُمَيْدِيُّ (1/ 46) وابْنُ الجَعدِ (1/ 2556) والدَّارِمِيُّ (1/ 741) وأَبُو يَعلَى في "المُسْنَد" (1/ 5) وابْنُ خُزَيْمَة (1/ 194) وابْنُ حِبَّان (4/ 1331) والدَّارَقُطْنِيُّ (1/ 737) والطَبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الأَوْسَط" (5/ 5190) والبَيْهَقِيُّ (1/ 1303).

ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لِلْمُسَافِرِ، وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلْمُقِيمِ): فِيهِ الحُجَّةُ البَيِّنَةُ والدَّلَالَةُ الوَاضِحَةُ لِمَذْهَبِ الجُمْهُورِ: أَنَّ المَسْحَ عَلَى الخُفَّيْنِ مُوَقَّتٌ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي السَّفَرِ وبِيَوْمٍ ولَيْلَةٍ فِي الحَضَرِ؛ وهَذَا هُوَ مَذْهَبُ أَبِي حَنِيفَةَ ومَالِكٍ والشَّافِعِيِّ وأَحمَدَ وجَمَاهِيرِ العُلَمَاءِ مِنَ الصَّحَابَةِ والتَّابِعِينَ ومَنْ بَعدَهُم.

- وابْتِدَاءُ الْمُدَّةِ: مِنْ حِينِ الحَدَثِ بَعدَ لُبْسِ الْخُفِّ، لَا مِنْ حِينِ اللُّبْسِ ولَا مِنْ حِينِ المَسْح.

Mr. Hatem Ahmed
14-07-2014, 02:01 AM
(54) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ".


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 214) وأبو دَاوُدَ (1/ 171) والتِّرمِذِيُّ (1/ 60) والنَّسَائِيُّ (1/ 131) وابْنُ مَاجَة (1/ 509) وأَحمَدُ (19/ 12364) والطَّيَالِسِيُّ (3/ 2231) والدَّارِمِيُّ (1/ 747) وأَبُو يَعلَى في "المُسْنَد" (6/ 3708) وابْنُ خُزَيْمَة (1/ 126) والبَيْهَقِيُّ (1/ 761).

ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ): فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْخُذ بِالأَفْضَلِ فِي تَجدِيدِ الوُضُوءِ مِن غَيْرِ حَدَثٍ، لَا أَنَّهُ وَاجِبٌ عَلَيْهِ، بِدَلِيلِ الأَحَادِيثِ التَّالِيَة.

Mr. Hatem Ahmed
15-07-2014, 06:01 AM
(55) وعَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ الحُصَيْبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الصَّلَوَاتِ يَوْم الفَتْح بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ ومَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَقَد صَنَعتَ اليَوْمَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَصنَعُهُ. فَقَالَ: «عَمْدًا صَنَعتُهُ يَا عُمَرُ».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ مُسْلِمٌ (1/ 277) وأبو دَاوُدَ (1/ 172) والتِّرمِذِيُّ (1/ 61) والنَّسَائِيُّ (1/ 133) وابْنُ مَاجَة (1/ 510) وأَحمَدُ (38/ 22966) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ في "المُصَنَّف" (1/ 158) وابْنُ أَبِي شَيْبَة في "المُصَنَّف" (1/ 1861) والطَّيَالِسِيُّ (2/ 842) مُخْتَصَراً؛ وابْنُ الجَعدِ (1/ 2081) مُخْتَصَراً؛ والدَّارِمِيُّ (1/ 685) وابْنُ خُزَيْمَة (1/ 12) وابْنُ حِبَّان (4/ 1708) والطَبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الأَوْسَط" (5/ 4032) والبَيْهَقِيُّ (1/ 759).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِي الحَدِيث: هُـــــوَ: بُرَيْدَةُ بنُ الحُصَيْبِ بنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَارِثِ بنِ الأَعْرَجِ بنِ سَعْدٍ الأَسْلَمِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ؛ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. أَسْلَمَ عَامَ الهِجرَةِ، وشَهِدَ غَزْوَةَ خَيْبَرَ، وفَتْحَ مَكَّةَ وكَانَ مَعَهُ اللِّوَاءُ يَوْمَئِذٍ؛ وتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وسِتِّيْنَ (63 هــ)؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثالثاً: شَرحُ الحَدِيث:

- (صَلَّى الصَّلَوَاتِ): أَيِ: الصَّلَوَاتِ الخَمْس المَعرُوفَة.

- (يَوْمَ الفَتْحِ): أَيْ: يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وكَانَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِن الهِجرَةِ.

- (بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ): حَالٌ بِتَقْدِيرِ قَد؛ وفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْوُضُوءَ لِكُلِّ صَلَاةٍ لَيْسَ مِنْ خُصُوصِيَّاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خِلَافًا لِمَنْ قَالَ بِهِ مُسْتَدِلًّا بِحديث أَنَسٍ السَّابِق؛ وأَنَّ الوُضُوءَ لِكُلِّ صَلاَةٍ لَيْسَ بِوَاجِبٍ، مَا لَم يُنْتَقَضُ الوُضُوءُ بِأَيٍّ مِن نَوَاقِضِهِ المَعرُوفَةِ، كَخُرُوجِ الرِّيحِ والبَوْلِ والبِرَازِ ومَسِّ الفَرجِ بِدُونِ حَائِلٍ والجَنَابَةِ والحَيْضِ والنِّفَاسِ والإِغْمَاءِ.

- (عَمْدًا صَنَعتُهُ): الضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلَى المَذْكُورِ، وَهُوَ الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ والمَسْحُ عَلَى الخُفَّيْن.

Mr. Hatem Ahmed
17-07-2014, 07:33 AM
(56) وعَنْ سُوَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ خَيْبَرَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالصَّهْبَاءِ، فَصَلَّى العَصْرَ، ثُمَّ دَعَا بِالأَزْوَادِ، فَلَمْ يُؤْتَ إِلَّا بِالسَّوِيقِ، فَأَمَرَ بِهِ فَثُرِّيَ، فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكَلْنَا، ثُمَّ قَامَ إِلَى المَغْرِبِ، فَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنَا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ".


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 209) والنَّسَائِيُّ (1/ 186) وابْنُ مَاجَة (1/ 492) ومَالِكٌ (1/ 20) وأَحمَدُ (25/ 15990) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ في "المُصَنَّف" (1/ 691) وابْنُ أَبِي شَيْبَة في "المُصَنَّف" (1/ 527) والحُمَيْدِيُّ (1/ 441) وابْنُ حِبَّان (3/ 1155) والطَبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الكَبِير" (7/ 6456) والبَيْهَقِيُّ (1/ 744).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِي الحَدِيث: هُـــــوَ: سُوَيْدُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ الأَوْسِيُّ الأنْصَارِيّ، أَبُو عُقْبَة المَدَنِيُّ، صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وهُوَ مِمَنْ شَهِدَ بَيْعَةَ الرِّضْوَان، وشَهِدَ أُحُدًا والمَشَاهِدَ بَعدَهَا كُلَّهَا، ولاَ يُعرَفُ لَهُ تَارِيخُ وَفَاةٍ عَلَى وَجهِ التَّحدِيدِ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثالثاً: شَرحُ الحَدِيث:

- (الصَّهْبَاءِ): مَوْضِع قَرِيب مِن خَيْبَر بِالمَدِينَةِ المُنَوَّرَة.
- (الأَزْوَادِ): جَمْع زَاد؛ وهُوَ الطَّعَامُ الَّذِي يُتَّخَذ لِلْسَّفَرِ.
- (السَّوِيقِ): هُوَ طَعَامٌ يُعمَلُ مِن دَقِيقِ الحِنْطَةِ أَو الشَّعِيرِ.
- (فَثُرِّيَ): بِالمَاءِ لِمَا لَحِقَهُ مِنَ اليَبَسِ.
- (ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ): فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ صَلاَةِ المَرءِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ أَكْثَر مِن صَلاَةٍ، مَا لَم يَأَتِي بِنَاقِضٍ مِن نَوَاقِضِ الوُضُوءِ المَعرُوفَةِ.

Mr. Hatem Ahmed
21-07-2014, 04:49 AM
(57) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ، فِي تَنَعُّلِهِ، وَتَرَجُّلِهِ، وَطُهُورِهِ، وَفِي شَأْنِهِ كُلِّهِ".


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 168) واللَّفْظُ لَهُ؛ ومُسْلِمٌ (1/ 268) وأبو دَاوُدَ (4/ 4140) والتِّرمِذِيُّ (1/ 608) والنَّسَائِيُّ (1/ 112) وابْنُ مَاجَة (1/ 401) وأَحمَدُ (41/ 24627) وابْنُ رَاهَوَيْه (3/ 1463) والطَّيَالِسِيُّ (3/ 1513) وابْنُ خُزَيْمَة (1/ 179) وابْنُ حِبَّان (3/ 1091) والبَيْهَقِيُّ (1/ 1033).

ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (يُعْجبُهُ التَيمُّن): يُفَضِّل تَقْدِيم اليَد اليُمْنَى عَلَى اليُسْرَى فِي هَذِهِ المَوَاطِن.
- (تَنَعّلِهِ): لُبْس نَعلِ القَدَمَيْن.
- (تَرَجُّلِهِ): تَسْرِيحُ شَعرِ رَأْسِهِ ولِحيَتِهِ بِالمُشْط.
- (طُهُورِهِ): هُوَ التَّطَهُّر؛ ويَشْمَلُ الوُضُوء والغُسْل وغَيْرِهِمَا.
- (وَفِي شَأنِهِ كُلهِ): مِن الأَشْيَاءِ المُسْتَطَابَةِ كَهَذِهِ الأَمْثِلَة المَذْكُورَة.

- فَهُنَا تُخْبِرُنَا أَمُّ المُؤمِنِينَ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَن عَادَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم المُحَبَّبَة إِلَيْهِ وهِيَ: تَقْدِيم الأَيْمَن فِي لُبْسِ نَعلِهِ، وتَسْرِيحِ شَعرِهِ، وتَطَهُّرِهِ مِن الأَحدَاثِ، وفِى جَمِيعِ أُمُورِهِ، الَّتِي مِن نَوْعِ مَا ذُكِرَ، كَلُبْسِ القُمُص والسَّرَاوِيل، والنَّوْم، والأَكْلِ والشُّربِ ونَحوِ ذَلِك. فَكُلُّ هَذَا مِن بَابِ التَّفَاؤُل الحَسَن وتَشْرِيف اليَمِين عَلَى اليَسَار.
وأَمَّا الأَشْيَاء المُسْتَقْذَرَة فَالأَفْضَلُ والأَحسَنُ أَن تُقَدَّمَ فِيهَا اليَسَار. ولِهَذَا نَهَى النبي صلى الله عليه وسلم عَن الاِسْتِنْجَاءِ بِاليَمِين، ونَهَى عَن مَسِّ الذَّكَرِ بِاليَمِين، لأَنَّهَا لِلطَّيِّبَاتِ، واليَسَار لِمَا سِوَى ذَلِك.

Mr. Hatem Ahmed
23-07-2014, 09:24 AM
(58) عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ دَعَا بِإِنَاءٍ، فَأَفْرَغَ عَلَى كَفَّيْهِ ثَلاَثَ مِرَارٍ، فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الإِنَاءِ، فَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثًا، وَيَدَيْهِ إِلَى المِرْفَقَيْنِ ثَلاَثَ مِرَارٍ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاَثَ مِرَارٍ إِلَى الكَعْبَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 159) ومُسْلِمٌ (1/ 226) وأبو دَاوُدَ (1/ 106) والنَّسَائِيُّ (1/ 84) وابْنُ مَاجَة (1/ 285) ومَالِكٌ (1/ 29) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ في "المُصَنَّف" (1/ 139) وأَحمَدُ (1/ 418) وابْنُ رَاهَوَيْه (3/ 1463) والدَّارِمِيُّ (1/ 720) والبَزَّارُ (2/ 429) وابْنُ الجَارُود (1/ 67) وابْنُ خُزَيْمَة (1/ 3) وابْنُ حِبَّان (3/ 1058) والدَّارَقُطنِيُّ (1/ 271) والبَيْهَقِيُّ (1/ 217).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِي الحَدِيث: هُـــــوَ: أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْن/ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بْنِ أَبِي العَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ بْنِ كِلاَب بْنِ مُرَّة بْنِ كَعبِ بْنِ لُؤَي بْنِ غَالِب بْنِ فِهْر بْنِ مَالِكٍ، أَبُو عَمْرٍو الأُمَوِيُّ القُرَشِيُّ ثُمَّ المَدَنِيُّ؛ ذُو النُّورَيْنِ، وثَالِثُ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، وأَحَدُ العَشَرَة المُبَشَّرِينَ، ومِن كِبَارِ الرِّجَالِ الَّذِينَ اعتَزَّ بِهِم الإِسْلاَمُ، وأَحَدُ أَسْخِيَاءِ العَالَمِ بِأَسْرِهِ سَلَفاً وخَلَفاً. وجَدَّتُهُ لِأُمِّهِ هِيَ: أُمُّ حَكِيمٍ البَيْضَاء بِنْتِ عَبْدِ المُطَّلِب عَمَّة رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم. وُلِدَ بِمَكَّةَ قَبْلَ الهِجْرَة بِسَبْعٍ وأَربَعِينَ سَنَةً، وأَسلَمَ قَدِيماً بَعدَ البَعثَةِ بِقَلِيلٍ، وهَاجَرَ الهِجرَتَيْن، وتَزَوَّجَ ابْنَتَي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، رُقَيَّة فَمَاتَت عِنْدَهُ، ثُمَّ تَزَوَّجَ أُمَّ كُلْثُومٍ ومَاتَت عِنْدَهُ أَيْضاً. وكَانَ ثَرِيّاً، شَرِيفاً، حَسِيباً، نَسِيباً، حَيِيّاً، تَقِيّاً، عَابِداً، جَوَاداً، يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي الحَيَاءِ والسَّخَاءِ والكَرَمِ؛ فَهُوَ الَّذِي جَهَّزَ جَيْشَ العُسْرَةِ (فِي غَزْوَةِ تَبُوكٍ) بِتِسْعِ مَائَةٍ وخَمْسِينَ بَعِيراً وأَتَمَّ الأَلْفَ بِخَمْسِينَ فَرَساً وتَبَرَّعَ بِأَلفِ دِينَارٍ أَيْضاً؛ فَقَالَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَهَا: «مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعدَ اليَومِ». وهُوَ الَّذِي اشْتَرَى بِئَرَ رومة بِعِشْرِينَ أَلْف دِرهَماً، وجَعَلَهَا خَالِصَةً لِلْمُسْلِمِينَ. وهُوَ أَوَّلُ مَنْ قَامَ بِتَوْسِعَةِ المَسْجِد النَّبَوِيِّ؛ وكَانَ يُحيِي اللَّيْلَ بِرَكْعَةً يَقْرَأُ فِيهَا القُرآنَ كَامِلاً. وَلِيَ الخِلاَفَةَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وعِشْرِينَ (23 هــ)، وتُوُفِّيَ بِالمَدِينَة سَنَةَ خَمْسٍ وثَلاَثِينَ (35 هــ) ودُفِنَ بِالبَقِيعِ، ولَهُ مِن العُمُرِ اثْنَانِ وثَمَانُونَ سَنَةً (82)؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثالثاً: شَرحُ الحَدِيث:

- (مِرَار) مَرَّات.
- (فَمَضْمَضَ): وكَيْفِيَّتِهَا: أَن يَجعَلَ المَاءَ فِي فَمِهِ ثُمَّ يُدِيرُهُ فِيهِ ثُمَّ يَمُجُّهُ.
- (اسْتَنْشَقَ): الِاسْتِنْشَاقُ هُوَ: أَن يَجعَلَ المَاءَ فِي أَنْفِهِ ثُمَّ يُخْرِجُهُ بِقُوَّةٍ.
- (الكَعْبَيْنِ): العَظمَانِ النَّاتِئَانِ بَيْنَ السَّاقِ والقَدَمِ؛ وفِي كُلِّ رِجلٍ كَعبَانِ.
- (نَحوَ وُضُوئِي هَذَا): مِثْلَ هَذَا الوُضُوء.
- (ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ): فِيهِ اسْتِحْبَابُ صَلَاةِ رَكعَتَيْنِ فَأَكْثَرَ عَقِبَ كُلِّ وُضُوءٍ؛ وَهُوَ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ.
- (لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ): لاَ يَسْتَرسِل مَعَ مَا يَخْطُر عَلَى نَفْسِهِ فِي أُمُورِ الدُّنيَا وفِيمَا لاَ يَتَعَلَّقُ بِالصَّلَاةِ.
- (غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ): مِن صَغَائِر الذُّنُوبِ فَقَط.

- فَهَذَا الْحَدِيثُ أَصلٌ عَظِيمٌ فِي صِفَةِ الوُضُوءِ، وقَد أَجمَعَ المُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ الوَاجِبَ فِي غَسْلِ الأَعضَاءِ مَرَّةً مَرَّةً وعَلَى أَنَّ الثَّلَاثَ سُنَّةٌ، وقَد جَاءَتِ الأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ بِالغَسْلِ مَرَّةً مَرَّةً وثَلَاثًا ثَلَاثًا وبَعضُ الأَعضَاءِ ثَلَاثًا وبَعضُهَا مَرَّتَيْنِ وبَعضُهَا مَرَّةً؛ وقَالَ العُلَمَاءُ: فَاخْتِلَافُهَا دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ ذَلِكَ كُلِّهِ،وأَنَّ الثَّلَاثَ هِيَ الكَمَالُ والوَاحِدَةُ تُجزِئُ.

- وأَجمَعَ العُلَمَاءُ عَلَى وُجُوبِ غَسْلِ الوَجْهِ واليَدَيْنِ والرِّجلَيْنِ ومَسْحِ الرَّأْسِ.

- وَاخْتَلَفُوا فِي وُجُوبِ المَضمَضَةِ والِاسْتِنْشَاقِ عَلَى أَربَعَةِ مَذَاهِبَ:

فَالمَذْهَبُ الأَوَّلُ: مَذْهَبُ مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وأَصْحَابِهِمَا؛ أَنَّهُمَا سُنَّتَانِ فِي الوُضُوءِ والغُسْلِ، وهُوَ قَوْلُ الحَسَن البَصْرِيّ والزُّهْرِيّ والحَكَم وقَتَادَة ورَبِيعَة ويَحيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنصَارِيُّ والأَوْزَاعِيُّ واللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وهُوَ فِي إحدَى الرِّوَايَاتِ عَنْ عَطَاءٍ وأَحمَدَ.

والمَذْهَبُ الثَّانِي: أَنَّهُمَا وَاجِبَتَانِ فِي الوُضُوءِ والغُسْلِ، فَلَا يَصِحَّانِ إِلَّا بِهِمَا؛ وَهُوَ المَشْهُورُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وهُوَ مَذْهَب ابْن أَبِي لَيْلَى وحَمَّادٍ وإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ ورِوَايَةً عَنْ عَطَاءٍ.

والمَذْهَبُ الثَّالِث: أَنَّهُمَا وَاجِبَتَانِ فِي الغُسْلِ دُونَ الْوُضُوءِ؛ وهُوَ مَذْهَبُ أَبِي حَنِيفَةَ وأَصْحَابِهِ وسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.

والمَذْهَبُ الرَّابِع: أَنَّ الِاسْتِنْشَاقَ وَاجِبٌ فِي الوُضُوءِ والغُسْلِ والمَضْمَضَةُ سُنَّةٌ فِيهِمَا؛ وهُوَ مَذْهَب أَبِي ثَوْرٍ وأَبِي عُبَيْدٍ ودَاوُدَ الظَّاهِرِيِّ وأَبِي بَكْرِ بْنِ المُنْذِرِ ورِوَايَةٌ عَنْ أَحمَدَ.

Mr. Hatem Ahmed
24-07-2014, 05:40 AM
(59) وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ المَازِنِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ وُضُوءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَدَعَا بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ لَهُمْ، فَكَفَأَ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا ثَلاَثًا، ثُمَّ أَدخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلاَثًا، بِثَلاَثِ غَرَفَاتٍ مِنْ مَاءٍ، ثُمَّ أَدخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، فَغَسَلَ وَجهَهُ ثَلاَثًا، ثُمَّ أَدخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ إِلَى المِرفَقَيْنِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ أَدخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، فَأَقْبَلَ بِيَدَيْهِ وَأَدبَرَ بِهِمَا، ثُمَّ أَدخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ فَغَسَلَ رِجلَيْهِ".


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 186) ومسلم (1/ 235) وأبو دَاوُدَ (1/ 118) والتِّرمِذِيُّ (1/ 47) والنَّسَائِيُّ (1/ 97) وابْنُ مَاجَة (1/ 434) ومَالِكٌ (1/ 1) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ في "المُصَنَّف" (1/ 138) وأَحمَدُ (26/ 16431) والطَّيَالِسِيُّ (2/ 1198) وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ (1/ 702) والحُمَيْدِيُّ (1/ 421) والدَّارِمِيُّ (1/ 721) وابْنُ الجَارُود (1/ 73) وابْنُ خُزَيْمَة (1/ 154) وابْنُ حِبَّان (3/ 1077) والدَّارَقُطنِيُّ (1/ 270) والبَيْهَقِيُّ (1/ 120).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِي الحَدِيث: هُـــــوَ: عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدِ بنِ عَاصِمِ بنِ كَعْبٍ النَّجَّارِيُّ الأَنصاريّ ثم المَازِنِيُّ المَدِينِيّ؛ مِنْ فُضَلاَءِ الصَّحَابَةِ، شَهِدَ أُحُداً وغَيْرَهَا مِن الغَزَوَاتِ؛ وهُوَ الَّذِي قَتَلَ مُسَيْلِمَةَ الكَذَّابَ بِالسَّيْفِ مَعَ رَمْيَةِ وَحشِيٍّ لَهُ بِحَربَتِهِ، قُتِلَ يَوْمَ الحَرَّةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وسِتِّيْنَ (63 هــ)؛ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

ثالثاً: شَرحُ الحَدِيث:

- (بِتَوْرٍ): التَّوْرُ هُوَ: الطَّسْت؛ وهُوَ إِنَاءٌ صَغِيرٌ.
- (فَكَفَأَ عَلَى يَدَيْهِ): أَمَالَ وصَبَّ عَلَى يَدَيْهِ المَاء.
- (فَمَضْمَضَ): مَرَّت مَعنَاهَا فِي الحَدِيثِ السَّابِق.
- (وَاسْتَنْشَقَ): مَرَّت مَعنَاهَا فِي الحَدِيثِ السَّابِق.
- (غَرَفَاتٍ): جَمْعُ غَرفَةٍ، وهِيَ: مَلْءُ الكَفِّ مِنَ المَاءِ.

- (فَغَسَلَ يَدَيْهِ إِلَى المِرفَقَيْنِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ): يُؤْخَذُ مِنْهُ جَوَازُ مُخَالَفَةِ أَعضَاءِ الوُضُوءِ بِتَفْضِيلِ بِعضِهَا عَلَى بِعضٍ، وأَنَّ التَّثْلِيثَ هُوَ الصِّفَةُ الكَامِلَةُ في الوُضُوءِ، ومَا دُونَهَا يُجْزِئُ، كَمَا دَلَّت بِذَلِك الأَحَادِيث المَذْكُورَة هُنَا.

- (فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، فَأَقْبَلَ بِيَدَيْهِ وَأَدبَرَ بِهِمَا): يَعنِي: اسْتَوْعَبَ مَسْحَ الرَّأْسِ كَامِلَةً؛ وهُوَ أَحسَنُ أَنْوَاعِ المَسْحِ؛ وفِيهِ أَنَّ مَسْحَ الرَّأْسِ مَرَّة وَاحِدَة مِن السُّنَّةِ، وهُوَ الأَفْضَلُ.

Mr. Hatem Ahmed
25-07-2014, 04:30 AM
(60) وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ".


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 158) وأَحمَدُ (26/ 16464) وابْنُ خُزَيْمَة (1/ 170) والدَّارَقُطنِيُّ (1/ 310) والبَيْهَقِيُّ (1/ 375).

ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ): يَعنِي غَسَلَ جَمِيعَ أَعضَاءِ الوُضُوءِ مَرَّتَيْن.

Mr. Hatem Ahmed
25-07-2014, 04:32 AM
(61) وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: "تَوَضَّأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً مَرَّةً".


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 157) وأبو دَاوُدَ (1/ 138) والتِّرمِذِيُّ (1/ 42) والنَّسَائِيُّ (1/ 80) وأَحمَدُ (3/ 2072) والطَّيَالِسِيُّ (4/ 2883) وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ (1/ 702) والدَّارِمِيُّ (1/ 723) وابْنُ الجَارُود (1/ 69) وابْنُ خُزَيْمَة (1/ 171) وابْنُ حِبَّان (3/ 1095) والبَيْهَقِيُّ (1/ 231).

ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (مَرَّةً مَرَّةً): يَعنِي غَسَلَ جَمِيعَ أَعضَاءِ الوُضُوءِ مَرَّةً واحِدَةً؛ وهُوَ بِاتِّفَاقِ العُلَمَاءِ عَلَى أَنَّ الوُضُوءَ يُجْزِئ مِن مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ، وأَنَّ الأَفْضَلَ فِيهِ ثَلاَثُ مَرَّاتٍ.

Mr. Hatem Ahmed
26-07-2014, 04:33 AM
(62) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 161) ولَهُ اللَّفْظُ؛ ومُسْلِمٌ (1/ 237) والنَّسَائِيُّ (1/ 88) وابْنُ مَاجَةَ (1/ 409) ومالِكٌ (1/ 2) وأَحمَدُ (12/ 7221) وابْنُ رَاهَوَيْهِ (1/ 325) وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المَصَنَّف" (1/ 279) والحُمَيْدِيُّ (2/ 987) والدَّارِمِيُّ (1/ 730) وابْنُ الجَارُود (1/ 39) وابْنُ خُزَيْمَة (1/ 75)؛ والطَبَرَانِيُّ في "الأَوْسَط" (2/ 2238) وفِي "الصَّغِير" (1/ 127)؛ وابْنُ حِبَّان (4/ 1438) والبَيْهَقِيُّ (1/ 235).

ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (فَلْيَسْتَنْثِر): الِاسْتِنْثَارُ هُوَ: دَفْعُ المَاءِ الحَاصِلِ فِى الأَنْفِ بِالِاسْتِنْشَاقِ، ولَا يَكُونُ الِاسْتِنْثَارُ إِلَّا بَعدَ الِاسْتِنْشَاقِ، والِاسْتِنْشَاق هُوَ: أَخْذُ المَاء بِرِيحِ الأَنْفِ؛ وإِنَّمَا لَم يُذْكَر هَا هُنَا الِاسْتِنْشَاقُ، لأَنَّ ذِكْرَ الِاسْتِنْثَارِ دَلِيلٌ عَلَيْهِ، إِذْ لاَ يَكُونُ إِلاَّ مِنْهُ، وقَد أَوْجَبَ بَعضُ العُلَمَاءِ الاِسْتِنْثَار بِظَاهِرِ هَذَا الحَدِيثِ، وحَمَلَ ذَلِكَ أَكْثَرُ العُلَمَاءِ عَلَى النَّدبِ، كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانهُ فِي حَدِيثِ عُثْمَانَ بِنْ عَفَّان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

- (وَمَنِ اسْتَجمَرَ): مَنِ اسْتَنْجَى بِالحَجَرِ.

- (فَلْيُوتِر): أَيْ: ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا أَوْ تِسْعاً، حَتَّى يُزَالَ الأَثَرُ.

Mr. Hatem Ahmed
27-07-2014, 10:41 AM
(63) وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَأُذُنَيْهِ، ظَاهِرِهِمَا وَبَاطِنِهِمَا".


أولاً: تَخْرِيج وتَحقِيق الحَدِيث: رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ (1/ 36) وقال: "حَسَن صَحِيح".

قلت: وهُوَ كَمَا قَالَ.

- فَأَمَّا قَوْلُهُ: "حَسَن". فَمِن أَجلِ ابْنِ عَجلَانَ، فِيهِ كَلاَمٌ يَسْيرٌ مِن قِبَلِ ضَبْطِهِ وإِتقَانِهِ، فَحَدِيثُهُ لاَ يَرتَقِي لِلصَّحِيحِ ولاَ يَنْزل عَن رُتبَةِ الحَسَن.

- وأَمَّا قَوْلُهُ: "صَحِيح". بِاعتِبَارِ الشَّوَاهِد الأُخْرَى لِلحَدِيثِ، فَيَصِيرُ صحيحاً.

وابْنُ مَاجَة (1/ 439) وأَبُو يَعلَى فِي "المُسْنَد" (4/ 2486) وابْنُ حِبَّان (3/ 1086)؛ كُلُّهُم مِن طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَجلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَذَكَرَهُ.

قلت: حَدِيثٌ صَحِيحٌ؛ وهَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، مِن أَجلِ ابْنِ عَجلَانَ فَهُوَ حَسَن الحَدِيثِ؛ وبَقِيَّةُ رِجَالِ السَّنَدِ أَئِمَّة ثِقَات مِن رِجَالِ الصَّحِيحِيْن.

- وقَد تابعَ ابنَ عَجلاَنٍ هِشَامُ بْنُ سَعدٍ بِهَذَا الإِسْنَاد، كَمَا عِنْدَ البَزَّارِ (11/ 5281)؛ وهِشَامُ بْنُ سَعدٍ هَذَا حَسَن الحَدِيثِ هُوَ الآخَر؛ فَبِمَجْمُوعِ هَذَيْنِ الطَّرِيقَيْنِ يَكُونُ الحَدِيثُ صَحِيحاً.

- وهذا غير الطُرُق والشَوَاهِد الكَثِيرَة لِهَذَا الحَدِيثِ المَروِيَّة عَن طَائِفَةٍ مِن الصَّحَابَةِ، مِنْهُم: عُثْمَان بْن عَفَّان والبَرَاء بْن عَازِب والمِقْدَامِ بْنِ مَعدِي الكِنْدِيِّ والرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم.

ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (بَاطِنَهُمَا): هُوَ الجَانِبُ الَّذِي فِيهِ ثُقْبُ الأُذُن.

- (وَظَاهِرِهِمَا): هُوَ الطَّرَفُ الَّذِي يَلْتَصِقُ بِالرَّأْسِ.

Mr. Hatem Ahmed
27-07-2014, 10:43 AM
(64) وعَنْ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، وَخَلِّلْ بَيْنَ الْأَصَابِعِ، وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا».


أولاً: تَخْرِيج وتَحقِيق الحَدِيث: رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (1/ 142) والتِّرمِذِيُّ (1/ 788) وابْنُ مَاجَة (1/ 448) ومَالِكٌ (1/ 1) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ في "المُصَنَّف" (1/ 138) وأَحمَدُ (26/ 16431) وابن أبي شيبة (1/ 84) والطَّيَالِسِيُّ (5/ 1438) وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ (1/ 702) والحُمَيْدِيُّ (1/ 421) والدَّارِمِيُّ (1/ 721) وابْنُ الجَارُود (1/ 80) وابْنُ خُزَيْمَة (1/ 150) وابْنُ حِبَّان (3/ 1054) والحَاكِمُ في "المُسْتَدرَك" (4/ 7094) والبَيْهَقِيُّ (1/ 359)؛ كلهم مِن طَرِيقِ يَحيَى بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عَنِ الْوُضُوءِ، قَالَ: فَذَكَرَ الحَدِيثَ.

قلت: حَدِيثٌ صَحِيحٌ؛ وهَذَا إٍسْنَادٌ فِيهِ ضَعفٌ يَسِيرٌ مِن أَجلِ يَحيَى بْنِ سُلَيْمٍ، وبَقِيَّةُ رِجَالِ السَّنَدِ ثِقَاتٌ؛ ويَحيَى هَذَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِن قِبَلِ حِفْظِهِ؛ فَمِنْهُم مَنْ وَثَّقَهُ ومِنْهُم مَنْ ضَعَّفَهُ، وأَجْمَلَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ اخْتِلاَفَهُم فِيهِ بِقَوْلِهِ: صَدُوق سَيىء الحِفْظ.

قلت: يَعنِي يِحتَاجُ لِمُتَابِعٍ لِكَي يَصِحّ حَدِيثُهُ؛ وهُوَ مَا حَدَثَ هُنَا، فَقَد تَابَعَهُ إِمَامَان كَبِيرَان وهُمَا:

الأول: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ؛ كَمَا عِنْدَ النَّسَائِيِّ (1/ 87) وعَبْدِ الرَّزَّاقِ فِي "المُصَنَّف" (1/ 79) والبَيْهَقِيِّ (1/ 228) والحَاكِمِ في "المُسْتَدرَك" (1/ 522) وقَالَ: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ". وأَقَرَّهُ الذَّهَبِيُّ بِقَوْلِهِ: "صَحِيح".

قلت: وهُوَ كَمَا قَالاً.

والثاني: عَبْدُ المَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ؛ كَمَا عِنْدَ أَحمَدَ (26/ 16384) والنَّسَائِيِّ في "الكُبرَى" (6/ 6665) والدَّارِمِيِّ (1/ 732) والحَاكِمِ في "المُسْتَدرَك" (1/ 523)؛ وصَرَّحَ ابْنُ جُرَيْجٍ عِنْدَهَم جَمْيعاً بالتَّحدِيثِ.

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِي الحَدِيث: هُـــــوَ: لَقِيطُ بْنُ عَامِرِ بْنِ صَبِرَةَ العُقَيْلِيُّ، نَزِيل مَكَّةَ، لَهُ صُحبَةٌ ورِوَايَةٌ، ولاَ يُعرَف لَهُ تَارِيخُ وَفَاةٍ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثالثاً: شَرحُ الحَدِيث:

- (أَخْبِرنِي عَنِ الْوُضُوءِ): أَيِ أَخْبِرنِي عَنِ الوُضُوءِ الكَامِلِ الزَّائِدِ عَلَى مَا عَرَفْنَاهُ.

- (أَسْبِغِ الوُضُوءَ): أَتِمَّ فَرَائِضَهُ وسُنَنَهُ. وَكَمَالُهُ: اتِّصَالُ الْمَاءِ مِنْ فَوْقِ الْغُرَّةِ إِلَى تَحْتِ الحَنَكِ طُولًا، وَمِنَ الْأُذُنِ إِلَى الْأُذُنِ عَرْضًا مَعَ الْمُبَالَغَةِ فِي الِاسْتِنْشَاقِ وَالْمَضْمَضَةِ، هَذَا فِي الْوَجْهِ، وَأَمَّا فِي الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ فَإِيصَالُ الْمَاءِ إِلَى فَوْقِ الْمَرَافِقِ وَالْكَعْبَيْنِ مَعَ تَخْلِيلِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ أَصَابِعِ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ.

- (وَخَلِّلْ بَيْنَ الْأَصَابِعِ): أَيْ أَصَابِعِ اليَدَيْنِ والرِّجلَيْنِ.

- (وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ): بِإِيصَالِ الْمَاءِ إِلَى بَاطِنِ الْأَنْفِ.

- (إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا): فَلَا تُبَالِغْ لِئَلَّا يَصِلَ إِلَى بَاطِنِهِ فَيَبْطُلَ الصَّوْمُ، وَكَذَا حُكْمُ المَضْمَضَةِ.

Mr. Hatem Ahmed
27-07-2014, 10:47 AM
(65) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: تَخَلَّفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنَّا فِي سَفْرَةٍ سَافَرنَاهَا، فَأَدرَكَنَا وَقَد أَرهَقْنَا العَصْرَ، فَجَعَلْنَا نَتَوَضَّأُ وَنَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: «وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ». مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا.


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 60) ولَهُ اللَّفْظُ؛ ومُسْلِمٌ (1/ 241) وأبو داودَ (1/ 97) والنَّسَائِيُّ (1/ 111) وابْنُ مَاجَةَ (1/ 450) وأَحمَدُ (11/ 6911) وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (1/ 269) والطَّيَالِسِيُّ (4/ 2404) وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المَصَنَّف" (1/ 279) والدَّارِمِيُّ (1/ 733) والبَزَّارُ (6/ 2363) وابْنُ خُزَيْمَةَ (1/ 166) وابْنُ حِبَّان (4/ 1055) والبَيْهَقِيُّ (1/ 320).

ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (تَخَلَّفَ): تَأَخَّرَ خَلْفَنَا.

- (أَرهَقْنَا): أَعجَلَنَا لِضِيقِ الوَقْتِ.

- (العَصْرَ): يَعنِي صَلاَة العَصْرِ.

- (نَمْسَحُ): نَغْسِلُ غَسْلاً خَفِيفاً كَأَنَّهُ مَسْح.

- (وَيْلٌ): هَلَاكٌ عَظِيمٌ وعِقَابٌ أَلِيمٌ.

- (لِلْأَعقَابِ): لِأَصْحَابِهَا؛ والأَعْقَابِ: مُفْرَدُهَا: عَقِب، وهُوَ مُؤَخِّر القَدَم؛ وخُصَّ بِالذِّكْرِ لأَنَّهُ مَظَنَّةُ النِّسْيَان ويَغْلُبُ فِيهِ التَّسَاهُل مِن المُتَوَضِّئ.

-- فَفِي الحَدِيثِ الشَّرِيفِ دَلِيلٌ عَلَى وُجُوبِ غَسْلِ الرِّجلَيْنِ عَلَى وَجهِ الِاسْتِيعَابِ، وهُوَ المَنْقُولُ مِنْ فِعلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومِنْ فِعلِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُم أَجمَعِينَ، وعَلَيْهِ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ فِي جَمِيعِ الأَعصَارِ والأَمْصَارِ سَلَفاً وخَلَفاً.

Mr. Hatem Ahmed
15-08-2014, 07:11 AM
(66) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَهُ فِي بَعْضِ طَرِيقِ المَدِينَةِ وَهُوَ جُنُبٌ، فَانْخَنَسْتُ مِنْهُ، فَذَهَبَ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: «أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟» قَالَ: كُنْتُ جُنُبًا، فَكَرِهْتُ أَنْ أُجَالِسَكَ وَأَنَا عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ، فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، إِنَّ المُسْلِمَ لاَ يَنْجُسُ».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 283) واللَّفْظُ لَهُ؛ ومُسْلِمٌ (1/ 372) وأَبُو دَاوُدَ (1/ 231) والتِّرمِذِيُّ (1/ 121) والنَّسَائِيُّ (1/ 269) وابْنُ مَاجَةَ (1/ 534) وأَحمَدُ (16/ 10085) وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المُصَنَّف" (1/ 1825) وابْنُ الجَارُود (1/ 96) وابْنُ حِبَّانٍ (4/ 1259) والبَيْهَقِيُّ (1/ 908).

ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَهُ): وإِنَّمَا نَسَبَ اللُّقِيَّ إِلَيْهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ لِعَدَمِ قَصْدِ أَبِي هُرَيْرَةَ لُقِيَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ فِي تِلْكَ الحَالَةِ.

- (وَهُوَ جُنُبٌ): جُمْلَةٌ حَالِيَّةٌ؛ يُقَالُ: أَجنَبَ الرَّجُلُ إِذَا صَارَ جُنُبًا، والِاسْمُ: الجَنَابَةُ، وَأَصْلُهَا الْبُعْدُ؛ لِأَنَّهُ نُهِيَ أَنْ يَقْرَبَ مَوْضِعَ الصَّلَاةِ، وعَنْ كَثِيرٍ مِنَ العِبَادَاتِ مَا لَم يَتَطَهَّر.

- (فَانْخَنَسْتُ): مِن الخُنُوسِ، وهُوَ التَّأَخُّر والاِخْتِفَاء؛ يَعنِي: ذَهَبْتُ بِخُفْيَةٍ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ وأَدَبًا مَعَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

- (فَكَرِهْتُ أَنْ أُجَالِسَكَ): أَيْ: فِي هَذِهِ الحَالَةِ.

- (حَتَّى أَغْتَسِلَ): لِأَكُونَ عَلَى طَهَارَةٍ حَقِيقِيَّةٍ.

- (سُبْحَانَ اللَّهِ): تَعَجُّبًا مِنْ عَدَمِ عِلْمِ أَبِي هُرَيْرَةَ المَسْأَلَةَ، وهِيَ أَنَّ المُسْلِمَ لاَ يَنْجُسَ عَلَى الإِطلاَقِ.

- (إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ): لَا يَصِيرُ عَيْنُهُ نَجِساً، حَقِيقَةً، ظَاهِراً وبَاطِناً، حَيّاً ومَيِّتاً؛ بِخِلَافِ الكَافِرِ فَإِنَّهُ نَجِسٌ بَاطِنًا لِنَجَاسَةِ اعْتِقَادِهِ وخَبَاثَةِ أَخْلَاقِهِ.

-- فَفِي الحَدِيثِ الشَّرِيفِ أُمُورٌ عِدَّةٌ ... مِنْهَـا:

- جَوَازُ مُصَافَحَةِ الْجُنُبِ ومُخَالَطَتِهِ؛ وهُوَ قَوْلُ عَامَّةِ العُلَمَاءِ.

- جَوَازُ تَأْخِيرِ الِاغْتِسَالِ لِلْجُنُبِ.

- تَعظِيمُ أَهْلِ الفَضْلِ والعِلْمِ والصَّلاَحِ، ومُجَالَسَتِهِم عَلَى أَحسَنِ الهَيْئَاتِ.

- مَشْرُوعِيِّةُ اِسْتِئْذَانِ التَّابِعِ لِلمَتْبُوعِ فِي الاِنْصِرَافِ.

Mr. Hatem Ahmed
27-08-2014, 12:06 AM
(67) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ امْرَأَةُ أَبِي طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحيِي مِنَ الحَقِّ، هَلْ عَلَى المَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا هِيَ احْتَلَمَتْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ، إِذَا رَأَتِ المَاءَ». فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ، تَعْنِي وَجْهَهَا، وقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَ تَحْتَلِمُ المَرْأَةُ...؟! قَالَ: «نَعَمْ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 130) ولَهُ اللَّفْظُ؛ ومُسْلِمٌ (1/ 313) والتِّرمِذِيُّ (1/ 122) والنَّسَائِيُّ (1/ 197) وابْنُ مَاجَةَ (1/ 600) ومَالِكٌ (1/ 85) وأَحمَدُ (44/ 26503) وابْنُ رَاهَوْيَه (4/ 1819) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "المُصَنَّف" (1/ 1094) وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المُصَنَّف" (1/ 878) والحُمَيْدِيُّ (1/ 300) وأبو يعلى في "المُسنَد" (12/ 7004) وابْنُ الجَارُود (1/ 88) وابْنُ خُزَيْمَةَ (1/ 235) وابْنُ حِبَّانٍ (4/ 1166)، والطَّبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الكَبِير" (23/ 908) وفِي "المُعجَم الصَّغِير" (1/ 225)، والبَيْهَقِيُّ (1/ 792).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِية الحَدِيث: هِـــــيَ: أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ/ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمٍ المَخْزُوْمِيَّةُ، زَوْجُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبِنْتُ عَمِّ خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ. السَّيِّدَةُ الجَلِيلَةُ، المُحَجَّبَةُ الطَّاهِرَةُ، مِنْ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ، ومِنْ فُقَهَاءِ الصَّحَابِيَّاتِ، وكَانَت مِن أَجمَلِ النِّسَاءِ وأَشْرَفِهِنَّ نَسَباً، وعُمِّرَت، فَكَانَت آخِرَ مَن مَاتَ مِن أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ. كَانَتْ قَبْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أَخِيْهِ مِنَ الرَّضَاعَةِ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الأَسَدِ المَخْزُوْمِيِّ؛ فَلَمَّا تُوُفِّيَ عَنْهَا أَبُو سَلَمَةَ، تَزَوَّجَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذَلِكَ فِي سَنَةِ أَربَعٍ مِنَ الهِجرَةِ؛ وتُوُفِّيَت فِي سَنَةِ إِحدَى وسِتِّيْنَ (61 هــ)، ودُفِنَت بِالبَقِيْعِ، وقَد عَاشَت تِسْعِيْنَ سَنَةً؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.

ثالثاً: شَرحُ الحَدِيث:

- (أُمُّ سُلَيْمٍ): هِيَ الغُمَيْصَاءُ؛ ويُقَالُ: الرُّمَيْصَاءُ. بِنْتُ مِلْحَانَ بنِ خَالِدِ بنِ زَيْدِ الأَنْصَارِيَّةُ الخَزْرَجِيَّةُ، أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ تَزَوَّجَهَا مَالِكُ بْنُ النَّضْرِ أَبُو أَنَسٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ أَنَسًا، ثُمَّ قُتِلَ عَنْهَا؛ فَخَطَبَهَا أَبُو طَلْحَةَ الأَنْصَارِيُّ وهُوَ مُشْرِكٌ، فَرَفَضَتْ، ودَعَتْهُ إِلَى الإِسْلَامِ، فَأَسْلَمَ؛ فَتَزَوَّجَهَا أَبُو طَلْحَةَ، فَوَلَدَت لَهُ أَبَا عُمَيْرٍ وعَبْدَ اللهِ؛ وشَهِدَت هِيَ أُحُداً وحُنَيْناً، وكَانَت مِن أَفَاضِلِ النِّسَاءِ؛ وكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدعُو لَهَا ولأَهْلِ بَيْتِهَا؛ وقَالَ عَنْهَا: «دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْفَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذِهِ الغُمَيْصَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ». (الخَشْفَة هِيَ: صَوْتُ وَقْعِ القَدَمِ).

- (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحيِي مِنَ الحَقِّ): قَالَتْهُ اعتِذَارًا عَنِ التَّصْرِيحِ مِمَّا ذَكَرَتهُ فِي حَضرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمَا لَا تَسْمَحُ طَبِيعَتُهُنَّ بِذِكْرِهِ عِنْدَ غَيْرِهِ، لِإِشْعَارِهِ بِنُزُولِ مَنِيِّهَا الدَّالِّ عَلَى شِدَّةِ شَهْوَتِهَا لِلرِّجَالِ؛ بِمَعنَى: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى بَيَّنَ لَنَا أَنَّ الحَقَّ لَا يُسْتَحيَا مِنْهُ، وسُؤَالُهَا مِن ذَلِكَ الحَقِّ الَّذِي أَلجَأَت إِلَيْهِ الضَّرُورَةُ.

- (إِذَا احتَلَمَت): إِذَا رَأَت فِي الحُلْمِ المُجَامَعَةَ.

- (قَالَ: نَعَم): أَي يَجِبُ عَلَيْهَا الغُسْلُ فِي هَذِهِ الحَالَةِ.

- (إِذَا رَأَتِ المَاءَ): إِذَا رَأَتِ المَنِيَّ فِي بَدَنِهَا أَو ثَوْبِهَا بَعدَ اليَقَظَةِ.

- (فَغَطَّت أُمُّ سَلَمَةَ وَجْهَهَا): سَتَرَت وَجهَهَا مِنِ اسْتِحيَاءِ مَا سَأَلَت أُمُّ سُلَيْمٍ.

- (أَوَ تَحتَلِمُ المَرْأَةُ؟): أَيْ: يَكُونُ لَهَا مَنِيٌّ ويَخْرُجُ مِنْهَا كَالرَّجُلِ...؟!

- (تَرِبَتْ يَمِينُكِ): هُوَ فِي الأَصْلِ كِنَايَةٌ عَن شِدَّةِ الفَقْرِ، أَوْ إِخْبَارٌ أَو دُعَاءٌ. ولَمْ يُرِد بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدُّعَاءَ عَلَيْهَا، وإِنَّمَا خَرَجَت مَخْرَجَ التَّعَجُّبِ مِن سَلَامَةِ نِيَّتِهَا.

- (فَبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا؟!): أَيْ: فِي بَعضِ الأَحيَانِ، وهُوَ اسْتِدلَالٌ عَلَى أَنَّ لَهَا مَنِيًّا كَمَا لِلرَّجُلِ، والوَلَدُ مَخلُوقٌ مِنْهُمَا، إِذْ لَو لَم يَكُن لَهَا مَاءٌ وخُلِقَ مِنْ مَائِهِ فَقَط لَم يُشْبِهْهَا.

Mr. Hatem Ahmed
30-08-2014, 10:25 PM
(68) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ، ثُمَّ جَهَدَهَا، فَقَدْ وَجَبَ الغَسْلُ».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 291) ولَهُ اللَّفْظُ؛ ومُسْلِمٌ (1/ 348) وأَبُو دَاوُدَ (1/ 216) والنَّسَائِيُّ (1/ 191) وابْنُ مَاجَةَ (1/ 610) وأَحمَدُ (12/ 7198) وابْنُ رَاهَوْيَه (1/ 19) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "المُصَنَّف" (1/ 940) وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المُصَنَّف" (1/ 931) والطَّيَالِسِيُّ (4/ 2571) والدَّارِمِيُّ (1/ 788) وأَبُو يَعلَى فِي "المُسنَد" (11/ 6227) وابْنُ الجَارُود (1/ 92) وابْنُ حِبَّانٍ (3/ 1174) والدَّارَقُطْنِيُّ (1/ 398) والطَّبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الأَوْسَط" (3/ 3410) والبَيْهَقِيُّ (1/ 764).

ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (شُعَبِهَا الأَربَعِ): الشُّعَبُ جَمْعُ شُعْبَة؛ والمُرَادُ بِهَا هُنَا: الرِّجْلَانِ والفَخِذَانِ.

- (جَهَدَهَا): أَتعَبَهَا؛ وهُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الجِمَاعِ.

- (فَقَد وَجَبَ الغَسْلُ): أَي إِيجَابَ الغُسْلِ لَا يَتَوَقَّفُ عَلَى نُزُولِ المَنِيِّ، بَلْ مَتَى غَابَتِ الحَشَفَةُ فِي الفَرْجِ وَجَبَ الغُسْلُ عَلَى الرَّجُلِ وَالمَرأَةِ؛ وهَذَا لَا خِلَافَ فِيهِ اليَوم.

Mr. Hatem Ahmed
30-08-2014, 10:34 PM
(69) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لاَ يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي المَاءِ الدَّائِمِ الَّذِي لاَ يَجْرِي، ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيهِ».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 239) واللَّفْظُ لَهُ؛ ومُسْلِمٌ (1/ 282) وأَبُو دَاوُدَ (1/ 69) والتِّرمِذِيُّ (1/ 68) والنَّسَائِيُّ (1/ 58) وابْنُ مَاجَةَ (1/ 344) الشَّطر الأَوَّل مِنْهُ فَقَط؛ وأَحمَدُ (14/ 8558) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "المُصَنَّف" (1/ 299) وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المُصَنَّف" (1/ 1504) والحُمَيْدِيُّ (2/ 999) والدَّارِمِيُّ (1/ 757) وأَبُو يَعلَى فِي "المُسنَد" (10/ 6076) وابْنُ الجَارُود (1/ 54) وابْنُ خُزَيْمَةَ (1/ 66) وابْنُ حِبَّانٍ (4/ 1254) والطَّبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الكَبِير" (23/ 1023) وفِي "المُعجَم الأَوْسَط" (8/ 8264)، والبَيْهَقِيُّ (1/ 467).

ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (لَا يَبُولَنَّ): بِالتَّشْدِيدِ لِلتَّأْكِيدِ والتَّحرِيمِ.

- (أَحَدُكُم): أَيْ: أَيُّهَا الْأُمَّةُ.

- (فِي المَاءِ الدَّائِمِ): الرَّاكِدِ السَّاكِنِ؛ كَالخَزَّانَاتَ والصَّهَارِيجِ وغَيْرِهَا.

- (الَّذِي لَا يَجْرِي): صِفَةٌ ثَابِتَةٌ مُؤَكِّدَةٌ لِلْأُولَى، وهِيَ تَفْسِيرٌ لِلمَاءِ الدَّائِمِ وإِيضَاحٌ لِمَعنَاهُ.

-- فَقَد نَهَى النَّبِيُّ صَلى الله عليه وسلم عَنِ البَوْلِ فِي المَاءِ الرَّاكِدِ، لِئَلاَّ يُلَوِّثُهُ ويُوَسِّخُهُ عَلَى النَّاسِ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الفَضَلاَتِ القَذِرَةِ سَبَبٌ فِي اِنْتِشَارِ الأَمْرَاضِ الفَتَّاكَةِ؛ وإِنَّمَا يَتَنَاوُلُ مِنْهُ تَنَاوُلاً؛ وإِذَا كَانَ المُغْتَسِلُ جُنُباً فَالنَّهْيُ أَشَدّ.

وأَمَّا إِذَا كَانَ المَاءُ جَارِياً، كَمَاءِ البَحرِ والنَّهْرِ وغَيْرِهِمَا، فَلاَ بَأَس مِن الاِغْتِسَالِ فِيهِ والتَّبَوُّلِ، مَعَ أَنَّ الأَحسَنَ تَجنِيبه البَوْلِ لِعَدَمِ الفَائِدَةِ فِي ذَلِكَ وخَشْيَة التَّلوِيثِ، وضَرَرِ الغَيْرِ.

hi all
06-09-2014, 10:20 PM
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد

hi all
06-09-2014, 10:21 PM
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد

Mr. Hatem Ahmed
07-09-2014, 03:35 AM
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد




عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم



وشكراً على المرور الكريم

Mr. Hatem Ahmed
07-09-2014, 03:46 AM
(70) عَن أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَت: "وَضَعْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاءً لِلْغُسْلِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، ثُمَّ أَفْرَغَ عَلَى شِمَالِهِ، فَغَسَلَ مَذَاكِيرَهُ، ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ بِالأَرْضِ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى جَسَدِهِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ مِنْ مَكَانِهِ فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ".


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 257) واللَّفْظُ لَهُ؛ ومُسْلِمٌ (1/ 317) وأَبُو دَاوُدَ (1/ 245) والتِّرمِذِيُّ (1/ 103) والنَّسَائِيُّ (1/ 253) وابْنُ مَاجَةَ (1/ 573) وأَحمَدٌ (44/ 26798) وإِسْحَاق (4/ 2021) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "المُصَنَّف" (1/ 998) وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المُصَنَّف" (1/ 684) وابْنُ حُمَيْدٍ (1/ 1550) والدَّارِمِيُّ (1/ 739) وابْنُ خُزَيْمَةَ (1/ 241) وابْنُ حِبَّانٍ (4/ 1254) والدَّارَقُطْنِيُّ (1/ 404) والبَيْهَقِيُّ (1/ 815).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِية الحَدِيث: هِـــــيَ: أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ/ مَيْمُوْنَةُ بِنْتُ الحَارِثِ بنِ حَزْنِ بْنِ بُجَيْرِ بنِ الهُزْمِ بنِ رُوَيْبَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ هِلاَلِ بنِ عَامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ الهِلاَلِيَّةُ؛ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأُخْتُ أُمِّ الفَضْلِ زَوْجَةِ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وخَالَةُ خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ، وخَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ.كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ، فَسَمَّاهَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَيْمُوْنَةَ؛ وَكَانَتْ مِنْ سَادَاتِ النِّسَاءِ. تَزَوَّجَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ من الهِجْرَةِ. وتُوُفِّيَت بِمَكَّةَ سَنَةَ إِحدَى وخَمْسِيْنَ (51 هــ) رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.

ثالثاً: شَرحُ الحَدِيث:

- (مَذَاكِيرَهُ): جَمْعُ ذَكَر، وهُوَ جَمْع عَلَى غَيْرِ القِيَاس؛ والمُرَادُ بِهِ: الفَرْج.
- (مَسَحَ يَدَهُ بِالأَرْضِ): دَلَكَهَا لِيُذْهِبَ مَا عَلَيْهَا مِن أَثَرِ القَذَرِ.
- (ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى جَسَدِهِ): أَسَالَ المَاءَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ.

-- فَفِي الحَدِيثِ الشَّرِيفِ يَتَبَيَّن لَنَا أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اغْتَسَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً، وهُوَ أَقَلُّ مَا يُسَمَّى غُسْلًا؛ وهُوَ مَا تَرْجَمَ لَهُ البُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ إِذْ قَال: "بَابُ الغُسْلِ مَرَّةً وَاحِدَةً".

هَـذَا... وقَد أَجْمَعَ عُلَمَاءُ الأُمَّةِ عَلَى أَنَّ شَرطَ الإِغْتِسَال تَعمِيم البَدَن بِالمَاءِ، ولاَ يَشْتَرِطُ العَدَد.

Mr. Hatem Ahmed
07-09-2014, 11:04 AM
(71) وعَنْ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، دَعَا بِشَيْءٍ نَحْوَ الحِلاَبِ، فَأَخَذَ بِكَفِّهِ، فَبَدَأَ بِشِقِّ رَأْسِهِ الأَيْمَنِ، ثُمَّ الأَيْسَرِ، فَقَالَ بِهِمَا عَلَى وَسَطِ رَأْسِهِ".


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 258) ومُسْلِمٌ (1/ 318) وأَبُو دَاوُدَ (1/ 240) والنَّسَائِيُّ (1/ 424).

ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (الحِلَابِ): هُوَ إِنَاءٌ يَسَعُ قَدرَ حَلْبَةِ نَاقَةٍ؛ وَيُقَالُ لَهُ المِحْلَبُ أَيْضاً.

- (بِشِقِّ): بِجَانِبِ.

- (فَقَالَ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ): فِيهِ إِطلَاقُ القَوْلِ عَلَى الفِعلِ مَجَازًا؛ ومَعْنَاهُ: صَبَّ الْمَاءَ بِكَفَّيْهِ عَلَى رَأْسِهِ كُلِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

Mr. Hatem Ahmed
09-09-2014, 07:35 AM
(72) وعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَغْتَسِلُ مِنْ إِنَاءٍ هُوَ الفَرَقُ، مِنَ الجَنَابَةِ".


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ مُسْلِمٌ (1/ 319) وأَبُو دَاوُدَ (1/ 238) والنَّسَائِيُّ (1/ 228) ومَالِكٌ (1/ 68) وأَحمَدٌ (40/ 24089) وإِسْحَاقُ (2/ 557) وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المُصَنَّف" (1/ 369) والحُمَيْدِيُّ (1/ 159) وأَبُو يَعلَى (7/ 4412) والطَّبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الأَوْسَط" (1/ 376) والبَيْهَقِيُّ (1/ 890).

ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (الفَرَقُ): إِنَاءٌ يَسَعُ ثَلاَثَة آصُّع، وهُوَ مَا يُعَادِلُ ثَمَانَيَة كِيلُو ومِائَة جِرَاماً.

-- واعلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ الغُسْلُ بِالصَّاعِ أَوِ الفَرَقِ لِلتَّحدِيدِ والتَّقْدِيرِ، بَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُبَّمَا اقْتَصَرَ عَلَى الصَّاعِ ورُبَّمَا زَادَ عَلَيْهِ القَدرُ المُجزِي مِنَ الغُسْلِ مَا يَحصُلُ بِهِ تَعمِيمُ البَدَنِ عَلَى الوَجهِ المُعتَبَرِ، سَوَاءٌ كَانَ صَاعًا أَو أَقَلَّ أَو أَكْثَرَ.

Mo7amed2014
12-09-2014, 08:27 PM
جزاكم الله خيرًا

Mr. Hatem Ahmed
27-09-2014, 06:08 AM
جزاكم الله خيرًا


وجزاك بمثله

وشكراً جزيلاً لمرورك الكريم

سامر القفطاوى
29-09-2014, 04:18 AM
جزاكم الله كل خير

Mr. Hatem Ahmed
03-10-2014, 06:28 AM
جزاكم الله كل خير


وجزاكم مثله

وشكراً جزيلاً للمرور العطِر

Mr. Hatem Ahmed
03-10-2014, 09:57 AM
(73) عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا مُعْتَزِلًا لَمْ يُصَلِّ فِي القَوْمِ، فَقَالَ: «يَافُلاَنُ، مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ فِيالقَوْمِ؟» فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ وَلاَ مَاءَ. قَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّعِيدِ، فَإِنَّهُ يَكْفِيكَ».



أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 348) ولَهُ اللَّفْظُ؛ ومُسْلِمٌ (1/ 682) وأَبُو دَاوُدَ (1/ 216) والنَّسَائِيُّ في "الكُبْرَى" (1/ 306) وأَحمَدُ (33/ 19898) وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المُصَنَّف" (1/ 1660) والبَزَّارُ (9/ 3584) وابْنُ الجَارُود (1/ 122) و الرُّوْيَانِيُّ (1/ 87) وابْنُ خُزَيْمَةَ (1/ 271) وابْنُ حِبَّانٍ (4/ 1301) والدَّارَقُطْنِيُّ (1/ 771) والطَّبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الكَبِير" (18/ 276) والبَيْهَقِيُّ (1/ 846).


ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِي الحَدِيث: هُـــــوَ: عِمْرَانُ بنُ حُصَيْنِ بنِ عُبَيْدِ بنِ خَلَفٍ الخُزَاعِيُّ، أَبُو نُجَيْدٍ. الإِمَامُ القُدْوَةُ، صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَسْلَمَ هُوَ وأَبُوْهُ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ، سَنَةَ سَبْعٍ من الهِجْرَةِ. وقَد غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ مَرَّةٍ، وكَانَ يَنْزِلُ بِبِلاَدِ قَوْمِهِ، ويَتَرَدَّدُ إِلَى المَدِيْنَةِ. وكَانَتِ المِلاَئِكَةُ تُسَلِّمُ عَلَيْهِ؛ واعتَزَلَ الفِتْنَةَ. بَعَثَهُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى أَهْلِ البَصْرَةِ لِيُفَقِّهَهُم؛ فَكَانَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ يَحْلِفُ: مَا قَدِمَ عَلَيْهِمُ البَصْرَةَ خَيْرٌ لَهُم مِنْ عِمْرَانَ بنِ الحُصَيْنِ. ثُمَّ وَلِيَ قَضَاءَ البَصْرَةِ بَعدُ. تُوُفِّيَ بِالبَصْرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وخَمْسِيْنَ (52 هــ)؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.


ثالثاً: شَرحُ الحَدِيث:

- (وَلَا مَاءَ): مَوْجُودٌ هُنَا.

- (عَلَيْكَ بِالصَّعِيدِ): اسْمُ فِعلٍ بِمَعْنَى خُذْ والزَمْ، والمَعنَى: يَلْزَمُ عَلَيْكَ التَّيَمُّمُ بِالصَّعِيدِ، وَهُوَ التُّرَاب.

- (فَإِنَّهُ): التُّرَاب.

- (يَكْفِيكَ): لِصِحَّةِ الصَّلَاةِ، ويُغْنِيكَ ويُجْزِئُكَ عَنِ المَاءِ.

-- والحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ التَّيَمُّمِ لِلصَّلَاةِ عِنْدَ عَدَمَ المَاءِ مِنْ غَيْرِ فَرقٍ بَيْنَ الْجُنُبِ وغَيْرِهِ، وقَد أَجمَعَ عَلَى ذَلِكَ العُلَمَاءُ، ولَمْ يُخَالِفْ فِيهِ أَحَدٌ مِنْ الْخَلَفِ ولَا مِنْ السَّلَفِ.

Mr. Hatem Ahmed
12-10-2014, 12:54 AM
(74) وعَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ، فَأَجْنَبْتُ فَلَمْ أَجِدِ المَاءَ، فَتَمَرَّغْتُ فِي الصَّعِيدِ كَمَا تَمَرَّغُ الدَّابَّةُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَصْنَعَ هَكَذَا»، فَضَرَبَ بِكَفِّهِ ضَرْبَةً عَلَى الأَرْضِ، ثُمَّ نَفَضَهَا، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا ظَهْرَ كَفِّهِ بِشِمَالِهِ أَوْ ظَهْرَ شِمَالِهِ بِكَفِّهِ، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا وَجهَهُ".


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 347) واللَّفْظُ لَهُ؛ ومُسْلِمٌ (1/ 368) وأَبُو دَاوُدَ (1/ 321) والنَّسَائِيُّ (1/ 316) والتِّرمِذِيُّ (1/ 144) وابْنُ مَاجَةَ (1/ 569) وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (30/ 18328) وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المُصَنَّف" (1/ 435) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "المُصَنَّف" (1/ 915) والطَّيَالِسِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 673) والبَزَّارُ فِي "المُسْنَد" (4/ 1385) وابْنُ الجَارُود فِي "المُنْتَقَى" (1/ 126) وأَبُو يَعلَى فِي "المُسْنَد" (3/ 1607) وابْنُ خُزَيْمَةَ (1/ 269) وابْنُ حِبَّانٍ (4/ 1305) والشَّاشِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 1025) والدَّارَقُطْنِيُّ "السُّنَن" (1/ 684) والطَّبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الأَوْسَط" (7/ 7121) والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (1/ 1004).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِي الحَدِيث: هُـــــوَ: عَمَّارُ بنُ يَاسِرِ بنِ عَامِرِ بنِ مَالِكٍ العَنْسِيُّ؛ أَبُو اليَقْظَانِ. الإِمَامُ الكَبِيْرُ، أَحَدُ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ، وَالأَعْيَانِ البَدْرِيِّيْنَ، ومِن الأُمَرَاءِ الشُّجَعَانِ ذَوْي الَّرأْيِّ. أَسْلَمَ هُوَ، وأَبُوهُ يَاسِرٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، قَدِيماً، فَكَانُوا مِن السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ فِي الإِسْلاَمِ، وأُمُّهُ هُيَ أَوَّلُ شَهِيدَةٍ فِي الإِسْلَامِ.

هَاجَرَ عَمَّارٌ إِلَى المَدِينَةِ، وشَهِدَ بَدراً وأُحُداً والخَنْدَق وبَيْعَةَ الرُّضْوَان، والمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلّى الله عليه وسلم. وهُوَ أَوَّلُ مَنْ بَنَى مَسْجِداً فِي الإِسْلاَمِ، بَنَاهُ فِي المَدِينَةِ وسَمَّاهُ قباءاً؛ وَلاَّهُ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ الكُوفَةَ، فَأَقَامَ زَمَناً بِهَا، ثُمَّ عَزَلَهُ عَنْهَا. وشَهِدَ مَوْقِعَة الجَمَل وصِفِّين مَعَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بِنْ أَبِي طَالِبٍ؛ وقُتِلَ فِي الثَّانِيَة.

سَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطِّيِّبُ الْمُطَيَّبُ، وقَالَ عَنْهُ: (عَمَّارٌ مُلِئَ إِيْمَاناً إِلَى مُشَاشِهِ). وقَالَ أَيْضاً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ عَادَى عَمَّاراً عَادَاهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَ عَمَّاراً أَبْغَضَهُ اللهُ). اسْتُشْهِدَ عَمَّارٌ بِصِفِّينَ، سَنَةَ سَبْعٍ وثَلَاثِينَ (37 هــ)، وقَد عَاشَ ثَلاَثاً وتِسْعِينَ سَنَةً، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثالثاً: شَرحُ الحَدِيث:

- (تَمَرَّغْتُ): تَقَلَّبْتُ.

- (نَفَضَهَا): هَزَّهَا أَو نَفَخَ فِيهَا تَخْفِيفَاً لِلْتُرَابِ.

-- اخْتَلَفَ العُلَمَاءُ فِي صِفَةِ التَّيَمُّمِ، فَقَال الجُمْهُورُ:
هُوَ ضَربَتَان: ضَربَةٌ لِلْوَجْهِ يِمْسَح بِهَا وَجْهَه، وضَربَةٌ لِليَدِينَ يَمْسَحُهُمَا إِلَى المِرفَقَيْنِ.. اليُمْنَى بِاليُسْرَى، واليُسْرَى بِاليُمْنَى.

وقَد رُوِيَ هَذَا عَن ابْنِ عُمَرَ، وسَالِم بْنِ عَبْدِ اللهِ، والشَّعبِيِّ، والحَسَن البَصْرِيِّ؛ وهُوَ قُوْلُ الثَّوْرِيِّ، والأَوْزَاعِيِّ، وأَبِى حَنِيفَةَ، ومَالِكٍ، واللَّيْثِ، والشَّافِعِيِّ.

وقَالَ أَحمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وأَصْحَابِهِ وبَعضُ الشَّافِعِيَّة: هُوَ ضَربَة وَاحِدَة لِلوَجهِ والكَفَّيْنِ.

وهَذَا القَوْلُ الأَخِيرُ مُوَافِقٌ لِلحَدِيثِ؛ وأَمَّا الأَحَادِيثِ الَّتِي فِيهَا ذِكْر المِرفَقَيْنِ وذِكْر نِصْف السَّاعِد، فَفِي أَسَانِيدِهَا مَقَالٌ.

ولَعَلَّ مَسْح اليَدَيْنِ إِلَى المِرفَقَيْنِ مِن اجْتِهَادِ بَعضِ الصَّحَابَةِ وتَابِعِيهِم رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، وإِنَّمَا العِبْرَةُ بِمَا جَاءَت بِهِ النُّصُوصُ الصَّحِيحَةُ عَن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛، واللهُ أَعلَمُ.

intel
20-10-2014, 10:45 PM
جزاك الله خيرا

Mr. Hatem Ahmed
26-10-2014, 12:40 AM
جزاك الله خيراً


بارك اللهُ فيك

وشكراً جزيلاً لمرورك الكريم

Mr. Hatem Ahmed
26-10-2014, 12:42 AM
(75) عَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: "فَرَضَ اللَّهُ الصَّلاَةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، فِي الحَضَرِ وَالسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلاَةُ السَّفَرِ، وَزِيدَ فِي صَلاَةِ الحَضَرِ".


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 350) ولَهُ اللَّفْظُ؛ ومُسْلِمٌ (1/ 685) وأَبُو دَاوُدَ (2/ 1198) والنَّسَائِيُّ (1/ 453) ومَالِكٌ فِي "المُوَطَّأ" (1/ 8) وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (43/ 25967) وابْنُ رَاهْوَيْه فِي "المُسْنَد" (2/ 573) وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المُصَنَّف" (2/ 8182) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "المُصَنَّف" (2/ 4267) والطَّيَالِسِيُّ فِي "المُسْنَد" (3/ 1639) وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي "المُسْنَد" (1/ 1477) والدَّارِمِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 1550) وأَبُو يَعلَى فِي "المُسْنَد" (5/ 2638) وابْنُ خُزَيْمَةَ (1/ 303) وابْنُ حِبَّانٍ (6/ 2736)، والطَّبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الأَوْسَط" (4/ 4454) وفي "المُعجَم الصَّغْير" (1/ 364)، والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (1/ 1697).


ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (فَرَضَ): أَوْجَبَ وأَلْزَمَ.

- (الصَّلاَةَ): هِيَ الصَّلَوَات الخَمْسَة.

-(رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ): بِالتِّكْرَارِ لِيُفِيد عُمُوم التَّثْنِيَة لِكُلِّ صَلَاة.

- (رَكْعَتَيْنِ): أَي حَال كَوْن كُلّ صَلاَة رَكْعَتَيْن، إِلاَّ صَلاَة المَغْرِب.

- (فَأُقِرَّت صَلاَةُ السَّفَرِ): عَلَى مَا كَانَت عَلَيْهِ أَوَّل مَا فُرِضَت.

- (وَزِيدَ فِي صَلاَةِ الحَضَرِ): مَا عَدَا صَلاَةِ الفَجْرِ لِطُولِ القِرَاءَةِ فِيهَا، وصَلاَةِ المَغْرِب لَأنَّهَا وِتْر النَّهَار؛ فَصَارَت صَلاَة الظُّهْر أَربَعاً، وصَلاَة العَصْرِ أَربَعاً، وصَلاَة العِشَاءِ أَربَعاً.

Mr. Hatem Ahmed
18-11-2014, 12:33 AM
(76) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَقَالَ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ".



أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 353، 370) ولَهُ اللَّفْظُ؛ ومُسْلِمٌ (1/ 518، 766) وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (22/ 14120) وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المُصَنَّف" (1/ 3161) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "المُصَنَّف" (1/ 1366) والطَّيَالِسِيُّ فِي "المُسْنَد" (3/ 1839) وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي "المُسْنَد" (1/ 1094، 1051) وأَبُو يَعلَى فِي "المُسْنَد" (4/ 2105) وابْنُ خُزَيْمَةَ (1/ 762) وابْنُ حِبَّانٍ (6/ 2300)، والطَّبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الأَوْسَط" (5/ 5245) وفِي "المُعجَم الصَّغِير" (1/ 435)، والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (2/ 3279).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِي الحَدِيث: هُـــــوَ: جَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ حَرَامٍ بْنِ ثَعْلَبَةَ بنِ حَرَامِ بنِ كَعْبِ بنِ غَنْمِ بنِ كَعْبِ بنِ سَلِمَةَ السَّلِمِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، السَّلِمِيُّ، المَدَنِيُّ، شَيْخُ الإِسْلاَم، الإِمَامُ الكَبِيْر، الفَقِيْهُ المُجْتَهِد، الحَافِظُ العَلاَّمَة، صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ولِأَبِيِهِ صُحْبَة أَيْضاً. وهُوَ مِنْ أَهْلِ بَيْعَةِ الرُّضْوَانِ، شَهِدَ جَابِرٌ العَقَبَةَ الأُولَى والثَّانِيَة، وكَانَ مُفْتِي المَدِيْنَةِ فِي زَمَانِهِ، كَانَت لَهُ حَلَقَة فِي المَسْجِد النَّبَوِيّ يُؤْخَذ عَنْهُ العِلْم، وغَزَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تِسْع عَشْرَةَ غَزْوَةٍ،ولَم يَشْهَد بَدراً ولاَ أُحُداً، كَانَ يمنَعُه أَبُوهُ مِن أَجْلِ أَخَوَاتِهِ البَنَات، فَلَمَّا اسْتُشْهِدَ أَبُوهُ فِي غَزْوَة أُحُد، لَم يَتَخَلَّف عَن غَزْوَة، فَأَوَّل مَشَاهِده الخَنْدَق، وقَدِمَ مِصْرَ، فَرَوى عَنْهُ أَهْلُهَا مَا يَقْرُبُ مِن عَشْرَةِ أَحَادِيث؛ وهُوَ مِنَ الصَّحَابَةِ المُكْثِرِينَ فِي الحَدِيثِ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَد رَوَى عَـــن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَلْفاً وخَمْسَمائَةٍ وَأَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً؛ وقَد اسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْساً وعِشْرِيْنَ مَرَّةً. تُوُفِّيَ جَابِرُ سَنَةَ ثَمَانٍ وسَبْعِيْنَ (78هــ)، وهُوَ ابْنُ أَربَعٍ وتِسْعِيْنَ سَنَة (94)، وصَلَّى عَلَيْهِ أَبَانُ بنُ عُثْمَان بْن عَفَّان، وكَانَ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ فِي آخِر حَيَاتِهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثالثاً: شَرحُ الحَدِيث:

- (يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ): فِيهِ جَوَازُ الصَّلَاةِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ولَا خِلَافَ فِي هَذَا بَيْنَ عَامَّةِ الفُقَهَاءِ سَلَفاً وخَلَفاً، وقَد أَجمَعُوا أَنَّ الصَّلَاةَ فِي ثَوْبَيْنِ أَفْضَلُ.
فَمَعنَى الْحَدِيثِ: أَنَّ الثَّوْبَيْنِ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِمَا كُلُّ أَحَدٍ، فَلَوْ وَجَبَا لَعَجَزَ مَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِمَا عَنِ الصَّلَاةِ، وفِي ذَلِكَ حَرَجٌ، وقَد قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ((وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)). {سورة الحج، آية رقم: 78}

وأَمَّا صَلَاةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فِي ثَوْبٍ واحِدٍ: فَفِي وقْتٍ كَانَ لِعَدَمِ ثَوْبٍ آخَرَ، وفِي وَقْتٍ كَانَ مَعَ وُجُودِهِ لِبَيَانِ الْجَوَازِ؛ وإِلَّا فَالثَّوْبَانِ أَفْضَلُ.

الأستاذ عمران ابراهيم
20-11-2014, 06:03 PM
جزاك الله خيرا

الأستاذ / فولي سيد محمد
24-11-2014, 11:45 PM
اللهم لا تحرمني خيرك بقلة شكري،
ولا تخذلني بقلة صبري،
ولا تحاسبني بقلة إستغفاري،
فانت الكريم الذي وسعت رحمتك كل شيء

Mr. Hatem Ahmed
26-11-2014, 11:31 PM
جزاك الله خيرا



وجزاك بمثله

وشكراً جزيلاً على المرور العَطِر




اللهم لا تحرمني خيرك بقلة شكري،
ولا تخذلني بقلة صبري،
ولا تحاسبني بقلة إستغفاري،
فانت الكريم الذي وسعت رحمتك كل شيء


جزاك الله خيراً

Mr. Hatem Ahmed
26-11-2014, 11:34 PM
(77) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ سَائِلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلاَةِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَ لِكُلِّكُمْ ثَوْبَانِ؟».



أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 358) ومُسْلِمٌ (1/ 515) وأَبُو دَاوُدَ (1/ 625) والنَّسَائِيُّ (1/ 763) وابْنُ مَاجَةَ (1/ 1047) ومَالِكٌ فِي "المُوَطَّأ" (1/ 30) وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (13/ 7606) وابْنُ رَاهْوَيْه فِي "المُسْنَد" (2/ 573) وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المُصَنَّف" (1/ 3163) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "المُصَنَّف" (1/ 1364) والحُمَيْدِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 966) والطَّيَالِسِيُّ فِي "المُسْنَد" (4/ 2618) والدَّارِمِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 1410) وابْنُ الجَارُود فِي "المُنْتَقَى" (1/ 170) وأَبُو يَعلَى فِي "المُسْنَد" (3/ 5888) وابْنُ خُزَيْمَةَ (1/ 758) وابْنُ حِبَّانٍ (6/ 2295) والدَّارَقُطْنِيُّ "السُّنَن" (2/ 1091) والطَّبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الأَوْسَط" (1/ 947) والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (2/ 3277).

ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (أَوَ لِكُلِّكُمْ ثَوْبَانِ؟): لَفْظُهُ لَفْظ اسْتِفْهَام، ومَعنَاهُ الإِخْبَارُ عَمَّا كَانَ يَعلَمُ مِن حَالِهِم مِن العَدَمِ وقِلَّةِ الثِّيَابِ، يَقُولُ: فَإِذَا كُنْتُم بِهَذِهِ الصِّفَةِ ولَيْسَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُم ثَوْبَان، والصَّلاَةُ وَاجِبَةٌ عَلَيْكُم، فَاعلَمُواْ أَنَّ الصَّلاَةَ فِي الثَّوْبِ الوَاحِدِ جَائِزَةٌ؛ ولَكِنْ إِذَا أَمْكَنَ أَنْ يُصَلّيَ فِي ثَوْبَيْنِ، فَإِنَّ هَذَا هُوَ المُتَعَيَّنُ، وهَذَا هُوَ الَّذِي لاَ بُدَّ مِنْهُ؛ وهُوَ المَفْهُومُ مِنْهُ عِنْدَ أَكْثَرِ العُلَمَاءِ مِن الصَّحَابَةِ والتَّابِعِينَ ومَنْ بَعدَهُم مِن الفُقَهَاءِ كَأَبِي حَنِيفَةَ ومَالِكٍ والشَّافِعِيِّ وأَحمَدَ، وغَيْرِهِم.

Mr. Hatem Ahmed
28-11-2014, 11:49 PM
(78) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ يُصَلِّي أَحَدُكُمْ فِي الثَّوْبِ الوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى عَاتِقَيْهِ شَيْءٌ».



أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 359) ومُسْلِمٌ (1/ 516) وأَبُو دَاوُدَ (1/ 626) والنَّسَائِيُّ (2/ 769) وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (12/ 7307) وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المُصَنَّف" (1/ 3509) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "المُصَنَّف" (1/ 1375) والحُمَيْدِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 994) والدَّارِمِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 1411) وابْنُ الجَارُود فِي "المُنْتَقَى" (1/ 171) وأَبُو يَعلَى فِي "المُسْنَد" (11/ 6262) وابْنُ خُزَيْمَةَ (1/ 765) والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (2/ 3204).

ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (لَا يُصَلِّي): بِإِثْبَاتِ اليَاءِ، ووَجْهُهُ أَنَّ "لَا" نَافِيَةٌ، وهُوَ خَبَرٌ بِمَعنَى النَّهْي.

- (لَيْسَ عَلَى عَاتِقَيْهِ شَيْءٌ): جُمْلَة حَالِيَّة؛ والمُرَادُ أَنَّهُ لَا يَتَّزِرُ فِي وَسَطِهِ ويَشُدُّ طَرَفَيِ الثَّوْبِ فِي حَقْوَيْهِ، بَلْ يَتَوَشَّحُ بِهِمَا عَلَى عَاتِقَيْهِ لِيَحصُلَ السَّتْرُ لِجُزْءٍ مِنْ أَعَالِي البَدَنِ وإِنْ كَانَ لَيْسَ بِعَورَةٍ أَو لِكَوْنِ ذَلِكَ أَمْكَنَ فِي سَتْرِ الْعَوْرَةِ. والعَاتِقُ هُوَ: مَا بَيْنَ المَنْكِبَيْنِ إِلَى أَصْلِ العُنُقِ.

- وظَاهِرُ النَّهْيِ فِي الحَدِيثِ يَقْتَضِي التَّحْرِيمَ، وهُوَ قَوْلُ أَحمَدَ؛ لَكِنْ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ حَمَلَوهُ عَلَى التَّنْزِيهِ.

Mr. Hatem Ahmed
01-12-2014, 01:19 AM
(79) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ فَلْيُخَالِفْ بَيْنَ طَرَفَيْهِ».



أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 359) واللَّفْظُ لَهُ؛ وأَبُو دَاوُدَ (1/ 627) وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (12/ 7466) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "المُصَنَّف" (1/ 1374) والبَزَّارُ فِي "المُسْنَد" (15/ 8788) وابْنُ حِبَّانٍ (6/ 2304) والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (2/ 3287).

ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (أَشْهَدُ): عَبَّرَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِلَفْظِ الشَّهَادَةِ تَأْكِيداً لِتَحَقُّقِهِ مِنَ السَّمَاعِ، ووُثُوقاً بِوُقُوعِ هَذَا الكَلاَمِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.

- (فَلْيُخَالِفْ بَيْنَ طَرَفَيْهِ): أَي: فَلْيَأْتَزِر بِأَحَدِ طَرَفَيْهِ، ولِيَجْعَلِ الآخَرَ عَلَى عَاتِقِهِ؛ والمُرَادُ مِنْهُ: أَنَّهُ لَا يَشُدُّ الثَّوْبَ عَلَى وَسَطِهِ، فَيُصَلِّي مَكْشُوفَ المَنْكِبَيْنِ، بَلْ يَتَّزِرُ بِهِ، ويَرفَعُ طَرَفَيْهِ، فَيُخَالِفُ بَيْنَهُمَا، ويَشُدُّهُ عَلَى أَعتَاقِهِ، فَيَكُونُ بِمَنْزِلَةِ الإِزَارِ وَالرِّدَاءِ، وهَذَا إِذَا كَانَ الثَّوْبُ وَاسِعاً، فَإِنْ كَانَ ضَيِّقاً، شَدَّهُ عَلَى خَصْرِهِ.

- وإِنَّمَا أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِهَذَا، لِأَنَّ المُخَالَفَةَ بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ أَسْتَرُ لِلعَوْرَةِ.

صدام فكراوي
02-12-2014, 04:12 AM
اللهم صلي وسلم على رسول الله

Mr. Hatem Ahmed
03-12-2014, 12:41 AM
اللهم صلي وسلم على رسول الله


عليه الصلاة والسلام

Mr. Hatem Ahmed
03-12-2014, 12:43 AM
(80) عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رِجَالٌ يُصَلُّونَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاقِدِي أُزْرِهِمْ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ، كَهَيْئَةِ الصِّبْيَانِ، وَيُقَالُ لِلنِّسَاءِ: «لاَ تَرْفَعْنَ رُءُوسَكُنَّ حَتَّى يَسْتَوِيَ الرِّجَالُ جُلُوسًا».



أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 362) واللَّفْظُ لَهُ؛ ومُسْلِمٌ (1/ 441) وأَبُو دَاوُدَ (1/ 630) والنَّسَائِيُّ (2/ 766) وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (37/ 22810) وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المُصَنَّف" (1/ 104) وأَبُو يَعلَى فِي "المُسْنَد" (13/ 7542) وابْنُ خُزَيْمَةَ (1/ 763) وابْنُ حِبَّانٍ (6/ 2301) والطَّبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الكَبِير" (6/ 5964) والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (2/ 3300).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِي الحَدِيث: هُـــــوَ: سَهْلُ بنُ سَعْدِ بنِ سَعْدِ بنِ مَالِكٍ بْنِ خَالِدِ بنِ ثَعْلَبَةَ السَّاعِدِيُّ أَبُو العَبَّاسِ الخَزْرَجِيُّ الأَنْصَارِيُّ، الإِمَامُ الفَاضِلُ، المُعَمَّرُ، بَقِيَّةُ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكَانَ أَبُوْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ الَّذِيْنَ تُوُفُّوا فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وقَد رَوَى سَهْلٌ عِدَّةَ أَحَادِيْثَ، ولَم يَكُن مِنَ المُكْثِرِينَ، وتُوُفِيَّ سَنَةَ ثَمَانٍ وثَمَانِيْنَ (88 هــ)، وهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ بِالمَدِيْنَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، وكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ المائَةِ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثالثاً: شَرحُ الحَدِيث:

- (كَانَ رِجَالٌ): التَّنْكِيرُ فِيهِ لِلتَنْوِيعِ، وهُوَ يَقْتَضِي أَنَّ بَعضَهُم كَانَ بِخِلاَفِ ذَلِكَ، وهُو كَذَلِك.

- (يُصَلُّونَ): جُمْلَةٌ فِي رَفْعِ خَبَر كَانَ.

- (عَاقِدِي أُزْرِهِمْ): رَابِطِي أَطرَافِهَا؛ وأَصْلُهُ "عَاقِدِينَ أُزْرِهِمْ"، فَلَمَّا أُضِيفَ، سَقَطَت النُّونُ، وهِيَ جُمْلَةٌ فِي مَحَلِّ نَصب عَلَى الحَالِ.

- (كَهَيْئَةِ الصِّبْيَانِ): الهَيْئَة هِيَ: الحَالَةُ الظَّاهِرَة؛ و"الصِّبْيَانِ": جَمْع صَبِيّ، وهُوَ: مَنْ لَم يُفْطَم بَعدُ.والمَعنَى أَنَّهُم كَانُوا يَعقِدُونَ أُزْرَهُم عَلَى أَعنَاقِهِم مِن ضِيقِهَا، كَمَا يَعقِدُ الصِّبْيَانُ أُزْرَهُم عَلَى قَفَاهُم.

- (وَيُقَالُ): الَّذِي أَخْبَرَ بِذَلِكَ هُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

- (لِلنِّسَاءِ): الَّلاتِي يُصَلِّيْنَ وَرَاءَ الرِّجَالِ.

- (لاَ تَرْفَعْنَ رُءُوسَكُنَّ): أَيْ مِنَ السُّجُودِ.

- (حَتَّى يَسْتَوِيَ الرِّجَالُ جُلُوسًا): حَتَّى يَسْتَقِرُّوا جَالِسِينَ.

- وإِنَّمَا نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النِّسَاءَ عَن ذَلِكَ لِئلا يَلْمِحنَ شيئاً عِنْدَ رَفْعِ رُؤُوسِهِنَّ مِنَ السُّجُودِ مِن عَوْرَاتِ الرِّجَالِ عِنْدَ نُهُوضِهِم، لِضِيقِ الأُزُرِ؛ وفِي هَذَا سَدٌّ لِبَابِ الفِتْنَةِ.. حَتَّى فِي الصَّلاَةِ.

ومِن فَوَائِدِ الحَدِيثِ:

- جَوَازُ الصَّلاَةِ فِي الإِزَارِ وَحدَهُ، لَكِن بِشَرطِ أَنْ يَكَونَ شَيْءٌ مِنْهُ عَلَى عَاتِقِهِ.

- أَنَّ الإِزَارَ الضَّيِّقِ يُعقَدُ عَلَى القَفَا إِذَا أَمْكَنَ، لِيَحصُلَ بِهِ سَتْرُ بَعضِ المِنْكَبَيْنِ مَعَ العَوْرَةِ.

- عَدَمُ وُجُوبِ سَتْرِ أَسْفَل البَدَنِ فِي الصَّلاَةِ؛ والأَفْضَلُ سَتْرُهُ.

- أَنَّ مَن انْكَشَفَ مِن عَوْرَتِهِ شَيْءُّ يَسِيرٌ فِي صَلاَةٍ، لمَ تَبْطُل صَلاَتُهُ.

- أَنَّ صُفُوفَ النِّسَاءِ كَانَت خَلْفَ الرِّجَالِ.

- جَوَازُ صَلاَةِ النِّسَاءِ فِي المَسْجِدِ جَمَاعَةً، وإِنْ كَانَ الأَفْضَلُ أَن يُصَلِّينَ فِي بُيُوتِهِنَّ.

- فِيهِ الإِشَارَةُ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ أَصحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن ضِيقِ المَعِيشَةِ، واكْتِفَائِهِم بِالقَلِيلِ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم.

Mr. Hatem Ahmed
10-12-2014, 12:19 AM
(81) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ".



أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 367) واللَّفْظُ لَهُ؛ ومُسْلِمٌ (2/ 2099) وأَبُو دَاوُدَ (3/ 3377)، والتِّرمِذِيُّ (5/ 1758) مِن رِوَايَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ، والنَّسَائِيُّ (8/ 5340) وابْنُ مَاجَةَ (2/ 3559) وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (17/ 11023) وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المُصَنَّف" (5/ 25215) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "المُصَنَّف" (8/ 14987) والحُمَيْدِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 747) وابْنُ الجَارُود فِي "المُنْتَقَى" (1/ 592) وأَبُو يَعلَى فِي "المُسْنَد" (2/ 976) وابْنُ حِبَّانٍ (12/ 5427) والطَّبَرَانِيُّ فِي وفِي "المُعجَم الأَوْسَط" (9/ 9209) والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (2/ 3206).


ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ): الاِشْتِمَالُ هُوَ: أَنْ يَلُفَّ الفَردُ رَأْسَهُ وَسَائِرَ جَسَدِهِ بِثَوْبٍ وَاحِدٍ، بِحَيْثِ لَا يَدَعُ مَنْفَذًا لِيَدَيْهِ. وسُمِّيَتْ صَمَّاءَ: لِأَنَّهُ سَدَّ المَنَافِذَ كُلَّهَا كَالصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ الَّتِى لَيْسَ فِيهَا خَرْقٌ ولاَ صَدْعٌ.

- والنَّهْيُ عَنْ هَذَا الاِشْتِمَالِ؛ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ:

أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ يَخَافُ مَعَهُ أَنْ يُدْفَعَ إلَى حَالَةٍ سَادَّةٍ لِمُتَنَفَّسِهِ، فَيَهْلِكُ غَمًّا تَحْتَهُ إذَا لَم تَكُنْ فِيهِ فُرجَةٌ.

والآخَرُ: أَنَّهُ إذَا تَغَطَّى بِهِ فَلَا يَتَمَكَّنُ مِنْ الِاحتِرَاسِ، فَإنْ أَصَابَهُ شَيْءٌ، أَوْ نَابَهُ مُؤْذٍ؛ فَلَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَتَّقِيَهُ بِيَدَيْهِ، لِإِدْخَالِهِ إيَّاهُمَا تَحتَ الثَّوْبِ الَّذِي اشْتَمَلَ بِهِ؛، واَللَّهُ أَعْلَمُ.

- (يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ): الِاحتِبَاءُ هُوَ: أَنْ يَقْعُدَ الإِنْسَانُ عَلَى أَلْيَتَيْهِ ويُنْصَبَ سَاقَيْهِ ويَحْتَوِيَ عَلَيْهِمَا بِثَوْبٍ أَوْ نَحْوِهِ أَوْ بِيَدِهِ، وهَذِهِ القَعْدَةُ يُقَالُ لَهَا الحُبْوَةُ؛ وكَانَ هَذَا الِاحْتِبَاءُ عَادَةً لِلعَرَبِ فِي مَجَالِسِهِم.

- والعِلَّةُ فِي نَهَي النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنِ الِاحتِبَاءِ فِي الثَّوْبِ الوَاحِدِ: لِأنَّهُ يُخْشَى مِنْهُ تَكَشُّفُ العَوْرَةِ؛ فَإِنِ انْكَشَفَ شَيْءٌ مِنْ عَوْرَةِ الشَّخْصِ فَهُوَ حَرَامٌ.

- (لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ): أَيْ مِنَ الثَّوْبِ يَسْتُرُهُ.

mr kimoo
11-12-2014, 10:10 PM
احسنت وجزاك الله خيرا بارك الله فيك

Mr. Hatem Ahmed
13-12-2014, 10:17 AM
احسنت وجزاك الله خيرا بارك الله فيك


شكراً جزيلاً لمرورك الكريم ودعائك الجميل

فجزاك اللهُ خيراً

Mr. Hatem Ahmed
13-12-2014, 10:18 AM
(82) عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَرَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: "لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الفَجْرَ، فَيَشْهَدُ مَعَهُ نِسَاءٌ مِنَ المُؤْمِنَاتِ مُتَلَفِّعَاتٍ فِي مُرُوطِهِنَّ، ثُمَّ يَرْجِعْنَ إِلَى بُيُوتِهِنَّ مَا يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ".



أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 372) واللَّفْظُ لَهُ؛ ومُسْلِمٌ (1/ 645) وأَبُو دَاوُدَ (1/ 423) والتِّرمِذِيُّ (1/ 153) والنَّسَائِيُّ (1/ 546) وابْنُ مَاجَةَ (1/ 669) ومَالِكٌ فِي "المُوَطَّأ" (1/ 4) وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (40/ 24096) وابْنُ رَاهْوَيْه فِي "المُسْنَد" (2/ 588، 589، 590) وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المُصَنَّف" (1/ 3234) والطَّيَالِسِيُّ فِي "المُسْنَد" (3/ 1562) والحُمَيْدِيُّ فِي "المُسْنَد" (1/ 174) والدَّارِمِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 1252) وأَبُو يَعلَى فِي "المُسْنَد" (7/ 4415) وابْنُ خُزَيْمَةَ فِي "الصَّحِيح" (1/ 350) وابْنُ حِبَّانٍ فِي "الصَّحِيح" (4/ 1498) والطَّبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الأَوْسَط" (5/ 4514) والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (1/ 2134).


ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (نِسَاءٌ مِنَ المُؤْمِنَاتِ): صُورَتُهُ صُورَةُ إِضَافَةِ الشَّيْءِ إِلَى نَفْسِهِ، وتَقْدِيرُهُ: نِسَاءُ الأَنْفُسِ المُؤْمِنَاتِ الفَاضِلَاتِ.

- (مُتَلَفِّعَات): مُغَطِّيَاتِ الرُؤُوسِ والأَجْسَادِ.

- (مُرُوطِهِنَّ): جَمْعُ مِرْط، وهُوَ: ثَوْبٌ مِن صُوفٍ أَو قُطْنٍ أَو غَيْرِهِ.

- وقَد اخْتَلَفَ العُلَمَاءُ فِي عَدَدِ مَا تُصَلِّي فِيهِ المَرأَةُ مِنَ الثِّيَابِ:

-فَقَالَت طَائِفَةٌ: تُصَلِّي المَرْأَةُ فِي ثَوْبَيْنِ: دِرْعٍ (جِلْبَاب) وخِمَارٍ (ثَوْبٌ تُغَطِّي بِهِ المَرأَةُ رَأْسَهَا وعُنُقَهَا وتَسْدِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهَا وظَهْرِهَا وأَكْتَافِهَا)، وهَذَا القَوْلُ مَروِيٌّ عَن: أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ، وأُمِّ الْمُؤْمِنِينَ مَيْمُونَةَ، وأُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ؛ ورُوِيَ أَيْضاً ذَلِكَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وهُوَ قَوْلُ مَالِكٍ، واللَّيْث، والأَوْزَاعِيّ، والثَّوْرِي، وأَبِي حَنِيفَةَ، والشَّافِعِي.

- وقَالَت الطَائِفَةُ الأُخْرَى: تُصَلِّي المَرْأَةُ فِي ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ: دِرْعٍ، وخِمَارٍ، وإِزَارٍ (ثَوْبٌ يُحِيطَ بِالنِّصْفِ الأَسْفَلِ مِنَ البَدَنِ)، وهَذَا القَوْلُ مَروِيٌّ عَن: ابْنِ عُمَرَ، وعَبِيدَةَ، وعَطَاءٍ، وغَيْرِهِم.

- وعَلَيْهِ... فَيَجِبُ عَلَى المَرأَةِ أَنْ تَسْتُرَ جَمْيعَ بَدَنِهَا فِي الصَّلاَةِ، مَا عَدَا وَجْهِهَا وكَفَّيْهَا، سَوَاءٌ سَتَرَتْهُ بِثَوْبَيْنِ أَو ثَلاَثَةٍ أَو أَكْثَرَ، بِحَيْثُ إِذَا مَا تَكَشَّفَ مِنْهَا شَيْئٌ فِي أَثْنَاءِ الصَّلاَةِ، وَجَبَ عَلَيْهَا الإِعَادَة.

- هَذَا.. وقَد أَجْمَعَ فُقَهَاءِ المُسْلِمِينَ سَلَفاً وخَلَفاً عَلَى أَنَّ جَمِيعَ بَدَنِ المَرأَةِ عَوْرَةٌ، حَاشَا مَا يَجُوزُ لَهَا كَشْفُهُ فِي الصَّلاَةِ والحَجِّ، وذَلِكَ وَجْهُهَا وكَفَّاهَا، فِإِنَّ المَرْأَةَ لاَ تَلْبَسُ القُفَّازَيْنِ مُحْرِمَةً، ولا تَنْتَقِبُ فِي الصَّلاَةِ ولاَ فِي الحَجِّ؛، وفِي هَذَا أَوْضَحُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ وَجْهَهَا وكَفَّيْهَا لَيْسَ بِعَوْرَةٍ؛، واللهُ تَعَالَى أَعلَمُ.

Mr. Hatem Ahmed
29-12-2014, 05:08 AM
(83) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلاَمٌ، فَنَظَرَ إِلَى أَعْلاَمِهَا نَظْرَةً، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: «اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِهِ إِلَى أَبِي جَهْمٍ وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِي جَهْمٍ، فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِي آنِفًا عَنْ صَلاَتِي».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 373) واللَّفْظُ لَهُ؛ ومُسْلِمٌ (1/ 556) وأَبُو دَاوُدَ (4/ 4052) والنَّسَائِيُّ (2/ 771) وابْنُ مَاجَةَ (2/ 3550) ومَالِكٌ فِي "المُوَطَّأ" (1/ 67) مُخْتَصَراً، وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (42/ 25635) وابْنُ رَاهْوَيْه فِي "المُسْنَد" (2/ 621، 622، 623) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "المُصَنَّف" (1/ 1389) والحُمَيْدِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 172) مُخْتَصَراً، وأَبُو يَعلَى فِي "المُسْنَد" (7/ 4414) وابْنُ خُزَيْمَةَ فِي "الصَّحِيح" (2/ 928) وابْنُ حِبَّانٍ فِي "الصَّحِيح" (6/ 2337) والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (2/ 3534).

ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (الخَمِيصَة): كِسَاءٌ أَسْوَدٌ مُرَبَّع.

- (أَعْلَام): خُطُوط.

- (وَأَتُوْنِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِي جَهْمٍ): وَإِنَّمَا طَلَبَ أَنْبِجَانِيَّتَهُ بَدَلَهَا لِئَلَّا يَتَأَذَّى بِرَدِّ هَدِيَّتِهِ؛ والأَنْبِجَانِيَّة هِيَ: كِسَاءٌ غَلِيظٌ لاَ خُطُوطَ فِيهِ.

- وأَبُو جَهْمٍ، هُوَ: عُبَيْدُ، ويُقَالُ: اسْمُهُ عَامِر بنِ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُوَيْجِ بْنِ عَدِيِّ القُرَشِيُّ العَدَوِيُّ. صَحَابِيٌّ؛ أَسْلَمَ عَامَ فَتْحِ مَكَّةَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ مِن الهِجْرَةِ، ثُمَّ ابَتَنَى دَاراً بِالمَدِينَةِ، وَلَمْ يَرْوِ شَيْئاً عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واسْتَعمَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّدَقَةِ، وحَضَرَ يَوْمَ الحَكَمَيْنِ بدُوَمَةِ الجَنْدَلِ. وكَانَ عَلاَّمَةً بِالنَّسَبِ، مُقَدَّمًا فِي قُرَيْشٍ مُعَظَّماً، مُعَمَّراً؛ فَقَد بَنَى فِي الجَاهِلِيَّةِ مَعَ قُرَيْشٍ الكَعبَةَ، ثُمَّ بَقِيَ حَتَّى بَنَى فِيهَا مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي سَنَةِ أَربَعٍ وسِتِّينَ؛، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

- (أَلْهَتْنِي): شَغَلْتنِي.

- (آنِفاً): قَرِيباً.

- (عَنْ صَلَاتِي): عَنْ كَمَالِ حُضُورِهَا.

- (فَنَظَرَ إِلَى أَعْلَامِهَا نَظْرَةً): أَيْ: نَظَرَ عِبْرَةٍ.

Mr. Hatem Ahmed
17-01-2015, 11:53 PM
(84) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ قِرَامٌ لِعَائِشَةَ سَتَرَتْ بِهِ جَانِبَ بَيْتِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمِيطِي عَنَّا قِرَامَكِ هَذَا، فَإِنَّهُ لاَ تَزَالُ تَصَاوِيرُهُ تَعْرِضُ فِي صَلاَتِي».



أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 374) وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (21/ 14022).


ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (قِرَام): سِتْرٌ رَقِيقٌ مِنْ صُوفٍ ذُو أَلْوَانٍ ونُقُوشٌ.

- (لِعَائِشَةَ): هِيَ عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، أُمُّ المُؤْمِنِينَ وزَوْجَةُ رَسُولِ رَبِّ العَالَمِينَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.

- (سَتَرَتْ): غَطَّت.

- (جَانِبَ بَيْتِهَا): جَانِبَ البَابِ؛ أَو جَانِبَ الجِدَارِ.

- (أَمِيطِي): أَزِيلِي.

- (لَا يَزَالُ تَصَاوِيرُهُ): جَمْعُ تَصْوِيرٍ؛ بِمَعْنَى: الصُّورَةِ، أَيْ: تَمَاثِيلُهُ أَوْ نُقُوشُهُ.

- (تَعْرِضُ لِي فِي صَلَاتِي): تَظْهَرُ لِي فِي صَلَاتِي وتَشْغَلَنِي عَنْهَا.

-- فَالحَدِيثُ الشَّرِيفُ يَدُلُّ عَلَى:

- كَرَاهَةِ زَخْرَفَةِ المَسَاجِدِ.

- كَرَاهَةِ الصَّلَاةِ فِي الأَمْكِنَةِ الَّتِي فِيهَا تَصَاوِير.

- كَرَاهَةِ الصَّلَاةِ فِي الثِّيَابِ الَّتِي فِيهَا نُقُوش أَو زَخْرَفَة.

sadhorizon1982
21-01-2015, 12:24 AM
جزاك الله خيرا

flick
22-01-2015, 11:47 PM
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

Mr. Hatem Ahmed
25-01-2015, 01:25 PM
جزاك الله خيرا


وجزاك بمثله

وشكراً جزيلاً للمرور الكريم



اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم


صلى الله عليه وسلم

Mr. Hatem Ahmed
25-01-2015, 01:27 PM
(85) عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ أَدَمٍ، وَرَأَيْتُ بِلاَلًا أَخَذَ وَضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَأَيْتُ النَّاسَ يَبْتَدِرُونَ ذَاكَ الوَضُوءَ، فَمَنْ أَصَابَ مِنْهُ شَيْئًا تَمَسَّحَ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ شَيْئًا أَخَذَ مِنْ بَلَلِ يَدِ صَاحِبِهِ، ثُمَّ رَأَيْتُ بِلاَلًا أَخَذَ عَنَزَةً، فَرَكَزَهَا وَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ، مُشَمِّرًا صَلَّى إِلَى العَنَزَةِ بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ، وَرَأَيْتُ النَّاسَ وَالدَّوَابَّ يَمُرُّونَ مِنْ بَيْنِ يَدَيِ العَنَزَةِ».



أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 376) ومُسْلِمٌ (1/ 503) وأَبُو دَاوُدَ (1/ 520) والتِّرمِذِيُّ (1/ 197) والنَّسَائِيُّ (2/ 772) مُخْتَصَراً؛ وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (31/ 18760) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "المُصَنَّف" (1/ 1806) والطَّيَالِسِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 1138، 1140) مُخْتَصَراً؛ وابْنُ الجَعْدِ فِي "المُسْنَد" (1/ 513) مُخْتَصَراً؛ والحُمَيْدِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 916) مُخْتَصَراً؛ وأَبُو يَعلَى فِي "المُسْنَد" (2/ 887) وابْنُ خُزَيْمَةَ فِي "الصَّحِيح" (4/ 2995) وابْنُ حِبَّانٍ فِي "الصَّحِيح" (6/ 2334) والطَّبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الكَبِير" (22/ 289) والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (1/ 1850).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِي الحَدِيث: هُـــــوَ: وَهْبُ بنُ عَبْدِ اللهِ العَامِرِيُّ، أَبُو جُحَيْفَةَ السُّوَائِيُّ الكُوْفِيُّ؛، صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَ عَنْ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعَنْ: عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، والبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ. وَلِيَ بَيْتَ المَالِ والشُرطَةِ لِعَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَكَانَ يَدعُوهُ بِــ"وَهْبِ الخَيْرِ"؛ وتُوُفِّيَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سَنَةَ أَربَعٍ وسَبْعِيْنَ (74 هــ)، فَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ بِالكُوفَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ.

ثالثاً: شَرحُ الحَدِيث:

- (قُبَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ أَدَمٍ): خَيْمَة مِن جِلْدٍ مَصْبُوغٍ بِاللَّوْنِ الأَحمَرِ.

- (يَبْتَدِرُونَ ذَاكَ الوَضُوءَ): يَتَسَابَقُونَ إِلَى أَخْذِهِ والتَّمَسُّحِ بِهِ تَبَرُّكاً.

- (عَنَزَةً): عَصَا تُشْبِهُ الرُّمْحَ ولَكِنَّهَا أَصْغَرُ مِنْهُ؛ وجَمْعُهَا: عَنَزٌ، وعَنَزَات.

- (فَرَكَزَهَا): فَغَرَزَهَا فِي الأَرضِ.

- (حُلَّةٍ): ثَوْب مِن قِطعَتَيْنِ إِزَارٍ ورِدَاءٍ.

- (مِنْ بَيْنِ يَدَيِ): مِن قُدَّام.

ومِمَّا يُؤْخَذُ مِنَ الحَدِيثِ:

- جَوَازُ الصَّلاَةِ فِي الثِّيَابِ الحُمُرِ، وهُوَ قَوْلُ الجُمْهُورِ.

- جَوَازُ لُبْسِ الحُلَّةِ الحَمْرَاءَ.

- مَشْرُوعِيَّةُ حَمْلِ العَنَزَةِ، لِتُتَّخَذ سُتْرةً عِنْدَ الصَّلاَةِ.

Mr. Hatem Ahmed
01-03-2015, 08:08 PM
(86) وعَن سَهْلَ بْنَ سَعدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سُئِلَ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ المِنْبَرُ؟ فَقَالَ: "مَا بَقِيَ بِالنَّاسِ أَعْلَمُ مِنِّي، هُوَ مِنْ أَثْلِ الغَابَةِ عَمِلَهُ فُلاَنٌ مَوْلَى فُلاَنَةَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «وَقَامَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ عُمِلَ وَوُضِعَ، فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، كَبَّرَ وَقَامَ النَّاسُ خَلْفَهُ، فَقَرَأَ وَرَكَعَ وَرَكَعَ النَّاسُ، خَلْفَهُ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ رَجَعَ القَهْقَرَى، فَسَجَدَ عَلَى الأَرْضِ، ثُمَّ عَادَ إِلَى المِنْبَرِ، ثُمَّ رَكَعَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ رَجَعَ القَهْقَرَى حَتَّى سَجَدَ بِالأَرْضِ»، فَهَذَا شَأْنُهُ.


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 377) ولَهُ اللَّفْظُ؛ ومُسْلِمٌ (1/ 544) وأَبُو دَاوُدَ (1/ 1080) والنَّسَائِيُّ (2/ 739) وابْنُ مَاجَةَ (1/ 1416) وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (37/ 22871) وابْنُ رَاهْوَيْه فِي "المُسْنَد" (2/ 573) وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المُصَنَّف" (6/ 31747) وابْنُ الجَعْدِ فِي "المُسْنَد" (1/ 2934) والحُمَيْدِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 955) والدَّارِمِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 1293) وابْنُ الجَارُود فِي "المُنْتَقَى" (1/ 312) وابْنُ خُزَيْمَةَ فِي "الصَّحِيح" (3/ 1521) وابْنُ حِبَّانٍ فِي "الصَّحِيح" (5/ 2142) والطَّبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الكَبِير" (6/ 5881) والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (3/ 5229).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِي الحَدِيث: هُـــــوَ: سَهْلُ بنُ سَعْدِ بنِ سَعْدِ بنِ مَالِكٍ بْنِ خَالِدِ بنِ ثَعْلَبَةَ أَبُو العَبَّاسِ الخَزْرَجِيُّ، الأَنْصَارِيُّ، السَّاعِدِيُّ. الإِمَامُ،الفَاضِلُ، المُعَمَّرُ، بَقِيَّةُ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وكَانَ أَبُوْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ الَّذِيْنَ تُوُفُّوا فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَى سَهْلٌ عِدَّةَ أَحَادِيْثَ، وهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ بِالمَدِيْنَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ، وكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ المائَةِ، وذَلِكَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وثَمَانِيْنَ (88 هــ)؛ رضي الله عنه.

ثالثاً: شَرحُ الحَدِيث:

- (مِنْ أَيِّ شَيْءٍ المِنْبَرُ؟): مِنْ أَي عُودٍ صُنِعَ.

- (أَعْلَمُ مِنِّي): أَيْ بِصَنْعِهِ ومِمَّا صُنِعَ.

- (أَثْلِ): شَجَر لاَ شَوْكَ لَهُ، خَشَبُهُ جَيِّدٌ، ووَرَقُهُ يُغْسَلُ بِهِ.

- (الغَابَةِ): مَوْضِع قُربَ المَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ شَرَّفَهَا اللهُ تَعَالَى.

- (فُلاَنٌ): قِيلَ اسْمُهُ: مَيْمُون.

- (فُلاَنَةَ): قِيلَ اسْمُهَا: عَائِشَة الأَنْصَارِيَّة.

- (القَهْقَرَى): الرُّجُوعُ إِلَى الخَلْفِ، وإِنَّمَا رَجَعَ القَهْقَرَى لِئَلَّا يَسْتَدْبِرَ القِبْلَةَ.

- (فَهَذَا شَأْنُهُ): أَيْ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ المِنْبَرِ.

ومِن فَوَائِدِ الحَدِيثِ:

- اسْتِحبَابُ اتِّخَاذِ المِنْبَرِ واسْتِحْبَابُ كَوْنِ الخَطِيبِ ونَحْوِهِ عَلَى مُرْتَفِعٍ كَمِنْبَرٍ أَوغَيْرِهِ.

- جَوَازُ الفِعْلِ اليَسِيرِ فِي الصَّلَاةِ، ولَكِنَّ الأَوْلَى تَركُهُ إِلَّا لِحَاجَةٍ، فَإِنْ كَانَ لِحَاجَةٍ فَلَا كَرَاهَةَ فِيهِ كَمَا فَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

- أَنَّ الفِعْلَ الكَثِيرَ كَالخُطُوَاتِ وغَيْرِهَا إِذَا تَفَرَّقَتْ لَا تُبْطِلُ لِأَنَّ النُّزُولَ عَنِ المِنْبَرِ والصُّعُودَ تَكَرَّرَ.

- جَوَازُ صَلَاةِ الْإِمَامِ عَلَى مَوْضِعٍ أَعْلَى مِنْ مَوْضِعِ الْمَأْمُومِينَ ولَكِنَّهُ يُكْرَهُ ارْتِفَاعُ الْإِمَامِ عَلَى الْمَأْمُومِ وارْتِفَاعُ الْمَأْمُومِ عَلَى الْإِمَامِ لِغَيْرِ حَاجَةٍ فَإِنْ كَانَ لِحَاجَةٍ بِأَنْ أَرَادَ تَعْلِيمَهُمْ أَفْعَالَ الصَّلَاةِ لَمْ يُكْرَهْ بَلْ يُسْتَحَبُّ لِهَذَا الْحَدِيثِ وكَذَا إِنْ أَرَادَ المَأْمُومُ إِعلَامَ المَأْمُومِينَ بِصَلَاةِ الْإِمَامِ واحتَاجَ إِلَى الِارْتِفَاعِ.

- تَعْلِيمُ الإِمَامِ المَأْمُومِينَ أَفعَالَ الصَّلَاةِ، وأَنَّهُ لَا يَقدَحُ ذَلِكَ فِي صَلَاتِهِ.

prof_maher mohamed
10-03-2015, 11:51 AM
(6) وعَن ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلاَمِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ».



أولاً: تَخريج الحديث: رَوَاهُ البخاري (1/ 25) ومسلم (1/ 22) والدارقطني في "السُّنَن" (1/ 898) وابن حبان (1/ 175) والطبراني في "المُعجم الأوسط" (8/ 8510) والبيهقي في " السُّنَن الكُبرى" (3/ 5141).

ثانياً: التعريف براوي الحديث: مَرَّت تَرجَمَتُهُ.

ثالثاً: شَرح الحَدِيث:
- (أُمِرْتُ): أَيْ أَمَرَنِي اللهُ سُبْحَانه وتَعَالَى، ولَمْ يَذْكُره لِلْعِلمِ بِهِ.
- (أُقَاتِلَ النَّاسَ): بِأَنْ أُجَاهِدَهُم وأُحَارِبَهُم، وذَلِك بَعد عَرض الإِسْلاَم عَلَيْهِم. (يَشْهَدُوا): يَعْتَرِفُوا بِكَلِمَة التَّوْحِيد، ويَخْضَعُوا لِحُكْم الإِسْلاَم سَوَاء كَانُوا مُشْرِكِين أَو أَهْل كِتَاب.
- وَ (يُقِيمُوا الصَّلَاةَ): أَي الْمَفْرُوضَةَ، بِأَنْ يَأْتُوا بِشَرَائِطِهَا وَأَرْكَانِهَا الْمُجْمَعِ عَلَيْهَا.
- وَ (يُؤْتُوا الزَّكَاةَ): المَفْرُوضَةً. فِيهِ دَلِيل لِقِتَالِ مَانِعِيهَا، وَلَا نِزَاعَ فِيهِ، وَمِنْ ثَمَّ قَاتَلَهُمُ أَبُو بَكْر الصِّدِّيق، وَأَجْمَعَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم.
- وَإِنَّمَا خُصَّتَا (الصَّلَاة و الزَّكَاة) بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُمَا أُمُّ الْعِبَادَاتِ الْبَدَنِيَّةِ وَالْمَالِيَّةِ وَأَسَاسُهُمَا، وَلِذَا كَانَتِ الصَّلَاةُ عِمَادَ الدِّينِ، وَالزَّكَاةُ قَنْطَرَةُ الْإِسْلَامِ، وَقُرِنَ بَيْنَهُمَا فِي الْقُرْآنِ كَثِيرًا.
- (عَصَمُوا): حَفَظُوا ومَنَعُوا.
- (إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلاَم): أَيْ إِلاَّ إِذَا فَعَلُوا مَا يَسْتَوْجِب عُقُوبَة مَالِيّة أَو بَدَنِيّة فِي الإِسْلاَم، فِإِنَّهُم يُؤَاخَذون بِذَلِك قِصَاصاً.
- (وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ): أَيْ فِيمَا يَسْتُرُونَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي بَعْدَ ذَلِكَ. وَالْمَعْنَى أَنَّا نَحْكُمُ بِظَاهِرِ الْحَالِ وَالْإِيمَانِ الْقَوْلِي، وَنَرْفَعُ عَنْهُمْ مَا عَلَى الْكُفَّارِ، وَنُؤَاخِذُهُمْ بِحُقُوقِ الْإِسْلَامِ بِحَسَبِ مَا يَقْتَضِيهِ ظَاهِرُ حَالِهِم، لَا أَنَّهُم مُخْلِصُون، وَاللَّهُ يَتَوَلَّى حِسَابَهُم، فَيُثِيبُ الْمُخْلِصَ، وَيُعَاقِبُ الْمُنَافِقَ، وَيُجَازِي الْمُصِرَّ بِفِسْقِهِ، أَوْ يَعْفُو عَنْه.



جزاك الله خيرا وجعل الله هذا العمل في ميزان حسناتك
بجد انا استفدت من حضرتك كثيرا ولكن بعض الناس والملحدين عندما يفسروا هذا الحديث يفسروه على ان الاسلام انتشر بالسيف وان الاسلام ليس دين للتسامح والعفو والرحمة ممكن تفسير اكثر وكيفية الرد على هؤلاء
اسف للاطالة

Mr. Hatem Ahmed
11-03-2015, 11:45 PM
جزاك الله خيرا وجعل الله هذا العمل في ميزان حسناتك [/right]

وجزاك بمثله



بجد انا استفدت من حضرتك كثيراً [/right]

أعزّك اللهُُ

وهذه مجاملة كبيرة جداً لي... فلا أستحقها



بعض الناس والملحدين عندما يفسروا هذا الحديث يفسروه على ان الاسلام انتشر بالسيف وان الاسلام ليس دين للتسامح والعفو والرحمة ممكن تفسير اكثر وكيفية الرد على هؤلاء
اسف للاطالة [/right]

أولاً: يجب أن نعلم أن ليس كل مَن قرأ في كتاب الله تعالى شيئاً قليلاً كان أو كثيراً، أو قرأ بعضاً من أحاديث نبينا عليه الصلاة والسلام، فقد حُق له الكلام في شرع الله عز وجل بما يحلو له...!!!


كلا...، بل إن لهذا الأمر رجال أفذاذ، علماء أجلاء، طلبوا العلم في الصِغر والكِبر، وحتى الممات، طلبوه لله تعالى، وصدقت نيتهم في ذلك بإشتهارهم بين الناس بالعمل والعمل الصالح، نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله؛ وهم بفضل الله تعالى كُثُر سلفاً وخلفاً، وهذا من فضل الله سبحانه على أمة نبيه صلى الله عليه وسلم، فلله الحمد والمِنة.

وقد قام كثير من هؤلاء الأكابر بشرح هذا الحديث الشريف شرحاً وافياً، وقاموا بالرد على مَن أساء الفَهم فيه؛ وليس ها هنا محل بسط كلامهم -رحمهم الله- لعدم الإطالة.

ثانياً: أن كلام بعض الناس عن هذا الحديث الشريف واتهامهم له بأنه يحض على ال*** والإرهاب، وأن الإسلام انتشر بحد السيف، فهذا كلام أخرق لا يصدر إلا من نفوس مريضة وعقول قاصرة لفهم الدين الإسلامي...، فالجواب عنهم كالآتـي:

- أن هذا الحديث أصل عام في أحكام الجهاد، والتي أمر اللهُ تعالى بها نبيه أن يقوم بها على كل مَن خالف دين الإسلام إذ قال في سورة التوبة: {وقاتلوا المشركين كافة}. فقد أجمع علماء التفسير قاطبة على أن هذه الآية الكريمة ناسخة لمن سبقها من الآيات في القرآن الكريم -نَسخ حُكم وليس لفظ-، ولكن بشروط وردت في بعض الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الصحابة رضي الله عنهم، شارحةً للحديث، وكيفية أدائه على النحو الصحيح، حتى لا يحدث إشكالاً في فهم مراده، وبالتالي ينتج عنه فهماً خاطئاً؛ مـنـهـــا:

- حين بعث نبينا صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى اليمن، قال له: "إنك ستأتي قوماً من أهل الكتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله".

- وحين أمر خالداً بعدم *** النساء والأطفال والمأجورين: "قل لخالد: لا ي***ن امرأة ولا عسيفاً".

- وفي رواية أخري: "لا ت***ن ذريةً ولا عسيفاً". العسيف هو: الأجير.

- وهذه رسالة أبي بكر الصديق لِأُمراء جيوشه: "إنكم ستقدمون أرضاً...، وستمرون على قوم في صوامع لهم، احتبسوا أنفسهم فيها، فدعهم، ولا ت*** صبياً، ولا امرأةً، ولا صغيراً، ولا تخربن عامراً، ولا تعقرن شجراً مثمراً، ولا دابةً عجماء، ولا بقرةً، ولا شاةً إلا لمأكلة، ولا تحرقن نخلاً، ولا تغرقنه".

-- والأخبار في ذلك كثيرة عن رسولنا صلى الله عليه وسلم، وأيضاً عن صحابته الكرام رضي الله عنهم.

-- إذن...، لا يحدث القـتـل إلاّ:

بعد عرض الإسلام على المشركين جملة وتفصيلاً، فإن هم رضوا به وأسلموا فبها ونعمة،

فإن رفضوا، فلتؤخذ منهم الجزية،

فإن رفضوا، عندها يُـقـاتَلـوا.

- وبالطبع يُستثنى من ال***: الأطفال والعجائز والنساء -غير المقاتلات- والعَجَزة...إلى آخره.


ولذا نقول لهم بملئ فينا


هذا هو ديننا، الذي أمرنا اللهُ تعالى به؛، شئتم أم أبيتم.

abdelhafez
19-03-2015, 11:31 PM
جزااااااااااك الله عنا كل خير .....

abdelhafez
19-03-2015, 11:32 PM
جزااااااااااك الله عنا كل خير .......

Mr. Hatem Ahmed
08-04-2015, 09:48 PM
جزااااااااااك الله عنا كل خير .....

جزااااااااااك الله عنا كل خير .......


بارك اللهُ فيك

Mr. Hatem Ahmed
02-07-2015, 05:27 AM
(87) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَقَطَ عَنْ فَرَسِهِ فَجُحِشَتْ سَاقُهُ، وَآلَى مِنْ نِسَائِهِ شَهْرًا، فَجَلَسَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ دَرَجَتُهَا مِنْ جُذُوعٍ، فَأَتَاهُ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ، فَصَلَّى بِهِمْ جَالِسًا وَهُمْ قِيَامٌ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِنْ صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا». وَنَزَلَ لِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ آلَيْتَ شَهْرًا، فَقَالَ: «إِنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ».


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 378) واللَّفْظُ لَهُ؛ ومُسْلِمٌ (1/ 411) وأَبُو دَاوُدَ (1/ 601) والتِّرمِذِيُّ (2/ 361) والنَّسَائِيُّ (2/ 832) وابْنُ مَاجَةَ (1/ 1238) ومَالِكٌ فِي "المُوَطَّأ" (1/ 16) وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (19/ 12074) وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المُصَنَّف" (2/ 7134) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "المُصَنَّف" (2/ 4078) والطَّيَالِسِيُّ فِي "المُسْنَد" (3/ 2204) والحُمَيْدِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 1223) وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي "المُسْنَد" (1/ 1161) والدَّارِمِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 1291) وابْنُ الجَارُود فِي "المُنْتَقَى" (1/ 229) وأَبُو يَعلَى فِي "المُسْنَد" (6/ 3595) وابْنُ خُزَيْمَةَ فِي "الصَّحِيح" (2/ 977) مُخْتَصَراً؛ وابْنُ حِبَّانٍ فِي "الصَّحِيح" (5/ 2102) والطَّبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الأَوْسَط" (4/ 3636) والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (2/ 3655).

ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (جُحِشَتْ): جُرِحَت، وقَد أَصَابَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ ذَلِكَ بَعض الكَدَمَاتِ فِي الأَعضَاءِ، وتَوَجُّع مَنَعَهُ مِنَ القِيَامِ فِي الصَّلاَةِ.
- (آلَى): حَلَفَ أَلاَّ يَدْخُلَ عَلَيْهِنَّ.
- (مَشْرُبَةٍ): غُرْفَة.
- (جُذُوعٍ): جَمْعُ جِذْعٍ، وهِيَ: سَاقُ النَّخْلِ.
- (يَعُودُونَهُ): يَزُورُونَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
- (لِيُؤْتَمَّ بِهِ): لِيُقْتَدَى بِهِ وتُتَّبَع أَفْعَالُهُ.
- (فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا): خَلْفَهُ لَا مَعَهُ ولَا قَبْلَهُ وُجُوبًا فِي تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ؛ لِأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ الِانْعِقَادُ لِلتَّابِعِ مِنْ حَيْثُ هُوَ تَابِعٌ قَبْلَ مَتْبُوعِهِ.
- (وَإِنْ صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا): مَصْدَرٌ، أَيْ: ذَوِي قِيَامٍ، أَوْ جَمْعٍ، أَيْ: قَائِمِينَ؛ ونَصْبُهُ عَلَى الْحَالِيَةِ.
- (إِنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ): أَيْ هَذَا الشَّهْر.

-- فَفِي الحَدِيثِ الشَّرِيفِ بَيَانُ صِفَةِ اِقْتِدَاءِ المَأْمُومِ بِالإِمَامِ، ومُتَابَعَتِهِ لَهُ؛ فَقَد أَرشَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَأْمُومِينَ إِلَى الحِكْمَةِ مِن جُعْلِ الإِمَامِ وهِيَ: أَنْ يُقْتَدَى بِهِ ويُتَابَع، فَلاَ يُخْتَلَفُ عَلَيْهِ بِعَمَلٍ مِنَ أَعمَالِ الصَّلاَةِ، وإِنَّمَا تُرَاعَى تَنَقُّلاَتُهُ بِنِظَامٍ.

Mr. Hatem Ahmed
03-07-2015, 02:54 AM
(88) عَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَأَنَا حِذَاءَهُ، وَأَنَا حَائِضٌ، وَرُبَّمَا أَصَابَنِي ثَوْبُهُ إِذَا سَجَدَ". قَالَتْ: "وَكَانَ يُصَلِّي عَلَى الخُمْرَةِ".


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 379) ومُسْلِمٌ (1/ 513) وابْنُ مَاجَةَ (1/ 958، 1028) وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (44/ 26806) وابْنُ رَاهْوَيْه فِي "المُسْنَد" (4/ 2010) وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المُصَنَّف" (1/ 2952) والطَّبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الكَبِير" (24/ 1) والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (3/ 5225، 5226).

ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِي الحَدِيث: هِـــــيَ:أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ/ مَيْمُوْنَةُ بِنْتُ الحَارِثِ بنِ حَزْنٍ بْنِ بُجَيْرِ بنِ الهُزْمِ بنِ رُوَيْبَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ هِلاَلِ بنِ عَامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ الهِلاَلِيَّةُ. مِنْ سَادَاتِ النِّسَاءِ؛ وزَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأُخْتُ أُمِّ الفَضْلِ زَوْجَةِ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وخَالَةُ خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ، وخَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ. هِيَ آخِرُ مَن تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَد تَزَوَّجَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذِي القَعدَةِ سَنَةَ سَبْعٍ (7 هــ)؛ ورَوَت عَنْهُ 13 حَدِيثاً. قَالَت عَنْهَا أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: "كَانَتْ مِنْ أَتْقَانَا للهِ، وأَوْصَلِنَا لِلرَّحِمِ". تُوُفِّيَتْ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ مَيْمُوْنَةُ بِسَرِفٍ (مَوْضِعٌ بِالقُربِ مِن مَكَّةَ) سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ (51 هـــ)؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.

ثالثاً: شَرحُ الحَدِيث:

- (وَأَنَا حِذَاءَهُ): جُمْلَة اِسْمِيَّة وَقَعَت حَالاً، أَيْ: والحَالُ أَنَا بِإِزَائِهِ. فَالحِذَاءُ والحُذْوَةُ والحِذَةُ كُلُّهَا بِمَعنَى: بِجَانِبِ.
- (وَأَنَا حَائِضٌ): أَيْضاً جُمْلَة اِسْمِيَّة وَقَعَت حَالاً.
- (الخُمْرَةِ): حَصِيرَة أَوْ سَجَّادَة صَغِيرَة، تُنْسَج مِن أَغْصَانِ النَّخْلِ وتُزَيَّن بِالخُيُوطِ؛ وسُمِّيت خُمْرَة: لأَنَّهَا تَسْتُرُ وَجْهَ المُصَلِّي عَنِ الأَرضِ ،كَتَسْمِيةِ الخِمَارِ لِسُتْرَةِ الرَّأْسِ.

ومِمَّا يُؤْخَذُ مِنَ الحَدِيثِ:

- جَوَازُ مُبَاشَرَةِ الحَائِضِ لِلمُصَلِّي وغَيْرِهِ، وأَنَّهَا مَحمُوَلَةٌ عَلَى الطَّهَارَةِ فِي بَدَنِهَا وثِيَابِهَا حَتَّى يَبْدُو خِلاَفَ ذَلِك.
- ويُسْتَدَلُّ بِهِ أَيْضاً عَلَى أَنَّ المُصَلِّي إِذَا حَاذَتُهُ اِمْرَأَةٌ، فَإِنَّ صَلاَتَهُ لاَ تَفْسَدُ بِذَلِكَ، إِذَا كَانَت المْرَأَةُ فِي غَيْرِ صَلاَةٍ.

Mr. Hatem Ahmed
04-07-2015, 05:00 AM
(89) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ لَهُ، فَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: «قُومُوا فَلِأُصَلِّ لَكُمْ». قَالَ أَنَسٌ: فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ لَنَا، قَدِ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ، فَنَضَحْتُهُ بِمَاءٍ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَفَفْتُ وَاليَتِيمَ وَرَاءَهُ، وَالعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا، فَصَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ.


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 380) ومُسْلِمٌ (1/ 658) وأَبُو دَاوُدَ (1/ 612) والتِّرمِذِيُّ (1/ 234) والنَّسَائِيُّ (2/ 801)، ومَالِكٌ فِي "المُوَطَّأ" (1/ 31) وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (19/ 12340) وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المُصَنَّف" (1/ 4948) والطَّيَالِسِيُّ فِي "المُسْنَد" (3/ 2139) وابْنُ الجَعْدِ فِي "المُسْنَد" (1/ 1503) والحُمَيْدِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 1228) والدَّارِمِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 1324) وابْنُ الجَارُود فِي "المُنْتَقَى" (1/ 314) وأَبُو يَعلَى فِي "المُسْنَد" (6/ 3328) وابْنُ خُزَيْمَةَ فِي "الصَّحِيح" (3/ 1538) وابْنُ حِبَّان فِي "الصَّحِيح" (5/ 2205)، والطَّبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الكَبِير" (25/ 292) وفِي "المُعجَم الأَوْسَط" (2/ 1427)، والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (2/ 4926).

ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (حَصِيرٍ): بِسَاطٌ مَنْسُوجٌ مِن وَرَقِ النَّخْلِ.
- (مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ): مِن كَثْرَةِ مَا اسْتُعمِل.
- (فَنَضَحْتُهُ): رَشَشْتُهُ بِالمَاءِ تَلْيِينًا أَوْ تَنْظِيفًا.
- (اليَتِيمَ): هُوَ ضُمَيْرَةُ بْنُ أَبِي ضُمَيْرَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
- (العَجُوزُ): هِيَ أُمُّ سُلَيْمٍ؛ الغُمَيْصَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ الأَنْصَارِيَّةُ. صَحَابِيَّةٌ، وهِيَ أُمُّ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ. لَمَّا مَاتَ زَوْجُهَا مَالِكُ بنُ النَّضْرِ (أَبُو أَنَس)، تَزَوَّجَهَا أَبُو طَلْحَةَ زَيْدُ بنُ سَهْلٍ الأَنْصَارِيُّ، فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا عُمَيْرٍ، وَعَبْدَ اللهِ. وكَانَت مِنْ أَفَاضِلِ النِّسَاءِ، شَهِدَتْ حُنَيْناً وَأُحُداً، ورَوَت عَن نَبِيِّهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 14 حَدِيْثاً؛ قَالَ عَنْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ خَشْفَةً بَيْنَ يَدَيَّ، فَإِذَا أَنَا بِالغُمَيْصَاءِ بِنْتِ مِلْحَانَ». تُوُفِّيَت أُمُّ سُلَيْمٍ فِي سَنَةِ ثَلاَثِينَ (30 هـــ) ظَناً. رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.

وفِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الفَوَائِدِ

- جَوَازُ الصَّلاَةِ عَلَى الحَصِيرِ، وهَذَا لَا خِلَافَ فِيه بَيْنَ الفُقَهَاءِ سَلَفاً وخَلَفاً.
- ولَا خِلَافَ بَيْنَ الفُقَهَاءِ فِي أَنَّ سُنَّةَ النِّسَاءِ القِيَامُ خَلْفَ الرِّجَالِ، فَلَا يَجُوزُ لَهُنَّ القِيَامُ مَعَهُم فِي الصَّفِّ.
- وفِيهِ الإِمَامَةُ فِي النَّافِلَةِ.
- وفِيهِ إِجَابَةُ الدَّعوَةِ إِلَى الطَّعَامِ فِي غَيْرِ الوَلِيمَةِ.
- وفِيهِ أَنَّ المَرأَةَ الصَّالِحَةَ إِذَا دَعَت إِلَى طَعَامٍ أُجِيبَت.

Mr. Hatem Ahmed
06-07-2015, 05:03 AM
(90) عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا قَالَتْ: "كُنْتُ أَنَامُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِجْلاَيَ فِي قِبْلَتِهِ، فَإِذَا سَجَدَ غَمَزَنِي، فَقَبَضْتُ رِجْلَيَّ، فَإِذَا قَامَ بَسَطْتُهُمَا". قَالَتْ: "وَالبُيُوتُ يَوْمَئِذٍ لَيْسَ فِيهَا مَصَابِيحُ".


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 382) ومُسْلِمٌ (1/ 512) وأَبُو دَاوُدَ (1/ 712) والنَّسَائِيُّ (1/ 168) ومَالِكٌ فِي "المُوَطَّأ" (1/ 2) وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (40/ 24169) وابْنُ رَاهْوَيْه فِي "المُسْنَد" (2/ 600) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "المُصَنَّف" (2/ 2376) والطَّيَالِسِيُّ فِي "المُسْنَد" (3/ 1555) وابْنُ الجَعْدِ فِي "المُسْنَد" (1/ 1544) وأَبُو يَعلَى فِي "المُسْنَد" (8/ 4888) وابْنُ خُزَيْمَةَ فِي "الصَّحِيح" (2/ 823) وابْنُ حِبَّانَ فِي "الصَّحِيح" (6/ 2342) والطَّبَرَانِيُّ "المُعجَم الأَوْسَط" (2/ 1980) والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (1/ 615).

ثانياً: شَرحُ الحَدِيث:

- (كُنْتُ أَنَامُ): أَضْطَجِعُ عَلَى هَيْئَةِ النَّائِمِ.
- (بَيْنَ يَدَيْ): أَمَام.
- (غَمَزَنِي): أَي بِيَدِهِ؛ فَالغَمْزُ: هُوَ المَسَّ أَوْ العَصْرُ بِرُؤُوسِ الأَصَابِعِ؛ وهُوَ المُرَادُ بِهِ هُنَا فِي الحَدِيثِ. ويُرَادُ بِهِ أَيْضاً: الإِشَارَةُ بِالعَيْنِ أَوْ الحَاجِبِ.
- (مَصَابِيحُ): جَمْعُ مِصْبَاحٍ، وهُوَ مَا يُسْتَضَاءُ بِهِ؛ وأَرَادَت بِقَوْلِهَا هَذَا الاِعتِذَار عَن نَوْمِهَا عَلَى تَلِك الصِّفَةِ حَالَ سُجُودِ، أَيْ: لَوْ كَانَ فِيهَا مَصَابِيح لَقَبَضَت رِجْلِهَا عِنْدَ سُجُودِهِ.

ومَا يُؤْخَذُ مِنَ الحَدِيثِ

- جَوَازُ اِعتِرَاضِ النَّائِمِ أَمَامَ المُصَلِّي إِذَا كَانَ بِحَاجَةٍ، كَضِيقِ المَكَانِ.
- أَنَّ اِعتِرَاضَ المَرأَةِ أَمَامَ المُصَلِّي، لاَ يَقْطَعُ الصَّلاَةَ ولاَ يَنْقُصُهَا.
- جَوَازُ مِثْلِ هَذِهِ الحَرَكَةِ فِي الصَّلاَةِ، وأَنَّهَا لاَ تَخِلُّ بِهَا.
- مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأَهْلُهُ عَلَيْهِ مِن ضِيقِ الحَيَاةِ، رَغْبَةً فِيمَا عِنْدَ اللهِ، وزُهْدًا فِي هَذِهِ الحَيَاةِ الفَانِيَةِ.

Mr. Hatem Ahmed
08-07-2015, 03:24 PM
(91) وعَنْهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي وَهِيَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ القِبْلَةِ عَلَى فِرَاشِ أَهْلِهِ اعْتِرَاضَ الجَنَازَةِ".


أولاً: تَخْرِيج الحَدِيثِ: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 383) ومُسْلِمٌ (1/ 512) وأَبُو دَاوُدَ (1/ 711) والنَّسَائِيُّ (2/ 759)، وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (40/ 24153) وابْنُ رَاهْوَيْه فِي "المُسْنَد" (2/ 601) وعَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "المُصَنَّف" (2/ 2374) والطَّيَالِسِيُّ فِي "المُسْنَد" (3/ 1560) والدَّارِمِيُّ فِي "السُّنَن" (2/ 1453) وأَبُو يَعلَى فِي "المُسْنَد" (7/ 4490) وابْنُ خُزَيْمَةَ فِي "الصَّحِيح" (2/ 826) وابْنُ حِبَّانَ فِي "الصَّحِيح" (6/ 2390) والطَّبَرَانِيُّ "المُعجَم الأَوْسَط" (1/ 549) والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (2/ 3498).

ثانياً: شَرحُ الحَدِيثِ:

- (عَلَى فِرَاشِ أَهْلِهِ): أَيْ الفِرَاشُ الَّذِي يَنَامُ عَلَيْهِ مَعَ زَوْجَتِهِ.
- (اعْتِرَاضَ الْجِنَازَةِ): مَنْصُوبٌ بِأَنَّهُ مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ بِعَامِلٍ مُقَدَّرٍ، أَيْ: مُعتَرِضَةٌ اعتِرَاضًا كَاعتِرَاضِ الجِنَازَةِ. والمُرَادُ: أَنَّهَا تَكُونُ نَائِمَةً بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ جِهَةِ يَمِينِهِ إِلَى جِهَةِ شِمَالِهِ كَمَا تَكُونُ الجِنَازَةُ بَيْنَ يَدَيِ المُصَلِّي عَلَيْهَا.

-- فَفِي الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: أَنَّ الصَّلاَةَ جَائِزَةٌ عَلَى كُلِّ شَيىءٍ طَاهِرٍ، فِرَاشًا كَانَ أَوْ غَيْرِهِ.

Mr. Hatem Ahmed
09-04-2016, 03:04 PM
(92) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: "كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَضَعُ أَحَدُنَا طَرَفَ الثَّوْبِ مِنْ شِدَّةِ الحَرِّ فِي مَكَانِ السُّجُودِ".


أولاً: تَخْرِيجُ الحَدِيثِ: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 385) واللَّفْظُ لَهُ؛ ومُسْلِمٌ (1/ 620)، وأَبُو دَاوُدَ (1/ 660)، والتِّرمِذِيُّ (2/ 584)، والنَّسَائِيُّ (2/ 1116)، وابْنُ مَاجَةَ (1/ 1033)، وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (19/ 11970)، وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المُصَنَّف" (1/ 2769)، والدَّارِمِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 1376)، وأَبُو يَعلَى فِي "المُسْنَد" (7/ 4152)، وابْنُ خُزَيْمَةَ فِي "الصَّحِيح" (1/ 675)، وابْنُ حِبَّانَ فِي "الصَّحِيح" (6/ 2354)، والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (1/ 2070).

ثانياً: شَرْحُ الحَدِيْثِ:

- (كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ): أَيْ كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةَ الظُّهْرِ فِي شِدَّةِ الحَرِّ.

- (فَيَضَعُ أَحَدُنَا طَرَفَ الثَّوْبِ): أَيْ يَجْعَلُ طَرَفَ ثَوْبِهِ تَحْتَ جَبْهَتِهِ لِيَكُوْنَ فَاصِلاً بَيْنَهَا وبَيْنَ الأَرضِ.

- (مِنْ شِدَّةِ الحَرِّ): أَيْ لِيَقِي نَفْسَهُ مِنْ شِدَّةِ حَرَارَةِ الأَرضِ المُتَوَقِّدَة.

- (فِي مَكَانِ السُّجُودِ): حَيْثُ تَلْتَهِبُ الأَرضُ مِن حَرَارَةِ أَشِعَةِ الشَّمْسِ فِيفَصْلِ الصَّيْفِ.

-- ويُسْتَفَادُ مِنَ الحَدِيْثِ: جَوَازُ السُّجُوْدِ عَلَى الثَّوْبِ مُتَّصِلاً كَانَ أَوْ مُنْفَصِلاً، وهُوَ مَذْهَبُ الجُمْهُورِ خِلاَفاً لِلْشَّافِعِيِّ.

Mr. Hatem Ahmed
10-04-2016, 09:51 AM
(93) وعَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ؟ قَالَ: "نَعَمْ".


أولاً: تَخْرِيجُ الحَدِيثِ: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 386)، ومُسْلِمٌ (1/ 555)، والتِّرمِذِيُّ (1/ 400)، والنَّسَائِيُّ (1/ 775)، وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (20/ 12965)، وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المُصَنَّف" (2/ 7867)، والطَّيَالِسِيُّ فِي "المُسْنَد" (3/ 2237)، والدَّارِمِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 1417)، وابْنُ الجَارُود فِي "المُنْتَقَى" (1/ 174)، وأَبُو يَعلَى فِي "المُسْنَد" (6/ 3667)، وابْنُ خُزَيْمَةَ فِي "الصَّحِيح" (2/ 1010)، والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (2/ 4253).

ثانياً: شَرْحُ الحَدِيْثِ:

- (أَبِي مَسْلَمَةَ): هُوَ سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَسْلَمَةَ، أَبُو مُسْلَمَةَ الأَزْدِيٌّ الطَاحِيٌّ؛ مَنْسُوبٌ إلَى طَاحِيَةَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ، مُتَّفَقٌ عَلَى الِاحْتِجَاجِ بِحَدِيثِهِ.

- (نَعْلَيْهِ): النِّعَالُ جَمْعُ نَعْلٍ، وهُوَ كُلُّ مَا يُلْبَسُ فِي القَدَمِ، والشَّرْطُ أَنْ يَكُوْنَ طَاهِرًا.

-- والحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ الصَّلَاةِ فِي النِّعَالِ، إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيْهِمَا نَجَاسَةٌ.

Mr. Hatem Ahmed
12-06-2016, 04:56 AM
(94) عَنْ هَمَّامِ بْنِ الحَارِثِ، قَالَ: "رَأَيْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بَالَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى". فَسُئِلَ، فَقَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنَعَ مِثْلَ هَذَا». قَالَ إِبْرَاهِيمُ: "فَكَانَ يُعْجِبُهُمْ لِأَنَّ جَرِيرًا كَانَ مِنْ آخِرِ مَنْ أَسْلَمَ".



أولاً: تَخْرِيجُ الحَدِيثِ: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 387) واللَّفْظُ لَهُ؛ ومُسْلِمٌ (1/ 272)، وأَبُو دَاوُدَ (1/ 154)، والتِّرمِذِيُّ (1/ 93)، والنَّسَائِيُّ (1/ 118)، وابْنُ مَاجَةَ (1/ 543)؛ وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (31/ 19236)، وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المُصَنَّف" (1/ 1857)، وعَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "المُصَنَّف" (1/ 756)، والحُمَيْدِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 815)، وابْنُ الجَارُود فِي "المُنْتَقَى" (1/ 81)، وابْنُ خُزَيْمَةَ فِي "الصَّحِيح" (1/ 186)، وابْنُ حِبَّانَ فِي "الصَّحِيح" (4/ 1336)، والطَّبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الكَبِير" (2/ 2394)، والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (1/ 556).


ثانياً: رَاوِيُّ الحَدِيْثِ: هُـــــوَ: جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَابِرِ بنِ مَالِكٍ بْنِ نَصْرِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ جُشَمِ بنِ عَوْفٍ البَجَلِيُّ؛ أَبُو عَمْرٍو. الأَمِيْرُ، النَّبِيْلُ، الجَمِيْلُ. مِنْ أَعْيَانِ الصَّحَابَةِ؛ أَسْلَمَ فِي سَنَةِ 10 هِجْرِيَّة، وبَايَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ؛ فَكَانَ كَمَا بَايَعَ حَتَّى وَفَاتَهُ. ومَا رَآهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ تَبَسَّمَ فِي وَجْهِهِ، ودَعَا لَهُ بِقَوْلِهِ: (اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِياً مَهْدِيّاً). وكَانَ جَرِيْرٌ بَدِيْعَ الحُسْنِ، كَامِلَ الجَمَالِ؛ لِدَرَجَةِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، قَالَ عَنْهُ: "جَرِيْرٌ يُوْسُفُ هَذِهِ الأُمَّةِ". تُوُفِّيَ جَرِيْرٌ سَنَةَ إِحْدَى وخَمْسِيْنَ مِنَ الهِجْرَةِ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.


ثالثاً: شَرْحُ الحَدِيْثِ:

- (فَسُئِلَ): بِصِيْغَةِ المَبْنِي لِلْمَفْعُولِ، أَيْ: سُئِلَ جَرِيْرٌ عَنِ المَسْحِ عَلَى الخُفَّيْنِ فِي الصَّلاَةِ فِيْهِمَا؛ والسَّائِلُ لَهُ هَمَّامُ بْنُ الحَارِثِ، رَاوِي الحَدِيْثِ عَنْهُ.

- (صَنَعَ مِثْلَ هَذَا): أَيْ مِنَ المَسْحِ والصَّلاَةِ فِي الخُفَّيْنِ.

- (قَالَ إِبْرَاهِيْمُ): هُوَ الرَّاوِي عَنْ هَمَّامٍ لِهَذَا الحَدِيْثِ.

- (فَكَانَ يُعْجِبُهُم): التَّابِعُونَ، لأَنَّ جَرِيرًا كَانَ مِنْ آخِرِ مَنْ أَسْلَمَ؛ ووَجْهُ الإِعْجَابِ: بَقَاءُ الحُكْمِ، فَلاَ نَسْخَ بِآيَةِ المَائِدَةِ كَمَا زَعَمَهُ بَعضُهُم.


-- ومِمَّا يُؤْخَذُ مِنَ الحَدِيْثِ:

- جَوَازُ البَوْلِ بِمَشْهَدِ الرَّجُلِ؛ وإِنْ كَانَت السُّنَّة الاِسْتِتَارُ عَنْهُ.

- جَوَازُ المَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ.

- جَوَازُ الصَّلاَةُ بِالْخُفَّيْنِ.

المحترف الصغير 1
12-06-2016, 02:29 PM
لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين استغفرك واتوب اليك

Mr. Hatem Ahmed
12-06-2016, 10:47 PM
لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين استغفرك واتوب اليك


جزاك الله خيراً وبارك فيك

أبو إسراء A
13-06-2016, 02:20 PM
جزاكم الله خيرا

Mr. Hatem Ahmed
13-06-2016, 05:56 PM
جزاكم الله خيرا


بارك الله فيكم

شركة تقنيات التعليم
14-06-2016, 05:26 PM
مشكورين مشكورين

Mr. Hatem Ahmed
14-06-2016, 10:29 PM
مشكورين مشكورين


شكراً جزيلاً للمرور الكريم

Mr. Hatem Ahmed
15-06-2016, 12:43 AM
(95) وعَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: «وَضَّأْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ وَصَلَّى».


أولاً: تَخْرِيجُ الحَدِيثِ: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 388)؛ ومُسْلِمٌ (1/ 274)، وأَبُو دَاوُدَ (1/ 149)، والنَّسَائِيُّ (1/ 82)، وابْنُ مَاجَةَ (1/ 389)؛ وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (30/ 18134).

- (وَضَّأْتُ): صَبَبْتُ المَاءَ عَلَيْهِ لِيَتَوَضَّأ.


-- ومِمَّا يُؤْخَذُ مِنَ الحَدِيْثِ:

- جَوَازُ المَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ.

- جَوَازُ الصَّلاَةُ بِالْخُفَّيْنِ ... وهَذَا بِإِجْماَعِ المُسْلِمِينَ سَلَفاً وخَلَفاً؛ ولَم يُخَالِف فِيْهِ إِلاَّ الشِّيعَةُ، والعَجَبُ أَنَّ مِنْ رُوَاةِ الحَدِيْثِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ! وقَد قَالَ النَّوَوَيُّ: رَوَاهُ مِنَ الصَّحَابَةِ خَلاَئِقٌ لاَ يُحْصَوْنَ، ونَقَلَ عَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ سَبْعُونٌ.

Mr. Hatem Ahmed
18-06-2016, 12:53 AM
(96) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى صَلاَتَنَا وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذَلِكَ المُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ، فَلاَ تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ».


أولاً: تَخْرِيجُ الحَدِيثِ: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 391) واللَّفْظُ لَهُ؛ والنَّسَائِيُّ (7/ 3968)، والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (2/ 2198).

ثانياً: شَرْحُ الحَدِيْثِ:

- (أَكَلَ ذَبِيحَتَنَا): تَنْوِيهٌ بِاليَهُودِ الَّذِينَ لاَ يَأْكُلُونَ ذَبِيْحَةَ المُسْلِمِيْنَ.

- (ذِمَّةُ): هِيَ الأَمْنُ والعَهْدُ.

- (ذِمَّةُ اللهِ): أَمَانُهُ وضَمَانُهُ.

- (تُخْفِرُوااللهَ): تَغْدُرُوا بِهِ وتَنْقُضُوا عَهْدَهُ.


-- والمَعْنَى الإِجْمَالِي لِلْحَدِيْثِ: لاَ تَقْتُـلُواْ، ولاَ تُؤْذُواْ مَنْ فَعَلَ هَذَهِ الخِصَالَ؛ فَإِنَّكُم لَوْ قَتَلْتُمُوهُ لَنَقَضُّتْم عَهْدَ اللهِ وحَارَبْتُم اللهَ بِسَبَبِ قَتْلِهِ.

-- فَإِنْ قِيْلَ: لِمَ لَمْ يَذْكُر مِنَ الأَرْكَانِ غَيْرَ الصَّلاَةِ فِي هَذَا الحَدِيثِ؟!

فَالجَوَابُ: لِأَنَّهُ مَعْلُومٌ أَنَّ الكَافِرَ لاَ يُصَلِّي صَلاَتَنَا، ولاَ يَسْتَقْبِلَ قِبْلَتَنَا، فَمَنْصَلَّى صَلاَتَنَا واسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا فَقَد اِعتَرَفَ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ وقَبِلَ قَوْلَهُ، فَإِذَا صَدَّقَهُ عَلَى الرِّسَالَةِ، وقَبِلَ قَوْلَهُ فِي الصَّلاَةِ، واسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَالظَّاهِرُ والغَالِبُ أَنَّهُ لاَ يُنْكِرُ شَيْئًا مِمَّا أَمَرَهُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ مِنْ أَحْكَامِ الدِّيْنِ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ، فَلاَ حَاجَةَ إِلَى ذِكْرِ جَمِيْعِ الأَرْكَانِ؛ لأَنَّ مَا ذُكِرَ فِي هَذَا الحَدِيْثِ يَدُلُّ عَلَى البَاقِي.

Mr. Hatem Ahmed
26-06-2016, 05:21 AM
(97) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البَيْتَ، دَعَا فِي نَوَاحِيهِ كُلِّهَا، وَلَمْ يُصَلِّ حَتَّى خَرَجَ مِنْهُ، فَلَمَّا خَرَجَ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي قُبُلِ الكَعْبَةِ، وَقَالَ: «هَذِهِ القِبْلَةُ».


أولاً: تَخْرِيجُ الحَدِيثِ: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 398) واللَّفْظُ لَهُ؛ ومُسْلِمٌ (2/ 1330)، وأَبُو دَاوُدَ (2/ 2027)، وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (4/ 2562)، وعَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "المُصَنَّف" (5/ 9058)، والطَّبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الكَبِير" (11/ 12153)، والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (2/ 3792).

ثانياً: شَرْحُ الحَدِيْثِ:

- (البَيْتَ): المَسْجِدَ الحَرَامَ.
- (نَوَاحِيهِ): جَمْعُ نَاحِيَةٍ، وهِيَ: الجِهَة.
- (قُبُلِالكَعْبَةِ): مُقَابِلُهَا.

-- والمَعْنَى الإِجْمَالِي لِلْحَدِيْثِ: أَنَّ أَمْرَ القِبْلَةِ قَدِ اسْتَقَرَّ عَلَى اسْتِقْبَالِ هَذَا البَيْتِ فَلَا يُنْسَخُ بَعْدَ اليَوْمِ.

مادوكا
26-06-2016, 10:09 AM
جميل جدا يامستر حاتم

ربنا يجازي خضرتك كل خير ع مجهودك

Mr. Hatem Ahmed
26-06-2016, 07:00 PM
جميل جدا يامستر حاتم

ربنا يجازي خضرتك كل خير ع مجهودك


ربنا يخليكِ ويبارك فيكِ يا خلود ويسعدك دنيا وآخرة

أسعدني مرورك الجميل وجلماتك الأجمل

Mr. Hatem Ahmed
27-06-2016, 04:54 AM
(98) وعَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: أُتِيَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقِيلَ لَهُ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الكَعْبَةَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَأَقْبَلْتُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ خَرَجَ وَأَجِدُ بِلاَلًا قَائِمًا بَيْنَ البَابَيْنِ، فَسَأَلْتُ بِلاَلًا، فَقُلْتُ: أَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الكَعْبَةِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، رَكْعَتَيْنِ، بَيْنَالسَّارِيَتَيْنِ اللَّتَيْنِ عَلَى يَسَارِهِ إِذَا دَخَلْتَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَصَلَّى فِي وَجْهِ الكَعْبَةِ رَكْعَتَيْنِ».


أولاً: تَخْرِيجُ الحَدِيثِ: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 397) واللَّفْظُ لَهُ؛ ومُسْلِمٌ (2/ 1329)، وأَبُو دَاوُدَ (2/ 2023)، والتِّرمِذِيُّ (3/ 874)، والنَّسَائِيُّ (2/ 749)، وابْنُ مَاجَةَ (2/ 3063)؛ وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (39/ 23907)، وعَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "المُصَنَّف" (5/ 9064)، والطَّيَالِسِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 1211)، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي "المُسْنَد" (1/ 776)، والدَّارِمِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 1908)، وابْنُ خُزَيْمَةَ فِي "الصَّحِيح" (4/ 3008)، وابْنُ حِبَّانَ فِي "الصَّحِيح" (5/ 2220)، والرُّوْيَانِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 757)، والشَّاشِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 946)، والطَّبَرَانِيُّ فِي "المُعجَم الكَبِير" (1/ 1032)، والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (5/ 9721).

ثانياً: شَرْحُ الحَدِيْثِ:

- (بَيْنَ البَابَيْنِ): بَيْنَ مِصْرَاعَيْ البَابٍ، لَأنَّهُ لَم يَكُنْ لَهَا حِينَئِذٍ إِلاَّ بَابٌ وَاحِدٌ كَمَا هِيَ الآنُ.

- (السَّارِيَتَيْنِ): مُثَنَّى سَارِيَةٍ، وهِيَ: الأُسْطُوَانَةُ والدِّعَامَةُ الَّتِي يَقُومُ عَلَيْهَا السَّقْفُ.

- (فَصَلَّى فِي وَجْهِ الكَعْبَةِ رَكْعَتَيْنِ): مُوَاجِهُ بَاب الكَعْبَةِ، وهُوَ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

-- وفِي الحَدِيْثِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهُم سُنَّةَ مَوْقِفِ الإِمَامِ، وأَنَّهُ يَقِفُ فِي وَجْهِهَا دُونَ أَرْكَانِهَا وجَوَانِبِهَا، وإِنْ كَانَتِ الصَّلَاةُ فِي جَمِيعِ جِهَاتِهَا مُجْزِئَةً.

Mr. Hatem Ahmed
28-06-2016, 06:43 AM
(99) عَنْ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ، سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ أَنْ يُوَجَّهَ إِلَى الكَعْبَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ}. (سورة البقرة الآية: 144)، فَتَوَجَّهَ نَحْوَ الكَعْبَةِ، وَقَالَ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ، وَهُمُ اليَهُودُ: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا، قُلْ لِلَّهِ المَشْرِقُ وَالمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}. (سورة البقرة، الآية: 142)، فَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ مَا صَلَّى، فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الأَنْصَارِ فِي صَلاَةِ العَصْرِ نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ، فَقَالَ: هُوَ يَشْهَدُ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّهُ تَوَجَّهَ نَحْوَ الكَعْبَةِ، فَتَحَرَّفَ القَوْمُ، حَتَّى تَوَجَّهُوا نَحْوَ الكَعْبَةِ".


أولاً: تَخْرِيجُ الحَدِيثِ: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 399) ولَهُ اللَّفْظُ؛ ومُسْلِمٌ (1/ 525)، والتِّرمِذِيُّ (1/ 340)، والنَّسَائِيُّ (1/ 489)، وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (30/ 18707)، وابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "المُصَنَّف" (1/ 3371)، والطَّيَالِسِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 755) مُخْتَصَرًا، وابْنُ الجَعْدِ فِي "المُسْنَد" (3/ 2570)، وابْنُ الجَارُود فِي "المُنْتَقَى" (1/ 165)، وابْنُ خُزَيْمَةَ فِي "الصَّحِيح" (1/ 437)، وابْنُ حِبَّانَ فِي "الصَّحِيح" (4/ 1716)، والرُّوْيَانِيُّ فِي "المُسْنَد" (1/ 278) مُخْتَصَرًا، والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (2/ 2191).

ثانياً: رَاوِيُّ الحَدِيْثِ: هُـــــوَ: البَرَاءُ بنُ عَازِبِ بنِ الحَارِثِ الأَنْصَارِيُّ؛ أَبُو عُمَارَةَ الحَارِثِيُّ. الفَقِيْهُ الكَبِيْرُ، مِنْ أَعْيَانِ الصَّحَابَةِ، وأَبُوْهُ مِنْ قُدَمَاءِ الأَنْصَارِ. رَوَى البَرَاءُ حَدِيْثاً كَثِيْراً، وشَهِدَ خَمْسَ عَشْرَةَ غَزْوَةً مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واسْتُصْغِرَ يَوْمَ بَدْرٍ؛ وتُوُفِّيَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وسَبْعِيْنَ من الهجرة (72 هــ)؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثالثاً: شَرْحُ الحَدِيْثِ:

- (صَلَّى نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ): صَلَّى بِالمَدِينَةِ جِهَةَ بَيْتِ المُقَدَّسِ.

- (ستَّةَ عشَرَ شَهْرًا): أَيْ مِنَ الهِجْرَةِ.

- (أَنْيُوَجَّهَ): بِالبِنَاءِ لِلمَفْعُولِ، أَيْ: يُؤْمَرُ بِالتَّوَجُّهِ.

- (رَجُلٌ): قِيْلَ هُوَ: عَبَّادُ بْنُ بِشْرِ بْنِ قَيْظِيٍّ الأَنْصَارِيُّ؛ وقِيْلَ هُوَ: عَبَّادُ بْنُ نَهِيكِ الأَنْصَارِيُّ.

- (بَعْدَ مَا صَلَّى): مَا هُنَا إِمَّا مَصْدَرِيَّةٌ، وإِمَّا مَوْصُولَةٌ.

- (هُوَ يَشْهَدُ): أَرَادَ بِهِ نَفْسَهُ، ولَكِن عَبَّرَ عَنْهَا بِلَفْظِ الغَيْبَةِ عَلَى سَبِيلِ التَّجْرِيدِ، أَوْ عَلَى طَرِيقَةِ الِالتِفَاتِ، أَوْ نَقْلِ كَلَامِهِ بِالمَعْنَى.


-- ويُسْتَنْبَطُ مِنَ الحَدِيْثِ:

- جَوَازُ نَسْخِ الأَحْكَامِ عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ.

- الدَّلِيْلُ عَلَى نَسْخِ السُّنَّةِ بِالقُرْآنِ عِنْدَ الجُمْهُورِ.

- الدَّلِيْلُ عَلَى قَبُولِ خَبَرِ الوَاحِدِ.

- وُجُوبُ الصَّلَاةِ إِلَى القبْلَةِ، والإِجْمَاعُ عَلَى أَنَّهَا الكَعْبَة المُشَرَّفَة.

- أَنَّ النَّسْخَ لَا يَثْبُت فِي حَقِّ المُكَلَّفِ حَتَّى يَبْلُغَهُ.

- صِحَّةُ صَلاَتِهِم قَبْلَ النَّسْخِ، وكَذَا العَمَلُ بِكُلِّ مَنْسُوخٍ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ نَاسِخُهُ.

Mr. Hatem Ahmed
16-09-2016, 07:07 AM
(100) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: بَيْنَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ، إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ، فَقَالَ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الكَعْبَةَ، فَاسْتَقْبِلُوهَا"، وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّأْمِ، فَاسْتَدَارُوا إِلَى الكَعْبَةِ.



أولاً: تَخْرِيجُ الحَدِيثِ: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 403)؛ ومُسْلِمٌ (1/ 526)، والنَّسَائِيُّ (1/ 493)؛ ومَالِكٌ فِي "المُوَطَّأ" (1/ 6)، والشَّافِعِيُّ فِي "المُسْنَد" (1/ 177)، وأَحمَدُ فِي "المُسْنَد" (8/ 4642)، والدَّارِمِيُّ فِي "المُسْنَد" (2/ 1270)، وابْنُ خُزَيْمَةَ فِي "الصَّحِيح" (1/ 435)، والبَيْهَقِيُّ في "السُّنَن الكُبْرَى" (2/ 2189).


ثانياً: شَرْحُ الحَدِيْثِ:

- (بِقُبَاءٍ): مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ ظَاهِرٌ، يَقَعُ بِالقُرْبِ مِنَ المَدِيْنَةِ المُنَوَّرَةِ.

- (آتٍ): أَيْ إِنْسَانٍ آتٍ، وهُوَ: عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

- (وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّأْمِ): أَيْ مُسْتَقْبِلِيْنَ جِهَةَ بَيْتِ المَقْدِسِ.


-- ومِمَّا يُؤْخَذُ مِنَ الحَدِيْثِ: أَنَّ مَنْ صَلَّى إِلَى غَيْرِ القِبْلَةِ لِعُذْرٍ، مِثْلُ أَنْ يَظُنَّ أَنَّ القِبْلَةَ فِي جِهَةٍ فَيُصَلِّي إِلَيْهَا، ثُمَّ تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّ جِهَةَ القِبْلَةِ غَيْرِهَا، إِمَّا فِي الصَّلاَةِ أَوْ بَعْدَ تَمَامِهَا، فَإِنَّهُ لاَ إِعَادَةَ عَلَيْهِ، وأَنْ كَانَ قَدْ صَلَّى إِلَى غَيْرِ القِبْلَةِ سَهْوًا، فَإِنَّهُ اسْتَنَدَ إِلَى مَا يَجُوزُ لَهُ الإِسْنَاد إِلَيْهِ عِنْدَ اشْتِبَاهِ القِبْلَةِ، وهُوَ اجْتِهَادُهُ، وعَمَلَ بِمَا أَدَّاهُ اجْتِهَادُهُ إِلَيْهِ، فَلاَ يَكُونُ عَلَيْهِ إِعَادَةٌ ... وهَذَا هُوَ قَوْلُ جُمْهُورِ العُلَمَاءِ، مِنْهُم: سَعِيْدُ بْنُ المُسَيَّبِ، وعَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، والحَسَنُ البَصْرِيُّ، وعَامِرٌ الشَّعْبِيُّ، وسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَك، وأَبُو حَنِيْفَةَ، والشَّافِعِيُّ، وأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ... وقَالَ مَالِكٌ والأَوْزَاعِيُّ: يُعِيْدُ فِي الوَقْتِ، ولاَ يُعِيْدُ بَعْدَهُ.

أحمد هاشم الزيدي
17-09-2016, 08:04 PM
مجهود رائع من شخصيه تستحق كل التقدير والاحترام لمن تعامل معهم

فعلاً ربنا يبارك فيك اخي الكريم مستر حاتم وجعل الله هذا العمل في ميزان حسانتك يوم القيامة باذن الله تعالي

Mr. Hatem Ahmed
18-09-2016, 07:06 AM
مجهود رائع من شخصيه تستحق كل التقدير والاحترام لمن تعامل معهم

فعلاً ربنا يبارك فيك اخي الكريم مستر حاتم وجعل الله هذا العمل في ميزان حسانتك يوم القيامة باذن الله تعالي





جزاك الله خيرًا أخي العزيز الأستاذ/ أحمد

شرَّفني وأسعدني مرورك الجميل ودعائك وكلماتك الأجمل والأجمل

بارك الله فيك

aya mido
19-09-2016, 04:22 PM
مشكووووووووووووور

Mr. Hatem Ahmed
20-09-2016, 07:15 AM
مشكووووووووووووور


جزاكِ اللهُ خيرًا

مذكرات جديده
20-09-2016, 10:00 AM
بارك الله فيك

شكرااااااااا

مشكورررررر

مجهود رائع

نتمني المزيد

لا اله الا الله

Mr. Hatem Ahmed
20-09-2016, 02:53 PM
بارك الله فيك

شكرااااااااا

مشكورررررر

مجهود رائع

نتمني المزيد

لا اله الا الله


جزاك الله خيرًا

وشكرًا جزيلاً لمرورك الكريم

aymaan noor
17-11-2016, 11:02 AM
رائعة جدا جدا جدا أستاذنا الفاضل مستر حاتم

جزاك الله خيرا و بارك الله فيك

Mr. Hatem Ahmed
17-11-2016, 08:47 PM
رائعة جدا جدا جدا أستاذنا الفاضل مستر حاتم

جزاك الله خيرا و بارك الله فيك





دائمًا ما يسعدني ويشرفني تواجد حضرتك في أي موضوع لي أستاذي العزيز مستر/ أيمن

فجزيل شكري وتتقديري وتحياتي لحضرتك

جزاكم الله خيرًا

ابومنه 25
26-10-2017, 11:19 PM
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله

جزاك الله خيرا و بارك الله فيك

لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله

الحمد لله على نعمة الاسلام

MrAhmedMagdyZag
28-01-2018, 06:37 AM
بارك الله فيك

Mr. Hatem Ahmed
29-03-2018, 01:13 AM
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله

جزاك الله خيرا و بارك الله فيك

لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله

الحمد لله على نعمة الاسلام

بارك الله فيك


جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم جميعًا

MicheleKet
27-10-2020, 08:58 AM
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : قال الله : إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه ، وإذا كره لقائي كرهت لقاءه .
رواه البخاري

muhelfeki
23-05-2023, 06:15 PM
جزاك الله خيرا

abdulmaksoud
30-08-2023, 11:40 AM
ممتاز بارك الله فيكم اعمالكم و رزقكم الهدى و الفلاح و الغنا

Mr. Hatem Ahmed
25-09-2024, 04:46 AM
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : قال الله : إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه ، وإذا كره لقائي كرهت لقاءه .
رواه البخاري

جزاك الله خيرا

ممتاز بارك الله فيكم اعمالكم و رزقكم الهدى و الفلاح و الغنا

جزاكم اللهُ خيرًا وبارك فيكم